بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
- دكتور.. آه.. آه.. فين الدكتور اللي هنا؟
- الف سلامة عليك مالك؟
- عايز دكتور.. جنبي هيموتني.
- طب تعالى.. تعالى.. على مهلك.. ولا اقولك استنى اجيبلك كرسي.
- ياريت انا مش قادر ادوس على رجلي.
- طب ثانية واحدة.
راح فرد الأمن بسرعة جاب كرسي ورجعلي، قعدت على الكرسي، وبعدها مشي بيا لحد أوضة الكشف وعلى باب الأوضة صرخ بصوت عالي...
- الحق يا دكتور.. الراجل تعبان أوي.. شكلها زايدة.
الاوضة كانت عبارة عن مكتب على اليمين، وجوة حوالي 3 سراير كل سرير عليه ستارة، خرج الدكتور براسه من ورا ستارة السرير الأول وقال ببرود..
- سيبه عندك على ما اخلص اللي في ايدي واجي.
قولتله بصوت ماليان تعب...
- الحقني يا دكتور انا بموت.
- ياعم لا هتموت ولا حاجة، ماتقلقش.. هخلص مع المريض ده واجيلك.
كنت حاسس باستفزاز من بروده رفعت راسي ناحيته عشان اتخانق معاه بس ساعتها الكلام وقف في زوري لما شوفت شكله، وشه كان ماليان دم، بصيت لفرد الأمن وبعدين بصيت للدكتور لقيته رجع ورا الستارة، مكانتش عارف اتصرف إزاي فاضطريت أرضى بالأمر الواقع واستناه، بص لي فرد الأمن وقتها وقالي...
- انا اسف بس مضطر ارجع مكاني بسرعة.. انت عارف.
- لا ولا يهمك.. كتر خيرك.
- الف سلامة عليك.
- الله يسلمك.. تسلم.
زقني بالكرسي لحد المكتب وبعدها ساب الأوضة وخرج، مافيش ثواني وسمعت صوت دربكة ورا الستارة، ومعاها صوت الدكتور بيقول...
- اصبر بقى يا ابو فكري ماتعصبنيش.. خلاص هانت.
الصوت كان صوت خبط السرير أو الترولي اللي بينام عليه المريض، وكإنه بيحاول يقوم بس الدكتور مثبته بالعافية، بلعت ريقي بصعوبة، وحاولت اتحرك، خصوصًا لما سمعت صوت الأنين جاي من ورا الستارة، كان أنين مكتوم، ومع الوقت الصوت بدأ يتحول لصرخات أعلى، حطيت ايدي على عجل الكرسي وحاولت الف بيه عشان اخرج من الأوضة بس الكرسي خبط في المكتب وعمل صوت عالي، في اللحظة دي بصيت على الستارة لقيت الدكتور خارج من وراها وبيقلع الجوانتي الغرقان دم قبل ما ينفخ في الهوا ويمسح عرقه وهو بيقول...
- تبعتني يا أبو فكري.
بص لي بعدها وقرب مني بس فجأة راح ناحية الباسكيت ورمى الجوانتي، في نفس الوقت لقيت راجل عريض خارج من ورا الستارة ووشه كله متخيط، وبيقول ببرود...
- تسلم ايدك يا دكتور.
- الله يسلمك.. ماتنساش تسلم على الواد فكري.. وبطل شقاوة هاه.
- حاضر يا دكتور.
عدى الراجل من قدامي وهو بيقول بكل براءة...
- ربنا يشفيك يا استاذ والله حظك حلو انك وقعت مع الدكتور طارق.. ده احسن دكتور في المستشفى.
بصيت على وشه اللي مافيهوش حتة سليمة وقولتله بفزع...
- لا ماهو باين.
- يلا اسيبك انا معاه.. سلاموا عليكوا.
بصيت عليه وهو خارج وبعدين بصيت على الدكتور اللي كان واقف قدامي وبيطرقع رقبته في حركة مرعبة وبعدها سألني بنفس البرود...
- هاه بقى يا سيدي بتشتكي من ايه؟
- انا.. انا مابشتكيش من حاجة.
- احنا هنهزر.. اومال جاي وقاعد على كرسي متحرك ليه؟
- لا دول كانوا شوية تعب وراحوا لحالهم خلاص.
ابتسم ابتسامة عريضة قبل ما يقول...
- اه شكلك خوفت لما شوفت منظر الدم وشكل ابو فكري.. انا اتعودت على كده، انت عارف ابو فكري تقريبًا بيجي يخيط كل يوم، فخلاص يعني مابقاش موضوع غريب.
- اه.. عندك حق.. انا اللي جديد عليا الموضوع ده.
- طب قولي بقى بتشتكي من ايه؟
- انا.. كنت حاسس بتعب في جنبي.
- انهي جنب فيهم بالظبط؟.. الشمال ولا اليمين؟
- لا اليمين.
- طب تعالى.
قرب مني ووقف ورايا، لفيت راسي معاه وانا بتابعه بحذر، لقيته حط ايده على الكرسي وزقني، وهو مبتسم وبيقول...
- انت لسه خايف مني ولا ايه؟!
- لا مش خايف.
- ماتقلقش انا هوديك على السرير عشان اكشف عليك.
دخل بيا عند السرير الأول، فقولتله بتوتر...
- لا لا.. بلاش السرير ده.
- ماشي ياسيدي.. هوديك السرير التاني.
دخلني السرير التاني وبعدها ساعدني عشان اطلع على السرير.. نمت وبدأ يكشف عليا وبعد دقايق قالي...
- لا دي مش زايدة.. انت بتشتكي من الكلى؟
- لا عمري ما اشتكيت منها.
- طب احنا هنعمل شوية تحاليل وهنحتاج نعمل سونار كمان.. انا هنادي على الممرضة عشان توديك تعمل الكلام ده وبعدن ترجعلي.
- تمام.
خرج من الأوضة عشان ينده الممرضة زي ما قال، كنت باصص في السقف لما فجأة حسيت بصوت جاي من على يميني، لفيت وشي وساعتها شوفت الستارة بتتحرك، كانت بتتهز جامد، قومت بهدوء وانا عيني عليها، نزلت رجلي على الأرض وعدلت هدومي قبل ما اقف، سندت على ايد الكرسي بس في اللحظة دي.. في اللحظة دي في ايد خرجت من الستارة واتعلقت في الهوا، من الخضة سندت بتقلي على الكرسي اللي زحف بيا على البلاط، ولقيت نفسي قاعد على ركبي وماسك بايديا الاتنين في مسنط الكرسي والايد دي قدام عيني بالظبط، فضِلت باصصلها لثواني، وانا ميت من الرعب، بعدها قومت وبفضول مديت ايدي على الستارة، كنت عايز اعرف وراها ايه بس في نفس الوقت مرعوب من اللي هشوفها، حاولت استجمع شجاعتي وضغطت على الستارة وقبل ما اشدها...
- ايه اللي قومك من مكانك؟
- هاه.
لفيت وشي لقيت الدكتور واقف عند السرير وجنبه الممرضة، رجعت بصيت على الايد.. بس.. بس ماكنتش موجودة، بلعت ريقي وقولتله...
- حاولت.. حاولت.. استعد عشان نمشي على طول بس يظهر كده الكرسي زحف على البلط فلقيت نفسي واقع على الأرض.
- ما يوقع إلا الشاطر.. اقعد على الكرسي عشان حنان توديك المعمل وبعدها أوضة السونار.
- حاضر.
بصيت للحنان اللي كانت حاطة ايديها الاتنين في جيوبها وبتبصلي، بس انا ماكنتش مركز مع وشها قد ما كنت مركز مع اللبانة اللي بتاكلها بشكل مستفز لدرجة حسيت انها بتاكلها جوة ودني، قعدت على الكرسي وجت هي زقت الكرسي وخرجت بيا من الأوضة، كنا وصلنا لنص الطُرقة تقريبًا لما وقفت عشان تكلم زميلتها...
- شوفتي يا فاتن اللي حصل إمبارح؟
- لا انا كنت اجازة زي ما انتِ عارفة.. ايه اللي حصل؟
- مش الدكتور ابراهيم قفش الواد زيكو وهو بيسرق علبتين من الدولاب.
شهقت فاتن بطريقة مبالغ فيها وهي بتضرب بايدها على خدها...
- وعمل في ايه؟
- حاوله للتحقيق طبعَا وبلغ عنه الحكومة.
- يخرب بيتك يا زيكو.. وهو ليه عمل كده؟
- اسكتي ياختي تطلع بيعمل كده من زمان وماحدش كان يعرف.
رفعت راسي لفوق وانا بقولها...
- لوسمحت يعني ممكن توديني للمعمل وبعدين تبقوا تتكلموا في المواضيع دي في وقت تاني براحتكوا.
- الله ياخويا مالك مستعجل كده ليه؟.. ما احنا هنروح نوقف هناك ياما.
- طب ما هو عشان كده نلحق الطابور.
- طيب ياسي المستعجل.. روحي انتِ يافاتن وابقى اكملك اللي حصل بعدين، احسن بقولك ايه.. امبارح حصل حتة حوار انما ايه...
- ياستي يلا.
- روحي يافاتن، اما اشوف الراجل ده اخرته ايه.. سلام ياحبيبتي.
زقت الكرسي وهي بتنفخ قبل ما تقولي...
- نفسي اعرف انت متسربع على ايه؟
- تعبان وعايز اخلص كشف واروح ارتاح.
- ماشي ياسيدي، ادينا وصلنا.
بصيت للناس اللي قدامي وانا بتحرك براسي وبحاول اشوف من بينهم ايه اللي قدام، وبعدين سألتها...
- وصلنا فين؟.. انا مش شايف معمل.
- لا ما هو المعمل لسه في اخر الطرقة وده الطابور.. استناني هنا بقى هروح اعمل حاجة وارجعلك.. يكون دورك جِه.
- ماشي ياستي.
رجعت الكرسي وخلت ضهره للحيطة وبعدين سابتني ومشيت، سندت راسي على الحيطة اللي ورايا وحاولت استرخي على مايجي دوري.
بصيت في الساعة كان عدى حوالي نص ساعة، لما لقيتها بتقرب مني وبتقولي...
- يلا بينا.
- دوري جِه؟
- اه يلا بينا.
- بس الناس لسه زي ماهي ماحدش اتحرك من مكانه.
- ياخويا انت غلباوي ليه؟.. انا قولتلك دورك جِه يبقى دورك جِه، ولا عايز تقعد تستنى الطابور؟
- لا خلاص اللي تشوفيه.
زقت الكرسي وعدت بيا بين الناس، لحد ما وصلنا لباب مكتوب عليه المعمل، دخلتني جوة ووقفت الكرسي في نص الأوضة وراحت ناحية الممرضة اللي قاعدة وناولتها ورقة الدكتور كاتبها، خدت منها الممرضة الورقة بصت فيها بتركيز وبعدها قامت فتحت دولاب على يمينها وخرجت منه سرنجة وقربت مني، ربضت دراعي وبدأت تسحب العينة، بس في وسط ماكنت بتسحب العينة، عينيها جت في عيني، حسيتها بتلمع، وفي رعشة غريبة في مناخيرها، بعدها ابتسمت ابتسامة غريبة وبصت على السرنجة، قبل ما تتعدل فجأة وتقولي...
- اضغط كويس على القطنة دي.. ربع ساعة والنتيجة هتظهر.
اتنهدت بارتياح أول ما بعدت عني وهزيت دماغي وانا بقولها...
- تمام.
خرجتني حنان بره الأوضة، وبعدها مشيت بيا من بين الطابور زي ما دخلنا، ودخلت بيا من ممر على اليمين، وفي اول الممر يافطة مكتوب عليها الأشعة، وصلنا لأوضة في الوش بعدها دخلتني حنان جوة وقعدتني على السرير وفي نفس الوقت كان الدكتور الموجود في الأوضة جهز المعدات، قرب مني وخد الورقة من حنان وبص فيها بعدين ابتسم في وشي وبدأ شغله.
لما خلص ماتكلمش معايا نهائيًا، سابني ورجع مكتبه وحنان هي اللي ساعدتني عشان اقوم وارجع للكرسي تاني، بعدها خرجنا من الأوضة، في الطريق لمحت اتنين ممرضات جايين قدامي وبيضحكوا، وأول ما بصوا ناحيتي ابتسامتهم اختفت وبصولي بصة مرعبة، غمضت عيني لحد ما بعدنا شوية، وبعدين فتحت لقيت نفسي قدام أوضة الكشف، بصيت لليافطة الموجودة على الباب.. ايوة هي أوضة الكشف، بصيت فوقي مالقتش حنان، اتلفت يمين وشمال ماكنش في حد!.. انا وصلت هنا إزاي؟.. ده انا يدوب غمضت عيني ثواني معدودة، حسيت بوجع شديد، انحنيت بجسمي وانا بحط ايدي على جنبي، آه.. آه، في اللحظة دي سمعت صوت رجلين بتقرب مني، لفيت راسي لورا وانا لسه بنفس الوضع شوفت بالطو أبيض بس ماكنتش قادر اشوف وش اللي بيتكلم، كل اللي سمعته...
- ايه اللي مقعدك كده؟.. انت حاسس بايه؟
الصوت كان بيختفي تدريجيًا، وحسيت إنه بيغم عليا، وقعت من على الكرسي وفي اللحظة دي شوفت جزمة الراجل قبل ما الدنيا تضلم.
لما فتحت عيني حسيت بصداع في دماغي من ورا، وحاجة وجعاني في ايدي، الرؤية كانت مشوشة، بس واحدة واحدة بدأت اشوف كويس، وساعتها اكتشفت إني نايم على سرير في أوضة خاصة، بصيت في الساعة كانت قربت من 8 بالليل!.. إزاي؟.. يعني انا بقالي 6 ساعات في المستشفى!.. امتى الوقت ده عدا؟.. قومت من على السرير وروحت ناحية الباب، حاولت افتحه لكنه مابيتفتحش، حاولت مرة واتنين وتلاتة بس مافيش فايدة، روحت ناحية الشباك لكن عبارة عن مربع من الإزاز بس مافيش فيه أي فتحات، بصيت من وراه، ماكنتش شايف غير سواد حالك، يعني ايه؟.. انا اتحبست هنا؟.. خبطت على الباب بجنون، لكن زي قلته، رجعت قعدت على السرير وانا هتجنن، شوية وسمعت صوت المفتاح بيلف في الباب، اتعدلت في السرير وخدت وضع الاستعداد، اتفتح الباب وشوفت دكتور طارق وحنان داخلين، زعقت فيهم...
- انتوا حبسني هنا ولا ايه؟
رد عليا دكتور طارق وهو بيشاورلي...
- اهدا.. اهدا.. احنا مش حبسينك ولا حاجة، كل الحكاية انك محتاج شوية فحوصات عشان لازم تعمل عملية ضروري.
- عملية ايه؟.. انا سليم وماعنديش أي حاجة.
- اومال كنت جاي ليه؟
- كان شوية وجع وراحوا لحالهم.. انا عايز اخرج من هنا.
- هتخرج بس لما نطمن عليك.
- انا قولتلك عايز اخرج من هنا.. حالًا.
- قولتلك لما نطمن عليك.
قومت من السرير وجريت ناحية الباب، لكنه زقني لورا ورجعني على السرير تاني، حاولت اقاوم بس كان مكتفني جامد وفجأة حسيت بشكة في دراعي.. بصيت لحنان، كانت الإبتسامة على وشها قبل ما الدنيا تضلم.
فتحت عيني لقيت نور الشمس ضارب في وشي، لفيت راسي الناحية التانية وساعتها عيني جت على الباب وبدأت افتكر اللي حصل إمبارح، قومت بسرعة، وجريت عليه، بس الغريبة انه اتفتح معايا بسهولة، خرجت بره لقيت الطُرقة مليانة بالمرضى والممرضات، واحدة منهم بصتلي باستغراب وبعدين مشيت، عدلت شعري بايدي اليمين وبعدين قفلت باب الأوضة ومشيت في الطٌرقة، مش عارف ليه كنت حاسس إن جسمي تقيل في الحركة؟.. وحاسس بعدم إتزان، مشيت حوالي 100 متر وبعدها بدأت أحس بدوخة رهيبة، شوفت بنت قاعدة على كراسي انتظار قربت منها وقعدت على كرسي جنبها، الدوخة كانت قوية جدًا، سندت راسي على الحيطة ورايا، وساعتها حسيت بايد بتلمسني، لفيت وشي ببطء لقيت البنت بتبصلي وبتضحك، ابتسمتلها وساعتها قالتلي...
- عمو انت كويس؟
هزيت دماغي بنعم وانا لسه مبتسم في وشها، لقيتها بتلقائية بتقولي...
- الحمدلله.
- انتِ هنا ليه؟
- ماعرفش بس عمو اللي لابس بالطو بيقول إني هبقى كويسة قريب.
- إن شاء الله ياحبيبتي.. انتِ اسمك ايه؟
- مرام.. وانت؟
- اسمك حلو.. انا اسمي حسن. تعرفي إن انا بنتي هي كمان اسمها مرام.
- بجد!.. وعندها كام سنة؟
- 10 سنين.. قدك كده.
- الله.. ابقى هاتها العب معاها ياعمو.
- حاضر يا حبيبتي.. هبقى اخد عنوانك واجيبها تزورك بس نخرج من هنا الأول.
- حاضر.
- انا هقوم امشي وهبقى ارجعلك تاني.
- ماشي مع السلامة.
سيبتها وقمت مشيت، كان حواليا ناس كتير، مديت خطوتي وانا بحاول أوصل لباب الخروج بسرعة قبل ما ياخدوا بالهم من هروبي، بصيت في الساعة وكانت وقتها 1 الضهر، فضِلت ماشي لحد ما وصلت قبل باب الخروج وساعتها شوفت فرد الأمن اللي دخلني لما جيت، خوفت يشوفني فاستخبيت بسرعة، راقبته لحد ما شوفته وهو رايح ناحية أوضة الكشف، اتحركت بسرعة عشان اخرج بس فجأة حسيت بحاجة بتشكني في دراعي وماحسيتش بأي حاجة تانية.
فتحت عيني لقتني على السرير والأوضة مقفولة عليا، بصيت في الساعة اللي كانت داخلة على8 بالليل، قومت من على السرير وحاولت افتح الباب لكنه كان مقفول زي امبارح بالظبط، بصيت من الشباك كان سواد حالك، حسيت بوجع شديد في جنبي، ماكنتش قادر اقف على رجلي، روحت ناحية الباب وانا بصرخ، فضِلت اخبط لكن ماحدش بيسمعني، رجعت السرير، كنت بتقلب يمين وشمال من الوجع، صرخت كتير، بصوت عالي، لكن ماحدش كان سامعني، العرق بقى بينزل مني زي المطر، درجة حرارتي عليت، مش فاكر ايه اللي حصل تاني ليلتها.. بس اللي فاكره إني فوقت على صوت ساعة ايدي، فتحت جفوني بالعافية، شوفت ساعة ايدي قدام عينيا بترن على 10 الصبح، كنت شايف باب الحمام من وضعي ده، رفعت نفسي وساعتها اكتشفت اني نايم على الأرض، وقفت ودخلت الحمام، غسلت وشي وظبط شعري، بعدها روحت ناحية الباب مسكت الأوكرة ولفيتها والغريبة إن الباب اتفتح بسهولة، وأول ما اتفتح شوفت قدامي نفس الممرضة اللي قابلتها امبارح عند الباب، وبرضه بصتلي باستغراب ومشيت، مش فاهم هي بتبصلي كده ليه؟.. بس انا لازم اخرج من هنا، مش هينفع اقعد أكتر من كده في المستشفى دي، مشيت حوالي 100 متر وفجأة سمعت صوت بيقول...
- عمو.. عمو حسن.
وقفت مكاني فجأة وبصيت ناحية الصوت، ماكنتش شايف مين بينده، الناس كتير أوي في الطُرقة، كنت لسه سامع الصوت بس مش قادر اشوف مين بينده، لحد ما الطُرقة فضيت شوية وساعتها شوفتها، كانت مرام هي اللي بتنده، واقفة على كراسي الانتظار وبتشاورلي، قربت منها بسرعة، وأول ما وصلتلها سألتها بابتسامة...
- ازيك.. عاملة ايه؟
- الحمدلله ياعمو.. انت عامل ايه؟
- الحمدلله ياحبيبتي.. ايه انتِ ماروحتيش من امبارح ليه؟
بصت في الأرض وقالت بزعل...
- عمو بيقول لسه شوية.
- إن شاء الله هتبقي كويسة.
- بس انا زعلانة منك.
- مني انا؟!.. ليه؟
- عشان قولتلي امبارح إنك جاي وماجتش.
- اها.. معلش بقى عمو قابلني وصمم إني أروح معاه ولما رجعت مالقتكيش.
- على فكرة ياعمو انت بتكدب.
- ايه!
- ايوة لإن انا قاعدة هنا مابتحركش.. وانت ماجتش امبارح.
- وقاعدة هنا ليه؟
- ماهي دي الأوضة بتاعتي.
شاورت على الباب اللي جنب كراسي الانتظار، قولتلها باستغراب...
- طب وانتِ بتفضلي قاعدة بره ليه؟.. مش بتدخلي في الأوضة ليه؟
- تؤ هنا أحسن.. الأوضة كئيبة.
- طب هم فين ماما وبابا؟
- موجودين معايا.. بس بابا راح يجيب حاجات وماما نايمة جوة.
- اه.
- وانت مافيش حد معاك يا عمو حسن؟
- لا ياحبيبتي.. مافيش.
- ليه؟.. انت ماعندكش بابا وماما؟
بصيتلها وسرحت لثواني قبل ما اقولها...
- لا كان عندي.. بس بابا وماما بتوعي عند ربنا.
- يا حرام.
ابتسمت من ردها، لكن فاجئتني بسؤال تاني...
- طب ومرام فين؟.. مش انت قولتلي امبارح انك عندك بنت قدي؟
- مرام!.. مرام زمانها دلوقتي قاعدة في الفصل بتاعها، او ممكن تكون في الفُسحة بتلعب مع زمايلها، مش انتِ بتروحي المدرسة زيها؟
- اه بس من ساعة ماتعبت وجيت هنا وانا مش بروح.
في اللحظة دي وش مرام اتغير وبان عليه علامات الرعب، فسألتها بقلق..
- مالك في ايه؟
كانت بصة ورايا وهي مرعوبة، لفيت وشي وساعتها لقيت الدكتور طارق وحنان جايين من اخر الطُرقة، بصتلها وقولتلها...
- ماتخافيش.
قالت بصوت مهزوز...
- انا مش بحب عمو وطنط دول.. دايمًا بيخوفوني.
- ماتخافيش ماحدش فيهم هيعملك حاجة.
لفيت وشي وانا ببصلهم بغضب، كانوا بيقربوا مننا بسرعة، وأول ما وصلوا عندنا قومت وقفت في وشهم، طارق زقني وحاول يعدي ناحية مرام لكني مسكت فيه ورجعته لورا، بص لي بغِل قبل ما يقرب مني ويضربني في جنبي اليمين، الضربة وجعتني بس اتحملت وعدلت نفسي بسرعة ومسكت فيه، في نفس الوقت حنان قربت من مرام ومسكتها، ضربت طارق ضربة رجعته لورا وجريت على حنان وشديت منها مرام اللي كانت بتصرخ، لكن حنان شدتها قصادي، وفجأة حسيت بالإبرة بتدخل في رقبتي وثواني وماكنتش حاسس بحاجة.
فوقت على صوت خبط، فتحت عيني، كانت الدنيا ضلمة، صوت الخبط بيزيد، حاولت امشي مع الصوت، لاقيته جاي من باب الأوضة، مديت ايدي في الهوا لحد ما وصلت لكوبس النور دوست عليه لكن مانورش، حسيست بايدي على الحيطة وانا مركز مع الصوت لحد ما وصلت للباب، مسكت الأوكرة ولفيتها بس مابتفتحش، لزقت في الباب وانا بحاول اسمع، كنت سامع صوت صرخات عالية، لفيت الأوكرة لكن برضه الباب مابيفتحش، وفي اللحظة دي صوت الخبط زاد ومعاه سمعت صوت مرام بتعيط وهي بتقول...
- عمو حسن.. الحقني ياعمو حسن.
- مرام.. مرام انتِ كويسة.
- لا.. انا بموت ياعمو.. الحقني أرجوك.
- مرام انا.. انا.. مش....
- مع السلامة يا عمو حسن.. هتوحشني أوي.
- مرام لا.. مرام استني.. استني انا...
صوتها اختفى.. لزقت في الباب أكتر عشان اسمعها.. لكن ماكنتش سامع غير صوت استغاثات..
- مرام.. انتِ موجودة.. مرااام.
في اللحظة دي لفيت الأوكرة بكل قوتي والغريبة ان الباب اتفتح المرة دي، بس أول ما اتفتح لقيت النار ماسكة في كل حاجة، مشيت ببطء وانا بحاول افادي النار، وفجأة شوفتها، كانت واقفة عند باب أوضتها وبتنده عليا...
- عمو حسن.. انا هنا.
جريت عليها بسرعة وانا بنط وسط النار، حواليا كانوا الممرضات والمرضى والدكاترة كله بيحاول يهرب، وصلتلها أخيرًا، ابتسمت في وشي وقالت...
- كنت عارفة إنك مش هتسيبني.
مسكت ايدي وفتحت باب أوضتها.. أول ما دخلنا جوة قفلِت مرام الباب بسرعة، حسيت بهدوء رهيب، بصيت حواليا لقيت الأم نايمة على الكنبة، مرام سابت ايدي وراحت ناحية السرير، بصيت ساعتها على السرير، وكانت.. كانت مرام هي اللي نايمة عليه، بصيت للي جنب السرير وسألتها...
- ازاي؟.
- هي دي الحقيقة.
في اللحظة دي الجهاز اللي جنب السرير بدأ يعمل صوت عالي، الأم قامت مخضوضة وجريت على بنتها، بصت على الجهاز برعب قبل ما تفتح باب الأوضة وتخرج، قربت انا من السرير، مرام كانت نايمة زي الملايكة، الدكتور دخل ومعاه أكتر من ممرضة، كلهم بيجروا وبيحاولوا ينقذوها بأي شكل، مرام اللي كانت واقفة جنبي بصتلي وقالت...
- خلي بالك من نفسك ياعمو حسن.. وسلملي على بنتك.. انا متأكدة اننا كنا هنبقى اصحاب أوي.
- مرام لا.. لا يا مرام.. لازم تقاومي.. اوعي تستسلمي للموت.
- هتوحشني ياعمو حسن.
مسكت ايد مرام وهي على السرير، وفجأة كل حاجة اختفت، مرام والأجهزة والدكتور والممرضات والأوضة كلها، ولقيت نفسي في وسط الخراب والدمار في طُرقة المستشفى، عرفت ساعتها انها ماتت.
******
في اللحظة دي اتكلمت سيرين وقالتله...
- بس مرام ماماتتش يا حسن.. وهي أصلًا ماسمهاش مرام.
- يعني ايه!.
- انت مشوش، وحكايتك داخلة في بعضها، مشاهد كتير اتجمعت في دماغك بس انت مش قادر ترتبهم، مش قادر تعرف الحقيقي من المزيف.
- لا، كل اللي حكيته صح وبنفس الترتيب.
- غلط.. انا هقولك الترتيب الصح.. انت دخلت المستشفى عشان كنت تعبان جدًا، وساعتها ماكنش في دكتور في أوضة الكشف، قعدت على كرسي كان موجود قدام الأوضة ولما التعب اشتد عليك وحرارتك عليت بدأت تدخل في إغماء، ساعتها شافك الدكتور كريم، جري عليك وفورًا دخلت أوضة العمليات، وبعد ما خرجت من العملية، نقلوك للأوضة اللي كنت بتحكي عنها.
- ماحصلش انا ماعرفش دكتور كريم اللي بتقولي عليه ده.. لكن انا شوفت طارق وحنان وعارفهم.
- ماهو انت مالحقتش تشوف كريم لإنه لما شافك أول مرة كان مغم عليك.. ولما فوقت بعد العمليات مالحقتش تشوفه بسبب اللي حصل بعدها.
- وهو ايه اللي حصل؟
الدور اللي كانت فيه الأوضة بتاعتك ولع، والنار مسكت في الدور كله، والغريبة انك محاولتش تهرب.
- الباب كان مقفول.
- لا كان مفتوح بدليل انك لما قررت تنقذ تقى الباب اتفتح معاك عادي.. انت اللي كنت بتخاف من النار.. وعشان كده قررت تفضل في الأوضة وماتخرجش.
- تقى مين؟.. انا البنت اللي قابلتها كانت اسمها مرام؟
- مش صحيح، مرام دي تبقى بنتك انت.
- ايوة ايوة انا عارف إن بنتي اسمها مرام.. بس برضه البنت اللي قابلتها كانت بنفس الاسم.
- اللي قابلتها اسمها تٌقى.. وهي البنت اللي عايشة هنا في البيت ده، تقى دخلت في غيبوبة وعشان كده انت كنت قادر تشوفها ولما فاقت اختفت.. وهي برضه اللي عرفتنا انك موجود معاهم في البيت.
- بيت ايه؟
- البيت اللي احنا فيه دلوقتي.
- انا.. انا كنت في المستشفى ايه.. ايه اللي جابني هنا؟
- حسن انت ميت من20 سنة.
- انتِ بتقولي ايه؟!
- بقولك الحقيقة.. المستشفى اللي انت مُت فيها اتهدت من زمان جدًا.. بسبب العفاريت اللي كانت بتظهر فيها.. بس انا عايز اعرف انت ليه بتظهر لصحاب البيت؟
سكت حسن شوية.. بصتلي وقتها سيرين باستغراب، شاورتلها إن كل حاجة تمام، لحد ما رجع صوت حسن...
- نفسي اهلي يعرفوا مكاني.. ماحدش يعرف اني كنت في المستشفى ولا في الدور ده تحديدًا وقت الحريق، مُت من غير ما أهلي يعرفوا عني حاجة، يومها كنت شغال انا وسلام صاحبي في العمارة اللي في وش المستشفى، احنا بنشتغل عمال محارة، فجأة حسيت بتعب في جنبي، طنشت وقولت مش مهم، بس شوية والتعب شد عليا، ساعتها قررت اروح اكشف، بس عشان ماعملش شوشرة قولت لسلام اني رايح اشتري سجاير، ونزلت بهدوم الشغل من غير حتى ما اخد محفظتي، على البوابة الأمن طلب مني اقطع تذكرة بس ماقدرتش اروح، فدخلت على طول، لقيت أوضة الكشف فاضية، ووانا قاعد الوجع زاد عن حده وبدأت احس انه بيغم عليا، ووقتها شوفت حد بيقرب، بس ماقدرتش اشوف وشه، وماحستش بالدنيا من حواليا بعدها، غير لما فوقت وانا في الأوضة، وساعتها حصلت الحريقة، فتحت الباب لقيت ناس بتجري يمين وشمال، خرجت بره في الطُرقة، شوفت النار ماسكة في الدور كله، جريت على الأوضة تاني ووانا بقفل الباب لقيت ممرضة بتبصلي باستغراب، طبعًا كانت مستغربة ازاي بتحامى في الأوضة بدل ما اهرب من الحريقة، ماهي ماتعرفش اني بخاف من النار من يوم الحريقة اللي حصلت في شقتي.. فضِلت قاعد على السرير وانا شايف النار بتاكل الباب، والدخان ملى المكان، بدأت اتخنق، بس ماكنتش عارف اعمل ايه، حتى الشباك ماكنش فيه منه مخرج.
- وطبعًا اتخنقت قبل ما تتحرق.. وماحدش من اهلك قدر يعرف انك كنت موجود في المستشفى يومها لانك ماثبتش دخولك في الدفاتر الرسمية.. بس برضه انت ليه بتأذي أصحاب البيت؟
- انا مأذتش حد بالعكس انا حاولت اساعدهم، اللي بيأذيهم طارق وحنان، ودول كانوا شياطين وهم عايشين.. كانوا بيتاجروا بأعضاء البشر، انا دايمًا بحاول انقذ اصحاب البيت منهم بس للأسف مش بقدر عليهم لوحدي ده غير ان معاهم كيانات تانية من اللي كانوا في الدور يومها.
- يعني انت مستعد تساعدني نخرجهم من البيت؟
- مستعد.. وهقولك مكانهم.. حنان ماتت في الطرُقة اللي بين الشقق وده المكان اللي بتظهر فيه.. وهي اللي بتخبط على البيبان بالليل، بتستنجد بهم عشان ينقذوها، ولما مابيفتحوش بتحلف تنتقم منهم تاني يوم الصبح، أما طارق فهو اللي بيظهر في الشقة اللي قصاد الشقة دي، دايمًا بيكح بنفس الطريقة اللي كان بيكح بيها قبل ما يتخنق ويموت، والباقيين كل واحد فيهم، بيظهر في شقة أو أوضة على حسب أماكن موتهم، بس دول أكتر اتنين مؤذيين فيهم.
- انا عندي لك مفاجأة.
- بابا.. ازيك؟
(صمت).
- انا عارفة انك مش عارف صوتي.. انا مرام بنتك اللي سيبتها وهي عندها عشر سنين.. وعاشت العمر ده كله بتدور عليك.
(صوت عياط عن طريق التسجيل).
كملت مرام كلامها بدموع...
- انت وحشتني يا بابا.. كان نفسي اعرف انت فين؟.. حتى لو ميت اعرف مكان قبرك واجي أزورك.. انت مش عارف انا عيشت ازاي السنين دي كلها.
(صمت مختلط ببكاء مرام)
- مرام.. وحشتيني.
- وانت كمان.. وانت كمان ياحبيبي وحشتني أوي.. أوي.
(صوت رنة الساعة في التسجيل)
- خديهم واخرجوا من هنا يا مرام.
بعد الجملة دي بدأنا نسمع صوت خبط على البيبان بشكل هيستري، مع أصوات صرخات عالية، في اللحظة دي قولت لسيرين...
- احنا لازم نخرج من هنا حالًا.
هزت دماغها بالموافقة وهي بتشد ايد مرام اللي كانت باصة في الفراغ وبتبكي، لميت المعدات اللي قدرت عليها وسيبت التسجيل مفتوح، خرجنا من الشقة، وفي الطُرقة بين الشقق كان صوت الخبط والصرخات أوضح وأعلى، بس فجأة ظهر عند السلم وعلى بعد خطوات خيال لكيان منهم، وقفنا احنا التلاتة مكانا، وسألت مرام بفزع...
- هنعمل ايه دلوقتي؟
رديت عليها بصوت مبحوح...
- ششش وطي صوتك.
الكيان كان بيقرب ببطء رجعت لورا وانا ماسك ايد سيرين اللي اتحركت معايا هي ومرام، بس في نفس اللحظة سمعنا صوت جاي من ورانا، لفيت وشي وساعتها شوفت كيان تاني لواحدة ست.. دي أكيد حنان، كانت بتقرب وفي ايديها مقص طبي عليه دم، وقفنا بين الاتنين، شكلهم كان بشع، وشوشهم محروقة وهدومهم غرقانة دم، كان بينا وبينهم خطوة واحدة لما فجأة ظهر كيان تالت وانقض على حنان، كان بيضربها بكل قوته، وبعدها قام وفي ايده المقص وانقض على طارق، اللي زقه ووقعه بعيد، لكنه قام ورجع وضربه تاني، وأول ما طارق بعد عن طريقنا بصلنا الكيان ده وقال بصوت عالي...
- اهربوا بسرعة.
كان صوت حسن، جريت انا وسيرين على السلم بس مرام وقفت مكانها وهي بتبص عليه، رجعت شدتها من ايدها بالعافية وخدتها وخرجنا من العمارة.
ولحد هنا تكون خلصت مغامرتنا النهاردة بس خلوني اوضح شوية نقط، المغامرة دي مش في مصر، سيرين هي صديقة ليا من دولة ما، مش هقول اسمها طبعًا، اتصلت بيا وقالت ان عندها عمارة بيحصل فيها حاجات غريبة، السكان بيظهرلهم كيانات أو أشباح على حد وصفها، وكمان بيسمعوا حد بيخبط على البيبان طول الليل، واللي لفت نظري وشدني في الموضوع لما قالتلي انهم كمان بيتعرضوا لهجوم من الكيانات دي بالنهار، ساعتها خدت القرار اني اسافرلها، وهناك بدأنا نجمع شوية معلومات عن اللي بيحصل، ولما قعدنا مع الطفلة اللي اسمها تقى وحكتلنا اللي شافته وقت ما كانت في الغيبوبة، استنتجنا على طول انا وسيرين إن المكان له قصة مرتبطة بالمستشفى، ولما سألنا عن أصل العمارة عرفنا انها كانت فعلًا مستشفى صغيرة من 3 أدوار، وحصل حريق في الدور التالت واغلب اللي كانوا في الدور ماتوا، بعدها المرضى اشتكوا أكتر من مرة انهم بيشوفوا كيانات غريبة، وعشان كده مع الوقت المستشفى مابقاش حد بيروحها وسمعتها بقت وحشة، قرر صاحبها يهدها ويبني عمارة، بس فضلت الأحداث الغريبة بتحصل، لكن في الدور التاني فقط، وهو الموازي للدور التالت في المستشفى وقت الحريقة، حاولنا نوصل لسجلات المستشفى وقتها لكن كانت معلومات ضعيفة جدًا، وكل اللي قدرنا نوصله هو الدكاترة اللي كانوا في النبطشية وقتها، واللي كان منهم الدكتور كريم اللي أول ما سمع حكاية حسن افتكره على طول وحكى إزاي شافه قدام الأوضة والعملية اللي عملها، طبعًا ماكنش صعب الوصول لاسم حسن بالكامل خصوصًا بعد ما عرفنا اليوم اللي مات فيه، وبالبحث في بلغات المفقودين قدرنا نوصل لاسمه بالكامل وكمان عنوانه وقت الحادث، تواصلنا مع مرام واللي طلبت تحضر معانا، بالمناسبة هي قدرت تتجاوز اللي حصل وبتقول إن حياتها بقت أحسن بعد ما اطمنت على أبوها وعرفت اللي حصله، والعمارة مابقاش فيها أي حاجة، اما انا فشكرت سيرين على المغامرة دي ورجعت مصر وحابب اشكرها تاني دلوقتي، لانها بجد كانت مغامرة لطيفة وتستحق عناء السفر، وبكده تكون خلصت حلقة النهاردة كان معاكم أخوكم مؤنس.
تمت بحمد الله
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل