بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
مش عارف الرسالة دي هتوصك ولا لا؟.. لو وصلتلك اتمنى توصلك كاملة، لإني برضه مش عارف إذا كنت هقدر أكملها للأخر ولا مش هلحق.. خليني أبدأ بسرعة عشان مافيش وقت...
اسمي عاصم.. سني 30 سنة، شغلي.. مش مهم، المهم تقرأ الرسالة وتفهم اللي حصلي كويس.. وهي دي الرسالة...
طول عمري شخص مابيحلمش، اه ماتستغربش، عمري ما حلمت لا حلم حلو ولا وحش، وكنت دايمًا بسأل نفسي انا ليه مابحلمش؟!.. يعني كنت بسمع اصحابي في المدرسة اللي بيقول شاف عفريت واللي بيقول حلم إنه راح ملاهي، وفي اللي كان بيحلم أحلام تانية، ولما كانوا بيسألوني كنت بقولهم مابحلمش.. في الفترة دي سألت أمي انا ليه مش بحلم؟.. بس ماكنتش عارفة إجابة وقالتلي الأحلام دي حاجة بتيجي لوحدها، ماحدش فينا لي يد فيها.. مش عارف لكن مافهمتش كلامه وقتها، ولما كبرت شوية ودخلت الثانوية العامة، الأحلام بتاعت اصحابي بدأت تاخد شكل تاني.. يعني في اللي كان بيحب واحدة ويجي تاني يوم يحكلنا انا حلم بها، وفي اللي كان بيحلم إنه سايق عربية وحاجات من دي.. بصراحة في الفترة دي كنت هموت واحلم، بس برضه ماحلمتش.. دورت في كتب وكمان على مواقع كتير عشان اعرف إزاي ممكن الإنسان يحلم.. سيجموند فرويد بيقول إن الحلم مجرد أفكار حبيسة في نفس الحالم، افكار ممكن عقله الواعي مايعرفش عنها حاجة لكن اللاوعي عنده نفسه فيها، يعني ممكن تكون بتقابل شخص كل يوم في حياتك وبتسلم عليه وبتضحك في وشه ومافيش جواك حاجة مؤذية ناحيته، بس الحقيقة انت فاكر كده أو عقلك الواعي مصورك ده، لكن اللاوعي عندك كل يوم بيضربه أو بيموته في الحلم ومش بيطيقه أساسًا، وبيقول فرويد إن الحلم ساعات بيكون نابع من حاجات الشخص محتاجها في الحقيقة بس مش قادر يوصلها، زي اللي بيحلم بالعربية ومش معاه يشتريها عقله اللاوعي بيصورله في الحلم انه اشترى عربية وبيتفسح بها.
شوفت كمان نظريات بتقول إن ساعات الحلم بيكون هروب من الماضي، وساعات برضه.. بيكون هو الماضي بنفسه بيطاردك.
بصراحة الكلام كان كتير بس الإجماع كان على الجملة اللي قالتهالي أمي من زمان بكل بساطة وهي إن الحلم ماحدش يقدر يتحكم فيه.
حاولت اطبق نظرية فرويد وفضلت أقول في نفسي قبل ما انام نفسي في عربية، بس برضه ماحلمتش بحاجة يومها، واضح إن اللاوعي كان أذكى مني زي ما قال فرويد.. اللاوعي عارف إني مش بحب العربيات أصلًا.
عدت الفترة دي ودخلت الجامعة وكنت برضه لسه مابحلمش!.. بدأت أييس من الموضوع ده وبطلت أدور فيه، وخلصت الجامعة واشتغلت لحد ما بقى سني 25 سنة وهنا بدأت كل حاجة.
كنت في إجازة من الشغل وسافرت أغير جو في الشاليه بتاعنا.. كان معايا اتنين اصحابي من زمان، سليم ويزن قضينا يوم لطيف وفي اخر السهرة دخلت عشان أنام.. وده كان أول حلم ليا في حياتي.
في الليلة دي شوفت نفسي واقف في وسط شقة غريبة عليا ماعرفهاش.. بصيت حواليا مالقتش أي حاجة، الشقة ماكنش فيها عفش كانت على البلاط، فجأة سمعت صوت حد بيصرخ، استنيت شوية لحد ما سمعت الصوت من تاني، جريت ناحية الصوت واكتشفت إنه جاي من ناحية سلم بيطلع على دور تاني، كانت شقة دوبلكس، طلعت السلم بسرعة ودخلت الأوضة اللي جاي منها الصوت بس ساعتها.. ساعتها شوفت سليم ويزن الاتنين قاعدين كل واحد فيهم على كرسي ومتربطين، والاتنين راسهم نازلة على أجسامهم والدم مغرق الأرض.
قومت من الحلم مفزوع وبسرعة جريت على سليم ويزن بس الحمدلله كانوا كويسين.. ماحكتش لحد فيهم الحلم ده.. رغم إنهم كانوا ملاحظين إني متغير وفي حاجة وسألوني كتير لكن ماحكتش، وخلصنا الاجازة ورجعنا بس الحلم فضل معلق في دماغي، الحقيقة ماشوفتش حاجة تانية لأكتر من أسبوع، لحد ما شوفت الحلم التاني.
كنت واقف في بيت والدنيا كانت ضلمة، بعدها شوفت شخص انا عارفه، بس ماكنتش قادر أبدًا افتكر اسمه في الحلم، شوفته داخل من الباب وبعدين قفله وراه، وراح ناحية الصالون، وفي اللحظة دي شوفت حد وشه مش باين مشي وراه وضربه بالسكينة في ضهره، وقع الشخص ده على الأرض اما القاتل فسابه وهرب.
فضلت كتير بعد ما فوقت أحاول افتكر اسم الشخص ده بس حتى شكله بدأ يختفى من ذاكرتي بمرور الأيام، كالعادة ماكنش في حد أحكيله الحلم، وكبرت دماغي، وبدأت اتعامل في الشغل على طبيعتي لحد ما نسيت الحلم تمامًا.. بس بعد مرور سنة تقريبًا حلمت حلم جديد.
في الحلم التالت كنت في الشارع.. راكب العربية بتاعتي وماشي عادي جدًا في طريقي، لحد ما الموبايل رن، بصيت جنبي عشان اجيب التليفون واللي كانت بترن هي أمي، فتح عشان أرد عليها.. بس أول ما لفيت وشي ناحية الطريق لقيت شخص بيعدي من قدامي.. دوست فرامل على الأخر.. لكن للأسف مالحقتش.. خبطت الراجل اللي كان بيعدي وطار في الهوا ونزل ميت.
فوقت من الحلم وانا مضايق.. كنت عايز اشوف شكل الراجل اللي خبطته.. انا مالحقتش اشوف أي تفاصيل.. ويمكن ده الحلم الوحيد اللي فضلت فاكره حوالي شهر.. كل شوية بشوفه قدامي.. كإنه مشهد تلفزيوني بيتعاد.. وكل مرة بحاول اتخيل شكل الراجل لكن مش بقدر.
بعد الشهر نسيت الحلم ورجعت لحياتي.. وعدت سن تقريبًا ماشوفتش أحلام تانية.. لحد ما فجأة شوفت الحلم الرابع.
كنت واقف في القطر في الجزء اللي بيبقى بين العربيتين، وكان في واحد واقف ضهره ليا ووقدامه عند باب القطر شخص تاني انا ماعرفوش.. بس كان بيعيط وبيتوسل للراجل اللي ضهره ليا وبيرجوه إنه يسيبه، لكن من كلام التاني كان باين إنه رافض.. وفجأة لف الشخص ده وشه ونط من القطر.. جريت بسرعة ناحية الباب وخبطت في كتف الشخص اللي كان واقف، بصيت من الباب ماشوفتش غير الدم، خبيت وشي بسرعة بس بعد ثواني لما لفيت مالقتش حد جنبي.
قومت من النوم على صوت صفارة القطر في ودني، وكنت عرقان بشكل رهيب.. حسيت نفسي مكتوم وبتنفس بصعوبة، قعدت على السرير وانا بحاول افهم ايه اللي بيحصلي ده؟.. انا عمري ماحلمت ويوم ما احلم تبقى احلامي كلها كده!.. ماقدرتش انسى الحلم ده أبدًا، بس بعد أسبوع حلمت الحلم الخامس.. بصراحة مش هقولك عليه دلوقتي.. وهسيبه للأخر.. لكن خليني اقولك انه كان أفظع حلم فيهم، الحلم اللي قلب حياتي ومن يومها مارجعتش زي ما كانت، لإني في الحلم الخامس كنت عارف الضحية وعارف القاتل، لكن اللي ماكنتش عارفه هو توقيت الجريمة، بس بعد الحلم ده الأحلام اختفت.. مابقتش بحلم تاني.. لحد ما حصلت الكارثة.
كنت في الشغل يومها لما لقيت سليم بيكلمني وبيقولي...
- ازيك يا عاصم.. عامل ايه؟
- تمام.. اخبارك ايه يا سليم؟
- زي الفل.. بقولك ايه احنا هنتجمع النهاردة عند الواد مؤمن، جاي ولا ايه؟
- اه طبعًا.. مين هيكون موجود؟
- الشلة كلها.. حتى البنات جايين.
- طب فل أوي.. هتتجمعوا على الساعة كام؟
- يعني 10 مثلاً.
- حلو هجيلكوا على هناك.
قفلت معاه وانا مبسوط، بقالنا كتير ماتجمعناش كلنا، كل واحد مشغول في حياته وفين وفين على ما نتجمع، خلصت شغل يومها وروحت البيت وعلى الساعة 9:30 اتحركت على بيت مؤمن.. اللي كان ساكن في كومباوند قصاد الكومباند اللي انا عايش فيه، أول ما وصلت ركنت العربية قدام البيت، ونزلت، ساعتها عيني جت على البيت اللي جنب بيت مؤمن، كان منور وباين من الإزاز إن فيه عمال شاغلين جوة، ماهتمتش ومشيت ناحية بيت مؤمن ومن بره كنت قادر اشوفهم وهم قاعدين جوة البيت، رنيت الجرس بس واضح إن المزيكا كانت عالية عشان كده بصيت من الإزاز وشاورتلهم، قام يزن وفتحلي الباب...
- ازيك يا برو.
- ازيك يا اخو.
- تعالى تعالى.. العيال كلهم جوة.
قال جملته وهو داخل ناحية الصالة، وانا قفلت الباب ودخلت وراه، سملت عليهم كلهم وبعدين قعدت على كرسي موجود جنبهم، بعد ما قعدت بصتلي شيرين وقالت بضحكة...
- ايه يا عاصم ماحدش بيشوفك ليه؟
- مشاغل بقى.. انتِ عارفة الواحد يدوب بيخلص شغل ويرجع مش قادر يتحرك.. وبعدين انتِ اللي مختفية.. ما انا بقابل سليم ويزن ومؤمن كل فترة وكمان ساعات بنقابل يارا وبكينام.. ولما بسألهم عليكِ بيقولوا انهم مش بيشوفكي اصلًا.
- لا انا موجودة هم اللي أندال ومابيسألوش.
بصتلها يارا وقالتلها...
- يا سلام.. احنا برضه اللي ما بنسألش ولا حبيب القلب اللي كان واخد عقلك.
بصتلي يارا بعدها وقالت...
- اصل انت ماتعرفش يا سليم.. شيري كانت متعرفة على واد إنما ايه!.
قاطعتها شيري وقالت...
- خلاص بقى اهو راح لحاله.
- ايوة كده اتعدلي.. ماتغيبيش ولما الموضوع يفكس تفتكري اصحابك وتعملي فيها المسكينة اللي ماحدش بيسأل عنها.
سكتت شيري وهي مضايقة وده طبعًا لإن يارا بوظتلها الخطة لما عرفتني إنها كانت مرتبطة، أصل شيري من أيام الجامعة وهي بتحاول تقربلي بس عمري ماحسيت بحاجة ناحيتها، والحمدلله يارا بوظت الموضوع بدري بدري، قعدنا بعد كده نضحك ونهزر على أيام الجامعة اللي بنفتكرها كل ما بنقعد مع بعض، وشغلنا مزيكا ورقصنا، وكانت القاعدة لذيذة لحد ما فجأة بصيت حواليا مالقتش سليم ويزن، سألت مؤمن وقتها عنهم فقالي ممكن يكونوا بيتكلموا بره بعيد عن الدوشة، خرجت عشان اشوفهم قدام البيت لكن ماكنوش موجودين، بصيت على البيت اللي جنبي لقيت نوره مقفول، والبيت اللي على الشمال كان هو كمان نور مقفول، استغربت اختفائهم المفاجئ.. لكني رجعت ودخلت جوة وقعدت مع الباقيين، عدا بعد الموقف ده حوالي ساعة، وساعتها مسكت تليفوني واتصلت بسليم لكن تليفونها كان مقفول، اتصلت بيزن بعدها بس ماردش، بدأت أقلق.. حطيت التليفون في جيبي وانا بقول لمؤمن...
- العيال دول راحوا فين؟.. واحد تليفونه مقفول والتاني مابيردش.
- ياعم هتلاقيهم قاعدين في العربية في أي حتة بيظبظوا دماغهم.
- عربية ايه؟.. وبعدين ماهو لو كلامك صح كان يزن رد وقالي.
- هو فايق.
- طيب انا هقوم امشي.
ردت شيري وقتها وقالتلي...
- ماتقعد يا عاصم.. القاعدة حلوة ماتبقاش رخم بقى.
- لا كفاية كده، انا مش قادر افتح عيني.
قومت من مكاني ووانا بسلم عليهم تليفوني رن، خرجته من جيبي وبصيت فيه وبعدين قولت لمؤمن...
- ده الواد يزن.. أخيرًا افتكروا انهم كانوا قاعدين مع ناس.
فتحت المكالمة وانا بقول بلهفة...
- ايه يابني انتوا فين كل ده؟
في اللحظة دي ماسمعتش غير صوت نفس.. كان في حد بيتنفس بصوت عالي.. شاورتلهم بايدي عشان يسكتوا وبعديت قولت بقلق...
- يزن انت كويس؟
سمعت صوت أنفاس وبعدها حد قال...
-
- انت مين؟.. الو.. الو.
الخط قطع، لفت انتباهي بسرعة إن الصوت كان في صدى، كإنه واقف في مكان فاضي، وساعتها جِه في دماغي الحلم اللي حلمته زمان، فوقت على صوت مؤمن بيقولي...
- في ايه يا سليم ومين اللي بيتكلم من تليفون يزن؟
ماردتش عليه وخرجت بره، بصيت حواليا يمين وشمال، ووقتها عيني جت على البيت اللي على يميني لقيت بابه مفتوح، الحلم كان بيمر في عقلي بصورة سريعة مختلط بصدي الصوت في المكالمة مع البيت الفاضي، عشان كده لقتني بجري على هناك، وجريوا ورايا مؤمن وشيري ويارا، دخلت من الباب ووقفت في نص الصالة، كانت على البلاط زي الحلم بالظبط، وعشان كده نفذت اللي حصل في الحلم ودورت على السلم اللي بيطلع لفوق، كنت ماشي وانا عارف المنظر اللي هشوفه لما أوصل، طلعت فوق وفعلًا في الأوضة لقيت سليم ويزن كل واحد فيهم قاعد على كرسي وراسه على صدره والدم مغرق الأرض، قربت منهم وساعتها لقيت موبايل يزن قدامه على الأرض، وطيت جيبته وفي اللحظة دي سمعت اصوات مؤمن ويارا وشيري على باب الأوضة ورايا، البنات صرخوا اما مؤمن فقرب في ذهول وقالي...
- مين اللي عمل فيهم كده؟
رفعت راسي وانا لسه قاعد على الأرض وقولتله...
- مش عارف.. بلغ البوليس بسرعة.
خرج مؤمن تليفونه من جيبه واتصل بالبوليس اللي وصل بعدها على طول.
بعد ماوصلت الشرطة كانوا واقفين قدام البيت بيستجوبونا، والمعمل الجنائي في البيت جوة بيرفع البصمات وبيعاين المكان، حكينا للظابط على كل اللي حصل من أول ما اليوم بدأ لحد ما اكتشتف الجثتين، كلنا كنا منهارين من المنظر اللي شوفناه، وعشان كده الظابط سابنا نمشي على وعد إنه هيكلمنا بكرة عشان نكمل باقي الاستجواب، طبعًا اهل سليم ويزن كانوا موجودين ودول استجوابهم لينا كان اصعب من استجواب الشرطة، كان النهار طلع على ما خلصنا كلام وساعتها سيبتهم وروحت.
دخلت البيت وانا مش قادر استوعب اللي حصل، سليم ويزن الاتنين يتقتلوا مع بعض!.. مين اللي قتلهم؟.. وقتلهم ليه؟.. من الإرهاق والعياط نمت، ماعرفش نمت قد ايه لكني صحيت على تليفون من مؤمن...
- ايوة يا مؤمن في ايه؟
- قوم يابني الساعة بقت 2 الظهر.
- اقوم اعمل ايه؟
- قوم تعالى معايا عشان الظابط كلمني وطالب يتكلم معانا تاني.
- طيب هقوم البس واجيلك.
قومت دخلت الحمام، عشان اخد شاور، بس طول الوقت ده كانت جملة القاتل في ودني "يزن وسليم مابقوش موجودين تاني خلاص" حتى صوت أنفاسه كان مزعج، وحسيت للحظات إنه واقف ورايا وبيتنفس جنب رقبتي، كنت خايف وعشان كده خرجت بسرعة من الحمام، لبست هدومي ونزلت روحت لمؤمن، خدته وروحنا للظابط وبعد ما سالنا كام سؤال، خرجنا من القسم، عدوا يومين تلاتة بعدها ولسه مافيش جديد في قضية سليم ويزن، بس انا بدأت اهدى واتمالك اعصابي من تاني ونزلت الشغل، لكن في اليوم الرابع اتفاجئت بمكالمة من مؤمن...
- عاصم الحقني.
- في ايه يا مؤمن؟.. حصل ايه تاني؟
- عمو فريد، اتقتل.
- إيه!.. امتى؟
- ماما لسه قايلالي دلوقتي.. بتقول إنه اتقتل في مكتبه امبارح بالليل.. ولما اتأخر طنط اتصلت به كتير وماردش لحد الصبح وعامل البوفيه بيفتح المكتب لقاه واقع في الأوضة وفي سكينة في ضهره.
أول ما مؤمن قالي كده لقتني بفتكر الحلم التاني، يعني عمو فريد ابو سليم هو الشخص اللي انا كنت عارفه في الحلم بس مش قادر افتكر اسمه، ماعرفش ليه اتهزيت وبدأت أحس إن الموضوع سلسلة مقصودة مش صدفة ولا يخص سليم ويزن بس، وبدأت افكر في الحلم التالت والرابع، في الحلمين الأولانيين انا كنت بتفرج، لكن في التالت انا القاتل!.. يعني ايه؟!.. انا هقتل؟.. طب هقتل مين وليه؟.. سؤال ماكنش لي إجابة، لكن كنت خايف اعرف إجابته وانا في وسط جريمة قتل، وابقى انا فيها القاتل، بدأت حياتي تتقلب، مابقتش قادر أركز في الشغل، وبدأت احاول افتكر الحلم التالت كويس، بس برضه لا قادر أحدد الطريق اللي كنت ماشي فيه ولا قادر اعرف مين اللي خبطته، لدرجة اني بطلت اركب عربيتي في الفترة دي، وعدا وقت والحمدلله ماحصلش حاجة، بس لسه الشرطة ماقدرتش تعرف مين القاتل في الجريمتين، أمي حاولت تخرجني من الجو الكئيب اللي انا كنت عايش فيه، وقالتلي اروح الشاليه بتاعنا أغير جو، ماكنتش عايز اروح لكنها صممت وفي النهاية نفذت كلامها وخدت بعضي وطلعت على الشاليه، وبرضه ماروحتش بعربيتي، أجرت عربية توصلني لحد هناك، عدا يوم والتاني وفي اليوم التالت كنت قاعد على الكنبة بقلب في الموبايل على الفيس بوك وفجأة ظهر قدامي خبر بشع، الخبر بيقول إن في حادثة حصلت على الطريق واتسببت في قتل شخص واحد.. بسرعة دوست على رابط الخبر، وساعتها شوفت قدامي صورة الضحية، انا عارف الشخص ده، بس شوفته فين؟.. فين؟.. فين؟.. ماكنتش قادر افتكر، في الرابط كان في فيديو متصور للحادثة، فتحت الفيديو، وساعتها شوفت نفس المشهد اللي كان في الحلم بالظبط، الراجل كان بيحاول يعدي الطريق لما فجأة ظهرت قدامه عربية بسرعة وحاولت تفاديه لكن في الأخر خبطته وطار في الهوا قبل ما يوقع على الأرض جثة هامدة، حطيت التليفون جنبي وفردت ضهري وانا بحاول افتكر شوفت الراجل ده فين قبل كده.. بس سرحت ونمت.
كنت انا وسليم ويزن راكبين العربية، كنا لسه خارجين من الجامعة ومخلصين اخر امتحان، قال يزن بحماس...
- بقولكوا ايه.. انا مش طالبة معايا اروح.
سأله سليم اللي كان قاعد جنبه وقال...
- اومال عايزنا نعمل ايه؟
- ماتيجوا نطلع على الشاليه عندنا أو عند أي حد فيكوا.
- فجأة كده طب ما نروح ونبقى نسافر بالليل.. حتى نجهز هدوم ونقعد كام يوم.
- لا يلا بينا ونبقى نشتري اي هدوم من هناك.
- ماشي انا معاك.
لف يزن وشه وبص لي بابتسامة وقالي...
- وانت يا عاصم ايه رأيك؟.. معانا ولا ايه؟
سكت شوية وبعدين قولتله...
- معاكوا.. بس لازم اكلم ماما الأول.
- ماما!.. ياحبيب ماما.
- استنى بس هكلمه وهي مش هتقول حاجة.. بس تبقى عارفة انا فين.
طلعت التليفون عشان اكلم أمي بس قبل ما اكلمها يزن خطف التليفون وقال...
- لا ابقى كلمها لما نوصل.
حط التليفون قدامه وانا بقوله بعصبية...
- يزن هات التليفون وبلاش اللي بتعمله ده.
- ريح ضهرك بقى ولما نوصل هبقى اخليك تكلمها.
داس بنزين على الأخر وبعد ساعة تقريبًا عدينا البوابات وخرجنا من القاهرة.
- هات التليفون بقى يا يزن.. احنا خرجنا من البوابات اهو.
- يابني اقعد بقى مش قولتلك هخليك تكلمها لما نوصل.
- ياعم ماما مابتحبش الأمر الواقع ده وممكن تقفش عليا وتخليني أرجع.
التليفون كان بيرن قدامه في التابلوه ولمحت اسم أمي يعلى الشاشة، قولتله...
- هات لما ارد عليها.
- لا.
- هات انت يا سليم انت التليفون.. ده عيل رخم.
مد سليم ايده عشان يجيب التليفون، بس في ياللحظة دي شده منه يزن والتليفون وقع في دواسة العربية، اتكلمت بعصبية وانا بقولهم...
- التليفون يا ولاد...
رد عليا يزن...
- ياعم اهدا هجيبهولك اهو.
وطى في دواسة العربية عشان يجيبه، بس ماكنش لقيه فقالي...
- مش عندي بص عليه عندك كده.
بصيت في الدواسة تحت رجلي وورا الكرسي بتاع يزن لكن مالقتوش.. فقولتله...
- مش هنا شوف تاني كده.
نزل مرة تانية براسه في الدواسة عشان يشوف التليفون، وسليم نورله بالكشاف، وبعد دقيقة تقريبًا طلعوا الاتنين وناولني يزن الموبايل، بس في اللحظة دي صرخ سليم...
- يزن حاااااسب.
******
قومت من النوم مفزوع، عدلت قعدتي، اول مرة احلم بالحادثة، عدت سنين طويلة لدرجة اني نسيت الموضوع، ايه اللي خلاني احلم به النهاردة!.. ياترى اللي بيحصل ده كله بسبب الموضوع ده؟.. سليم ويزن وابو سليم، والراجل اللي مات.. ايوة.. ايوة افتكرت، الراجل ده قابلته يوم القضية، هو كان شاهد من ضمن الشهود، صح.. صح، معنى كده إن الحلمين الباقيين هم كمان هيتحققوا، بس مين اللي بيعمل كده؟.. وإزاي قدر يوصل لأحلامي؟.. في حاجة غلط، حسيت اني ماينفعش افضل قاعد لوحدي، في خطر على حياتي، طالما يزن وسليم اتقتلوا يبقى انا كمان المفروض هيجي عليا الدور، قومت بسرعة لبست ولميت حاجتي وطلبت عربية ترجعني القاهرة، طول الطريق كنت بفكر في الشخص اللي اتقتل في الحلم الرابعن ياترى هو مين؟
لما وصلت القاهرة اتصلت بمؤمن وطلبت منه يقابلني، وبعد ساعة تقريبًا، اتقابلنا وحكيتله اللي حصل وقت الحادثة، كان متفق معايا إن اللي بيحصل مرتبط بالحادثة، وإن القاتل بينتقم، بس ياترى هو مين؟.. ده السؤال اللي مالقناش لي إجابة، اقترح عليا مؤمن إني ابلغ الظابط اللي بيحقق في قضية سليم ويزن، خصوصًا إن حياتي بقت في خطر، واهو اتعرض للحبس كام سنة في الحادثة القديمة أحسن ما اموت زي سليم ويزن، ماوافقتش على الفكرة وقولتله اني هعرف احمي نفسي، بس عايز اعرف مين الضحية الرابعة، قالي إنه أكيد شخص مرتبط بالحادثة.. فلازم ادور ورا اللي حصل ساعتها وانا هوصله.. كان عنده حق، احنا في الفترة دي بعد ما الحادثة تمت بعدنا عن الصورة تمامًا واللي كان بيتابع الموضوع ابو سليم وابو يزن، وبما إن ابو سليم مات فلازم أوصل لأبو يزن، سيبت مؤمن وقتها واتحركت ناحية بيت يزن.. رنيت الجرس وفتحتلي البنت اللي بتشتغل عندهم وطلبت منها اقابل عمو فاضل ابو يزن.. دخلتني وراحت عشان تبلغه.. اول ما شوفته حسيت كإنه كِبِر عشرين سنة، شكله كان متغير، الحزن باين عليه، عزيته مرة تانية وبعدين قولتله...
- انا عرفت اللي بيحصل ده بيحصل ليه؟
انتبه مع جملتي وقالي بلهفة...
- بيحصل ليه؟
- سليم ويزن اللي قتلهم واحد لي علاقة بالحادثة اللي حصلت زمان.
- وأنت إيه اللي أكدلك الموضوع ده؟
ماحكيتلوش على الأحلام لكن خرجت موبايلي وفتحت رابط خبر الحادثة ووريته صورة الضحية، بص في الصورة وبانت عليه الدهشة وقولتله وقتها...
- مش ده الراجل اللي شهد إننا كنا قاعدين عنده في الكافيه يوم الحادثة؟
بلع ريقه وهو بيهز دماغه بالإيجاب وقالي...
- ايوة هو!.. مات امتى؟
- من يومين.. ولسه في حد تاني هيموت.
- مين اللي هيموت؟
- ده اللي انا جاي اعرفه من حضرتك.
- مش فاهم تقصد ايه؟
- وقت الحادثة انتوا بعدتونا عن الموضوع، وماحدش فينا عرف القضية خلصت على ايه.. ومن يومها لحد النهاردة واحنا مافتحناش الموضوع ده.. حضرتك بس وعمو فريد اللي تعرفوا ايه اللي حصل وعملتوا ايه. ياريت تحكيلي عشان نقدر نلحق الراجل ده قبل ما يموت.
- لما عملتوا الحادثة ويزن كلمني وحكالي اللي حصل، كلمت أبو سليم لإنه المحامي بتاعنا زي ما انت عارف.. وكمان ابنه شريك في الموضوع، أول حاجة قالهالي إنه ماينفعش حد يعرف إن يزن هو اللي كان سايق، وطبعًا ماحدش كمان يعرف إنكوا خرجتوا من القاهرة أصلًا، ماكناش وقتها عارفين حد شافكوا ولا لا؟.. وعشان كده عمك فريد طلب مني ابعت سواق من الشركة عندي ياخد العربية من يزن ويرجع بيها، واهو لو راجعوا كاميرات البوابة مش هيقدروا يعرفوا مين اللي كان سايق لإن العربية كده كده متفيمة، فريد يومها أكد على السواق ياخد العربية ويرجع بها وعند البوابة يفتح الإزاز على الأخر عشان يثبت إن هو اللي سايق، وكمان طلب منها يوقف في أكتر من مكان قبل ما يرجع عشان يثبت إن العربية كانت معاه وقت الحادثة.. واللي فريد عمل حسابه لقيناه، لما عرفنا إن في بلاغ متقدم بنمر العربية، وساعتها كل حاجة كانت مترتبة والسواق هو اللي شال الليلة بدالكوا.
- ومين السواق ده؟
- عيل كان بيشتغل في الشركة خد وقتها حكم ست شهور أو سنة مش فاكر.. بس عوضته طبعًا قصادهم بفلوس كتير.. وعمك فريد برضه اداله فلوس.
- وهو فين دلوقتي؟
- ماعرفش.. من يومها ماعرفش عنه حاجة.
- طب ممكن اشوف صورته؟
- هجيب صورته منين دلوقتي؟.. وبعدين انت عايز تشوفه ليه؟
- السواق ده حياته في خطر.. حاول توصل لصورته.. أكيد موجودة في السي في بتاعه اللي كان شغال به.
- طب ثانية واحدة.. احاول اشوفهولك.
مسك التليفون وقام عمل مكالمة وبعدها رجع تاني وقالي...
- طلبت منهم في المكتب يدوروا على السي في زي ما انت قولت.. ولو لقوا الصورة هيبعتوها.
- ياريت يلاقوها.. ياريت.
قعدنا حوالي ربع ساعة، ماحدش فينا بيتلكم بس كان واضح القلق على عمو فاضل، لدرجة إنه اتفزع لما تليفونه رن، بصيتله باستغراب، أما هو فرد على المكالمة...
- تمام.. هبص عليها دلوقتي.. شكرًا.
أول ما خلص سألته بلهفة...
- لقوها؟
- ايوة بعتهوها على الواتس آب.
فتح تليفونه وفي نفس اللحظة قومت بسرعة وقفت جنبه، لف التليفون ووراني الصورة.. قولت ساعتها بخوف...
- هو ده.. هو ده اللي هيموت.
سألني بإندهاش...
- وانت عرفت منين؟
- مش مهم دلوقتي.. المهم عنوانه ايه؟
بص في التليفون تاني وقالي...
- بياناته كلها في ال cv اهي.
خدت منه الموبايل بصيت في العنوان وبعدين رجعتله الموبايل بسرعة وسيبته ومشيت وماهتمتش إنه بينده عليا.
روحت البيت عندي خدت مفاتيح العربية ونزلت بسرعة، طول الطريق كنت بفكر في حاجة واحدة بس الحلم الرابع، كان في القطر، صلاح السواق ساكن في بلد ريفية، يعني عشان يروح بلدهم لازم يركب حاجة من الاتنين ياما ميكروباص ياما.. فوقت ساعتها على صوت صفارة قطر معدي على يميني في الناحية التانية من الطريق "ياترى انت مت ولا لسه عايش يا صلاح؟" سؤال مش هقدر اعرف إجابته قبل ما أوصل البلد اللي هو ساكن فيها، دوست بنزين على الآخر، وحسيت كإني بحاول اسبق القطر، وبعد ساعتين ونص تقريبًا وصلت البلد اللي ساكن فيها صلاح، سالت على عنوانه وبعد ما دخلت حواري كتير وصلت أخيرًا قدام البيت، خبطت على الباب وفتحتلي بنت صغيرة...
- ازيك يا عسل.. عمو صلاح موجود؟
- بابا مش هنا؟
- طب ماما موجودة؟
- اه موجودة.
- ميت مرة قولتلك ماتفتحيش الباب لوحدك يا مقصوفة الرقبة.. ايوة يا استاذ أؤمرني.
- كنت بسأل على استاذ صلاح.. ياترى موجود؟
- صلاح!.. صلاح تعيش انت يا استاذ.
- مات!.. امتى؟
- انت مالك اتخضيت كده ليه؟!.. هو انت كنت تعرفه؟
- لا.. قصدي ايوة.. ايوة كنت اعرفه.. ده كان حبيبي.
- حبيبك.. اني أول مرة اشوفك.. انت مين؟
- يا ستي مش مهم انا مين.. قوليلي صلاح مات امتى؟
- صلاح مات اديله 3 سنين.
- 3 سنين!.. مات ازاي؟
- دهسوا القطر وهو راجع ع البيت.
حسيت اني مش قادر اقف على رجلي.. الدنيا كلها بتلف بيا، بس سمعتها بتقول...
- مالك يا استاذ انت كويس؟
- اه.. اه انا كويس.. ماتعرفيش ايه اللي حصل قبل ما يموت؟
- ايه اللي حصل ازاي يعني؟
- يعني هو وقع إزاي؟.. ولا ايه اللي حصل؟
- والله ماحدش عارف.. ماحدش شافه وهو بيوقع.. بس انت كنت جاي عايزه في ايه؟
- لا مافيش انا اعرفه من زمان وكنت جايبله شغل.
- وانت جاي لحد هنا عشان تقوله على الشغل؟!
- بصراحة رقمه ضاع مني وماكنش عندي طريقة تانية اوصله بيها.
- ااااه.. يلا اهو راح وارتاح.. الله يسامحه بقى.
- ارتاح من ايه؟.. والله يسامحه على ايه؟
- دي حاجات عائلية ماتخصكش.
- انا اسف بس يعني...
- ماتجيب من الاخر وتقولي انت مين؟.. وليه بتسال على صلاح بعد السنين دي؟
- صلاح كان شال قضية بدل ناس تانية.. صح؟
بصتلي بإندهاش وبعدين قالتلي...
- انت عرفت منين؟.. انت واحد منهم؟
- ايوة انا واحد منهم.
- امشي.. امشي دلوقتي حالًا بدل ما الم عليك أهل البلد كلهم، ماشوفش وشك هنا تاني.
- ياستي اسمعيني بس.
- قولتلك امشي.
- الاتنين التانيين ماتوا.. انا كنت جاي عشان الحق جوزك بس شكله مات قبلهم.. وانا كمان هموت في أي لحظة.. ارجوكِ لو تعرفي حاجة قوليهالي.
فتحت الباب تاني بعد ما كانت هتقفله في وشي وبعدين بصتلي لثواني قبل ما تقول...
- اني ماعرفش حاجة، كل اللي اعرفه إن صلاح قبل ما يموت ماكنش مظبوط، وكان دايمًا بيحلم بكوابيس وأحلام وحشة كتير، وقبل ما يموت بكام يوم قالي بنفسه إن نهايته قربت وإن حسابه عسير عشان دافع عن الظالم والقاتل.. ده كل اللي اعرفه.. ودلوقتي اتفضل امشي وياريت ماتجيش هنا تاني.
خلصت جملتها وقفلت الباب في وشي، نزلت من على السلم وانا بفكر في كلامها، القاتل قدر يلعب بأحلام صلاح زي مالعب في أحلامي، بس ياترى بيقدر يعمل كده إزاي؟.. إزاي القاتل بيخلينا نشوف النهاية اللي هو راسمها؟.. سؤال مالوش إجابة غير عند واحد بس.. ولو قابلته مش هيبقى فارق معايا الإجابة وقتها لإنها هتبقى اخر لحظة في حياتي.
رجعت البيت وقفلت على نفسي الأوضة وانا قاعد بفكر في كل اللي حصل، وفي الاخر نمت والمرة دي شوفت الحلم الخامس تاني...
كنت واقف في نص الأوضة عندي، الدنيا كانت ضلمة مافيش غير نور بسيط جاي من الشباك، بقعة ضوء من انعكاس القمر، كنت واقف وقدامي حبل مدلدل من السقف، وبكل هدوء مشيت ناحية المكتب جريت الكرسي وحطيته تحت الحبل بالظبط، بعدها وقفت على الكرسي ومسكت الحبل بايدي ودخلت رقبتي في الدايرة، وقدامي كانت واقفة مبتسمة، البنت اللي خبطناها في الحادثة، ابتسمت في وشها وانا بهز دماغي وفي نفس اللحظة زقيت الكرسي واتشد الحبل على رقبتي.
******
قومت من النوم وانا بكح كحة شديدة، حطيت ايدي حوالين رقبتي عشان اتأكد إني عايش ومافيش حبل ملفوف حواليها، بس المرة دي شوفتها، كانت واقفة في نص الأوضة، نور القمر عاكس على وشها، كانت مبتسمة بنفس الإبتسامة، ابتسمت في وشها، وانا بهز دماغي بالإيجاب.. انا عارف انها مبسوطة مني دلوقتي لإني عملت اللي هي عايزاه وحققتلها انتقامها من كل اللي عملوا فيها كده.. ايوة انا اللي قتلت سليم ويزن، وانا كمان اللي قتلت ابو سليم وصلاح.. كان لازم يتحاسبوا.. كان لازم يتحاسبوا على كل اللي عملوه.. سليم ويزن كانوا مستهترين.. واستهتروا بروح بريئة ماكلفوش نفسهم حتى يومها إنهم يحاولوا ينقذوها.. كل اللي فكروا فيه إنهم ينقذوا نفسهم، وابو سليم مافكرش ينفذ القانون اللي حلف إنه ينفذه، وفكر ينقذ ابنه على حساب العدالة، وأيمن كان شاهد زور أغروه بالمال ونسي الآخرة، أما صلاح فحاسب على حاجة ماعملهاش.. واتسبب في إن المذنب الحقيقي يفلت من العقاب.. وكل ده برضه عشان الفلوس.. طبعًا انت عايز تعرف انا قتلتهم إزاي؟.. هقولك...
بعد الحادثة كنت بتابع القضية.. وعرفت من يومها إن صلاح هو اللي هيشيل الليلة.. ماكنش فارق معايا لإني كنت زي زيهم.. لحد ما بدأت اشوفها في احلامي.. حاولت اتجاهل كتير لكن الكوابيس كانت مرعبة، وماقدرتش اتحمل، وكان شرطها الوحيد إني أنفذ العدالة زي ما سكت عنها، بدأت بصلاح لإنه السبب الرئيسي في خروجنا من القضية، بعدها كان دور أيمن الشاهد اللي قال إننا كنا عنده في الكافية يوم الحادثة، وده مات قبل ما اسافر الشاليه مع سليم ويزن بيوم، بعدها جِه دور القتلة الحقيقين، استغليت الفرصة إن مؤمن عزمنا عنده وقررت انفذ يومها، وقبل ما اروح البيت عند مؤمن كنت مرتب كل حاجة، بعدها اديتهم مخدرات، وهم ماصدقوا وخرجوا بره في العربية عشان يشربوها، بس الحقيقة هي كانت منوم، ولما خرجت بحجة إني ادور عليهم، سحبتهم من العربية ودخلتهم البيت التاني، وهناك خلصت عليهم ورجعت، وتليفون يزن كان معايا، أما المكالمة فكانت وهمية، ولما عملت نفسي بجري على البيت اتصلت ساعتها بموبايلي وفتحت المكالمة عشان كل حاجة تبقى مظبوطة، وبعدها طلعت فوق بسرعة وسيبت التليفون قدام يزن، أما ابو سليم فكان الشيطان اللي خطط لكل حاجة من الأول، فكان لازم ياخد جزاءه، طبعًا عارف إنك هتقول إن انا كمان كنت مشاركهم، عندك حق انا فعلًا كنت شريكهم وعشان كده هاخد جزائي زيهم بالظبط.
******
ده كان الكلام اللي كتبه عاصم قبل ما ينتحر، الحقيقة لما دورنا ورا عاصم اكتشفنا من كلام صحابه انه كان دايمًا مهتم بموضوع الأحلام من وهو صغير، كانوا فاكرين إنه اهتمام عادي كنوع من أنواع الفضول لكن الموضوع اتطور معاه وبدأ يدخل في قصة العين التالتة، والإسقاط النجمي والكلام ده، بس بعد وفاة أمه الموضوع اتطور اكتر وبدأ يحاول يشوفها في أحلامه، لحد ما حصلت الحادثة، وهنا اصحابه بيقولوا إنه بدأ يكلمهم عن البنت اللي ماتت في الحادثة وبيقول إنها هتنتقم منهم كلهم وإنهم لازم يدفعوا التمن.. ودليل الكلام ده هو إن صلاح السواق وأيمن صاحب الكافيه الاتنين ماتوا فعلًا لكن في ظروف عادية مش بنفس الطريقة اللي قال عليها عاصم في رسالته.. وكمان عاصم ماحش البيت عند صلاح ولا مرة.. لكنه فعلًا قتل سليم ويزن وفريد.. قبل ما ينتحر.
تمت بحمد الله
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل