.jpg)
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
قبل قرن من الزمن إجتاح العالم مرض جديد وغريب وقتها وهو السل أو زي ما كان بيطلق عليه "الموت الأبيض".
أهلًا بك ياصديقي في تقرير جديد ورحلة جديدة، ورحلة النهاردة هتكون في الولايات المتحدة الأمريكية.. رحلة مرعبة مش عايزك تخاف وجمد قلبك.
في الأيام اللي انتشر فيها السُل كان مرض مالوش علاج خصوصًا إن الدكاترة وقتها مكانوش لسه توصلوا لتصنيع المضادات الحيوية اللي بتقدر تقضي على "عصية الكوخ" المسببة للمرض، يعني تقدر تقول إن السٌل زمان كان زي الكورونا في عصرنا الحالي، في الفترة دي كان العلاج الوحيد للسُل هو إن المريض يرتاح في مكانه ويتعرض بشكل مستمر لأشعة الشمس، والهواء النقى الغير ملوث كان ضروري جدًا لصحة المريض عشان كده تم إنشاء مصحات علاجية كتير للمرض في المناطق الريفية، عشان طبعًا زي ما احنا عارفين الريف بطبيعته هواه بيكون خالي بنسبة كبيرة من التلوث، وواحدة من المصحات دي كانت مصحة ويفرلي هيلز في ريف ولاية كنتاكي، اتأسست المصحة عام 1910 على أنقاض مدرسة قديمة، وكانت في بداية تأسسيها مصحة خشبية بتتكون من دورين بتستوعب 20 سرير بس في كل طابق، وبالنسبة لعدد المصابين كانت المصحة بتكفي المطلوب منها والدنيا كانت تمام، لحد ما خلصت الحرب العالمية الألى، وبدأ الجنود يرجعوا، وساعتها آلاف الجنود اتضح إنهم مصابين بالمرض، وطبعًا نقلوا المرض بسرعة لكل أهاليهم، عشان تتفشى موجة جديدة.. سريعة وشرسة من المرض في الولايات المتحدة، وكان لمدينة ويلفيل في ولاية كنتاكي النصيب الأكبر من عدد الإصابات، وهنا قررت الحكومة سنة 1924 انها تبني مبنى تاني جنب المبنى الخشبي يكون أكبر عشان يقدر يستوعب الأعداد الرهيبة للمصابين، وسنة 1926 تم افتتاحها رسميًا وكانت تعتبر أحدث وأكبر مصحات علاج السُل في امريكا وقتها، المبنى الجديد كان بيتكون من خمس طوابق وبيسع 400 مريض.
لحد هنا الدنيا تمام ومافيش مشكلة، الأمور ماشية بشكل هادي وجميل، المرضى في سرايرهم وبينزلوا كل يوم يقعدوا في الشمس ويستمتعوا بالهوا النقي في جو من الهدوء والإسترخاء.. طبعًا دي الصورة اللي انت تصورتها يا صديقي مش كده؟.. أحب أقولك إنك شخص حالم وجميل، لكن الحياة أقسى مما تبدو عليه، الموضوع ماكنش بالشاعرية دي نهائيًا.
المرضى المصابين كان بيتم سحبهم كل يوم وتجميعهم قدام شبابيك العنابر عشان يقعدوا في الشمس، وماكنش مهم بقى الجو برد الجو حر، بتمطر مابتمطرش، كل اللي كان فارق مع الدكاترة إن المرضى يخرجوا في الهوا، ويفضلوا قاعدين بالساعااااات وعشان كده كان في مرضى كتير بيموتوا بسبب البرد، هتقولي طب ماهم برضو خايفين على حياة المريض ماهو ده العلاج الوحيد، هقولك استنى واسمع باقي الحكاية..
![]() |
| المرضى أمام العنابر للتعرض لأشعة الشمس |
المرضى اللي بيموتوا كانوا بينزلوا بهم من نفق تحت المصحة طوله حوالي 150 متر النفق ده بيوصل لبوابة عندها قاعدة التل اللي اتبنت عليه المصحة، وبيقال إن العمال والممرضين كانوا بيتعاملوا مع الجثث بهمجية لدرجة إنهم كانوا بيدحرجوهم على الأرض.
زي ما احنا عارفين كل مكان فيه الكويس وفيه الوحش، المصيبة بقى إن الوحش ده يكون موجود في المكان الغلط، وده اللي حصل، بعض الدكاترة اللي في مصحة ويفرلي هيلز كانوا معدومي الضمير، المريض مات خلاص فالمفروض يدفن، لا الدكاترة دول كان عندهم رأي آخر، وهو استخدام الموتى في التجارب، بيدخلوا الجثة للأوضة 502 وبعدها يحطوها على السرير ويبدأوا في خلع ضلوع القفص الصدري وبعدين يعرضوها للشمس، عشان يعرفوا تاثير الشمس على الرئة، طب هل اكتفوا بالموتى بس، للأسف لا، الموضوع ماوقفش عند الموتى دول كمان بدأوا مع الوقت يجربوا على الحالات اللي في المراحل الأخيرة، وبنفس الطريقة يفتح القفص الصدري للمريض ويسيبه معرض للشمس، ومش بس كده دول كمان كانوا بيدخلوا بالونات وينفخوها عشان المريض يقدر يتنفس.. والسجلات بتقول إن في مرضي اتعالجوا بالطريقة دي فعلًا، هتقولي طب ما الناس بتشوف شغلها اهي وبتحاول تعالجهم، يؤسفني أبلغك إن عدد المرضى اللي ماتوا وصل لـ 64 ألف مريض مُتخيل الرقم؟!.. طب الـ64 ألف اللي ماتوا دول إدفنوا فين؟.. المرضى اللي كانوا بيموتوا كانوا بينزلوا بهم من نفق تحت المصحة طوله حوالي 150 متر النفق ده بيوصل لبوابة عندها قاعدة التل اللي اتبنت عليه المصحة، وبيقال إن العمال والممرضين كانوا بيتعاملوا مع الجثث بهمجية لدرجة إنهم كانوا بيدحرجوهم على الأرض، طب الجثث بتروح فين بعد كده؟!.. لا بس كده هي كده ادفنت في قاعدة التل.
الموجة الشرسة عدت وفي ثلاثينيات القرن الماضي بدأت أعداد المصابين تقل وفي الأربعينات تم تصنيع المضادات الحيوية، وده أدى بالتدريج لإنعدام المرض تمامًا، وعشان كده سنة 1961 اتقفلت مصحة ويفرلي هيلز لعلاج السٌل، لكن المبنى نفسه تم افتتاحه مرة تانية سنة 1962 والمرة دي كان مستفى لعلاج ورعاية المسنين وكان اسمها Woodhaven Geriatrics Hospital.
من هنا بقى يا صديقي ابتدى الجانب المظلم اللي بجد في تاريخ المبنى ده.. بعض الزوار بيقولوا إنهم سمعوا أصوات غريبة ومرعبة بين جدرانه، وكمان الأبواب بتقفل وتفتح لوحدها، والأنوار هي كمان بتقفل وتفتح من نفسها.
.jpg)
المبنى قعد عشرين سنة ماحدش فاهم هو مفتوح ليه؟.. فيه اللي بيقولوا إنه بتمارس فيه عبادة الشطيان!.. وفيه اللي بيقولوا إنه مستشفى مجانين!.. وفضل ماحدش فاهم حاجة لحد سنة 1981 لما تم الكشف عن فضيحة تعذيب للمرضى داخل المبنى وصدر قرار بإغلاقه.
طبعًا كل اللي قولتهولك فوق ده بيخلق بيئة خصبة لقصص الرعب والعفاريت، وفعلًا ده اللي حصل، المبنى طلعت عليه قصص كتير جدًا.. ومش بس كده، ده كمان اتقدمت بلاغات من السكان المحيطين بالمبنى، والبلاغات كانوا بيقولوا فيها انهم بيشوفوا بالليل كرات تلج بتتحدف من المبنى وبعدها بينزل ولد صغير ويجري ورا الكرات دي يجمعها ويرجع يدخل المبنى تاني.
كمان شافوا بنت صغيرة بتخرج من المبنى بالليل وتفضل تضحك ضحكات مرعبة وبعدها تدخل المبنى من جديد.
في ناس أكدوا إنهم بيشوفوا ممرضات بيخرجوا من المستشفى هدومهم مقطعة وايديهم مليانة دم وبيفضلوا يصرخوا صرخات استغاثة قبل ما يرجعوا للمستشفى تاني وهم خايفين.
البلاغات كانت كتير ومقلقة للشرطة وعشان كده قرروا انهم ياخدوا الموضوع على محمل الجد، ولما راحوا المبنى لاحظوا نشاط غريب في الأوضة 502 فاكرها؟.. ايوة اللي كانوا بيدخلوا فيها الموتى والمرضى في مراحلهم الأخيرة ويفتحوا صدورهم، لاحظوا إن أنوار الأوضة دي بتتفتح وتتقفل لوحدها.
وبعد ما المبنى اتقفل سنة 1981 زي ماقولنا قبل كده، اتباع أكتر من مرة، يمكن حتى المشتري التاني حاول يهده عشان يبني مبنى أحدث بتصميماته لكن قوانين الولاية بتمنع هدم أي مبنى أثري وعشان كده مالك المبنى قرر يخليه يقع لوحده فحفر خندق مائي حوالين المبنى عشان يأثر على الأساس لكن المبنى موقعش، فقرر المالك إنه يستعين بالمشردين وفتح لهم أبواب المبنى على مصرعيه، وبقى مأوي لكل مشرد واللي هيكون لهم حكايات مرعبة جوة خلتهم يستغنوا عن المأوي المجاني ده ويرجعوا يناموا في الشارع.
سنة 2001 اشترى المبنى راجل ومراته، وكان تفكيرهم اقتصادي من الدرجة الاولى، بما إنهم مش هيقدروا يهدوا المبنى عشان قوانين الولاية فقرروا إنهم يفتحوا ابوابه زي المالك الاول لكن المرة دي مش للمشردين، المرة دي المبنى اتفتح كمزار سياحي لكل محبي الرعب والغموض في العالم، ونجح مشروعهم والمبنى بقى من أشهر الأماكن المسكونة في الولايات المتحدة، زي ماقولتلك المشردين كان لهم حكايات مرعبة جوة بس طبعًا ماحدش سمعها غير العامة.. لكن ولإن المشروع قائم على أساس الرعب فتم الاستماع بدقة لكلام زوار المتحف، واللي كلامهم كان ملئ بالقصص المشوقة والمرعبة في نفس الوقت، وعلى لسانهم كانت الحكايات دي...
بعض الزوار بيقولوا إنهم سمعوا أصوات غريبة ومرعبة بين جدرانه، وكمان الأبواب بتقفل وتفتح لوحدها، والأنوار هي كمان بتقفل وتفتح من نفسها، والجدير بالذكر يا صديقي إن المبنى مقطوع عنه الكهرباء من سنين طويلة.
وزوار تانيين بيقولوا إنهم شافوا شبح الطفلة ماري.. والطفلة ماري هي شبح مشهور جدًا من أشباح المبنى وموجودة في الطابق التالت، الزوار بيقولوا إنهم بيشوفوا ماري وهي بتجري في الممرات والأوض بسرعة رهيبة.. لكن واحد منهم قال إنه قابلها واتكلم معاها، كانت مش طبيعية وبتتكلم كتير ومصممة إنها ماعندهاش عيون، وطبعًا الراجل خرج يجري بعدها وقرر إنه مش هيرجع المبنى ده تاني.. في الحقيقة ماري مش الطفلة الوحيدة المشهورة في المبنى.
![]() |
| ماري اللي قال الزوار إنهم شافوها |
المبنى تمارس فيه طقوس السحر وعبادة الشيطان!..
زي ما قولتلك ماري مش الطفلة الوحيدة المشهورة في المبنى، في طفل كمان مشهور اسمه "بوبي" زوار كتير قالوا إنهم شافوا وهو بيجري بالكرة الجلد بتاعته في الممرات، لكن زوار تانيين قالوا إنهم ماشافوش بوبي لكن سمعوا صوت الكرة وهي بتنطط.
كمان في زوار قالوا في قصتهم إنهم سمعوا صوت أطفال جاي من سطح المبنى، الموضوع كان عادي بالنسبة لهم، ده قبل ما يعرفوا إن المبنى مافيهوش أطفال!.. الحقيقة الصوت اللي كانوا بيسمعوه هو صوت الأطفال اللي ماتت من سنين طويلة، والأطفال دول كانوا مصابين بالسل وبيطلعوا السطح عشان يتعرضوا لأشعة الشمس.
المطبخ كمان كان له نصيب من قصص الرعب.. وكتير من الزوار قالوا إنهم شافوا شيح راجل لابس بدلة الطباخ البيضاء وبيتمشى في المطبخ، وساعات بيجر عربية الأكل لحد سلة القمامة اللي جنب المطبخ، في زوار بيقولوا انهم ماشافوش الراجل لكن سمعوا خطواته بس، ولكن الكل أجمع على إنهم بيشموا ريحة عيش سخن وكإنه لسه خارج من الفرن حالًا.
اما عن نفق الموتى فبعض الزوار بيقولوا إنهم بيشوفوا شبح عربية سوداء قديمة من العربيات اللي كانت بتستخدم زمان لنقل الجثث، بيشوفوها بتقف عند بوابة النفق وبعدها بينزل راجلين وبيبدأوا في رمي التوابيت داخل العربية وبعدين يمشوا.
الطابق الرابع هو أكتر مكان في المبنى قابل فيه الزوار أشباح ويفرلي هيلز.. بيقولوا إنهم حسوا ببرودة شديدة في جسمهم أول مادخلوا الدور الرابع، وبإن الهوا بدأ يختفي تدريجيًا مع إحساسهم بالاختناق وكإن حد بيضغط على صدورهم، وكمان بيحكوا عن رؤيتهم لظلال شفافة بتظهر وتختفي فجأة، وأشهر شبح في الطابق الرابع هو شبح الدكتور، وده شبح بيظهر وبيلف على الأوض وكإنه دكتور حقيقي بيمارس عمله.
نرجع للأوضة 502 والموجودة في الطابق الخامس وهي أكتر مكان مرعب في المبنى كله، الطابق كان مقسوم نصين، النص الأول مخصص بمرضى السل اللي اصيبوا بالجنون، والنص التاني كانت أجنحته مخصصة للأطفال وسكن الممرضات، حكاية الأوضة 502 بترجع لسنة 1928 لما وحده من الممرضات سكنت في الأوضة وفجأة وبدون مقدمات شنقت نفسها في سقف الأوضة وفضلت متعلقة فترة طويلة، المفروض إن الممرضة كانت عزباء، لكن الدكاترة اللي شرحوا جثتها إكتشفوا إنها حامل!.. الموضوع اتقفل وماحدش قدر يعرف السر ورا موتا، لكن وبعد أربع سنين رجعت ممرضة تانية وسكنت الأوضة وبرضه انتحرت بدون مقدمات، وده لما رمت نفسها من سطح المبنى!.. الزوار بيقولوا إنهم بيشوفوا شبح لبنت لابسة لبس ممرضات وبتدخل الأوضة 502 لكن لما بيدخلوا وراها بتكون الأوضة فاضية!.. والغريب إنهم لما بيتجولوا في الأوضة بيسمعوا صوت بنت بتصرخ فيهم "أخرجوا حالًا".
الجدير بالذكر إن في بعض الأقاويل عن إن المبنى بتمارس فيه طقوس السحر وعبادة الشيطان، حتى إن المٌلاك حاوطوه بسياج حديد وكمان زودوا المكان كله بكاميرات مراقبة وحراسة مشددة وماحدش فاهم لحد دلوقتي ايه السبب؟!
وبكده نكون وصلنا لنهاية تقريرنا اتمنى يكون عجبك وماتنساش نقولي رأيك في التعليقات.
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
.jpg)
.jpg)