.jpg)
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
الفندق اتبنى سنة 1924 على ايد المليونير وليام بانكس هانر، واتكلف حوالي مليون دولار وده مبلغ ضخمه وقتها، بيقع الفندق في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، هانر بنى الفندق على طراز الفنون الجميلة وكان عبارة عن 700 غرفة، ولوبي من الرخام وشبابيك من الإزاز المشجر، وأشجار من النخيل، وحاجة آخر عظمة، من الآخر كده هو كان بيبني الفندق عشان يكون مقر وملجأ لرجال الأعمال.
وفعلًا افتتح الفندق سنة 1927 وجرت الأمور زي ماخطط هانر، لكن يا فرحة ماتمت، لإن مع مطلع التلاتينات حصل إنهيار اقتصادي هز العالم كله، وطبعًا لوس أنجلوس كانت من المدن اللي تأثرت بالانهيار الإقتصادي وفجأة اتحولت المنطقة المحيطة بالفندق لمكان للمشردين، ونزلاء الفندق بعد ما كانوا من الطبقات الراقية أصبحوا من المجرمين والقتلى وتجار المخدرات.
بداية التاريخ الأسود للفندق كانت في التلاتينات وتحديدًا سنة 1934 وده بعد ما حصلت ست حالات انتحار مابين إطلاق نار، والنط من الشبابيك، أو الدبح، كان من أبرز حالات الانتحار دي حالة ظابط في الجيش الأمريكي اسمه لويس دي بوردن واللي انتحر بإنه دبح نفسه بشفرة حلاقة.
وبعد أربع سنين بس وسنة 1938 حصلت حادثة تانية والمرة دي روي طومسون ظابط في سلاح المشاة البحرية، قرر ينتحر بطريقة أسهل ورمي نفسه من المبنى ولقوا جثته فوق مبنى مجاور.
سبتمبر 1944 كانت دورثي جان بورسيل 19 سنة ومعاها بن ليفين 38 سنة، مقيمين في أوضة من أوض الفندق، وفي نص الليل قامت دورثي عشان تروح الحمام بعد ما حسيت بألم في معدتها، لكن الحقيقة، دورثي إكتشفت أنها بتولد، ماكنتش عارفة تتصرف إزاي في الموقف ده، وافتكرت إن الولد مات، وساعتها فتحت الشباك ورمته عشان يوقع على سطح المبنى المجاور، في المحاكمة اللي اتقدمت لها، قالت إنها ماكنتش تعرف إن الطفل كان لسه عايش قبل ما ترميه، والغريبة إن المحكمة قررت إنها غير مذنبة عشان ارتكبت الجريمة وهي في حالة جنون، وتم تحويل دورثي لمستشفى نفسي عشان تتعالج.
سنة 1962 كان جورج جيانيني ماشي في الشارع زي أي بني آدم عادي لما فجأة وقعت عليه بولين أوتون، 27 سنة، وطبعًا جيانيني جثته اتهرست تحت جثة بولين، اللي قررت فجأة وفي وسط خناقتها مع ديوي جوزها المنفصلة عنه، قررت وفي وسط الخناقة إنها ترمي نفسها من الدور التاسع، عشان تنزل على راس المسكين جيانيني اللي مات ضحية واحدة مختلة عقليًا.
بعد الحالات اللي حصلت دي وغيرها كمان، الفندق خد لقب أكثر الفنادق المسكونة في لوس أنجلوس.
زي ما قولتلك امن شوية بعد إنهيار الإقتصاد اتحولت المنطقة اللي حوالين الفندق لمأوى للمشردين، وده نتج عنه إن نزلاء الفندق بقوا من تجار المخدرات والجرمين، والقتلى المتسلسلين، وكان أبرز النزلاء دول شخص اسمه ريتشارد راميرايز، وراميرايز هو قاتل متسلسل مشهور جدًا في أمريكا قتل 13 شخص وكان بيعرف باسم مطار الليل، وكان بيعيش في الفندق في نفس الوقت اللي كان بيخرج يقتل فيه ضحاياه ويرجع تاني.. وبيقال إنه كان بيرمي هدومه اللي كان بيكون عليها دم الضحية في صندوق الزبالة بتاع الفندق وبعدها بيفضل قاعد عريان أو قاعد بالملابس الداخلية في اللوبي.. وكان ساعتها بيدفع مقابل الليلة الواحدة 14 دولار، بس بسبب انتشار الجثث حوالين الفندق واللي كان اغلبها جثث لمشردين ومتعاطي المخدرات بدأت تثار الشكوك حوالين الفندق.
نروح لسنة 1991 وهنا بيظهر قاتل متسلسل جديد من معجبين راميرايز، جاك أونترويغر، قاتل نمساوي، اتخصص في قتل فتايات الليل، ويقال انه اختار الفندق لسببين اولهم إن راميرايز كان قاعد فيه والتاني إن المنطقة المحيطة بالفندق كان منتشر فيها النوع المفضل من ضحايا جاك، وهم فتيات الليل، واتحقق معاه في قضية قتل واحدة منهم قدام الفندق مباشرة بس قال إنه وقتها كان بيقضي يومه مع موظفة استقبال الفندق.. جرايم القتل في سيسيل ماخلصتش لحد هنا، بل بالعكس هتحصل جريمة سنة 2013 هيتم ربطها بجريمة سابقة سنة 1947 وهنا هتكون المفاجأة.. بس ياترى ايه اللي حصل؟.
![]() |
| الموت في فندق سيسيل |
سنة 1947 وتحديدًا يوم 15 يناير تم العثور على جثة إليزابيث شورت واللي اتعرفت اعلاميًا باسم "بلاك داليا" تم العثور على جثتها مقسومة نصين وبوقها مقطوع من الودن للودن، الشرطة ماقدرتش توصل لقاتل إليزابيث ولكن اتقال إنها كانت مقيمة في الفندق قبل ما تتعرض للتشويه والقتل.
تعدي السنين وفي 2013 يتم العثور على جثة "إليسا لام" جوة خزان من خزانات الماية، وده بعد ما اختفت 3 أسابيع، وتم اكتشاف الجثة بالصدفة لما النزلاء اشتكوا إن ضغط الماية ضعيف وكمان طعم الماية غريب، وبفتح الخزان لقوا جثة إليسا موجودة عريانة وسط الماية، الشرطة قفلت القضية على إنها غرق عرضي، بس اغلب الناس شافوا الموضوع بنظرة تانية، وفي تحليلات ربطت ما بين موت إليسا وبين موت إليزابيث وكانت عوامل التشابه هي، البنتين ماتوا وهم ساكنين في نفس الفندق، الاتنين كانوا في سن العشرين، والاتنين كانوا بيسافروا من لوس أنجلوس لسان دييجو، وكمان الاتنين تم العثور على جثثهم بعد مدة من إختفائهم.
![]() |
| الضحية إليسا لام |
وفي فيديو متداول لإليسا قبل موتها سجلته كاميرات المراقبة وهي راكبة الأسانسير، ظهرت إليسا وهي بتتصرف تصرفات غير طبيعية، وكانت كإنها بتصرخ في وش حد مش ظاهر في الكاميرا، وفي لقطة تانية كان باين انها بتحاول تستخبى من شخص مش في الكدر.
خليني اقولك إن سنة 2011 حاول ملاك الفندق إنهم يهربوا من لعنة الاسم اللي بتطاردهم وعشان كده غيروا اسم الفندق وخلوه "ستاي أون ماين أوتيل أند هوستيل" Stay On Main Hotel and Hostel وكان فندق اقتصادي بسعر 75 دولار لليلة.. بس المشكلة ماكنتش في الاسم لإنه وسنة 2015 تم العثور على أخر جثة في الفندق وكانت لشخص منتحر أو اتقال كده وقتها.
طبعًا كل الأحداث دي خلت الفندق مصدر إلهام قوي لكتاب الرعب الأمريكي ومنتجي أفلام الرعب.. ومن كام سنة وقع مطورو مدينة نيويورك عقد إيجار لمدة 99 عامًا وبدأوا في تجديد المبنى وبقى عبارة عن فندق مستقل، ووحدات صغيرة مفروشة للسكن المشترك.
في النهاية يا صديقي أتمنى يكون التقرير عجبك، وماتنساش تشاركني رأيك في التعليقات وتقولي هل ممكن تروح تسكن في الفندق بعد اللي عرفته عنه ولا هتخاف؟.
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
.jpg)
.jpg)