القائمة الرئيسية

الصفحات

جيمس لانجر - استنساخ بشري أم دعايا كاذبة؟!!


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

طول عمرنا بنسمع عن الاستنساخ، وبنشوف ده في افلام كتير وبنسمع وبنقرأ عنه في مقالات أكتر بيحاول اصحاب النظرية دي والمؤمنين بها إنهم يثبتوا صحتها، لكن طبعًا بيواجهوا رفض قاطع من فئات كتير واللي احنا منهم، بس حصلت حاجة لحد دلوقتي مش عارفين هل هي حقيقة أم مجرد محاولة من اصحاب النظرية لاثبات كلامهم بس المرة دي ضافوا عليها الحس الواقعي عشان نقتنع أكتر، خلونا نشوف ايه اللي حصل وازاي اتفسرت الحكاية بعد كده...

اتولد جيمس لينجر سنة 1998 في دالاس- تكساس، لكن سنة 2000 وبعد ما جيمس كمل سنتين اتنقلت الأسرة لمدينة لافاييت في ولاية لويزيانا، كانت الأسرة المكونة من الأب بروس والأم اندريا والطفل جيمس، كانت الأسرة عايشة حياة هادية ومستقرة لحد الليلة اللي هتهد الهدوء ده وتحول حياتهم لبحث طويل في الماضي، في الليلة دي صحى الأبوين على صوت صراخ ابنهم.. الطائرة تحترق.. الطائرة تحترق، حاول الأب انه يفوق ابنه وبعدها حضنته الأم في محاولة لتهدئته لكن الطفل بصلهم وقال.. الطائرة تحطمت في النار.. الرجل الصغير لايستطيع الخروج!.. بصوله الاتنين باستغراب وهم مش قادرين يفهموا معنى الكلام اللي بيصرخ به جيمس، وفكروا وقتها إنه مجرد كابوس مزعج وخلص، بس اكتشفوا في الأيام اللي تلت الليلة دي انه ماكنش مجرد كابوس، وده لما تبع الكابوس كوابيس كتير، وكل ليلة بيقوم جيمس وهو بيصرخ بنفس الكلمات أو بكلمات بنفس الدلالة، الطائرة، الحطام، النار، الرجل الصغير لا يستطيع الخروج.


حالة جيمس قلقت ابوه وامه، وعشان كده ماترددوش وراحوا به بسرعة لدكتور نفسي واللي بدوره نصحهم يحاولوا يطمنوه ومايتكلموش معاه كتير في موضوع الكوابيس أو الطيارة والنار والحاجات اللي بيتكلم عنها، وقالهم ان جيمس ابنهم بيمر بحالة فزع شديد ومع الوقت هيقدر يعديها، صدق الابوين كلام الدكتور وبدأوا ينفذوه فعلًا، لحد ما في يوم كان جيمس مع أمه اندريا في محل لعب وعرضت عليه الأم لعب كتير لكنه رفضها كلها وراح ناحية طيارة حربية وطلب من الأم تشتريهاله، في الأول رفضت وده عشان تبعده عن التفكير في الطيارات والكوابيس اللي بتجيله، لكن مع اصرار جيمس اضطرت الأم انها تشتريها، ووهي بتتفرج على الطيارة عينها جت على مربع صغير تحت الطيارة وساعتها قالتله إن طيارته تحتها قنبلة، فرد جيمس بكل هدوء وثقة وقالها دي مش قنبلة ده خزان احتياطي للوقود، الصدمة كانت باينة على وش اندريا، وماكنتش قادرة تستوعب إن طفل لسه عنده سنتين وملم بمعلومات عن الطيارات بشكل هي نفسها على كبر سنها ماقدرتش توصلها، وفي مرة تانية كان جيمس مع ابوه بروس في مشوار وعدوا من جنب مطار حربي صغير، ساعتها جيمس وقف في مكانه وبدأ يبص على الطيارة اللي في المدرج بانبهار، وكأنه بيحن لحبيبته القديمة، ساب ايد الأب وجري ناحية الطيارة وطلب من الأمن إنه يتفرج عليها، وطبعًا الأمن ماقدرش يرفض طلب طفل صغير فابتسموا ودخلوه، لكن الغريب في الموضوع إن جيمس ماكنش بيتفرج على الطيارة زي أي واحد عادي، لا، جيمس كان بيفحص الطيارة وكأنه قائد طائرة، وده طبعًا لفت انتباه المسؤولين والأب اللي كانوا واقفين مصدومين من تصرف جيمس، وفي النهاية قرر الأب يهرب من الموقف وخد جيمس وروح به.

الطفل جيمس بروس مع الطيار جيمس هوستون

لحد هنا كان الوضع عادي ومجرد تصرفات غريبة بتحصل لاطفال كتير، لكن اللي حصل في الليلة اللي هنتكلم عنها دلوقتي ماكنش عادي وبدأ الموضوع ياخد منحنى الجد عند الأبوين.. طب ايه اللي حصل في الليلة دي؟.

جيمس كان نايم وكالعادة صحي بروس واندريا على صراخه، وساعتها سألته اندريا مين الراجل الصغير اللي مش قادر يخرج، جاوبها جيمس وبكل جدية.. انا، حاولت الأم رغم الصدمة انها تجاريه وسألته.. طب ايه اللي حصل لطيارتك؟.. رد جيمس.. اتحطمت والنار مسكت فيها.. سألته اندريا.. ومين اللي حطمها؟.. خد جيمس نفس عميق قبل ما يقول بكل غضب.. اليابانيين..  وبعدها بدأ في وصف الطائرة اليابانية نيبون واللي دمرت طيارته.. هنا سأله بروس.. وانت عرفت منين انهم اليابانيين؟.. رد جيمس بسرعة.. من الشمس الحمراء الكبيرة، وعشان نبقى عارفين فالشمس المشرقة باللون الاحمر  كان رمز اليابان في الحرب العالمية الثانية وكان موجود على طياراتهم، طبعًا الصدمة كانت عاقدة لسان الأبوين وقرروا يعملوا بنصيحة الدكتور ويطمنوا جيمس.

عدت شهور بعد الليلة دي وكل يوم جيمس بيتكلم اكتر عن أحداث الحرب العالمية التانية، وكل مرة بيذكر حدث اغرب من اللي قبله، لحد ما في مرة قالهم إنه مات في الحرب العالمية التانية تحديدًا في شهر مارس 1945.. وإن عمره وقتها كان 21 سنة بالظبط.

في الوقت ده كان في تسائل بيدور وسط أسرة جيمس وهو.. ياترى ابنهم بيمر بايه بالظبط؟.. الجدة كانت أول واحدة حطت فرضية إن حفيدها في روح طيار لبسته، الام اندريا كانت متفقة مع الجدة، اما الأب فرفض الموضوع بشكل قاطع.. رغم استمرار جيمس في سرد أحداث غريبة مايعرفش عنها حاجة.

الموضوع كان محير بالنسبة للأب وعشان كده قرب من جيمس وسأله.. ايه نوع الطيارة اللي كنت راكبها؟.. رد عليه جيمس بدون تفكير.. كروسيا واقلعت من فوق سفينة حاملة الطائرات ناتوما.

من هنا قرر الأب عملية البحث ورا كلام ابنه، اشترك في جميعة لقدامي المحاربين بالحرب العالمية الثانية، واتفاجئ لما اكتشف إن كل التفاصيل اللي حكاها ابنه صح وحصلت فعلًا، حتى الأسماء المستعارة اللي ذكرها في كلامه كانت اسماء حقيقية، وكمان تفاصيل الطيارات كانت حقيقية، بدأ بروس ينشغل أكتر بالموضوع، وهنا طلب من جيمس يقوله اسم صديق كان معاه في الحرب، فرد جيمس وقال.. جاك لارسن.. بعدها رسم جيمس صورة لطيارة بتتحرق ووقع تحت الرسمة باسم جيمس 3، ولما سأل بروس في جمعية قدامي المحاربين عن جاك لارسن اكتشف إنه كان موجود فعلًا وقت الحرب العالمية التانية، وبدأوا المحاربين يحكوله تفاصيل أكتر حصلت وقتها، عشان يتأكد بروس إن ابنه متقمص شخصية أحد الطيارين فعلًا مش مجرد صدفة أو حالة فزع شديد.

بعد النتيجة اللي وصلها بروس وبعد ما انتهت رحلة البحث واتأكدوا من صدق كلام ابنهم، اتولت اندريا طريق العلاج واتصلت بالأخصائية النفسية كارل بوومان وهي اخصائية نفسية للأطفال مشهورة جدًا في الولايات المتحدة وصاحبة كتاب "التقمص لدى الأطفال" كارل أول ما فحصت جيمس وسمعت اللي قاله عن الحرب العالمية التانية والطيار اللي مات فيها، وبعدها سمعت تأكيد الأب للخبر، قالت إن حالة جيمس مش أول حالة يحصل معاها التقمص وبيكون السبب "في حالة موت شخص بشكل عنيف، بتاخد الروح مجري غير طبيعي وبتسكن جسد شخص تاني" وطلبت من الأبوين انهم يتكلموا مع ابنهم على انه الطيار ويبدأوا يسمعوا كلامه عن اللي حصله واحلامه اللي كان نفسه يحققها، وبكده هيقدر جيمس يتعايش مع الكوابيس ومش هيعيط ولا يصرخ تاني وقت النوم، وفعلًا نفذ الابوين الكلام اللي قالته كارل بوومان.

لكن في الوقت ده اكتشف الأب في جمعية المحاربين القدامي، اكتشف أمر خطير.. قائمة بتضم 3 طياريين ماتوا في مارس 1954 ومن بينهم كان طيار اسمه "جيمس هوستون جونيور" واللي ملقب بـ "جيمس 2" واعتبر بروس ساعتها إنه من المنطقي يكون ابنه هو "جيمس 3" وده التوقيع اللي وقعه جيمس تحت الرسمة بتاعت الطيارة المحروقة.. وبتدعم القايمة كلام الطفل جيمس، لانها بتقول بإن الطيارين كانوا بيقودوا طيارات من نوع قرصان "كروسيا" والطيارات التلاتة اقعلت من فوق حاملة الطائرات ناتوما، لكن الطيران الياباني قدر يقصف الطائرات التلاتة واللي وقعت في المحيط بعد ما اشتعلت فيها النيران ومات القادة التلاتة.. ومنهم جيمس 2 واللي كان عمره وقتها 21 سنة الظبط.

صورة نادرة للطيار جيمس هوستون


قضية جيمس وصلت لوكالات الأنباء وذاع صيتها في الولايات المتحدة الأمريكية، وتصدر جيمس الصفحات الأولى في الجرايد الأمريكية، ووصلت للجرايد البريطانية والفرنسية وكمان لأصحاب نظرية الاستنساخ والمؤمنين بها.

وفي اثناء ده كله كانت عائلة بروس بتدور على عيلة جيمس هوستون، الطيار اللي مات في الحرب العالمية التانية واللي روحه بتسكن جسد جيمس بروس، وفعلًا قدروا يوصلوا لاخته واللي كانت في عمر الثمانين، وتدعى آن بارون، وكان اللقاء بينها وبين جيمس لقاء غريب، لإن جيمس اتكلم معاها عن حاجات ماحدش يعرفها غير أخوها جيمس هوستون، وده خلاها تعيط وهي بتقسم إن اللي قدامها هو أخوها اللي مات من قبل أكتر من خمسين سنة، لانه عارف حاجات عنها وعن اسرتها ماحدش يعرفها.


أخيرًا اقتنع الأب بإن ابنه بيتلبسه روح طيار اتقتل في الحرب العالمية التانية على ايد اليابانيين، وده بعد ما اتأكد إن كل الكلام اللي ابنه قاله حقيقة وكمان قالهم بإنه اختار يرجع في جسد ابنهم لانهم ابوين صالحين.

زار جيمس هوستون زملائه المحاربين القدامي، وشاف قد ايه الزمن اتغير وبقوا عواجيز بعد ما كانوا بيملكوا من القوة والحماس مايكفي لانتصارهم في الحرب العالمية التانية.

الطفل جيمس بروس مع أخت الطيار جيمس هوستون


فسر بعض المهتمين بنظرية الاستنساخ اللي حصل بإنه روح جيمس هوستون عانت من طريقة موته العنيفة والبشعة، وبدل ما تستقر في مثواها الأخير قررت إنها تتجسد في جسد جيمس بروس، ودعمه كلامهم بإن الأمر له علاقة بعذا الروح، وإن بعض الأرواح المعذبة بتقرر، انها تطوف حوالين المكان اللي ماتت فيه، لكن بترفض فكرة الظهور كشبح يخوف زوار المكان، وبتقرر التجسد زي ما حصل في حالة جيمس الطفل.

على الجانب التاني في اراء كتير بتقول إن الحادثة دي مش أكتر من دعاية الغرض منها الشهرة والظهور الإعلامي من قِبل أسرة الطفل جيمس.. وده كان باين في سعيهم للظهور على شاشة التلفزيون وكمان تأليف الأب بروس لكتاب عن ابنه.

طبعًا احنا كملسمين مؤمنين وموحدين بالله عارفين إن مافيش حاجة اسمها استنساخ أرواح وبإن اللي بيموت بتصعد روحه للسماء ومش ممكن ترجع تاني إلا يوم النفخ في الصور، وعشان كده بنأييد النظرية التانية وهي إن كل اللي حصل ده ماكنش أكتر من دعاية الغرض منها الشهرة والظهور الإعلامي والمكسب المادي من جانب اسرة جيمس.. لكن كمان استخدمها اصحاب نظرية الاستنساخ والمؤمنين به للترويج لافكارهم أكتر وضمها للحوادث اللي بتؤييد كلامهم واللي طبعًا كلها كدب في كدب.. والجدير بالذكر إن القصة دي اتعملها فيلم باسم  the prodigy كدعاية أكتر لتثبيت المفهوم عند المشككين والرافضين للنظرية واللي احنا منهم.

وبكده يكون خلص التقرير أتمنى يكون عجبك وماتنساش تقولي رأيك في التعليقات.


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل.

التنقل السريع