
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
3 شارع مور هاوس في ويلاجي احد الاحياء القريبة من مدينة بيرث في استراليا الغربية، كان بيعيش ديفيد جوني بيرني – كاثرين مارغريت، اتنين من اسوء وأقسى اللي عدوا على الأرض في يوم من الأيام، ارتكبوا جرايم لا تغتفر في حق خمس ضحايا كل ذنبهم ان حظهم الوحش وقعهم في طريق ديفيد بيرني وكاثرين مارغريت.
طب ايه الجرايم اللي نفذوها وخلت العالم كله يصنفهم التصنيف البشع ده؟.. تعالوا نشوف مع بعض ايه الحكاية؟.
ديفيد بيرني:
اتولد ديفيد سنة 1951 وبالتحديد في يوم 16 فبراير، وكان هو الأخ الأكبر بين خمس أطفال، نشأ في ضاحية واتل جروف ودي ضحية شبه ريفية في شرق مدينة بيرث الاسترالية، نشأ وسط أسرة سيئة السمعة اتعرف عنها ادمانها للخمور وفعل الأمور المشينة، وده يفسرلنا سبب جموحه بعد كده في فترة الشباب، في أوائل الستينات قررت عيلة ديفيد انها تنقل لمكان تاني، وده هيكون الماكن اللي هيتقابل فيه ديفيد بكاثرين وبداية تعرفهم على بعض، في الفترة دي ساب ديفيد المدرسة عشان يشتغل في اطبل من الإسطبلات المتخصصة في سباقات الخيول، لكن برضه كانت الفترة دي بداية الجموح وظهور السادية اللي بيمتلكها ديفيد، وده لانه كان بيعمل تصرفات غريبة مع الأحصنة بيأذيهم جسديًا وبيغير ميول المستعرض، وفي مرة من المرات، اتقبض على ديفيد وهو سكران وعاري تمامًا واقتحم شقة ست عجوزة وقدر يعتدي عليها، ودي كانت أول جريمة اعتداء اتسجلت في سجله.
ديفيد أقضي أغلب فترة المراهقة في السجن، وده بسبب المشاكل الكتير اللي بيفتعلها والجرايم اللي بيرتكبها، اما في مرحلة الشباب فكان معروف عنه اللإدمان وحبه للجنس، وبرغم كده اتجوز وخلف بنت.. لكن في النهاية انفصل عن مراته وسابها هي والبنت.. وفي أواخر سنة 1986 كان ديفيد بيشتغل في ورشة لبيع قطع الغيار.
كاثرين بيني:
كاثرين بيني أو زي ما كانت بتعرف الأول باسم (ني هاريسون) اتولدت سنة 1951 ولكن أمها واللي كانت تسمى "دورين" اتوفت بعد عشر شهور بس من ولادتها وبعد وفاة الأم ماقدرش الاب هارولد انه يتعامل معاها وعشان كده بعته تعيش مع جدتها من الأم، لكن وهي عندها عشر سنين قام نزاع على حضانة كاثرين واللي كسبه كان الأب، عشان ترجع مرة تانية وتعيش مع أبوها.
لما كانت كاثرين عندها 12 سنة بدأت معرفتها بديفيد، وفي سن ال14 كانوا على علاقة ببعض، لكن العلاقة دي كانت محل اعتراض من هارولد والد كاثرين واللي أصر على إن ديفيد يسيب الحي اللي هم عايشين فيه وده بسبب توريط ديفيد لكاثرين في المشاكل والقبض عليهم أكتر من مرة، الغريب ان اعتراض الأب قوى العلاقة بين الاتنين.
لكن في مرة من المرات اتسجنت كاثرين وقت طويل وده خلاها تنفصل عن ديفيد لفترة مؤقتة وساعدها على كده ظابط الإفراج المشروط واللي قدر يوفرلها سكن كمدبرة منزل واعتدلت حياتها لفترة من الزمن، وبعدها اتجوزت دونالد ماكلولين، وكان عندها 21 سنة، وخلفت منه سبع أولاد، لكن كبيرهم مات في حادثة في طفولته.
وبعد شهر بالظبط من ولادتها للطفل السابع، حنت كاثرين للحب القديم وبدأت علاقة جديدة مع ديفيد اللي قدر يوصلها عن طريق المستشفى ويرجع التواصل بينهم من تاني.
![]() |
صور الضحايا الخمسة |
الضحية الأولى:
ماري نيلسون 22 سنة، اتعرفت ماري على ديفيد من خلال زيارتها للمكان اللي بيشتغل فيه عشان تشتري بعض قطع الغيار، ويوم 6 أكتوبر 1986 راحت ماري لديفيد البيت عشان تشتري بعض إطارات السيارات بعض ما أقنعها ديفيد إنه هيقدر يقدملها عرض أحسن لو اشترت منه خارج المكان اللي بيشتغل فيه، راحت ماري البيت وأول ما دخلت، هددها ديفيد بسكينة وبعدها ربطها وبدأ الإعتداء عليها واللي استمر أكتر من مرة، وكل ده كان تحت مراقبة كاثرين اللي كانت مبسوطة باللي ديفيد بيعمله على حد وصفها بعد كده في التحقيقات.
وبعد ما قرروا التخلص منها، خد ديفيد ماري لحديقة جلين إيجلز واعتدى عليها مرة أخيرة قبل ما يخنقها بحبل من النايلون ويشده ببطء في فرع الشجرة، ويطعنها في قلبها، بعد كده دفنها في حفرة صغيرة حفرها بنفسه.
ماري كانت بتدرس علم النفس في الجامعة، وبتشتغل دوام جزئي في مطعم لبيع الوجبات، وكانت بتأمل الحصول على وظيفة مستشارة في إدارة رعاية المجتمع، والداها كانوا محاضرين في TAFE وكانوا في إنجلترا وقت ما تم اختطافها.
الضحية الثانية:
سوزانا كاندي 15سنة، كانت ماشية يوم 20 أكتوبر من نفس السنة على طريق ستيرلينغ السريع في كليرمونت، لما ظهر ديفيد ومعاه كاثرين وخطفوها في العربية بتاعتهم، كاثرين كانت حاطة السكينة على رقبة سوزانا وديفيد ربط ايديها الاتنين، بعدها رجعوا بها للبيت، وهناك أجبرها ديفيد انها تبعت رسالة لاهلها تبلغهم فيها بإنها هربت لكوينز لاند مع أصدقائها، بعدها كممها ديفيد واعتدى عليها بطريقته الوحشية المعتادة، ولما انتهى حاول يخنقها بنفس الطريقة اللي خنق بها ماري نيلسون، لكن البنت دخلت في حالة هيستيرية شديدة اضطرت معاها كاثرين انها تحط حبوب منومة في بوقها لحد ما نامت، واثناء نوم سوزانا حط ديفيد الحبل حوالين رقبتها وطلب من كاثرين تشده عشان تثبت حبها له، كاثرين ما اترددش في خنق سوزانا بعنف وبعدها دفنها ديفيد في نفس الغابة اللي دفن فيها مري نيلسون.
سوزانا كانت طالبة مجتهدة في مدرستها الثانوية وكانت بتعيش مع والديها وأخين وأخت، ووالدها كان أحد أفضل جراحي العيون في استراليا.
الضحية التالتة:
نويلين باترسون 31 سنة، كان ديفيد ومعاه كاثرين ماشيين بالعربية على طريق كانينج السريع لما شافوا نويلين واقفة جنب عربيتها ولما وقفوا وقربوا منها اكتشفوا إن بنزين عربيتها خلص، وهنا عرض ديفيد على نويلين إنه يوصلها، نويلين كانت بتشتغل مديرة بار في نادي الغولف نيدلاندس، وكانت راجعة من الشغل وفي طريقها للبيت، ولشدة تعبها وافقت على عرض ديفيد، لكن بمجرد ما ركبت العربية وعلى طريقة سوزانا، حطت كاثرين السكينة على رقبة نويلين وربطها ديفيد، بعدها رجعوا بها لشارع مور هاوس، وهناك قام ديفيد بالاعتداء عليها كالعادة، بس المرة دي لاحظت كاثرين تصرف غريب لديفيد، وهو انه ماقتلش نويلين بعد ما اعتدى عليها زي ما متعود مع الضحيتين اللي قبلها بالعكس ديفيد ساب نويلين عايشة لمدة 3 أيام، وهنا بدأت كاثرين تحس بإن ديفيد حبها، وعشان كده اتكلمت معاه بصرامة وخيرته مابينها ومابين نويلين، وطبعًا ديفيد اختار الحب القديم وبالحبوب المنومة نامت نويلين وخنقها ديفيد أثناء نومها وبعدها خدها للغابة ودفنها.. كاثرين في اعترافتها قالت إنها استمتعت وهي بتهيل التراب على جسد نويلين وانها بعد ما خلصت تفت على قبرها.
عاشت نويلين مع والدتها في ضاحية بيكتون المورقة على ضفاف نهر سوان، وكانت ست مشهورة جدًا، ووصفها أعضاء النادي بأنها ساحرة ومهذبة. كمان كانت مضيفة طيران مع شركة Ansett Airlines لمدة تسع سنين واشتغلت مع قطب الشركات "آلان بوند" كمضيفة على طائرته الخاصة لمدة سنتين.
الضحية الرابعة:
دينس براون 21 سنة، يوم 5 نوفمبر كانت دينس واقفة على طريق سترلينغ السريع مستنية أتوبيس عشان ينقلها للبيت، وبنفس الطريقة عرض ديفيد على دينس انه يوصلها، وطبعًا وافقت على عرضه، وأول ما دخلت قامت كاثرين بدورها وحطت السكينة على رقبة دينس، وديفيد قام هو كمان بدوره وربط ايديها، وفي شارع مور هاوس وتحديدًا في منزل بيرني تم الإعتداء على دينس وربطها في السرير، وتاني يوم الظهر خدوها للغابة عشان يقتلوها هناك، وعند طريق wannero وانيرو، الممتد بطول الغابة تحديدًا عند مزرعة الصنوبر Gnangara قعدوا التلاتة في العربية، وفي الوقت ده قام ديفيد بالاعتداء على دينس مرة تانية، بس المرة دي طعنها في رقبتها أثناء ما كان بيعتدي عليها، ولما افتكروا انها ماتت، نزل بها من العربية عشان يدفنها، وبعد ما نزلها للقبر اكتشف ان دينس لسه عايشة وقامت قعدت في مكانها، ساعتها مسك ديفيد الفاس وضربها على راسها لحد ما فصل الراس عن الجسم بعدها كمل دفنها عادي وروح هو وكاثرين.
كانت دينيس فتاة مرحة اشتغلت كمشغلة كمبيوتر بدوام جزئي في بيرث، وقضت كتير من أوقات فراغها في الرقصات والنوادي الليلية. شاركت شقة في Nedlands مع صديقها وزوجين تانيين.
الضحية الخامسة:
كيت موير 17 سنة، في يوم 10 نوفمبر 1986 اتفاجئ أحد أصحاب محلات البقالة بكيت داخلة المحل وهي شبه عريانة ومنهارة في العياط وبتطلب منه يتصل بالشرطة، وفعلًا صاحب المحل اتصل بالشرطة اللي أول ماجت خدت كيت ورجعت بها للقسم وهناك بدأت تحكي اللي حصل، قالت إنها كانت واقفة على الطريق مستنية مواصلات، وفي الوقت ده قابلت راجل غريب ومعاه ست في نفس العمر تقريبًا وإنهم عرضوا عليها يوصلوها فواقفت، لكن وبمجرد دخوله للعربية، اتفاجئت بالست بتحط السكينة على رقبتها والراجل بيكتفها، بعدها راحوا بها لبيت تبعهم وهناك ربطوها في السرير واعتدى الراجل الغريب عليها مرات كتير قدام الست اللي كانت معاه، وقالت كمان إنه تاني يوم الصبح خرج الراجل من بيته وسابها مع الست، وفي الوقت فكت الست الحبل وطلبت منها تحت تهديد السلاح تتصل بأهلها وتبلغهم انها باتت امبارح عند واحدة من صحباتها، وبعد مانفذت كيت الأمر، خدتها كاثرين ورجعت بها لأوضة النوم عشان تربطها في السرير من تاني لكن ومع دخولهم للأوضة، فجأة رن جرس الباب، بصت كاثرين لكيت بارتباك قبل ما تسيبها في الأوضة وتروح عشان تفتح الباب، في اللحظة دي استغلت ان كاثرين سابتها من غير ما تربطها وخرجت من الشباك.
تم القبض على كاثرين واللي اعترفت انها تعرف كيت ولكن رفضت الكلام قبل القبض على ديفيد اللي أول ما اتقبض عليه، قال انه ماخطفهاش بالعكس هي راحت معاهم البيت بمزاجها وإن اعتداء قالت عليه كدب وانها كانت موافقة على كل اللي حصل.
طبعًا الشرطة ماصدقتش كلامهم، وفي التحقيق ظهر اضطراب الأقوال وبدأوا الاتنين ينهاروا، ولما طلبت الشرطة تعرف الأماكن اللي دفنوا فيها الضحية رفضوا الاتنين يقولوا على الأماكن، لحد ما في النهاية بلغ المحقق ديفيد انهم كده كده هيحفروا في الغابة كلها لحد ما يلاقوا الضحايا، اعترف ساعتها ديفيد وقالوا انهم اربعة وحدد أماكنهم بالظبط، وبيقال إن ديفيد وكاثرين اعترفوا على أماكن القبور وهم فخورين باللي عملوه.
![]() |
ديفيد وكاثرين لحظة القبض عليهم |
في المحكمة أقر ديفيد بقتله للأربع ضحايا وخطفه واعتدائه على الضحية الخامسة ولما اتسائل عن سبب اعترافه؟.. بص لعائلات الضحايا وقال نصًا " هذا أقل ما يمكنني فعله لهم".
اتحكم على ديفيد أربع أحكام متتالية بالسجن المؤبد، وكمان كاثرين بعد ما تم توقيع الكشف الطبي عليها والتأكد من سلامة قواها العقلية تم الحكم عليها بأربع أحكام متتالية بالسجن المؤبد.
مابعد الحكم:
في البداية اتحجز ديفيد في سجن فريمانتل وده سجن شديد الحراسة، لكن بعد فترة اتنقل للحبس الإنفرادي خوفًا عليه من اعتداءات باقي المساجين اللي عرفوا قصته، وفضل هناك لحد سنة 1990 بعدها اتنقل لسجن كاسوارينا.
اما كاثرين فمسجونة في سجن بانديوب للنساء، وهي مديرة المكتبة، تم رفض طلبها الأول للإفراج المشروط سنة 2007 وقال المدعي العام لاستراليا الغربية وقتها "جيم ماكجينتي" إن خروجها من السجن مستحيل طول ماهو في منصبه.
وكان مقرر يتم إعادة النظر في القضية سنة 2010 لكن في سنة 2009 قرر المدعي العام الجديد وقتها "كريتسان بورتر" الغاء فترة الإفراج المشروط عنها عشان تبقى كاثرين تاني سيدة في استراليا اتكتب في ملفها "لن يتم الإفراج عنها أبدًا".
وبكده يكون خلص التقرير اتمنى يكون عجبك وماتنساش تقولي رأيك في التعليقات.
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل