القائمة الرئيسية

الصفحات

صموئيل ليتل - سفاح النساء


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل


النهاردة هنتكلم عن أشهر السفاحين اللي عدوا على أمريكا، هو مش بس أشهرهم لكنه أخطرهم، صموئيل ليتل.. سفاح النساء.

اتولد صموئيل ليتل في 7 يونيو1940 في رينولدز بجورجيا، وبعد فترة بسيطة اتنقل صموئيل مع عيلته للورين في أوهايو، وهناك عاش واتربى على ايد جدته، في سن الثانوية التحق ليتل بمدرسة هوثرون جونيور الثانوية، بس ولطبيعته المتمردة كان طالب فاشل، لا بيروح المدرسة ولا بيذاكر، هو كان محدد طريقه من صغره، وطبعًا نتيجة الطريق ده معروفة، وعشان كده اتقبض على ليتل سنة 1956 بتهمة اقتحام منزل، ولإنه كان لسه يدوب 16 سنة بس اتحجز في مؤسسة الأحداث، وخرج بعدها ليتل لكن ماعداش وقت طويل قبل مايرجع السجن تاني والمرة دي بتهمة اقتحام محل أثاث، وسنة 1961 اتحكم عليه ب3 سنين سجن.

خرج ليتل من السجن وفي الوقت ده سافر لفلوريدا وهناك عشان مع أمه، بالمناسبة ليتل كان بيقول إن أمه مش كويسة وإنها بتصاحب رجالة، المهم إنه في فلوريدا بدأ يتعرف على الموت عن قرب.. ويمكن ده اللي موت قلبه وخلاه يقدر ينفذ العدد المهول ده من جرايم القتل واللي حقق به رقم قياسي خلى مكتب التحقيقات الفيدرالي بنفسه يعلن بإنه صمويل ليتل أكثر قاتل متسلسل إنتاجية في أمريكا، صمويل اشتغل مساعد اسعاف وعامل مقابر.. يعني اتعود يشوف الضحايا وهم بينازعوا وكمان بعد ما ماتوا.. وكل ده خلق جواه لامبالاة تجاه الموت أو بمعنى أصح تجاه الجثث، في الفترة بدأت مشاكله تزيد تاني، واتقبض عليه أكتر من مرة وفي أكتر من ولاية، وكانت التهم الموجهة له بتدور حوالين.. السواقة تحت تأثير الكحول، الإعتداء، إقتحام منازل، السطو على المحلات، أو محاولات إغتصاب، وبالتهم دي اتقبض عليه في أكتر من 8 ولايات.

الظاهر إن الاعتقالات اللي اتعرض لها ليتل ماكنتش كافية بالنسبة له، وعشان كده قرر يستمر في اللي بيعمله لحد ما وصلت عدد المرات اللي اعتقل فيها سنة 1975 لـ 26 مرة، وعدد الولايات اللي اتحاكم فيها وصل 11 ولاية، الغريب إن كل التهم اللي اعتقل بسببها مافيش ولا تهمة فيهم كانت القتل، مع إنه في الوقت ده كان بالفعل بدأ يقتل من خمس سنين.. تحديدًا 1970 ودي السنة اللي قتل فيها أول ضحاياه.

لكن يظهر إن ليتل ماكنش متمرس في الأول وعشان كده اتكشف مرتين في جريمتين قتل لكن برغم كده حظه كان حلو وقدر يخرج من الجريمتين.

الجريمة الأاولى كانت سنة 1982 لم اتقبض عليه بتهمة قتل ميليندا روز لابري 22 سنة، واللي اختفت في سبتمبر 82 في باسكاجولا بولاية ميسيسيبي، بس في القضية دي رفضت هيئة المحلفين إنه تعتبر ليتل قاتل ميليندا، لكن مكتب التحقيقات ماسبوش يدوب خرج من القضية دي طلبوه في قضية تانية، وطلب تسليمه لفلوريدا عشان يتحاكم في قضية قتل تانية وهي مقتل باتريشيا آن ماونت 26 سنة، واللي ماتت في نفس الشهر اللي اختفت فيه ميليندا، شهود الإدعاء قالوا إن ليتل قضى مع باتريشيا الليلة الأأخيرة لها قبل قتلها، لكن ولتاني مرة هيئة المحلفين بترفض اتهام ليتل وبتبرئه من القضية بحجة عدم الثقة في الشهود.. وخرج ليتل في يناير 1984.

 بس يموت الزمار وصوابعه بتلعب، الراجل خرج من قضية القتل في يناير وراح بعدها كاليفورنيا عشان يتقبض عليه في أكتوبر، يعني بعد تسع شهور بس، والمرة دي اتقبض عليه بتهمة خطف و ضرب و خنق لوري باروس 22 سنة، بس المحظوظة قدرت تعيش رغم محاولات ليتل لقتلها، ولتاني مرة في نفس الشهر لقت الشرطة ليتل في عربية من العربيات ومعاه واحدة متخدرة وباين عليها آثار التعذيب والخنق، المرة دي قبضوا عليه واتقدم للمحاكمة على الجريمتين كمحاولات قتل، واتحكم عليه بسنتين ونص، عشان يخرج في أول فبراير 1987 ويتنقل بعدها للوس أنجلوس.. ويكمل سلسة القتل.

صموئيل ليتل فضل يقتل ضحاياه من 1970 ولحد 2005 لكن الغريب إنه ماتقبضش عليه غير سنة 2012 وكمان اتقبض عليه بالصدفة، وده لما تم القبض عليه في ملجأ للمشردين في لويزفيل كنتاكي بتهمة الإتجار في المخدرات وتم تسليمه بعدها لولاية كالفورنيا عشان يتقدم للمحاكمة، في الوقت اتخدت عينة حمض نووي من ليتل، وبالعينة دي تم ربط اسمه في 3 قضايا قتل مفتوحة لدى مكت ب التحقيقات الفيدرالي واتهموه في قتل الضحايا.. كارول إيلين إلفورد اللي اتقتلت في 13 يوليو 1987 و غوادالوبي دوارتي أبوداكا اللي اتقتلت في 3 سبتمبر 1987 و أودري نيلسون إيفريت واللي اتقتلت في 14 أغسطس 1989.

اترحل بعدها ليتل للوس انجلوس وتم إتهامه بشكل رسمي سنة 2013.. واتحكم عليه وقتها بالمؤبد.

صموئيل ليتل في المحكمة


خلال فترة سجن ليتل ومع اقترابه من سن الثمانين بدأ يعترف بجرايمه السابقة للظابط المسؤول عنه في السجن، وهنا كانت المفاجأة إنه اعترف بقتله لأكتر من 93 سيدة.

في الأول الظابط ماكنش مصدقه، لكن ليتل اتكلم بحماس شديد وبدأ يوصف ضحاياه وكمان يوصف عمليات القتل تمت إزاي وفين.. ودي بعض اقواله عن جرايم قام بها...

واحد فبراير أو 2 فبراير بعد خروجه من السجن بيوم واحد قال ليتل إنه في اليوم ده قتل اتنين من ضحاياه، الأولى كانت بنت عندها 22 أو 23 سنة، كانت شابة نحيفة، بشرتها سودة، وقتها كان راكب عربيته الزرقا من نوع بويك، قرب من البنت اللي كانت بتشتغل فتاة ليل وطلب منها تقضي معاه ليلة، وافقت وركبت معاه العربية، وبعدها خنقها في العربية ورماها في ممر ضيق ورا البيت اللي قالت انه بيتها.

اما الضحية التانية اللي قتلها في نفس اليوم فهي بنت سمرا، عندها 23 أو 24 سنة، بيقول إنه قابلها قريب من سنترال أفينيو في لوس أنجلوس، راح لبيت تاجر مخدرات واللي أمر البنت إنها تروح مع ليتل، وبعد ماخرجوا اتمشوا شوية لحد شارع فلورنس، وهناك كان في بيت فاضي وقدامه جراج، دخل ليتل الجراج ومعاه البنت، وبعد ما استقروا في مكان جوة الجراج قربت البنت من ليتل وفي اللحظة دي مسكها من رقبتها وخنقها، حاولت تقاوم لكنه وقعها على الأرض وفضل يخنق فيها لحد ما ماتت، سابها بعدها وخرج من الجراج، بيقول إنه عدا بعدها بشهور لقى الجراج مهدود.

لوس أنجلوس 1992، كان سايق عربيته الكاديلاك في سبتمبر أو أكتوبر مش قادر يحدد بالظبط، قابل شابة سودا بس بشرتها فاتحة شوية، مش قادر كمان يحدد سنها، خدها وراح معاها لبيتها، بس في الطريق وقف بالعربية ورا متجر كومبتون، وهناك كان في دوشة في الشارع وهنا استغل الفرصة وخنق البنت، بيقول ليتل انها قاومت بشدة لدرجة إنها ضربت الكلاكس ولفتت انتباه واحد من الواقفين لكنه قدر يتدارك الموقف، وبعد ما قتلها خرج بها من العربية وسحبها لحد حديقة ورا المبنى ونيمها على وشها وسابها ومشي.

وفي اعتراف من الاعترافات كان ليتل بيتكلم عن واحدة من ضحايا، واتفاجئ الظابط من تعابيراته، لما لقاه بيبتسم ابتسامة غريبة وبيقول إن حب الست اللي قتلها دي، بس هو مش فاكر اسمها، أو تقريبًا كان روث.

لما اتسائل ليتل عن سبب اعترافه بالجرايم بعد السنين دي كلها ورغم عدم وجود دليل عليه.. قال بإنه بيحاول يساعد أي حد ممكن يكون اتهم في الجرايم دي بداله واتحبس ظلم.

ليتل قدر يقدم صور تقريبية لضحاياه جنب الاعترافات، ومكتب التحقيقات الفيدرالي نشر الصور عشان لو حد قدر يتعرف عليهم من معارفهم أو اهاليهم.

الجدير بالذكر إن ضحايا ليتل كلهم كانوا من فتيات الليل أو البنات المهمشين اللي كان متأكد إن ماحدش هيدور عليهم.

ضحايا صموئيل ليتل


مكتب التحقيقات الفيدرالي أكد إن كلام ليتل يمكن الوثوق فيه بنسبة كبيرة، وبالفعل تم التحقق من 50 جريمة اعترف بهم وجاري العمل على باقي الجرايم.

مات صموئيل ليتل في ديسمبر 2020 في سجن الولاية بكاليفورنيا، وأعلنت فيكي ووترز المتحدثة باسم إدارة الإصلاح والتأهيل بكالفورنيا إن مافيش أي شبهة قتل أو تلاعب في موت ليتل وإنه كان بيعاني من أمراض كتير منها السكر والقلب وأمراض تانية.. وبكده اتقفل ملف صموئيل ليتل الراجل اللي عاش 80 سنة من الإجرام والفساد والقتل.. لكن الحقيقة إن ملفات ضحاياه اتفتحت بموته.

وبكده يكون خلص التقرير اتمنى يكون عجبك وماتنساش تقولي رأيك في التعليقات.


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

التنقل السريع