.jpg)
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
أي اتنين بيشوفوا إنهم مش قادرين يكملوا مع بعض بيتفقوا على الانفصال.. لكن كاثرين كانت عندها نهايات مختلفة.. كان مبدأها يا إما تبقى معايا يا إما ماتبقاش عايش أصلًا.
في أربعينيات القرن الماضي، كانت مدينة أبردين قايمة على صناعة اللحوم، ولسبب ده كانت المدابح أو المسالخ منتشرة في المدينة، وفي مدبح منهم كان مدير المدبح جاك روان متجوز من باربرا وعندهم أربع أطفال بنتين وولدين.. لكن وفي يوم من الأيام قررت باربرا انها تهرب مع عشيقها واللي كان واحد من عمال المدبح، واسمه كين نايت.. والحادثة كانت فضيحة كبيرة في المدينة واتشهرت جدًا.
في 24 أكتوبر 1955 اتولدت كاثرين كين نايت، في مستشفى تامورث بولاية نيو ساوث ويلز باستراليا، كاثرين نشأت في أسرة دموية جدًا، لإن والدتها ووالدها الاتنين كانوا بيشتغلوا في مسلخ أو زي ما بنقول احنا بلغتنا الدارجة "مدبح" وبتقول انها اتعرضت كتير للإعتداء من أفراد اسرتها وهي صغيرة ما بين سن 5 سنين لحد سن 11 سنة، وبتقول كمان إنها كانت بتشوف ابوها وهو بيعتدي على مامتها أكتر من مرة في اليوم.
في المدرسة كانت كاثرين فتاة متنمرة وصعبة المراس، وكانت في أقل المستويات لدرجة انها ماقدرتش تتعلم القراية والكتابة بشكل كويس، يعني يدوب بتعرف تقرأ وتكتب بصعوبة، وكانت بتحلم دايمًا للشغل في المدبح، كان عندها شهوة غريبة لقتل الحيوانات، وده اللي خلاها في سن الـ16 سنة تسيب المدرسة وتشتغل في المدبح، على حد تعبيرها الوظيفة دي كانت حلم حياتها.
في المدبح بدأت كاثرين تمارس هوايتها المفضلة وهي سلخ الحيوانات أو تقطيع أعضائهم، وكانت بتستمتع جدًا بالعمل ده، لدرجة إن واحد من عمال المدبح بيقول انهم كانوا بيخافوا جدًا منها وهم شايفينها شغالة، على حد تعبيره كانت بتغمرها فرحة مش طبيعية لمنظر الدم واستعمالها للسكاكين، شئ أشبه بالهووس الممتع بالنسبة لها.
في فترة عملها بالمدبح اتعرفت كاثرين على ديفيد كيليت، شاب في مقتبل العمر، وكان بيلقب بكيليت القصير بسبب قصر قامته، ولإن ديفيد كان الراجل الأول في حياة كاثرين فبسرعة شديدة وقعت في حبه، وقدرت تقنعه بالجواز منها سنة 74 وكان عندها وقتها 19 سنة، وفي يوم الفرح حصل شئ غير متوقع، بتقول ساندي أخت ديفيد إنه في ليلة الفرح صحي ديفيد على محاولة من كاثرين لقتله، قال انه قام لقاها بتخنقه، وده كان بسبب غضبها الشديد منه لإنه دخل معاها في علاقة ل3 مرات بس يومها وهي كانت بتطلب منه اقامة خمس علاقات، زي ما كان ابوها بيعمل مع أمها، ولما رفض قام من النوم على محاولة منها لقتله!.
الغريب إن ديفيد ماستنكرش المحاولة دي وشاف إنها مجرد تنفيث عن غضبها بسبب رفضه أو عدم قدرته على تنفيذ طلبها، واستمرت الحياة بينهم بعدها، بتقول والدة ديفيد إنها راحت البيت عند ابنها بعد الجواز وقعدت معاهم شهور، وساعتها لقت كاثرين بنت ساحرة جدًا جذابة، ومايبانش عليها العنف أو علامات الجنون.
وعلى عكس كلام الأم كان الإبن ديفي كيليت بيعيش فترة من فترات حياته الصعبة، القلق بدأ يسيطر على حياته وده بسبب العنف اللي بدأ يظهر على كاثرين، بدأت تمد ايدها عليه، والأغرب انها كانت في بعض المرات بتلوح له بالسكاكين.
بتقول ساندي في جزء من كلامها بإن كاثرين كانت مزاجية بشكل غريب.. يعني ممكن تكون واقفة في المطبخ وبتدندن ومرة واحدة تلاقيها بتكسر في المطبخ، وعشان كده ديفيد كان بيحذرهم دايمًا منها وبيطلب منهم لو حد شافها متعصبة يبعد عنها لانه مايقدرش يعرف ايه اللي ممكن تعمله كاثرين.
ديفيد بطبعه ماكنش الشخص اللي ممكن كاثرين تثق فيه لإنه كان كثير العلاقات، وكان بيبرر ده بعدم ارتياحه في البيت وانه محبط دايمًا في علاقته مع كاثرين.
وفي 11 مايو 1976 خلفت كاثرين بنتها الأولى ميليسا، وبعد ست اسابيع بس من ولادة كاثرين ضربت ديفيد بإزازة في دماغه، بسبب علاقة جديدة من علاقته النسائية، هرب دديفيد بعدها وساب كاثرين مع بنتها لوحدهم، حالتها النفسية ساءت جدًا ودخلت في اكتئاب حاد، وده ظهر لما فجأة الجيران شافوها ماشية في الشارع الرئيسي في أبردين يوم من ايام شهر يوليو 1976 ومعاها عربية الأطفال بس كان باين عليها الإضطراب الواضح من طريقتها، كاثرين كانت بتمرجح عربية الأطفال يمين وشمال بسرعة وعنف وكإنها مش مهتمة باللي ممكن يحصل للطفلة النايمة جوة العربية، الجيران والمارة شافوها وهي بتبكي بحرقة وحاسوا انها فقدت عقلها وخافوا انها ترمي الطفلة وسط العربيات، وبسرعة اتصلوا بالشرطة اللي أول ما وصلت قبضت على كاثرين ودخلوها مصحة نفسية بتامورث، اتشخصت بإن عندها اكتئاب حاد، وبعد اسبوعين خرجت كاثرين من المستشفى ورجعت للبيت مرة تانية، بس لما رجعت واكتشفت إن ديفيد لسه مارجعش البيت، بدأت تغضب من جديد لكن المرة دي غضبها كان أعنف، راحت كاثرين عند شريط القطر وسابت بنتها هناك على القضبان، في حاولة للتخلص منها انتقامًا من ديفيد، لكن ولحسن حظ الطفلة، قدر شخص يدعى تيد ابراهام إنه ينقذها قبل وصول القطر، بعدها هددت كاثرين بعض الجيران في الشارع بفاس في حالة جنونية، قبل ما تطلب منهم ينقلوها لمستشفى نفسية، وفعلًا دخلت المستشفى وهناك اتشخصت بإكتئاب ما بعد الولادة، وفي أثناء ما كانت بتتعالج في المستشفى قالت كاثرين لبعض الممرضات انها ناوية تقتل الميكانيكي اللي صلح عربية ديفيد لانه كان السبب في إن ديفيد يقدر يهرب منها، لو ماكنش صلح له العربية ماكنش هيقدر يهرب، وبرغم التهديد الصريح ده خرجت من المستشفى في وقت قصير.
بعد خروجها من المستشفى وفي محاولة جديدة، خبطت كاثرين على بيت من البيوت وقالت لأصحابه إن بنتها مريضة ومحتاجة حد ينقلها المستشفى، صاحبت البيت وافقت تروح معاها، لكن اتفاجئوا بكاثرين بتهاجم البنت بسكينة من السكاكين اللي بتستخدمها في المدبح، وبعدها خدت الأسرة كلها كرهينة وطلبت منهم يودوها لبيت أم ديفيد.. وكان المخطط إنها تقتل الأم عشان تقدر توصل لديفيد، لكن في الطريق وقفوا في استراحة وساعتها قدر طفل من الأسرة إنه يهرب ويبلغ البوليس، قدرت الشرطة تسيطر على الوضع رغم إن كاثرين كانت ماسكة قضيب معدني وموجهاه ناحية عامل الإستراحة، والمرة دي وزي كل مرة لم يتم اتهام كاثرين بأي تهمة وده كان شئ غريب!.. كل مرة بيتم القبض عليا بيحولوها لمستشفى أمراض عقلية.
الأغرب بقى إن ديفيد لما عرف باللي حصل رجع واتصل بأمه فلورنسا وخدها وراحوا المستشفى وهناك خرجت كاثرين بتعهد من فلورنسا حماتها، بعدها راحوا عند باربرا اللي كانت محتفظة بميلسيا حفيدتها لحد ما تخرج كاثرين من المستشفى، ودي كانت تاني مرة تقابل فلورنسا باربرا، كانوا قاعدين التلاتة في العربية لما خرجت باربرا من البيت وقربت للعربية، وساعتها بدأت تتحقق من ديفيد عن طريق الشباك بعدها بدأت تضرب كاثرين على وشها بقبضة ايدها، لكن كاثرين زقت الأم ووقعتها على الأرض بضربة قوية افقدتها الوعي، فضل ديفيد يصرخ في العربية، وكاثرين واقفة مصدومة من اللي عملته في باربرا اما فلورنسا فكانت مرعوبة في الكنبة الخلفية لان دي كانت أول مرة تشوف فيها عنف بالشكل ده.
المهم رغم كل اللي حصل ده إلا إن ديفيد قرر يكمل حياته مع كاثرين وخدها وراحوا وودريدج، في كوينز لاند، قال انهم هيبدأوا حياة جديدة هناك.
في وودريدج قدر ديفيد يحصل على وظيفة سائق شاحنة اما كاثرين فاشتغلت في مدبح قريب من بريزبان.
وفي الفترة دي كانت الحياة بينهم هادية جدًا، وده اللي خلى ديفيد سنة 1976 ينظم حفلة للإحتفال بعيد ميلاد كاثرين الـ21.
بتقول ساندي إنه في الحفلة دي كاثرين كانت مبسوطة جدًا من المفاجأة اللي عملهالها ديفيد، وطول الحفلة كانت واقفة جنبه وماسابيتوش أبدًا، كانت حاسة انها أميرة الحفلة.
لكن الهدوء ده ماستمرش كتير لان حب كاثرين وهووسها بشغلها خلاها تعمل تصرف غريب جدًا، كاثرين كانت بتحتفظ بالسكاكين اللي بتشتغل بها في كل مكان لدرجة انها علقتهم على ضهر السرير اللي بتنام عليه.. شئ مرعب طبعًا بالنسبة لديفيد، تخيل حضرتك أو حضرتك تبقوا نايمين وفوق دماغكوا سكاكين بتستعمل في الدبح.
واللي زاد رعب ديفيد هو الإجابة اللي جاوبتها كاثرين لما فلورنسا حماتها سألتها.. انتِ ليه محتفظة بالسكاكين فوق السرير؟.. جاوبت كاثرين بهدوء شديد وهي بتهز اكتافها.. عشان في حالة لو احتاجتلهم يكونوا موجودين جنب ايدي!.
![]() |
صورة نادرة لكاثرين مع زوجها الأول ديفيد |
وفي رواية أكتر رعبًا بتقول ساندي.. انها لما كانت معاهم في وودريدج وفي يوم من الايام سمعت صوت عياط بنتهم جاي من الحمام، راحت عشان تشوف ايه اللي بيحصل جوة، بس لما دخلت كانت الصدمة.. ساندي شافت كاثرين واقفة في الحمام وماسكة بنتها وحطاها تحت ماية سخنة جدًا.
ولما قالت ساندي لديفيد اخوها على اللي شافته طلب منها ماتقولش أي حاجة لكاثرين لانها لو عرفت انك شوفتيها هتقتلك وانتِ نايمة!.. المسكين كان مرعوب من كاثرين لدرجة رهيبة.
سنة 1979 اكتشف ديفيد خيانة كاثرين وده لما دخل لقاها مع راجل غريب، كاثرين فضلت تعيط وتتوسل لديفيد انه مايسيبهاش وانها مش هتعمل كده مرة تانية، وطلبت منه انهم ينقلوا من المكان اللي هم فيه، واقنعته انهم يخلفوا طفل جديد.
بتقول ساندي إن كاثرين كانت بدأت تخاف من اضطراب حياتها هي وديفيد وفي نفس الوقت ديفيد كان خايف منها لانها كانت دايمًا غضبانة وكان متوقع تقتله في أي لحظة.
بس في الوقت كانت كاثرين حامل، رغم الحياة المضطربة اللي بيعشوها مع بعض، واللي زود خوف ديفيد الحادثة اللي حصلت وقتها.
ديفيد كان وصل لنهائيات مسابقة الرمي، وفي اليوم ده قرر يحتفل مع أصحابه ورجع ليلتها متأخر، وده ذنب عظيم كاثرين مابتقدرش تغفره، وعشان كده قررت تعاقبه.
دخل ديفيد من الباب وبمجرد ما قفل الباب ومشي خطوتين، هجمت عليه كاثرين وخبطته بالقلاية على دماغه خبطات متتابعة لحد ما أغم عليه، وجريت بعدها على الجيران عشان ينقذوه.. بعد ما قضى ديفيد أسبوع في المستشفى ورجع البيت، اكتشف تصرف تاني غريب، لما كان بره ليلتها كاثرين من شدة الغضب جمعت كل هدومه وأحذيته وحطتها في البانيو وولعت فيهم، الشرطة وجهت الاتهام لكاثرين لكن كالعادة استخدمت براعتها في التمثيل وقدرت بالدموع والتوسل تاخد استعطاف ديفيد اللي رفض يتهمها بأي تهم، عشان خاطر أولادهم.
سنة 1980 خلفت كاثرين بنتها التانية ناتاشا كيليت، في الوقت ده كان ديفيد بيشتغل سائق شاحنة لنقل الأثاث.. ومع الوظيفة دي زادت غيرة كاثرين بشكل جنوني.. وده اللي خلاها في ليلة من الليالي تتخانق مع ديفيد وتوجه ناحيته سكينة من السكاكين اللي كانت حطاهم في أوضة النوم، وصرخت في وشه واتهمته بإنه على علاقة بواحدة تانية في مدينة من المدن اللي بيسافرلها.. قدر ديفيد انه يهديها ويقنعها بإخلاصه لها وعدت الليلة بسلام.. لكن الإضطراب اللي كانت بتعاني منه كاثرين كان متكرر وعشان كده اتكرر الموضوع مرة تانية.
في الحقيقة كاثرين كانت بتعاني من مشكلة نفسية خطيرة جدًا وهي إنها بتخاف اللي معاها يسيبها.. أو إنه ماينفذش اللي هي عايزاه، في الوقت ده بتبدأ تثور وتغضب وممكن في الحالة دي توصل الأمور لإستخدام السكاكين اللي بتفضلها دايمًا.
المرة دي قرر ديفيد انه يهرب من الجحيم اللي كان عايش فيه ويسيب كاثرين وبناته الاتنين.
![]() |
صورة لكاثرين من إحدى فيديوهاتها مع ديفييد |
سنة 1986 اتنقلت كاثرين لمدينة أبردين مرة تانية ومعاها الطفلتين، وهناك وبعد فترة قصيرة اتعرفت على ديف سوندرز.
سوندرز كان سائق سباقات دراجات نارية سابق، وكان شغال في منجم من مناجم الفحم في الفترة اللي اتعرف فيها على كاثرين.. بعدها اتنقل عشان يعيش في بيت كاثرين هو والكلب بتاعه، لكن بيقول سوندرز إنه ماقضاش مع كاثرين ايام جميلة غير أول شهرين بس، بعد كده بدأت الأمور تاخد منحنى عنيف، وكانت البداية لما رجع البيت لقى كاثرين بتكوي وبمجرد ما شافته قربت منه وفي حركة مفاجأة حطت المكواة على خده، صرخ سوندرز وهو بيبعد عنها وبيتألم، لكنها ماكتفتش بكده، دي قربت منه تاني والمرة دي كانت بتحاول تخبطه بالمكواة على دماغه عشان تقتله.. سوندز بيقول انها عملت كده بس لمجرد انه اتأخر في الرجوع للبيت ليلتها.
ساءت الامور أكتر وأكتر واتخاقنوا مرات متتالية، لكن في مرة منهم كان رد فعل كاثرين أعنف، خرجت بسكينة من السكاكين بتاعتها وقدام عيون سوندرز دبحت الكلب بتاعه.
بعد ما دبحت الكلب سابت البيت وراحت لأختها جوي، وكان معاها بندقية، أول ما جوي فتحت الباب وشافتها كاثرين قالتلها.. انا قتلت سوندرز.. كانت بتقولها بابتسامة باردة.
في الحقيقة كاثرين ماقتلتش ديف سوندرز لكنها قالت كده لسببين.. السبب الأول انها عايزة تشوف رد فعل أختها لما تعرف.. والسبب التاني هو انها فعلًا كانت بتخطط لقتل سوندرز.
حاول سوندرز بعد الحادثة انه يهرب من البيت مرات عديدة لكن كاثرين كانت مسيطرة على الأمر وكل مرة بترجعه، وفي يونيو 1988 ولدت كاثرين بنتها التالتة والأولى من سوندرز، وبعد ولادتها بـ6 شهور اشترى سوندرز كوخ قديم صغير في بيت ماكوين، لكن فضلت الامور من سئ لأسوء، ورجعت محاولات سوندرز للهرب تتكرر من تاني.
المرة دي رتب كويس للهروب عشان ماتقدرش تمسكه، بعت ميل للشركة بتاعته وبلغهم إنه هياخد أجازة طويلة، عشان رايح يزور صديق له في مدينة تانية.. بس الحقيقة سوندرز ماكنش رايح مدينة تانية في استراليا.. سوندرز هرب لنيوكاسل.
هروب سوندرز خلى كاثرين في حالة عصبية، لدرجة انها بلغت بنتها بإن ابوها مات.
حاولت كاثرين توصل لسوندرز لكنها وقفت عن البحث فجأة وده لما قابلت الضحية الجديدة.. تشيلنجورث.. اتعرفت عليه وبعد 11 شهر بالظبط خلفت منه ابنها الأول والوحيد، الكلام ده كان سنة 1991، لكن العلاقة دي استمرت 3 سنين على الرغم من الخلافات الدايمة بينهم، وقال تشيلنجورث بإن كاثرين اعتدت عليه بالضرب كتير، وكاثرين هي كمان اتهمته بالاعتداء عليها بالضرب.. بس الحقيقة مش ده السبب اللي انتهت عشانه العلاقة ولكن السبب الحقيقي هو وقوع كاثرين في حب شخص تاني وهو جون برايس.
لما اكتشف تشلنجورث خيانة كاثرين سابها وبعد عنها.. عشان تبدأ كاثرين فصل جديد مع ضحية جديدة.. بس المرة دي ماحدش يقدر يتوقع نهاية العلاقة دي.
بتقول ريبيكا ابنة جون برايس.. إن بداية العلاثة بين كاثرين ووالدها جون كانت هادية.. يعني تقدر تقول كان بينهم حوار مشترك زي أي اتنين متجوزين.
اما روز ماري الابنة التانية فبتقول ان كاثرين كانت بتملك شخصية جيدة الى حدِ ما صحيح كان عندها بعض الأمور السيئة لكن والدها هو كمان كان عنده نفس الشئ.
نمط العلاقة المرة دي اختلف عن علاقات كاثرين قبل جون برايس، لانها كانت وصلت سن الـ38 وده خلاها تتنازل عن فكرة الحمل، بس العنف ماتغيرش.
![]() |
كاثرين وجون برايس |
في سنة 1995 اقترحت كاثرين على جون انهم يتجوزوا لكنه رفض، وهنا بدأ غضب كاثرين.. اللي جون ماكنش يعرف عنه حاجة.
اعتدت كاثرين على جون مرات كتيرة، بناته بيقولوا ان جسمه كان مليان بكدمات وجروح من اعتدائتها المتكررة عليه.
كاثرين كانت بتتعامل مع جون على انه ملكية خاصة مدى الحياة، بس في الحقيقة جون صارحها وقال بكل فظاظة إنه مافيش حاجة تجمعهم غير الجنس، ومن هنا بدأت كاثرين تنتقم منه في بناته، حاول جون يطردها من بيته مرات كتيرة لكنها كانت بتستقتل على البيت وكإنه حق مكتسب، بس قدر أخيرًا يطردها من البيت.. حسب رواية اصدقائه؟.
اللي ماكنش جون عامل حسابه عليه هو إن كاثرين كانت نصباله الفخ عشان تضمن وجوده مدى الحياة زي ما هي عايزة.. كانت بتخليه يسرق الشركة اللي بيشتغل فيها، وكان جون بيحتفظ بالمسروقات في البيت.. وفاكر إن كاثرين هتغطي عليه.. لكن في الحقيقة كاثرين عملت اللي ماكنش يتوقعه، صورت كل المسروقات اللي سرقها جون بكاميرا فيديو، وبعتت الفيديو لرئيسه في الشغل، وبعدها اترفد جون من الوظيفة.
بتقول ناتاشا ابنة كاثرين إن والدتها قالتلها بإن جون لو رجعها البيت المرة دي فهيكون رجوعها لسبب واحد وهو انها تقتله.
بعد فترة بدأت علاقتهم ترجع تاني بطريقة غريبة، ورجعت كاثرين للبيت مرة تانية، بس المرة دي نفذت كلامها اللي قالته لناتاشا، في الوقت ده جون كان خايف على حياته وكان بيتبع روتين معين مع اصحابه في الشغل وجيرانه، وهو انه بيبلغهم أول ما بيوصل للبيت انه وصل وبخير، لإنه كان دايمًا بيعتقد إن كاثرين هتقتله في أي لحظة وسط اليوم.
وقبل وفاته بأيام وتحديدًا في فبراير 2005 اشتدت الخناقة بينهم وعلى طول وزي عادتها سحبت كاثرين السكينة وهاجمت جون وطعنته طعنة في صدره، بلغ جون الشرطة اللي أصدرت ضدها قرار بعدم التعرض لبناته عشان تحافظ على حياتهم، تاني يوم كشف جون لاتنين من زمايله عن الجرح اللي سببتهوله كاثرين وبلغهم إنه لو في يوم حصله حاجة هتكون كاثرين هي المتهم الوحيد، في اليوم ده كاثرين كانت بتقضي الوقت في البيت لوحدها بتتفرج على أفلام الرعب، وكل تفكيرها ازاي تخلص من جون..
رجع جون البيت بعد ما اتفق مع رئيسه في الشغل بإنه هيبلغ المحكمة يمكن يقدروا يخلصوه منها، ورغم إنهم طلبوا منه مايروحش البيت الليلة دي إلا إن جون قالهم لازم يرجع عشان الأطفال، مايعرفش ممكن تعمل فيهم ايه؟.. وصل جون البيت وبعدها اتصل بزمايله وبلغهم انه وصل وبخير زي ما اتعود.. كانت الساعة وقتها 11 بالليل.. دخل جون عشان ينام، في الوقت كانت كاثرين بره، راحت بيت بنتها ناتاشا وبدأت تسجل فيديوهات أشبه بالوصية.. ذكرت فيها بعض الكلمات المؤثرة بعضها رجعت بيت جون وكانت الساعة وقتها 11:30 بالليل، عملت عشاء لنفسها وبعد ما كلت طلعت الأاوضة لجون، حصل بينهم علاقة وبعدها نام جون.
لما اتأكدت كاثرين انه نام رجعت الأوضة وقربت منه وفي ايديها السكينة وبدأت تطعنه في بطنه، طعنته 37 طعنة، الشرطة بتقول انه صحي في وسط الهجوم لكن ماقدرش يقاوم شراسة كاثرين.
تاني يوم الصبح زملاء جون بدأوا يقلقوا عليه خصوصًا إنه كان أول واحد بيوصل للشغل، ومع التهديدات اللي كان قايلهم عليها، ومع عدم رده على التليفون، قلقوا عليه وبلغوا بسرعة عن غيابه.
وصلت الشرطة البيت وكان متجمع بعض الجيران واصحاب جون مستنين يعرفوا مصير صاحبهم ايه، دخلت الشرطة البيت وهنا كانت المفاجأة.
جثة جون كانت في الدور الأول متعلقة على خطاف في الليفينج ومسلوخة، وباقي الجثة كان متاخد منها أجزاء، استخدمتها كاثرين في الطبخ وعملتها مع بطاطس وبنجر وكوسا، اما الراس فكانت مقطوعة.
مسرح الجريمة كان بشع، لكنه ناقص.. فين راس جون؟.. ده السؤال اللي سأله ظابط الشرطة لزمايله.
![]() |
مسرح الجريمة |
دور أفراد الشرطة على الراس فترة طويلة لحد ما لقوها في مكان ماحدش يتخيله.. في المطبخ وعلى البوتجاز كانت راس جون بتغلي جوة حلة مقفولة.. واضح إن كاثرين كانت ناوية تفطر بها.
بالبحث في الطابق العلوي عثر افراد الشرطة كاثرين نايمة على السرير في حالة إغماء وجنبها كمية من الأدوية.
انتشرت الأخبار بسرعة وبتقول ساندي أخت ديفيد كيللت.. يومها سمعت في الراديو إن سيدة من أبردين قتلت جوزها، في اللحظة دي قولت لجوزي دي أكيد كاثي، قالي اني ببالغ، لكن بعد ساعات سمعت اسمها في الراديو وبصراحة ماتفأجتش.
اما ريبيكا ابنة جون فكانت عند والدتها وعرفت الخبر عن طريق الصحافة، قبل ما الشرطة تبلغها.
اتنقلت كاثرين للمستشفى عشان يتم علاجها من الأدوية اللي خدتها، هناك وبعد 6 أيام فاقت وأول ما فاقت واجهتها الشرطة باللي حصل، طبعًا أنكرت كل اللي اتقال وقالت انها مش فاكرة أي حاجة عن الليلة دي.. ادعاءها ماقنعش المحققين وبدأوا بالضغط عليها لكنها صممت على كلامها، بس محامي جون قدر يثبت انها كانت مخططة للجريمة من البداية وده لما إن كاثرين سحبت 1000 دولار من الفيزا بتاعت جون يوم الحادث.
لكن الشاهد الرئيسي في القضية كان أخو كاثرين واللي قال انها بلغته قبل الجريمة ب3 اسابيع بانها هتقتل جون ومش هتتسجن وهتخلي الأمر يبان وكإنها مجنونة.
سنة 2001 وتحديدًا في 18 أكتوبر اتحولت القضية للمحكمة، وهناك مضى القاضي على ملفها بجملة "لن يتم الإفراج عنها أبدًا" عشان تكون كاثرين أول امرأة في استراليا يتحكم عليها بالسجن المؤبد.
ديفيد كيليت بعد انتشار خبر الجريمة اتصل بساندي أخته وقالها إنه مش مصدق لحد دلوقتي إنه قدر يهرب منها.. وإنه كان متوقع يكون مكان جون طول الفترة اللي قضاها مع كاثرين.
في النهاية كاثرين كانت شخصية سيئة لأبعد حد، ماكنتش مجنونة ولا كانت مريضة نفسية، خالص.. كاثرين كانت شخص أناني مابيحبش غير نفسه وبس.. لو بصينا على كل الضحايا اللي في حياتها هنلاقي إن سبب استخدام العنف معاهم كان عدم ارضائهم لها، يعني اللي بيتأخر عليها بتعدي عليه، اللي بيرفض وجودها في حياته بتقتله.. اعتداء لأغراض شخصية بحتة مالهاش أي سبب بالمرض النفسي أو الجنون.. واللي يرعب أكتر في شخصية كاثرين هو إنها ماكنتش بتحس بالذنب تجاه أي فرد هي بتأذيه.. حتى أطفالها.
وبكده يكون خلص التقرير اتمنى يكون عجبك وماتنساش تقولي رأيك في التعليقات.
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل