القائمة الرئيسية

الصفحات

سيندي جيمس تقارير جرائم قتل


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل 


8 يونيو 1989 وفي مدينة ريتشموند تم إبلاغ الشرطة عن وجود جثة لسيدة مرمية في الفناء الخلفي لأحد المنازل المهجورة.. راحت الشرطة مكان الحادث وهناك قدروا يتعرفوا على اسم الضحية واللي كانت سيندي جيمس.. 44 سنة.. ممرضة.. ايه حكاية سيندي؟.. وايه اللي حصل قبل ما ينتهي بها الحال كجثة هامدة في فناء منزل مهجور؟.. ده اللي هنعرفه في تقرير النهاردة.

 سيندي هاك، ده اسمها قبل ما يتغير، وهنعرف ليه اتغير دلوقتي، سيندي هاك اتخرجت من مدرسة التمريض سنة 1966 بعدها اتدرجت في وظيفتها لحد ما بقت مديرة حضانة للأطفال اللي بيعانوا من مشاكل نفسية وسلوكية، بس في معلومة مهمة لازم تعرفها هنا وهي إن سيندي خلال فترة دراستها التمريض في فانكوفر، اتعرفت على الدكتور روي ميكبيس وهو دكتور نفسي، ورغم فارق السن بينهم واللي كان حوالي 26 سنة إلا إن روي وقع في غرام سيندي وطلب منها الجواز وفعلًا وافقت واتجوزوا سنة 66، ولكن كان جواز تعيس، وعشان كده في يوليو 1982 انفصلت سيندي عن روي ميكبيس واستقلت بحياتها.. وهنا كانت البداية.

بعد أربع شهور من انفصال سيندي عن روي، بدأت تيجيلها مكالمات مرعبة، المكالمات كانت بتبقى عبارة عن تهديد بالقتل ومكالمات تانية كانت بتكون في بعض الأحيان جنسية، وفي الاغلب ماكنتش بتسمع غير صوت حد بيتنفس على الخط من غير مايتكلم، في الأول تجاهلت سيندي الموضوع لكن ومع تكراراه بدأت تحس بالخطر وهنا قررت تلجأ للشرطة، بس الغريبة إن تدخل الشرطة خلى الامور تسوء أكتر، وده اتضح من اللحظة الاولى لما جالها تليفون من الشخص المجهول اللي بيكلمها وسألها بسخرية.. إذا كانت فاكرة الشرطة هتحميها لما تبلغهم؟.. وكمل جملته وقال.. هتموتي قريب.. ومن هنا بدأت التهديدات تتصاعد وبعد ما كانت مكالمات بقت سيندي بتلاقي رسايل مقصوصة من الجرايد، والعبارات المكتوبة كلها بتدور في نفس التهديد.. الموت، الألم، القتل.. ومش بس كده دي كمان بقت بتلاقي قطط ميتة قدام باب شقتها، والأفظع انها وفي ويوم رجعت من الشغل لقت علبة مكياج ولما فتحتها لقت جواها لحم نيء.

الخوف اتملك من سيندي واتصلت بالشرطة مرة تانية، والمرة دي برضه ماقدرتش الشرطة توصل للي عمل كده.

تصاعد التهديد تاني والمرة دي بقى أقرب وده لما صحيت سيندي من النوم ولقت لمض الشقة كلها متكسرة.. وسلك التليفون مقطوع.

في الوقت ده كانت أقرب شخصية من سيندي هي صاحبتها اغنيس وودكوك، ودي اللي كانت بتلجألها سيندي دايمًا أول ما بيوصلها التهديد، بتقول اغنيس بإن سيندي فضلت لأسابيع بتلاقي القطط الميتة قدام باب شقتها، وكمان بعد فترة رجعوا الاتنين مع بعض للبيت وساعتها لقوا الباب مفتوح، والشقة متبهدلة وكل العفش مقلوب وكإن في حد كان بيدور على حاجة.

بس اغنيس ماكنتش الشاهدة الوحيدة على الموضوع ده، لإن جيران سيندي هم كمان بلغوا إنهم سمعوا صوت مريب في شقة سيندي في الوقت اللي كانت هي موجودة فيه في الشغل، وكمان شهدوا بانهم شافوا راجل غريب واقف قدام البيت وبعدها دخل من البوابة.

 في الوقت ده اتهمت الشرطة جوز سيندي روي ميكبيس بحكم انفصالهم اللي كان بسبب خناقاتهم المستمرة وده اللي كانت سيندي بتحكيه لصحباتها وقت جوازهم، لكن المفاجأة إن سيندي نفسها هي اللي برئت روي وقالت إنها متأكدة إن روي مالوش علاقة بالتهديدات اللي بتوصلها، ومن هنا بدأت الشرطة تدور على مشتبه به جديد، وحطت بيت سيندي تحت المراقبة، بس الغريب إن طول فترة المراقبة كانت التهديدات بتختفي تمامًا، وبترجع تاني أول ما الشرطة بتقرر تنهي المراقبة.

في يناير 1983 قالت اغنيس انها كانت راحة تزور سيندي وتتطممن عليها، لكن لما خبطت على الباب ماحدش رد، افتكرت وقتها إن سيندي في الحمام، فلفت من الناحية التانية عشان تدخل من الباب الخلفي لكن وقتها شافت سيندي واقعة على الأرض وفي حالة إغماء، وكان فيه شراب من النايلون ملفوف حوالين رقبتها، ولما فاقت سيندي قالت إنها كانت راحة للجراج عشان تجيب صندوق موجود هناك، وفجأة حست بشخص بيهاجمها من وراها ماقدرتش تشوف وشه، بس هي فاكرة إنه كان لابس كوتشي أبيض، بعدها دخلها الجراج وهناك كان مستنيه شخص تاني واعتدوا الاتنين عليها بالضرب وهددوها لو بلغت الشرطة هيقتلوا عيليتها.

كان باين على سيندي علامات ضرب مبرح، لكن وكالعادة مافيش أي أثر للمجرم.. اتعرضِت سيندي على جهاز كشف الكذب، بس النتيجة ماكنتش صريحة وشك الفاحصين في إنها مخبية حاجة وماقالتش الحقيقة كاملة.. وبرر اهلها الكلام ده بإن الشخص المجهول هددها بقتل عيلتها لو بلغت الشرطة. 

بعد الحادثة الأخيرة قررت سيندي انها تغير عنوانها على أمل الهروب من الشخص اللي بيهددها، لكن وبعد إسبوع واحد من انتقالها للبيت الجديد اتفاجئت بتليفون من الشخص المجهول وبيبلغها إنها مش هتقدر تهرب منه.

انهارت سيندي نفسيًا وقررت تسافر لأخوها في أندونيسيا يمكن تقدر ترتاح هناك فترة، وبعد كام اسبوع رجعت، بس أول ما دخلت لقت رسالة من نفس الشخص بتقول.. مرحبًا بعودتك.. الموت، الدم، الكراهية.

عينت سيندي محقق خاص اسمه أوزي باكان، وطلبت منه الوصول للشخص اللي بيهددها، وفي ليلة 30 يناير 1984 سمع أوزي عن طريق اللاسكلي الثنائي اللي كان بينه وبين سيندي، سمع أصوات غريبة، وقتها راح لبيتها على طول، وأول ما وصل لقى البيت مقفول، لف حوالين الشبابيك وساعتها شاف سيندي جوة واقعة على الأرض وفي سكينة مغروزة في ايدها، اتنقلت بسرعة للمستشفى وبعد ما اسعفوها، قالت سيندي انها شافت شخص بيدخل بيتها وبعدها اتعرضت للهجوم منه، قبل ما تحس بإبرة بتدخل في دراعها، ومش فاكرة إيه اللي حصل بعدها، الشرطة ماقدرتش تلاقي أي بصمات في مكان الحادثة، لكن وبرغم كده استمرت المكالمات بعدها بس كانت مكالمات قصيرة ماقدرتش الشرطة تتعقبها، وطلع قرار وقتها بمراقبة البيت طوال الـ24 ساعة ولأيام متتالية. 

الجدير بالذكر، إن قضية سيندي اشتغل عليها 14 ظابط، وكان من ضمنهم ظابط اسمه مكبرايد.. مكبرايد طلب من سيندي انها تفضل في البيت وماتخرجش أبدًا لمدة اسبوعين، وفي الوقت ده كان هو كمان بيفضل معاها على سبيل حمايتها، لكن في الحقيقة إنهم انجذبوا لبعض وقامت بينهم علاقة، وأثناء ماكان مكبرايد موجود في بيت سيندي كانت المكالمات بتختفي.. وماكنش في غير مكالمة واحدة لكن لما سيندي ردت ماسمعتش غير صوت أنفاس وبعدها الخط قطع.

في 18 يونيو 1984 اتصلت سيندي بالمحقق الخاص أوزو وكانت خايفة جدًا، ولما راح لقاها قاعدة في جنينة البيت، بدأ يسمع منها اللي حصل قالت.. إن في شخص غريب اقتحم البيت، وبفحص المكان لقى أوزو كلبة سيندي مربوطة بنفس الحبل اللي اتخنقت به القطط اللي كانت بتلاقيها سيندي قدام باب شقتها.. وعند الشباك لقى عقب سيجارة غريب موجود على حافة الشباك.

بعد الحادثة كانت تيلي أم سيندي في زيارة عندها وبالليل سمعوا صوت كلبة سيندي بتنبح، بعدها سمعوا صوت جرس الإنذار، ولما نزلت سيندي عشان تشزف ايه اللي بيحصل اكتشفت إن شباك من الشبابيك الأمامية مشروخ وكإن حد كان بيحاول يكسره.

بعد اسبوعين من الحادثة دي بلغت سيندي انها اتعرضت لهجوم تاني في حديقة عامة لما كانت بتمشي كلبتها الساعة 8 بالليل.. واخر حاجة شافتها كانت عربية خضرا بيسوقها واحد راجل وجنبه واحدة ست، وقفوا جنبها بالعربية بعدها نزل هاجمها قبل ما يركب العربية ويهرب.

ماعداش على الواقعة دي كام ساعة وبلغ الجيران إن سيندي موجودة عندهم وبتستنجد بهم وكان حوالين رقبتها نفس الشراب الأسود اللي اتخنقت به قبل كده.

سنة 1986 اتنلقت اغنيس وجوزها توم، للإقامة مع سيندي في البيت لحمايتها، وكانت الأمور مستقرة لحد ما في ليلة من ليالي أبريل.. صحيوا الاتنين على استغاثة سيندي وقالتلهم إن البيت بيولع، جري توم يطلب المطافي لكن اكتشف إن سلك التليفون مقطوع، خرج الشارع جري عشان يطلب من الجيران يبلغوا المطافي، ساعتها شاف واحد غريب واقف على الرصيف الناحية التانية ولما قرب منه لقاه بيجري بعيد عن البيت.

في التحقيق في الحريق، الشرطة بدأت تحس إن سيندي بتألف قصص وهمية وإن الشخص المجهول اللي بيهاجمها مش موجود غير في خيالها، خصوصًا بعد التحقيق المطول اللي عملوه مع طليقها روي ميكبيس واللي نفى فيه أي علاقة له بالتهديدات اللي بتوصلها، وكمان اتهمها بتلفيق القصص عشان تسوء سمعته.  

تم نقل سيندي لمركز الصحة والعلوم التابع لجامعة كولومبيا البريطانية، بعد شكوك بإنها تملك ميول انتحارية، لكنها خرجت بعد عشر أسابيع ورجعت البيت من تاني.

بيقول أوتو هاك أبو سيندي انها لما خرجت اعترفت لهم انها عرفت مين بيطاردها وهتطارده بنفسها.

سنة 1988 وتحديدًا في شهر أكتوبر استقبل روي ميكبيس رسالة غريبة على الرد الآلي وكان الصوت بيقول "سيندي.. لحوم ميتة.. قريبًا".

سيندي جيمس

وفي 26 أكتوبر كانت سيندي راجعة من الشغل زي عادتها لما فجأة اتعرضت للهجوم داخل الجراج الخاص بالبيت، ولما تم العثور عليها كانت في حالة إغماء وعارية من الخصر إلى ألأسفل، وحوالين رقبتها شراب نايلون وايديها ورجليها مربوطين بشراب تاني من نفس النوع.. وعلى بوقها شريط لاصق كاتم نفسها.. بس وبطريقة ما قدرت انها تنجو من الإعتداء المرة دي.

بعد الحادثة دي قررت سيندي انها تغير المدينة تمامًا، واتنقلت لمدينة ريتشموند واشتغلت ممرضة في مستشفى ريتشموند العام، ومرت الأيام لحد ما في سنة 1989 بلغت سيندي اهلها وصاحبتها اغنيس إن التهديدات قلت ويمكن وقفت لأول مرة من فترة طويلة.. ورجعت سيندي تعيش حياتها بشكل طبيعي.

لكن وفي 26 مايو 1989 اختفت سيندي تمامًا، حاول اهلها وصاحبتها اغنيس انهم يلاقوها بس مافيش فايدة ولما بلغوا الشرطة قدرت انها تلاقي عربيتها في ساحة انتظار السيارات جنب مول من مولات التسوق، كان في العربية بعض مشتريات البقالة وهدية لإبن اغنيس، لكن كان في بعض الدم على الباب الجانبي للسواق، ولقوا بعض محتويات محفظتها تحت العربية.. وبعد إسبوعين جِه بلاغ من أحد المواطنين بيقول فيه إنه عثر على جثة لسيدة ملقاة في الفناء الخلفى في أحد البيوت المهجورة.. لما وصلت الشرطة للمكان لقت جثة سيندي مربوطة بحبل في وضعية الجنين، وحوالين رقبتها ملفوف شراب أسود، أما وشها فاتغيرت معالمه بسبب الضرب الشديد اللي اتعرضتله، وقدام البيت لقت الشرطة جملة مكتوبة على خزان الوقود وكانت الجملة "ماتت هنا ساقطة" وفي باقي البيت كان مكتوب عبارات تانية مرعبة.

تشريح الجثة أثبت إن سيندي ماماتتش بالخنق ولكن ماتت بسبب جرعات زائدة من المورفين، ومهدئ فلورازيبام، وأدوية تانية.

اتقفلت قضية سيندي في يوليو 1989 على إنها انتحار، ولكن المحقق الخاص بها أوزو باكان شايف إنها مانتحرتش وانها اتقتلت، كمان الطب الشرعي قال إن الوفاة مش انتحار ولاقتل ولكنها وفاة بدون سبب معلوم، اما الأب أوتو هاك والأم تيلي فمتأكدين انها اتقتلت وإن الشرطة سايبة قاتل بنتهم حر طليق في فانكوفر.

في معلومة مهمة لازم تعرفها يا صديقي وهي إن سيندي من كتر التهديدات بالقتل اللي وصلتها عملت بوليصة تأمين على حياتها برقم غير معروف، وبعد إختفائها مباشرة إدعى بائع البوليصة جونستون بإن ابوها أوتو هاك كلمه وطلب منه يعرف تفاصيل البوليصة ولكنه رفض وقاله لو حابب لازم يجي بنفسه للمكتب.. والأغرب إن الأب نفى كلام جونستون والمكالمة تمامًا.

وبكده اتقفلت قضية من أغرب القضايا اللي ماتحلتش رغم مرور سنين طويلة على فتحها.. تفتكر انت ياصديقي مين قتل سندي جيمس؟.. قولي رأيك في التعليقات.


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

التنقل السريع