القائمة الرئيسية

الصفحات

اندرو مونز - سرقة أم جريمة قتل؟! تقارير




بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

في الستينات كانت أمريكا بتشن حرب غير معلومة الأسباب على فيتنام، وفي الوقت ده كانت من ضمن السفن المسؤولة عن تزويد الجيش الأمريكي بالوقود سفينة يو إس إس كاكابون.. كانت السفينة في ميناء سوبيك بفيتنام وهي محطة إنطلاق أمامية للجيش الأمريكي في فيتنام.. في الوقت ده وتحديدًا في شهر يناير1968 اتفاجئ قبطان السفينة بإختفاء ظابط من ظباطه.. أندرو مونز.. طلب القبطان من الظباط إنهم يدوروا على زميلهم المختفي لكن بعد مدة من البحث ماقدروش يوصلوا لمكان أندرو مونز وهنا بلغ القبطان المباحث الجنائية البحرية، الظابط المكلف بالمهمة هو راي ماك جاري، أول ما وصل السفينة أمر بالبحث عن مونز في الماية خصوصًا إن الماية في المنطقة دي راكدة ومافيهاش أي تيارات وده معناه إن الظابط المختفي لو كان اترمى في الماية فهيفضل في نفس المكان، نزلت فرقة من الغواصين ودوروا على أندرو مونز، لكن هم كمان فشلوا في العثور عليه، بعد فشل الغواصين قرر راي ماك جاري إنهم يعيدوا البحث جوة السفينة، فتشوا كل مكان ممكن يستبى فيه أي فرد من طاقم السفينة، بس للأسف ماقدروش يوصلوله، بدأ ظابط المباحث الجنائية البحرية استجواب كل طاقم السفينة.. وكانت البداية مع قبطان السفينة اللي من كلامه اتضح إن أندرو مونز كان شخصية إجتماعية، ودود، ومخلص، لكن نقطتين مهمين، الأولى إن اندرو طلب منه إذن بمغادرة السفينة وإنه ينزل المدينة  بس القبطان رفض لإنه كان ميعاد نبطشيته، وكمان قال إن مونز كان هو الظابط المسؤول عن صرف الرواتب.. النقطة الأخيرة كانت مهمة جدًا في سير التحقيقات.. وعشان كده طلب المحقق راي ماكجاري إنه يشوف أوضة مونز وكمان الأوضة اللي فيها الخزنة، في أوضة مونز كانت كل هدومه موجودة زي ما هي سواء الهدوم المدنية أو الزي الرسمي للبحرية الأمريكية، وهنا اتأكد راي ماكجاري إن الظابط المختفي ماكنش عنده أي نية للهرب من السفينة، بعدها دخل أوضة الخزنة، وهناك طلب الإستعانة بواحد من خبراء فتح الخزن، لإن مونز هو الوحيد اللي كان عارف ارقام الخزنة، وبعد ما فتح الخبير الخزنة، بدأ راي ماكجاري في عد الفلوس الموجودة جواها وساعتها إكتشف إن الموجود حوالي 63 ألف دولار وده معناه إن الخزنة ناقص منها 8600 دولار بالظبط، صديق من  أصدقاء مونز المقربين.. قال لراي ماكجاري إنهم هو ومونز كانوا دايمًا بيخرجوا ويقضوا وقت لطيف في المدينة، في الوقت ده الفكرة الأولى اللي جت في دماغ المحقق هي إن مونز سرق المبلغ من الخزنة قبل ما يطلب الإذن لمغادرة السفينة وكان بيخطط لصرف الفلوس في بار من بارات المدينة القريبة من الشاطئ، عجبت الفكرة المحقق وشاف إنها الأقرب للحقيقة، وعشان كده نقل التحقيق من السفينة للشارع، وفي البارات كان بيدور على أندرو مونز، بس بعد فترة من البحث رجع بنتيجة سلبية وهي إن أندرو مونز مازارش أي بار من البارات الموجودة في المدينة، وقتها خمن تخمين جديد وهو إن المبلغ اللي مع أندرو مبلغ كبير، والمدينة مليانة بالعصابات والمسلحين، جايز جدًا يكون واحد منهم اعتدى عليه وسرق الفلوس، وعلى أمل العثور على أندرو فتش المحقق وزملائه الشوارع المحيطة بالبارات وكمان اتصلوا بشرطة المدينة وسألوهم إذا كانوا لقوا جثة في الفترة الأخيرة بمواصفات مونز لكن للأسف ماكنش في أي أثر لأندرو مونز، وأخيرًا قرر راي ماكجاري إنه يرجع للسفينة ويكمل الإستجواب هناك.

اندرو مونز من سكان مدينة نيو جيرسي، عنده 24 سنة، اتطوع في البحرية الامريكية أثناء حرب فيتنام.. بعد تخرجه من كلية جيتيسبيرغ، قبل إختفائه بعت رسالة لعائلته من هونغ كونغ قال فيها إنه بيقضي وقت جميل هنا.. هي دي كانت فكرته عتن الحياة، شخص بيحب الأستمتاع والمغامرة، منفتح وودود مع كل اللي حواليه.. ققبل التحاقه بالبحرية كان مونز عايش مع أسرته والده ووالدته وإخواته الاتنين توماس وماري.. أما أصدقائه واللي اتصدموا من إختفائه فبيقولوا إنه شخص لطيف ومهذب وكان مستقبله رائع.

كان فاضل خمس أيام والسفينة كاكابون تتحرك من سوبيك لسنتياجو، وكان لسه المحقق اري ماكجاري مش قادر يوصل لحل لغز اختفاء مونز، وفي استجواب واحد من البحارة على السفينة حكى حكاية غريبة لفتت إنتباه المحقق، واللي حصل إن مونز إتخانق مع زميله وهم راجعين على قارب من القوارب وفي الوقت ده مونز سرق منه محفظته وكان فيها 40 دولار، اللي لفت انتباه ماكجاري مش الفلوس ولكن المحفظة اللي أكيد فيها البطاقة العسكرية للبحار، وده معناه إن مونز ممكن يكون بيستخدم هوية البحار مش الهوية الحقيقة بتاعته، طبعًا إحنا عارفين إن وقتها البطايق أو الكارنيهات كانت ورق يعني كل اللي هيعمله إنه هينقل الصورة من البطاقة بتاعته للبطاقة المسروقة، لو مونز كان عمل كده فده معناه إنه ممكن يهرب بسهولة وعشان كده بسرعة اتصل ماكجاري بالبحث الجنائي في البحرية الأمريكية في سوبيك باي، وطلب منهم يدققوا في أسماء البحارة وجوازات سفرهم، وكمان دور في كل الموائي والمطارات إذا كان مونز استخدم بطاقة البحار زميله ولا لا؟.. بس الرد كان إنه ماستخدمهاش.. وده معناه إن الظابط المختفي لسه جوة المدينة.


الوقت بيمر والسفينة هتتحرك كمان أيام سواء ماكجاري قدر يوصل لمونز أو لا.. وعشان كده المحقق كان بيسابق الزمن.. وبما إنه اتأكد إن مونز ماخرجش بره المدينة فلازم يدقق البحث جوة السفينة، راجع ماكجاري الأدلة الموجودة واللي كان أهمها الفلوس المفقودة، وهنا سأل ماكجاري نفسه بعض الأسئلة لو كان مونز ماستخدمش الفلوس في المتعة والسهر، ولا استخدمها في الهروب من المدينة، اومال سرق الفلوس من الأول ليه؟.. كانت الإجابة الوحيدة المنطقية هي إن مونز ممكن يكون السرق الفلوس لكن مالحقش يستخدمها.. وده معناه إنه اتعرض للقتل.. بس اترى فين الجثة؟.. ومين اللي عمل فيه كده؟.

للإجابة على السؤال ده بدأ المحقق من أول الخيط، وهو الخزنة، مايكل ليبرون.. الظابط المسؤول عن صرف المرتبات قبل اندرو مونز وهو كمان اللي كان بيساعده في مكتب صرف الرواتب خصوصًا، وبسؤاله عن اللي حصل يومها، قال ليبرون إنهم كانوا بيعدوا الفلوس هو ومونز وبعدها رجعوها الخزنة وقفلوها قبل ما يرجع كل واحد فيهم لأوضته، كلام ليبرون ماكنش مقنع بالنسبة للمحقق ماكجاري، وحس إنه مخبي حاجة بخصوص ليلة إختفاء مونز، وعشان كده طلب ماكجاري من ليبرون السماح له باستجوابه على جهاز كشف الكدب، والحقيقة ليبرون كان متعاون بشكل كبير ووافق على استجوابه على جهاز كشف الكدب، واتوجه له سؤالين.. هل سرقت فلوس من الخزنة يوم 17 يناير؟.. هل أذيت أندرو مونز؟.. إجابة ليبرون كانت واضحة وقاطعة.. لا.. اتأكد ماكجاري إن ليبرون بيقول الحقيقة وإن شكوكه كانت مجرد أوهام، ورجع السؤال يطرح نفسه من جديد.. مين قتل أندرو مونز؟.. أو أين اختفى اندرو مونز؟.

عاد ماكجاري الاستجواب مع كل البحارين على السفينة ولكن من دون فايدة وهنا اتقفلت القضية، واعتبرت البحرية الأمريكية الظابط اندرو مونز هارب من الخدمة العسكرية.. وأبحرت سفينة كاكابون في طريق العودة لسنتياجو من غير مونز.

سفينة كاكابون التابعة للبحرية الأمريكية


في منتصف السبعينات وبعد فقدان الأمل اضطرت عيلة مونز إنها تستخرج شهادة وفاة رسمية لإبنها المفقود.. واعتباره ميت.. ولكن لما طلبت العيلة من البحرية علم أمريكا عشان تعمل مراسم دفن رسمية لإبنها رفضت البحرية الأمريكية، وقالوا إن المراسم بتكون من أجل الشرفاء فقط.. وبكده عاشت العيلة من غير ماتعرف مصير إبنها وكمان فقدت سمعته.

مرت الأيام ومات الوالد والوالدة.. من غير ما يعرفوا مكان ابنهم أو اللي حصله.. بس الاخت ماري لي تايلور.. رفضت إنها ترضى بالنهاية المهينة لأخوها ولعيلتها.. وصممت على فتح التحقيق مرة تانية.. بس اتقابل طلبها بالرفض من البحرية الأمريكية، لكن ماري تايلور ميأستش، زارت صفحة على الإنترنت باسم المحاربين القدامى في فيتنام.. وبدأت تدور على البحارة اللي كانوا مع أخوها على سفينة كاكابون، في البداية مالقتش أي واحد منهم، لكن بعد كده اتفاجئت برسالة من شخص اسمه تيم روزير.. وده صحفى كان مع طقم البحارة وقت الحرب.. بعت تيم رسالة لماري وقال فيها إن يعرف أخوها مونز وكان معاه على متن االسفينة وكمان صوره الصورة الأخيرة له قبل إختفائه، تيم كان رافض نتيجة التحقيقات وشاف إن التحقيق ظلم مونز.. ومن العار إعتباره هارب  من الخدمة العسكرية لإنه كان شخص مخلص ومهذب جدًا.. ماري ماكنتش مصدقة رسالة تيم وافتكرت إنه شخص بيلعب بمشاعرها لكن بسرعة بدأ تيم يذكرلها بعض أسماء أفراد طاقم السفينة، وكمان وصفلها شكل السفينة من جوة، وقالها بعض الأسرار اللي ماكنش حد يعرفها غير مونز أو الأشخاص اللي على السفينة، خدت ماري تايلور الأسماء وبدأت البحث عن الحقيقة لوحدها.. وأول زيارة كانت لقبطان السفينة، بس للأسف لما وصلت لبيته اكتشفت إنه مات من فترة، وهناك قالتله أرملته بإن القبطان كان طول الوقت بيقول إنه حاسس بالذنب ناحية مونز وشاكك إنه اتقتل.. كلام أرملة القبطان شجع تايلور إنها تكمل البحث عن الحقيقة وأكدلها شعورها بإ أخوها اتقتل ماهربش.

طول الفترة من وقت إختفاء مونز ولحد ما بدأت أخته ماري تايلور البحث مرة تانية. طول الفترة دي ماكنتش العيلة قدرت تتطلع على أوراق التحقيق.. بس أخيرًا ماري قدرت توصل للنسخة الأصلية من التحقيقات.. ولما قرأتها اكتشفت إن بعض البحارة كانوا بيكدبوا في أقوالهم  عم أخوها.. في ناس منهم قالوا حاجات مختلفة عن شخصية مونز.. وكمان في منهم اللي كان بيحاول يوهم المحقق إن مونز سرق الفلوس وهرب.. مع إنه مافيش أي دافع لهروبه.. السفينة كان باقلها أسبوعين وترجع لأمريكا.. ومونز بقاله شهور في الخدمة وكان بيبعت رسايل بيقول فيها إنه مستمع جدًا بالمغامرة دي.. طب ايه اللي هيخليه يهرب في أخر أسبوعين.. وكمان المبلغ المسروق مش هو المبلغ اللي يخلي مونز يضحي بعيلته وبحياته العسكرية من أجله.. ليه مونز لو فكر في التضحية بكل ده ماسرقش الفلوس كلها؟!.

ماري تايلور أخت اندرو مونز

حاولت ماري فتح القضية من جديد لكن البحرية الأمريكية ردت عليها بإنها محتاجة سبب قوي لفتح القضية، في الوقت ده كان المسؤول عن القضايا الغير محلولة في البحرية شخص اسمه بيت هيوز، والشخص ده كان صديق لراي ماكجاري اللي طول ال30 سنة اللي فاتت ماكنش مقتنع إن مونز سرف الفلوس وهرب، وكمساعدة بسيطة لعيلة مونز قرر ماكجاري التأثير على بيت هيوز وخلاه يفتح القضية من جديد، وفعلًا اتفتحت القضية في منتص التسعينات بعد مرور 30 سنة على إختفاء أندرو مونز.

فتح التحقيق المرة دي كان بصورة مختلفة، قرر بيت هيوز إنه يفتح التحقيق في القضية على إنها جريمة قتل مش إختفاء، وبالنظر في أقوال ماري تايلور اللي قالت إن في بعض البحارة كانوا بيكذبوا، بدأ التحقيق من النقطة دي، وكان التركيز على شخصين بعينهم، الشخص الاول كان البحار اللي اتهم مونز بسرقة محفظته، كان بيساعد بيت هيوز في التحقيق المحقق جيم جريباس، استدعوا المحققين البحار، واتصدم أول ما عرف إنهم استدعوه عشان فتح قضية إختفاء مونز، سألوه عن إختفاء محفظته، بس المرة دي قال الحقيقة.. قال إنه كان في اليوم ده سهران في بار من البارات ولما خرج مالقاش المحفظة.. البحار كان بيكدب سنة 1968 ومقالش الحقيقة زي ما توقعت ماري تايلور، الحقيقة إن اعتراف البحار ممكن يكون شال تهمة السرقة من سجل مونز لكن برضه لسه اللغز معقد.. كان الشخص التاني اللي ركز عليه بيت هيوز هو مايكل ليبرون مساعد مونز في مكتب صرف الرواتب.. وبالبحث في سجل ليبرون اكتشف المحقق إنه خرج من البرحية بشهادة شرفية، وبعدها دخل كلية الحقوق أربع سنين، وكمان حالته المادية كانت كويسة جدًا.. وسجله نضيف.. بس برغم كده قرر بيت هيوز استجوابه مرة تانية، بس مايكل ليبرون كان شخصية ذكية مش سهلة زي البحار الأول وعشان كده استخم معاه المحقق حيلة ذكية، اتصل به وطلب منه مقابلته عشان يتكلم معاه.. دخلت الحيلة على ليبرون ووصل لمقابلة بيت هيوز، حضر المقابلة المحقق كارتر، واتفاجئ ليبرون بالمحققين بيسألوه عن زمايله القدامى.. طلبوا منه يقول أسماء أصدقائه في البحرية وقت خدمته، ورد ليبرون بكل تلقائية وكإن الموضوع ماعداش عليه وقت طويل.. لكن أول ما بدأ المحقق بيت هيوز يسأله عن أندرو مونز.. ادعى ليبرون إنه مش فاكر خصوصًا إن عدا وقت طويل على الموضوع.. هنا شك بيت هيوز في ليبرون وحس إنه مخبي حاجة.. فقرر يستجوبه على جهاز كشف الكدب.. ولتاني مرة وافق ليبرون على إستجوابه بجهاز كشف الكدب بعد ما وافق أول مرة سنة 1968، في المرة الأولى الجهاز قال إن ليبرون بقول الحقيقة.. بس ياترى المرة دي الجهاز هيطلع نفس النتيجة ولا ليبرون هيكون بيكدب؟.

سنة 1968 جهاز كشف الكدب اللي كان مستخدم في استجواب ليبرون كان بدائي إلي حد ما.. أما الجهاز المستخدم حاليًا في إستجوابه بعد 30 سنة فهو جهاز دقيق جدًا.. وده اللي ليبرون ماعملش حسابه.

اتسأل 3 أسئلة.. السؤال الأول كان، عارف ايه اللي حصل لأندرو مونز؟.. السؤال التاني.. سرقت فلوس من الخزنة يومها؟.. السؤال التالت.. أذيت أندرو مونز؟.. إجابة ليبرون على ال3 أسئلة كانت بـ لا قاطعة، أو هو كان فاكر كده، لكن في الحقيقة الجهاز أثبت إن ليبرون بيكدب.. وفي ال3 أسئلة، وده معناه، إنه عارف اللي حصل لمونز.. وإنه سرق فلوس من الخزنة، وإنه أذى مونز!.

بيت هيوز أول ما عرف نتيجة الإختبار قرر الضغط على ليبرون، وفي أوضة التحقيق واجهه بالنتيجة، بس ليبرون فاجئهم بشكل غريب.. قال إنه عارف اللي حصل.. بس كلامه كان مبهم، قال للمحققين مش صعب إنك تشيل شخص على كتفك وتطلع به السلم وبعدين ترميه في خزان الوقود.

صورة ليبرون من تسجيل المقابلة بيشرح للمحققين إزاي قتل مونز

كلام ليبرون ماكنش في صيغة اعتراف، كان بيتكلم بشكل عام، وعشان كده المحققين قرروا يتأكدوا من كلامه.. بس للأسف السفينة كاكابون مابقتش موجودة، لكن لحسن الحظ كان في البحرية الامريكية سفينة مطابقة تمامًا للسفينة القديمة، وصل المحققين على متن السفينة وبدأوا يرسموا مسرح جريمة متطابق مع كلام ليبرون، وقاسوا المسافة من أوضة صرف الرواتب لحد السلم، ومن السلم، لحد خزان الوقود، بعدها قاسوا قطر فتحة الخزان وكانت المفاجأة إن القطر يسمح برمي جثة مونز من خلالها.. وده معناه إن ليبرون بيقول الحقيقة.. بس للأسف مافيش أي دليل إدانة ولازم إعتراف صريح من ليبرون.

المحقق بيت هيوز كان عارف إنه بيتعامل مع شخص ذكي  وظابط سابق في البحرية الأمريكية.. يعني اعترافه مش هيكون بسهولة.. وعشان كده قرر يستخدم  حيلة جديدة.. قبل استدعاء ليبرون للتحقيق.. علق بيت هيوز صور بحجم كبير.. بتجمع مايكل ليبرون وأندرو مونز.. في السفينة كاكابون.. الصور كانت متعلقة على حيطان أوضة التحقيق بالكامل.. لدرجة إن ليبرون أول ما دخل الأوضة قال بتلقائية حياتي كلها على الحيطان.. وفي التحقيق بيت هيوز استخدم حيلة تانية وهي إنه طلب من محقق زميله يقود التحقيق بداله.. وإكتفى بمتابعة التحقيق من ورا الإزاز.. وده لكسر الحاجز اللي اتبنى بين ليبرون وبيت هيوز، المحقق ديفيد اللي اتولى التحقيق بدأ الضغط على ليبرون بإحياء الذكريات القديمة، وبعد مدة بدأت الحيلة تجيب نتيجة إيجابية.. وده لما بدأ ليبرون في الإنهيار.. لكن رجع مرة تانية واتماسك.. فقرر المحقق إنه يديله الامان.. وقاله بإن العقوبة كده كده سقطت من عليه.. وإنه لو اعترف مش هيتقدم للمحاكمة.. بعد الجملة ارتاح ليبرون وبدأ يعترف بكل اللي عمله.. وقال إن مونز دخل المكتب أثناء ما كان هو بيسرق الخزنة، وساعتها خاف إنه يبلغ عنه قبطان السفينة وكـ رد فعل بدأت خناقة بينهم بالإيد مات فيها أندرو مونز، بعدها شاله ليبرون على كتفه ومشي به طول الممر وطلع السلم ورماه في خزان الوقود عشان يخفى معالم الجريمة.

 بإعتراف ليبرون اتحولت القضية للمحكمة.. لكن للأسف بسبب الحيلة اللي استخدمه المحققين.. شاف القاضي بإن ليبرون تم الإعتداء على حقه القانوني وإستدراجه بالكدب للإعتراف.. وعشان كده تم الإفراج عنه بكفالة.. في الحقيقة أخت مونز ماري تايلور قالت إنها مش مهتمة إذا كان ليبرون هيتسجن أو لا لكن مهتمة برد شرف أخوها حتى ولو بعد 33 سنة.

في 2001 وفي مقبرة أرلينجتون الوطنية اتعملت مراسم عسكرية شرفية لأندرو مونز.. وتم منحه الأوسمة ومرتبة الشرف الكاملة.. وتعديل ملفه من هارب من الخدمة لظابط مات دفاعًا عن حقوق وطنه.

وبكده يكون خلص التقرير اتمنى يكون عجبك وماتنساش تقولي رأيك في التعليقات.


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

التنقل السريع