بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
- أتمنى يافندم ماحدش من الصحافة ياخد خبر عن اللي بيحصل هنا.
- خبر ايه!.. ده الفندق بتاعكوا بقى تريند، انت مش متابع ولا ايه؟!.. كل النزلاء اللي عندك كتبوا عن الحادثة، ماتشغلنيش بقى وسيبني اشوف شغلي.
- حاضر يافندم.
خرج موظف الفندق من الأوضة، ساعتها لفيت وشي وبصيت على الجثة، كانت جثة لراجل في الاربعين، نايم على السرير وخارج من بوقه مادة بيضا وقدامه عربية الأكل الخاصة بالفندق وجنبها أطباق واقعة، ورا السرير جنب باب الأوضة اللي بيخرج على البسين كانت واقفة ست في التلاتينات ومنهارة في العياط، بصيت لها بشك وبعدين بصيت لزميلي وسألته...
- ايه الأخبار يا حسن؟
- لسه يا باشا بندور على المادة اللي اتسمم بها، احنا مبدأيًا نفذنا تعليمات سعادتك وقفلنا الفندق ومنعنا اي حد يدخل أو يخرج قبل ما التحقيق يخلص.
- تمام، شوفت الحمام اللي جوة؟.
- الرجالة بتدور يا باشا.
- طب دور معايا هنا، بص في الدولاب وانا هبص بصة هنا في الأدراج دي.
- أوامر سعادتك.
بدأت أدور وكل شوية كنت ببص للست بنظرات شك، لكن ماقدرتش أوصل لحاجة، لحد ماقرب مني حسن وهو ماسك ازازة شبه القطرة وبيقولي...
- انا لقيت دي في هدومها اللي في الدولاب يافندم.
خدتها منه بمنديل وقولتله...
- كنت متأكد ان هي اللي قتلته.
بصيت لها بغضب وروحت ناحيتها وانا بسألها بحدة...
- دي الازازة اللي كان فيها السم مش كده؟.. قتلتيه ليه؟
بصت الست للإزازة برعب وهي منهارة في العياط وبتصرخ...
- انا ماقتلتوش.. ماقتلتوش.
اغم عليها بعدها، قولت لحسن...
- شوف حد يفوقها وبعد كده هاتها تحت عشان نستجوبها.
- أوامر سعادتك.
سلمت الإزازة لواحد من المعمل الجنائي وطلبت منه يحلل المادة اللي فيها ويشوف إذا كانت نفس المادة اللي اتسمم بها الضحية ولا لا.. بعد كده خرجت من الأوضة ونزلت تحت عشان ابدأ استجواب الموظفين اللي في الفندق وأول حد كان مدير الفندق.. قعد قدامي على الترابيزة في اللوبي وبدأت الكلام لما قولتله...
- مين اللي اتعامل مع الأوضة دي النهاردة؟.. يعني مين دخل وخرج من الأوضة دي من الموظفين بتوعك؟
بص لي بارتباك قبل ما يقول...
- اللي دخلوا النهاردة اتنين بنات من خدمة الغرف وواحد تاني قدملهم الفطار وواحد قدملهم الغدا.
- تمام.. عايز اقابلهم.. وبالمناسبة انتوا اللي بعتوا الغدا ولا هم اللي طلبوه؟
- لا يافندم هم اللي طالبينه من الأوضة.. فريدة هانم اتصلت وطلبته.
- تمام عايز اقابل الموظفين اللي انت قولت عليهم.
- موجودين يافندم.. ثانية واحدة.
قام بسرعة وبعد دقيقة لقيته راجع ومعاه البنتين والشابين، طلبت من الشابين يوقفوا بعيد وبعدها قولت للبنتين يقعدوا قدامي.. كان باين عليهم الخوف، وواحدة منهم كانت بتعيط، بصيتلها لثواني وبعدين سألتها...
- بتعيطي ليه؟.. هو في حد اتهمك بحاجة؟
ردت عليا بشحتفة...
- لا يا باشا.. انا.. انا بس أول مرة اتحط في موقف زي ده.
- ماتقلقيش هم كلمتين وبعدها هترجعي مكانك تاني.. انتِ اسمك ايه؟
- صباح يا باشا.
بصيت للبنت التانية واللي كانت متماسكة جدًا، وبتبصلي بطريقة غريبة، سألتها...
- انتِ اسمك ايه؟
ردت بسرعة...
- توحيد يا باشا.
- انتِ منين يا توحيد؟
- من الفيوم.
- وقاعدة هنا لوحدك؟
- أكل العيش يا باشا.
- طيب قولولي بقى ايه اللي حصل الصبح؟
سكتت صباح ولقيتها بتبص لتوحيد اللي بصتلها بصة فيها استهزاء عشان بتعيط، بعدها لفت وشها ناحيتي وقالت...
- احنا اطلب مننا ننضف الأوضة زي كل يوم، روحت انا وصباح وخبطنا على الباب ماكنش في حد، دخلنا بعدها نضفنا الأوضة وخرجنا.. ده كل اللي حصل.
- وانتوا في الأوضة مالحظتوش أي حاجة غريبة؟
- حاجة غريبة إزاي يعني يا باشا؟
- يعني إزازة محطوطة على الكومودينو شكلها غريب، أو حاجة واقعة على الأرض.. حاجات موجودة في مكان ماينفعش تبقى موجودة فيه؟
- لا يا باشا، انا لما دخلت ماكنش في حاجة غير الحاجات العادية، ملايات السرير وماكنش في غير المخدات بس هم اللي كان فيهم مخدة واقعة على الأرض.. عرسان بقى في شهر العسل حضرتك فاهم.
- ايوة، طب وفي الحمام، كان في حاجة لفتت نظركوا؟
- لا يا باشا.
- طب استني انتِ.
بصيت لصباح وقولتلها...
- ردي يا صباح، في حاجة غريبة لفتت نظرك في الأوضة او في الحمام؟
سكتت شوية وبعدين قالت بتردد...
- لـ..لا لا ماكنش في حاجة.
اتنهدت ورجعت بضهري في الكرسي وانا بقولهم...
- طيب تقدروا تقوموا.
قاموا الاتنين بسرعة جدًا وبعدها لفيت وشي للشابين وشاورت لواحد فيهم عشان يجي، قعد قدامي بارتباك، بصيتله حوالي دقيقة من غير كلام وبعدين سألته...
- اسمك ايه؟
- محمود يافندم.
- بتشتغل هنا بقالك كتير؟
- حوالي 3 سنين.
- ما شاء الله.. ايه اللي حصل بقى الصبح لما روحت الأوضة.
- مافيش حاجة حضرتك، انا خدت العربية وكان عليها الفطار ووقفت قدام الباب، خبطت وبعد دقيقة الباب اتفتح.
- مين اللي فتحلك الباب؟
- الهانم.. فتحت الباب فتحة صغيرة وقالتلي اسيب الأكل وامشي انا.. ومدت ايدها بالبقشيش.. خدته منها ومشيت.
- وبعدين ايه اللي حصل؟
- مافيش مشيت، وقبل ما اوصل لاخر الطرقة كانت فتحت الباب وشدت العربية وقفلت الباب تاني.
- تمام.. قوم انت ارجع شغلك وابعتلي زميلك.
- حاضر يافندم.
بعد دقيقة وصل الشاب التاني وقعد قدامي، بس قبل ما اتكلم، لقيت حسن جاي وبيقولي...
- فريدة مرات الضحية فاقت بس قاعدة تعيط وتحلف إنها ماقتلتوش.. انا جيبتها وهي قاعدة على الترابيزة اللي هناك في الأول.
لفيت وشي ناحية الترابيزة لقيت فريدة قاعدة وضهرها ليا، فقولت لحسن...
- خليها قاعدة لحد ما اجيلها, وخليهم يجيبولها علبة مناديل.. ماهي مش هتبصل عياط طول اليوم.
- أوامر سعادتك.
مشي حسن بعدها بصيت للشاب وقولتله...
- ازيك يا...
- فؤاد ياباشا.
- ازيك يا فؤاد؟
- الحمدلله يا باشا.
- قولي بقى يا سيدي ايه اللي حصل لما روحت توصل الغدا لأوضة علاء؟
- انا وقفت قدام الباب وخبطت خبطتين، وساعتها سمعت صوت الهانم من جوة بتقولي اسيب الأكل قدام الباب وامشي.
- سمعت صوت الهانم؟
- ايوة يا باشا.
- يعني الهانم كانت في الأوضة وردت عليك؟
- حصل.. حصل يا باشا.
- تمام يا فؤاد كمل.
- بس سمعت الكلام وسيبت العربية قدام الباب ومشيت، حتى كنت مضايق عشان ماخدتش تيبس.. وقولت لزميلي لما رجعت على الموقف ده.
- اها زميلك ده اللي هو محمود مش كده؟
- اه يا باشا.. اصل هو قالي الصبح إن الهانم ادته تيبس عالي أوي.. فلما رجعت حكيتله اتريق عليا وقال إني فقري.
- طب وانت ماشي في الطرقة ماشوفتش الهانم وهي بتشد العربية جوة الأوضة؟
- لا يا باشا، انا لحد ما مشيت الباب ماكنش اتفتح والعربية كانت لسه قدام الباب.
- ماشي يا فؤاد.. تقدر ترجع شغلك تاني.
- عن إذنك يا باشا.
قام فؤاد مشي وساعتها لفيت وشي وبصيت على فريدة لقيتها لسه قاعدة وبتعيط وبتمسح دموعها بالمناديل، ابتسمت ابتسامة خفيفة وبعدين اتنهدت وانا بقوم، ومشيت ناحيتها، أول ما وصلت قعدت قدامها وقولتلها...
- ما تسيبك من دموع التماسيح دي بقى، وقوليلي قتلتيه ليه؟
كملت عياط وهي بترد عليا بصوت مخنوق...
- يافندم والله العظيم ماقتلته، هو في عروسة هتقتل جوزها في شهر العسل؟!
- شهر العسل!.. هو انتوا اتجوزتوا امتى؟
- من أسبوع، وكنا زي الفل.. هقتله ليه؟!
- مش جايز حصل خلاف بينكوا أو أي حاجة، انا اللي عايز اعرف انتِ قتلتيه ليه؟
- انا ماقتلتوش.. والله ما قتلته.
- اومال ازازة السم كانت في هدومك بتعمل ايه؟
- ماعرفش!.. والله ماعرف ولا شوفتها قبل كده.
- مممم هيبان اذا كنتِ تعرفي ولا لا.
طلعت موبايلها وهي بتقولي...
- بص يافندم دي الصور اللي انا اتصورتها مع علاء الله يرحمه قبل مايموت، حضرتك ده شكل واحدة هترجع تقتل جوزها.
مسكت منها الموبايل وبدأت اتفرج على الصور باهتمام شديد وبعدين بصيت لها وقولتلها...
- مش جايز بتعملي كده عشان تقعدي قدامي دلوقتي وتقولي الكلمتين دول وتوريني الصور دي.
- طب بص البوست ده كده، ده بوست انا نزلته من 3 ايام كنت انا وعلاء لسه واصلين الفندق، ده كمان عشان اجهز لقتله؟
مسكت منها الموبايل تاني وبدأت قرأ البوست اللي كان فيه صورة لهم مع بعض عند حمام السباحة، وكان المكتوب الآتي...
"في الأول عايزة اقولكوا اني اسعد واحدة في الدنيا لاني قابلت واحد زي علاء، علاء شخص جميل جدًا، احنا اتجوزنا من 4 ايام بس وروحنا عشان نقضي شهر العسل، ثانيًا بقى المكان هنا جميل جدًا وكمان الناس بيتعاملوا بمنتهى الاحترام والتقدير، يعني برشح المكان لأي عريس وعروسة عايزين يقضوا شهر عسل في مكان نضيف وجميل وفي نفس الوقت أسعاره حلوة، وربنا يسعدكوا زينا يارب".
خلصت قراية البوست، وبصراحة كنت بدأت من جوايا أصدقها بس برضه مهنتى بتحتم عليا امشي ورا الدلائل وبس، اتنهدت وبعدين سألتها...
- طب لو انا صدقتك، وافترضت إن كلامك ده صح وانتِ ماقتلتيهوش، تفتكري مين اللي يكون قتله؟
- ماعرفش!.. ماعرفش مين اللي ممكن يكون عايز يقتل حد زي علاء!.. علاء الله يرحمه كان أطيب شخص قابلته في حياتي، كان محترم وهادي ومستحيل يكون في خلاف بينه وبين أي حد.
- انا برضه مش هقدر اقتنع غير بالأدلة وانتِ كل الأدلة ضدك لحد دلوقتي، قوليلي صحيح، انتِ فعلًا اللي طلبتي الغدا زي ما موظف الريسيبشن ما بيقول؟
- لا، انا وعلاء كنا عند البول، ولما رجعنا ودخلنا الأوضة لقينا الأكل موجود قدام السرير، حتى علاء ضحك وقال...
- ياسلام الناس دي بتفهم والله، انا ميت من الجوع.
ضحكت وانا بقوله...
- انا هدخل اخد شاور الأول.
- طب ماتيجي تاكلي أي حاجة معايا وبعدين ادخلي خدي الشاور بتاعك.
- لا مش هعرف، لازم اخد شاور الأول.
- براحتك، انا شخصيًا ميت من الجوع، الشاور يستنى لكن بطني مش هتستنى.
ضحكت على طريقته وقولتله وانا بقفل باب الحمام...
- بالهنا والشفا ياحبيبي.
بعد شوية بدأت أسمع صوت علاء بيصرخ بره، وبعدها سمعت أطباق بتتكسر، خرجت جري من غير ما البس حتى، وساعتها.. ساعتها لقيته ماسك بطنه وبيزق عربية الأكل، جريت عليه وانا مرعوبة وسألته...
- مالك يا علاء؟.. في ايه؟
- الحقيني يافريدة، بطني.. بطني بتتقطع.
- طب قوم.. قوم معايا بسرعة نروح المستشفى.
حاول يسند عليا لكن وقتها وقع على السرير وسكت، هزيته بهدوء...
- علاء.. علاء.. رد عليا يا علاء.
بس ماكنش بيرد وعرفت ساعتها انه مات، كلمت الريسيبشن وبلغتهم ووقتها اكتشفت اني مش لابسة هدومي، جريت على الحمام لبست أي حاجة ولما جه الموظف جاب معاه الدكتور واللي أكد انه مات مسموم ولازم يبلغ البوليس، وبعدها حضراتكوا جيتوا، وهو ده كل اللي حصل.. والله هو ده اللي حصل.
- يعني مش انتِ اللي طلبتي الأكل، على حسب كلامك كنتِ عند البول وقت المكالمة؟
- ايوة بالظبط كده يافندم.
- تمام خليكِ هنا لحد ما ارجعلك تاني.
- حاضر يافندم.
سيبتها وقومت مشيت ناحية الريسيبشن، وفي الطريق قابلني حسن وفي ايده ملف وقالي...
- دي التحريات الأولية عن المجنى عليه.
- ايه المكتوب فيها يا حسن، قولي الملخص بسرعة لحد ما اقراها.
- اسمه علاء، عندها 42 سنة، من سكان القاهرة، متجوز وعنده بنتين.
- متجوز وعنده بنتين؟!
- ايوة يافندم، فريدة تبقى مراته التانية.
- مراته التانية اها.. طب وعلى كده الاتنين عارفين؟
- بصراحة ماعندناش معلومة إذا كانت سوسن مراته الأولى عارفة إنه اتجوز ولا لا؟.. بسش فريدة ماعتقدش انها عارفة.
- اشمعنا بقى؟
- بصراحة يافندم واحدة زي دي مستحيل تتجوز واحدة عنده بنتين ولسه مراته الأولى على ذمته.
- وليه لا طالما الراجل معاه فلوس هتعوضها عن اللي انت بتقوله ده.
- ماظنش يافندم انا شايف شخصية فريدة ماتعملش كده.. وجايز أكون غلطان في تخميني ده.
- هيبان يا حسن هيبان.. خلي رجالتنا ياخدوا بصمات كل اللي في الفندق ويطابقوها بالبصمات اللي اترفعت من مسرح الجريمة، وانا هروح ابص على الكاميرات.. عايز اتأكد من كلام فريدة.. بتقول إنها كانت على البول طول اليوم وإنها ماطلبتش الغدا زي ما الريسيبشن بيقول.. هات موظف الريسيبشن اللي استقبل المكالمة وحصلني على أوضة الكاميرات.
- تمام يافندم.
دخلت أوضة الكاميرات وجوة لقيت فردين الأمن المسؤولين عن الكاميرات، ومعاهم مدير الفندق، أول ما دخلت قولتله...
- انا محتاج اشوف تسجيل كل الكاميرات اللي بتغطي الأوضة من أول اليوم لحد وقت الجريمة.
- تمام يافندم.. هات يابني الكاميرات اللي عند الأوضة واللي ناحية البسين.
نفذ فرد الأمن الأوامر وبدأت التسجيلات تتعرض قدامي على الشاشات، كان في شاشة جايبة ممر الأوض، وشاشة تانية جايبة البسين والباب الخلفي للأوضة، وشاشة جايبة الأوضة من زاوية جانبية في البسين، قعدت على الكرسي وولعت سيجارة وبدأت اتابع الشاشات.. لحد ما لقيت حسن داخل ومعاه موظف الإستقبال.. بصيت للموظف وسألته...
- هي المكالمة جاتلك الساعة كام؟
- حوالي الساعة 3 وربع يافندم.
بصيت لفرد الأمن وقولتله...
- هاتلي تسجيل الكاميرات من الساعة 3 لحد الساعة 3 ونص.
- حاضر يافندم.
كنت ببص على الشاشة اللي جايبة البسين وساعتها لقيت علاء قاعد ومعاه فريدة زي ماقالت، يعني وقت المكالمة فريدة كانت عند البسين!.. اومال مين اللي اتصلت بالريسيبشن؟!.. بس ثانية واحدة فريدة هدومها اتغيرت، طلبت من فرد الأمن يرجع بالوقت لورا شوية وساعتها شوفت فريدة داخلة الأوضة وبعدها بتخرج وهي لابسة هدوم تانية، بس ده كان قبل مكالمة الريسيبشن بحوالي ربع ساعة أو أكتر، جريت التسجيل، وساعتها الشاشة اللي بتعرض الأوضة من الممر جابت العامل وهو ماشي بعربية الأكل وبعدها بيخبط على الباب، وفجأة بيسيب العربية وبيمشي، وبعد دقيقتين بيتفتح الباب وبتظهر ايد بتشد العربية وبيرجع الباب يتقفل تاني.. وفي نفس اللحظة فريدة قاعدة على البول مع علاء!.. وبعدين بقى، مين اللي في الأوضة؟!.. بصيت لمدير الفندق وسألته...
- تفتكر مين اللي في الأوضة يا سيادة المدير؟
- ماعرفش يافندم.. الكاميرات مش موضحة أي حاجة زي ما حضرتك شايف.
- الكاميرات، هو المفروض انك تستنى الكاميرات، هو أي حد معدي يدخل أوضة نزيل عندك؟
- لا يافندم بس هو...
- هو ايه يا أستاذ!.. إزاي النزيل قاعد بره الأوضة وفي حد في أوضته بيحطله سم في الأكل؟.
ماكنش عارف يرد عليا، بصيت لفرد الأمن وقولتله...
- ارجع يابني لحد الساعة 3 مرة تانية وهاتلي باب الأوضة من قدام ومن ورا.
- حاضر يافندم.
في اللحظة دي اتفتحت على اليمين صورة للممر عشان تجيب الباب من قدام، وصورة تانية للباب الخلفي للأوضة، وفجأة ظهرت قدام الباب الأمامي ست بس ملامحها مش ظاهرة وده بسبب الشابوه اللي هي لبساه، مع النضارة الشمس، الست وقفت قدام الباب ثواني وبعدها دخلت جوة الأوضة.. طلبت من فرد الأمن يثبت الصورة ويحاول يعمل زووم على الوش، بس للأسف وشها ماكنش باين خالص، بصيت لمدير الفندق وسألته...
- مين دي يا استاذ؟
دقق في الصورة وبعدين قالي...
- ماعرفش يافندم.. انا ماشوفتهاش خالص.
هزيت دماغي مع ابتسامة سخرية، لكن لقيت موظف الإستقبال بيقول...
- انا افتكرت حاجة يافندم.
- افتكرت ايه؟
- في واحدة جت الصبح وقالت إنها عايزة تقابل علاء بيه، ولما سألتها تعرفوا منين؟.. قالتلي...
- انا مراته.
استغربت ساعتها وقولتلها...
- مراته إزاي يعني؟
اتنهدت وقالتلي...
- مراته الأولى انا عارفة انه هنا مع مراته التانية بس كنت محتاجة اقابله.
بصراحة خوفت يحصل مشكلة بينها وبين التانية فقولتلها...
- علاء بيه خرج من الصبح ولسه مارجعش.. تحبي ابلغه إن حضرتك سألتي عليه.
- لا انا هقعد استناه لحد ما يرجع.
سابتني بعدها وراحت قعدت في اللوبي، بس كان واضح عليها الغضب وعينيه بتطق شرار.
بعد ما خلص بصيتله بغيظ وقولتله...
- يعني انت عارف إن مراته الأولى كانت هنا الصبح، وناسي معلومة مهمة زي دي.
- والله يافندم الواحد من ساعة اللي حصل وهو مش عارف يتلم على اعصابه.
- لا امسك نفسك كده بقى وحاول تفتكر.. الست اللي انت شوفتها الصبح هي نفس الست دي ولا لا؟
دقق نظره في الشاشة وفضِل يبص عليها، بس طول شوية وعشان كده قولتله...
- ايه يابني.. هي ولا مش هي؟
رد بارتباك...
- يافندم الصورة مش واضحة.
- ايوة يعني نفس الشكل.. نفس الجسم، مش لازم تشوف الوش بالظبط.
- لا هي تقريبًا نفس الشكل ده يافندم.
- تقريبًا.
- هي.. ايوة هى سعادتك.
- متأكد.
- ايوة متأكد.. هو ده الطقم اللي كانت لبساه.
بصيت لفرد الأمن وبعدها قولتله...
- انا عايزك بقى ترجع ورا وتتابعلي الست دي واحدة واحدة.
- تمام يافندم.
رجع فرد الأمن تسجيل الكاميرات لحد ما جاب الست من ساعة ما دخلت الفندق كانت جاية بتاكسي، ونزلت دخلت على الريسيبشن وقفت مع الموظف دقايق وبعدها قعدت في اللوبي زي ما قال، بس بعد ربع ساعة اتسحبت لحد ما وصلت للممر اللي فيه الأوض، كانت عارفة هي داخلة انهي أوضة بالظبط، وبعدها فتحت الباب ودخلت، وشوفت العامل وهو جايب عربية الأكل، وبعدها بتمد ايدها وبتسحبها للأوضة ومافيش عشر دقايق وبتخرج من الاوضة ومن الفندق كله بنفس الطريقة اللي دخلت بها.. بصيت لحسن وقولتله...
- هاتلي مرات علاء الاولى هنا بأسرع وقت.
- أوامر سعادتك.
خرج حسن من الأوضة وبعدها قعدت انا اراجع التسجيلات مرة تانية، بس مافيش خمس دقايق ولقيت حسن داخل وبيقولي...
- مرات علاء الأولى موجودة برة يافندم.
بصيتله باستغراب وقولتله...
- لا هو انا طلبت منك تجيبها بسرعة بس مش للدرجة دي يا حسن.. لحقت تروح تجيبها وتيجي؟
- انا خرجت لقيتها برة سعادتك، ومنهارة في العياط.
- يعني هي اللي جت بنفسها.. تمام خلينا نقابلها لما نشوف اخرتها ايه.. قعدها في اللوبي وانا هنزلها دلوقتي.
- تمام يافندم.
ولعت سيجارة وبصيت على الشاشات أكتر من مرة وانا براجع خط سيرها جوة الفندق من ساعة ما دخلت لحد ما خرجت، بعد كده خرجت من الأأوضة ونزلت اللوبي وتحت كانت قاعدة على اليمين فريدة، وبعدها بكام ترابيزة كانت قاعدة سوسن، بصيت لفريدة وبعدها مشيت ناحية سوسن اللي كانت منهارة في العياط، قعدت على الترابيزة قدامها وسألتها...
- بتعيطي ليه؟.. ياترى فوقتي وحسيتي باللي عملتيه؟.. ولا عشان توهمينا إنك بريئة؟
كان باين عليها الصدمة من كلامي، اتعدلت في قعدتها ومسحت دموعها وبصتلي بغيظ قبل ما تقول...
- فوقت من ايه؟.. وايه اللي انا عملته اصلًا؟.. وبريئة من ايه؟
- من قتل جوزك.. علاء.
- قتل جوزي؟!.. هو حضرتك متخيل إن انا قتلت علاء؟
- لا انا مش متخيل.. الكاميرات جايباكِ وانتِ داخلة الأوضة قبل الجريمة، وكمان موظف الإستقبال قال إنك كنتِ هنا الصبح بتسألي عليه.
- انا!.. انا كنت هنا الصبح؟!.. انا أول مرة اجي المكان ده دلوقتي.. وجيت بعد اتبعتلي رسالة إن علاء اتجوز عليا، وكنت جاية عشان اتأكد، وأول ما دخلت عرفت اللي حصل.
- رسالة ايه؟
فتحت موبايلها وبعدين ناولتهولي وهي بتقولي...
- اتفضل حضرتك.
مسكت الموبايل وقريت الرسالة وكان مكتوب فيها الآتي...
"جوزك المحترم اتجوز عليكِ، وهو دلوقتي بيقضي شهر العسل مع حبيبة القلب الجديدة، وطبعًا هتلاقيه مفهمك إنه مسافر عشان شغل، ده عنوان الفندق، وده رقم الأوضة، عشان لو حبيتي تتأكدي بنفسك.. اه بالمناسبة دي مراته الجديدة، احلى منك بكتير الصراحة، يعني تستاهل يسيبك عشانها"
الرسالة كانت مبعوتة من رقم برايفت، قولتلها بعد ما خلصت...
- انا هحتاج الموبايل ده معايا في التحقيق.
- تمام، مافيش مشكلة.
- استنيني هنا وانا هرجعلك تاني.
سيبتها وقومت وساعتها بدأت افكر بيني وبين نفسي، اللي عمل كده كان عايز يخلص من علاء وفي نفس الوقت يخلص من مراته الأولى، معنى كده إنه حد بيكره الاتنين، بيكرهم جدًا.. وصلت للريسيبشن ووقتها قولت لحسن...
- بقولك يا حسن عايزك تاخد موبايل علاء وتشوف عليه أي رسايل تهديد، أو محاولة ابتزاز بسبب جوازته التانية.
- تمام يافندم.
سابني حسن وراح ينفذ كلامي، اما انا فعيني جت على فريدة ولقتني رايح ناحيتها، رفعت راسها وبصتلي، قولتلها بهدوء...
- ماتعرفيش علاء في الايام الأخيرة جاتله رسايل تهديد ولا لا؟
- لا ماكنش في رسايل تهديد.
- وانتِ متأكدة كده ليه؟
- عشان لو كان في حاجة زي دي كان هيقولي.
- مايمكن مارضاش يقولك عشان مايقلقكيش.
- ممكن، بس برضه كان هيبان عليه، أكيد لو واحد اتهدد بالقتل هيبقى متوتر مرتبك، قلقان، لكن علاء كان طبيعي جدًا وكان مبسوط.
- عندك حق.
سيبتها قاعدة مكانها وخرجت بره قدام الفندق، ولعت سيجارة وبدأت احاول الاقي أي ثغرة توصلني للست اللي دخلت الفندق، الست دخلت من باب الفندق وراحت للريسيبشن وبعد دقايق قامت ودخلت الاوضة، دخلت الأوضة، ايوة.. دخلت الأوضة بالسهولة دي إزاي؟.. لازم يكون معاها مفتاح، أو.. أو يكون حد فتحلها الباب من جوة وسابه مفتوح، صح لازم يكون حد فتحلها، رميت السيجارة وطلعت بسرعة أوضة الكاميرات، أول ما دخلت لقيت المدير واقف مع فرد الأمن وبيراجعوا التسجيلات، قربت من فرد الأمن وقولتله...
- هاتلي تسجيل الكاميرا اللي على باب الأوضة ساعة ما الست دخلت.
عرضت الشاشة الست وهي في الممر وبتقرب من الأوضة، وأول ما وصلت قدام الباب، زقت الباب ودخلت، طلبت من فرد الامن يعيد اللقطة أكتر من مرة، عشان اتاأكد من اللي شوفته، الست ماستخدمتش حاجة تفتح بها الباب، دي كانت عارفة إن الباب مفتوح، وكل اللي عملته إنها زقت الباب ودخلت، ساعتها طلبت من فرد الأمن يرجع بالتسجيل قبل الست ماتدخل الأوضة بنص ساعة، بس للأسف ماكنش في حد ظهر، طلبت منه يجيب الكاميرا اللي كانت عند البيسين، واللي كانت جايبة فريدة وعلاء وهم قاعدين، وطلبت منه يرجع بالتسجيل قبل ساعة من دخول الست.. وقدامي شوفت فريدة قاعدة طول الوقت، بس فجأة مسكت موبايلها، طلبت منه يوقف الصورة، ويجيب تسجيل الكاميرا في اللوبي في نفس الدقيقة اللي كانت فريدة ماسكة فيها الموبايل.. وفي اللحظة دي ظهرت الست على باب الفندق، طلبت منه يمشي التسجيل بالبطئ ويعرض الشاشتين جنب بعض.. وساعتها كنت شايف فريدة عند البيسين على الشاشة اليمين والست في الريسيبشن على الشاشة الشمال، الست بعد ما مشيت من الريسيبشن وقعدت في اللوبي مسكت موبايلها، وبعد ثواني فريدة في الشاشة التانية مسكت الموبايل هي كمان، بعد كده سابت الموبايل ودقيقة بالظبط وقامت ناحية الأوضة، قعدت حوالي خمس دقايق وخرجت بعدها من الباب الخلفي بس كانت لابسة هدوم تانية، رجعت وقعدت جنب علاء ودقيقتين ومسكت الموبايل، على الشاشة التانية وفي نفس اللحظة الست في اللوبي مسكت موبايلها، ورجعت حطتها على الترابيزة تاني.. بعد كده فضلوا الاتنين في وضع ثابت، فريدة قاعدة مع علاء والست قاعدة في اللوبي، واستمر المشهد حوالي ربع ساعة أو أكتر لحد ما مرة واحدة قامت الست واتحركت ناحية الأوضة، وهنا زقت الباب ودخلت، بعدها شوفت فؤاد وهو واقف قدام باب الأوضة بعربية الأكل، وبعد ما مشي العربية اتسحبت جوة الاوضة، ومافيش خمس دقايق وخرجت الست وقفلت الباب، وقدام باب الفندق مسكت موبايلها من تاني، وفي اللحظة دي على الشاشة التانية فريدة هي كمان مسكت تليفونها وابتسمت، وبعد عشر دقايق شوفت فريدة قامت وقفت ومعاها علاء ودخلوا الأوضة بتاعتهم.
كل حاجة كانت واضحة، الترتيب الدقيق الواضح في الفيديو بيأكد إن فريدة هي اللي كانت على تواصل مع الست اللي دخلت الأوضة، وكمان دخول فريدة الأوضة أول ما الست وصلت الفندق بيأكد إنها كانت داخلة عشان تفتحلها الباب من جوة، بحجِة إنها هتغير هدومها وطبعُا ماكنش في أي داعي إنها تغير هدومها غير عشان تستغل الفرصة وتفتح الباب.. فريدة هي القاتل.
خرجت من الأوضة ونزلت اللوبي ووقفت قدام فريدة وسألتها بحدة...
- قتلتيه ليه؟
رفعت راسها وقالتلي بهدوء...
- ماقتلتوش.. والله ما...
- مابقاش ينفع خلاص.. الكاميرا مسجلة كل حاجة، انتِ قولتي إنك دخلتي الأوضة عشان تغيري هدومك، بس الحقيقة إنك دخلتي أول ما الست اللي بتساعدك بعتتلك وقالتلك إنها وصلت الفندق، ساعتها روحتي الأوضة عشان تفتحيلها الباب، وبعد ماخلصت وحطت السم في الأكل خرجت من الفندق وبعتتلك ووقتها قومتي وخدتي علاء عشان ترجعوا الأوضة، كنتِ عارفة إنه جعان، وعشان تتأكدي، قولتي إنك داخلة تاخدي شاور وطبعًا هو هيستغل الوقت ده وياكل على ما تخرجي، بس انتِ كنتِ واقفة جوة في الحمام، مستنية تتأكدي إنه كل والسم بدأ ينتشر، والدليل إنك حتى ماغيرتيش هدومك، زي ما قولتي أول ما سألتك، انا شاكك فيكِ من الأول، بس يمكن الحركة اللي عملتيها هي اللي بعدتني عنك شوية، لما حطيتي السم في هدومك، وفي نفس الوقت كنتِ قاعدة على البول لما الأكل وصل.. كانت حركة ذكية منك، بس نسيتي ترتبي مسرح الجريمة، لإنه الطبيعي لو كلامك صح، إني الاقي فوضى جوة، أو على الأقل الحمام هيكون مبلول، بس أرضية الحمام لما شوفتها أول ماجيت كانت ناشفة جدًا، مع إنك قولتي إنك خرجتي من الحمام عريانة، وبعد ما جريتي واتصلتي بالريسيبشن افتكرتي إنك مش لابسة هدومك ورجعتي الحمام لبستي، كل ده ومافيش نقطة ماية واحدة في أرضية الأوضة أو في الحمام؟.
كانت بتسمعني وبتعيط، بعد ما اتأكدت إنها اتكشفت، بس برغم كده صممت تكمل وقالت...
- انا ماقتلتوش صدقني.
- بصي يا فريدة كده كده لما نفحص موبايلك هنوصل للرسايل اللي متأكد إنك مسحتيها، بس برضه هنوصلها، فقصري الطريق علينا وعليكِ وقوليلي مين اللي ساعدتك في الجريمة وليه أصلًا قتلتيه؟
سكتت شوية وبعدين ردت وقالت...
- علاء طول عمره شخص أناني، مغرور وطماع، أي حاجة تعجبه لازم تبقى تحت ايده، ولو الحاجة دي ماطوعتوش ياخدها غصب.. وده اللي عمله لما سلمى رفضت تطاوعه، وبعد ما عمل عملته، البنت دخلت في حالة إكتئاب وخافت من الفضيحة، وقررت تنتحر عشان تخلص من حياتها، ومن الذنب اللي مأذنبتوش، مرد هو اللي قتلها، وكان لازم يدفع التمن.. خمس سنين وانا مستنية اليوم ده.. اليوم اللي هشوفه فيه بياخد جزائه.
- وسلمى دي تبقى مين؟
- سلمى تبقى أختي.
- طب ومراته ذنبها ايه؟
- مراته زيه بالظبط، بعد موت سلمى روحت وحكيتلها عن اللي عمله جوزها، كنت فاكرة إنها هتقدر تفهمني وتجيبلي حق سلمى، بس أنكرت واتهمتني إني بتهم جوزها زور، وطردتني وهددتني لو شافت وشي تاني هتسجني.
- مين اللي ساعدتك؟
- دي بنت كانت زميلة سلمى وهي اللي حكتلي اللي الكلب ده عمله بعد ما كنت هتجنن واعرف ليه سلمى انتحرت، ولما حكتلي وقولتلها إني لازم اخد حق سلمى، صممت تساعدني.
بعد ما خلصت فريدة اعترفها طلبت من حسن يقبض عليها، وكمان خدنا منها اسم البنت اللي ساعدتها، واتقبض عليها واتحولوا الاتنين للنيابة ومنها للمحكمة واتعدموا.
علاء غلط غلطة كبيرة وكان يستاهل عليها العقاب، بس العقاب بالقانون، لإن لو كل واحد فينا خد حقه بدراعه هنبقى عايشين في غابة، أما سوسن مرات علاء الأولانية، فهي كمان غلطت غلطة كبيرة لما رفضت تجيب حق البنت اللي جوزها كان سبب في موتها بعد اللي عمله، وقررت تنصر الظالم على المظلوم ودي بقى عقابها كبير جدًا عند ربنا.
تمت بحمد الله
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل