القائمة الرئيسية

الصفحات

الفيلا (مصور الأموات الجزء الثاني) قصص رعب



 بقلم الكاتب: شادي اسماعيل


-عايز تقتلني انا وتتمتع انت وهي بفلوسي، طب اديك هتحصلها وابقوا اتمتعوا في جهنم بقى.

ابتسم عماد ابتسامة هادية، وفي اللحظة دي، صورت المشهد أكتر من صورة، قبل ما تخرج الطلقة من مسدس لبنى وتستقر في راس عماد اللي وقع بضهره لورا ورجليه بقت عند راس لولا، صورت صورة واتنين للجثتين، رمت لبنى المسدس وانهارت في العياط، وقتها سمعت صوت خطوات سريعة بتقرب من الاوضة، وبعدها شوفت عربي واقف عند باب الاوضة، كان واقف وفاتح الباب بايده اليمين وبيبص بعينيه على الجثتين اللي على الارض وهو مبرق، لفت لبنى وشها ناحيته وسكتت لثواني، وفي اللحظة دي، خدتلهم صورة وهم واقفين قصاد بعض قبل ما لبنى تقوله...

- ايه؟!

بلع عربي ريقه بصعوبة وهو بيبصلها بخوف...

- حضرتك.. حضرتك قتلتي عماد بيه؟

- اه قتلته هو والحقيرة اللي معاه.. وانت اللي هتدفنهم.

- اني.. اني.. ادفن مين؟

- هتدفنهم.. وماتقلقش، هديك اللي انت عايزه.

- يا هانم اني...

وطت لبنى ومسكت المسدس من على الأرض بسرعة، ووقفت تاني ووجهته ناحية عربي وهي بتقوله بتحدي...

- ماهو يا كده، يا هتنام جنبهم واشوف حد يدفنوكوا انتوا التلاتة.. قولت ايه؟

لقطت صورة لملامح عربي المفزوعة، واللي ماكنش قدامه غير اختيار واحد، اختيار حياته، وعشان كده بص للبنى وسألها...

- هدفنهم فين؟

- في الجنينة اللي ورا.

- تمام ياهانم اللي تؤمري بيه.. بس عرفيني قبله هتديني كام؟

ابتسمت لبنى وقالتله...

- انت عايز كام؟

- 100000.. جنيه.

- ماشي موافقة.

- على الجتة.

- موافقة.

- يبقى اتفقنا.. هفحر الفحرتين واجي.

نزل عربي عشان يحفر في المكان اللي هيدفنهم فيه، وبعد دقيقة، بصت لبنى على جثة لولا بغيظ قبل ما تقرب منها وتوطي عليها، شدت العقد من رقبتها قبل ما تقوم تقف وتتف عليها وحطت العقد في شنطتها، بعد كده قعدت على كرسي التسريحة تستنى عربي اللي بعد شوية لقيته طالع وكان قلع جلابيته ولبس فانلة وبنطلون، كان باين عليه التراب من أثر الحفر، قرب من جثة لولا ورفعها على كتفه ونزل بيها على تحت، خدتله صورة وهو شايلها قبل ما يخرج من الأوضة، وبعد دقايق طلع وهو بينهج وقرب من جثة عماد وشالها بنفس الطريقة على كتفه، خدت صورة تانية، وبعدها نزل عربي والمرة دي لبنى نزلت معاه، وبفضول نزلت وراهم، وصلنا قدام الحفرتين، رمى عربي جثة عماد في الحفرة التانية، اما انا، ف صورت الجثتين جوة الحفرة قبل ما عربي يبدأ ردمهم، وبعد دقايق كان خلص ردم وبص للبنى وسألها...

- بس عدم اللامؤاخذة يا هانم.. لو حد سأل على البيه هنقوله ايه؟

- انت اللي هتقوله، اللي يسألك قوله البيه والهانم سافروا.

- ااااه فهمت.

- والفيلا هتكون مسؤوليتك لحد ما ارجع، ومسموحلك تأجرها.

- بس ده مالوش علاقة بال200 الف جنيه.

- لا مالوش علاقة، هتاخد الميتين الف وكمان هسمحلك تأجر الفيلا.. بس حسك عينك حد يعرف حاجة عن اللي حصل.

- عيب ياهانم، ده احنا دفنينهم سوا.

- انا هطلع البس واروح المطار، ومن بعدها الفيلا هتبقى بتاعتك.

- طب والفلوس؟

- هتروح للمتر جلال وهو هيديهملك.

- ايوة يا هانم بس...

- ايه يا عربي، ما انت لسه قايل، احنا دفنينهم سوا.

- اللي تشوفيه يا هانم، اني واثق فيكِ.

خدت صورة للبنى وعربي وهم واقفين فوق الجثتين، وطلعت بعدها لبنى، أما عربي فكان واقف بيضحك ومش مصدق نفسه قبل ما يبص على مكان الحفرتين ويقول بصوت مسموع...

- صحيح يا ولاد، للموعودين مش للحسَابين.

سيبت عربي في فرحته وروحت ناحية باب الفيلا وساعتها شوفت لبنى نازلة بهدوم جديدة وفي ايديها شنطة سفر، ومافيش ثواني ولقيت عربي جاي يجري وبياخد منها الشنطة، سابتهاله وطلعت تليفونها واتكلمت فيه...

- ايوة يا جلال.. انا راحة المطار دلوقتي.. عربي هيعدي عليك، ابقى اديله 200000 جنيه، وانا هبقى احولهملك، مش مهم بتوع ايه يا جلال.. اعمل اللي بقولك عليه وماتتكلمش معاه في اي حاجة.. يلا اشوفك بخير.

اتحركت ناحية العربية وركبت، كان عربي حط الشنطة في الكنبة اللي ورا، وقفل باب العربية وبعدين وقف جنب الإزاز وهو بيقولها بسعادة...

- توصلي بالسلامة ياهانم.. اشوف وشك بخير.

- مع السلامة يا عربي.. اه ابقى خلي كوثر تنضف الأوضة اللي فوق.

- حاضر ياهانم هيحصل.. اطمني وماتشغليش بالك بأي حاجة.

- مع السلامة.

مشيت لبنى بالعربية، وقبل ما تخرج من البوابة خدت صورة لنمر العربية، لفيت وشي لقيت عربي اختفى، دخلت الفيلا تاني، بس ماكنتش شايفه في الدور الأرضي، طلعت على السلم وروحت الأوضة، وقدامي كانت كوثر قاعدة على الأرض ماسكة قماشة وجنبها جردل، كانت بتمسح الدم بالقماشة وبعدين تعصرها في الجردل، خدت صورة لكوثر وهي على الوضعية دي، أما عربي، فكان نايم على السرير وحاطط رجل على رجل وساند راسه على ضهر السرير، خدتله صورة في نفس اللحظة اللي قال فيها...

- يااااه يابت، يا كوثر الواحد مش مصدق.

- بس اني خايفة يا عربي.

- خايفة من ايه يا عبيطة، الهانم وسافرت، والجثتين واختفوا، وبعدين احنا مالنا، يوم ما يحصل حاجة هنقول ماشوفناش.

- ماشوفناش ازاي بس؟.. اومال كنا فين لما حُصُل اللي حُصُل؟

- كنا إجازة في البلد.. هو حد هيدرى.. وبعدين انتِي إكده ولا إكده أول ما الفلوس تاجي هترجعي البلد طوالي.

- ليه؟

- اني هاجي اوصلك، وارجع اقعد هنا، وانتِ بقى اقعدي وابني الدور التاني.. وشوية إكده وابعتلك تصبي الدور التالت.. اه لازمن نأمن مستقبلنا، ماحدش ضامن.

- اللي تشوفه يا خوي.

فجأة النور قطع، وسمعت صوت ضحكات عالية، بدأت أخد لقطات عشوائية بسرعة، وخرجت ناحية الممر، وأول ما خرجت لقيت المكان منور، وبعد ثواني سمعت صوت عربي، الصوت كان جاي من تحت، بصيت من فوق لقيته واقف ومعاه راجل غريب لابس طاقية انجليزي على دماغه، وفي ايده حاجة ملفوفة في ورق كرافت، ووهم واقفين سمعته بيقوله...

- بس غريبة يعني يا عربي انك عايش في المنطقة دي لوحدك، انا وانا جاي ماقابلتش أي حد خالص، لا محلات ولا مطاعم ولا حتى بني آدميين.. ياراجل ده اللي يتقتل هنا ماحدش هيحس بيه.

رد عليه عربي بارتباك..

- لا.. لا، يتقتل ايه، فال الله ولا فالك يا فنان.. هي المنطقة هادية صحيح، بس انت اي حاجة تعوزها قولي وانا اجيبهالك.

- توشكر يا عربي.. توشكر.. مش هتفرجني على باقي الفيلا بقى؟

- ايوة ايوة اتفضل يا فنان.

كانوا طالعين على السلم والراجل بيتلفت حواليه يمين وشمال وهو بيتفرج على المكان، خدتلهم صورة وهم طالعين في وشي على السلم، بعدها راحوا ناحية الأوضة اللي اتقتل فيها عماد ولولا، مشيت وراهم ووقفت على الباب، كان الراجل بيبص على كل ركن في الأوضة وهو مبتسم وبيهز دماغه وبيقول كلم واحدة بس...

- عظيم.. عظيم.

- مش قولتلك يا فنان.. هي دي طلبك.

- عندك حق يا عربي.. انا فعلًا محتاج للهدوء وفي نفس الوقت محتاج مكان مريح.. وانا من ساعة ما دخلت هنا وانا مرتاح.

خدتله كام صورة وهو مبتسم، قبل ما يسأل عربي سؤال غريب...

- هي الفيلا دي فيها تليفون؟

- ايوة طبعًا يا فنان.

- عظيم.. عظيم.

استغربت عن سؤاله عن التليفون خصوصًا إنه قال محتاج للهدوء، توقعت إنه هيطلب منه يفصل التليفون، لكنه فرح لما عرف وده شئ غريب، بس وقتها عربي سأله...

- عظيم ليه؟.. هو حضرتك ماعكش تليفون يافنان؟

- لا... التليفونات المحمولة دي وجع دماغ يا راجل، هو تليفون أرضي وتبقى النمرة مع واحد بس، الوحيد اللي انت عايزه يوصلك، وبكده تقدر تستمتع بعزلتك في هدوء.. صحيح ابقى قولي النمرة كام؟

- ااااااع فهمت.. ده انتوا بتوع الفن عليكوا حاجات.. اومال انا عايز النمرة ليه؟

- لا حاجات ولا حاجة يا عرب، انا اقولك، انا جاي هنا عشان استجم وارسم على روقان، يعني مش محتاج ازعاج، مش محتاج مكالمات، مش محتاج اشوف أي حد ولا اسمع أي حد، كل اللي محتاجه، لوحتي وفرشتي وألواني.. فهمت يا عرب؟.. ومحتاج النمرة عشان اديها لصديق ليا هيبلغني بمعاد مهم.

- تمام يافنان.

- قولي بقى، انتوا نظامكوا هنا ايه؟.. بالليلة ولا بالأسبوع ولا بايه؟

- لا بالشهر؟

- عظيم، شهر كويس.

- يعني نتكل على الله ونكتب العقد؟

- على البركة ياسيدي.

مد الرسام ايده وسلم على عربي وهم الاتنين مبتسمين، وطبعًا مانسيتش أخد لقطة للمشهد ده.

بعد كده سمعت صوت الموسيقى رجعت من تاني، خرجت بره الأوضة، واتأكدت من الصوت، نفس الموسيقى اللي بعدها بتحصل اي كارثة، وفجأة والموسيقى شغالة، النور قطع في الفيلا كلها.. وبعد ثواني سمعت صوت الرسام بيصرخ...

- عربي.. يا عربي.

الصوت كان جاي من الصالة تحت، اتحركت ناحية السلم وبصيت على الرسام، لكن الدنيا كانت ضلمة وماكنتش شايف حاجة، لكني كنت قادر اسمع صوته وهو بيقول...

- راح فين ده كمان؟.. معقول مكان طويل عريض زي ده مافيهوش شمع أو أي حاجة انور بيها.

بعد ثواني سمعت صوت ولاعة وبعدها شوفت النار طالعة من شمعة، الرسام كان واقف في نص الصالة بالظبط، بس.. بس ماكنش واقف لوحده، كان في حد جنبه، مسكت الكاميرا وصورته بسرعة، وفجأة، الشمعة انطفت وبعدها سمعت صوت صرخة عالية، دقيقة والنور رجع تاني.. كان الرسام نايم على الأرض وعمال يطوح ايديه يمين وشمال كإنه بيبعد حاجة عنه، مرت ثواني على ما استوعب إن النور جِه وإن مافيش حاجة، كان باين على وشه الفزع، قام من على الأرض وراح ناحية باب الفيلا ونده بعلو صوته...

- عربي.. ياعربي.

عربي مابيردش، ولما يأس دخل ورزع الباب وهو بيبرطم..

- راح فين الحيوان ده؟.. بس عادي بتحصل، انا ممكن أكون اتوترت عشان المكان جديد عليا، اه صح.. دي تهيؤات، انا محتاج اطلع انام والصبح اصحى فايق وابدأ شغل.. هو ده القرار السليم.

شوفته وهو طالع على السلم وداخل ناحية الأوضة إياها، مشيت وراه وكان نفسي احذره، بس طبعًا مش هينفع، غير هدومه وبعدين دخل في السرير....

- ااااه، ده الواحد كان تعبان اوي ومش حاسس... بس الفيلا دي طلعت مرعبة بالليل.. حلو ده، أفكار جديدة.

وقبل ما يكمل كلمته النور قطع.

- يوووه لا مش هينفع كده.. انا لازم اشوف عربي الصبح واتكلم معاه في الموضوع ده.. هرسم ازاي انا والنور بيقطع كل شوية؟.. بس يلا، أحسن، عشان الواحد يبطل تفكير وينام.

بعد دقايق سمعت صوت زي فحيح أو همس خفيف، وواضح إن مش انا بس اللي كنت سامعه، ده الرسام صحي وقعد في مكانه وهو بيبص حواليه، كنت حاسس بحركته وهو بيمد ايده ناحية الكومودينو وتقريبا بيدور على الولاعة، بس انا فاكر إنها كانت في جيب البنطلون اللي متعلق على الشماعة جنب الدولاب، الصوت كان بيعلى ومعاه بدأ الرسام يتوتر، وبدأت اسمع صوت خوفه وهو بيقول"اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. انت مين وعايز مني ايه؟" خدت صورة سريعة وساعتها شوفتهم قدامي، عماد ولولا كانوا واقفين جنب الرسام، عماد على يمينه ولولا على شماله، والاتنين بيقربوا منه، خدت صورة تانية، كان عماد بيمد ايده ناحية الرسام، ومع فلاش الصورة التالتة.. لولا كانت خانقة الرسام بايديها الاتنين وبتحاول تموته، ومع الفلاش الرابع.. الرسام كان ساند بضهره على السرير وحاطط ايده حوالين رقبته وبيحاول ياخد نفسه، النور جِه، الرسام رفع جسمه وقعد وهو بينهج، فضل كده لدقايق على ما قدر يهدي نفسه، بعدها قام بحركة سريعة وخد الولاعة من البنطلون ونزل على تحت، نزلت وراه بسرعة، وشوفته خارج من باب الفيلا، واضح إنه لسه بيدور على عربي وكإنه ملاذه الأخير عشان ينجو من الليلة دي، عدت دقايق والرسام مختفي، روحت ناحية باب الفيلا عشان اشوفه، بس اتفاجئت بيه بيزحف على الأرض بضهره وكإنه بيهرب من حاجة قدامه، صورت صورة، وعلى ضوء الفلاش شوفت عماد ماسك مسدس وموجهه ناحية الرسام، أما لولا، فكانت ماسكة فاس ورفعاه لفوق عشان تنزل بيه على الرسام اللي كان بيزحف بسرعة جدُا لورا، كان تقريبًا بيعيط قبل ما يغم عليه، ساعتها، صورته صورة وهو نايم على الأرض، بس بعدها شوفته نازل من على السلم ومعاه شنطة هدومه وبيجري بره الفيلا، ومع خروجه من الباب، صوت اللعبة رجع تاني.. وكالعادة لازم اطلع وابدأ من هناك.

صوت الموسيقى المرة دي كان حزين، مش مرعب، بصيت للعبة باستغراب، وصورتها صورة جديدة.

روحت ناحية السلم، وساعتها شوفت ضوء النهار داخل من باب الفيلا ومنور الصالة، ومع الضوء شوفت ولد بيجري من الباب وبيقف في نص الصالة، ورفع راسه لفوق وهو مبتسم، وبعد ثواني لحقته بنت في نفس عمره تقريبًا ووقفت جنبه وبصت لفوق هي كمان، ومع ظهورهم سمعت صوت عربي بيقول...

- اتفضل يا بيه.. اتفضلي يا مدام برجلك اليمين.. عتبة مبروكة بإذن الله.

دخلوا التلاتة ووقفوا جنب الأولاد، وساعتها قدرت اتعرف عليهم، كان فؤاد وميرفت هم اللي مع عربي، فؤاد كان باين عليه إنه مش مبسوط، أما ميرفت فكانت مبسوطة جدًا، وعشان كده هي اللي بدأت الكلام مع عربي وقالتله...

- انا متفائلة بالمكان ده يا عربي.

- عندك حق يا هانم، الفيلا دي وش الخير على كل اللي يسكنها.

- باين عليها.

اتكلم فؤاد بعصبية وقال لميرفت...

- هو ايه اللي باين عليها؟.. باين عليها إزاي يعني؟.. هو انتِي عشان عايزة تسكني في فيلا والسلام، عمالة تقولي أي مجاملات وخلاص!

اختفت الإبتسامة من على وش ميرفت وقالتله...

- مالك يا فؤاد.. انت من ساعة ما نزلت من العربية وانت متعصب ليه؟

- عشان انا اصلًا مش فاهم ايه لزومه نأجر فيلا.. احنا متفقين نأجر شقة على قدنا.

- عندك حق، بس احنا لقينا فيلا بنفس الايجار اللي هنأجر بيه الشقة، يبقى ليه مانوسعش على نفسنا؟

- طب بالذمة ده كلام ناس عاقلين، فيلا بتتأجر بنفس تمن الشقة!.. يبقى أكيد فيها حاجة.

رد عربي عليه بسرعة...

- هيكون فيها ايه يعني يا فؤاد بيه؟

- الله اعلم بقى، مسكونة ولا ملبوسة ولا أي حاجة من دي، ولا يكونش اتقتل فيها قتيل.

- ايه يا باشا اللي حضرتك بتقوله ده!

- ما هو انت اقنعني إزاي فيلا بتتأجر بسعر إيجار شقة؟

- انا هقولك، صاحب الفيلا مسافر اديله ياما، وبصراحة مش هخبي عليك، إيجار الفيلا انا اللي باخده لان ده بالنسبة له ملاليم.

- ولما هو ملاليم بيأجرها ليه؟.. مايقفلها أحسن.

- والله يا باشا هو أصلًا ماعدش بيسأل، وبعدين الفيلا بعيدة شوية عن العمار، فده كمان منزل من تمنها.. عارف انت لو الفيلا دي في مكان تاني، والله ماتعرف تسكن فيها.. وبعدين سعادتك هتخسر ايه؟!.. جرب، ماعجبتكش اتكل على الله.

وقتها اتكلمت ميرفت...

- عربي بيتكلم صح، احنا خسرانين ايه؟!.. الفيلا وهنأجرها بعفشها، يعني يدوب هنيجي بشنطة هدومنا، ولو ماعجبتناش نشوف مكان تاني.

سكت فؤاد شوية فسألته ميرفت...

- ها يا فؤاد قولت ايه؟

- ماشي يا ميرفت اللي تشوفيه، مدام انتِي والأولاد مبسوطين يبقى خلاص، انا أهم حاجة عندي راحتك انتِي والأولاد.

ابتسمت ميرفت وهي بتمسك ايد فؤاد وبتقوله...

- ربنا مايحرمناش منك أبدًا ياحبيبي.

اتكلم عربي بخبث وقالهم...

- على خيرة الله، ووالله يا استاذ فؤاد هترتاح هنا آخر راحة.

- هنشوف يا عربي.. بس في حاجة، انا خدت بالي إن المحلات والمطاعم مش موجودة في المنطقة، هنجيب حاجتنا منين؟

- يا باشا انت كل جمعة تاخد المدام والأولاد وتجيب كل اللي انت عايزه، وساعتها هتلاقيك طول الأسبوع مش محتاج أي حاجة.

- طب ولو احتاجنا دوا، عيل تعب.

- المستشفى جنبينا هنا.. دي اقرب حاجة لينا.

- طب والمدارس؟

ردت ميرفت بسرعة...

- اكيد في مدارس هنا، وبعدين احنا نشوف الاول المكان هيعجبنا ولا لا.. واهو قدامنا شهر اجازة نص السنة، وفيه نقرر هنكمل ولا هنمشي.

كمل عربي كلامها...

- ماتقلقش يا بيه في مدرسة جارنا هنا، بيننا وبينها ربع ساعة بالعربية.

سكت فؤاد شوية وهو بيوزن الموضوع في دماغه قبل ما يقول...

- ماشي ياعربي، يلا نكتب العقد.

في اللحظة دي سمعت صوت تزييق، لفيت وشي ورايا لقيت سيف خارج من أوضته ورايح ناحية الحمام، دخل وقفل الباب عليه، لكن بعد دقيقتين، سمعته بيخبط على الباب جامد وبيهز الاوكرة بعنف، بس الباب مابتفتحش، بدأ يصرخ بهيتسرية، وفجأة خرج فؤاد من الأوضة إياها وهو بيجري على الحمام، حاول يفتح الباب كتير، وفي الآخر بدأ يضربه بكتفه، مرة واتنين وتلاتة بس مابيتفتحش، وفجأة الباب اتفتح بهدوء وخرج منه سيف وهو بيبص لفؤاد باستغراب وبيسأله...

- في حاجة يا بابا؟

فؤاد كان واقف بيبصله وهو مصدوم، خدتلهم صورة قدام الحمام، وبعد ما صورتهم، سيف سابه وراح ناحية أوضته، دخل فؤاد بسرعة الحمام وبص جواه قبل ما يخرج وهو بيخبط كف على كف، ورجع أوضته وهو بيتكلم بصوت واطي.. "انا قولت إن الفيلا دي مسكونة".

وبعد المشهد ده، وفي في الصالة قدامي، كنت شايف شهد ماشية بطريقة غريبة، نزلت بسرعة من على السلم وشوفتها رايحة ناحية المطبخ، خدتلها صورة وساعتها لقيت لولا ماسكة ايدها، فضلت متابعها، لحد ما دخلت المطبخ وراحت ناحية درج من الأدراج، فتحته وخرجت منه سكينة كبيرة، بصت عليها وهي رفعاها قدام عينيها، خدتلها صورة وساعتها شوفت لولا بتهمس في ودنها، قربت شهد السكينة من رقبتها، بس في اللحظة دي دخلت ميرفت...

- شهد.. انتِي بتعملي ايه؟

لفت شهد وشها ناحية ميرفت بهدوء وحطت السكينة على الرخامة وهي بتقولها...

- مافيش يا ماما كنت بلعب.

- ماتلعبيش بالحاجات دي تاني ياحبيبتي عشان ماتعوركيش.

- حاضر ياماما.

دخل فؤاد في نفس اللحظة وسأل ميرفت بتوتر...

- ميرفت ماشوفتيش الموبايل بتاعي؟

- لا يا فؤاد بس ممكن تلاقيه فوق على الكومودينو، مكان ما سيبته قبل ما تنام.

- مش عارف، انا صحيت مالقتوش، مع إني متأكد إنه كان على الكومودينو فعلًا.

- دور عليه بقى يا فؤاد وسيبني عشان ورايا شغل كتير.

خرج فؤاد وانا مشيت وراه، طلع الأوضة، وهناك فضل يدور على الموبايل كتير، الغريبة إن الموبايل كان على السرير، إزاي فؤاد مش شايفه، خدت صورة للموبايل وساعتها شوفت عماد قاعد جنب الموبايل وعمال يضحك على فؤاد، وفي الآخر شال الموبايل وحطه على الكومودينو، بص فؤاد على الكومودينو ولما شاف الموبايل اتسمر في مكانه وقال بصوت مسموع "وبعدين بقى؟.. احنا هنقضيها لعب ولا ايه؟".. وقتها سمعت صوت التليفون الأرضي بيرن، خرج فؤاد عشان يرد على التليفون واللي كان موجود في الصالة تحت، كان صوته مزعج وعالي، مد فؤاد خطواته عشان يرد على التليفون، بس أول ما وصل الجرس سكت، اتحرك فؤاد عشان يدخل الليفنج وأول ما وصل عند الباب، التليفون رن تاني، ف رجع فؤاد للتليفون، بس قبل ما يرفع السماعة الصوت سكت من جديد، اتعصب فؤاد وبحركة تلقائية قطع سلك التليفون وهو بيقول "لما نشوف آخرتها".. خدت صورة لفؤاد جنب التليفون، وساعتها شوفت لولا واقفة جنبه وبتبصله بغضب، راح فؤاد لليفينج وقعد على الكنبة وولع سيجارة، بس فجأة سمع صوت صرخة عالية، كانت ميرفت هي اللي بتصرخ، جري فؤاد على المطبخ وانا وراه، وأول ما دخلت شوفتها واقفة مصدومة وبتتنفض، قرب منها وسألها فؤاد بلهفة وقلق...

- في ايه يا ميرفت مالك؟

- فؤاد.. في حاجة مش مظبوطة هنا يا فؤاد.

- ما انا قولتلك، انتِي اللي مابتسمعيش الكلام.

- خرجني من المطبخ يا فؤاد انا مش قادرة.

- طب تعالي.. تعالي وإهدي.

ميرفت كانت باصة ناحية التلاجة، ولما خدت صورة للتلاجة، لقيت عماد واقف قدامها وراسه غرقانة دم.

روحت وراهم الليفنج، كانوا قاعدين على الكنبة وفؤاد بيحاول يهدي ميرفت...

- استعيذي بالله من الشيطان الرجيم ياحبيبتي.

- منظره كان بشع أوي يا فؤاد.

- انا قولتلك، من ساعة ما جينا هنا وانا قلبي مقبوض.. بس انتِي اللي شوفتي الفيلا اتهبلتي.

- ماهي دي فيلا برضه يا فؤاد، مش شقة زي أي شقة.

- يعني ايه فيلا؟.. يعني نتلبس كلنا عشان حضرتك عايزة تعيشي في فيلا؟

- انا ماكنتش متخيلة كده.

- طب خلاص اعملي حسابك من بكرة هنسيب المكان ده ونشوف شقة في مكان عمار.

- اللي تشوفه يا حبيبي.

في اللحظة دي اختفوا الاتنين من قدامي وسمعت صوت الموسيقى جاي من فوق، اتحركت وطلعت للعبة عشان ابدأ من جديد، الموسيقى المرعبة اشتغلت تاني، وساعتها اتأكدت إن في كارثة هتحصل، ومع نهاية الموسيقى سمعت صوت التليفون الأرضي بيرن، إزاي ده؟!.. بيبان الأوض كلها كانت مقفولة، لحد ما اتفتح باب الأوضة إياها وخرج منه فؤاد، كان ماشي شبه الناس اللي بتمشي وهي نايمة، او بمعنى أدق، كان ماشي زي المتخدر، خدت صورة وساعتها لقيت عماد حاطط ايده على راس فؤاد وبيهمس في ودنه بصوت مرعب، نزل فؤاد على السلم وكان لسه جرس التليفون بيرن، نزلت وراه بسرعة وخدت صورة تانية، وصل للتليفون ورفع السماعة وساعتها سمعت صوت همهمة، وكل اللي كان بيعمله فؤاد هو إنه بيهز دماغه وكإنه بيأكد على كلام الشخص اللي بيكلمه، وبعد ما خلص حط السماعة مكانها ورجع تاني ناحية الأوضة بنفس الطريقة، خدت صورة للتليفون وكان السلك لسه مقطوع، مشيت ورا فؤاد اللي كان وصل للممر ومنه دخل الاوضة ومشي لحد السرير وبعدين نام في استستلام، خدتله صورة، وكان عماد واقف عند راسه.

خرجت من الأوضة على صوت زعيق جاي من بره، بصيت من فوق لقيت ميرفت وفؤاد واقفين في الصالة وبيتخانقوا، وكانت ميرفت بتقوله...

- يعني ايه مش هتمشي؟!.. احنا مش كنا متفقين.

- وانا رجعت في كلامي وهفضل في الفيلا هنا.. مش انتِي اللي جبتينا.

- وانت طلع عندك حق، الفيلا دي فعلًا فيها حاجة مش مظبوطة.

- لا الفيلا مافيهاش حاجة، بطلي انتِي بس تهيؤات.

- تهيؤات!.. انت نفسك يا فؤاد بتحط الحاجة مابتلقيهاش، وسيف وشهد من يوم ما جينا تصرفاتهم مش طبيعية.

- انا بنسى كتير وانتِي عارفة، وسيف وشهد تصرفاتهم طول عمرها مش طبيعية، انتِي بس اللي ماكنتيش فاضيالهم.

- ماكنتش فاضيلهم!.. ليه بقى ياسي فؤاد، كنت بتسرمح ولا كنت بعمل ايه؟

- انا عارف!.. شوفي بقى ايه اللي كان شاغلك.

- ايه اللي انت بتقوله ده يا فؤاد؟!

ماردش عليها وسابها ومشي، وقتها خدت صورة بسرعة، ومع الفلاش لقيت لولا ماشية جنبه وهي مبتسمة.

صوت رعد قوي وبعده صوت صرخة عالية في أوضة من الأوض، جريت بسرعة على الصوت، كانت شهد هي اللي بتصوت، فتحت الباب، لقيت فؤاد واقف وقدامه شهد متعلقة في السقف، البرق كان نوره ضارب في الأوضة، خدت صورة وساعتها شوفت لولا وعماد واقفين بيضحكوا، لف فؤاد وشه، عينيه كانت غريبة، مش طبيعية، خرج من الأوضة بهدوء ومشي ناحية أوضة سيف، فتح الباب، وبعد دقيقة لقيته خارج لوحده، ونازل من على السلم، جريت على الأوضة، لكن ماكنش فيها حد، رجعت نزلت وراه، شوفته داخل الليفنج، بس برضه خرج بسرعة، مشي ناحية المطبخ، ولما دخل بدأ يفتح الدرف ويبص فيها، ولما مالقاش حاجة، مد ايده وخد سكينة من الموجودين، بعدها خرج من المطبخ، كان رايح ناحية السلم، لكن فجأة وقف مكانه، بص للسقف، خدت صورة وساعتها شوفت عماد بيهمسله، لف وشه تاني وراح ناحية أوضة الخزين، فتح الباب، ومع فتحة الباب زقته ميرفت عشان يقع على الأرض، وجريت هي وسيف، لكن وهو واقع قدر يجرحها بالسكينة في عرقوب رجليها، صوتت ميرفت من الألم، لكنها اتحاملت على نفسها وجريت على أوضة الليفنج ومعاها سيف، وقفلت الباب بسرعة، فضل يخبط على الباب ويضربه بكتفه، لكن ميرفت كانت ماسكة أوكرة الباب من الناحية التانية وواقفة وراه، كنت قادر اسمع صوت عياط ميرفت من ورا الباب، وكمان صوت صريخ سيف، بس بعد دقيقة لقيت دم جاي من تحت عقب الباب، وكان دم كتير، بص فؤاد على الدم وابتسم، خدت صورة لمنظر الدم وساعتها شوفت عماد ولولا على الأرض وبيشموا فيه وهم مُنتشين، بعدها سمعت صوت هبدة قوية ورا الباب، وبعد الهبدة، مد فؤاد ايده ومسك الأوكرة وفتح الباب، قدامه كانت ميرفت واقعة على الأرض وشبه مغم عليها، وسيف قاعد جنبها، قرب منها فؤاد وبعدين قعد فوقيها وبدأ يطعنها بالسكينة، خدت صورة للمشهد وطبعًا عماد كان واقف عند راس فؤاد.. فؤاد اللي كان بيطعن ميرفت بكل عنف، ساعتها سيف رجع لورا وهو بيصرخ من الفزع، وهنا رفع فؤاد راسه وبص لسيف، بعدها قام بهدوء ومشي ناحيته، غمض سيف عينيه عشان مايشوفوش، مسكه فؤاد من ايده ومشي بيه لأوضة الخزين، بعدها دخل جوة وقفل الباب عليهم، ومافيش دقيقة وسمعت صوت رصاصة، وثواني وخرج من الأوضة وقفل الباب تاني، بس كان معاه نفس المسدس اللي لبنى قتلت بيه عماد، ماعرفش جابه منين؟.. بس أكيد من أوضة الخزين لإنه ماكنش معاه لما دخل جوة، اختفى فؤاد من المشهد فجأة، ولقيت نفسي واقف في الصالة وصوت الموسيقى جاي من اللعبة، طلعت على فوق جري وشوفت فؤاد وقتها بيخبي المسدس في علبة، وبيحطها في النيش، حطها ورا شهادات التقدير بتاعت لبنى، بعدها رجع الاوضة اياها ونام في السرير بكل هدوء، صورته صورة، وساعتها شوفت لولا قاعدة جنبه على السرير وبتمشي ايدها على وشه اللي كان مليان دموع. لكن في اللحظة دي سمعت صوت عربي بينده.. خرجت بره في الممر وكنت لسه سامع صوته...

- يا فؤاد بيه.. يا فؤاد بيه.. يا ست ميرفت.

بصيت عليه، كان ضوء النهار منور الصالة، مشي بعرجته المعتادة ودخل الليفنج، نزلت من على السلم، وساعتها شوفته وهو خارج من الأوضة مرعوب وبيقول بصوت مسموع "سلام قولًا من رب رحيم.. سلام قولًا من رب رحيم.. يا فؤاد بيه.. يا فؤاد بيه".. طلع على السلم ودخل الأوضة اللي كانت شهد مشنوقة فيها، وأول ما شافها اتنفض، راح ناحية الأوضة اللي فؤاد نايم فيها، مسك الأوكرة، بس ساعتها اتجمد في مكانه وبان عليه الفزع، خدت صورة وشوفت لولا وهي بتصرخ في وشه، وعماد بيخنقه، ساب الأوكرة ونزل جري وهو بيقول "اني اسف.. اني اسف" اتكعبل على السلم وبعدها عدل نفسه وخرج من الفيلا.

وفي لحظة، سمعت صوت سرينة الشرطة، ومعاها سمعت صوت الموسيقى المرعبة رجع تاني، ولقيت فؤاد خارج من الأوضة وهو باصص في السقف، كان ماشي بهدوء ومانزلش عينيه من على السقف، راح ناحية السلم اللي بيطلع على السطح، وبعدها ماعرفش إزاي النيش اتحرك وقفل فتحة السلم، خدتله صور وساعتها شوفت عماد ولولا وهم بيحركوه.

ومع المشهد ده حسيت بحد بيضربني على دماغي.. وبعدها الدنيا ضلمت.

لما فوقت لقيت نفسي نايم على الأرض في الممر، عدلت نفسي، بس حسيت بوجع في راسي من ورا، بصيت حواليا وساعتها لقيت النيش مكانه زي ماهو ومالقتش اللعبة ولا أي حاجة.. قومت مشيت لحد النيش وانا بطوح من أثر الخبطة، بس الغريبة إني لما شيلت شهادة التقدير مالقتش اللعبة في مكانها، حتى العلبة اللي كان فيها المسدس مالقتهاش.

لفيت وشي، وساعتها لقيت الكاميرا واقعة في اخر الممر عند الاوضة اللي اتقتلت فيها شهد قدام السلم، اتحركت ببطء لحد الكاميرا، وأول ما مسكتها لقيتها مكسورة.. حاولت اشغلها، لكن مافيش فايدة.. باظت، في اللحظة دي سمعت صوت ورايا...

- ماتزعلش ياعمو.

لفيت وشي لقيت شهد واقفة على اخر سلمة، وأول ما بصيتلها قالتلي..

- والله مش انا اللي كسرتها.

ماكنتش مستوعب اللي بيحصل، بس فجأة لقيتها بتبرق وهي باصة ورايا وقالت بفزع وهي بتحط ايدها على بوقها...

- حاسب ياعمو.

لفيت وشي بسرعة، ومع لفتي شوفت عماد ولولا الاتنين بيزقوني لورا، مالحقتش اعمل حاجة وطيرت لثانيتين قبل ما انزل على درجات السلم وادحرجت لحد ما وصلت لأرضية الصالة.

كنت حاسس إن ضهري اتكسر، وجع شديد في جسمي كله، وطبعًا الكاميرا طارت من ايدي لما الاتنين زقوني ونزلت مدغدغة، قومت بصعوبة وانا ماسك ضهري وبصيت على بقايا الكاميرا قبل ما الف وشي واخرج من باب الفيلا، ركبت عربيتي، ولما وصلت عند البوابة قابلني عربي وبص في وشي باستغراب قبل ما يسألني...

- ايه اللي عمل فيك إكده؟

بصيتله وانا حاسس اني عايز اضربه، بس ماكنتش قادر، وعشان كده قولتله...

- مافيش.

- طب لقيت اللي كنت بتدور عليه؟

- اه لقيته.

ابتسم في وشي ابتسامة سخيفة وقالي...

- طب زين.. لو عوزت أي حاجة اني موجود، وبرضك لو حبيت تأجر الفيلا في أي وقت، اني موجود، واديك عاينتها بنفسك.

- تمام يا عربي.. سلاموا عليكوا.

- وعليكوا السلام.

مشيت من عنده وانا متأكد إنه عارف بكل اللي بيحصل جوة، وكمان عارف ايه اللي حصل لفؤاد قبل ما يقتل عياله، بس السؤال اللي لازم اعرف إجابته.. ليه عربي بيأجر الفيلا رغم إنه عارف إنها مسكونة بقرناء او شياطين لناس اتقتلوا؟.. طلعت على القسم وهناك دخلت لحمدي، سلمت عليه وبعدين لقيته بيسألني...

- ايه يابني اللي مشلفط وشك كده؟

- ما انا جايلك عشان كده.

- خير في ايه؟

- هحكيلك.

بعد ما حكيتله كل اللي حصل جوة الفيلا، سكت شوية وبعدين قالي...

- انت شربت ايه النهاردة؟

- يا حمدي اسمعني، انا بتكلم بجد، والكاميرا لو ماكانتش اتكسرت كنت وريتك الصور اللي صورتها.

- طب على إفتراض إن اللي بتقوله ده صحيح.. انا محتاج دليل، ماينفعش اطلع معاك كده ونقتحم الفيلا ونحفر.. لازم دليل ولو ضعيف نمشي عليه عشان يبقى الموضوع قانوني.

- طب ما تدور ورا الراجل اللي اسمه عربي ده وأكيد هتلاقي حاجة كده ولا كده.

- طب استنى هنشوف.. انا هجيب اسمه من الملف بتاع القضية ونشوف وراه ايه؟

- تمام كده.

فتح الملف وبعدها كتب الاسم في ورقة ومسك التليفون واتصل بحد وطلب منه يكشف عن عربي.. بص لي بعد ما خلص التليفون وقالي بسخرية...

- سيبك انت، ده عماد ده شلفطك على الأخر.

ضحكت وانا بقوله...

- شلفطني وبس.. ده كان عايز يجيب أجلي.

- تشرب ايه بقى على المعلومات تيجي؟

- أي حاجة.

بعد شوية كنت بشرب الشاي لما التليفون رن، وبعد دقيقتين لقيت حمدي بيقفل السكة وبيقولي...

- الواد طلع معموله محضر قبل كده بسبب إنه اتخانق مع مستأجر، والمستأجر بيقول إنه قعد في الفيلا ليلة واحدة وشاف فيها حاجات تشيب، وعشان كده طلب من عربي يرجعله فلوسه، بقية الشهر يعني، وياخد حساب الليلة، لكن عربي رفض.. وقامت خناقة بينهم والمستأجر عمله محضر.. بس عربي دفعله الفلوس والتاني اتنازل.. وخلص المحضر على تصالح.

- صدقتني بقى لما قولتلك إن في حاجة بتحصل جوة، وعربي عنده علم بيها.

- طب والحل؟.. احنا مش هينفع نروح من غير سند قانوني.

- مش عارف ياحمدي.

- امممم، في حل بسيط.

- الحقني بيه.

- واحد يأجر الفيلا زي أي واحد بيروح لعربي ويأجر، بعدها يمشي عربي، وساعتها يحفر في المكان اللي انت بتقول عليه على انه بيزرع أي حاجة، ورد، صبار، أي حاجة، وأكيد لو لقى الجثتين زي مابتقول، هيبلغ، وبكده كل حاجة تمشي قانوني.

- صح يا حمدي كده كله تمام.. وانا عندي اللي يأجر الفيلا.

- خلاص رتب معاه وأول ما تحفروا بلغني وانا هتعامل على إنه بلاغ عادي، ونيجي نشوف القصة دي.

- تمام ياباشا، هقوم انا عشان الحق ارتب مع الراجل اللي هيأجر وهنبقى على تواصل.

- ربنا معاك وخلي بالك عشان أكيد واحد زي عربي عامل حسابه كويس.

- ماتقلقش يا كبير.

خرجت من عند حمدي وروحت اتفقت مع الراجل اللي هيأجر واللي كان صحفي حوادث زميلي، وافق طبعًا وخد عنوان الفيلا وراح عشان يأجرها، وبعد أسبوع لقيته بيكلمني وبيقولي إن عربي مشي، روحتله الفيلا وهناك كنت متحمس جدًا عشان أحفر، كل واحد فينا لبس الجوانتي بتاعه، وخدته انا للمكان اللي شوفت لبنى وعربي بيدفنوا فيه عماد ولولا، وبدأنا نحفر، وبعد ربع ساعة بدأت تبان بقايا الجثث، سيبناها زي ماهي وبعدها اتصل صاحبي بالشرطة وبلغ، وفي خلال نص ساعة كان حمدي والقوة اللي معاه موجودين معانا في الفيلا، وطبعًا قدرت أخد صور للجثتين، بس المرة دي صور حقيقية مش صور لأشباح، بعدها اتصل الصحفي بعربي وقاله إنه محتاجه عشان يصلح شوية حاجات في الفيلا، وعربي قاله إنه هيجي تاني يوم، خرجت انا بعد المكالمة دي عشان اشرب سيجارة في الجنينة، يعني، على ما رجالة الشرطة يخلصوا شغلهم واللي هيمتد لحد ما عربي يجي ويتقبض عليه تاني يوم، بس وانا واقف لمحت عند البوابة واحد واقف وبيتابع اللي بيحصل، دققت النظر فيه، وساعتها افتكرته، ده اللي كان واقف مع عربي لما جيت أدخل الفيلا لوحدي، فكرت وقتها إنه أكيد هيبلغ عربي، ف رميت السيجارة ودخلت جوة بهدوء عشان مايحسش بحاجة وقولت لحمدي على شكي ناحية الواد ده، وهو كمان وافقني في رأيي، وعشان كده بعت اتنين من الأمناء يجيبوه، دخل الولد ووقف قدام حمدي اللي سأله...

- اسمك ايه يابني؟

- سلطان يا باشا.

- واقف قدام الفيلا بتعمل ايه؟

- ولا حاجة، انا كنت معدي عشان اشوف عم عربي.. فلقيت حضراتكوا موجودين.. قلقت على عم عربي وكنت بدور عليه.

- اه يعني انت تعرف عربي؟

- ايوة يا باشا.

- تمام.. معاك تليفون؟

- ايوة يا باشا معايا.

- طب وريني تليفونك.

اتردد الولد إنه يخرج التليفون، لكن في الأخر طلع التليفون وسلمه لحمدي اللي لقى أخر رقم الولد متصل بيه رقم متسجل باسم عربي.. بص للولد بعدها وقاله...

- عربي فين؟

- فـ..فـ.. في السكن.

- سكن ايه؟

- ماهو عم عربي واخد شقة قريبة هنا وبيقعد فيها على أساس انه نازل البلد.

- وانت بلغته بايه بقى في التليفون؟

- مابلغتوش بحاجة والله ياباشا، انا كنت بكلمه عشان اقوله اني قربت من الفيلا.

- عارف، لو طلعت ساعدته في انه يهرب هيكون عقابك ايه؟

- والله ما ساعدته يا باشا.. انا أصلًا ماعرفش هو بيبعتني ليه كل شوية، بس هو بيقولي عشان اطمن على الفيلا.. لكن وكتاب الله انا ما اعرف حاجة.

- تمام.. تعالى معانا وورينا بقى فين السكن ده.

اتحرك حمدي بالقوة بتاعته ناحية السكن إلى أرشد عنه الولد، وهناك تم القبض على عربي، عربي اللي انكر في الأول، لكن بعد مواجهته بالجثث وبالحفرتين اللي في الجنينة، بدأ يرتبك وبعدها اعترف بكل حاجة، وده جزء من الاستجواب...

- اشمعنا انت الوحيد اللي مابتشوفهمش؟

- مابشوفهم!.. يا باشا الاتنين دول هم السبب في عرجتي دي لحد النهاردة، ومن ساعتها وانا مابدخلش الفيلا بالليل خالص.. اني يدوبك بفرج المشتري وبعدها ياما بقعد على البوابة، ياما بروح السكن واقولهم اني نازل البلد.

- هم السبب إزاي يعني؟

- قبل ما يبدأوا يظهروا كنت واخد راحتي في الفيلا شوية، حضرتك فاهمني أكيد، وفي سهرة من السهرات، كانت أول ليلة يظهروا فيها، كنت في الاوضة فوق وقولت اروح الحمام، ف دخلت، واول ماقفلت الباب النور قطع في الفيلا كلها، ولما فتحت الباب بسرعة وخرجت، شوفت عماد قدامي، كانت عينيه لونها أحمر وبيبصلي بغضب، وجنبه.. جنبه ظهرت لولا ووشها كان مرعب، الاتنين كانوا بيقربوا مني، ف رجعت لورا بسرعة، وفضِلت ارجع وهم يقربوا لحد ما فجأة اتكعبلت في السلم اللي بيطلع على السطح، وساعتها لقيت الاتنين بيبصولي وبيضحكوا، ماكنتش فاهم بيضحكوا على ايه، بس بعد ثواني فهمت لما لقيت النيش بيوقع على رجلي اليمين، كنت سامع صوت العضم وهو بيكسر، الاتنين صوت ضحكاتهم عِلي أكتر وأكتر، بعدها اختفوا والنور جِه، صرخت وندهت على البت اللي كانت معايا ليلتها، بس الواطية خافت وسابتني وجريت.. بعدها فضلت قاعد مكاني مش قادر اتحرك، وبعد دقايق، زحفت على ايديا لحد ما وصلت للسلم، اتسندت على الترابزين، لكن فجأة زقوني وخدت السلم دحرجة لحد ارضية الصالة، اولمرة دي زحفت لحد باب الفيلا وخرجت بره، بعدها مسكت التليفون واتصلت بواحد صاحبي، ولما روحت المستشفى الدكاترة قالوا اني مش هقدر اقف على رجلي زي الأول تاني، واني هفضل أعرج طول عمري، ومن يومها وانا مابدخلش الفيلا دي بالليل.

- وليه اتسترت على لبنى ومابلغتش عن الجريمة؟

- يا باشا اني على باب الله، لو بلغت عنها أكل عيشي هيتقطع، وفي نفس الوقت دول 200000 جنيه، يعني فرصة مش هتتكرر، وكمان ايجار الفيلا طول العمر.. حد يرفض فرصة زي دي يا باشا؟

- اه، لو واحد نضيف وعنده مبدأ هيرفض، لكن انت الحرام حلي في عينيك وحللته لنفسك، وبالمناسبة، انت ليه غيرت عفش أوضة النوم بس وسيبت بقية الفيلا زي ما هي؟

- عشان دي اللي حصلت فيها الجريمة، فقولت يمكن لما اغير العفش يحلوا عن سمايا.

- انت مابلغتش أول ما اكتشفت عن الجريمة اللي فؤاد ارتكبها ليه؟.. ليه استنيت لبليل؟

- بصراحة يا باشا.. انا ماكنتش ناوي ابلغ.. وكنت بفكر ادفنهم جار الاتنين اللي قبليهم، بس قعدت طول النهار احسبها مع نفسي، ابلغ ولا مابلغش.. وقولت لو مابلغتش ممكن قرايب فؤاد بيه يسألوا عنه، وساعتها هدخل في سين وجيم، لكن لو بلغت هبعد الشبهة عني وبعدها أكمل اللي كنت بعمله وأجر الفيلا من تاني.

وباستجواب جلال محامي لبنى، أكد إنه مايعرفش مكانها وإن أخر اتصال تم بينه وبينها كان بعد ما سافرت بيوم، واللي أكدت فيه على تحويل المبلغ اللي دفعه لعربي، ومن ساعتها مايعرفش عنها حاجة، وقال كمان إن عماد قبل الحادثة بيومين، كان بيطلب منه يكتب كل حاجة باسمه بناءً على التوكيل اللي لبنى عملاهوله.. ويومها فعلًا كتب الفيلا باسمه، لكن باقي الممتلكات كانت هتاخد وقت، وعشان كده طلب منه مهلة يخلص الإجراءات، بس الحقيقة إنه بلغ لبنى واللي طلبت منه يوقف كل حاجة لحد ماتتصرف، لكن ماكنش يعرف إنها تقصد بكده إنها هتتخلص من عماد، لحد ما لقاها بتتصل بيه وبتعرفه انها مسافرة وبتقوله على المبلغ اللي هيدفعه لعربي.. لكنه ماكنش يعرف بموضوع قتل عماد ولولا نهائيًا.

طب وفي الاخر!.. في الاخر لسه القضية شغالة وماتمش الحكم فيها، لكن تم تسليم الفيلا لورثة عماد واللي كان شخص واحد بس، وهو ابن أخوه، عماد كان من أسرة بتتكون من عماد وأخوه الكبير والاب والأم اللي ماتوا من سنين، واخو عماد كمان مات بعد الجريمة بشهور بسبب السرطان، وابنه هو اللي ورث الفيلا.

والحقيقة الكلام ده عدى عليه شهور، لكن فجأة وانا بقلب في الجرنال، لقيت إعلان عن فيلا للإيجار، وطبعًا انتوا عارفين فيلة مين.. بصراحة قررت أروح وأخوض التجربة من تاني.. وقولت أكتب الكلام ده قبل ما أمشي، واهو لو مارجعتش تبقوا عارفين اللي حصل، ولو رجعت هبقى احكيكلوا التجربة لو كان فيها حاجة تستحق إني احكيهالكوا.


تمت بحمد الله 


بقلم الكاتب: شادي اسماعيل


التنقل السريع