القائمة الرئيسية

الصفحات

عابد قصص رعب


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل 

كنت بكتب في الرواية الجديدة لما فجأة سمعت صوت اشعار من الماسنجر، بصيت على التليفون اللي كان موجود جنب اللاب توب على الترابيزة وساعتها قريت الاشعار وكان مكتوب فيه زهرة الأوركيد يريد أن يرسل لك رسالة، خلصت الجملة اللي كنت بكتبها وبعدها قفلت اللاب توب بايد وانا بدعك عيني بالايد التانية من التعب، مسكت الموبايل قريت الاشعار تاني وبعدين دوست عليه، استغربت الاسم جدًا، وكانت الرسالة مكتوب فيها "استاذ ريان ازي حضرتك؟.. انا من أشد المعجبات بك وبكتاباتك، وعايزة اهنيك على الرواية الأخيرة.. انا لسه مخلصاها من شوية وماقدرتش امنع نفسي اني ابعتلك، بالتوفيق دايمًا، #ريان_العابد"

كنت مبسوط جدًا من كلامها رغم انه بيتبعتلي كتير وبسمعه أكتر، بس كل مرة بكون مبسوط به، حب الناس نعمة لاتقدر بثمن واحساس انك قدرت تسعد انسان ولو بحاجة بسيطة احساس جميل، رديت وقتها على الرسالة وكتبت " ازي حضرتك؟.. بشكرك جدًا على الكلام الحلو ده ومبسزط انك بعتيلي"

سيبت التليفون وقومت بعدها دخلت الحمام وخدت شاور، لما خرجت كنت حاسس بالجوع، مسكت التليفون وطلبت مطعم البيتزا اللي بشتري منه دايمًا...

- الو.. مساء الخير يا عراب.

- مساء النور يا انور، عامل ايه؟

- الحمدلله يامبدع انت عامل ايه؟

- كله تمام، بقولك ايه انا عايز الطلب بتاع كل مرة بس ياريت بسرعة عشان ميت من الجوع.

- عينينا يا عابد، مافيش حاجة قريب صحيح؟

- لا ان شاء الله في رواية مازلة قريب واتمنى تعجبك.

- اكيد هتعجبني هو انت بتكتب حاجة وحشة.

- تسلم يا أنور، ماتنساش بقى بسرعة عشان جعان جدًا بجد.

- تؤمر يا كبير.

قفلت مع أنور وساعتها لقيت اشعار تاني من زهرة الأوركيد، كانت رسالة مكتوب فيها "تفتكر ليه الانسان بيأذي الانسان اللي زيه؟" كانت رسالة غريبة وسؤال مش مفهوم، فكرت لثواني وبعدين رديت "اسباب كتير.. في بيكون بدافع الانتقام، الكراهية.. الحقد، مش فاهم سؤالك" اتفاجئت لما لقتها شافت الرسالة اول مابعتها وكأنها كانت فاتحة الشات ومستنياني ارد، ولقتها بتكتب وبعد ثواني جت الرسالة...

- دي اسباب طبيعية، لكن ليه انسان يأذي انسان مايعرفوش؟

فكرت لدقيقة وبعدين سألتها...

- وهو طالما مايعرفوش هيأذيه ليه وازاي؟

- انا اللي بسألك؟

- مش فاهم قصدك!.. يعني انا هوصله ازاي طالما ماعرفوش؟

سكتت شوية وبعدين لقتها بتكتب وبتبعت...

- انت مثلًا كاتب.. ليه تكتب حاجة تأذي بها انسان ماتعرفوش؟

- بس انا عمري ماكتبت حاجة كنت شايف انها ممكن تأذي أي حد.

- عارفة.. عارفة، انا بديك مثال.

- اها، لا بصراحة مش عارف ليه حد ممكن يعمل كده!

- سؤال صعب الاجابة عليه فعلًا فكرت كتير لكن ماقدرتش اوصل لاجابة مقنعة.

- هو سؤال غريب مش...

وقفت كتابة لما سمعت صوت الجرس بيرن، سيبت التليفون وقومت افتح الباب، كان عامل التوصيل جايب الاكل، خدته منه بعد ماحاسبته ودخلت، حطيت الحاجة على الترابيزة قدامي وقعدت على الكنبة ومن الجوع فتحت العلبة وبدأت أكل، بس فجأة سمعت صوت التليفون، كان اشعار جديد من زهرة الأوركيد، ياخبر انا نسيت اني كنت بكلمها، فتحت التليفون ولقيتها باعته...

- انا اسفة لو كنت عطلتك.

- لا يافندم مافيش حاجة، انا بس اتشغلت في حاجة عندي وكنت هرجع اكمل كلامنا.

- طب كويس اني مش معطلاك.

- لا مافيش عطلة ولا حاجة، بالنسبة للكلام اللي كنا بنقوله فانا شايف انه سؤال غريب ومالوش دليل مادي، اقصد فكرت ان الشخص ده بيكون قاصد يأذي حد أو لا.

- ممم ممكن، المهم انت بتعمل ايه دلوقتي؟

استغربت سؤالها جدًا، بس فكرت انه عادي ارد عليها فكتبت وقولتلها باكل، وبعت جنبها ايموشن بيضحك، بعتتلي بعدها...

 - بيتزا صح؟

اتفاجئت من الرسالة وبعد ثواني بعت وقولتلها...

- وانتِ عرفتي منين؟

- انت كنت قولت في برنامج قبل كده إن أكتر حاجة بتحبها هي البيتزا.

ابتسمت لما قريت كلامها وبعتلها...

- اها تخمين يعني، بس تخمينك صح، هي فعلًا بيتزا.

- بالهنا والشفا.

- شكرًا يافندم.

- اسمي زهرة لوسمحت.

رفعت حاجبي في استغراب وبعدين ابتسمت وانا بكتب لها...

- ماشي، شكرًا يا زهرة.

- انت عارف انا ليه اخترت زهرة الأوركيد؟

- الحقيقة لا مش عارف، اخنرتيه ليه؟

- بعدين اقولك، انا لازم اقفل دلوقتي، هكلمك تاني، باي.

رميت التليفون جنبي وانا متعصب، ازاي تقفل معايا بالمنظر ده؟!.. بس انا اللي غلطان اني رديت عليها أصلًا، يلا مش مهم غلطة ومش هتتكرر، قومت جيبت بيبسي وبعدها رجعت قعدت مكاني وفتحت الشاشة وشغلت فيلم من الافلام اللي بحب اتفرج عليها لما مودي بيكون مش مظبوط وبعد كده بدأت أكل، شوية ولقيت تليفوني بيرن، كتمت صوت الشاشة ورديت على التليفون وفتحت الاسبيكر...

- ايوة يا عادل.. ازيك؟

- تمام ياحبيبي انت عامل ايه؟

- الحمدلله.

- انت بتاكل ياض؟

- اه تعالى كُل معايا.

- تسلم سبقتك، بس هتعوضهالي في العًشًا بقى.

- ايه قررت تعدي عليا أخيرًا؟

- اه شهيرة قررت تفرج عني أخيرًا وتروح تقعد يومين عند أمها.

ضحكت وانا بقوله...

- والله العظيم انت مسخرة، ادي اخرة الجواز.

- ياعم اتنيل مش احسن ما اقضي حياتي عازب زيك كده وكل يوم مقضيها بيتزا وفطير، واخر الليل اقعد اكلم نفسي في الشقة.

- يابني هقولك ايه بس!.. ما انت مش عارف قيمة الحاجات اللي بتتريق عليها دي.

- اه اقعد اعملي فيها بتاع بقى، يلا سلام دلوقتي ولما اجيلك بالليل نشوف الموضوع ده.

ضحكت وانا بقوله...

- سلام يا متزوج يا تعيس.

قفل عادل الخط وانا قومت عشان اغسل ايدي وبعدها دخلت المطبخ اعمل كوباية قهوة، خلصتها ورجعت  تاني قعدت على الكنبة ولعت سيجارة وانا بفكر في تكملة الجزء اللي وقفت عنده في الرواية، المفروض البطل بيعيش صراع داخلي بينه وبين نفسه، ساعات بيحس إن الشر جواه بينتصر على الخير، ودي حاجة بتخليه يكره نفسه جدًا، ياترى المفروض يظهر الصراع ده في أي مشهد بالظبط؟ ممممم ممكن يكون البطل.. قطع تفكيري صوت رسالة، مسكت الموبايل وقريتها...

- اسفة على الطريقة اللي قفلت بها بس غصب عني، ارجوك تقبل اعتذاري.

كانت باعته مع الرسالة قلب احمر، قررت اني مش هفتح الرسالة من الشات وسيبت الموبايل مكانه ورجعت افكر في طريقة اظهر بها الصراع داخل نفس البطل.

كانت الساعة تقريبًا تسعة لما لقيت عادل بيرن الجرس بطريقته المعتادة، قومت فتحت الباب وانا بقوله...

- يابني مش هتبطل شغل العيال ده، شيل ايدك من على الجرس خلاص فتحت.

ضحك وهو بيقولي...

- الحركة دي بتفكرني باللي كنا بنعمله زمان واحنا صغيرين في استاذ صبحي جارنا، فاكر؟

دخلت ناحية الصالة وانا بضحك وبرد عليه...

- ايوة طبعًا فاكر، ده انت كنت بتجننه.

قفل باب الشقة وجِه ورايا وهو بيقلد في سخرية استاذ صبحي بصوته التخين...

- مين الحيوان اللي بيرن الجرس كده؟

- كنا بنبقى واقفين على السلم فوق ميتين ضحك بصوت كاتمين بوءنا.

- اه فاكر المرة اللي انت فضحتنا فيها وطلع يجري ورانا؟

- والله احنا كنا مسخرة.

- مين يتخيل ان الكاتب العظيم اللي كل الناس بتجري وراه عشان يمضي لهم على رواياته كان في يوم من الايام استاذ صبحي بيجري وراه عشان يضربه.

- ده على اساس إنه مين ممكن يتخيل محامي محترم ملو هدومه زيك كده لسه لحد دلوقتي بيرن الجرس زي الاطفال.

ضحكنا احنا الاتنين بهستيرية وبعدين قام عادل ناحية المطبخ وهو بيقولي...

- عندك ايه يتشرب؟

- كل حاجة موجودة شوف انت عايز ايه؟

فتح التلاجة وبص فيها شوية، في اللحظة دي جت رسالة على الموبايل، بصيت فيها وكانت من زهرة الأوركيد، قريتها زي اللي قبلها من الاشعار وكان مكتوب فيها...

- ماكنتش اعرف ان زعلك وحش أوي كده!.. وبعدين انا ماقولتش حاجة غلط انا كان عندي حاجة وكان لازم اقفل بسرعة.

خلصت الرسالة وسمعت بعدها عادل بيقولي...

- انت غريب ياض يا ريان، حد يشرب البطيخ صودا؟!

- انا بحب البطيخ صودا.

- صحيح كاتب.

كنت بسمع عادل وانا بفكر في زهرة الاوركيد، ياترى أرد عليها ولا لا؟.. حاجة جوايا قالت لي عديها وصدقها ممكن تكون فعلًأ كانت مستعجلة وقالت أي كلام تقفل بيه وخلاص، فتحت الموبايل ودخلت على الشات بتاعها وكتبت...

- عادي حصل خير.

كالعادة شافت الرسالة بسرعة ودي حاجة كنت مستغربها جدًا، ردت عليا بايموشن مبتسم وكتبت...

- يعني بجد مش زعلان؟

في عشم غريب في كلامها مقلقني ومش فاهم سببه، سكت شوية وبعدين رديت عليها...

- لا مش زعلان.

- كنت عارفة إن قلبك أبيض.

بعت ايموشن مبتسم وبعدها كتبت...

- وانتِ عرفتي منين بقى.

- من كتاباتك، الكاتب لازم بيسيب روحه على الورق ومهما حاول يخبي لازم حتة منه تظهر غصب عنه.

- لا هو مش غصب عنه هو طبيعي في حاجات بيحاول يظهرها، بس برضه مش معنى كده انه هيكتب عن نفسه طول الوقت، وبرضه مش كل حاجة بتحسيها بتكون صح، يعني انا لما اكتب عن واحد شرير مش بالضرورة اكون شرير.

سكتِت شوية وبعدين كتبت...

- كل انسان جواه الخير والشر، جايز الشرير اللي بتكتب عنه يكون جزء الشر اللي جواك وانت مش عارف.

كلامها عصبني، بس في الوقت ده سمعت عادل بيزعق...

- انت ياعم انت.

لفيت وشي وبصيت له وانا رافع حواحبي...

- ايه يابني بتزعق كده ليه؟

- ايه انت نايم وانت مفتح عينيك ولا ايه؟!.. انا بقالي عشر دقايق بنده عليك.

- ماخدتش بالي، المهم كنت عايز ايه؟

- عايزك تسيب التليفون ده وتيجي اغلبك ماتشين.

- لا ماليش مزاج العب بلايستيشن النهاردة.

- مالكش مزاج ولا خايف تخسر زي كل مرة؟

- ياض انت مش اخر مرة مغلوب لك عين تفتح بوءك!

- دي مرة من نفسك لكن العادي بتاعك انك بتخسر.

- والله انت ماعندك دم، كل مرة تخسر تقولي مرة من نفسي.

- طب تعالى في الميدان وفارس لفارس ونشوف مين هيكسب.

- لا خليها كمان شوية مش انت بايت معايا النهاردة؟

- اه طبعًا بايت ده انا ماصدقت.

- طب خلاص شغل أي فيلم نتفرج عليه وخلي البلايستيشن في الاخر، اغلبك وادخل انام.

- ههأو، ماشي يا حلو هنشوف.

سيبته يقلب في التلفزيون ورجعت بصيت في الموبايل وساعتها لقتها بعتت رسايل كتير...

- انت زعلت ولا ايه؟ شكلك زعلت بجد.. انا عارفة ان كلامي دبش بس دي طبيعتي.. انا اسفة واضح اني قولت حاجة غلط.

كل ده كان كلام عادي لكن اللي مش عادي اني لقتها كاتبة اخر رسالة بتقول...

- طب خلاص هسيبك بقى تقعد مع صاحبك.

الكلمة رعبتني، كتبت لها بسرعة بسألها...

- انتِ عرفتي منين إن صاحبي قاعد معايا؟

شافت الرسالة بس قفلِت وماردتش، كنت هبعت رسالة تانية لكن مسحتها وقولت استنى شوية لما اشوف هترد ولا لا يمكن تكون بتعمل حاجة وهترجع ترد، مالوش داعي تحس بتوتري، عدت عشر دقايق وهي مابتردش كنت طول الوقت ده ماسك الموبايل وكل شوية بفتح الشات اشوفها فتحت ولا لا،  كان شغال قدامي فيلم Open Windows ، سرحت في مشهد البطلة قاعدة قدام اللاب توب وبتكلم شخص غريب عن طريق الفيديو كول، كانت بتنفذ كلامه وهي مغصوبة.

بعد شوية جالي الاشعار منها، كانت باعتة ايموشن بيضحك وبعدها بعتت لينك، دوست عليه بسرعة وساعتها لقيت نفسي في صفحتي وبوست في صورتي وانا قاعد ماسك الموبايل ومكتوب فوق الصورة "عامل نفسه مشغول عشان خايف يلاعبني بلايستيشن"  الصورة كانت مرفوعة من اكونت عادل وعاملي فيها تاج، رميت التليفون على جنب بغيظ وندهت عليه...

- انا كام مرة قولتلك بلاش الحركة السخيفة دي؟

بص لي وهو مش فاهم وسألني...

- حركة ايه؟!

- مش قولتلك لما تكون قاعد معايا ماتصورنيش ولا تنزل أي حاجة تخص حياتي الشخصية.

ابتسم وهو بيقول...

- اه انت قصدك على الصورة، ياعم ده انا بسخن جمهورك، وبعدين شوفت التعليقات عاملة ازاي، الناس متفاعلة جدًا، بس واثقين فيك مايعرفوش انك بتتغلب ياعيني.

- عادل بجد لو عملت الحركة دي تاني هتخسرني.

سكت شوية وبعدين قالي...

- انا اسف، حقك عليا، بس اعمل ايه غصب عني مش بقدر امسك نفسي في الموضوع ده.

- ياريت ماتجبرنيش اخسرك.

- خلاص بقى ياعم ريان حقك عليا ماتزعلش.

ماردتش عليه وبصيت في الموبايل تاني ورجعت للشات، كتبت لها...

- انا شايف انه كده كفاية، حضرتك قولتي انك معجبة بالروايات وانا رديت عليكِ واتكلمنا شوية وخلاص، ياريت ماتبعتيش تاني إلا لو كان في حاجة مهمة.

شافت الرسالة لكن ماكتبتش حاجة، استنيت شوية وبعدين لقيتها بتكتب وبعتت...

- زهقت بدري اوي ياريان، ده احنا لسه في الاول يا عابد.

رديت عليها وكتبت...

- مش فاهم!.. لسه في أول ايه بالظبط؟

- لسه في أول الحكاية.

- حكاية ايه؟!.. هو انا اعرفك اساسًا عشان يكون في بينا حكايات.

- طب روح العب مع صاحبك ماتشين وبعدين نرجع نتكلم.

قفلِت بعدها، حطيت الموبايل جنبي وانا بتنهد وكأني ماصدقت خلصت منها، بصيت بعدها لعادل وقولتله بتحدي...

- بقى انت بقى بتتنطط عليا قدام القراء بتوعي!.. ماشي تعالى وريني نفسك يا حلو.

- ياه جاي برجليك وناويت تتغلب أخيرًا.

- هتشوف مين اللي هيتغلب.

فضلنا نلعب حوالي 3 ساعات والمكسب رايح جاي بيني وبينه لحد ما في الاخر هو كسب كل الليلة، طبعًا الفرحة ماكنتش سيعاه، قولتله بلهجة تحذيرية...

- اياك ترفع أي حاجة على الفيس وإلا انت عارف.

- خلاص ياعم ماتعيطش.

سيبته ودخلت الحمام، وبعد ماخرجت روحت ناحية المطبخ عشان اعمل حاجة نشربها، عملت اتنين نسكافيه وخدتهم وروحت بيهم ناحية الكنبة، ناولته المج بتاعه وخدت مجي وقعدت، في الوقت ده جت رسالة جديدة وكان مكتوب فيها...

- مش عيب تقعد تخسر 3 ساعات متواصل.

اتصدمت من الرسالة وساعتها بصيت لعادل بغيظ وسألته...

- انت رفعت اللي حصل على الصفحة؟

بص لي وقالي...

- لا مارفعتش حاجة، اشمعنا.

فتحت صفحتي وساعتها لقيت بوست معمول لي فيه تاج ومكتوب "عادل بيروق العابد" وتحتها صورة لنتيجة الماتش الاخير بينا واللي خلص 8-4 ، بصيت له ساعتها وانا برفع شاشة الموبايل في وشه...

- اومال ايه ده؟

ارتبك ووشه كله جاب مية وقال بتردد...

- والله ما اعرف ايه ده.. انا.. انا قاعد معاك من ساعتها مامسكتش تليفوني اصلًا.

- اومال الصورة دي جت منين؟!.. هو مش ده الماتش اللي احنا لسه مخلصينه؟

- ايوة بس.. بس.

- قوم اطلع بره يا عادل وماعدتش عايز اشوف وشك تاني.

- ريان انا...

- اتفضل بعد اذنك يا عادل وماتخليش الموضوع يكبر اكتر من كده.

قام وهو لاوي وشه وراح ناحية الباب بس قبل ما يخرج قالي...

- على فكرة يا ريان انا فعلًا مارفعتش الصورة المرة دي.

خرج وقفل الباب، بعدها سمعت صوت رسالة...

- على فكرة انا اعرفك كويس لو كنت فاكر اني مش عرفاك تبقى غلطان.

- انتِ عايزة ايه؟

- عايزاك.

نفخت في ضيق وانا بشتم بلفظ صعب وبقولها "مش ناقصة اهلك انتِ كمان يا..." بس قبل ما ارد عليها كتبت...

- على فكرة انا بحبك من زمان.. بس كنت مستنية الوقت المناسب عشان نتكلم.

كتبتلها بتريقة...

- وجِه بقى الوقت المناسب ده إن شاء الله.

- اه طبعًا مش انت خلاص بقيت لوحدك بعد ما طردت عادل من البيت.

اتعدلت في قعدتي ساعتها وانا مبرق في شاشة الموبايل، ماعرفش ليه حسيت الأدرنالين بيعلى وضربات قلبي زادت، ولقتني بكتب لها...

- انتِ.. انتِ عرفتي منين اني طردت عادل؟

- مش مهم عرفت منين، المهم انها خطوة مهمة وكان لازم تحصل من زمان.

استغربت من كلامها وعشان كده بعت سألتها...

- ليه كان لازم تحصل من زمان؟

- عشان هو مش بيحبك وواخدك كبرى يتعرف من خلاله لمتابعينك.

- لا مش معنى اني اتخانقت معاه اني اصدق الهبل ده.

- طب استنى وانا هثبتلك.

كنت قاعد على احر من الجمر لحد ما فجأة لقيتها بعتت اكتر من ريكورد، اترددت شوية قبل ما افتح اول واحد، كان صوت عادل بيتكلم مع حد وبيقول...

- يابنتي العابد ده مايقدرش يتحرك خطوة من غير ما يرجعلي، طب انتِ عارفة اخر رواية كان بيتكلم فيها عن دكتور دايمًا بيساعد البطل وواقف جنبه، اهو انا بقى الدكتور ده في حياة العابد.

فتحت الريكورد التاني...

- ماتقلقش يا استاذ نصر، العابد هيمضي الرواية الجديدة معاك ومش هيمضي مع حد غيرك بس اهم حاجة ماتنساش عمولتي.

ماكنتش مصدق اللي بسمعه بوداني، دوست على الريكورد التالت...

-  ياباشا ريان روحه في ايدي، انت ناسي انه عاملي توكيل ولا ايه؟.. يعني انا اقدر اعمل اللي انا عايزه بس لازم نحاول معاه بالحب الأول عشان مانخسروش للابد.

بعد ما الريكورد التالت خلص، حطيت الموبايل جنبي وبدأت افتكر اخر مرة اتكلمنا فيها انا وعادل بخصوص الرواية، كنت متعصب يومها وانا بقوله...

- عادل اخر مرة بقولهالك.. انا مش هتعامل مع الدار دي تاني.

- يا ريان افهم الراجل عرض عليك مبلغ خيالي مافيش كاتب فيكِ يا مصر مصر ايه مافيش كاتب في الوطن العربي اتعرض عليه المبلغ ده قبل كده.

- وانا مش عايز اشتغل معاه انا حر.

- ليه بس؟

- عشان فلوسه كلها شمال وانت عارف، وعارف هو عارض المبلغ ده عليا ليه، ماتستهبلش يا عادل.

- ياعم وانت مالك فلوسه شمال ولا يمين انت ليك انك هتاخد فلوس  تعبك ومجهودك يعني انت مش شريك معاه في الشمال ده.

- يا سلام، طب تصدق بقى انك لو ماسكتش انا هسحب منك التوكيل وهبدأ افكر انك شريك في النصباية دي.

- انا يا ريان؟!.. انت تظن في صاحبك وعشرة عمرك كده برضه؟!

- اقولك ايه بس ماهو انت عمال تقنعني اقبل اشتغل مع واحد حرامي والناس كلها عارفة انه حرامي.. خلاص ياسيدي ماتزعلش بس ياريت تنسى الموضوع ده وماتفتحوش تاني.

- ماشي يا ريان.. وبعدين انت عارف انا مش بعرف ازعل منك، انت اخويا ياله.

فوقت على صوت رسالة جديدة، مسكت التليفون وفتحتها...

- شوفت بقى انه قرار اتأخر كتير.

- انتِ عايزة ايه؟

- عايزة احميك من اللي حواليك، هم مايستهلوش يكونوا جنبك.. وانت تستاهل تكون مع حد انضف منهم بكتير.

- وانتِ بقى الحد النضيف ده؟

- انا بحبك فعلًا يا ريان ولو مش بحبك ماكنتش عملت اللي عملته عشانك.

استغربت من كلامها وسألتها بسرعة...

- انتِ تقصدي ايه بكلامك ده؟

- عارف حبيبتك المصونة بتروح فين كل يوم وتسيبك؟

- حبيبتي مين؟

- ندى هو في غيرها؟

- وانتِ عرفتي ندى منين؟

- هههه، ياريان انا مافيش حاجة عنك ماعرفهاش.، كل حاجة تخصك عرفاها، بتحب ايه بتكره ايه، بتاكل ايه وبتشرب ايه؟ حتى الموسيقى اللي بتسمعها وانت بتكتب بحبها.

- يااه وانتِ عرفتي كل ده منين؟

- قولتلك بقى مش مهم، المهم دلوقتي خلينا في حبيبتك ندى.

- مالها ندى؟

- ندى احقر واحدة ممكن تعرفها.. اسمع بنفسك.

بعتت ريكوردين، كنت خايف ادوس على الريكورد، تصورت سيناريوهات كتير كلها بتدور انها بتخوني مع حد تاني، ومش بعيد يكون عادل، الفضول بدأ يحرك ايدي وشغلت الريكورد الاول...

- انا لسه سايبة ريان، هو تقريبًا وافق يمضي العقد بس لسه محتاج زقة من رأيي تبعتله عادل على البيت يخلص معاه وهيمضي.

- اه صحيح يا ريس ماتنساش تحولي المبلغ اللي اتفقنا عليه، وبعدين بصراحة انا زهقت وعايزة الموضوع ده يخلص، ريان ده شخص كئيب انا مش عارفة الناس بتعجب بيه على ايه!

ابتسمت وانا بعيد الريكورد الاخير مرة واتنين وتلاتة، ولعت سيجارة وانا بسمعه، وساعتها لقيتها بتكتتب وبعتت...

- سمعت بتقول عليك ايه؟.. الغبية مش مقدرة النعمة اللي في ايديها.

ابتسمت المرة دي وبعدين بعتلها...

- تصدقي انا بقى عندي فضول اشوفك.

سكتِت شوية وبعدين كتبت...

- مممم وماله نتقابل.

- بس خايف تطلعي انتِ كمان تبع نصر.

بعتت ايموشن بيضحك وبعدين كتبت...

- وهو انا لو تبع نصر هكشف لك ملعوبه؟!

- عندك حق، طب انا عايز اشوفك دلوقتي.

قفلِت وماردتش، حطيت التليفون جنبي وفضِلت قاعد مستني ردها، سيجارة في التانية في التالتة وكلامي انا وندى بيدور في دماغي...

-  تعرفي انك وحشتيني.

- وانت كمان، صحيح هتعمل ايه في العرض اللي نصر مقدمهولك.

- يعني بقولك وحشتيني تقوليلي نصر!

- ما انا قولتلك انت كمان وحشتني وبعدين خلينا في المهم دلوقتي.

- وايه بقى المهم؟

- العرض اللي متقدملك، لازم توافق عليه.

- ليه لازم؟

- عشان مستقبلنا يا ريان، احنا هنعيش ازاي بعد الجواز؟

- يعني ايه هنعيش ازاي بعد الجواز!.. هو انا بكسب قليل!.. ولا شايفاني عايش في منطقة ماتلقش بيكِ؟

- لا بس برضه المبلغ ده لو قعدت تشتغل مع اي دار تانية مش هتعرف تعمل ربعه بالسرعة دي، دي خبطة بتمن عشر روايات قدام.

- انتِ عارفة كويس نصر هيعمل ايه بالرواية دي.

- لا مش عارفة، هيعمل ايه؟

- هياخد الرواية ينزلها السوق وبعدين يشتريها لحسابه واللعبة اللي كلنا عارفينها، وواحدة واحدة الفلوس الشمال تخرج، يعني هو لا مهتم بأدب ولا بأدباء ولا انا فارق معاه، هي كل الحكاية إن مبيعاتي كتير الفترة دي وده هيساعده يطلع الفلوس اسرع وكمان مش هيثير الشكوك حواليه.

- انت ليه حاسبها كده، مش يمكن الراجل فعلًا مهتم بالكُتاب الناجحين اللي زيك.

ضحكت على كلامها وقولتلها...

- بذمتك عمرك شوفتي واحد مهتم بكاتب وعمره ما قرأ له كتاب واحد؟

- وانت عرفت منين انه مقرألكش؟

- لما سألته قالي اه طبعًا قريت كل كتبك، الجميل ان اول اسمين قالهم مش انا اللي كاتبهم اصلا، واضح كده إن اللي ملاه.. ملاه غلط.

فوقت على صوت الرسالة، كانت كاتبة...

- ممكن نتقابل كمان ساعة في العنوان ده بس ياريت متتأخرش.

كانت باعته لوكيشن مع الرسالة، قومت بسرعة لبست هدومي ونزلت، وبعد ساعة إلا ربع كنت واقف قدام مبنى مهجور في أرض صحراوية، الدنيا كانت ضلمة جدًا، الفجر كان قرب يأذن، كان في كلاب بتعوي في المكان، بصيت على المبنى وبعدين طلعت موبايلي وبعتلها رسالة...

- هو ده المكان؟

- ايوة، اطلع الدور الاول هتلاقيني.

كنت حاسس بقبضة في قلبي وحاجة جوايا بتقولي ماطلعش لكن احساس تاني مصمم اني اكمل، خدت خطوتين ووقفت قدام البوابة، بعدها فتحت الباب الحديد بهدوء وعمل صوت كأنه ماتفتحش من سنين، طلعت براحة وانا منور كشاف الموبايل، كان في تراب وخيوط عنكبوت مالية المكان، وصلت قدام باب الشقة اللي كان مفتوح على اخره، دخلت بحذر، كانت شقة على الطوب الاحمر، مشيت لحد ما دخلت الصالة، كان قدامي لمبة صغيرة وتحتيها ترابيزة وكرسين، حاجة كده شبه أوضة تحقيقات، طلعت موبايلي ولسه بكتب رسالة، وساعتها حسيت بمسدس متثبت في راسي من ورا، رفعت ايديا الاتنين وانا بقول...

- انا مش معايا سلاح ولا جاي قاصد شر.

- امشي قدامي ناحية الكرسي ولو فكرت تعمل أي حركة هقتلك.

اتحركت بهدوء لحد ما قعدت على الكرسي، كنت بحاول اشوف وشها لكن ماقدرتش، كانت بتلف مع حركتي دايمًأ، أول ما قعدت على الكرسي حسيت فجأة بإبرة بتدخل في رقبتي وبعدها بدأت افقد الرؤية بالتدريج واغم عليا.

فتحت عيني ببطء، الرؤية كانت ضبابية، لكن لما فوقت لقيت نفسي قاعد على الكرسي ومتربط من ايديا ورجليا، ولاقيت بنت قاعدة قصادي، كانت بنت جميلة، بيضا وشعرها احمر، لابسة اسود في اسود، ولعت سيجارة وهي بتبص لي وبعدين نفخت دخانها في الهوا وقالت...

- ايه رأيك؟.. زي ماتخيلتني ولا احلى، ولا خيالك ماكنش شغال لما جيت؟

- انتِ عاملة فيا كده ليه؟

ضحكت بسخرية وقالت...

- هو انا لسه عملت حاجة؟!.. لسه بدري ياريان ولا تحب اندهلك بالعابد زي ما كل قرائك بيندهوك؟

- عايزة ايه مني؟

- عايزة حقي.

- انا ماعرفكيش ولا عمري شوفتك.

هزت دماغها وهي بتقول...

- ده حقيقي، انت فعلًا عمرك ما شوفتني.

- اومال حق ايه اللي عايزاه مني؟!

- الناس بتلقبك بالعابد عشان الرواية الأخيرة، لكن ماحدش فيهم فكر يقولك مثلًا سائد، فاكر سائد؟ اهو انت سائد بقى.

- سائد ده بطل رواية، مش شخص حقيقي عشان اكون هو وبعدين انا ماعملتش في حد اللي سائد عمله.

- لا عملت، عملت زيه، كنت بتتكلم في دماغي زيه بالظبط، كلامك كان نفس كلامه، نفس الصوت اللي بسمعه، نفس الشر اللي كان بيكبر جوايا لما بسمعه كان بيكبر جوايا وانا بقرأ كلامك.

- هو مين اللي بتسمعيه وايه علاقته بسائد وايه علاقة كل ده بيا؟!

رفعت ايديها وهي ماسكة السيجارة بين صوابعها وشاورت على دماغها وقالت...

- هو هنا، قاعد هنا مابيمشيش، سائد، كان نفسي من سنين اقابله واشوفه عشان اقتله وانتقم منه على كل حاجة خلاني اعملها.. انتقم منه عشان خلاني اعمل ابشع حاجة عملتها في حياتي، خلاني اقتل بنتي وهي لسه مولودة.

اتصدمت من كلامها واتأكدت اني قاعد قدام واحدة مجنونة، قولتلها وانا بحاول افهمها...

- انا ماليش دعوة باللي انتِ عملتيه، سائد ده كان دور في رواية من خيالي مش كيان حقيقي.

- كداب، انت كداب، ازاي مش حقيقي,

هزت راسها وهي بتقول...

- انت كداب.

لاحظت الدموع بدأت تنزل من عينيها، هرشت بضهر ايدها في مناخيرها وهي بتحاول تتمالك دموعها وكملت كلامها وقالت...

- ازاي مش حقيقي.. اومال انا قتلتها ليه؟!.. صوتها وهي بتصرخ، صوته في وداني وهو بيقولي احط المخدة على وشها، صراخها اللي كان بيعلى.. همسه اللي كان بيدمر اعصابي.. المخدة هناك اهي.. ثواني وهترتاحي من صداعها.. يلا مستنية ايه؟!.. عرفت منين اني كنت بتوسلها عشان تسكت وإلا هسمع كلامه؟ شوفت ازاي دموعي وانا بتحرك ناحية السرير غصب عني وبقرب منها، لو ماكنش سائد اللي قالك اني قعدت قدامها وانا محوطاها بايديا، وبقولها اسكتي، لو ماكنش هو اللي قالك يبقى مين قالك اني حاولت اسكتها بايدي بس ماسكتتش، وساعتها مديت ايدي الشمال بهدوء ناحية المخدة مسكتها وانا ايدي بترتعش وقربتها منها بهدوء، ولاخر مرة طلبت منها تسكت، وساعتها سائد قالي، يلا ثواني وهترتاحي، حطيت المخدة على وشها، اضغطي أكتر، ضغطت، صوتها كان طالع من تحت المخدة ضعيف، خلاص هانت، الصوت اختفى، خلاص ارتحنا منها، اتنهدت وانا مبتسمة وبقوله خلاص.. لو ماكنش سائد اللي حكالك كل ده قدرت تعرفه ازاي؟!.. هو اللي حكالك.

- انتِ مجنونة.

بصت لي بهدوء وفضلت مركزة في وشي لدقيقة وبعدين ضحكت ضحكة عالية جدًا، ضحكتها كانت مرعبة، وفجأة وقفت عن الضحك وبصت لي بعيون كلها شر، وقالت بغضب...

- سائد جوة دماغك، طول عمري بحاول اخرجه من دماغي عشان اقتله لكن ماقدرتش، واهي جت الفرصة، انا هفتح دماغك واخرجه وبعدين اقتله.

- انتِ لا يمكن تكوني طبيعية أبدًا.

- مش طبيعية عشان ماعملتش زيك لما سيبت سائد عايش وقتلت الأم.. كنت بتقول انها مجرمة عشان قتلت بنتها، مع انك سيبت المجرم الحقيقي عايش وماموتوش، لانه حبيبك.

- ياستي افهمي بقى، انا بكتب رواية خيالية وماليش دعوة بقصتك ولا كنت اعرف انك قتلتي بنتك اصلًا.

- مش معقول تكون دي كلها صدف، انا متأكدة إن سائد جوة دماغك وهو اللي خلاك تموتني وتسيبه عايش.

قامت وقفت من مكانها وقربت مني، طلعت من الشنطة اللي كانت محطوطة على الترابيزة صاعق كهربا وحطته في دماغي وقالت...

- انا هعرف اخليه يخرج بطريقتي.

كنت حاسس بالكهربا في دماغي، تشويش وألم رهيب، ماعرفش فضلت مثبتة الصاعق قد ايه لكن اول ما شالته حسيت اني مش شايف حاجة، الرؤية معدومة، وبعد دقيقتين بدأت ترجع تاني بوضوح، ابتسمت ابتسامة خبيثة وهي بتمشي ايدها على شعري...

- حاسس بايه دلوقتي؟

- دماغي.. دماغي مش قادر.

- اهو ده نفس الاحساس اللي كنت حساه وقتها، شوفت بقى انه مش سهل زي ما هو حكالك عنه وانت كتبته.

- ابوس ايدك كفاية، انا مش عارف أي حاجة من اللي بتقولي عليها دي.

- تؤتؤ، اوعى تفتكر اني هصدقك تاني، انت المرة اللي فاتت ضحكت عليا واديك روحت حكيتله على كل حاجة وهو حكاها للناس كلها في روايته.

- انا مش سائد اللي بتقولي عليه ده.. والله العظيم ماهو.

 

******

- وقفت كتابة ليه يا ريان؟

- انتِ عايزة مني ايه، انا بقالي 3 ايام بكتب كل اللي حصل وبرضه بتعذبيني، قوليلي عايزة ايه وانا هعمهولك.

- اكتب.. اكتب اخر قصة في حياتك.

- انا كتبت كل اللي حصل من ساعة ما بعتيلي اول رسالة لحد دلوقتي.

- طب ما تكمل.

- ما انا مش عارف ناوية تعملي فيا ايه؟

- اهاـ طب خلاص سيب المشهد الاخير ده هبقى اكتبه انا.

بعد ما قولتله كده، حطيت المسدس في دماغه عشان الطلقة توصل لسائد وتقتله، دوست على الزناد، كان لازم يموت عشان سائد يموت هو كمان، هي دي الحكاية الاخيرة اللي كتبها ريان الشهير بالعابد، كتبها قبل مايموت بلحظات، اتمنى تعجبكوا زي ماعجبتني.

******

(صوت رنة موبايل)

- الو.

- ازيك يا عابد؟

- ايه الاخبار؟

- خبر القصة الاخيرة قبل موتك قالب الدنيا، القصة كلها خمسين صفحة بس ايه الناس بتجري تشتريها كأن يومهم واقف عليها.

- مش قولتلك.

- دماغك الماظات يا عابد.

- المهم الفلوس اتحولت.

- الفلوس اتحولت ياسيدي، بعتهالك على رقم الحساب اللي انت قولتلي عليه وزمانها وصلت كمان.

- تمام، ماتتصلش بيا تاني بقى.

- ماشي ياعم حقك ما انت من ساعة ما مُت وماحدش عارف يكلمك.

- انت عايز ايه تاني؟!.. انا مش عملتلك اللي انت عايزه، نصر واتفضح والسوق بقى بتاعك لوحدك، وانا وخدت حقي من الكلب اللي اسمه عادل والحقيرة اللي اسمها ندى، سيبني بقى اشوف حياتي.

- صحيح اخبار زهرة الأوركيدا بتاعتنا ايه؟

- قاعدة جنبي اهي وبتسلم عليك.

(زهرة)- ازيك يا ممدوح.

- سلملي عليها، يلا اسيبك بقى تعيش حياتك الجديدة.


تمت بحمد الله 


 بقلم الكاتب: شادي اسماعيل


التنقل السريع