القائمة الرئيسية

الصفحات

حكم مؤجل قصص رعب


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل 


مارس 2019

- الو، مساء الخير يافندم مع حضرتك...

- انا اللي قتلتهم، كنت مبسوط وانا بقتلهم، اول واحدة كانت نايمة ماحستش بحاجة، اما التانية فحاولت تهرب بس خدتها في حضني ودبحتها ورمتها على السرير.

- انت مين، الو الو الوووووو.

******

مارس 2018

الساعة وقتها كانت حوالي خمسة الفجر لما كنت راجع من الشغل زي عادتي، انا بشتغل كول سنتر في شركة من شركات المحمول، شيفتي بيتغير كل أسبوع، بس غالبًا بشتغل بالليل، وقفت قدام باب الشقة، وخرجت المفاتيح من الشنطة الصغيرة اللي بشيلها دايمًا معايا، بعدها فتحت الباب ودخلت، نور الشقة كله كان مطفي، تقريبُا سارة نامت وماقدرتش تستناني النهاردة زي كل يوم، ولعت نور الصالة وحطيت الشنطة والمفاتيح على الجزامة ووطيت عشان اقلع الجزمة، بس وقتها شوفت في اخر الصالة زي خطوات كده معلمة في الأرض، كان لونها احمر، قلقت وروحت ناحية الخطوات دي وطيت ودققت النظر ولقيته فعلًا دم، كملت ودخلت على أوضة النوم، فتحت النور وساعتها شوفت المنظر اللي عمري ما هنساه أبدًا.

******

مارس 2019

المكالمة اتقفلت، ودخلي بعدها مكالمة تانية، وانا بكلم العميل سمعت عمر زميلي اللي كان قاعد على الجهاز اللي جنبي بيقول...

- الو، الو، يافندم، حضرتك سامعني.

خلصت المكالمة اللي معايا بسرعة وبعدها عملت not ready عشان ماستقبلش مكالمات تانية، سألته بسرعة...

- بيقولك انه قتلهم برضه؟

- اه، انت عرفت منين؟

- ماهو لسه قافل معايا، تفتكر مين ده؟

- مش عارف، بس تلاقيه حد بيلعب زي اللي بيتصلوا كل يوم بعد نص الليل.

- وهو في حد بيلعب هيتصل يقول انه قاتل خصوصًا وهو عارف إن المكالمة متسجلة!

- ماعرفش، شيل الnot ready بقى عشان فادي مايتكلمش معاك، كده كده مافيش رش والدنيا هادية.

سمعت كلامه، وقعدنا احنا الاتنين نبص لبعض واحنا مستنين مكالمة جديدة، بصيت على الساعة وقتها وكانت أربعة الفجر.

******

مارس 2018

مشيت ورا الخطوات اللي على الأرض بهدوء، فتحت الباب وكانت الأوضة ضلمة عشان كده ولعت النور، ووقتها.. وقتها لقيت سارة مرمية على السرير بس رجليها على الأرض، كان في دم كتير مغرق الملايا جنب راسها، قربت منها لحد ما وقفت قدامها وساعتها شوفتها مدبوحة، رجعت لورا من صدمتي بالمنظر، اعصابي كلها كانت سايبة، قعدت على الأرض وانا بحاول اتمالك اعصابي، بعدها طلعت الموبايل واتصلت بحمايا...

- الو.. ايوة يا عمي الحقني.

رميت التليفون بعدها من غير ما اسمع رده، بس كنت قادر اسمع صوته وهو بينده عليا واللي بدأ يختفي بالتدريج، فضلت قاعد على الأرض قدام رجلين سارة، مش قادر استوعب المنظر اللي شوفته، بس بعد ثواني افتكرت بنتي، كارما.. قومت بسرعة ناحية أوضتها، فتحت الباب، الدنيا كانت ضلمة فتحت النور عشان الاقي كارما نايمة على السرير جريت عليها وانا بحاول اصحيها لكنها ماكنتش بترد، قربت منها اكتر وساعتها اتأكدت انها قاطعة النفس، قومت من جنبها وانا مفزوع والدموع بتنزل من عيني زي المطر، وفجأة الأرض لفت بيا وماحستش بحاجة ووقعت.

******

مارس 2019

احنا بنلوج في الدور الاخير في مبنى مكون من 12 دور، المبنى ده مش المبنى الأساسي للشركة لكنهم جابونا هنا عشان الفلور بتاعنا بيتعمل فيه تصليحات، القسم ده بيشتغل فيه عدد قليل جدًا لانه خاص بنظام معين الشركة عملاه، وعشان كده عددنا كان تقريبًا عشر أفراد بس، والنهاردة كمان غايب مننا اتنين، يعني كنا 8 بس في الدور كله، القعدة بالليل مملة جدًا، المكالمات بتبقى قليلة بعد نص الليل، وبنقضي الوقت في الرغي وفيه مننا اللي بيجيب كتاب ويقعد يقرأ فيه بين كل مكالمة والتانية، وفيه اللي بيقعد يحب، وفي اللي بيسمع أغاني، يعني كل واحد على حسب مزاجه.

واحنا قاعدين نبص لبعض سمعنا صوت الجرس في البي سي بتاع زميلنا اللي كان قاعد في اخر الفلور، بعدها بشوية سمعناه بيزعق...

- ياعم الحاج الله يباركلك ماتتعبنيش، بقولك مش هينفع تشغل نت على الموبايل ده، الموبايل قديم ومابيفتحش نت ومافيهوش كاميرا والله.

سكت شوية وتقريبًا العميل قاله حاجة عصبته أكتر، فعلى صوته تاني...

- يا حاج والله ما اعرف، بص اقول لحضرتك على حاجة لو ينفع يعني تديني حد من ولادك أكلمه... كلهم نايمين! طب وحضرتك صاحي ليه يا حاج؟

ضحكنا على كلمته وشاورتله من بعيد بايدي فيما معناه انت زي الفل، بعدها محمود زميلي قالي...

- ده هيترفد وش.

رديت عليه وانا بضحك...

- اه لو الكولة اتسمعت مش هيقعد ثانية واحدة.

- هو انت البريك بتاعك امتى صحيح؟

- كمان خمس دقايق، اشمعنا؟

- لا عادي بس لو ينفع بس تعملي شاي وتجيبه معاك وانت جاي عشان انا لسه قدامي ساعة وشوية على ما اخرج.

- ماشي مافيش مشكلة، المج بتاعك فين؟

- اهو، تسلم يا اخويا.

- حبيبي، مافيش حاجة، كلنا بنتزنق الزنقة دي.

اول ما خرجت روحت الحمام، كنت محتاج اغسل وشي عشان افوق، وقفت على الحوض وبصيت في المراية، اللمبة كانت بترعش لما شوفت حد صورته قدامي في المراية، حد ماعرفوش، وفي الاخر بص لي وابتسم ابتسامة خبيثة.

******

مارس 2018

كنت واقف في وسط جنينة خضرا وفي ايدي كرة صغيرة، بصيت عليها وبعدين بصيت قدامي لقيت كارما واقفة بتشاور لي بحماس وهي بتقول...

- العب يا بابا.. يلا يا بابا.

ابتسمت في وشها ورميت الكرة ناحيتها، مِسكِت الكرة بايديها ولعبتها ناحيتي بس كانت ضعيفة، قربت منها عشان اقصر المسافة عليها وساعتها جريت كارما على الكرة وشاطتها برجليها، قعدت على ركبي وانا بفتح دراعاتي وبشاور لها، جِريت عليا واترمِت في حضني، وقفت وانا شايلها وروحت بيها ناحية سارة اللي كانت قاعدة على الأرض وماسكة الموبايل ومركزة فيه، قعدت على الأرض انا وكارما وساعتها سألت سارة...

- ماجتيش تلعبي معانا ليه؟

رفعت راسها من الموبايل وهي بتقول...

- هاه، مافيش بعمل حاجة على الموبايل وكنت هخلصها واجي العب معاكوا.

- حاجة ايه؟

- واحدة صاحبتي كانت بتوريني فساتين وعايزاني اختار معاها احسن واحد فيهم.

- مممم، خلصتي طيب؟

- اه خلصت.

- طب قومي نتمشى شوية.

ابتسمت وهي بتقول...

- يلا ياحبيبي.

قومنا وانا لميت الحاجة بتاعتنا وسارة شالت الشنطة وانا شيلت كارما على اكتافي وفضلت العب معاها.

- يا حضرت.. انت يا استاذ.

فوقت على صوت حد بينده وايد بتهز اكتافي، فتحت عيني ببطء عشان الاقي قدامي امين شرطة، قومت قعدت وساعتها لقيت رجالة الشرطة مالين الأوضة، وفي واحد بيصور جثة كارما، انهارت في العياط من تاني، امين الشرطة طبطب على كتفي وقومني وخرج بيا بره، لما خرجت لقيت الظابط واقف ومعاه حمايا وابنه، اول ماشافوني خارج من الأوضة لقيتهم بيجروا عليا وهم بيصرخوا...

- قتلتهم ليه يا مفتري.. منك لله.

امين الشرطة منعهم يوصلولي اما انا فكنت ببص لهم باستغراب.

******

مارس 2019

خبطت الماية في وشي عشان افوق واول ما بصيت في المراية لقيت سارة قدامي، قربت مني لحد ما لزقت في ضهري، حطت ايديها على كتفي وهي بتهمس في ودني...

- الحق كارما يا حسام.

في اللحظة دي حسيت إن المراية بقت اعمق وشوفت كارما واقفة في اخر ممر كبير، الممر كان مضلم، ماكنش في غير ضوء بسيط فوق كارما اللي كانت لابسة فستان أبيض وماسكة في ايدها عروستها وجاية ناحيتي، وفجأة الضوء البسيط اختفت وسمعت صوت كارما بتصرخ، وبعد ثواني، رجع الضوء تاني، لكن المرة دي فستانها كان غرقان دم والعروسة واقعة على الأرض، مديت ايدي ناحية المراية في محاولة مني اني امسكها لكن كل ده اختفي والمراية رجعت طبيعية تاني وساعتها شوفت سارة في ضهري فاتحة بوئها على الاخر وسنانها مليانة دم، مسكت رقبتي وقربت مني عشان تعضني، بس...

******

مارس 2018

الظابط طلب منهم يقعدوا في الصالون وهددهم لو أي حد اتحرك أو عمل صوت هيتقبض عليه، اما انا فطلب من امين الشرطة يقعدني في الصالة، بعد شوية لقيته جاي من ناحية الصالون وبيقرب مني، قعد على الكرسي قدامي وهو بيتفحصني وبعدين سألني...

- اسمك ايه؟

- حسام كامل.

- سنك؟

- 30 سنة.

- بتشتغل ايه يا حسام؟

- انا موظف كول سنتر في شركة من شركات المحمول.

- احكيلي ايه اللي حصل بالظبط؟

- حضرتك انا كنت راجع من الشغل عادي زي كل يوم، فتحت الباب ودخلت بس استغربت لما مالقتش سارة صاحية.

- هي كانت متعودة تبقى صاحية في الوقت ده؟

- اه يافندم هي كانت بتستناني لما ارجع وتعملي الاكل وبعدين بنقعد شوية مع بعض لحد ما ننام.

- تمام، ايه اللي حصل بعد ما دخلت الشقة؟

- دخلت قلعت الجزمة وندهت عليها لكن ماسمعتش صوت، قولت يمكن نامت، بس لما فتحت النور لمحت خطوات دم على الأرض، قلبي اتقبض واترعبت عليهم، مشيت ورا الخطوات ودخلت اوضة النوم وساعتها شوفت سارة زي ما حضرتك شوفتها كده.

انهارت في العياط أول ما وصلت للنقطة دي، بص لي الظابط بشفقة وبعدين قالي...

- انا هسيبك تهدى شوية على ما اخلص استجواب حماك وابنه.

راح الظابط عشان يستجوب حمايا زي ما قال، وانا كنت قاعد حاسس ان دماغي هتنفجر، ازاي كل ده حصل؟!.. ازاي في ثانية كده سارة وكارما هم الاتنين راحوا؟!.. ياربي.. مش قادر، مش قادر استوعب اللي انا فيه.

******

مارس 2019

لفيت بسرعة وانا بحاول ابعدها عني، لكن في اللحظة دي حسيت بايد بتمسكني، وسمعت صوت بيعلى في ودني بالتدريج...

- استاذ يا استاذ.

بصيت قدامي لقيت المراية طبيعية جدًا وشايف نفسي فيها، بصيت جنبي لقيت عامل النظافة واقف وجنبه أدوات النظافة وبيقولي...

- بعد اذنك لو خلصت تتفضل عشان هننضف الحمام.

هويت دماغي وانا بقوله...

- حاضر.. انا خلصت.

بصيت حواليا بصة سريعة وبعدين خرجت من الحمام، وبعد خطوتين لفيت تاني ماعرفش ليه؟!.. لقيت العامل بيحط علامة صغيرة قدام الباب مكتوب عليها مغلق، وفجأة بص لي وابتسم بس كانت ابتسامة خبيثة، بصيتله لثواني وانا مرعوب من ابتسامته وبعدها مشيت بسرعة ناحية البوفيه.

******

مارس 2018

بعد دقايق بدأت اسمع صوت حمايا من الاوضة جوة وهو بيزعق...

- يافندم بقول لسعادتك الواد ده هو اللي قتلها.

ابتسمت على كلامه بسخرية وانا بقول في سري "وانا هقتلها ليه يامتخلف انت؟!.." عدا وقت بعدها ولقيت الظابط جاي، قعد قدامي وبعدين سألني...

- انت خلصت شغلك الساعة كام النهاردة؟

- الساعة 3 ونص قبل الفجر.

- وبعدين؟

- نزلت من الشركة ركبت عربية لحد الموقف وبعدين ركبت عربية تانية جابتني البيت.

- وطبعًا سهل تثبت ده بسهولة؟

- اه طبعًا زمايلي كلهم شايفني في الشركة وكمان في كاميرات ممكن حضرتك تراجعها هتلاقيني طول اليوم ماتحركتش من الشغل.

بص لي بصة طويلة وبعدها قالي...

- انتوا ماكنش في خناقات بينكوا وبين أي حد؟

- لا طبعًا، احنا طول عمرنا عايشين في حالنا، سارة انسانة رقيقة جدًا وماكنش ليها في جو المشاكل والخناقات والكلام ده.

- طب من نظرتك الاولى كده اول ما دخلت الشقة، حسيت بان في أي حاجة اتسرقت؟

- لا مافيش حاجة اتسرقت.

- متأكد؟

- ايوة يافندم.

- تمام، انا هسيبك ترتاح النهاردة وبكرة نكمل كلامنا.

قام بعدها وسابني، راح ناحية اوضة كارما ووقف مع رجالة المعمل الجنائي اللي كانوا بيرفعوا البصمات والأدلة من الاوضة، سندت بايدي على ركبتي وحطيت وشي بين كفوفي وانا بتنهد بحرقة...

الباب بيتفتح وبيدخل واحد ملثم، بيبص يمين وشمال وبعدين بيروح ناحية الأوضة، وقف قدام باب أوضة النوم وبعدها بص على الممر، وقف ثواني وبعدين راح ناحية أوضة كارما، فتح الباب بهدوء، كارما نايمة على السرير، بيقرب منها الراجل وفي لحظة بيحط ايده على بوءها وبيكتم نفسها لحد ما جسمها هدي في مكانه، بيخرج من الأوضة وبيقفل الباب وراه، بيروح ناحية أوضة النوم، سارة كانت خارجة من الأوضة وبتبص في موبايلها، فجأة بترفع راسها وبتشوف الملثم واقف قدامها، بتصرخ وهي بترجع ناحية الأوضة، بيجري وراها الراجل وبيحاول يمسكها، سارة بتحاول تتصل بحد، بيمسكها الراجل من ايدها وبيشدها ناحيته، بتصرخ لكنه خدها في صدره وفي ثانية دبحها، وبعد ما اتأكد انها ماتت رماها على السرير، ضهرها على السرير ورجليها على الأرض.

******

مارس 2019

دخلت البوفيه حطيت المج بتاع زميلي على الترابيزة وبعدها سحبت كوباية تيك واي، حطيت الشاي والسكر في الاتنين وبعد ما حطيت الماية وقلبتهم، خدت الكوباية والمج وروحت ناحية الsmoking area ، الحمدلله كانت فاضية، حطيت الشاي اللي معايا قدام الشباك وبعدها طلعت سيجارة من العلبة ولعتها ووقفت اتابع الناس اللي معديين في الشارع، ماعرفش وقفت قد ايه؟ لكن فجأة سمعت صوت تليفوني بيرن، طلعته من جيبي ولقيته اليدر بيرن عليا...

- انت فين يا حسام؟

بصيت في الساعة قبل ما ارد واكتشفت اني متأخر ربع ساعة، عشان كده قولتله...

- اسف على التأخير، انا داخل اهو.

قفلت معاه وخدت اخر نفس من السيجارة وطفيتها بس وانا ببص بصة أخيرة من الشباك لمحت خيال واقف على سطح العمارة اللي قدامي، كنت حاسس بنظراته ليا وكأنه واقف على بُعد متر واحد بس، وفجأة اختفى.

******

مارس 2018

الظابط نده عليا، قومت ومشيت لحد عنده لقيته بيرفع في وشي سلسلة فضة وبيسألني...

- السلسلة دي بتاعتك؟

بصيت عليها كويسوبعدين افتكرت انا شوفتها فين قبل كده، قولتله...

- السلسة دي بتاعت عماد.. أخو مراتي.

- انت متأكد؟

- ايوة طبعًا يافندم، انتوا لقيتوها فين؟

- كانت واقعة جنب السرير اللي اتقتلت عليه سارة.

- يعني عماد هو اللي قتل سارة؟

- لسه هنشوف.

اتقبض على عماد اللي كان خارج معاهم من أوضة الصالون وهو بيقاوم وبيحاول يفك نفسه من ببين ايدين امناء الشرطة اللي ماسكينه، وبيصرخ بهستيرية...

- انا ماقتلتهاش.. هقتلها ليه؟!

عدى من قدامي واول ماشافني صرخ...

- قولهم يا حسام، قولهم اني ماقتلتهاش، وبعدين السلسلة دي انا مش ناسيها عندك من اسبوع يوم ماكنت ماعزوم عندكوا على الغدا.

في اللحظة دي بص لي الظابط وهو بيدقق في ملامحي وبعدين سألني بهدوء...

- هو فعلًا كان ناسي السلسة دي عندك زي مابيقول؟

بصيت له وانا ساكت لثواني وبعدين قولتله...

- انا مش عارف هو بيتكلم عن ايه!

هز الظابط دماغه وهو بيقولي...

- هيبان.. هيبان.

******

مارس 2019

خدت المج بتاع زميلي ورجعت للفلور وانا حاسس بقبضة في صدري ورعب من منظر الكيان اللي شوفته في الشباك من شوية، قعدت على الكرسي وانا بحط المج قدامه وبقوله...

- اتفضل ياسيدي، معلش اتأخرت عليك شوية.

- لا ولا يهمك، المهم فادي مايكونش قالك حاجة.

- اه كلمني بس عادي كده كده هلوج الوقت ده قبل ما امشي.

- طب خلي بالك بقى عشان ماتمضيش على وورنينج.

- سيبها لله مش هتفرق.

لجيت وعملت ريدي وفي ثانية كنت بستقبل مكالمة...

- الو مساء الخير يافندم.. معاك حسام...

- ازيك يا حسام؟

كان صوت تقيل وتخين جدًا، استغربت لثواني وبعدين كملت المكالمة عادي...

- استفسار حضرتك بخصوص نفس الرقم ولا رقم تاني؟

- مممم لا، انا استفساري بخصوص سارة وكارما، ياترى مين اللي قتلهم؟

سحبت صوابعي من على الكيبورد ببطء وانا بقفل كفوف ايديا الاتنين وبجِز على سناني بعصبية، كمل كلامه وقال...

- اعتقد انك عارف مين قتلهم صح؟

 - انت مين يابن الكلب، وديني ماهسيبك ياروح امك.

كنت ثاير جدًا ومش قادر اتلم على اعصابي، وفجأة لمحت صبرفي جاي من اخر الفلور، لكني كملت زعيق وماهمنيش، لحد ماقرب من البي سي، وطي ناحية الشاشة ومسك الماوس، عمل لوج اوت وهو بيقول...

- تعالى ورايا.

قلعت السماعة ورزعتها في جنب الشاشة، رجعت بالكرسي لورا وبعدين ميلت براسي ناحية ركبتي وانا بتنهد وبحاول اهدي اعصابي، فضلت كده لمدة خمس دقايق وبعدها قومت روحت لمكتب فادي في اخر الفلور، كنت واقف قدامه وهو قاعد بيشتغل على اللاب، اتكلمت بهدوء وقولتله...

- انا عارف اني غلطت وانه ماكنش ينفع اني اشتم العميل، بس انت عارف كان بيقولي ايه؟.. ده كان بيجيب سيرة...

رفع راسه وقطع كلامي وقال...

- اقعد يا حسام.

بصيت له وقعدت قدامه، قالي وهو بيهز دماغه...

- تؤ تعالى جنبي هنا.

اتحركت بالكرسي لحد ما بقيت قاعد جنبه، ساعتها لف بالكرسي وقالي...

- حسام انت من احسن الناس اللي عندي، بقالنا فترة شغالين مع بعض، ارقامك طول الوقت حلوة واسلوبك محترم، وانت عارف انا بحبك قد ايه، لكن انت بقالك اسبوع مش حسام اللي انا اعرفه، بتيجي في مواعيد مش مظبوطة، بتتكلم مع العملاء بعدم اهتمام وبتقول معلومات ناقصة، كل ده انا كنت بقول يمكن بيمر فترة صعبة، لكن اللي حصل النهاردة ده مش هقدر اني اعديه.

- يا فادي العميل ده بيقولي انه بيستفسر عن مراتي وبنتي وكمان بيقول اني عارف مين قتلهم.

بص لي بأسف وبعدين قالي وهو بيناولني السماعة...

- البس السماعة دي واسمع المكالمة تاني.

بصيت له بغضب وانا بسأله...

- يعني انت مش مصدقني؟!.. وبعدين مكالمة ايه اللي اسمعها ما انا اللي عامل المكالمة بنفسي وعارف انا قولت ايه.

- البس السماعة بس واسمع.

هزيت دماغي وبعدين لبست السماعة وانا بقوله...

- طيب.

بعد ثواني بدأت اسمع المكالمة...

- الو مساء الخير يافندم مع حضرتك حسام.

- ازيك يا استاذ حسام.

- استفسار حضرتك بخصوص نفس الرقم ولا رقم تاني يافندم؟

- لا بخصوص نفس الرقم.

ايه ده؟!.. العميل ماقلش كده في المكالمة اللي حصلت، استنيت اسمع بقيت كلامه، لكن ماكنش فيه غير صمت تام وبعد نص دقيقة سمعت وانا بقوله...

- انت مين يابن الكلب، وديني ماهسيبك ياروح امك.

- هو مين ده اللي ابن كلب يابن ستين كلب، انت ازاي تتكلم معايا كده.

- وديني ماهسيبك وهعرف انت مين وهجيبك.

- انت مجنون باين عليك ولا ايه، والله يابن الكلب لـ...

الخط قطع، وده اكيد لما فادي دخل ووقع المكالمة وعمل لوج اوت، ماكنتش فاهم ايه اللي بيحصل، انا تقريبًا بسمع مكالمة تانية غير اللي كانت معايا من شوية، فضلت ساكت لحد ما فادي سألني...

- ها ايه رأيك في اللي سمعته؟

- انا مش عارف ازاي ده حصل بس...

- انت في حاجة مضايقاك الفترة دي ياحسام؟

- لا انا بس.. مش عارف بس ممكن اكون تعبان فعلًا.

في اللحظة دي افتكرت اول مكالمة في الشيفت فقولتله...

- ممكن تجيبلي اول مكالمة النهاردة؟

- ممكن.

شغل فادي أول مكالمة وبدأت اسمع...

- الو، مساء الخير يافندم مع حضرتك حسام، استفسار حضرتك بخصوص نفس الرقم ولا رقم تاني؟

- بخصوص نفس الرقم.

- انت مين، الو الو الوووووو.

- يابني انا سامعك بتزعق ليه؟!

- الووووو.

- انت عبيط باين عليك ولا ايه!

الخط اتقطع، فادي بص لي المرة وسألني...

- تفسر بايه اللي بيحصل ده؟

ماردتش.. ماكنش عندي أي رد ممكن اقوله، انا نفسي مش فاهم ايه اللي بيحصل، اتكلم فادي ساعتها وقالي...

- انا اسف يا حسام بس مضطر اخد اجراء ضدك وللأسف مش ضامن انك هتكمل معانا.

- حقك، انا اللي غلطت.

بص في اللاب وانشغل في شوية حاجات، وانا بصيت على الفلور، وساعتها شوفت عُمر قاعد على الجهاز، فبصيت لفادي وقولتله...

- على فكرة صحيح، عُمر جات له نفس المكالمة النهاردة، بعد مكالمتي على طول.

لف وشه وقالي بصوت حزين...

- غُمر اجازة النهاردة ، حسام انت محتاج تروح لدكتور يكشف عليك.

هزيت دماغي وانا ببص عُمر اللي مابقاش موجود...

- صح.. انا محتاج اروح لدكتور.

قومت من مكاني ورجعت للكـيـو لميت حاجتي ومشيت.

******

مارس 2018

تقرير الطب الشرعي اثبت إن الوفاة تمت ما بين الساعة 2 والساعة 2ونص صباحًا، وإن سارة ماتت بجرح قطعي في الرقبة صاحبته عدة طعنات في الصدر ومناطق متفرقة، اما كارما فماتت نتيجة الاختناق، وكمان اثبت إن الدم اللي على السلسلة هو دم سارة، اما تقرير المعمل الجنائي فقال إن مقاس القدم اللي اترفعت من على الأرض في موقع الجريمة بتتناسب مع مقاس قدم المتهم، وكمان اثبت انه ماكنش موجود في الباب اثار لاي محاولات لفتحه بالعافية وده معناه إن الباب اتفتح بالمفتاح الأصلي.

وده كان الاستجواب اللي حصل مع عماد...

- اسمك؟

- عماد مرزوق.

- سنك؟

- 37 سنة.

- بتشتغل ايه؟

- محاسب في شركة تجارية.

- كنت فين يوم ارتكاب الواقعة من الساعة 2 للساعة 3 صباحًا؟

سكت عماد وماردش، فسأله الظابط تاني...

- كنت فين؟

- كنت نايم.

- في أي حد يقدر يثبت انك كنت في البيت وقتها؟

- انا عايش لوحدي مش معايا حد عشان يثبت.

- السلسلة اللي لقيناها في الأوضة اللي اختك اتقتلت فيها.. بتاعتك؟

- اه بتاعتي.

- وكانت بتعمل ايه في اوضة اختك؟

- السلسلة دي عندهم من أسبوع، كنت معزوم عندهم ومش فاكر حصل ايه ونسيتها هناك، حتى سارة كلمتني عليها بعد ما نزلت وقولتلها خليها عندك ولما اجي مرة تانية ابقى اخدها.

- وماروحتش تاني من يومها؟

- لا روحت، بس برضه نسيت اخدها، عادي يعني مش حاجة ضرورية عشان افتكرها مخصوص.

- اه بس دي كانت في مكان الواقعة وبتثبت وجودك وقت ارتكاب الجريمة.

- يافندم انا ماكنتش هناك، ولا شوفت سارة من 3 ايام أصلًا، ومش عارف السلسلة دي وصلت هناك ازاي؟.. ومين وصلها؟

- انت اللي المفروض تقولي.

- ما انا هتجنن مش عارف راحت هناك ازاي؟

******

مارس 2019

كنت ماشي مش عارف رايح فين، سايب رجلي هي تختار طريقي، لاول مرة أحس اني مجنون، كل الدلايل بتقول كده، عُمر اللي ماجاش النهاردة رغم انه كان قاعد جنبي طول اليوم، المكالمتين اللي سمعتهم واتأكدت اني كنت بسمع حد تاني، وسارة اللي مش عايز تفارق خيالي هي والكيان الغريب اللي بشوفه.

لقيت نفسي فجأة واقف قدام البيت، طلعت على السلم بخطوات تقيلة وكأني مش عايز ادخل الشقة، فتحت الباب ودخلت قعدت على الكنبة في الصالة، قدامي على الترابيزة كان جهاز اللاب توب مقفول، اتعدلت وانا برفع الشاشة بتاعته لفوق واول ما الشاشة نورت ظهر قدامي فيديو، دوست على زرار عشان الفيديو يشتغل، الكاميرا اللي كانت في النجفة مصورة سارة وهي قاعدة على السرير بتاعي وجنبها صاحب اخوها وكان بيقولها...

- انتِ متأكدة انه مش هيرجع دلوقتي؟

- الله ماقولتلك هو مابيجيش قبل الساعة خمسة.

- طب والبت نامت؟

- من بدري، طالعة خُم نوم زي ابوها.

- اخص عليكِ يا صرصور انا برضه خُم نوم، ماشي.

******

مارس 2018

الادلة وتقارير الطب الشرعي والمعمل الجنائي، زائد إن عماد ماقدرش يثبت انه كان في البيت وقتها، كل ده خلاه المتهم الرئيسي والوحيد في القضية، خصوصًا بعد ما انا قدرت أثبت اني كنت موجود في الشغل وقت وقوع الجريمة، عشان كده كنت موجود في المحكمة وبسمع النطق بالحكم، عماد اتحكم عليه بالاعدام، بهد ما القاضي رفع الجلسة قومت وقولت بصوت عالي ماليان دموع...

- يحيا العدل.. يحيا العدل.

ابوه وقع من طوله في قاعة المحكمة، قربت من القفص وانا ببص له بغضب وسألته...

- قتلتهم ليه؟

- انت عارف اني ماقتلتهمش ومش بعيد تكون انت اللي حطيت السلسلة في الاوضة.

ابتسمت في وشه ابتسامة مستفزة وانا بقوله...

- ابقى سلملي على أختك.

- هقتلك يا حسام لو اخر يوم في عمري هقتلك.

******

مارس 2021

كنت قاعد قدام اللاب توب ومشغل الفيديو، سارة كانت نايمة في حضنه وبتقوله...

- حسام صعبان عليا جدًا.

- ليه يعني؟

- انا حاسة اني انسانة قذرة باللي عملته فيه واللي لسه بعمله.

- ممم سيبك من الشويتين دول وعيشي حياتك وانسي.

- شويتين ايه!.. انت مش بتقول انك لسه بتحبني، والبنت دي ذنبها ايه تتحرم من ابوها الحقيقي، وحسام ذنبه ايه يربي بنت مش بنته، انا هطلب الطلاق وهنتجوز والبنت هتعيش بين امها وابوها.

- ونعيش في تبات ونبات ونجيب صبيان وبنات، فوقي ياماما من الوهم اللي انتِ عايشة فيه ده، انتِ خلاص اتجوزتي وخلفتي واحتمال تبقي حامل تاني، لسه هتطلقي وتتتجوزي تاني، وبعدين الناس تقول عليكِ ايه لما تتطلقي ونتجوز بعدها؟

- ويعني انت خايف عليا من كلام الناس لما اتجوز ومش خايف عليا لما اعيش انا وانت في الحرام.

- بقولك ايه انتِ شكلك ناوية تقلبيها عكننة انا هقوم امشي.

قام وقف عشان يمشي بس سارة في الوقت ه قالت له بنبرة حادة...

- اعمل حسابك اني هطلق ولو ماتجوزتنيش هقول لحسام على كل حاجة ان شالله يموتني حتى مش هتفرق معايا وانت بقى شوف صاحب عمرك لما يعرف هيعمل فيك ايه؟

- انتِ بتهدديني!.. اعقلي يا حلوة ولمي دورك.

- لا مش هعقل واخر مرة هقولهالك جهز نفسك عشان لما اطلق ماتقوليش كاني وماني.

- ماشي يا سارة، المرة الجاية نبقى نتكلم في الموضوع ده، قومي شوفيلي السكة على السلم عشان انزل.

في اللحظة دي سمعت صوت تليفوني بيرن، وقفت الفيديو ورديت على التليفون...

- ايوة؟

- .....

- تمام، انا جاي دلوقتي.

قومت لبست هدومي ونزلت، وبعد حوالي نص ساعة كنت واقف قدام مصنع مهجور، نزلت من العربية وانا ببص يمين وشمال وبعدين دخلت، المعلم برعي كان قاعد وسط رجالته، رفعت ايدي وانا بقوله...

- سلاموا عليكوا يا معلم.

- وعليكوا السلام يا حسام.

- هو فين؟

- متلقح جوة، اقعد اشرب شايك على ما الرجالة تخلص معاه.

قعدت على الكرسي اللي جنب المعلم وانا بقوله...

- لقيته فين؟

- كان مستخبي عند اهل ابوه في البلد، بس على مين جيبت قرار عيلته كلها ووصلتله.

- انا مش عارف اشكرك ازاي يا معلم.

- عيب يا حسام، احنا ولاد منطقة واحدة وبعدين انت الغالي ابن الغالي والواد ده وسخ ويستاهل اللي يحصله.

كنت سامع صوته وهو بيصرخ والرجالة بتروقه، رميت سيجارتي وانا بقوم وبستأذن المعلم...

- عن اذنك يامعلم خمسة وراجع.

- اتفضل يا حبيبي.

دخلت الأوضة اللي كانوا بيضربوه فيها لقيته متعلق من رجليه وراسه ماحية الأرض، قربت منه وشديته من شعره وانا ببص في عينيه، اتفزع أول ما شافني وفضل يصرخ ويفرفص، سيبت راسه وانا بقول لواحد من الرجالة...

- اعدله.

بدأوا يعدلوه في الوقت اللي واحد منهم جاب لي كرسي اقعد عليه، كان متعلق قدامي بس المرة دي رجليه تحت وراسه فوق، بصيت له بقرف وقولتله...

- 3سنين بدور عليك، انت كنت فاكر اني هزهق واسيبك لو طولت في الجُحر بتاعك، تؤ انا كنت قاعد مستنيك ان شالله تستخبى العمر كله، اول ماتفكر تطلع هجيبك، واديني جيبتك، بس انا محتار اعمل فيك ايه؟!.. مش عارف اقتلك على طول ولا اتسلى عليك شوية، ولا اعمل فيك زي ما عملت فيهم؟.. مش عارف، قولي انت تحب اعمل فيك ايه؟

عيط بهستيرية قبل ما يقول...

- انا مش عايز اموت، سيبني اعيش، وصدقني هعيش خدامك طول العمر.

- انت لبستني بنت مش بنتي قعدت اصرف عليها واربيها واكبرها وهي بنت حرام، وماكفكش كده وبس.. لا، ده انت دخلت بيتي في غيابي ومرمغت شرفي في الوحل، وياريتك بطلت وقولت كفاية، تؤ.. ده انت كمان يوم ماحسيت انك هتتفضح، قتلت طفلة مالهاش أي ذنب غير انها غلطت اتنين وسخين، ودبحت اللي سلمتك نفسها، انت ايه بالظبط، اصل حتى الشياطين مايعملوش كده.

- انا عارف اني استاهل الحرق، بس سامحني، بالله عليك لتسامحني.

- بالله!.. هو انت اللي زيك يعرف ربنا، بص انا هقولك على حاجة، انت خدمتني مرتين، مرة لما قتلت سارة بايدك ومرة لما لبستها لعماد من غير ماتقصد وده لما دوست في الدم ومشيت به على البلاط، وطبعُا عشان مقاسكوا واد ماحدش هيفرَق.. كل ده يخليني اتنازل اقتلك على طول بدل ما اعذبك، ابسط ياعم هتموت بسرعة من غير ماتحس بحاجة.

- بلاش والنبي يا استاذ حسام بلاش...

شاورت لواحد من اللي واقفين وفي ثانية رفع مسدسه وضربه طلقة في دماغه.

******

النهاردة بس سارة وكارما مش هيظهروا تاني بعد ما قتلت اللي قتلهم، طول السنين دي وهم كل سنة في نفس الوقت بيظهروا ويطلبوا مني اخد حقهم، لكن كنت بشوف ان سارة تستاهل اللي حصلها ودي النهاية الطبيعية لكل واحد يمشي في الحرام، وانه ماينفعش اخد بالتار لواحدة خاينة، لكن للأسف روحها مش عايزة تفارقني غير لما اخد حقها من اللي قتلها، والنهاردة بس اختفت، طبعًا انت بتسأل انا ليه كنت حاطط كاميرا في أوضة النوم؟.. هقولك، قبل الحادثة بأسبوع بدأت أشك في سارة، خصوصًا لما سمعتها بتتكلم كتير في التليفون وده مش من عادتها، وعشان كده حطيت كاميرات في البيت، كله، واول يوم تشتغل فيه هو يوم الحاثة، يومها رجعت البيت، اول ما شوفت المنظر جريت على الكاميرات، بس ساعتها شوفت التسجيلات دي، دمي فار وكنت عايز اقوم اقتلها تاني لو ينفع، بس حاولت اتمالك اعصابي وافكر بهدوء، اتصلت بحمايا وبعدها خفيت الكاميرات ومسحت كل اللي عليها بعد ما نقلته عندي، لما البوليس جِه وحسيت إن عماد هيقلب الترابيزة عليا، استغليت فرصة انشغال رجال المباحث ودخلت الاوضة ورميت السلسلة اللي كانت معايا بحكم ان سارة قالت لي خليها معاك ولما تقابله ادهاله، واهو كده اخلص من العيلة دي كلها مرة واحدة.

عدت سنة على اللي حصل في المصنع، واديني عايش حياتي طبيعي من يومها، ماحدش فيهم بقى بيظهر، يمكن كلهم كانوا يستاهلوا النهاية دي، بس لسه في سؤال محيرني ليه عماد وابوه كانوا بيتهموني بقتل بنتهم؟ هل كانوا عارفين انها كانت حامل قبل الجواز وفكروا اني اكتشفت الموضوع فقتلتها؟.. ولا كان ايه سبب الاتهام ده؟.. للأسف مش هقدر اعرف لان حمايا مات بعد ما نقلوه المستشفى بكام يوم ساعة ماوقع في المحكمة، اما عماد فالحكم اتنفذ خلاص واتعدم.

تمت بحمد الله


بقلم الكاتب : شادي إسماعيل 




التنقل السريع