القائمة الرئيسية

الصفحات

دجال المنيا- حضرات السادة الأموات ٢









دجال المنيا- حضرات السادة الأموات 3 قصص رعب


بقلم الكاتبة: ليزا زغلول



أوقات كتيرة بتستسلم؛ لأن كل الأبواب اللي بتستمد منها قوتك بتتقفل في وشك، عشان كده بتضعف وبتنهار، وبتلجأ لأول حل ممكن تتوسم فيه الراحة، فبتجنب عقلك من المواجهة، وبتمشي ورا قلبك المرهق، وفي آخر الطريق المختصر اللي أنت بتختاره بإرادتك تحت تأثير الضعف ده بتخسر كل حاجة حتى نفسك...

أنا أيامي في الحياة كلها شبه بعضها زي كل الناس اللي عايشة دي، الحياة مش أحلى حاجة، بس احنا مجبرين نكمل ونواجه لحد ما نوصل، وأنا من زمان خدت قرار إني أواجه نفسي واللي حواليا بكل طاقتي، وأعمل كل اللي أقدر عليه، ادعمهم واشجعهم واطبطب عليهم، وأساعدهم يتجاوزا اللي مروا بيه، عشان كده أنا استقلت من شغلي، واشتغلت كول سنتر في خدمة دعم المقبلين على الانتحار..

كالعادة طول النهار كنت بسمع ناس بتحكي عن أحلامهم اللي انهارت، ومستقبلهم اللي ضاع، واللي حياته اتدمرت بردو، يمكن كل الناس دي مشاكلها مختلفة عن بعضها، بس كلهم اتفقوا إن الموت هو الحل الوحيد لمعانتهم، أنا في كل مكالمة ماكنتش بتعامل مع بني آدم طبيعي زيي وزيك، لا أنا كنت بواجه الموت في أصوات كتير مختلفة، أسباب ملهاش حصر، يمكن بـ النسبة ليك هتشوفها أسباب تافهة، لكن ليهم هي فعلاً أسباب جوهرية، وجودي هنا علمني الصبر، وإني ماقللش من معاناة حد طالما أنا مش في مكانه، في اليوم الواحد بستقبل أكتر من مكالمة، ومطلوب مني أفضل خلال كل مكالمة محافظة على ثباتي الانفعالى لأقصى قدر، مطلوب مني أطبطب وأفسر، وأحط تبريرات تخلي الشخص اللي بيكلمني على التليفون يشيل فكرة الانتحار من دماغه..

فضلت على الخط، كنت خايفة أقفل لاتنتحر، بس صوت الصريخ اللي جه على الخط التاني بعد فترة سكوت طويلة أكد لي اللي حصل، سمعت صوت مختلف عن اللي كانت بتكلمني وقالتلي...

 _ ألو انتي بنت عزيزة؟

_ لا حضرتك، أستاذة عزيزة كانت بتكلمني، وقالتلي هتروح تعمل حاجة وترجع..

عزيزة انتحرت...

قفلت بعدها في وشي التليفون، اتنهدت بحزن وقعدت أكتر من نص ساعة أعيط، كان أقصي أمنياتها إنها تسمع صوت عيالها، أو تقضي معاهم يوم واحد قبل ما تموت، بس هما دايماً كانوا بيتهربوا...

مسحت دموعي لما سمحت جرس التليفون، وغمضت عينيا، ورديت وأنا بدعي ربنا يوفقني إني أقدر أقنع الشخص الجاي إنه ماينتحرش..

أقصى إحساس مقرف ممكن تحسه إنك تقف تتفرج على الناس وهي بتموت، بكلمة ممكن تخليها ترجع عن اللي بتفكر فيه، وبكلمة قادرة تزود الطين بلة، رديت وقولت..

 ألو

 _ممكن تسمعيني؟

_أنا هنا عشان أسمعك، اتكلم...

 _مش عايز أقول أنا مين، ممكن؟

 _عادي، احنا بنرتاح لما نتكلم مع الناس اللي ماتعرفناش، اتفضل....

أنا مش عايز ارتاح، أنا عايز اخلص... .

- هو في فرق بين الراحة والخلاص.

- اه، الراحة هتيجي لو سامحت وأنا مش عارف أسامح؛ أنا عاوز أخلص.

- طيب ما تحكي، أنا سمعاك.

 _ ماعرفش امتي وازاي وفين حبيتها، كل اللي كنت أعرفه إنها كانت قدامي دايماً وأنا مش شايفها، مرة واحدة لقيت نفسي واقع في حبها، ومش شايف بنت غيرها لدرجة إني سافرت عشان أشتغل، ودخلي يبقي كويس؛ عشان أقنع والدها يوافق عليا، اشتغلت ليل نهار، كل قرش كنت بحوشه عشانها، حرمت نفسي من كل حاجة عشان أبقى جاهز واتقدم في أقرب وقت، وفعلاً قبل سنة كنت باعت لأمي فلوس؛ عشان تروح تطلب ايدها، وتجيب الدهب اللي أبوها هيطلبه، الأيام عدت وحبي ليها كان بيزيد لدرجة أنا مستحملتهاش، ماكنتش متخيل إني أحب كده، الحب أصلاً اتخلق عشانها، كلمت أبوها واتفقت معاه إني أنزل أكتب الكتاب، ونعمل فرح وأقعد في شقة أمي شهر، وبعدين أسافر وابعت آخدها عندي هنا، ونجهز شقتنا براحتنا، كان اختبار من ربنا أكدلي إنها بتحبني؛ لأنها ببساطة وقفت قدام أبوها، واتمسكت بيا وقالتله...

 أنا موافقة أتجوزه، حتى لو ماعندوش شقة النهاردة، بكره هيبقى عنده....

قدام إصرارها أبوها وافق، وساعتها عرفت إني اخترت صح، اخترت واحدة هتبقى جيشي وعزوتي، وفعلاً اتفقنا على ميعاد معين نزلت فيه مصر، وخلصت الورق المطلوب، وكتبنا الكتاب واتجوزنا في شقة أمي، وأمي راحت قعدت عند خالتي أول أسبوع، وبعدها خدتها وطلعنا على اسكندرية عشان نقضي أسبوعين قبل ما أسافر، عارفة انتِ إحساس إن حد طاير من كتر السعادة ورجليه مش لامسة الأرض، كل حاجة كانت حلوة، لحد اليوم اللي اضطريت فيه إني اسيبها وأسافر، ساعتها بس قلبي وجعني، ووعدتها إني في أقرب وقت هبعت آخدها، من يوم ما سافرت وهي صوتها وريحتها مافارقتنيش، أوقات بحسها جنبي، عارفة أنتِ الحب اللي يوصلك لدرجة الهلوسة؟

 -اللي أنت بتوصفه ده حب أسطوري، جميل..

- ده حقيقي هي كانت أجمل حاجة في حياتي.

- كانت؟

- ممكن أكمل..؟

- اكيد اتفضل، حابة أسمع.

- كنت بشوفها قدامي، صاحي أو نايم، اشتغلت شيفتين وأوقات تلاتة؛ عشان بدل ما أخلص فلوس سفرها في شهرين أجمعها في شهر، وأبعتلها تيجي عندي، وساعتها خلاص مش هبقى عايزة حاجة من الدنيا باللي فيها غيرها، وفعلاً طحنت نفسي في الشغل، لدرجة إني بعدت عن كل الناس، ومابقتش أرد حتى على مكالمات أهلي اللي بيطمنوا عليا غير كل فين وفين، وبالصدفة لو فاضي كمان، بس كنت بكلمها هي باستمرار حتى لو مش هنام وهفضل مطبق، كنت بعمل كل ده عن طيب خاطر؛ لأن منال كانت حياتي كلها..

بعد فترة خدت ستوديو إيجار هنا، وفرشته وجهزته وخلصت كل الورق اللي مطلوب مني هنا؛ عشان أبعت أجيبها .

- ثواني بس، هتجيب مراتك تقعد في استوديو؟

- هههه ماليش نفس أضحك، الاستديو ده شقة صغيرة هنا يعني صالة ومطيخ وحمام.

- تمام فهمتك كمل...

- بعتلها فلوس تجهز الباسبور بتاعها، وتعمل الكشف الطبي وتخلص حاجتها كلها، وفعلاً ربنا سهل والدنيا مشيت تمام، وحجزتلها طيران وروحت عشان أستناها في المطار، الدنيا ماكنتش سيعاني من الفرحة، وأنا شايفها واقفة قدامي، خلاص أنا دلوقتي فعلاً مش محتاج حاجة من الدنيا، عيشت معاها في استقرار نساني الغربة وأهلي حتى نفسي، كنت بعمل كل حاجة تبسطها، حتى لما قالتلي عاوزة أشتغل دورتلها على شغل مع إني كنت رافض الفكرة، ومتفق معاها من الأول إن مافيش شغل، بس ماقدرتش أكسر بخاطرها، وساعدتها فعلاً لحد ما لقت شغل، ونقلت اقامتها على شغلها، وفي يوم رجعت من الشغل لقيتها قاعدة على الكنبة وشكلها تعبان، قربت منها وأنا مخضوض، وركعت على رجليا قدامها بخوف، ورفعت راسها وقولتلها...

- مالك يا منال، فيكي ايه؟

- مافيش، تعبانة بس شوية.

ماستنتش إنها تتكلم تاني، شلتها بين إيديا، منال اتخضت من اللي عملته، بس ماكنتش قادرة تقاوم، نزلت بيها على أقرب مستشفى،  وهناك الدكتور كشف عليها، وطلب منها تعمل شوية تحاليل، وبعد كام ساعة في الانتظار الدكتور جه وهو بيضحك، وقالنا...

- الموضوع مش مستاهل الخضة والخوف ده كله، انتوا لسه متجوزين قريب صح؟

- آه يا دكتور، منال دي حياتي كلها .

- طيب مبروك بقى، هتبقوا بابا وماما .

ماكنتش مستوعب اللي الدكتور قاله، قعدت على الكرسي، وخبيت وشي وعيطت من الفرحة..

منال طبطبت عليا، والدكتور فضل يضحك، وقالنا...

- مفروض العكس اللي يحصل، هي اللي تعيط وانت تواسيها.

بصيت للدكتور، وأنا حاسس إن كل الكلام اللي جوايا مايعبرش عن السعادة اللي أنا فيها، خدت منال في حضني وروحنا البيت، أول ما وصلنا منال كلمت أمها، وقعدت ترغي معاها، وتحكيلها عن اللي حصل، وأنا والله كنت عاوز أكلم أمي أنا كمان عشان أفرحها، بس دخلت أحضر لمنال العشا، واتلهيت بعدها والدنيا خدتني، تقريباً بلغت أهلي إن مراتي حامل في الشهر التالت أو الرابع..  

يومها كنت بكلم أمي وأنا راجع من الشغل، واتعاركت معايا لأنها عرفت من حماتي، كانت مفكرة إن احنا مخبيين عليها، أمي زعلت مني واتخانقت معايا، وفضلت فترة طويلة مش راضية تكلمني، فكنت بكلم أختي الصغيرة كل فين وفين؛ عشان أطمن عليهم وأعرف أخبارهم، لما منال قربت تولد أمها ماكنش ينفع تيجي تقعد بيها؛ لأنها تعبانة ومش حمل سفر وبهدلة، وكمان ليها ظروف صحية خاصة، مالقتش قدامي غير أمي بس هصالحها ازاي؟

كلمت أختي، واتفقت معاها لما تبقى جنب أمي ترن عليا، وأنا هتصل وأكلمها، يومها اتصلت وفضلت أتحايل عليها عشان ترد عليا وتسامحني، وبعد عتاب طويل راضيتها وصالحتها ومابقاش فيه بينا مشاكل، رجعت البيت وأنا مرتاح ومبسوط، كنت طاير من السعادة لحد لما منال قالتلي وهي بتحط الأكل على الترابيزة...

- كلمت مامتك عشان تيجي تقعد بيا؟

- لا أنا كلمتها صالحتها، وبعدين ما أنا قولتلك هاخد أجازة وأقعد معاكي، عايزة إيه أكتر من كده؟

- أجازة! يعني المرتب هينقص، ودي مش ظروفه .

- عايزاني أعمل ايه طيب؟

- كلم مامتك أو أختك، خلي حد فيهم ييجي يقعد بيا.

- بس هما مش ملزمين يا منال .

- خلاص يا حبيبي، هاتلي واحدة تقعد بيا.

- طيب ما اللي هتقعد بيكي دي بردو هتاخد فلوس يا منال.

بصتلي من فوق لتحت، والدموع كانت مالية عينيها، سيبت الأكل من إيدي وخدت مفاتيحي وخرجت، روحت قعدت على البحر، وفضلت أفكر في حل للي أنا فيه، لقيتني بتصل بأمي وبابكي، اتخضت عليا وقالتلي...

- مالك يا أحمد يا ضنايا، فيك إيه؟

- مافيش يا أمي، الدنيا بس مزنوقة معايا جامد..

- عاوز فلوس يا ابني يا حبيبي ؟

- لا مستورة، الحمد لله.

- أومال مالك، صوتك مهموم ليه؟

- منال هتولد واحنا في غربة، والدنيا مش كويسة.

- طيب ما تبعت تجيب أمها يا ابني تقعد بيها.

- أمها تعبانة يا أمي .

- ربنا يشفيها، بس دي بنتها بردو.

- يا أمي، هو انتي ممكن تيجي تقعدي معانا أسبوعين بس كده على ما تشد حيلها؟

- بس أبوك وأختك هيعملوا إيه، دي امتحانات أختك على الأبواب.

- ماشي يا أمي، خلاص..

- أنا ماعنديش أغلي منك يا أحمد، أنت أول فرحتي، هوصي أبوك على البت أختك وأجيلك يا حبيبي .

حسيت إن هموم الدنيا كلها اتشالت من على كتافي، وروحت فرحت منال الي طلبت أمي وشكرتها .

عدت الأيام، وأمي جت ومنال خلفت، وفجأة حياتي اتقلبت جحيم، المشاكل بين مراتي وأمي كانت بتكبر وتكبر كل يوم عن اللي قبله، وأنا كنت واقف مش فاهم بيحصل إيه، ومين غلطان، كنت برجع بالليل ألاقي منال قاعدة بتعيط، وواخدة البنت في حضنها، وأمي في سابع نومة، حاولت أستحمل مرة واتنين، بس خلاص فاض بيا فصحيت أمي وقولتلها...

- هو انتي جاية هنا عشان تشيلي عني وتساعديني، ولا عشان تنامي يا أمي!!

- يا ابني أنا طول النهار بطبخ وبنضف وبغير للبنت، وغصب عني بنام بالليل من التعب .

ساعتها منال اتدخلت، وقالتلي...

- عيب يا أحمد، متكلمش طنط كده...

وشدتني من إيدي، ودخلتني الأوضة وقفلت الباب، وجت وقفت جنبي، وقالتلي...

- إيه يا حمو يا حبيبي، دي طريقة تكلم بيها مامتك ؟ عايزها تقول إني بقويك عليها وبوقع بينكوا!

- انتي مالكيش علاقة باللي بيحصل يا منال، هي اللي فكراها تكية .

ماكنتش أعرف إن أمي سامعة الكلام اللي بقوله، بعد منال ما هدتني واتحايلت عليا عشان أصالحها، خرجت من الأوضة عشان أراضيها بس مالقتهاش، دورت في الأوضة وقولت يمكن نامت بس مالقتهاش في الشقة كلها، نزلت أدور عليها، وبلغت المخفر، وبعد كام ساعة أختي بعتتلي رسالة قالت فيها ...

- أمي وصلت البيت، ومعانا في مصر، ولاد الحلال كانوا أحن منك عليها، من النهاردة مالكش أهل .

الرسالة أثرت فيا شوية، بس ضغط الشغل والحياة خلاني مش مركز، أنا بصحى الصبح أحضر الفطار، وأوصل مراتي تودي بنتي للمربية، وبعدين أرجع أوصلها للشغل، وأطلع على شغلي وبعد ما أخلص أطلع على السوق أجيب طلبات، وأرجع أطبخ وبعدها أنزل أجيب مراتي من الشغل، ونعدي على المربية ناخد البنت منها، ونروح نتغدى وهي تدخل ترتاح، وأنا أقعد بالبنت أروق مكان الغدا، واشطفها وأغيرلها، ونقعد أنا وهي لحد ما اخدها وندخل الأوضة ننام، وأصحى تاني أكرر نفس الدوامة اللي لقيت نفسي فيها من غير ما أحس..

كل اللي عارفة إني بقيت مكنة شغالة ماينفعش تتعب أو تبوظ، واللي زود الطين بلة خبر حملها التاني، ماكنش فيه فرق كبير بين الاتنين، والمسؤلية زادت عليا أكتر، والضغط النفسي بقى دوبل، وأهلي كمان كانوا واخدين جنب مني، وماحدش فيهم كلمني من شهور إلا لما أختي كلمتني وقالتلي...

- احنا محتاجين فلوس؛ عشان بابا محتاج يدخل عمليات في أقرب وقت.

- حاضر، هتصرف .

وقفت العربية على جنب، وسندت راسي على الدركسيون، وسألت نفسي أنا هجيب الفلوس دي منين دلوقتي ؟

روحت البيت ودخلت الأوضة، وقفلت على نفسي، ماجيبتش مراتي من الشغل ولا طبخت زي كل يوم، وقفلت موبايلي..

بعد كام ساعة سمعت صوت باب الشقة وهو بيتقفل، فعرفت إنها رجعت، فضلت تخبط على الباب لحد ما فتحت، شيلتني البنت ودخلت بدلت هدومها، وقالتلي...

- أنا هنام لأني تعبانة، صحيني لما تحضر الأكل .

لقيت نفسي بتهرس في الدوامة اللي كنت بقاوم إني أبقى جزء منها، أنا كنت كاره فكرة الجواز عشان الروتين والملل، وده اللي بقيت فيه، لما حضرت الغدا دخلت صحيتها، واحنا بناكل سبت المعلقة من إيدي وقولتلها...

- هو احنا معانا كام في البيت؟

- معانا كام يعني إيه؟

- محوشين كام يعني ؟

- محوشين!

- موفرين يا منال ..

- مش قد كده، بتسأل ليه؟

- انجزي، كام يعني؟

- مايجيبوش فرخة مشوية يا حبيبي .

- نعم! أومال الفلوس اللي بديهالك كل يوم، وفلوس شغلك، وكل ده فين؟

- وانت طمعان في فلوس شغلي؟

- لا يا منال، بس أبويا محتاج يعمل عملية ضروري، ومحتاجين فلوس.

- آه قول كده، احنا نشقى ونتعب ونتمرمط في الغربة، وهما ياخدوا الفلوس على الجاهز، لا يا حبيبي معاييش فلوس، ولو معايا مش هاديك، وإياك أعرف إنك حولتلهم مليم، ولادك أولى بأي فلوس هتبعتهالهم .

ماكنتش مستوعب ولا فاهم هي بتعمل كده ليه؟ كنت بسأل نفسي إزاي دي منال اللي حبيتها ؟ بس التمست لها العذر، وقولت يمكن هرمونات الحمل مأثرة عليها..

تاني يوم الصبح،  روحت الشغل واستلفت من حد صاحبي المبلغ اللي والدي محتاجه، وحولت لأختي الفلوس، منال طبعاً عرفت بعد كام يوم من أمها إني حولتلهم فلوس وأبويا عمل العملية، اتحولت معايا، مابقتش هي دي منال اللي أعرفها حتى إنها حجزت طيران، ونزلت مصر من غير ما أعرف، كانت فرصة ليا أنا كمان، حجزت ونزلت عشان أشوف والدي، وأعرف إيه اللي نزلها من غير ما تبلغني، لما روحتلها بيت أهلها، رفضت تقابلني أو توريني بنتي، وأبوها قالي...

- اسمع ياض يا أحمد، أنا عطيتك مهندسة وانت يادوب حتة محامي، تزعل بنتي أقصف عمرك .

- بس أنا مازعلتهاش..

- بس كسرت كلامها، حسستها إن مالهاش لازمة.

- وده حصل ازاي؟

- لما تقولك ماتبعتش لأهلك فلوس، وانت تتصرف من وراها، وبردو تبعتلهم وانت معاك عيال أولى بكل قرش.

- آه، ومفروض لما أبويا يتعب أعمل إيه؟! أقوله معاييش فلوس، روح موت، ولادي أهم .

- مايتصرف، هما طمعانين فيك عشان انت مسافر بره.

- أهلي هيطمعوا فيا إزاي يا حاج ؟

- أنت أدرى، ومن هنا لحد ما تبعد أهلك عن حياتك مالكش عندي حاجة .

- يعني إيه يا حاج! أنا عايز مراتي وبنتي.

- مراتك مش هتخرج من بيت أبوها إلا بكيفها .

سيبت البيت وخرجت، فاضل ساعتين على ميعاد طيارتي اللي هرجع فيها، بصيت على أبويا وسافرت، ولما وصلت نزلت الشغل عشان ألهي نفسي، كل ما كنت بتصل بيها، أو بكلم حد من أهلها كانت بتسوق أكتر لحد ما في يوم عرفت إنها ولدت، وبعد أسبوعين لقيتها بترن عليا، وبتقولي أنا في المطار تعالى خدنا، فرحت وروحت جيبتها هي والعيال على البيت، كانوا نايمين، دخلتهم أوضتهم وطلعت قعدت في الصالة، جت قعدت جنبي وقالتلي...

- ماتزعلش مني، كانت وزة شيطان وراحت لحالها، تعالى نفتح صفحة جديدة.

كنت مستغرب أوي من رد فعلها، بس أحسن حاجة إنها ولدت في مصر، واتشال من على كتافي هم القعدة بيها.

- ها، قولت ايه يا أحمد؟ زعلان مني لسه؟

- مابزعلش منك يا منال، انتي نور عينيا وحياتي كلها، وكفاية إنك أم بناتي.

 الدنيا اتصلحت بينا والحال اتعدل، بس أنا ماكنتش لاقي نفسي، منال مش بتعمل حاجة في البيت خالص غير ترجع تاكل وتنام، أنا اللي بغسل وبكنس وبنضف وأحمي، وباودي وأجيب كمان، وفي مرة لقيتها داخلة عليا، وبتضحك وبتقولي ...

- حبيبي هتبقى أب لبيبي كمان .

- مين اللي هيبقى أب؟ هو احنا مش عندنا اتنين ؟ أنا مش عايز!!

- يعني إيه ؟

- مايعنيش يا منال، مبروك يا حبيبتي .

- الله يبارك فيك .

في الفترة دي أنا ماكنش حد في أهلي بيكلمني، عرفت من واحد صاحبي في مصر إن أهل منال قالوا لأهلي يخلوا عندهم دم، ومايطلبوش مني حاجة، وللأسف كل علاقتي بأهلي اتقطعت من وقتها، وماحدش فيهم كان بيرد عليا خالص، أخبارهم كانت بتوصلني عن طريق صحابي، الدنيا كانت بتضيق عليا بطريقة غريبة، ماكنتش مستوعب كم المشاكل والهموم اللي كنت عايش فيها، أنا بقيت بتحول من سيء لأسوأ، عصبي ومش مستحمل كلمة، نفسيتي زفت..

حد زيي كان حقيقي ممكن ينهار، بس أنا مراتي وبناتي كانوا عندي بالدنيا، حاولت اتغلب على مشاكل الشغل وأفصل، فخدت أجازة وخدت البنات ومراتي وروحنا نتفسح، كنا واخدين شاليه وصحابها كانوا مأجرين جنبنا، كنت فاكر إني هرتاح وأفصل، بس اللي لقيت اللي بعمله في البيت ورايا ف الأجازة، يادوب خطفتلي ساعة اتمشيت فيها على البحر، ويومها شوفت واحدة ماسكة عكاز كان شكلها كبير في السن، بس واقفة باصة للبحر مش بتتحرك، عديت عليها وأنا رايح، و وأنا راجع بردو لقيتها واقفة ما اتحركتش، قربت منها وقولتلها...

-  مالك! فيه حاجة اقدر أساعدك فيها ؟

ماردتش عليا، بصتلي وفضلت مركزة معايا شوية، ورجعت تبص للبحر، فبصيت للبحر أشوف هي مركزة مع إيه، مالقتش حاجة غير موج بيخبط في بعضه، اتنهدت وقولتلها ...

- فيه حد غالي عليكي البحر خده صح؟

- مش كل غريب غريق، أنا واقفة هنا عشان أشوف الموج، وهو بيقضي على بعضه .

- تقصدي ايه؟

- فتح عينيك، هتعرف كل حاجة.

- أنا مفتح أهو، بس والله مش فاهم حاجة.

- مش فاهم ومش شايف؛ عشان مضحوك عليك ومخدوع.

- من مين ؟

- من كل الناس اللي حواليك ..

سيبتها ولفيت عشان أمشي، لكنها وقفتني وقالتلي ...

- محتاج تروح لشيخ.

- لشيخ ليه؟

- عشان يفك اللي معمولك قبل ما يقضي عليك.

- آه ماشي، حاضر.

رجعت للشاليه، وكالعادة نسيت اللي حصل كله، أو بالأمانة تناسيته، بس كل الأيام ما كانت بتعدي كنت بتعب أكتر، والغريب إني لما كنت بروح أكشف تحاليلي وفحوصاتي كلها كانت بتطلع سليمة، مافيهاش أي حاجة...

ماكنش قدامي غير إني أنزل مصر أشوف دكتور كويس يكشف عليا، أمي اتخضت لما لقيتني داخل عليها خاسس وتعبان، رمت كل الزعل والمشاكل ورا ضهرها، وجريت عليا خدتني في حضنها وفضلت تعيط، كلهم اتلموا حواليا وحجزولي عند أكبر دكتور في مصر، ولما كشفت الدكتور قالي...

- أنت كويس، مافيش عندك حاجة .

- لا يا دكتور، أنا عندي نزيف دم من مناخيري، وأوقات برجع دم ومافيش لقمة بتهدى في بطني، أول ما باكل بتعب.

- مش عارف أقولك إيه ؟ بس أنا مافيش قدامي أي مرض عضوي أقدر اديك عشانه علاج.

- طيب، والعمل يا دكتور ؟

- تاخد مهدئات .

خرجت من عند الدكتور وأنا مهزوز ومهزوم، والدنيا سودة في عينيا، رجعت بيت أبويا ودخلت أوضتي، وفضلت أعيط زي عيل صغير، أمي دخلت ورايا وفصلت تتحايل عليا؛ عشان أقولها الدكتور قال إيه، ولما حكيتلها اللي حصل قالتلي...

- طيب ما تيجي نخطف رجلنا للشيخ إبراهيم .

- هيعملي إيه ؟ إذا كان الطب ماعندوش علاج ليا.

- هما الدكاترة دول إيه؟! وسيلة ربنا حط فيها العلم عشان تنفع الناس، إنما كلام ربنا شفا يا ابني .

- ماشي يا أمي هريحك، بكرة نروحله .

- طيب يلا، قوم كل معانا.

- مش جعان، ومش هقدر أغصب على نفسي .

في الوقت ده منال اتصلت بيا، أنا بقالي فترة مش برد عليها، أول ما رديت لقيتها بتقولي...

- سايبنا في الغربة، ورايح تقعد عند أهلك!

- أنا تعبان، ورجعت مصر عشان أكشف..

- وقاعد عند أهلك عشان ترجع قالب علينا، قالولك عايزين فلوس ولا لسه؟

- ماحدش طلب مني مليم يا منال، وبطلي بقى أسلوبك ده.

- سلام يا أحمد..

قفلت التليفون في وشي، ماسألتنيش حتى عملت إيه عند الدكتور، فضلت قاعد في الأوضة مش عارف أنام، النهار طلع عليا وأنا صاحي لسه، أمي دخلت عشان تصحيني واتفاجئت لما لقيتني صاحي، حاولت أقوم أفطر معاهم عشان مازعلهاش، ماعرفش ليه كنت قاعد مش طايقهم قدامي، حاسس إني مضايق ومخنوق من القعدة معاهم، مااستحملتش الأكل في معدتي وجريت على الحمام، أمي كانت واقفة على الباب مسكالي الفوطة، ووشها مخطوف وقالتلي...

- ادخل الأوضة ارتاح، وأنا هبعت أبوك يجيب الشيخ إبراهيم هنا في البيت، انت مش هتقدر تنزل تروحله بالحالة دي .

- ماشي يا أمي .

دخلت الأوضة، وقعدت على السرير وفضلت أعيط، مش عارف أنا فيا إيه، كنت سامع صوت ضحك منال والعيال بيرن في وداني، كانت بتنادي عليا وبتقولي...

- خليك هناك، انت هترجعلي راكع غصب عنك .

كنت قاعد باصص للحيطة، ومش قادر أتحرك، باب الأوضة خبط، وسمعت صوت أبويا لما دخل، وقال للشخص اللي معاه...

- اتفضل يا شيخ إبراهيم .

قعد قدامي وبصلي، وقالي ...

- ازيك يا أحمد يا ابني ؟ عامل ايه ؟ انت مش فاكرني؟

فضلت باصصله، وساكت لحد ما كمل كلامه، وقال ...

- أنا الشيخ إبراهيم اللي كنت بحفظك قرآن زمان، مش فاكرني!

- لا.

- طيب يا أحمد، هسألك كام سؤال قبل ما أرقيك .

- اسأل ...

- انت بتصلي ؟

- آه..

- بانتظام ؟

- لا، أوقات بحسها تقيلة على قلبي .

- أي صلاة اللي بتحس فيها أكتر بالكسل؟

- الفجر والعصر .

- طيب، والأذكار بتقرأها في مواعيدها؟

- ماعنديش وقت .

طيب قرب مني يا ابني، حط ايده اليمين على دماغي، وبدأ يقرأ آية الكرسي، كنت حاسس إن فيه نار بتاكل في جسمي، كذا مرة حاولت أبعد إيده عني، وكنت بتحايل عليه يسكت، ويسيبني في حالي بس هو كان مكمل، دماغي كانت قربت تنفجر غمضت عينيا وفضلت أقول ...

يا رب.. يا رب..

كل حاجة بدأت تهدى حتى الوجع خف، والنار اللي كنت حاسس بيها مابقتش موجودة خلاص، كنت حاسس إن دماغي تقيلة والدنيا بتلف بيا، الشيخ أول ما شال ايده من على دماغي قالي ...

- ياااااه يا أحمد، مستحمل كل ده..

ربنا يعينك يا ابني .

- هو فيه إيه ؟

- مش وقته، انت هتنام دلوقتي، ولما تصحى تعالالي هحكيلك كل حاجة .

ماحستش بحاجة حواليا، آخر حاجة كنت شايفها قبل ما أغمض عيني وأنام، الشيخ إبراهيم وهو بيطبطب على إيدي .

لما قومت كنت حاسس إن كل اللي حصلي ده حلم مش حقيقة، بس لما طلعت الصالة أمي جت جري عليا وقالتلي ...

- انت كويس دلوقتي يا أحمد ؟

- آه يا أمي .

- هتروح للشيخ امتى؟

- أنا كويس، هروحله ليه؟

- عشان تكمل علاج يا ابني، الله يهديك..

- علاج إيه يا أمي؟ أنا مش فاهم حاجة؟

- يا ابني الشيخ قال إنك شارب وواكل، ولازم يكمل اللي بدأه عشان تبقي كويس.

- أنا مش فاكر حاجة من دي.

-طيب تعالى ننزله، أنا هروح معاك.

- تروحي معايا فين؟

- للشيخ إبراهيم يا أحمد، البس يلا.

دخلت الأوضة لبست هدومي وطلعت لقيتها جاهزة، نزلنا للشيخ ولما وصلنا استقبلنا وقعدنا، وبعدين بصلي وقالي...

- عامل إيه دلوقتي ؟

- الحمد لله أحسن .

- احنا كده في نص العلاج يا ابني، اللي جاي هيبقى تقيل عليك، بس لو استعنت باللله هيبقى سهل.

- إيه اللي جاي؟

- هتقعد 40 يوم تشرب وتتوضا بمية مقروء عليها قران، ماتسيبش فرض وبعد كده تروح تعمل عمرة لو تقدر، وحاول كل أسبوع تختم القرآن وتتعطر بالمسك، لو نفذت الكلام ده بإذن الله هتتحسن.

- أيوه أنا إيه اللي فيا بقي؟

- انت شارب وواكل حاجة معمولك فيها سحر.

- ومين اللي هيعملي كده؟

- شوف انت مين بيوكلك ويشربك باستمرار، وفي إيده يجدد لك السحر باستمرار .

- انت تقصد إن مراتي اللي عملالي كده؟

- هو انت عايش مع والدتك؟

-لا..

- يبقى مراتك..

اتعصبت عليه، ووقفت وزعقتله وشتمته، واتخانقت معاه، وبصيت لأمي، وقولتلها ...

- جايباني لدجال عشان يقلبني على مراتي، منال كان معاها حق.

خرجت من عند الشيخ إبراهيم ورجعت البيت، لميت حاجتي وخدت تاكسي وداني المطار، وسافرت علي أول طيارة، رجعت  البيت منال كانت لاوية وشها، قربت منها وركعت على رجلي، ووطيت بوست ايدها، وقولتلها..

- سامحيني، أنا آسف انت كان معاكي حق، كانوا عايزين يقلبوني عليكي .

عينيها اتملت بالدموع، وقعدت جنبي على الأرض، وسألتني ...

- إيه اللي حصل ؟ عملوا لك ايه؟

- تخيلي ودوني لشيخ يقولي مراتك عملالك عمل!

- أنا، أنا مستحيل اؤذيك، ده انت روحي وربنا يسامحهم، أنا مش عارفة هما ليه مصممين يبوظوا حياتنا سوا، ليه أهلك بيكرهوني يا أحمد كده؟

- سيبك منهم، ماحدش هيقدر يفرق بينا غير الموت..

خدتها في حضني، وفضلنا شوية لحد ما قالتلي...

- أنا جعانة يا أحمد، اعملي أكل .

قومت لقيت البيت كله متكركب، ومتبهدل والمطبخ مافيش حاجة نضيفة فيه، بدلت هدومي وبدأت أنضف الشقة، وعملت الأكل جنبي، ولما خلصت دخلت عشان اسألها هتاكل فين، مالقتهاش في الصالة، روحت الأوضة عشان أدور عليها، كان باب الأوضة متوارب وصوتها بتتكلم في التليفون، كنت لسه هفتح الباب وأدخل، بس شيء جوايا خلاني أستنى وأشوف بتكلم مين، سمعتها بتكلم أمها وبتقولها...

- اتصرفي هتلاقي لأحمد ترنج عندك، وديه للراجل يعمله العمل عليه، وابعتيلي الحاجات اللي مفروض أحطهاله في الأكل في وسط الهدوم، بقولك اتصرفي أهله عرفوا كل حاجة، بس الحمد لله تأثير العمل لسه شغال، أنا خايفة يعوز يتجدد وأنا هما والحاجات عندك.

قفلت معاها فجأة لما حست إن البنت الصغيرة صحيت، رجعت المطبخ وبصيت حواليا، وأنا مصدوم بدور وشي لقيتها واقفة قدامي، وبتقولي...

- اتأخرت، ها خلصت الأكل، ولا لسه؟

بصيتلها بقرف، وقولتلها ...

- الأكل عندك .

خرجت من البيت كله وسيبتهولها، بقيت بلف في الشوارع مش عارف أروح فين ولا آجي منين ؟

مش هنكر إني شكيت فيها، وكنت عارف إن أمي وأهلي مستحيل يطمعوا فيا، بس كنت مغيّب مش فاهم، ولا حاسس بحاجة، مسكت موبايلي وكلمت أمي وقولتلها...

- أنا آسف يا أمي، الحب كان عاميني، انتي كان معاكي حق، سامحيني يا أمي .

قفلت معاها، واتصلت بكول سنتر دعم المنتحرين، وانتي رديتي عليا قوليلي هو انتي اسمك إيه؟

اترددت شوية، بس قولتله ...

- اسمي ريم.

- عارفة يا ريم إن الحب ده خدعة كبيرة، بالونة بنفضل ننفخها لحد ما تفرقع في وشنا.

- خليني أقولك إنك شوفت الجانب الوحش في الحب، شوفت الاستغلال والظلم تحت مسمى الحب مش أكتر، لكن الحب غير كده.

- مابقتش محتاج أشوف حاجة، أنا خدت قرار ومش هرجع عنه.

- وإيه القرار ده؟

- هنتحر.

- وبعد ما تنتحر؟ عيالك هيحصلهم إيه وأهلك ؟

- هيعيشوا حياتهم، مش واقفة عليا.

- بس دول مسؤولين منك يا أحمد، ماينفعش تختار أسهل قرار وتمشي .

- هي أقوى مني ..

- ماتستسلمش، هي ضعيفة، انت لازم تبقى أقوى منها، وتواجهها إنك عرفت.

- مش هقدر أقف قدامها، دي كانت حب عمري، أنا فاضلي مكالمة كمان وهخلص حياتي، آسف لو بوظتلك يومك بحكايتي، اتمنالك السعادة وتلاقي الحب اللي بتتكلمي عليه.

قفل معايا، فضلت شوية متنحة، مش مستوعبة كل اللي حصل، ومافوقتش غير والتليفون بيرن، بصيت للفون وقولت بصوت واطي..مكالمة تانية يعني مواجهة تانية مع الموت.

تمت بحمد الله

بقلم الكاتبة: ليزا زغلول

 

 

التنقل السريع