بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
السلام عليكم.. انا اسمي علاء، وخليني ادخل في الموضوع على طول.. لإن اسمي وسني والكلام عني مش هيفيد في اللي هحكيهولك في أي حاجة، وهيضيع وقتك على الفاضي، عشان كده انا هقولك الحاجة المهمة واللي منها بدأت الحكاية كلها..
في يوم كنت متخانق مع ابويا وقررت أروح لعمي باسم زي ما متعود لما بتخانق انا وابويا او بحب اغير جو بروح اقعد معاه، خصوصًا إن بيته قريب من بيتنا وبصراحة انا ساعات بتلكك عشان اروحله، لإنه بيحكيلي حاجات كتير ممتعة، المهم روحت يومها وطبعًا أول ما شافني عرف اللي فيها، وقالي...
- اتخانقت انت وأبوك تاني.. تعالى.
دخلت جوة وانا بقوله...
- ما أنت عارف بقى.. انا وابويا مافيش بينا اتفاق.
- انتوا جيل بايظ.. يلا ربنا يهديك.. استناني في الفرندة هصب القهوة واجيلك.
- ماشي ياعمي.
قعدت في الفرندة ودي برضه من الحاجات اللي باجي مخصوص عشانها لانها بصراحة بتبقى قاعدة ممتعة جدًا خصوصًا في الصيف الجو بيبقى جميل، وبعد خمس دقايق دخل عمي ومعاه صينية عليها فنجال قهوة وكوباية عصير.. حطهم على الترابيزة وقعد على الكرسي اللي قدامي.. وبعدين قالي...
- هاه ايه اللي حصل المرة دي؟
- ولا حاجة العادي بتاع كل مرة.. اختلفنا في موضوع كده فقولت اجي اقعد معاك شوية.. ولا انت زهقان مني.. اقوم اروح؟
- لا اقعد انا ما صدقت الاقي حد اتكلم معاه.
- طب ما تحكيلي حكاية من حكاياتك الجميلة.
- ياض انت مابتزهقش؟
- وهي دي حاجة الواحد يزهق منها برضه.
شرب بوق من فنجان القهوة وبعدين رجعه مكانه وهو بيقول بابتسامة...
- ماشي.. اسمع ياسيدي...
وقتها كنت شغال محاسب في شركة كبيرة ليها فروع في كل مكان، وفي يوم طلبوا مني اروح اعمل مراجعة وجرد لفرع من الفروع، كان في منطقة ريفية جدًا، روحت البلد.. وأول ما وصلت روحت الفرع وفي نهاية اليوم اتكلمت مع المدير اللي هناك عن المكان اللي هقعد فيه الكام يوم اللي هخلص فيهم شغلي، قالي انه في شقة الشغل مأجرها للموظفين المغتربين ولحسن حظي ماحدش موجود فيها اليومين دول.. ماكنتش فاهم ده حسن حظي فعلًا زي ما بيقول ولا سوء حظ، بس طبعًا عرفت بعدها، المهم، بعت معايا حد من الموظفين عشان يوريني الشقة، استغربت لما لقيت اننا مشينا مسافة طويلة بالعربية بتاعت الموظف ده وعشان كده سألته...
- هو المشوار ده انا همشيه كل يوم يا استاذ فتحي؟
- لا يا استاذ باسم.. انت هتطلع على أول الشارع ومن هناك هتركب موصلة توصلك لحد الشغل.
- تمام.
- ماتقلقش التوك توك مش هياخد منك غير 3 جنيه رايح و3 جنيه جاي.
- وهو المرتب فيه كام جنيه بس يا استاذ فتحي؟.. ده هم كلهم 750 جنيه.
- معلش يا استاذ باسم هم كام يوم وهيعدوا.. هاه ادينا وصلنا.
شاور على البيت وبعدين وقف بالعربية على جنب، نزلت وانا ببص على البيت اللي شاور عليه، كان بيت شكله نضيف جدًا.. ساعتها سألت نفسي بسخرية "هي الشركة المعفنة اللي انا شغال فيها أجرت مكان زي ده إزاي؟" بس جاوبت برضه بيني وبين نفسي وقولت "طبعًا ماهو جميل بس في اخر البلد يعني أكيد ايجاره بملاليم.. ماحدش بيعمل حاجة لله أبدًا" حط استاذ فتحي ايده على كتفي وهو بيقولي...
- سرحت في ايه؟
- ولا حاجة.
- طب يلا عشان اسلمك الشقة.
مشينا ناحية البيت وفتح استاذ فتحي الباب واستغربت لما لقيت الحديد بتاع الباب عليه تراب وخيوط عنكبوت، فسألته بسرعة...
- هو ماحدش ساكن هنا ولا ايه؟
لف وشه وبص لي وقال...
- لا.. انت هتقعد في البيت لوحدك.. ابسط ياعم.
- ايه اللي يبسط في كده يا استاذ فتحي.
سكت شوية وكإنه بيفكر في إجابة للسؤال بجد وبعدين قالي...
- مش عارف بصراحة بس هم بيقولوها كده.. يلا بقى عشان اوريك الشقة ماتتعبنيش معاك.
-
- يلا.
فتح الباب ودخل وانا دخلت وراه، طلع على السلم بس وانا طالع وراه على أول سلمتين سمعت صوت كلب، رجعت وبصيت ناحية الصوت واللي كان جاي من تحت السلم لقيت كلب مبروط في ماسورة الماية، الكلب بص لي وساعتها قام وقف وجري ناحيتي، رجعت لورا بسرعة لدرجة اني كنت هقع لولا إن استاذ فتحي مسكني من ايدي وعدلني، بعدها سالني بلهفة...
- في ايه يا استاذ باسم؟
- الكلب ده بتاع مين؟
بص حواليه يمين وشمال وبعدين سألني باستغراب...
- كلب ايه؟.. فين الكلب ده؟
قربت من بير السلم وانا بقوله.. مالحقتش اقول حاجة.. انا سكت لاني ماشوفتش الكلب!.. وقفت مكاني وانا مندهش وبسأل نفسي "راح فين ده؟" بس استاذ فتحي قالي بهدوء...
- يلا يا استاذ باسم.. تعالى معايا نطلع فوق.
اتحركنا على فوق وهو بيخبط كف على كف وبيقول بصوت واطي...
- لا حول ولا قوة إلا بالله.
عدينا من قدام باب شقة في الاول كان باين عليه هو كمان إنه قديم جدًا، كنت ببص عليه باستغراب وانا طالع للدور التاني، بعدها عدينا قدام الشقة اللي في الدور التاني ولقيت استاذ فتحي طالع للدور اللي بعده فسألته ساعتها...
- هي الشقة في الدور الكام؟
- الدور التالت.. شد حيلك هانت اهي.
طلعت وراه وانا بقول بصوت واطي...
- التالت!.. وليه مش مأجرين في الاول ولا التاني ما البيت كله مقفول.
في اللحظة دي سمعت صوت قطة، الصوت كان جاي من ورايا، رجعت سلمتين لورا وساعتها شوفت قدام باب الشقة قطة سودة واقفة وبتبص ناحيتي، كانت بتبصلي بشكل غريب.. عينيها كان لونهم أزرق.. بصراحة خوفت من منظرها وطلعت بسرعة ورا استاذ فتحي اللي لقيته واقف قدام شقة الدور التالت وأول ما شافني قالي...
- ايه كل ده؟
- هاه.. لا مافيش كنت بريح من السلم.
- شكلك صحتك على قدك يا استاذ.
- اه شوية.. ما احنا مش متربين على السمنة البلدي زيكوا يا استاذ باسم.
- على رايك انتوا جيل مخستع.
ضحكت مجاملة على كلامه السخيف ده، مسك ميدالية المفاتيح وفضل يدور فيها شوية لحد ما قال"ايوة هو ده" حط المفتاح في الباب ولفه وزق الباب.. مع زقته الباب اتفتح لجوة وهو بيعمل صوت تزييق غريب، كنت مركز مع الصوت لحد ما فوقت على نور نور في المكان، لفيت وشي لقيت استاذ فتحي واقف جنب كٌبس النور وبيقولي...
- اتفضل.. اتفضل.. إن شاء الله الشقة هتعجبك.
دخلت خطوتين جوة الشقة وساعتها ظهر قدامي الإنتريه على يميني، باين عليه إنه مش قديم أوي واتاكدت من ده لما شوفت التلفزيون، فعلًا العفش ده مافتش عليه وقت كتير، سمعت استاذ فتحي بيقولي...
- ده الانتريه، وعلى شمالك هنا السفرة والنيش زي ما انت شايف.. والممر اللي في الوش ده بقى فيه الأوض وقبلهم المطبخ والحمام.. تعالى معايا عشان افرجك عليهم.
مشيت وراه زي ما قال بس قبلها سيبت شنطتي مكان ما كنت واقف، فتح استاذ فتحي النور وهو بيقول...
- ده المطبخ.. فيه الغسالة والتلاجة زي ما انت شايف.. غسالة اتوماتيك يعني مش هتحتاج تعمل حاجة غير إنك تحط فيها الهدوم وبعدين تنشرها، والتلاجة دي سوبر لوكس.. والله العفش ده مش في بيتي حتى.
العفش فعلًا كان كإنه جديد.. سابني بعدها وراح لأوضة في وش المطبخ وفتح نورها وهو بيقول..
- ده بقى الحمام.. حاجة ايه اخر الاجة.
- والأوض فين؟
- اهي.
شاور ناحية أوض جوة وهو بيمشي في اتجاهم، مشيت وراه من غير ما ادخل الحمام بس بصيت عليه بصة سريعة، وأول ما وصلت عنده لقيته فتح نور أول أوضة على الشمال وقالي...
- دي أوضة صغيرة.. باين كده كانت اوضة أطفال.
وقفة على الباب وبصيت جوة الأوضة وفعلًا كان باين عليها إنها أوضة أطفال وده عشان سرير البيبي اللي كان موجود وكمان كان فيه كام لعبة مرمين على الأرض.. ولفت نظري لعبة قطر مرصوصة زي ما هي ماحدش جِه جنبها، والقطر كان على القضبان، فوقت على صوت استاذ فتحي لقيته واقف قدام أوضة تانية قصاد الأوضة دي وبيقول...
- دي بقى أوضة النوم.. شرحة وبرحة والشباك اللي فيها الفيو (نطقها بالفاء) بتاعه ايه حكاية.. تعالى بص كده.
مشي ناحية الشباك وفتحه ووقف مستنيني اروحله، بصيت شوية على عفش الأوضة واللي بالمناسبة كانت واسعة فعلًا يعني شرحة وبرحة زي ما قال، روحت بعدها وقفت جنبه في الشباك وبصراحة انبهرت بالمنظر، الأوضة كانت بتطل على مساحة كبيرة من الخضرا، والهوا كان جميل جدًا، لاحظ استاذ فتحي ارتياحي للأوضة فابتسم وقال...
- مش قولتلك الفيو حكاية.
ابتسمت وانا بقوله...
- الفيو!.. والله انت اللي حكاية يا استاذ صبحي.
- هاه ايه رأيك في الشقة بقى؟
- تمام مش بطالة.. احسن من اللي توقعته.
- طبب الحمدلله انها عجبتك.. ادي المفتاح اهو يابطل ونورت بلدنا.. اسيبك انا بقى.
- رايح فين ما انت قاعد شوية.
- لا اني يدوب اروح، بقولك ايه صحيح ماتيجي معايا اوريك المحلات يعني لو عايز تشتري أكل ولا شرب.
- اه والله عندك حق انا فعلًا هحتاج اشتري شوية حاجات.
- طب تعالى معايا اوديك وتبقى ترجع بقى بتو توك عشان تعرف السكة بالمرة.
- يلا بينا.
خرجنا بره في الصالة وعند باب الشقة مالقتش الشنطة، قولتله باستغراب...
- شنطتي راحت فين؟
- شنطة ايه؟
- الشنطة اللي كانت معايا.. انا حطيتها هنا انا فاكر.
بص حواليه وبعدين ضحك وهو بيقولي...
- ما الشنطة اهي.
بصيت ناحية المكان اللي بيشاور عليه لقيت الشنطة محطوطة فوق ترابيزة السُفرة، بلعت ريقي وانا بقوله...
- الشنطة ماكنتش هنا، انا فاكر كويس اني سيبتها قدام الباب.
- انت شكلك مرهق من السفر.. ماتدقش ويلا بينا عشان الحق اوصلك واروح احسن اني كمان مرهق.
عديت الموضوع وهزيت دماغي وانا بقوله...
- يمكن كلامك صح يلا بينا.
خرج من الباب وانا خرجت وراه وقفلت الباب بالمفتاح، واحنا على السلم ناولني مفاتيح البوابة تحت ووصاني اقفل ورايا وانا داخل ووانا خارج، بس انا ماكنتش مركز مع كلامه قد ما لفت نظري إن القطة ماكنتش موجودة قدام الشقة اللي في الدور التاني، بعد ما خرجنا من البيت قفلت البوابة زي ما قال وبعدها وصلني للسوبر ماركت وفضل يوصفلي طريق الرجوع، وبعدين سابني ومشي، اشتريت الحاجات اللي انا عايزها شوية حاجات للتلاجة ومعاهم خرطوشة سجاير وحاسبت ومشيت، قدام السوبر ماركت ماوقفتش خمس دقايق لحد ما لقيت توك توك معدي، ركبت وقولتله على الشارع اللي فيها البيت لكن استغربت لما قالي انزل لإنه مش فاضي، نزلت واستنيت توك توك تاني، بس المرة دي كان فاضي الحمدلله ووصلني، لكن الغريبة انه أول ما وصلنا على ناصية الشارع وقف وقالي...
- حمدالله على السلامة يا استاذ.
- انت وقفت ليه؟.. البيت لسه قدام.
- لا اني مابدخلش جوة.
- ليه يعني في ايه؟
- لا مافيش حاجة.. التوك توك اصله لسه جديد واني مش بمشيه في الشوارع مكسرة دي.
استغربت لإن طبعًا الشارع ده يعتبر أحسن بكتير من شارع كده كنا عدينا عليه واحنا جايين في الطريق، بس نزلت وحاسبته وقولت مش مهم اتمشى انا الخطوتين دول، مشيت ناحية البوابة وطلعت المفتاح، وأول ما فتحت البوابة سمعت صوت الكلب، رجعت لورا بسرعة، وبعدين بصيتله لقيته واقف وبيحاول يهرب من السلسة اللي كانت مربوطة في ماسورة الماية، بعد ثواني افتكرت إنه مش حقيقي فابتسمت ودخل من البوابة، عديت من جنبه وطلعت على السلم وكان لسه واقف بينبح، في الدور التاني مالقتش القطة، فقولت كويس انها مشيت طلعت فوق ناحية الدور التالت بس وبمجرد ما عديت من قدام الشقة بدأت اسمع صوت جاي من فوق، طلعت بحذر وعند الطبقة اللي بين الدورين مديت رقبتي وساعتها شوفت القطة واقفة قدام باب الشقة وبتبصلي وهي تزمجر بصوت غريب، حاولت اناسك ومشيت ناحيتها، وأول ما وصلت عندها وحاولت أبعدها برجلي، اختفت!.. كإنها ماكنتش موجودة، كنت واقف مكاني مرعوب من اللي حصل، واللي مش لاقيله أي تفسير!.. بعد دقيقتين فوقت وفتحت باب الشقة ودخلت وقفلت ورايا بالمفتاح، مشيت ناحية المطبخ وحطيت الأكياس اللي كانت في ايدي وبعدها خرجت بره في الصالة عشان أجيب شنطتي وأغير هدومي، الساعة وقتها كانت حوالي 4 العصر، خدت الشنطة ودخلت أوضة النوم، خرجت الطقم اللي هلبسه وبعدها خرجت فوطة جايبها معايا ودخلت الحمام، بدأت الدش بتاعي بس وانا تحت الماية سمعت صوت.. كان صوت كإن اتنين بيتخانقوا، قفلت الماية وحاولت اسمع اللي بيتقال وفعلًا كان صوت راجل وست بيتخانقوا، ماهتمتش وفتحت الماية عشان أكمل، بس بعد دقيقتين سمعت الصوت والمرة دي كان أعلى، قفلت الماية تاني وهنا سمعت الست بتقول...
- انت مافيش فايدة فيك؟!.. لحد إمتى هتفضل ضعيف كده؟
- احترمي نفسك يا جميلة وحاسبي على كلامك.
- يا شيخ اتنيل.. انا عمري ما شوفت راجل يقبل على نفسه كده.
في اللحظة دي ومع نهاية الجملة سمعت صوت فرقعة، وبعدها هدوء شديد، حمدت ربنا انهم سكتوا وفتحت الماية وأخيرًا قدرت أخلص حمامي واخرج، بس لما خرجت لاحظت إن نور أوضة الأطفال مفتوح وانا فاكر إني قفلته قبل ما انزل مع استاذ فتحي ومافتحتوش لما رجعت، بصيت جوة الأوضة كانت كل حاجة في مكانها، لا مش كل حاجة.. القطر كان متحرك عن مكانه، وقفت لثواني وبعدين دوست على الكٌبس وقفلت النور وروحت أوضة النوم، حطيت الشنطة على الأرض وبعدها نضفت السرير وفرشت الفوطة على المخدة لحد ما ابقى اجيب حاجة نضيفة افرشها، فردت جسمي على السرير عشان انام.
غمضت عيني بس مافيش عشر دقايق ورجع الصوت من تاني، صوت زعيق عالي ومزعج، فتحت عيني وانا بنفخ بضيق وبقول في سري "مش هنعرف ننام في الليلة دي ولا ايه؟.. الظاهر كده ربنا بليني بجيران مش طايقين بعض" حطيت المخدة فوق راسي وحاولت انام، بس الصوت كان لسه عالي، وعشان كده قومت وخرجت في الصالة وانا بحاول اعرف الصوت جاي منين، بس لما خرجت بره الصوت اختفى، اتنهدت ورجعت أوضتي تاني، وأول ما نمت على السرير الصوت رجع، قعدت في مكاني بغيظ وهنا سمعتهم بيقولوا...
- انا أهلي دول أحسن منك ولولاهم ماكنتش اتجوزتك اصلًا.
- انت وأهلك ناس ظلمة وماتعرفوش ربنا.
- وانتِ واحدة ناكرة للجميل وماتعرفيش شكل التربية.
- طلقني يا سعيد.
- لا مش هطلقك يا جميلة ايه رأيك بقى، وهتفضلي كده لا طايلة سما ولا أرض.
- حسبي الله ونعم الوكيل فيك.
- اهو فيكِ أنتِ يا ناكرة الجميل.
- انا اللي ناكرة الجميل برضه!.. وهو ايه الجميلاني ابقى خدامة عندك وعند اهلك؟
- خدامة!.. وهو انتِ بتسمي الي بتعمليه ده خدمة!.. شوف كده فايزة مرات اخويا بتعمل ايه.. دي ناقص تشيل أمي من على الأرض شيل.
- فايزة اللي أنت فرحان بها دي شيطانة، وبتضحك عليكوا كلكوا.
- طب ياختي اتعلمي منها وخليكِ شيطانة زيها، بدل ما انتِ قلباها مناحة كل يوم والتاني.
******
قومت من على السرير وخرجت بره الأوضة وانا بحاول أوصل لمصدر الصوت، ما انا هفضل عايش في المرستان ده، بس ولتاني مرة أول ما خرجت بره الصوت اختفى، وقتها قررت اني أفضل قاعد في الصالة، طالما الصوت بيسكت أول ما اخرج خليني قاعد هنا، مددت على الكنبة وفضلت قاعد مربع ايدي ومستني الصوت، بس عدت ربع ساعة ومافيش أي صوت، حسيت وقتها بالفخر لقراري العظيم ده وقررت انام، وفعلًا نمت.
******
- باسم.. يا بااااااسم.
فتحت عيني على الصوت ده، ماكنتش عارف مين بينده لكنه كان صوت ست، فتحت عيني وقعدت على الكنبة ووقتها الصوت سكت، بصيت حواليا يمين وشمال بس ماكنش في حد، لكن وبعد ثواني سمعت صوت عياط جاي من ناحية ممر الأوض، قومت مشيت ومع كل خطوة الصوت كان بيبقى أوضح، وقفت في الممر وساعتها اتأكدت من مصدر الصوت، كان جاي من أوضة الأطفال، مشيت ناحية الأوضة، الباب كان مقفول بس مش لاخره، كان في فتحة صغيرة، زقيت الباب وساعتها.. ساعتها شوفت واحدة قاعدة على السرير وحاطة ايدها بين وشها وبتعيط، وعلى الأرض كان في طفل قاعد وقدامه لعبة القطر، رفع الطفل راسه وبص لي وابتسم، أما الست فشالت ايدها من على وشها وبصتلي، كانت بتبصلي باستغراب، مسحت دموعها وبعدين قالت...
- هو السبب.. هو السبب في كل اللي حصل.
هزيت راسي في عدم فهم وسألتها...
- هو مين السبب؟.. وانتِ مين اصلًا؟
- انا.. انا جميلة.. صاحبة الشقة دي.
قامت من مكانها ومشيت ناحيتي، رجعت خطوتين لورا وانا خايف منها، لكن اتفاجئت بها قعدت على الأرض جنب الطفل، مشت ايدها على راسه وهي بتبتسم في وشه وهو كمان ابتسملها، بعدها رفعت راسها وقالتلي...
- ده سلّام ابني.. حلو مش كده؟.. ماكنش يتساهل أبدًا اللي حصله، ماكنش يستحق مني اخترله أب زي سعيد.. انا اسفة يا حبيبي.
- سعيد مين؟.. انتوا بتعملوا ايه هنا؟
- انت اللي جيت.. ده بيتنا، بس طالما جيت أرجوك خلصني منه.
- اخلصك منه يعني ايه؟
في اللحظة دي جميلة برقت، عينيها وسعت على الاخر بعدها قامت بسرعة وجريت ناحيتي، حاولت ارجع لورا لكنها شدتني من دراعي وزقتني جوة الأوضة، لفيت وشي بسرعة وساعتها شوفت عند باب الأوضة راجل في ايده سكينة، قفلت جميلة الباب في وشه، ورجعت وقفت جنبي واحنا الاتنين بنبص على الباب، الراجل كان بيحاول يفتح الباب وبيهز الأوكرة جامد، قالت وقتها جميلة...
- انت لازم تمشي حالًا.. سعيد ماينفعش يشوفك هنا.
- امشي اروح فين؟
حطت ايدها على راسي وبدأت تتمتم بكلام غريب، حسيت إن روحي بتتسحب مني، وفجأة.. فجأة فتحت عيني.
كنت نايم على الكنبة في الصالة زي ما انا، اتعدلت وانا بقول بصوت عالي "اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم" الدنيا كانت ضلمة جدًا، قومت بسرعة وفتحت النور، بعدها بدأت أبص في المكان بس ماكنش في أي حاجة غريبة، وقفت على باب أوضة الأطفال وفتحت النور لكن الأوضة كانت زي ماهي، اتنهدت بارتياح بعد ما اتأكدت انه مش أكتر من كابوس مزعج، دخلت المطبخ فتحت كيس من الأكياس وطلعت منه السجاير، خدت سيجارة من العلبة وبعد ما ولعتها خرجت للصالة، الجو كان مكتوم وعشان كده فتحت الشباك ووقفت اشرب سيجارتي، المنظر بالليل غير الصبح تمامًا، الخضرا الجميلة الصبح.. عبارة عن أرض واسعة بترعى فيها الأشباح والعفاريت بالليل.. قصص الرعب علمتنا كده، بس حاولت اطرد الفكرة من دماغي واستمتع بنسمة الهوا الجميلة اللي صعب تلاقيها في زحمة المدينة وخنقتها، نفس في التاني في التالت.. السيجارة خلصت، بصيت تحت عشان ارميها بس ساعتها.. ساعتها شوفت واحدة شكلها غريب واقفة قدام البيت وبتبص عليا، ايدي اتعلقت في الهوا، كنت ببصلها وانا مبرق، عينيها كانت مليانة شر، كانت لابسة عباية سودة مغطية من راسها لحد رجليها، وبعد ثواني لقيتها داخلة من باب البيت واختفت.. فوقت على لسعة السيجارة لأيدي فرميتها بسرعة ودخلت وقفلت الشباك، جريت بعدها على الباب عشان اتأكد إن الست دي مش هتقدر تدخل، اطمنت اني قافل الباب بالمفتاح، بس برضه كنت مرعوب من اللي بيحصل، قعدت على الكنبة وانا بفكر.. مين الست دي؟.. ماهي لو بني آدم مش هتدخل البيت عشان البوابة مقفولة.. يعيني كده هي مش بني آدمة.. يبقى قفل الباب بالمفتاح مش هيفرق في حاجة ولو عايزة توصلي هتوصلي.. اترعبت أول ما فكرت في النقطة دي وماعرفش ليه قومت وقفت ومشيت ناحية الباب.. لزقت ودني وانا بحاول اسمع أي صوت، وهنا سمعت اللي خلاني ارجع لورا بسرعة.. كان صوت القطة جاي من ورا الباب.. كانت بتعمل صوت مرعب، وفجأة سمعت صوت خبط جامد على الباب.. رجعت خطوتين كمان لورا.. صوت الخبط كان بيزيد أكتر وأكتر.. حسيت إن الباب هيتكسر، ماكنتش عارف أعمل ايه.. وفجأة سمعت صوت ورايا بيقول...
- إوعى تفتح يا باسم.
بصيت ورايا لقيت جميلة واقفة وفي ايديها ابنها.. وفي نفس اللحظة الباب اتفتح.
******
قومت من النوم لقتني واقع على الأرض، بصيت حواليا النور كان والع، قومت قعدت على الكنبة وانا حاسس بوجع في ايدي الشمال، الظاهر كده ايدي اتخبطت في الترابيزة لما وقعت، بصيت على الشباك لقيته مقفول زي ماهو، قومت بسرعة جريت على المطبخ وهناك لقيت خرطوشة السجاير مقفولة زي ما اشتريتها، طلعت الموبايل من جيبي وبصيت في الساعة لقيتها قربت على 10 بالليل، طب هروح فين دلوقتي؟.. استحالة هعرف انزل في وقت زي ده، انا مجبر أكمل في البيت ده لحد الصبح، وبعدين اللي واقفة على الباب دي هعمل فيها ايه؟.. بس هي كانت واقفة في الحلم مش في الحقيقة.. وافرض طلعت واقفة هعمل ايه ساعتها؟.. الأحسن افضل هنا لحد النهار ما يطلع وبعدين اشوف هعمل ايه؟.. ارتحت للقرار ده ودخلت أوضة النوم وقفلت الباب عليا وقعدت على السرير، بعد فترة بدأت أحس بملل، طلعت تليفوني عشان اضيع الملل ده لحد الصبح، فضِلت العب شوية في الموبايل بس برضه بعد ساعة حسيت اني زهقت، شغلت قرآن وحطيت الموبايل على الكومودينو، وفردت ضهري على السرير وقررت اريح نفسي من التفكير.
سرحت مع صوت القرآن وعدا وقت لحد ما فجأة الصوت سكت، قومت عشان اشوف ايه اللي وقف القرآن بس أول ما لفيت وشي ناحية الكومودينو ومسكت الموبايل سمعت صوت بيقول...
- مش انا اللي قتلته يا باسم.
اتجمدت في مكاني، وانا بقول "اعوذ بالله من الشيطان الرجيم" كملت وقالت...
- لازم تسمعني.. مش انا اللي قتلته.
لفيت وشي ناحيتها وانا مرعوب وقولتلها...
- انتِ عايزة مني ايه؟.. ارجوكِ سيبيني في حالي.
- انا عايزاك تعرف الحقيقة وتعرفها للناس.. مش انا اللي عملت كده.
- عملتي ايه؟
- مش انا اللي قتلت سلام.
- سلّام!.. الطفل الصغير ده اتقتل؟
- ايوة.. هي اللي قتلته.
- هي مين؟
انا هحكيلك من الأول...
انا جميلة بنت الحاج ابراهيم، كنت عايشة في بلد جنب البلد دي، كنت عايشة في بيتنا معززة مكرمة، لحد ما جِه اليوم المشؤوم ولقيت سعيد جاي هو وابوه عشان يخطبوني، يومها ما أنكرش إني فرحت، كنت لسه عيلة بنت 16 سنة، فرحت عشان هتجوز وهخش الدنيا اللي بيقولوا عليها، بس كانت دنيا سودة، مابينلهاش نور، وافقت، وطبعًا ابويا ماكنش هيرفض يناسب الحاج سلّامصاحبه، وكمان عيلة حسب ونسب، ومعروفة في البلد كلها والبلاد اللي حواليها، بس ماحدش كان يعرف العيلة دي عاملة إزاي من جوة، دخلت البيت عندهم ومن ساعتها ماشوفتش غير المرار.. واول المرار كان بعد الفرح بأسبوعين لما اتفاجئت بسعيد بيبلغني إنه مسافر.. سألته...
- مسافر فين؟
- مسافر اشتغل؟
- تشتغل!.. طب ما انت شغال هنا، وبعدين هتسيبني عروسة كده؟.. اقعد لوحدي.
- عروسة ايه؟.. انت بقالك اسبوعين، يعني كفاية دلع ومن بكرة تنزلي تشوفي أمي عايزة ايه وتعمليه، واياكِ تعملي مشاكل وانا غايب.
- مشاكل.. وبعدين انت هتغيب قد ايه؟
- مش عارف.. بس أكيد مش هرجع قبل ما اخلص الشقة بتاعت الواد خميس.
- وانت تعمل شقة خميس ليه؟
- عشان الشقة اللي انتِ قاعدة فيها دي مش انا اللي عاملها يا عروسة.. هو النظام عندنا كده، كل أخ بيعمل شقة اللي بعده.
النظام في عيلتهم كان الواحد منهم يتم ال18 ويسافر بس لازم يتجوز قبل ما يسافر، أول واحد الأب هو اللي بيبنيله شقته، ولما يسافر يبعت الفلوس اللي بيشتغل بها وتتحط في شقة الاخ اللي بعده، ولما يكبر يتجوز ويسافر عشان يسد الدين اللي عليه، ماكنتش فاهمة حاجة، بس سافر سعيد وسابني وانا لسه مافرحتش ولا شوفت أي حاجة حلوة، ويوم ما سافر لقيت حماتي الحاجة مبروكة بتقولي...
- شهر عسلك خلص يا عروسة.. من الفجر تبقي عندي.
في الوقت ده ردت عليها فايزة وهي بتبصلي وقالت...
- براحة عليه يا خالتي مش كده، دي لسه جديدة وماتعرفش طبعِنا، خليها تنزل براحتها وانا هعملك اللي انتِ عايزاه على ما هي تنزل.
ماكنتش عارفة أرد عليهم بايه؟.. ومش عارفة هي أصلًا عايزاني انزل الفجر ليه؟.. كل اللي عملته يومها اني استأذنت منهم وطلعت شقتي، كنت قاعدة زعلانة على اللي بيحصلي، بس مش عارفة اعمل ايه؟.. ولا أتصرف إزاي؟.. فنمت.
تاني يوم صحيت من النوم الصبح على الساعة 10 كده لبست ونزلتلهم تحت، شقة مبروكة كانت في الدور الأول، أول ما دخلت الشقة زغرتلي وهي بتقول...
- نموسيتك كُحلي.
- ازيك يا حماتي.
زغرتلي أكتر وقالت...
- ماحدش هنا بيقول يا حماتي.. اسمها خالتي.
- حاضر ياخالتي.. محتجاني في ايه؟
- وانا هتحاجك في ايه؟.. ماخلاص اللي هيتعمل اتعمل.. هو احنا هنستناكِ لما تصحي يا برنسيسة.
قعدت قدامهم وساعتها قالتلي فايزة من تحت ضرسها...
- ازيك يا عروسة؟.. طب ارمي السلام.
- انا اسفة انشغلت مع خالتي.. ازيك يا فايزة؟
- الحمدلله ياختي.. ازيك انتِ؟
- اني تمام الحمدلله.
- يارب دايمًا.. اخبار الجواز معاكِ ايه؟
- وهو فين الجواز ديه!.. هو اني لحقت اتهنا!
- ياختي بكرة تتعودي.. ما اني كمان كنت زيك كده اتجوزت واني بنت 19 وبعد اسبوع واحد مسعد سافر.. اقله انتِ قعدتيلك اسبوعين.
- وليه كده من اصله؟.. يعني هو السفر هيطير؟
- يابت ياهبلة.. العمر هو اللي بيطير وبعدين ماتتساربعيش أوي ياختي.. كلها كام سنة وهيرجع يطبق على نفسك ومش هتبقى طايقاه لا هو ولا العيال.. عندك انا اهو لما البت تمت سبع سنين مسعد كان عايز يرجع نهائي.. بالك انتِ انا عملت ايه؟.. قومت ملبساه في حمل تاني.. وخليته يسافر عشان اريح دماغي.
- ياخرابي.. للدرجة دي مش طيقاه؟
- لا خالص بالعكس انا بحب مسعد جدًا.. بس لو رجع اني مش هبقى فاضياله.. هشوفه هو ولا البت، ولا خالتي مبروكة.. هعمل ايه ولا ايه؟.. وبعدين دي كانت فكرة خالتي من الأساس.
بصيت وقتها لخالتي مبروكة باستغراب وسألتها...
- يعني انتِ يا خالتي اللي شورتي على فايزة تعمل كده؟
بصتلي شوية قبل ما تقول...
- ايوة اني؟.. وهو يرجع يعمل ايه يعني؟.. ينزل يقعد جنبها ويصرف القرشين اللي حوشهم ولما يخلصوا يحتاس!
- ماهو ممكن يشترى أرض ويزرعها يا خالتي.
- أرض ايه؟.. ما أرض أبوهم اهي.. كانوا نفعوا فيها.. اني عارفة عيالي مايعرفوش يديروا ملك أبدًا.. لازمًا يشتغلوا عند الغريب عشان يمشوا مظبوط.
- بس اني مش هقدر اعمل كده مع سعيد.
زغرتلي لثواني وبعدين قالت...
- هتقدري.. وزي ما فايزة قالتلك انتِ مش هتبقى طايقه الراجل والعيال في بيت واحد.. وبعدين يلا كفاية كلام فاضي وقوموا حضروا الغدا عشان ابوكوا سلّام قرب يرجع من الأرض.
قومنا يومها عملنا الغدا ورجع عمي سلّام من الأرض وبعد ما اتغدينا استأذنت منهم وطلعت شقتي، طبعًا خالتي مبروكة كانت مضايقة وقالت إني المفروض افضل قاعدة معاهم طول النهار وماطلعش غير بعد العشا على النوم يعني، بس فايزة قالتلها تسيبني على راحتي لحد ما اخد على النظام.. مش فاهمة نظام ايه ده؟.. ما احنا عندنا في البلد اخواتي وقرايبي متجوزين مافيش واحد ولا واحدة اتعمل معاه كده.. وحتى في بلدهم هنا.. مافيش النظام ده غير في بيت سلام.. اه بينزلوا ويساعدوا لكن مش بالأمر.. يومها قررت أروح لأهلي اخر الأسبوع واحكيلهم اللي بيحصل معايا هم أكيد مش هيسكتوا على النظام ده.. ولا هيسمحوا لبنتهم تتهان بالشكل ده.. وقعدت طول الاسبوع بنفذ أوامر مبروكة وواحدة واحدة بدأت أحس إن فايزة بترمي الحمل عليا.. بتتحجج بالبت شوية وبالحمل شوية، وتسيبني وتقعد جنب مبروكة، قولت معلش اهو الاسبوع يعدي ولما اروح بيت أهلي يبقى ليا كلام تاني، وفعلًا خلص الإسبوع، لبست هدومي ونزلت شقة مبروكة، أول ما شافتني بصتلي باستغراب وسألتني...
- على فين العزم إن شاء الله؟
- هروح أشوف أمي وأطمن عليها.. انا ماشوفتهاش من الصباحية.
- وقولتي لمين إنك طالعة؟
- ما انا جاية اقولك اهو.
- بعد ما لبستي وخلاص نازلة.. هم اهلك بيسيبوكي تطلعي كده؟
- كده إزاي يعني؟
- يعني بمزاجك كده؟.. مش لازم تستأذني الأول من اهل البيت اللي انتِ قاعدة فيه؟
- ما انا جاية اهو يا خالتي وبستأذنك.
- لا انتِ كده جاية تقوليلي سلاموا عليكوا وتمشي، لكن الاستئذان بيكون قبل ما تلبسي هدومك.
- طب حقك عليا يا خالتي.. فاتت عليا دي.. إن شاء الله المرة الجاية هستأذنك قبل ما اطلع البس.. بس ممكن بعد إذنك أروح أطمن على أمي؟
- لا.. مش هينفع تطلعي لوحدك كده.
- طب اعمل ايه ما هو مافيش حد يطلع معايا.. الرجالة مسافرين وعمي سلّام في الأرض، وخميس لسه عيل صغير.
- يبقى تستني لما عمك سلّام يرجع ولو قدر يبقى يوديكِ.
- عمي سلّام بيرجع من الأرض مهدود أكيد مش هيقدر يجي معايا.
- خلاص استني بكرة ويبقى يوديكِ.. واهو يجيبك في ايده وهو راجع.
- يجيبني في ايدي وهو راجع إزاي؟.. انا عايزة اقعد مع أمي يوم وهرجع تاني يوم.
ضحكت بسخرية وقالت...
- تقعدي يوم!.. مافيش عندنا الكلام ده.. هم ساعتين وهترجعي مع عمك سلام.. عايزة تقعدي بقى ابقى خلي أمك تيجي تقعد معاكِ هنا زي ما هي عايزة.
- يعني ايه الكلام ده؟
- هي دي الأصول يا بت الأصول.. جوزك غايب.. ماينفعش تبيتي بره بيتك.. لما يرجع يبقى يوديكِ عند اهلك واقعدي يكش شهر لكن طول ما هو غايب مافيش بيات بره البيت.
سيبتها يومها وطلعت شقتي وانا بعيط، حتى اهلي لازم اروحلهم بحراسة وساعتين وارجع، بدأت أحس إني في سجن حقيقي، ويومها مانزلتش طول النهار، لكن ع العشا لقيت الباب بيخبط.. قومت فتحت وساعتها شوفت قدامي...
نلتقي في الجزء الثاني
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل