القائمة الرئيسية

الصفحات

مسكن الشيطان الجزء الاول


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

وصلت الشرطة لمسرح الجريمة، وكانت الضحية غرقانة في دمها، نايمة على السرير بهدوم النوم، ومطعونة طعنة نافذ في نص بطنها، طعنها لها القاتل قبل ما يهرب بعدها ويختفي.

الظابط كان واقف وعلى وشه ملامح الاندهاش، القاتل ماكنش سايب أي أثر وراه، مسرح الجريمة عبارة عن دم بس.. كان السؤال الوحيد اللي بيطرح نفسه هو.. مين اللي ممكن يعمل كده في ملاك زي دي؟!

******

- سميرة الشهاوي.. 28 سنة، مصممة أزياء.

- مصممة أزياء!.. كان معاها حد وقت الحادثة؟

- لا يا فندم.

- مين اللي بلغ؟

- الجيران.. الريحة طلعت وكسروا الشقة لقوها مقتولة في سريرها.

- ياه للدرجة دي ماحدش حس بغيابها!.. هي مالهاش حد ولا ايه؟

- لا بالعكس اصحابها كتير جدًا.. بس هي كانت من النوع اللي ممكن تقفل تليفونها او ماتردش على حد اسبوع كامل عشان الشغل.. فـ هم متعودين على غيابها.

- متجوزة؟

- لا.

- طب ابوها وامها؟

- لا دول ماتوا من فترة في حادثة في الخليج.

- تمام.. الجيران كلهم موجودين؟

- ايوة سعادتك.

- طب انا هقعد هنا وخلي العسكري يجيبهم واحد واحد.

- تمام يافندم.

دخل أول واحد وكان لابس بدلة وباين عليه إنه حد شيك جدًا، دخل وقعد قدامي...

- اسمك ايه؟

- يحيى فوزي.

- عندك كام سنة؟

- 35 سنة.

- بتشتغل ايه يا استاذ يحيى؟

- بشتغل في بنك خاص.

- ايه اللي حصل بالظبط؟

- ماعرفش يافندم.. انا كنت نازل رايح الشغل ولقيت السكان متجمعين قدام باب الشقة، ولما سألتهم ايه الموضوع؟.. قالولي إن في ريحة وحشة خارجة من الشقة وشاكين إن استاذة سميرة ممكن يكون حصلها حاجة فهيكسروا الباب عشان يطمنوا.

- وبعدين عملت ايه؟

- ولا حاجة وقفت اتفرج زيهم.

- زيهم؟!.. اومال مين اللي كسر الباب؟

- خليل البواب ومعاه استاذ فهيم.

- وايه اللي حصل بعد ما الباب اتفتح؟

- خليل جري على جوة هو واستاذ فيهم.. وبعدها دخلنا وراهم بس الريحة كانت صعبة أوي.. كنت واقف ببص في الصالة وفجاة سمعت صوت خليل بيصرخ من أوضة النوم.. جرينا كلنا وساعتها شوفنا المنظر اللي حضرتك شوفته.

- تمام.. تقدر تتفضل.. بس ماتمشيش لحد ما اقولك.

- بس انا عندي شغل.

- وانا عندي قضية قتل ولازم اعرف القاتل.. اللي ممكن يكون واحد من سكان العمارة.. استناني بره لحد ما اقولك.

- حاضر يافندم.

قام مشي وهو باين عليه الضيق.. وطلبت من العسكري يجيب البواب.. وصل بعد دقيقة وقعد قدامي...

- اسمك؟

- خليل.. خليل جادالله يابيه.

- عندك كام سنة؟

- 50 سنة.

- بتشتغل في العمارة دي من زمان؟

- اني بواب العمارة دي من ياجي 20 سنة.. كنت لسه شاب ساعتها.

- مممم.. طب قولي ايه اللي حصل قبل ما تبلغوا البوليس؟

- والله يا باشا اني بقالي كام يوم مابشوفش الست هانم، وبعدين واني بطلع الطلبات لسكان العمارة ابتديت اشم ريحة وحشة جاية من ناحية الشقة، قولت يمكن نسيت فيشة التلاجة متشالة ولا حاجة.. بس كل يوم الريحة كانت بتزيد عن اليوم اللي قبله.. والسكان ابتدوا يشتكوا.. ساعتها الفار لعب في عبي وقولت ممكن يكون حصل حاجة جوة والست هانم ماتت فاقترحت عليهم نكسر باب الشقة وساعتها دخلت الاوضة وشوفت المنظر البشع ده.

- هي سميرة كان لها مشاكل مع حد في العمارة؟

- الست هانم!.. لا خالص دي كانت ست الكل.. طيبة وسِمحة، ودايمًا بتضحك.. كل الناس كانوا بيحبوها في العمارة.

- كل الناس؟

- اه والله يا بيه.. عمري ما شوفت حد زعلان منها.

- يعني ماكنش ليها خناقات مع أي حد خالص؟

- خالص يا بيه.

- تمام.. قوم انت يا خليل وخليك مستني بره.

- حاضر يابيه.

خرج خليل وانا فضلت سرحان في كلامه دقيقة أو دقيقتين وبعدها طلبت من العسكري يجيب اللي بعده.. لقيت واحدة في اواخر التلاتينات داخلة وكانت لابسة هدوم شيك جدًا.. قعدت قدامي وسألتها...

- اسمك ايه؟

- ألفت عبد الحفيظ.

- كام سنة؟

- 39 سنة.

- متجوزة ولا عايشة في العمارة لوحدك؟

- لا متجوزة.. وجوزي اسمه فهيم.. واقف بره.

- اه تمام.. قوليلي يا استاذة ألفت شوفتي ايه؟

- والله يافندم انا شوفت اللي كل الناس شافوه.

- ايوة اللي هو ايه بقى؟

- انا سمعت دوشة على السلم، خرجت وبصيت من فوق، ماكنتش شايفة حاجة لكن سامعة ناس بتتكلم.. رميت ودني وساعتها سمعت خليل بيقولهم يكسروا الباب يمكن الست يكون حصلها حاجة، نزلت بسرعة عشان اشوف ايه الحكاية.

- وانتِ كنتِ لابسة الهدوم دي ساعتها؟

- لا.. كنت لابسة عباية بيت عادية، انا طلعت غيرت بعدها.

احتفظت بالمعلومة في عقلي وبعدين هزيت راسي وقولتلها...

- كملي.. ايه اللي حصل لما نزلتِ؟.

- نزلت لقيتهم واقفين قدام باب الشقة.

- مين دول اللي كانوا واقفين؟

- خليل ومعاه استاذ يحيى جارنا وفهيم جوزي واستاذ عبد البديع والست سمية.. لقيتهم واقفين قدام الباب وفي منهم اللي عايز يكسر الباب ويتطمن على سميرة وفيه اللي رافض.

- مين كان عايز يكسر الباب ومين كان رافض؟

- فهيم واستاذ عبد البديع ومعاهم الست سمية كانوا رافضين.. قالوا نبلغ البوليس أحسن.. اما الباقيين فقالوا لما نشوف الأول يمكن تطلع قطة ميتة ولا حاجة.

- وبعدين ايه اللي حصل؟

- استاذ يحيى وخليل كسروا الباب.

- استاذ يحيى!.. يعني مش جوزك هو اللي كان بيكسر الباب مع خليل؟

- لا جوزي كان رافض زي ما قولت لحضرتك.

بصيتلها باستغراب لإني فاكر كلام يحيى لما قال إن خليل وفهيم هم اللي كسروا الباب.. المهم طلبت منها تكمل وقالت...

- بعد ما الباب اتكسر دخلنا كلنا جوة، الريحة كانت صعبة، فهيم مسك ايدي وطلب مني نوقف على الباب وهم يقولولنا ايه اللي لقوه، بس مافيش دقيقة وسمعت خليل بيصرخ وبيقول إن سميرة اتقتلت.

- يعني انتِ وجوزك كنتوا واقفين على الباب ومادخلتوش معاهم جوة؟

- لا، احنا فضِلنا واقفين قدام الباب لحد ما سمعنا خليل بيصرخ.

- وعملتوا ايه بعدها؟

- انا ماكنتش قادرة استحمل الخبر وخرجت بره الشقة وفهيم خرج معايا عشان كان بيسندني لإني تقريبًا كان هيغم عليا.

- وبعدين؟

- بس يافندم.. بلغوا البوليس بعدها.. وحضراتكوا جيتوا.

- وانتِ عملتي ايه؟

- انا طلعت فوق.. كنت مصدومة من اللي حصل.. معقولة سميرة اللي كنت بشوفها كل يوم وبتضحك وبتهزر معانا.. اتقتلت.. اتقتلت بيننا من غير مانحس!.. انا حتى قومت قفلت باب شقتي بالمفتاح من كتر الخوف.

- تفتكري حد من السكان هو اللي ممكن يكون عمل كده؟

- والله ماعرفش.. بس لا سكان العمارة كلهم كانوا بيحبوا سميرة.. ماكنش في حد بيكرها.

- تمام.. اتفضلي استنيني برة وياريت تبعتيلي استاذ فهيم.

- حاضر يافندم.

بعد دقيقة لقيت فهيم جاي وباين عليه الإرتباك، قعد قدامي وكان بيتجنب يبص في عيني.. بصيتله لثواني وبعدين سألته...

 - اسمك؟

- فهيم علي.

- سنك؟

- 45 سنة.

- بتشتغل ايه؟

- موظف في شركة مقاولات.

- احكيلي اللي حصل النهاردة.

 - مافيش يافندم احنا شامين ريحة وحشة بقالنا يومين، وخليل اقترح نكسر الباب عشان نطمن على الاستاذة سميرة، بعدها دخلنا جوة بس الريحة كانت صعبة، لحد ما سمعت خليل بيقول إن الست سميرة اتقتلت.

- مين كسر الباب؟

- خليل ومعاه استاذ يحيى.

- وانت كنت فين لما سمعت خليل بيقول كده؟

- كنت في الشقة هنا.

- ايوة كنت فين تحديدًا جوة الشقة؟

مسح عرقه بمنديل قبل ما يجاوبني...

- مش فاكر بالظبط.. بس تقريبًا كنت واقف في الصالة هنا.

- تمام.. اتفضل استناني بره.

قام وقف وبص لي شوية وبعدين من غير ما ينطق ولا حرف خرج ناحية باب الشقة، بصيت عليه وبعدها طلبت من العسكري يجيب عبد البديع.. في حاجة غلط بتحصل في العمارة دي.. السكان اقوالهم متضاربة بشكل غريب.. مع إنهم المفروض شهود عيان مش مشتبه فيهم!.. ليه أقوالهم متضاربة؟!.. قعد عبد البديع قدامي وكان باين عليه شخصية هادية جدًا.. بصيتله لثواني وبعدين سألته...

- اسمك؟

- عبد البديع إبراهيم.

- كام سنة؟

- 63 سنة.

- حضرتك بتشتغل ايه؟

- انا موظف على المعاش.. وقاعد في البيت.

- تقدر تقولي ايه اللي حصل قبل ما تبلغوا البوليس؟

- اه طبعًا انا فاكر كل حاجة كويس.. انا اصلي مابنساش حاجة أبدًا.. شغلنتي عودتني على كده.

- انت كنت بتشتغل ايه؟

- فرد أمن.

- حلو ده جدًا.. قولي بقى بحسك الأمني.. ايه اللي حصل؟

- هقولك يافندم.. انا كنت قاعد في البلكونة بشرب الشاي بتاعي وبقرأ الجرنال كالعادة، وفجأة سمعت صوت دوشة وظيطة جاية من الشارع.. قومت بصيت وساعتها شوفت خليل واقف قدام باب العمارة وبيكلم واحد واقف قدام العمارة اللي جنبنا.. مش عارف كان بيطلب منه عتله ولا اجنه.. حاجة زي كده، ولما الراجل سأله هيعمل بها ايه؟.. قاله إنه هيكسر باب شقة أستاذة سميرة.. عشان في ريحة وحشة جاية من جوة.. طبعًا لما سمعت كده اتخضيت، وأول ما شوفت خليل داخل العمارة لفيت بسرعة وقابلته عند باب شقتي، كان طالع السلم وقفته وسألته...

- في ايه يا خليل؟

- شقة استاذة سميرة مطلعة ريحة وحشة واني اقترحت على السكان نكسر الباب.

طبعًا بحسي الامني قولتله...

- لا باب ايه اللي تكسروه.. احنا نبلغ البوليس وهم يتصرفوا.

- ايوة يا استاذ عبد البديع بس يمكن تطلع الاستاذة مسافرة وفي قطة ميتة ولا ناسية فيشة التلاجة متشالة.. ساعتها الشرطة هتيجي على الفاضي.

- اسمع اللي بقولك عليه.. احنا نبلغ البوليس أحسن.

- والله اطلع قولهم كده.. السكان كلهم موافقين نكسر الباب.

- طب استنى انا هاجي معاك.

قفلت باب الشقة بعد ما خدت المفتاح وطلعت معاه، حتى كنت طالع بالروب الصوف بتاعي اللي لابسه فوق البيجامة.

استغربت وسألته...

- الروب الصوف!.. في الحر ده؟!

ابتسم ورد عليا...

- يافندم انا راجل كبير.. وطول عمري شغال الشغلانة دي.. كنت بقف في البرد كتير لما جسمي خلاص مابقاش بيستحمل نسمة هوا.. عشان كده ماتستغربش إني دايمًا بكون متقل حتى في الحر.

- تمام يا استاذ عبد البديع.. كمل.

- طلعت معاه فوق لقيت استاذة ألفت واستاذة سمية واقفين على جنب.. اما قدام الباب فلقيت استاذ فهيم ومعاه استاذ يحيى، كانوا واقفين وبيبصوا علينا واحنا طالعين.. وأول ما شافونا استاذ يحيى قال لخليل...

- جيبت حاجة نفتح بها الباب؟

- ايوة يا بيه.. جيبت الأجنه.

- طب هات عشان نفتح بسرعة.

قولتله انا ساعتها...

- حِلمك يا استاذ يحيى.. انا شايف إننا نبلغ البوليس.

- يا استاذ عبد البديع.. الموضوع مش مستاهل، إحنا هندخل جوة ولو لقينا حاجة وحشة لاقدر الله نبقى نبلغ البوليس.

- ايوة بس الريحة دي ماتبشرش.. وبتقول إننا أكيد هنلاقي مصيبة جوة.

- يا راجل تفائل خير.. إن شاء الله استاذة سميرة هتطلع مش موجودة وفي قطة دخلت وماتت جوة ولا حاجة.

بصيت لأستاذ فهيم لقيت وشه مخطوف، فسألته...

- وانت ايه رأيك يا استاذ فهيم؟

- هاه.. اي حاجة، اللي تشوفوه انا معاكوا فيه.

استغربت رده بس استاذ يحيى مادنيش وقت وقال لخليل...

- ناولني يا خليل البتاعة دي خلينا نتكل على الله.. احنا عندنا مصالح.

ناوله خليل الأجنه، وبدأ استاذ يحيى يحاول يفتح الباب، وكلنا كنا واقفين نتفرج عليه، حتى إنه قلع جاكيت بدلته وناوله لأستاذ فهيم، وبدأ يكسر الباب.. بس بعد دقايق ناول خليل الأجنه وقاله...

- امسك يا خليل اعمل انت شوية انا ايدي وجعتني.

- عنك يا بيه.

ولإن خليل كان أقوى من يحيى فالباب ماخدش في ايده دقايق واتفتح، وبعدها وقفنا كلنا ماحدش فينا خد خطوة، بصينا لبعض لحد ما اتكلم يحيى وقال...

- ايه يا جماعة إحنا هنفضل واقفين كده؟.. يلا بينا ندخل نشوف ايه اللي حصل.

رد عليه خليل وقال...

- اتفضل ادخل يا استاذ يحيى واحنا وراك.

- ماشي.

دخل يحيى جوة وبعدها لف وبصيلنا، لقانا كلنا لسه واقفين مكاننا.. فقال بحدة...

- هو انا هدخل لوحدي ولا ايه؟!

دخلت معاه وقولتله...

- اللي انت بتعمله ده غلط بس خلاص مابقاش له فايدة الكلام.. خلينا ندخل ونشوف ايه اللي جوة.

قالي وهو بيمسك ايدي...

- استنى يا استاذ عبدالبديع.. ايه يا استاذ فهيم هو حضرتك مادخلتش ليه؟

- مش مستاهلة ما حضرتك واستاذ عبدالبديع وخليل موجودين اهو.. انا هستنى هنا.

- لا كلنا هندخل مع بعض.. اتفضل.

بصله فهيم وبخضوع غريب دخل جوة الشقة، وفي اللحظة دي اتحركت مراته الست ألفت بس هو شاورلها بايده وقالها...

- خليكِ انتِ يا ألفت الرجالة بس اللي هتدخل.. يلا يا خليل.

دخلنا إحنا الأربعة وإحنا ماشين جنب بعض، الريحة كانت صعبة أوي، وكل ما بندخل جوة الشقة كل ما ريحة العفونة بتزيد، كل واحد فينا كان حاطط ايده على وشه، انا خرجت منديل من جيب الروب وحطيته على مناخيري، ويحيى وخليل كانوا حاطين ايدهم على مناخيرهم، اما فهيم فكان حاطط جاكيت البدلة بتاع يحيى على وشه.. المهم في الصالة ماكناش شايفين حاجة غريبة.. كل حاجة كانت مكانها تقريبًا.. وساعتها قولتلهم..

- خلونا ندخل أوضة النوم.. يمكن تكون جوة.. دي ريحة جثة مش قطة ميتة.

رد عليا يحيى...

- وانت عرفت منين يا استاذ عبدالبديع؟

- انا عارف انا بقولك ايه.. الريحة دي ريحة جثة.. وطالما مش في الصالة يبقى نشوف اوضة النوم الاول.

- طب اتفضل.. بما إنك خبرة في الحاجات دي.

هزيت دماغي واتقدمت خطوتين عنهم.. ومشيت ناحية أوضة النوم، الباب كان مقفول.. بصيتلهم والتلاتة كانوا واقفين وعلى عينيهم نظرات رعب حقيقية.. مديت ايدي في جيبي وخرجت منديل تاني ومسكت أوكرة الباب.. الريحة اللي انا شاممها مأكدالي إنه فيه جثة ورا الباب.. مسكت الأوكرة بالمنديل وفتحت الباب.. ومن مكاني قدرت اشوف جثة سميرة نايمة على السرير وفي سكينة في بطنها.. لاحظت إن النور كان مفتوح، اتسمرت في مكاني وساعتها سألني فهيم بخوف...

- فـ.. فـ.. في ايه؟

ماردتش عليه لحد ما سألني يحيى بصوت عالي...

- في ايه يا استاذ عبد البديع؟

لفيت وشي وبصيتلهم...

- حد يبلغ البوليس.. استاذة سميرة اتقتلت.

ردوا التلاتة في نفس واحد...

- ايه اتقتلت.

خرج خليل يجري بسرعة بره الشقة وهو بيقول...

- يانهار اسوووح.. استاذة سميرة اتجتلت!.

بصيت للأتنين قدامي لقيتهم لسه واقفين ومصدومين.. فزعقت بصوت عالي...

- حد فيكوا يبلغ البوليس.

رد يحيى وقالي...

- بس انت عرفت منين انها اتقتلت؟!.. مش يمكن ماتت وهي نايمة.

رديت عليه وقولتله...

- وهو في حد بينام وفي سكينة في بطنه.

عينيه برقت وقال بدهشة...

- ايه!.. سكينة في بطنها!.

هزيت دماغي بأسف وقولتله...

- ايوة.. اضربت بسكينة.. بلغ البوليس.

المرة دي اتحرك بسرعة وراح ناحية التليفون اللي في الصالة.. زعقتله بصوت عالي...

- اوعى تمسك حاجة بايدك.. ده مسرح جريمة دلوقتي.. اطلع بلغ البوليس من شقتك.

- حاضر.

فهيم كان واقف سرحان.. بصيتله باستغراب وسألته...

- مالك يا استاذ فهيم؟

بلع ريقه بصعوبة قبل ما يرد عليا...

- مافيش.. هو عادي يعني اننا نعرف خبر زي ده؟!

- عندك حق الموضوع صعب.

- انا هخرج بره.

سابني وخرج بس انا مشيت وراه على طول، وقفنا قدام باب الشقة وبعد شوية لقيت يحيى نازل وقال وهو لسه على اول سلمتين فوق...

- انا بلغت البوليس وزمانهم على وصول.

رديت عليه...

- طب كويس.

لقيته أول ما وصل عندنا بيقولي...

- انا هضطر اروح الشغل.. ولما ارجع ابقى اتابع معاكوا التفاصيل.

- لا مافيش حد هيتحرك من هنا لغاية ما البوليس يجي.

- يعني ايه يا استاذ عبد البديع؟!.. انت هتمنعني اروح شغلي؟!

- انا مش بمنعك يا استاذ يحيى.. بس حضرتك كنت أكتر واحد مصمم يفتح باب الشقة، وانت اللي شاركت في فتحه، يبقى لازم توقف عشان الشرطة لما تيجي تاخد اقوالك.

- ايوة بس انا.. انا كنت بحاول اساعد.

- خلاص كمل جميلك للاخر.. قول اقوالك وبعدها روح الشغل.

بص لي بغيظ وبعدين قالي...

- ماشي يا استاذ عبد البديع.. هستنى الشرطة.

وقعدنا مستنين لحد ما حضراتكوا وصلتوا.

******

- حلو جدًا.. تصرفك من الأول للأخر بيدل على ذكاء وخبرة كبيرة، وانا بقى محتاج استغل خبرتك دي في كام سؤال كده..

- تحت أمرك يافندم.

- قولي يا استاذ عبدالبديع، مالحظتش أي حاجة غريبة في تصرفاتهم بعد ما عرفوا إن في جريمة قتل حصلت؟

- بصراحة هم كانوا مخضوضين، كلهم كانوا مخضوضين، حتى الست ألفت قالت إنها هتطلع فوق لحد ما البوليس ييجي، أما الست سمية فقعدت على السلم وكان باين عليها الخوف.

- طب ويحيي وفهيم وخليل؟

- كل واحد فيهم سرح مع حاله، فهيم ولع سيجارة وبعد شوية يحيى طلب منه الجاكيت، وثواني وقاله يديله سيجارة لإنه تقريبًا نسي علبة سجايره فوق.. بس هو ده اللي حصل.

- قولي.. علاقة سميرة بيكوا كانت عاملة إزاي؟

- بصراحة هي كانت كويسة مع الكل.. الله يرحمها بقى، بس واحد بس اللي ماكنتش بترتاحله.

- مين ده؟

- فهيم.. كان دايمًا بيضايقها بمعكاساته السخيفة، حتى قبل ما تموت سمعتها الصبح بتتخانق معاه قدام باب شقتي.. كانت بتقوله...

- استاذ فهيم لأخر مرة هقولك احترم نفسك معايا.. انا مش واحدة من اللي انت بتعرفهم على مراتك.

- وهو انا طلبت منك حاجة عيب؟.. انا بقولك نتجوز على سنة الله ورسوله.

- وانا رافضة طلبك ده.. ممكن بقى تبعد عني.

- بس انا بحبك يا سميرة.. والله العظيم بحبك.

- وانا مابقبلكش يا سيدي.. وصدقني لو مابعدتش عني انا هقول مراتك.

سكتت بعدها وسمعت صوت خطواتها نازلة على السلم، فتحت الباب لقيته واقف قدامي.. ارتبك وقالي...

- صباح الخير يا استاذ عبد البديع.

سابني ونزل بسرعة بعدها، بصيت عليه باستغراب، بس في نفس الوقت سمعت صوت باب بيتقفل، رفعت راسي لفوق ناحية الصوت، وعرفت ساعتها إن في حد كان بيتصنت عليهم.

- تفتكر مين اللي كان بيتصنت عليهم؟

- ماعرفش.. يمكن الست ألف مراته ويمكن حد تاني سمع الدوشة زيي وخرج يشوف ايه اللي بيحصل.. الله اعلم.

- طب في حد تاني كان بيضايقها؟.. يحيى مثلًا.

- لا خالص يحيى طول عمره ذوق معانا كلنا.. يمكن حتى هي كانت بتتكلم معاه عادي لما كنا بنتقابل عشان مشاكل العمارة.. ماكنتش بحس خالص إنها مضايقة منه.

- طب وسمية؟

- سمية دي غلبانة.. ست كبيرة وفي حالها.. عيالها سابوها وسافروا وبيجوا كل سنة ولا سنتين يزوروها اسبوع ويمشوا.

- تمام.. اتفضل انت يا استاذ عبدالبديع واستناني بره هحتاجك تاني.

- ماشي يافندم.

مشي عبدالبديع وبعدها بصيت حواليا، كانوا رجالة المعمل الجنائي لسه شغالين، قومت اتمشيت كام خطوة وانا ببص في الشقة، وبعدها سالت واحد من المعمل الجنائي...

- ايه الأخبار؟

- تمام يافندم.. الباب في اثار عنف وطبعًا ده بسبب الجيران لما كسروا الباب.. بس الغريبة إن الباب الخلفى في المطبخ كان مفتوح ومافيش عليه أي آثار عنف خالص.. وده معناه إن الضحية نسيته مفتوح أو إن القاتل فتحه من جوة وتعمد يسيبه مفتوح.

- طب واخبار الأوضة ايه؟

- واضح إنه كان في محاولة سرقة.. بس إحنا مش عارفين ايه اللي اتسرق بالظبط.. لكن الإدراج مفتوحة والهدوم نازلة على الأرض بشكل عشوائي.. وكمان كان في حقنة مرمية على الأرض جنب الكومودينو، والغريب إنه مافيش ولا بصمة غريبة موجودة..

- ولا بصمة؟!.

- ايوة سعادتك.. كل الموجود بصمات سميرة.

وانا واقف بتكلم معاه دخل واحد زميله وقالي وهو ماسك علبة سجاير...

- العلبة دي لقيتها تحت ترابيزة الانتريه.

العلبة كانت في كيس عشان البصمات، بصيت على ماركتها، وبعدين قولتله...

- تمام.. اتفضل انت كمل شغلك.

بصيت لزميله اللي كان لسه واقف قدامي وقولتله...

- اتفضل انت وانا هروح اكمل استجواب باقي سكان العمارة.

- تمام يافندم.

خرجت ناحية باب الشقة وكانوا كلهم واقفين، بصيتلهم، كان باين عليهم القلق والخوف، ماعدا يحيى اللي قالي بزهق...

- يافندم انا عايز امشي عشان الحق شغلي.

قربت منه وانا بقوله..

- هتلحق شغلك ماتقلقش.

حطيت ايدي في جيبي وبعدين قولتله...

- الظاهر كده نسيت سجايري في العربية.. انت بتدخن؟

- اه.

- طب ممكن سيجارة.

- اه طبعًا يافندم اتفضل.

ابتسمت أول ما شوفت العلبة في ايده وخدت السيجارة وبعدها لقيته ولع بالولاعة، ولعت السيجارة وبعدين قولتله...

- شكرًا.

- العفو.. هو انا ممكن امشي امتى؟

- شوية كده إحنا خلاص قربنا نخلص.

كحيت ساعتها كحة جامدة.. حطيت ايدي على بوقي وانا بقوله...

- مشكلة السجاير دي هتودي الواحد في داهية.

خلصت جملتي وبصيت على كل اللي واقفين، بعدها رد عليا يحيى بهدوء وقالي...

- ربنا يتوب علينا منها.. السجاير حاجة صعبة فعلًا.

- صح.. شكرًا على السيجارة.. وماتقلقش شوية وهتمشي.

سيبته ودخلت جوة، بعد كام ساعة كانوا رجالة المعمل الجنائي خلصوا شغلهم، وانا أمرت بتشميع الشقة وخليت السكان كل واحد يشوف مصلحته ولو احتاجت استجوب حد فيهم هكلمه، طلبت من المباحث تحريات شاملة عن سميرة في الفترة الأخيرة قبل موتها، كلمت مين؟.. خرجت مع مين؟.. مين كان بيزورها؟.. والإجراءات المعروفة، وقعدت مستني نتايج التحريات وتقرير الطب الشرعي، عشان اقدر اتأكد إذا كان فعلًا تخميني في القاتل صح ولا في حد تاني بيحاول يغطي على جريمته؟.

بعد 24 ساعة جت نتيجة التحريات، وهنا كانت في مفاجأة، التحريات قالت إن سميرة قبل ما تتقتل.. خرجت في نفس اليوم الصبح وراحت البنك، سحبت مبلغ كبير وده كان عبارة عن قرض استلمته يومها، وبعدها رجعت البيت.

كنت عرفنا إجابة السؤال وهو ايه اللي اتسرق من البيت، المبلغ كان حوالي 100 ألف جنيه.. أهم نقطة في التحريات هي إن البنك اللي سميرة سحبت منه الفلوس كان البنك اللي بيشتغل فيه يحيى.. وكمان هو اللي سعالها في تسريع الإجراءات.. استدعيت يحيى لمكتبي وبعد ساعة كان قاعد قدامي...

- انت ليه ماجبتش سيرة القرض اللي سميرة قبضته يوم ما اتقتلت؟

- انا ماكنتش اعرف إن دي حاجة مهمة.

- ماكنتش تعرف!.. يعني مجاش في بالك إنها اتقتلت عشان المبلغ ده؟

- لا خالص.

- تفتكر مين غيرك يعرف بموضوع الفلوس ده؟

- ماعرفش.. بس انا.. انا أكيد مش هعمل كده.

طلعت علبة الكيس اللي كان فيه علبة السجاير وحطيته قدامه على المكتب وسألته...

- السجاير دي بتاعتك؟

برق للعلبة وبلع ريقه قبل ما يقول...

- انا.. انا فعلًا بشرب النوع ده.. بس..

- لقيناها في مسرح الجريمة.. ومافيش غيرك بيشرب النوع ده في سكان العمارة.

- انا ماقتلتهاش.

- انا سألتك سؤال واحد.. العلبة دي بتاعتك ولا لا؟.. ماقولتش انك قتلتها.

- ايوة ما حضرتك معنى كلامك إن انا اللي قتلتها.

- طب تفتكر العلبة دي وصلت جوة الشقة إزاي؟

- ماعرفش.. والله ما اعرف.

- يعني صدفة إن سميرة تتقتل في نفس اليوم اللي انت سلمتها فيه القرض، وصدفة إننا نلاقي علبة سجايرك في مسرح الجريمة؟.. كل دي صدف؟

وطى راسه في الارض وقال...

- ماعرفش.

- طيب انا هديك فرصة تفكر.. اكتب يابني.. يحجز المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق على أن يراعى التجديد في الميعاد.

طلبت من العسكري ياخده، وبعدها قريت بعض الأسماء في التحريات من أصدقاء سميرة وقرايبها.. وقررت انزل اقابلهم بنفسي.. قابلتهم واحد ورا التاني وكل واحد فيهم، كنت بسأله على موضوع الفلوس.. بس ماحدش فيهم كان يعرف حاجة عنها.. لحد ما وصلت لواحدة من قرايبها.. كانت بنت عمتها.. أول ما سألتها عن الفلوس قالت...

- ايوة عارفة إنها عملت قرض.

- وياترى يا استاذة منة عارفة عملته ليه؟

سكتت ثواني وبعدين بدأت تدمع قبل ما تقول...

- عملته عشان تسكت عماد جوزي.. سميرة من كام شهر اغم عليها في الشغل.. وحاولوا يفوقها بس ماكنتش بتفوق ،ودوها على المستشفى وهناك الدكتور قال إنها لازم تعمل عملية، طبعًا كلموني.. روحت هناك وسألت عن العملية، وساعتها الدكتور قالي إنها بـ80 ألف.. طبعًا سميرة كانت مابين الحياة والموت.. وكان لازم أخد القرار.. ويا إما أدفع ويعملولها العملية أو يسيبوها تموت.. دفعت الفلوس وعلموا العملية.

- وانتِ جيبتي الفلوس منين؟

- نزلت بعت دهبي.. وكملت الباقي من معايا.

- تمام وايه اللي حصل بعد كده؟

- بعد العملية حمدت ربنا إن سميرة قامت بالسلامة.. وماكنتش بفكر في الفلوس.. أهم حاجة إنها رجعت تاني.. بس عماد جوزي بعد ما رجعت البيت وحكيتله اللي حصل.. اتعصب وفضِل يزعقلي.. وقالي يا إما ارجع الدهب يا إما ابقى طالق وانسى العيال، قولتله إن ده حقي.. وهو مالوش حق يقولي اعمل به إيه؟.. ساعتها اتجنن وبدأ يضرب فيا.. كل ده كان عادي ومش مهم، بس اللي مش عادي.. اللي عمله بعد كده.

- ليه هو عمل ايه؟

- راح لسميرة وطلب منها الفلوس.. طبعًا كلمها بأسلوب وقح.. وسميرة قالتله إنه هترجع الفلوس بس لما توقف على رجليها.. سكت شهر وبعدها راحلها الشغل وسط الناس، ولما قالتله إنها مش معاها المبلغ ولسه بتجمعه، فضحها قدام الناس كلها.. كلمتني حبيبتي يومها وهي منهارة وقالتلي كلام وجعني أوي.. قالتلي...

- انتِ ليه دفعتيلي الفلوس؟.. ياريتك سيبتيني أموت.

- سميرة ماتقوليش كده.. انا ماقدرش استغنى عنك.

 - انتِ مش عارفة جوزك عمل فيا ايه النهاردة يا منة.. ده فضحني وبهدلني قدام العملا وقال إني حرامية ومعايا فلوس ومش راضية ارجعلك فلوسك.

- حقك عليا يا سميرة، انا اسفة.. حقك عليا والله ماتزعليش.. انا هسيبه وهطلق منه.

- لا يا منة، ارجوكِ بلاش تعملي كده.. انتِ عندك عيال.. مش هينفع.. انا هحاول ارجعله فلوسه في أقرب وقت.. انا كلمت يحيى جاري وقولتلهعلى القرض وهو قالي هيسعالي فيه وإن شاء الله يتم.. المشكلة إني ماليش دخل ثابت فهيحاول يعمله بضمان الشقة.

- انا مش عايزة الفلوس دلوقتي يا سميرة.

- انا عارفة بس خليني اخلص من تصرفات عماد.. وانتِ كمان حياتك ترجع مستقرة تاني.. وصدقيني انا اسفة على اللخبطة دي بس غصب عني.

- ماتقوليش كدة يا سميرة.. انا اللي اسفة على كل اللي عماد بيعمله.

- ماتتأسفيش يا منة انتِ مالكيش ذنب.. إن شاء الله القرض يخلص بسرعة وارجعلك فلوسك عشان عماد يرتاح.

قفلت معايا يومها وكانت بتعيط، وانا كمان ماقدرتش امسك نفسي وعيطت، وبعدها سيبت البيت لعماد وروحت قعدت عند أهلي، ولما هي عرفت لقيتها جايالي هناك وبتعتذرلي مرة تانية إنها كانت السبب بدون قصد في اللي بيحصل، وقالتلي إن البنك وافق على إن الشقة تكون رهن وخلاص كلها حاجات بسيطة والإجراءات تتم وتستلم الفلوس.. واخر مرة شوفتها كانت جاية من البنك ومعاها الفلوس وقالتلي ارجع لعماد عشان خاطر بيتي وعيالي.. بس انا قولتلها إني مش هرجعله لإنه مايتأمنش.. وبعد ما مشيت سيبت الفلوس قدامي وكنت بفكر ارجعهملها تاني.. بس هي مادتنيش فرصة.

- إزاي؟

- بعد ما هي نزلت بساعة.. لقيت عماد بيرن الجرس.. أول ما شافني قالي إن سميرة كلمته وقالتله إنها رجعت الفلوس.. وطلبت منه ياخد باله مني ومن عياله وفهمته إني ماليش ذنب.. طلب مني يشوف الفلوس بس انا رفضت.. قل أدبه وساعتها لقيت بابا بيرمي الفلوس في وشه وطلب منه يطلقني.. الواطي طلقني من غير تردد.. ولم الفلوس من على الأرض ومشي.

- ماتكلمتيش مع سميرة تاني في اليوم ده؟

- لا دي كانت اخر مرة نتكلم فيها.

- تمام شكرًا يا استاذة منة.

سيبتها ومشيت واتأكدت إن تخميني صح.. رجعت على المكتب وهناك قريت الملف من تاني.. تقرير المعمل الجنائي بيأكد إن مافيش أي بصمات لا على السكينة اللي كانت في جسم الضحية ولا على أي مكان في الشقة.. مافيش غير اثار العنف اللي سببها الجيران وهم بيكسروا باب الشقة، قطع الهدوء صوت التليفون وساعتها لقيت دكتور الطب الشرعي بيطلب مني اروحله هناك عشان عايز يقولي معلومات مهمة.. قومت بسرعة وروحتله.

أول ما وصلت قابلني بره أوضة التشريح وساعتها قالي...

- في حاجة غريبة جدًا.

- حاجة ايه؟

- الضحية ماتت بسبب غيبوبة سكر.

- ايه؟!.. غيبوبة سكر؟!

- ايوة بس مش ده بس اللي غريب؟.. في مشكلة أكبر

- مشكلة ايه تاني؟

- الضحية اتعرضت لمحاولة القتل مرتين.. بعد موتها.


نلتقي في الجزء الثاني 


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل



التنقل السريع