
(صوت سرينة إسعاف).
- افتح الطريق.
(صوت السرينة مرة تانية).
- هي ايه الحالة اللي رايحين نجيبها يا عمر؟
- ماعرفش!.. البنت اتصلت وقالت إن جدها نايم على السرير وبيطلع في الروح.
- وهي مش عارفة تطلع بيه على المستشفى اسرع ما تستنانا!
- دي عيلة صغيرة لسه.. المهم بس الطريق يفتح بسرعة ونوصل قبل الراجل ما يموت.
- يارب، والله انا مش عارف ايه الزحمة دي؟
- احتفالات عشان المنتخب ياعم مرعي.
- المنتخب!.. كده يبقى الراجل هيموت قبل ما نوصل.
(صوت سرينة الإسعاف).
- افتح الطريق.. عارف، انا من الصبح وانا حاسس إن ضهري هيتقطم.
- طب مادخلتش لأي دكتور يكشف عليك ليه؟
- يااااه يا عمر.. احنا خلاص اتعودنا يابني على الكلام ده.. مابقاش بيحوء فينا أدوية.. وأهي ماشية ببركة ربنا.
- ربنا يعينك ويعينا جميعًا.
- آمين يارب.
وصلنا قدام البيت اللي كان في شارع من الشوارع القديمة، نزلت من العربية ولفيت عشان اطلع البيت.. بس لاحظت إن عم مرعي مانزلش.. رجعت للعربية تاني وسألته...
- في ايه ياعم مرعي، مانزلتش ليه؟
- مش قادر ياعمر يابني؟.. مش قادر اتحرك.. ااه.
- طب خلاص خليك انت هنا وانا هطلع اشوف الوضع ايه.. وانقِل الناحية التانية عشان لما انزل اسوق انا.
- معلش يابني.
- لا ولا يهمك يا عم مرعي.
سيبته ودخلت البيت بسرعة، المدخل كان ضلمة جدًا، نورت كشاف الموبايل وطلعت على السلم، وصلت الدور الأول ورنيت الجرس.. كنت سامع صوت خناقة عالية من ورا الباب، وفجأة الباب اتفتح بس ماكنتش شايف حد.. لكني سمعت صوت بيقول...
- ازيك يا عمو.
بصيت تحت شوية لقيت بنت زي القمر عندها حوالي 6،7 سنين، ابتسمت في وشها وقولتلها...
- ازيك ياحبيبتي.. انتِ اللي اتصلتي عشان جدو تعبان؟
- ايوة انا.. اتفضل ادخل بسرعة عشان جدو تعبان أوي.
فتحت البنت الباب على الاخر وانا دخلت، البيت كان تقريبًا ضلمة ومافيش غير لمبة المطبخ بس اللي منورة، والمطبخ كان على شمال الباب، اما الصالة فكانت مضلمة، مشيت البنت قدامي وانا ماشي وراها على نور الكشاف لحد ما وقفِت قدام باب مقفول، مسكت الأوكرة وفتحته وهي بتقول...
- جدو هنا.
قربت من الباب اللي أول ما اتفتح سمعت صوت الخناق بشكل أوضح، مجموعة ناس بتتخانق وكلامهم داخل في بعضه، قفلت الكشاف لإن نور الأوضة كان والع ومشيت لباب الأوضة، بس أول ما خدت خطوة لجوة، الناس كلها سكتت ولفوا وبصوا ناحيتي.. نظراتهم كانت مريبة، كانوا بيبصولي بطريقة مرعبة، هم خمس افراد.. 3 رجالة واتنين ستات، فيهم اللي بيبصلي بغضب وفيهم اللي بيزغرلي بغِل، فوقت على صوت البنت وهي بتقولهم...
- عمو جاي عشان يعالج جدو.
بصيت على السرير، شوفت راجل كبير في السن نايم واللحاف مشدود عليه لحد رقبته، وشه كان مصفِر وعينيه مغمضة، مشيت للسرير وانا بحاول اتفادى الناس اللي واقفة.. حقيقي كنت مرعوب منهم، بس فجأة الباب اترزع.. لفيت بسرعة وبصيت عليه، لكن البنت مسكت ايدي وقالتلي..
- ماتقلقش ياعمو، ده الهوا قفل الباب.. تعالى.. تعالى شوف جدو ماله؟
مشيت معاها لحد ما وصلت جنب الراجل.. وفي اللحظة دي الخمسة رجعوا يتخانقوا مع بعض تاني.. صوتهم كان عالي جدًا وحسيتهم هيقتلوا بعض.. بصيت عليهم باستغراب وبصيت للراجل، ماكنتش فاهم ايه اللي بيحصل ده؟.. لكني قررت اشوف شغلي وماليش دعوة بيهم، اياكش يولعوا بجاز، قربت منه وحطيت ايدي على رقبته وساعتها مالقيتش نبض.. اتوترت وبصيت للبنت وسألتها...
- هو جدو نايم كده بقاله قد ايه؟
- بقاله كتير.
صوت الناس عِلي أكتر وأكتر، بس ساعتها وقفت قدامهم وقولتلهم...
- الراجل ده مات.
ماحدش فيهم اهتم.. ف عيدت الجملة تاني...
- بقولكوا الراجل مات.
صوتهم كان أعلى وعشان كده صرخت فيهم...
- باااااااااااااااااااس بقى.
سكتوا كلهم ولفوا ناحيتي بنفس نظراتهم المرعبة، ارتبكت شوية قبل ما اقولهم بصوت مهزوز...
- اااالراجل ده مات.. وووو الـ.. سلاموا عليكوا.
عديت من وسطهم بسرعة وروحت ناحية الباب ومسكت الاوكرة، لكن الباب مابيفتحش، حاولت مرة واتنين وتلاتة، مافيش فايدة، لفيت وشي وقولتلهم...
- حد فيكوا يفتح الباب ده.
كلهم كانوا متسمرين في مكانهم.. بدأت اتوتر واحس إني بتخنق، وعشان كده صرخت بخوف...
- حد يفتح الباب ده.. انا عايز اخرج.
ماحدش رد عليا.. بس بدأت ألاحظ حاجة غريبة فيهم.. ملامحهم كانت متخشبة ورقبتهم كانها بتلف من غير ما اجسامهم تتحرك، الملاحظة دي رعبتني، بلعت ريقي بصعوبة وانا بهز الأوكرة على أمل انها تفتح، لكنها.. لكنها اتخلعت في ايدي.. يعني ايه؟.. يعني انا اتحبست مع دول!.
وفي وسط قلقي وخوفي سمعت صوت عياط.. لفيت وشي لقيت البنت قامت من جنب جدها ووقفت على رجليها، ومشيت ناحية الخمسة اللي كانوا واقفين في نص الأوضة، وقفت ما بينهم وبدأت تتكلم بعياط...
- انت السبب.. انت السبب في اللي حصل.
رديت عليها باستغراب..
- انا!.. وانا مالي؟.. انا عملت ايه؟
لفت وشها ناحية جدها وقالت...
- انت اللي خلتهم كده.. انت اللي خليتهم ينسوا انهم بني آدمين ومابقوش يفكروا في أي حاجة غير نفسهم وبس.. انت السبب يا جدي.. انت السبب.
وقفت قدام أول واحدة، كانت باصة في وش الراجل اللي قصادها بغضب.. وقفت البنت قدامها وحطت ايدها على بطنها وهي بتقول...
- نعيمة مرزوق.. أمي.. أمي.. اللي نسيتنا وجريت ورا الفلوس.. لدرجة انها.. انتِي إزاي عملتِي كده؟
اتحركت بعدها ووقفت قدام الست التانية وقالت...
- فاطمة مرزوق.. خالتي.. الست اللي مابتفكرش غير في نفسها وبس.. هتاكل ايه وتشرب ايه؟.. هتخرج فين ومع مين؟.. ومع تفكيرها في نفسها نسيت إن عندها عيلة من الأساس وعملت أبشع حاجة ممكن حد يعملها!.
لفت البنت وشها وبصت للراجل اللي واقف قصاد نعيمة وقالت...
- عيسوي مرزوق.. خالي.. الراجل اللي عنده فلوس تشتري شارع بحاله.. لكنه مابيشبعش، وللأسف طمعه وقعه في شر أعماله.
بصت بعدها للراجل اللي واقف جنبه وقالت...
- انت كنت أقرب حد ليا، بس عمري ماكنت اتخيل انك تعمل كده!.. ازاي يا خالي؟.. إزاي وافقت يا عبده؟.
اتحركت خطوتين ناحية الشمال وهي بتبص في عين الراجل اللي جنب عبده وسكتت شوية، مسحت دموعها وقالت...
- اما انت بقى.. ف انت تستاهل، انت أقذر واحد فيهم.. عارف يا مجدي.. انا بستعر انك خالي وعمري ما جيبت سيرتك مع حد من اصحابي.. ولما كنت بشوفك قصادي في الشارع، كنت بلف من الشارع التاني عشان ماضطرش اقف معاك والناس تشوفنا مع بعض ويعرفوا انك قريبي.. انت إزاي كده؟
ماكنتش فاهم أي حاجة من اللي بتحصل، بس البنت بصتلي بعدها وابتسمت ابتسامة سخرية ممزوجة بدموعها...
- انت أول واحد اعرفه على عيلتي.. عيلتي اللي ماتشرفش أي حد.
هزيت دماغي وانا مش قادر استوعب الموقف..
- انتِي مين وايه اللي بيحصل هنا؟
- انا سلمى مرزوق.
- سلمى مرزوق ازاي؟!.. هي مش نعيمة مرزوق تبقى...
- تبقى أمي.
- اومال.. اومال إزاي اسمك سلمى مرزوق؟
- انا هحكيلك حكاية العيلة القذرة دي من الاول...
جدي يبقى الحاج مرزوق، من قرية في الريف، هرب زمان من بلدهم وماحدش كان عارف هو هرب ليه؟!.. نزل القاهرة، أو زي ما بيقولوا "نزل مصر" واستقر فيها، كان تاجر طحين وقتها، ماحدش كان عارف هو جاب الفلوس منين؟.. بس هم فجأة لقوه وسطهم تاجر كبير، معاه فلوس وداخل على الدنيا بصدره، مرزوق كان شاب طايش.. ماحدش مالي عينه، لكنه كان عارف إن المال هو سلاحه الوحيد في الدنيا دي، وعشان كده عمل حسابه وعاش يكبر فيه، وجنب تجارة الطحين عمل مزرعة مواشي.. ومع الزمن المزرعة كبرت، بعدها مرزوق حلم بنقلة تانية.. فتح مصنع.. مصنع كبير للأعلاف، وفي الوقت ده مرزوق كان معاه عياله الاتنين، عيسوي الكبير ونعيمة الصغيرة، كانوا لسه اطفال، يدوبك عيسوي 12 سنة، ونعيمة 10 سنين، بس فجأة ماتت ستي، ولإن مرزوق الفلوس عنده كانت اهم، فماكنش فاضي لتربية العيال، وعشان كده اتجوز تاني.. وبعد سنة من جوازه جاب مجدي، اللي كان اصغر من عيسوي بـ14سنة، وبعدها بسنتين ربنا رزقه بخالتي فاطمة وخالي عبده، ودول تؤام، عيسوي وقتها كان عنده 16 سنة، وفي السن ده قرر جدي مرزوق إنه بقى راجل ولازم ينزل الشغل، خرجه من المدرسة وقاله كفاية علام لحد كده، الحياة هتعلمك الباقي، وفعلًا نزل عيسوي الشغل وبدأ من تجارة الطحين ومشي المشوار زيه زي أي عامل صغير.. وده لإن كانت نظرة جدي إنه لما يفهم الشغلانة كويس قبل ما يقعد على الكرسي، هيقدر يدير الدنيا بعد كده.. ومرت الايام وماحدش يعرف حاجة عن تجارة جدي غير خالي عيسوي، والتلاتة الباقيين كانوا في المدارس، اما أمي نعيمة فدخلها الجامعة، على الرغم من إنه كان معترض، لكنها صممت، لحد ما حصل اللي ماحدش يتوقعه.. نعيمة حبت عيل معاها في الجامعة وجِه اتقدملها.. لكن جدي رفض وشاف إنه مش هيقدر يعيشها في المستوى اللي هي عايشة فيه.. ولما نعيمة وقفت في وش ابوها وفكرته إنهم كانوا بادئيين من الصفر زي ما قال قبل كده.. مافرقش معاه وقالها عمرك ماهتتجوزي الواد ده مهما حصل.. مرزوق ماكنش يعرف إن نعيمة عندها الجرأة انها تهرب من البيت وتتجوز، ماجاش في باله إن بنته ممكن تخرج عن طوعه وتهرب.. وعشان كده وقع يومها ودخل المستشفى لما عرف إن نعيمة هربت، بس لما خرج حلف إنه مش هيسيبها وإنه هيدور عليها وهيقتلهم هم الاتنين.. ساب كل حاجة وراه لخالي عيسوي وفضا نفسه عشان يدور عليها.. عدت سنة تقريبًا لحد ما عرف طريقها، بس القدر كان أقوى من مرزوق.. لما وصل لبنته لقاها في المستشفى، جري على هناك عشان يقتلها ويقتل جوزها زي ما قال.. لكن أول ما دخل عليهم لقى نعيمة نايمة على السرير وفي حضنها بنت.. بصتله نعيمة بخوف.. عينيه كانت مليانة غضب.. قرب من السرير، حضنت نعيمة بنتها، وقف مرزوق ساكت وهو بيزغر لنعيمة.. البنت صرخت، لف مرزوق وشه وبص عليها، حضنتها نعيمة أكتر.. مد ايده عشان ياخدها، عيطت نعيمة، شدها مرزوق، صرخت البنت بصوت أعلى وبص مرزوق في عينيها، وساعتها اتحركت جواه حاجة ماكنش يعرفها قبل كده.. نعيمة كانت لسه بتعيط وفاكرة إن مرزوق هيقتل بنتها.. بس مرزوق كان بيبص للبنت وفجأة مد ايده ناحيتها.. وابتسم.
يومها فضل مرزوق يلاعب البنت وحاول يسكتها، اما نعيمة فهديت وافتكرت إن ابوها قلبه رق ولان.. بس ماكانتش تعرف اللي بيفكر فيه، وفي اللحظة دي دخل جوز نعيمة.. أول ما شاف مرزوق اترعب واتجمد في مكانه، لف مرزوق وبصله.. بصله كتير من غير ماينطق.. جوز نعيمة ساب الأوضة وخرج، ابتسم مرزوق بسخرية وبعدين بص لنعيمة وخد البنت وخرج.
وعلى الباب جوز نعيمة شاف مرزوق خارج من الاوضة وشايل البنت على دراعاته، جري عليه وسأله...
- انت واخد البنت ورايح على فين؟
وقف مرزوق وبص في عينه بغضب وقاله...
- انا كنت جاي عشان اقتلك واقتلها.. لكن يظهر كده إن ربنا كتب لكوا عمر جديد مع بنتكوا.
- يعني ايه؟
- يعني احمد ربنا إنك لسه عايش وماقتلتكش.. وماتسألش عن البنت دي تاني.. ونعيمة تطلقها، هي هتخرج من هنا على بيت أبوها اللي انت خليتها تهرب منه.
بصله الراجل بخوف وقاله...
- بس دي.. دي بنتي.
ناوله مرزوق البنت وقاله بابتسامة...
- خلاص خد البنت اهي.
- بجد.. هتسيبها.
- اه هسيبها.. بس ياحرام المسكينة هتتيتم بدري.
وسابه مرزوق ومشي.. وقتها جوز نعيمة كان واقف بيبكي.. حضن بنته ودخل بعدها الأوضة لمراته... وفي تاني يوم كان مرزوق قاعد في فيلته لما لقى نعيمة داخلة عليه ومعاها بنتها، ماتفاجئش، فضِل قاعد مكانه لحد ما قربت منه نعيمة والدموع في عينيها وقالتله...
- انا عملت اللي انت عايزه، بس أرجوك سيبه في حاله.
- كنت عارف إن حياته عنده، اغلى منكوا.
- أي حد في مكانه هيعمل كده.
- ماتحاوليش تدافعي عنه لإنه حتى ماحاولش يدافع عن بنته.
- كنت عايز منه ايه وانت بتخيره بين حياته وحياتنا.
ابتسم مرزوق بسخرية وقالها...
- هو ده بقى الكلام اللي ضحك بيه عليكِ!.. انا لو مكانه ماكنتش افرط في ضنايا ولو فيها موتي.. اطلعي أوضتك والباب ده مش هتخرجي منه تاني أبدًا.
مشيت نعيمة ناحية السلم اللي بيطلع الدور التاني.. بس فجأة وقف مرزوق وقالها...
- استني عندك.
وقفت مكانها ولفت وشها ناحيته، ومع لفتها كمل كلامه وقالها...
- هاتِي البت.
قربت منه نعيمة وناولته البنت، وساعتها سألها مرزوق...
- المحروس سماها ايه؟
- ماسمهاش لسه.
- طب اطلعي انتِي.
- بس البنت...
- قولت اطلعي فوق.
طلعت نعيمة فوق زي ما أمرها مرزوق، بعد كده قعد على الكرسي وحط البنت في حجره ومسك سماعة التليفون واتصل بعيسوي...
- ايوة يا عيسوي.. عايزك تروح بكرة تسجل بنت أختك.. اه سميها سلمى عيسوي.. مش عايز الكلب ده يبقى في أي حاجة تربطه بينا.
حط مرزوق السماعة، بس في نفس اللحظة لقى الحاجة فوقية، مراته اللي كانت بتقرب منه، وبعد ماقعدت قالتله...
- نعيمة غلطت.. ايوة غلطت.. انت ابوها وبتأدبها.. ماقولتش حاجة.. لكن توصل لكده!.. لا.. لا يامرزوق، انا مش هسكت على حاجة زي دي.
- قصدك ايه يا فوقية؟
- قصدي ان اللي انت بتعمله ده مايرضيش ربنا يا مرزوق.
- انتِي عايزاني اكتبها باسم واحد خاف على نفسه ورماها؟.. واحد مش هيشوفها طول حياته.. ولا تكونيش عايزاني اكتبها باسمه وبعد كام سنة ييجي يطلب حقه فيها.. ويبقى كإنك يا ابو زيد ما غزيت؟
- لا مش عايزة كده.. بس برضك ماينفعش تكتب البت باسم خالها.
- خلاص اكتبها باسمي.
- يا راجل انا...
- خلص الكلام يا فوقية.. قومي خدي البت ونيميها جوة.
- طب الاسم وخلصنا منه.. بس امها، هتحرم البت من امها؟
- لحد ماتتربى وتعرف إن اللي عملته غلط.. وغلط كبير كمان... اه هحرمها منها.
- لا حول ولا قوة إلا بالله.. يامرزوق.
- خلصنا بقى، قومي واعملي اللي قولتلك عليه.
- حاضر.. حاضر يا اخويا.
قامت فوقية خدت البنت ودخلت أوضتها، اما مرزوق، فاتصل بعيسوي تاني وقاله...
- ايوة يا عيسوي.. سجل البت باسم سلمى مرزوق.. وتيجي بكرة تاخدها عشان مراتك تراعيها.
في الوقت ده كان خالي عيسوي متجوز بقاله سنتين ومابيخلفش.. وعشان كده قفل السكة مع ابوه وهو فرحان، ورغم انه ماكنش عارف مرزوق ناوي على ايه؟.. الا انه كان فرحان إنه أخيرًا هيسمع صرخة عيل في بيته، وفعلًا تاني يوم سجل البنت، وجري بعدها على الفيلا عند ابوه وخد البنت اللي بقى اسمها سلمى.. جري بيها على مراته عشان يفرحها، وفعلًا، فرحت صفية بسلمى خصوصًا انها عارفة إن العيب منها، وإنها مش هتخلف طول حياتها، وعاشت سلمى في بيت عيسوي وصفية.. واهو.. الايام بقت شهور والشهور بقوا سنة، ونعيمة لسه قاعدة في أوضتها، يدوب بتخرج عشان تاكل وتشرب، بعدها بترجع أوضتها تاني، لا سألت بنتها فين؟.. ولا عايشة ولا ميتة؟.. سابت مرزوق يعمل فيها اللي هو عايزه، لحد ما في يوم فتحت باب الأوضة وهي لابسة على سنجة عشرة، ولما سألتها الحاجة فوقية...
- راحة فين يا نعيمة؟
قالتلها..
- راحة الشغل عند ابويا يا خالتي.
استغربت الحاجة فوقية وقالتلها...
- شغل ايه؟
- هو ابويا بيشتغل ايه يا خالتي؟
- ايوة انا قصدي ايه اللي هيوديكي هناك؟
- هشتغل.. زي اللي بيشتغلوا.. يلا عن إذنك.
خرجت نعيمة من الفيلا والحاجة فوقية كانت قاعدة على الكرسي بتتابعها وهي مصدومة، ولما وصلت نعيمة المكتب عند مروزق، بصلها باستغراب وسألها...
- نعيمة!.. ايه اللي خرجك من البيت؟
- عايزاك في موضوع يابا.
- موضوع ايه ده اللي عايزاني فيه؟.. وبعدين الموضوع ده مايتأجلش لحد ما ارجع؟
- لا مايتأجلش.
- طب اقعدي اما نشوف ناوية على ايه المرة دي؟
قعدت نعيمة على الكرسي قدام مرزوق وقالتله...
- ناوية اشتغل.
- تشتغلي!.. وهتشتغلي ايه بقى إن شاء الله؟
- هشتغل معاك هنا.. أو في المصنع.. أو في المزرعة.. شوف انت عايزني اشتغل فين؟
- وهو انتِي محتاجة فلوس عشان تشتغلي؟
- لا انا مش محتاجة فلوس.. بس الراجل وانت بعدته عني.. وبنتي وخدتها.. وكل اللي نفسك فيه عملته وانا ماتكلمتش.. سكت وقولت حاضر.. ودلوقتي انا عايزة اشتغل.. ولو ماليش شغل عندك قولي وانا اروح اشتغل بره.
سكت مرزوق شوية قبل ما يقولها...
- لا خلاص، طالما عايزة تشتغلي.. انزلي الشغل هنا.. تجارة ابوكي أولى بيكِي... عايزة تشتغلي فين؟
- في المصنع.
- ايوة بس المصنع عيسوي هو اللي بيديره.. خليكِي معايا هنا.
- لا انا عايزة انزل المصنع.. وبعدين فيها ايه لما انا وعيسوي نبقى في مكان واحد.
- انا مش عايز مشاكل.. انتِي عارفة عيسوي مابيحبش حد يبقى شريك معاه.
- وهو كان حيلته حاجة عشان اشاركه فيها.. هو المصنع ده مش بتاعك يا حاج؟
- ايوة يابنتي بس..
- يبقى خلاص.. انت اللي تقول مين يشتغل فيه ومين مايتشغلش.
- ماشي.. ماشي يانعيمة.. بس اديني يومين على ما تشاور مع عيسوي.
- ماشي يابا اللي تشوفه.
قامت نعيمة عشان تمشي، بس ساعتها مرزوق سألها قبل ما تخرج...
- مش عايزة تعدي تشوفي بنتك؟
لفت وشها لمرزوق وقالتله...
- لا.. صفية هتربيها أحسن مني.
خلصت جملتها وخرجت وسابت مرزوق في حيرته.. كان بيفكر في اللي نعيمة ناوية عليه.. وبينه وبين نفسه، كان متأكد إنها مش ناوية على خير أبدًا.
******
- ازاي يابا اللي انت بتقوله ده؟
- وايه اللي فيها يا عيسوي؟
- فيها كتير يا حاج.. تعرف ايه نعيمة عن الشغل عشان تنزل المصنع؟
- وهو انت كنت تعرف ايه يعني عيسوي لما نزلت؟
- ايوة يابا.. ماكنتش اعرف حاجة، وعشان كده انت خلتني اجيبها من تحت.. لكن نعيمة جاية وعايزة تقعد على الكرسي.
- لا انت ولا هي ولا اي حد فيكوا قاعد على الكرسي.. واوعى تكون فاكر ان عشان سايبك هناك لوحدك، تبقى خلاص استفردت بالمصنع.. انا قاعد في مكاني هنا وعارف كل كبيرة وصغيرة بتحصل هناك.. فلا انت ولا هي.
- ماعاش اللي يقعد مكانك على اي كرسي يا حاج.. بس افهمني، انا قصدي يعني ان انا مكانك هناك عشان فاهم في الشغل.. لكن نعيمة دي لو نزلت للعمال، هياكلوها.
- ماهو ده دورك بقى.. تحاوط عليها وتعلمها الشغل.
- وهو انا فاضي اهرش يا حاج لما اعلمها؟.. طب بقولك ايه، ما تخليها عندك هنا ولما تتودك ابقى ابعتها تعمل اللي هي عايزاه.
بصله مرزوق بصة طويلة.. وبسبب بصته ارتبك عيسوي شوية وقاله...
- خلاص يا حاج اللي تشوفه.. عايز تنزلها المصنع نزلها.. بس عشان تبقى عارف يا حاج.. انا ماليش دعوة باللي هي هتعمله.. ولو خربته، ماليش فيه.
- انت بتهددني ياض؟!.. طب ايه قولك بقى إني هبعتها المصنع ومن بكرة.. ولو حسيت إن الشغل اتأثر بحاجة.. انت المسؤول قدامي.. هاه.
- ماشي ياحاج.. سلاموا عليكوا.
- وعليكوا السلام يا اخويا.
خرج عيسوي من المكتب وبص عليه مرزوق لحد مامشي وبعدين قال بصوت مسموع.. "عيال ولاد كلب صحيح.. العيال بيتخانقوا على المصنع كإني مُت".
******
- مساء الخير يا حاج.
- اهلًا يا اخويا، انت شرفت؟
- مالك بس يابا؟.. قولي مين مزعلك وانا اطلع...
- اخلص ياض يا اونطجي، عايز ايه؟
- عايز فلوس.
- اااه، وعايز الفلوس تعمل بيها ايه إن شاء الله؟
- اصرفها طبعًا يا حاج.. هعمل بيها ايه يعني؟
- والله ما انا عارف هلاقيها منك ولا منهم؟!
- منهم.. منهم مين؟.. هو في حد غيري بيقلبك ولا ايه؟
- هو في حد فيكوا سايبني في حالي.
- تعيش وتدفع يا حاج.. وبعدين هو احنا لينا غيرك.
- لا ياشيخ.
- والله ما لينا غيرك.. وبعدين مش لما اجي اخد فلوس وامشي، احسن مااقعدلك فيها زي عيسوي؟
- لا يا خويا تعالى اقعد واشتغل، وساعتها خد اللي انت عايزه.
- ما انت عارف اني ماليش في التجارة.
- ولا ليك في أي حاجة من أصله.. اخلص، عايز كام؟
- 500 جنيه.
- ايه!.. انت عبيط يالا!
- في ايه بس يا حاج؟
- انت عارف الـ500 جنيه اللي انت جاي تاخدهم في ثانية وتمشي، بيجوا ازاي؟.. ده العامل عندي بيقعد يشتغل بيهم شهر بحاله وفي الاخر بياخدهم ناقصين.
- ماهو العامل برضه مش ابن حاج مرزوق.
- الميزة فيك عن اخواتك.. إن دمك خفيف.. خد هم 300 جنيه بس.
- ياخد عدوينك ياحاج.. مقبولين منك.. يلا هقوم انا.. سلاموا عليكوا.
خرج مجدي من المكتب وقال مرزوق ساعتها "والله ماحد نافع فيكوا يا ولاد مرزوق.. لا اللي بيشتغل ولا اللي صايع".
وتاني يوم نزلت نعيمة المصنع زي ما اتفقت مع ابوها، بس برضه زي ما كان مرزوق متوقع، حصلت مشاكل بينها وبين عيسوي.. وبعد اسبوعين اتخانقوا خناقة كبيرة جدًا، ويومها عيسوي قال لنعيمة...
- انتِي مش فاهمة حاجة في الشغل وهتبوظي الدنيا.. ارجعي اقعدي في البيت أحسن.
- انا اللي مش فاهمة حاجة ولا انت اللي عايز تلهف المصنع كله في كرشك.
- وهو المصنع ده بتاعك يعني؟
- ايوة بتاعي وليا فيه زي ما ليك فيه بالظبط.
- انتِ بتحلمي يا نعيمة.
- هنشوف.
سابت المصنع بعدها ومشيت، بس بالليل اتفاجئ عيسوي بجرس الباب بيرن.. فتحت صفية وشافت نعيمة واقفة قدامها.. ابتسمت في وشها وقالتلها...
- نعيمة.. اتفضلي.. اهلًا وسهلًا.
- ازيك يا صفية؟
- الحمدلله.. انتِ عاملة ايه؟
- انا كويسة الحمدلله.. سلمى اخبارها ايه؟
- انتِ هتفضلي تتكلمي على الباب كده.. اتفضلي.
دخلت نعيمة وجوة شافت عيسوي قاعد على كنبة الانتريه وشايل سلمى.. أول ما شافها وشه اتغير وقالها..
- خير يا نعيمة.. انتِ جاية تكملي خناق هنا؟
بصتله نعيمة بخبث وقالتله...
- طب اعمل حساب لبنتي اللي انت شايلها وفرحان بيها.
حط عيسوي البنت جنبه وقالها...
- اااه.. انتِ جاية بقى عشان...
- عشان اخد بنتي.. انا امها وأولى بيها.
صفية وشها اتغير وحست بالخوف واتكلمت بارتباك..
- هو ايه اللي حصل يا نعيمة؟
- اللي حصل إن جوزك مش مكفيه إنه خد بنتي.. لا ده كمان عايز ياخد حقي في المصنع.
رد عليها عيسوي...
- بلاش الطريقة دي يا نعيمة عشان ماتنزليش من نظري أكتر ما انتي نازلة.
- طريقة ايه؟.. أم وجاية ترجع بنتها.. وانت خليلك المصنع اشبع بيه، وبرضه هاخد حقي فيه.
جريت صفية على الكنبة وشالت البنت وهي بتقول بلهفة...
- لا والنبي يا نعيمة.. انا ما صدقت إن يبقى في حضني حتة عيل.
- خلاص يبقى تعقلي جوزك وتخليه يبعد عن طريقي.. انا كده كده معتبرة البت ماتت من يومها.. لكن بما انكوا عايزين تاخدوا كل حاجة.. فانا كمان عايزة بنتي.
- لا سيبي سلمى.. وانا اوعدك.. اوعدك إن عيسوي مش هيضايقك تاني أبدًا.. صح يا عيسوي؟
بصلها عيسوي وبعدين بص لنعيمة بغيظ...
- اخرجي انتِي من الموضوع ده يا صفية.
- لا والنبي ياخويا.. حلوا مشاكلوا بعيد عن سلمى.. انا مش هفرط فيها أبدًا.
- شوفتي بقى يا صفية إن جوزك عايز ياخد كل حاجة.
- لا هو.. هو هيعملك اللي انتِ عايزاه.. ولا ايه يا عيسوي؟.. ماتقول حاجة.
سكت عيسوي وماردش، كان بيبص لنعيمة بتحدي، اما نعيمة فقالتلهم...
- طيب انا هسيبكوا تفكروا مع بعض.. واختاروا.. ياسلمى يا المصنع.
لفت نعيمة وشها وخرجت ورزعت الباب وراها، ومع خروجها كانت عارفة اختيارهم من قبل ما تروح المصنع تاني يوم، بس اتأكدت منه لما راحت ولقت عيسوي متغير.. ايوه، عيسوي اداها الصلاحيات اللي هي عايزاها، وعرفها على العمال على إنها شريكته في إدارة المصنع وكلامها يمشي عليهم زي كلامه ما بيمشي بالظبط، ووصلت نعيمة لهدفها.. بس عيسوي ماكنش عارف إن المشكلة لسه ماتحلتش، وإن الزمن مخبيله مصيبة كبيرة.
عدت4 سنين وسلمى كبرت وبدأت تروح الفيلا عند مرزوق كتير، خصوصًا بعد ما عيسوي اطمن من ناحية نعيمة واتأكد إنها مش هتفتح موضوع سلمى طول ما هو سايبها تعمل اللي هي عايزاه في المصنع.. وفي الوقت ده، كان مجدي طول اليوم بره، والفيلا مافيهاش غير الحاجة فوقية وسلمى ومعاهم عبده وفاطمة اللي كانوا لسه في الجامعة، وعلى الرغم من إنهم تؤام، إلا إنهم كانوا مختلفين.. عبده كان مهتم جدًا بدراسته.. ومابيخرجش من الفيلا غير على المحاضرات، وبيخلص ويرجع يكمل مذاكرته.. على عكس فاطمة اللي ماكنش في دماغها الدراسة خالص.. كانت بتروح الجامعة وترجع عشان تنزل تروح النادي أو تخرج مع اصحابها.. وبحكم إنه كان الوحيد اللي موجود معاها، فكان عبده أقرب حد لسلمى، ومش بس عشان موجود.. لكن عشان كان فعلًا أحسن واحد فيهم..
******
- ازيك يا زقردة؟
- الحمدلله يا خالو.. انت عامل ايه؟
- الحمدلله يا حبيبة خالو.. ازيك يا أمي؟.. عاملة ايه؟
- الحمدلله ياحبيبي.. انت اخبارك ايه؟.. واخبار دراستك؟
- والله كله تمام يا أمي.. ادعيلي.
- بدعيلك.. بدعيلك انت واخواتك ربنا يصلح حالكوا ويوفقكوا.
- يارب يا أمي.. يارب.
يومها نزلت خالتي فاطمة وكانت لابسة عشان خارجة، واول ما نزلت قربت مننا وقالتلي...
- ازيك يا سمسم؟
- الحمد لله كويسة.
- ازيك يا ماما؟
- الحمدلله يابنتي.. لابسة كده وراحة على فين؟
- خارجة مع اصحابي شوية.
- هو كل يوم خروج ولا ايه؟
- وفيها ايه يعني يا ماما!.. هو انا بعمل حاجة غلط؟
- ايوة بتعملي حاجة غلط.. ماينفعش تخرجي كل يوم.. ده اخوكي الولد قاعد اهو ومابيخرجش قدك.
- طب هو كئيب، انا ذنبي ايه ابقى كئيبة زيه ليه!
اتكلم عبده وقالها...
- انا مش كئيب، انتِي اللي فاكرة إن الحياة خروجات وبس وناسية إنك في جامعة والمفروض وراكِي مذاكرة.
- ياشيخ اتلهي.. وبعدين انت كئيب، ماتنكرش.. ثم انا مش عارفة بصراحة احنا تؤام ازاي؟!
ردت عليها ستي وقالتلها...
- فاطمة لمي دورك وخفي خروج شوية وانتبهي لدراستك.
- حاضر يا ماما، بس ايدك بقى على 100 جنيه عشان انزل.
- 100ايه؟.. انتِي مش لسه واخدة مصروفك الصبح؟
- ما انا صرفته في الجامعة، هو هيفضل لحد بالليل يعني!
- والله انا مش عارفة اعمل معاكِي ايه؟
- ماتعمليش حاجة يا فوفا يا قمر، اديني الفلوس عشان انزل.
- صبرني يارب.. خدي ياستي، بس اعملي حسابك، انا مش هديكي فلوس تاني.. فاهماني.
- فاهماكِي يا عسل انتِي.
خدت فاطمة الفلوس وخرجت جري من الفيلا.. بص بعدها عبده للحاجة فوقية وقالها...
- انا مش عارف هتفضلوا تدلعوها كده لحد امتى؟!
- ماتقلقش هي فترة وهتعدي.. وإن مالمتش نفسها هقول لابوك.
*******
ده كان المشهد تقريبًا كل يوم في فيلا مرزوق.. اما مرزوق نفسه فكان قاعد في المكتب بيتابع الشغل زي عادته لما جاله تليفون...
- ايوة مين؟
- الحقني يابا؟
- في ايه ياض يا مجدي؟
- انا في القسم.
- قسم ايه؟.. وايه اللي وداك هناك؟
- مظلوم والله يا حاج.. تعالالي بس وهات معاك محامي كويس.
- محامي كويس.. في ايه ياض؟
- لما تيجي هتعرف يابا.
قفل مرزوق السكة وجري على القسم،وهناك عرف الكارثة اللي ابنه فيها، مجدي اتمسك هو وصاحبه وكان معاهم مخدرات.. بس هناك صاحبه اعترف إن المخدرات دي بتاعته، وإن مجدي مالوش دعوة بيها، وخرج مرزوق من القسم ومعاه ابنه...
- ربك سترها المرة دي، بس المرة الجاية هتتحبس.
- يابا والله الحاجة دي مش بتاعتي.. ما انت سمعت بنفسك الواد وهو بيقول انها بتاعته.
- وانت ايه اللي يمشيك مع عيل زي ده؟
- ما انا ماكنتش اعرف.
- ااااه ماكنتش تعرف.. اوعى ياض تكون فاكر إني صدقت الشويتين دول.. انا بس عديت الموضوع.. لكن وشرفي لو عرفت انك خدت الهباب ده تاني.. هبلغ عنك بنفسي.. سامع؟
- سامع يا حاج.
- يلا غور روح على البيت لحد ما اجيلك.
- حاضر يا حاج.
مشي مجدي وبعدها ركب مرزوق عربيته وطول الطريق كان بيفكر في حال عياله "مخدرات!.. هي وصلت للمخدرات!.. مش كفاية الاتنين اللي مقطعين بعض على الفلوس وبيتعاملوا كإني مُت.. لا ده كمان يطلعلي عايل تلفان.. انا عملت ايه بس عشان.. لا عملت.. عملت كتير يا مرزوق.. ده انت بجح اوي يا اخي!.. إزاي تسأل سؤال زي ده وانت عارف كويس اوي انت عملت ايه.. ولا هي الايام نستك؟!.. نسيت انت جيت هربان من بلدكوا ليه؟.. نسيت الدم اللي في ايدك واللي هتعيش بلعنته العمر كله؟"
وفي وسط تفكيره حس مرزوق بدوخة ونفسه بدأ يتخنق، ف طلب من السواق يطلع على الفيلا.. وأول ما وصل دخل فرشته ونام.
اما في المصنع ف كان عيسوي قاعد مع نعيمة وبيتفقوا على صفقة جديدة.. وبعد ما خلص سابها وخرج.. لكن وهو خارج ماخدش باله من الراجل اللي قاعد على الكرسي قدام السكرتيرة.. وبعد ما مشي عيسوي دخلت السكرتيرة لنعيمة وقالتلها...
- في واحد قاعد بره وبيقول إنه عايز حضرتك.
- واحد!.. واحد مين؟
- مش عارفة والله يافندم.. بس هو بيقول إنه معرفة قديمة.
- معرفة قديمة!.. طب خليه يدخل.
- حاضر.
وقفت السكرتيرة على الباب ووجهت كلامها للراجل وقالتله...
- اتفضل يا فندم.
قام الراجل وعدل هدومه بعدها اتقدم ناحية المكتب.. عدا من قدام السكرتيرة اللي أول ما دخل قفلت الباب، ومع دخوله بص الراجل لنعيمة اللي أول ما شافته قامت وقفت وهي مصدومة.. وساعتها قالها الراجل بابتسامة...
- ازيك يانعيمة؟.
نلتقي في الجزء الثاني
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل