
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
(صوت خبط على الباب)
- ادخل يا محمد تعالى.
فتحت الباب ودخلت، وقتها كان الشيخ عرفان قاعد على طرف السرير وبيبص ناحية الشباك اللي داخل منه نور بسيط، قربت منه وبابتسامة قولتله...
- ازيك يا عمي، عامل ايه؟
- الحمدلله بخير.. انت عامل ايه ياحبيبي؟
- والله في نعمة الحمدلله.
- دايمًا ياحبيبي، جابر بيسلم عليك.
- ايه ده هو جابر هنا؟
- اه موجود دلوقتي.
- سلملي عليه كتير واشكرهولي على اللي عمله معايا يوم قيسوم.
سكت شوية وبعدين ضحك، ف سألته باستغراب...
- في ايه ياعمي.. بيقولك ايه؟
رد عليا وهو بيحاول يمسك نفسه من الضحك...
- بيقولك ماتقعدش تتلفت حوالين نفسك كل شوية وتحاول تتواصل مع صاحبنا إياه زي ما عملت إمبارح في الشغل، وده عشان مشي خلاص ومش هينفع تكلمه تاني.
- كده!.. ماشي يا جابر مقبولة منك.
- تعالى بقى نخرج احنا بره عشان نعرف نتكلم.
- ماشي يا عمي يلا بينا.
خرجنا بره وقعد عمي على الإنتريه، أما انا فقعدت قدامه على الكرسي، وبعد ما قعدت سألني ساعتها...
- هي ياسمين قالتلك انها هتتأخر ولا ايه؟
- مش عارف والله ياعمي، بس انت عارف طالما ياسمين وماما خرجوا عشان يشتروا حاجة، يبقى مش هيرجعوا دلوقتي أبدًا.
ضحك وهو بيقولي...
- الستات كلهم كده، ده يمكن ياسمين والست والدتك رحمة شوية، ده في ستات لازم تخرج كل يوم وكأنه فرض عليهم ولازم يأدوه.
ضحكت وبعدين سألته...
- صحيح ياعمي بمناسبة إن جابر كان موجود وبيكلمنا من شوية، في سؤال شاغلني من زمان وعايز اعرف إجابته.
- سؤال ايه؟
- هو جابر معاك من إمتى وازاي؟
- يااااه دي حكاية قديمة أوي.
- وانا نفسي اعرف الحكاية دي.
- ماشي.. قوم اعملنا كوبايتين شاي وتعالى احكيلك الحكاية.
- حاضر ياعمي.
قومت فعلًا عملت كوبايتين الشاي ورجعت، بعدها قعدت قدامه وقولتله وانا بناوله الشاي...
- اتفضل يا عمي.
مسك الكوباية مني وقالي بابتسامة...
- تسلم ايدك يابني.. اسمع بقى ياسيدي الحكاية من أولها...
في يوم كنت قاعد في البيت بعد الضهر، مريح شوية، وفجأة سمعت الباب بيخبط، اول خبطتين كانوا جامدين، بعد كده الخبط هدي، زي مايكون اللي بيخبط اتكسف، قومت ناحية الباب وفتحت، عشان الاقي مين قدامي؟.. عمك فرج الله يرحمه.
- عم فرج ابو سليمة؟
- هو بعينه، كان لسه شباب وقتها، المهم، اول ما فتحت لقيته واقف وبيجيب عرق من كل حتة، بصيت له باستغراب، وساعتها قالي وهو بينهج...
- الحقني يا عرفان، الحقني.
- في ايه يا فرج؟.. مالك؟!
- محاسن اختي.. محاسن.
- مالها محاسن يا فرج؟
- محاسن بتضيع مني.. بقالها اسبوع مش طبيعية والنهاردة لحقناها بالعافية، كانت واقفة على سور البلكونة وعايزة ترمي نفسها.
- طب وهي فين دلوقتي؟
- انا سيبتها مع ابويا وجيت عشان اخدك معايا، الحقني يا عرفان أرجوك، محاسن هتموت لو اللي معاها ده مابعدش عنها.
- اللي معاها؟!.. وانت ايش عرفك إن معاها حد؟
- هو، هو اللي اتكلم معانا وقالنا إنها بقت بتاعته، واللي هيحاول يقرب منها هيقتله.
- ماشي، ادخل يا فرج استناني خمس دقايق هغير هدومي واجي معاك.
- لا انا هستناك هنا، بس بسرعة بالله عليك عشان انا سايبهم مكتفينها بالعافية.
- طيب طيب، مش هتأخر.
دخلت لبست هدومي ونزلنا بعدها احنا الاتنين وروحنا بيت العيلة بتاعهم، أول ما فرج دخلني الشقة حسيت بقبضة غريبة، قعدت في الصالون وهو دخل جوة عشان يبلغ اهله، الصالون كان فيه برواز كبير ومرسوم فيه صورة غريبة، كانت لشخص ماسك في ايده حربة وبيبص على الفريسة اللي قدامه وهو موجِه راس الحربة ناحيتها، وفجأة لقيت الشخص ده بيلف راسه وبيبص لي، بعدها ابتسم ابتسامة خبيثة قبل ما يرفع ايده بالحربة ويرميها عليا، اتحركت من مكاني بسرعة، وفي اللحظة دي فوقت على صوت الباب بيتفتح، اتعدلت في قعدتي ودخل فرج ومعاه ابوه، الحاج ابو سليمة، مد ايده يسلم عليا وهو بيقولي...
- ازيك يا عرفان؟.. اسفين اننا جيبناك على ملا وشك كده.
- ازيك انت ياعمي؟.. لا مافيش حاجة، إحنا أهل، ومحاسن أختي زي ما انت عارف.
- عارف يابني، وعشان كده أول ما حسيت بالخطر بعتلك على طول، انا متأكد إنك هتعمل كل اللي تقدر عليه عشان ترجعلي بنتي.
- بإذن الله ياعمي.
في اللحظة دي الشخص اللي في الصورة اللي كانت ورا عمي ابو سليمة، ابتسم ابتسامة خبيثة، اتحرك عمي وقعد على الكنبة وبعدين شاورلي على الكرسي...
- اقعد يا عرفان.. محاسن خمس دقايق واخواتها هيجيبوها.
قعدت وانا بقوله...
- براحتكوا ياعمي.
- انا مش عارف ايه اللي صابها، كانت زي الفل لحد ما فجأة بدأت تصرفاتها تتغير، بقت تقفل على نفسها الأوضة بالساعات، ولما نخبط عليها عشان تيجي تاكل أو تخرج تقعد معانا، كانت تقول لا، ولو حد فينا ضغط عليها تزعق وتصرخ في وشه، ومن خمس أيام قلقت بعد نص الليل كده وقومت عشان اروح الحمام، بس ساعتها لقيت الباب مقفول، قعدت على الكنبة في الصالة وقولت استنى على ما اللي جوة يخرج، بس عدت خمس دقايق، ف قومت ناده بصوت عالي "يلا ياللي جوة شهل شوية" استنيت دقيقتين، وبعدين قومت وانا متعصب، خبطت على الباب جامد "في ايه؟.. هتبات في الحمام" بس بعد ما خلصت جملتي سمعت صوت غريب جوة، كان في صوت حد بيتكلم بكلام مش مفهوم، وبعدها لمحت نور أحمر تحت عقب الباب، رزعت الباب جامد وانا بصرخ "مين اللي جوة؟"، وفي وسط خبطي وصراخي الباب اتفتح، كانت محاسن اللي بصت لي بهدوء وبعدها سابتني ومشيت، فضلت واقف لثواني ببص عليها وايدي متعلقة في الهوا، بعدها حسيت بحاجة غريبة، زي ما يكون في حاجة همست في ودني وقالتلي "ادخل أقضي حاجتك ومالكش دعوة بيها" لقتني بردد بتلقائية وبخوف "حاضر.. حاضر"، دخلت الحمام ورجعت الأوضة بعدها وقعدت على طرف السرير، لكن نظرة عينيها وهي خارجة من الحمام مافارقتش خيالي، وكمان الصوت اللي سمعته فضل يتردد في دماغي، كنت حاسس اني هموت من الرعب، وماقدرتش انام ليلتها، ولما النهار طلع وروحت الدكان بتاعي، كانت أول ساعة أحس فيها بالأمان من وقت ما شوفتها خارجة من الحمام، ويمكن عشان كده نمت وانا قاعد، بس يارتني ما نمت، لاني أول ما روحت في النوم شوفت نفسي واقف في أوضة، لا ماكانتش أوضة، ده كان مكان كبير مالوش حدود من أي جِهة، بس كله أسود حالك، وفجأة ظهرت قدامي محاسن وهي واقفة بعيد عني، كانت متكتفة بالحبال وبتصرخ "الحقني يابا" خدت بعضي وجريت عليها بسرعة، ومافيش كام خطوة ولقيت نار ولعت قدامي على بُعد خطوتين، وقفت وانا ببص على النار، بس من ورا النار كنت سامع وشايف محاسن وهي بتصرخ وبتعيط، بصيت شوية وبعدين جريت على النار وعديت من وسطها، وقعت على الأرض وانا بطفي النار اللي مسكت في طرف الجلابية، بعدها قومت بسرعة وكملت جري، بس مافيش كام خطوة كمان ولاقيت قطتين سود، بس مش قطط من اللي بنشوفها دي، لا، دول كبار جدًا، تحس إنهم نمور، عينيهم حمرة وابتسامتهم مرعبة، كانوا واقفين ومستنيني أقرب عليهم، بصيت في عيونهم برعب وسمعت وقتها حاجة جوايا بتقولي "ارجع من مكان ماجيت"، بس وقتها صرخة محاسن شقت الصمت ورجعتني لعقلي، ف جريت ناحيتهم، أول واحد فيهم نط على صدري، بعدته بايدي ورميته على يميني، والتاني عضني من رجلي، استحملت الألم وبكل ما فيا ضربته برجلي عشان يطير على شمالي، جريت بعدها بأقصى سرعتي، بس مافيش دقيقة ولقيت القط الأول بيجري على يميني وبيحاول يمسك رجلي، كنت بفادي نفسي منه، لحد ما فجأة اختفى، ومع إختفائه ظهر قدامي تعبان ضخم، واقف ولافف نفسه على جسمه وفارد راسه وهو مطلع لسانه على الأخر، فكرت ساعتها انا هخلص منه ازاي؟.. وماكنش في حل غير إني أواجهه وزي ما تيجي، قربت منه بهدوء وببطء لحد مابقى بيني وبينه متر واحد، ساعتها لقيته فرد طوله كله على الأرض وفي ثانية لف نفسه تاني ووشه بقى في وشي، مسكت راسه بايديا الاتنين، كان بيحاول يلدغني بلسانه، لكني تبت جامد على راسه، وفي اللحظة دي، فوقت على صوت واحد من الصبيان وهو بيهزني...
- يا معلم، يا معلم.
- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
- في ايه يا معلم مالك؟
اتنهدت وقولتله وانا بتاوب...
- مافيش.. خير، كنت عايز ايه؟
- كنت عايز مفتاح المخزن عشان اجيب بضاعة ناقصة.
خرجت المفتاح من جيبي واديتهوله، وبعد مامشي، ريحت ضهري في الكرسي وانا بفتكر الحلم وبسأل نفسي، ياترى ايه اللي حصل لمحاسن إمبارح في الحمام؟.. ومين اللي مكتفها كده؟.. وقبل ما الاقي إجابة لسؤالي لقيت تليفون المحل بيضرب، رفعت السماعة وكانت خالتك روحية هي اللي بتتصل...
- الحقني يا ابو فرج، الحقني يا اخويا.
- في ايه يا روحية؟
- الواد سلامة ابنك متشنج زي اللي لدغته عقربة.
- ايه!.. سلامة.. طب اقفلي اقفلي، انا جايلك حالًا.
قومت من على المكتب وجريت على البيت، وأول ما دخلت لقيت سلامة نايم على كنبة الصالة متخشب وجسمه كله متلج، شيلته وجريت بيه على المستشفى، وهناك الممرضين استلموه مننا وجريوا به على أوضة الاستقبال، قعدت على الكرسي اللي في الممر وانا نفسي مقطوع وقلبي مقبوض، وفجأة لقيت خالتك روحية بتقرب مني وعينيها مبرقة، بصيت لها باستغراب، فقربت مني أكتر...
- في ايه يا ولية؟
ماردتش عليا، انا لقيتها نازلة براسها ناحية رجلي الشمال ومسكت طرف الجلابية ولقيتها بتقولي...
- الدم ده من ايه؟
- دم!.. دم ايه؟
بصيت على طرف الجلابية، لقيته دم فعلًا، بصيتلها باستغراب وقولتلها ...
- مش عارف!.. مش عارف الدم ده جِه منين؟
- شوف لاتكون اتعورت.
رفعت طرف الجلابية وساعتها لاقيت تحتها دم متجلط، دققت أكتر لاقيت اثار لنابين غارزين في مكان الجرح، دي أنياب ايه دي، وقتها الحلم جِه في بالي، يعني ايه؟.. يعني القط اللي عضني في الحلم عضني في الحقيقة!.. ازاي ده؟.. في اللحظة دي خرج الدكتور من الأوضة، ف نزلت الجلابية وقومت جريت عليه...
- خير يا دكتور؟.. طمني.
- إن شاء الله خير.. هو في تعبان عضه صح؟
ردت أمه على الدكتور...
- لا، وبعدين التعبان هيجيله منين؟!
قولت في سري ساعتها "انا عارف التعبان جاله منين"، قربت من الدكتور وقولتله...
- يعني الواد هيبقى كويس ولا ايه الوضع؟.. فهمني يا دكتور؟
- ماتقلقش يا حاج اطمن، هو التعبان اللي عضه ماكنش سام، بس اللي حصله ده طبيعي من أثر العضة، والحمدلله إنكوا جيبتوه بسرعة على المستشفى.. هو بكرة إن شاء الله هيبقى كويس.
- بجد يا دكتور؟
- بجد يا حاج اطمن.
في اللحظة دي اتكلمت خالتك بذهول...
- لا حول ولا قوة إلا بالله يعني الواد يقرصه تِعبان والراجل تعضه قطة في يوم واحد.
بصلها الدكتور باستغراب وسألها...
- مين ده اللي عضته قطة؟
- جوزي اللي قدامك ده يا دكتور.
قولتله بارتباك...
- سيبك من كلامها يا دكتور وخلينا في الواد.
- لا معلش يا حاج.. وريني العضة دي لو سمحت.
- يا دكتور انا كويس وبخير.. ركز انت بس مع الواد.
- يا حاج مافيش حاجة اسمها كويس وبخير، لازم اشوف العضةدي، لانك بسببها ممكن تضطر انك تاخد حقن المصل، وإلا هيبقى في خطورة عليك.
رفعت طرف الجلابية وبعدها بص الدكتور على مكان العضة وقالي...
- انت اتعضيت إمتى؟
- مش عارف.
- مش عارف!.. مش عارف إزاي ياحاج، دول النابين غارزين في رجلك، إزاي ماحستش بيهم؟
- اهو، اللي حصل يا دكتور.
- طب انت المفروض تاخد المصل دلوقتي حالًا.. بس ده مش هنا، هتروح مستشفى الحميات وهم هناك هيدوك المصل.
- بعدين.. بعدين ابقى اروح.
- اسمع الكلام يا حاج الله يباركلك، الموضوع ده مافيهوش استهتار.. انت كده هتأذي نفسك.
اتكلمت روحية وقالتلي بلهفة...
- روح يا حاج خد المصل وتعالى، وانا هستنى هنا مع سلامة لحد ما تيجي.
- ماتقلقش يا حاج، انا كمان معاه ومش هسيبه لحد ما ترجع.
- ماشي يا دكتور اللي تشوفه.
سيبتهم وروحت المستشفى خدت المصل، بس وانا راجع في الطريق في حاجة جوايا قالت لي "ياترى محاسن بتعمل ايه في البيت لوحدها؟" قلبي اتوغوش وعشان كده غيرت طريقي وروحت ناحية البيت، واول ما وصلت طلعت جري على فوق، فتحت الباب ودخلت...
- محاسن.. يا محاسن.
ماكانتش بترد، جريت على أوضتها لقيت الباب مفتوح والأوضة مكركبة على الأخر، دولابها كان مفتوح وهدومها كلها مرمية على الأرض، والكتب بتاعتها هي كمان كانت مرمية على الأرض وأغلبها متقطع، وقفت مكاني مصدوم لحد ما فوقت وجريت على باب الشقة، جريت وانا كل اللي في دماغي وقتها إنها هربت، بس وانا بجري ناحية الباب سمعت صوت جاي من الحمام، وقفت عشان اسمع، كان صوت محاسن اللي بتقول...
- انا مش هسمحلك تدمر عيلتي ولا تأذيهم.
حاولت افتح الباب، بس كان مقفول، فندهت عليها...
- محاسن.. افتحي يا بنتي.. افتحي وماحدش هيقدر يأذيكي صدقيني.
ماردتش عليا، دي كملت كلامها وقالت...
- انت عايز ايه؟.. عايزني انا؟.. انا عمري ما هسلملك نفسي حتى لو فيها موتي.. واديني اهو همشي واسيب البيت خالص.. ولو عايزني بقى تعالى ورايا.. لكن أهلي، مستحيل أديك الفرصة انك تعمل فيهم كده.
رزعت على الباب بكل قوتي...
- يابنتي افتحي أرجوكي.
برضه ماسمعتش كلامي، رجعت لورا وخبطت الباب بكتفي مرتين تلاتة لحد ما اتفتح في الأخر، وساعتها.. ساعتها شوفت محاسن، كانت واقفة وضهرها ليا، بس كانت واقفة في وسط دايرة مليانة دم، قربت منها بسرعة، وبمجرد مامديت ايدي جوة الديرة حسيت بنار بتحرقها، سحبت ايدي بسرعة، بعدها لقيت محاسن لفت وبصتلي وعينيها بتطق شرار، كان لونهم أحمر، نفس عيون القطتين اللي شوفتهم في الحلم، بصت لي بهدوء لثواني، ومن الخوف جسمي اتنفض ورجعت خطوتين لورا، وفجأة صرخت في وشي صرخة مرعبة وقالت كلام انا ماكنتش فاهم هو بلغة ايه بالتحديد، وقعت على الأرض من الفزع، حاولت تخرج من الدايرة لكنها ماقدرتش، بعدها قالت، أو بمعنى أدق هو اللي قال على لسانها...
- إياك تحاول تقرب منها تاني.. المرة دي كان مجرد تحذير، لكن المرة الجاية هيكون فيها موتكوا كلكوا، ولو سيبتها تخرج من البيت عيلتك كلها هتموت قدام عينيك.
بعد ما خلص كلامه الدايرة اختفت ومحاسن وقعت على الأرض، زحفت ناحيتها لحد ما وصلتلها، كانت منهارة في العياط، خدتها في حضني وطبطبت عليها...
- مش عايز يسيبني يا بابا.. انا كرهت نفسي والدنيا كلها.
- مين ده يابنتي وبيعمل فيكي كده ليه؟
- ماعرفش.. ماعرفش.
- طب اهدي، اهدي وتعالي نخرج من هنا.
خدتها وخرجنا من الحمام، قعدتها على الكنبة اللي بره ولاحظت إنها بردانة وبتتنفض، دخلت جيبت بطانية وغطيتها بيها وفضلت قاعد جنبها، كانت بتخطرف بكلام غريب ومش مترتب، كانت بتقول كلمات مالهاش علاقة ببعض، زي مثلًا...
- مريم، المدرسة، كاريمان، الدم، الكتاب.
كلمات زي دي ماقدرتش افهم معناها ايه، لكنها فضلت تكررهم لحد ما سكتت خالص ونامت، بقيت قاعد بين نارين، مش عارف أروح المستشفى ازاي واسيبها كده؟.. وبرضه مش عارف اقعد جنبها واسيب امها واخوها لايصين في المستشفى، كلمت المحل عندي وطلبت من عيل من اللي شغالين معايا يروح لفرج شغله ويقوله يسيب اللي في ايده ويجي، وبعد نص ساعة كان فرج وصل البيت، ومع وصوله، طلبت منه يقعد جنب محاسن على ما أروح المستشفى اطمن على أخوه وارجع، ولما روحت المستشفى، لقيت سلامة اتنقل أوضة خاصة ومحطوط تحت الملاحظة، دخلت الأوضة وكانت روحية قاعدة جنبه على الكرسي، اول ما شافتني قامت بلهفة وسألتني...
- عملت ايه يا اخويا؟
- الحمدلله خدت المصل والمفروض هاخد 14 واحدة كمان.
- يالهوي 14 حقنة كمان؟
- اه بيقولوا إنهم 15 واحدة ولازم يتاخدوا كلهم ورا بعض.. المهم طمنيني، الواد سلامة عامل ايه؟
- الحمدلله بقى أحسن.. بس انت اتأخرت كده ليه؟
- مافيش حاجة، بس السكة كانت زحمة.
******
في الوقت ده قطع كلام عم ابو سليمة صوت باب الصالون بيتفتح، رفع راسه وبص ناحية الباب وبعدها قالي...
- ثواني يا عرفان ياابني اشوف في ايه واجيلك.
- اتفضل ياعمي.
قام ناحية الباب وساعتها سمعت صوت فرج بيهمس...
- مش قادرين عليها يابا، دي مبهدلة الدنيا جوة.
- طب تعالى معايا نشوف الحكاية دي.
خرجوا بعدها وقفلوا الباب، كنت باصص قدامي وسرحان في الكلام اللي حكاه عم ابو سليمة، لحد ما بعد دقيقة سمعت صوت ضحكة غريبة، بصيت حواليا يمين وشمال لكن ماكنش في حاجة، بس لما صوت الضحكة رجع تاني قدرت احدد مصدره، كانت الصورة اللي متعلقة على الحيطة، الشخص اللي في الصورة كان بيضحك بشكل واضح وكأنه إنسان حقيقي، بصيتله وركزت معاه، ملامحه كانت بتتغير بالتدريج لحد ما بقت ملامح مرعبة، قلبي كان بيدق جامد، ماعرفش ليه كنت حاسس بالخوف ناحيته، كانت أول مرة أحس الإحساس ده، اتواصلت مع اللي معايا وقتها وسألتها...
- مين ده؟
قالت في ودني بهمس...
- رابان، من أعتى الملوك.
- عايز منها ايه؟
- رابان مش بيظهر لوحده يا عرفان، أكيد البنت دي هي اللي طلبته.
- وطلبته ليه؟
- مش قادرة أوصل لأي حاجة تخصها، رابان مانعني من الوصول ليها.
ضحك الشخص ده تاني قبل ما فجأة ترجع الصورة لطبيعتها، وفي نفس اللحظة اتفتح باب الأوضة وسمعت صوت دوشة عالية، كان الحاج ابو سليمة ومعاه فرج وسلامة بيجروا محاسن عشان تدخل الأوضة، قعدوها قدامي على الكرسي، وأول ما شافتني وقفت مقاومة وركزت معايا جامد، وبعد دقيقة ابتسمت ابتسامة خبيثة، بصيتلها بقلق ولفيت وشي لعم ابو سليمة اللي كان قاعد جنبها ومُتحفز...
- كمل ياعمي، ايه اللي حصل بعد ما اطمنت على سلامة؟
بص لي باستغراب وكأنه عايز يقول انت هتسيب محاسن وتكمل كلامنا؟!.. لكنه جاوب على سؤالي بتوتر...
- بعد ما اطمنت على سلامة جيبته ورجعنا البيت، وساعتها فرج حكالي اللي حصل معاه.. احكي لعرفان اللي حصل معاك يافرج.
اتكلم فرج بصوت هادي وقالي...
- بعد ما ابويا مشي يومها دخلت بصيت على محاسن، كانت في سابع نومة، خرجت وقفلت الباب عليها وروحت أوضتي، غيرت هدومي ودخلت المطبخ أعمل حاجة أكلها، ماكنتش فاهم ابويا جابني ليه؟.. كل اللي قاله إنها تعبانة جدًا وعايزني أفضل جنبها لحد ما يروح المستشفى يجيب سلامة وأمي عشان بيكشفوا عليه، وبرضه ماقليش اللي حصل مع سلامة، الموضوع كان غريب، بس قولت لما يرجع هبقى اسأله، المهم، وانا واقف في المطبخ وبسخن الأكل اتخايلت بحاجة عدت من ورايا، لفيت بسرعة، لكن ماكنش في حاجة، ف رجعت بصيت على البوتجاز تاني، بس بعد ثواني سمعت صوت همس غريب، اتلفت للمرة التانية وبرضه مافيش حاجة، وساعتها بقى ندهت بصوت عالي...
- محاسن.. انتِي صحيتي؟
ماجاش رد، بدأت اتوتر، وطيت النار على الأكل وطلعت في الصالة، بصيت على أوضة محاسن لقيت بابها مقفول، ولمابصيت على الحمام كان مضلم وبابه متوارب، لفيت وشي وبصيت على أوضة ابويا وأمي لقيت بابها مقفول، اطمنت شوية ولفيت عشان ادخل المطبخ، بس ساعتها.. ساعتها لقيت الحمام خارج منه نور أحمر، ركزت شوية وشوفت زي ما يكون في نار والعة في الحمام، جريت على هناك بسرعة، وأول ما فتحت الباب، قلبي كان هيوقف من اللي شوفته، كان في كيان غريب في الحمام، واقف وكأنه مستنيني، أول ماشافني ابتسم ابتسامة واسعة، بعدها قرب بهدوء، حاولت اتحرك لكن رجلي كانت متسمرة في الأرض، قرب مني لحد ما بقى نفسه في نفسي، شهقت وانا حاسس بحرارته اللي كانت عالية، وكأنه بتحرقني، ومع قُربه همس في ودني وقالي...
- انت الوحيد اللي لسه ماتأذيتش فيهم.
حاولت أنطق، لكن الكلام ماكنش بيخرج مني، بص لي بتفحص وهو بيلف حواليا وبعدين قالي...
-انت اللي هتخلص منهم كلهم، انت اللي هتحرر أرواحهم المتقيدة في أجسامهم، النار هي أصل كل شئ، لازم يدخلوا جواها عشان يتحرروا، حرر روح أختك.. دخلها جوة النار عشان ترتاح.
صوته كان بيسحر دماغي، كنت حاسس إني مسلوب الإرادة، لف حواليا لفة كمان وقالي...
- ابوك كدب عليك، أختك ماعندهاش شوية برد، أختك تعبانة تعب شديد، وانت بس اللي في ايدك خلاصها، وهو أكيد هيفرح لما يرجع ويلاقيها بقت كويسة، مش انت عايز أختك تخف؟
هزيت راسي في خضوع رهيب، فابتسم هو وقالي...
- خلاص، يبقى لازم تريحها وتديها العلاج.. النار هي علاجها.. حرق بسيط في الوش بعدها هتخف وتبقى كويسة.
بعد ما خلص جملته حسيت بجسمي اتحرر وبقيت قادر على الحركة، بس لقتني رايح ناحية المطبخ، خدت سكينة وروحت ناحية البوتجاز، شيلت الأكل اللي كان على النار وحطيت السكينة مكانه، ووانا بعمل كده، سمعت صوته في ودني "ايوة كده، علاج بسيط لمشكلة كبيرة" فضلت واقف قدام النار لحد ما السكينة أحمرت وطلع منها شرار، مسكتها من المقبض وخرجت من المطبخ، روحت ناحية أوضة محاسن، كنت حاسس بيه وهو بيتحرك جنبي، مسكت مقبض الأوضة وفتحته، وقبل ما أدخل، سمعت صوت الباب بيتفتح، لفيت وشي وساعتها لقيت أبويا قدامي ومعاه سلامة وأمي، فوقت ساعتها ولقيت السكينة في ايدي، ارتبكت وخبيت ايدي ورا ضهري، لكن ابويا قرب مني بسرعة وسألني...
- ايه اللي ورا ضهرك ده؟
- مافيش حاجة يابا.
- قولت وريني اللي في ايدك ده.
لوى دراعي وساعتها شاف السكينة في ايدي، حاول يمسكها لكنه اتلسع، رميتها على الأرض وانا بعيط، قرب مني وضربني بالقلم وهو بيسألني...
- انت كنت عايز تعمل ايه في أختك؟
- انا.. انا.
- انطق يا ابن ال...
- ماعرفش.. ماعرفش.. انا ماكنتش في وعيي، في حاجة غريبة بتحصل يابا.. في حد بيكلمني وهو اللي قالي اعمل كده.
أول ما قولت الكلمتين دول لقيته بيقولي بتلقائية...
- هو كلمك انت كمان!
- هو مين يابا وعايز مننا ايه؟
حضني والدموع في عينيه وقالي...
- ماعرفش ياابني، بس إن شاء الله هنخلص منه.
- احنا لازم نمشي من هنا.
- لا، لا مش هينفع نمشي.
استغربت اعتراضه وقتها، وسألته...
- ليه مش هينفع؟
- انا قولت مش هينفع يبقى مش هينفع.
اتكلمت أمي وقالتله...
- يبقى لازم نشوف حل يا أبو فرج، ماهو احنا مش هنفضل قاعدين كده لحد ما إبن الصرمة ده يخلص علينا واحد ورا التاني.
في اللحظة دي أمي زي مايكون في حد ضربها على نفوخها ولقيناها وقعت على الأرض وأغم عليها، جريت عليها انا وابويا اللي صرخ فيا وقالي...
- أبعد عنها، خد أخوك وخليك بعيد.
شالها ابويا ونيمها على الكنبة وفضِل يفوق فيها، لكنها ماكنتش بتفوق، رفع راسه وهو بيتلفت حواليه...
- انت عايز مننا ايه؟.. ابعد عننا وسيبنا في حالنا.
ساعتها سمعته بيهمس في ودني "قول لابوك على الحل اللي قولتهولك" زعقت وانا بوجِه كلامي لابويا...
- بيقول إن الحل حرق بسيط وش محاسن، بعدها كل حاجة هتختفي.
- انا لايمكن أعمل كده، ولا أي حد فينا هيعمل كده، وانت هتسيبنا وتمشي بمزاجك أو غصب عنك.
كنت قادر اسمع ضحكة الكيان ده في ودني، كانت ضحكة مرعبة، هزتني من جوة، ابويا ماهتمش ورجع يفوق أمي، قرأ عليها قرآن كتير، لحد ما في الأخر فاقت، بعدها فضل يلف في الشقة كلها وهو بيقرأ قرآن بصوت عالي، دخل الأوضة وهز محاسن وهو مكمل في قراية القرأن، وأول ما فاقت مسكها من ايدها وخرجها في الصالة معانا، وبعدها دخل أوضته جاب مصحف ومشي على بيبان الأوض كلها وقفلها، ولما خلص رجع وقعد في الصالة واحنا قدامه وفضِل يقرأ بصوت عالي، كنت سامع صوت همس في الأول بيقول "حذر ابوك ان اللي بيعمله ده هيأذيكوا كلكوا" ماهتمتش وبدأت اقرأ انا كمان، قعدنا كده حوالي ساعة، لحد ما فجأة ابويا وقف قراية وبص حواليه وساعتها قال بارتياح...
- الحمدلله خرج من البيت.
******
في اللحظة دي ضحكت محاسن أو الكيان اللي معاها هو اللي ضِحِك، ضِحِك ضحكة عالية جدًا وبعدها قالي...
- مساكين، فاكرين إنهم لما يقرأوا شوية قرآن هيتخلصوا من العفريت.. بتصعبوا عليا، حقيقي بتصعبوا عليا.
بصيت له وانا بقوله...
- مايصعبش عليك غالي.. وانت ايه بقى، مابتخافش من القرآن؟
- لا طبعًا مابخافش منه.
- لا قلبك ميت بصحيح، بس احنا ماتعرفناش.. انت مين؟
- انت اللي مين عشان تقعد قدامي وتنول شرف الكلام معايا؟.. انت عارف انت بتتكلم مع مين؟
- لا مش عارف، واديني بسألك اهو.. انت مين؟
- اللي معاك أكيد قالتلك، وبالمناسبة، انا سيبتها بس عشان تعرفك انت بتتكلم مع مين.
- اه، انت بقى ملك على حسب كلامها.
- ومش أي ملك.
- طب اهدى بس كده وقولي انت عايز منها ايه؟
- قولتلك مش هديك شرف الكلام معايا.
- طيب اللي تشوفه.
قومت وقفت قدام محاسن وقولت لعم ابو سليمة...
- امسكوها كويس ياعمي واياك تفلت منكوا.
فعلًا كل واحد فيهم مسكها من ايد وسلامة حط ايديه الاتنين على أكتافها عشان ماتقومش، بعدها طلعت إزازة من الشنطة بتاعتي فيها ماية مخلوطة بحاجات معينة ومقري عليها ايات مخصوصة من القرآن، وبدأت أروش وشها بالماية دي، كان بيصرخ من الألم وكأني برش عليه ماية نار، في اللحظة دي ابتسمت وانا بقوله...
- مش انت كنت عايز تحرق وشها، اديني بحرقهولك اهو.
رشيت كمية تانية، ف صرخ أكتر، بس المرة دي قال...
- انت مش عارف انا ممكن اعمل فيك ايه؟.. انا مش هسيبك.
- وانا مش عايزك تسيبني.
خلصت جملتي ورشيت في وشه شوية كمان، بعدها حطيت الإزازة على ترابيزة الإنتريه وقولتله...
- هاه هتتكلم؟.. ولا نجرب حاجة جديدة.
- مش هتكلم ومش هسيبك.
- ماشي براحتك.
حطيت ايدي فوق راسها من غير ما المسها وبدأت اقرأ آيات معينة، وفي نفس الوقت طلبت من نورسين إنها تخنقه بعد ما يضعف، كان بيصرخ من الألم، وفي الأخر نطق...
- خلاص، خلاص، خلااص هتكلم.
- انا بقى مش عايزك اتكلم.. انا هخلص منك للأبد.
- لا أرجوك، انا هتكلم وهقولك كل اللي انت عايزه.
شيلت ايدي من فوق راسها وقولتله...
- لو كدبت عليا في حرف واحد نهايتك هتكون الحرق.
- مش هكدب.
- مين اللي باعتك؟.. وبتشتغل مع مين؟
- مش بشتغل مع حد، انا ملك قبيلة الهَدرَا، كنت في قبيلتي لما واحدة من جنسكوا قرات الطلسم وحضرتني، وبعدها طلبت مني أذية البنت دي؟.. لكن انا ماعرفهاش ولا كنت عايز أذيها.
- ومين بقى اللي حضرتك وطلبت منك كده؟
- هم بنتين مش بنت واحدة، اتنين أصحابها، مريم وكاريمان.
- وكانوا عايزين يأذوها ليه؟
- كانوا عايزين يشوهوا جمالها عشان هي أجمل منهم، وكمان واحدة فيهم كانت عايز تنتقم من العيلة كلها عشان فرج غدر بيها.
اتكلم ساعتها فرج وقال...
- يعني مريم هي اللي عملت كده في أختي؟!
حسيت بالإحراج وقتها، لكن خلاص اللي حصل حصل، خدت نفسي ورجعت بصيت للكيان ده وسألته...
- وانت بقى بتنفذ أي حاجة، اي حد بيطلبها منك؟
- هم عملوا كل المطلوب وقدمولي فروض الولاء والطاعة.. وعشان كده لازم أنفذ طلبهم.
- انت اسمك ايه؟
- رابان.
- انت ديانتك ايه يا رابان؟
- انا مجوسي.
- طب بص انا هعرض عليك عرض من اتنين.. وانت براحتك، اختار اللي هيجبك فيهم، العرض الأول إنك توحد بالله وتكون مسلم وتكفر عن كل ذنوبك اللي عملتها، والعرض التاني إني احرقك واخلص الناس من شرورك للأبد.. قولت ايه؟
- بس انا ماينفعش أكون مسلم.
- ليه ماينفعش؟
- في قبيلة كاملة ورايا.. ماينفعش ملك القبيلة يخرج عن الديانة.
- وهو في ملك قبيلة يتذل كده برضه؟، رابان، ينفع، وزي ما كنت بتضلل قبيلتك كلها زمان، هتدلهم على طريق الحق دلوقتي، وكمان هتخليهم يمنعوا أذاهم عن البشر.
- بس انا...
- شكلك مش عايز، تمام خلينا في العرض التاني.
حطيت ايدي على راس محاسن وبدأت اقرأ قرآن من تاني، بس قبل ما أكمل الآية صرخ وقالي...
- خلاص خلاص.. انا موافق بس بشرط.
- شرط ايه؟
- أكون أعلى واحد عندك، وكلمتي تمشي عليهم كلهم.
- انا ماكنتش ناوي اشغلك معايا، بس لو عايز تشتغل معايا مافيش مشكلة، هتكون أعلى واحد عندي وده مش عشان شرطك.
- اومال عشان ايه؟
- لسبب تاني مش هقولك عليه.. ودلوقتي قول ورايا الشهادتين.
وبعد ما نطق الشهادتين وأسلم خرج من جسم محاسن اللي رجعت بعدها طبيعية من تاني، قومت نضفت البيت وحصنته كالعادة بعد أي جلسة، ومن يومها وماحدش عندهم شاف حاجة، وجابر اشتغل معايا زي ما قال، لحد ما في يوم لقيته بيطلب مني طلب غريب...
- انا مش عايزك تندهلي باسم رابان تاني.
- ليه؟
- بيفكرني بأيام عايز انساها؟
- طب وعايزني أندهلك بايه؟
- جابر.. قولي يا جابر.
- اشمعنا جابر؟
- جابر يعني المنقذ، وزي ما كنت بأذي ناس كتير زمان، فانا دلوقتي هنقذهم من اذى اللي كنت منهم في يوم من الأيام.
بس يا سيدي ودي كانت معرفتي بجابر.
- يااااه يا شيخ عرفان يعني جابر كان في يوم من الأيام هو اللي بيأذي الناس.
- يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم.
- صدق الله العظيم، عندك حق ياعمي ماحدش عارف خاتمته هتكون على ايه؟
- على حسب نيتك، لو نيتك خير وقلبك صافي هتلاقي ربنا بياخد بايدك لطريق الحق.
- صح.
- اتصل بيهم بقى شوفهم اتأخروا كده ليه؟
- هم مين؟
- ياسمين والست والدتك ياحبيبي.. انت نسيتهم ولا ايه؟
- ااااه صح صح، والله ياعمي انا ركزت في حكاية جابر لحد ما نسيت نفسي.
تمت بحمدالله
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل