القائمة الرئيسية

الصفحات

شديد - الشيخ عرفان 12 قصص رعب

بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

- ياسمين.. ياسمين.. يا محمد.. انتوا فين يا ولاد؟

كنت بدور وبنده بصوت عالي وانا ماشي بين الخراب اللي سببته النار لما مسكت في الشقة اللي فجأة بقيت بيت أشباح، الحيطان كلها أسود والعفش كله اتحرق، الدنيا ضلمة، مشيت ناحية اوضة النوم وانا لسه بنده...

- يا ياسمين.. يامحمد.

دخلت الأوضة بس ماكنش فيها حد، ماكنش في غير نور ضعيف جاي من الشباك وعلى ضوئه شوفت الخراب اللي حواليا، كل حاجة اتحرقت، وعلى الحيطة اللي في وشي كان مكتوب "النهاية قربت" وعلى الجدار التاني كان مكتوب "خِلصِت يا عرفان" خرجت جري من الأوضة وروحت ناحية أوضة ملك، وساعتها شوفت على الباب رسمة بطول الباب  لبنت شعرها منكوش وعينيها نازل منها دم، والنار تحت رجليها، مسكت الأوكرة وحاولت افتح الباب لكن مابتفتحش، خبطته بكتفي مرة واتنين وتلاتة وعشرة، بس برضه مابيتفتحش، وفي اللحظة دي سمعت صوت صريخ جاي من الصالة، جريت على الصوت بسرعة، واللي شوفته كان منظر بشع، كان قدامي محمد متعلق في النجفة وجسمه مدلدل ناحية الأرض، قربت منه والدموع في عينيا مسكت رجليه وبصيت على راسه، عينيه ماكنتش موجودة وفي خطين دم نازلين منهم، حاولت انزله لكن ماعرفتش وفي وسط محاولاتي جت عيني على الحيطة اللي وراه وكان مكتوب عليها "مات بسببك" ماقدرتش امسك نفسي من العياط لكن فوقت على صوت صرخة تانية اعلى، المرة دي الصوت كان جاي من المطبخ، دخلت بسرعة لاقيت ياسمين مرمية على الأرض، جريت عليها، لكن.. لكن الدم كان حواليها، بصيت على مصدر الدم وساعتها شوفت سكينة مرمية جنب ايدها اليمين وشرايين ايديها مقطوعة، حضنت راسها وانا بصرخ من الوجع...

- لا ياسمين.. بنتي.. حبيبتي.. قومي ياياسمين.

وفي عز قهرتي على ياسمين، سمعت الصرخة التالتة، كانت جاية من الحمام، حطيت راس ياسمين على الأرض بهدوء وبعدها طرت ناحية الحمام، الباب كان مقفول، خدت نفس طويل ومسكت الأوكرة وزقيت الباب بكل قوتي، واول ما دخلت شوفت ملك واقفة قدامي، لابسة فستان أحمر، وعلى راسها تاج احمر وطرحة حمرا، كانت بصة في الأرض، قربت منها لكن مع أول خطوة ليا رفعت راسها وساعتها شوفت منظر بشع، عينيها بيضا ونازل منها خطين دم، وفجأة صرخت صرخة مرعبة، وبدأت تتكلم بصوت غريب...

- هي دي النهاية يا عرفان.. المرة دي مافيش خلاص.. كل اللي حواليك ماتوا والدور عليك، بس كان لازم اخد حاجة من ريحتك تفضل معايا العمر كله، حفيدتك اصبحت واحدة مننا عشان تكون عبرة لكل واحد يفكر يتحدانا، الموت رحم لك مني وماكنش ينفع تنوله قبل ما تدوق العذاب، اما دلوقتي فجِه وقت الحساب.

في اللحظة دي رفعت ملك راسه وصرخت بصوت عالي ومع صرختها اتشكلت حواليها دايرة من نار، وبعدها رجعت براسها وبصت لي عشان الاقي بوقها مفتوح على اخره وحركت ايديها الاتنين ومع حركتها باب الحمام اترزع والنار مسكت في الحمام كله، حاولت اصرخ لكن صوتي ماكنش طالع، كانت بتبص لي وهي مبتسمة وكل ما ابتسامتها تزيد كل النار ما تشتدد، وبعدها اغم عليا وماحستش بحاجة.

****** 

بسم الله الرحمن الرحيم " أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ (1) يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرُوٓاْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ" (سورة النحل)

****** 

- البقاء لله يا عرفان.. شد حيلك يا اخويا.

- البقاء والدوام لله وحده.

- البقاء لله ياشيخ عرفان.

- شكر الله سعيكم.

قعد الشيخ عرفان وعم عبد الواحد بعد ما خدوا العزا من كام واحد خارجين من الصوان وانا قعدت جنبهم.

****** 

الخبر كان صدمة كبيرة بالنسبة لنا كلنا، كنا بنفطر بعد الصلاة الجمعة لما اتفاجئنا بمكالمة جاية للشيخ عرفان من عم عبدالواحد وبيقوله إن عم عطوة مات، الشيخ عرفان فضل قاعد مكانه بعدها وقت طويل ساكت ومابينطقش، كنت شايف دموعه بتتسحب على خده وهو بيقول...

- إنا لله وإنا إليه راجعون، ربنا يرحمك يا عطوة ربنا يرحمك يا اخويا.

حاولت انا وياسمين نهون عليه، لكن الخبر كان أصعب وأقوى من أي كلام ممكن أقوله، وعشان كده قولتلها نسيبه لوحده شوية، عدت حوالي ساعة ولاقيته بينده عليا عشان ننزل نروح البيت عند عم عطوة، نزلت معاه ولما وصنا هناك، قابل ابنه الصغير وعزاه، وبعدها لقينا عم عبدالواحد داخل ومعاه الابن الكبير لعم عطوة، قرب مننا وساعتها فام عمي وحضنه، عيط عم عبدالواحد وهو في حضنه...

- اخونا مات ياعرفان، عطوة مات.

- ماينفعش كده يا عبدالواحد، مش قدام عياله.

بعد عم عبدالواحد عن الشيخ عرفان ومسح دموعه وقاله...

- عندك حق.. بس انا مش مصدق.

- ولا انا بس هو ده قضاء ربنا ولازم نرضى به.

ناول عم عبدالواحد ورقة للشيخ عرفان وهو بيقوله...

- ده تصريح الدفن.. هندفن بعد العشا إن شاء الله.

- إن شاء الله.. ربنا يرحمه يارب.. انا عايزك تشد حيلك كده وتجمد عشان عياله.. عطوة ماكنش له اخوات واحنا اخواته ودورنا دلوقتي نوقف جنب عياله.. ربنا يصبرهم ويصبرنا ويقدرنا على الابتلاء اللي احنا فيه.

- يارب يا عرفان يارب.. احسن الابتلاء صعب أوي.

- كلمت الشيخ صبري عشان الغسل؟

- لا ابن عطوة قالي إنه وصى إن انت اللي تغسله؟

- انا!.. لا مش هقدر.

- هي أول مرة ياعرفان؟

- لا بس انا مش هقدر.. ده عطوة ياعبدالواحد.

- بس دي وصيته.

سكت الشيخ عرفان وقتها واتنهد بحزن وهو بيتمتم..

- ليه كده بس ياعطوة؟.. ليه صعبتها عليا يا اخويا؟

بعد شوية كانت حاجة الغُسل جهزت، دخل الشيخ عرفان وعم عبدالواح ومعاهم ابن عم عطوة الكبير، وبدأوا الغُسل، وعلى ما خلصوا كنا بقينا بعد المغرب، خدنا الجثمان وطلعنا على الجامع، حطيناه في زاويا من زوايا الجامع وبعدها قعدنا كل واحد ماسك مصحف وبيقرأ فيه، لحد ما جت صلاة العشا وصليناها وبعدها جيبنا الجثمان وصلينا عليه صلاة الجنازة، وأول ما الصلاة خلصت شيلناه ومشينا ناحية التٌرب، جثمان عم عطوة كان في عربية، ومعاه ولاده، اما الشيخ عرفان وعم عبدالواحد فكانوا راكبين معايا في العربية، وطول الطريق ماحدش فيهم نطق، وبقيت الناس اللي حضروا الجنازة كل واحد في عربيته، وصلنا عند التُرب اللي كانت ضلمة جدًا، مشينا بالعربيات مسافة طويلة لحد ما وصلنا للتربة اللي هيدفن فيها عم عطوة، بعدها نزلنا وشيلنا الجثمان وناولناه لبعض لحد ما وصل لمثواه الأخير، التُربي كان بيقفل المدفن بالطوب والأسمنت واحنا كنا واقفين كلنا في خشوع من رهبة الموقف، بس فجأة الشيخ عرفان ميل عليا وهمس في ودني...

- انت تعرف الراجل ده؟

بصيت ناحية الراجل اللي بيقول عليه لكن ماكنتش اعرفه، راجل غريب أول مرة اشوفه شكله في الأربعينات، طويل وجسمه عريض، وشه مربع، لابس جلابية شكلها مبهدل، همست في ودن الشيخ عرفان...

- لا ماعرفوش.

هز دماغه وكأنه بيقولي تمام، بس فضِلت نظراته متعلقة ناحية الراجل ده، لحد ما فاق على صوت واحد بيقول...

- اتجهوا للقبلة وادعوا لأخيكم الميت.

لفينا كلنا وشنا وبدأ كل واحد يدعي في سره، وبعد ماخلصنا روحنا على بيت عم عطوة وساعتها كان الصوان جهز ووقفنا ناخد العزا.

******

قعد الشيخ عرفان وعم عبد الواحد بعد ما خدوا العزا من كام واحد خارجين من الصوان وانا قعدت جنبهم.. خبط الشيخ عرفان ساعتها على رجلي وقالي بصوت واطي...

- انا مش مرتاح للراجل ده.

- انهي راجل؟

- اللي هناك ده، ماشي معانا من ساعة ما خرجنا من الجامع.

- مايمكن يكون صاحب عم عطوة ولا حاجة؟

- لا لا، ده مش صاحب عطوة.. انا عارف كل صحابه.. وبعدين ده جِه لحد الجامع ومادخلش صلى صلاة الجنازة، كان مستنينا بره لحد ما نخرج.

- قصدك ايه يا شيخ عرفان؟

- مش قصدي حاجة بس انا مش مرتاحله.

لف وشه بعدها ناحية عم عبدالواحد وسأله...

- تعرف الراجل ده ياعبدالواحد؟

دقق عم عبدالواحد نظره في الراجل وبعدين رد عليه...

- لا ياعرفان، عمري ماشوفته.

هز دماغه وقال...

- انا قولت كده برضه.

سألته ساعتها...

- طب تحب اقوم اشوف هو مين؟

- لا سيبه، سيبه وهو هيجي لوحده.

كلام الشيخ عرفان قلقني وخلاني قاعد مركز مع الراجل الغريب ده، بس ساعتها اكتشفت إن قلق الشيخ عرفان في محله، الراجل كان قاعد مابيتحركش، كل اللي عامله انه مربع ايده وباصص ناحية الشيخ عرفان لا بيبص يمين ولا شمال، قلقي زاد وحسيت إن الوضع مستفز، وفجأة قومت عشان أروح له، لكن الشيخ عرفان مسك ايدي وقعدني...

- في ايه ياشيخ عرفان؟

- اقعد وبلاش اللي عايز تعمله ده.

- الراجل ده مش جاي يعزي.. ده وراه حاجة تخصك انت.

- عارف، انت فاكر اني مش واخد بالي منه من الصبح.. بس زي ماقولتلك هيجي لوحده.

- واحنا ليه نستنى لما يجي.. ما نروح دلوقتي ونشوفه هو مين؟.. وعايز ايه؟

- ماينفعش، احنا في عزا.. لما نخلص حزننا على اللي راح نبقى نشوف حكايته ايه.

- اللي تشوفه ياعمي.

- ياسمين وملك فين؟

- مع الحريم فوق.. في حاجة ولا ايه؟

- لا بس ماتخلهمش يمشوا غير معانا.

- حاضر، بس في ايه؟

- مافيش حاجة يابني، اسمع الكلام بس انا قلبي واجعني ومش ناقص.

- سلامتك ياعمي سلامتك.

لفيت وشي وبصيت للراجل تاني وكان لسه قاعد ومركز مع الشيخ عرفان، وبعد ساعتين تقريبًا المقرأ صدق، قاموا الناس اللي كانوا في الصوان عشان يمشوا واحنا وقفنا جنب ولاد عم عطوة عشان ناخد العزا، كنت مستني الراجل يوصل لحد عندنا بفارغ الصبر...

- شكر الله سعيكم.

- شكر الله سعيكم.

- شكر الله سعيكم.

واحد ورا تاني لحد ما بقى بينه وبين الشيخ عرفان خطوة واحدة، مد ايده عشان يسلم على الشيخ عرفان، لكن الشيخ عرفان ماسلمش عليه ونزل ايده جنبه وهو بيبص في عينيه، ابتسم الراجل ابتسامة خبيثة وبعدها ميل على ودن الشيخ عرفان وقال بصوت مسموع...

- زركش بيسلم عليك وبيقولك عقبال التلاتة اللي ماتوا في الحلم.

سكت الشيخ عرفان ثواني قبل ما يبتسم في وشه ويقوله...

- بلغه انه هيموت المرة دي.

- مش وانا معاه يا عرفان.. انا مش قيسوم.

- هنشوف.

سابه الراجل ومشي، وبعد ما الناس كلها مشيت بصيت للشيخ عرفان بسرعة وانا بقوله بغيظ...

- ازاي حضرتك سيبته يمشي بعد ماعرفت إنه من طرف زركش؟

- مش انا قولتلك هيجي لوحده.. انت عجول ليه؟.. اقعد واتفرج.

- ياعمي ده ممكن يأذي حد فينا في أي لحظة.

- ماحدش يقدر يأذيك إلا لو ربنا أراد، ولو ربنا أراد مش هتقدر تغير مشيتئه، فسلمها لله واطمن.. فهمت؟

- فهمت يا عمي.

- اتصل بياسمين تنزل هي وملك عشان انا تعبان ومحتاج أروح.

- حاضر.

نزلت ياسمين ومعاها ملك وبعدها روحنا البيت، وأول ما دخلنا لاقيت الشيخ عرفان سابنا ودخل أوضته من غير ولا كلمة، بصيت عليه باستغراب وبعدين دخلت أوضتي وغيرت هدومي، ولما خلصت روحت ناحية أوضته وخبطت على الباب، خبطت مرة واتنين لحد ما في المرة التالتة سمح لي بالدخول، فتحت الباب وبعد ما دخلت قفلته ورايا، كان قاعد على طرف السرير وبيبص عليا، بعدها سألني...

- خير يامحمد.. في حاجة؟

- اه في يا عمي، لو سمحت انا عايز افهم ايه اللي بيحصل؟

- مافيش حاجة بتحصل.. انت قلقان ليه؟

- يعني ايه مافيش حاجة بتحصل؟!.. الراجل ده جِه لحد العزا وهددك تهديد مباشر وحضرتك بتقولي مافيش حاجة بتحصل وبتسألني قلقان ليه؟

- وايه الجديد يعني؟.. هي أول مرة؟

- لا ياعمي، بس حضرتك شوفت المرة اللي فاتت لولا ستر ربنا ماكناش طلعنا منها على خير.. زركش مابيهزرش ولا ضعيف زي الباقيين.

- كلهم ضُعاف يابني.. اوعى  تخليه يضعف إيمانك بالله، مش معنى إنه قدر يخدعك مرة إنه قوي، بالعكس هو لو قوي كان وقف قصادك وواجهك، لكن عشان ضعيف بيلف ويدور وبيستعين بناس تساعده.

- ماهو كل مرة بيرجع تاني ياعمي.

- الحرب طويلة واللي هيكسب اللي نفسه أطول وايمانه وثقته ثابتين.. بس احنا بنؤمن بالله وهو مؤمن بنفسه فأكيد احنا اللي هنتنصر في النهاية.

- انا خايف عليك وعلى ياسمين وملك.. لو عليا انا مش مهم.. بس المهم انتوا يا عمي.

- ماتخافش، ان شاء الله الخير، المهم دلوقتي انا عايز أروح البيت عندي.

- ليه؟

- محتاج كتب وشوية حاجات.

- طب خليك حضرتك وانا هروح اجيبهم.

- لا لا مش هينفع لازم انا اللي أروح.

- طب خلاص هاجي معاك ونرجع سوا.

- لا خليك انت.

- لا اسمحلي ياعمي، انا مش هسيبك لوحدك خصوصًا الفترة دي.

- يابني اسمع مني بس.

- لا رجلي على رجلك.

وافق بصعوبة اني أروح معاه، ونزلنا روحنا البيت عنده، أول ماوصلنا الشقة فتح الشيخ عرفان الباب ودخل وانا وراه، بس شميت ساعتها ريحة بخور، استغربت وسألت الشيخ عرفان...

- ايه ريحة البخور دي؟

- ده جابر بيحصن البيت.

- اه تمام.

دخل الشيخ عرفان ناحية الأوضة بتاعته، وانا بصيت حواليا، الشقة زي مايكون سيبناه امبارح مش مقفولة بقالها مدة طويلة، دخلت الاوضة ورا الشيخ عرفان لاقيته قاعد على الأرض وقدامه صندوق كبير، نفس الصندوق اللي كان فيه الخواتم والكتب المرة اللي فاتت، كان بيقلب فيه وبيخرج منه كتب ويحطها على يمينه، قربت وقعدت جنبه وطبعًا الفضول خلاني امسك كل كتاب هو بيسيبه واقلب جواه شوية، لحد ما مسك ايدي وقالي...

- ماتقراش في الكتب دي ممكن؟

- انا بس بـ...

- اسمع الكلام يامحمد، الكتب دي خطر.

بصيت له لثواني وبعدين هزيت دماغي وانا بحط الكتاب اللي في ايدي وبقوله...

- طيب.. اللي تشوفه ياعمي.

كمل اللي كان بيعمله وبعدها خد كتاب حطه جنبه ورجع كل حاجة مكانها، سألته ساعتها...

- خلاص كده؟

- لا لسه.

طلع العلبة اللي كان فيها الخواتم الأربعة وفتحها وبعدين لبس الخواتم، بصيت له باستغراب، لكنه شاورلي اصبر، بعدها قام رجع الصندوق مكانه، ووقف ومعاه الكتاب وقالي...

- كده خلاص يالا بينا.

قومت وروحت ناحية الباب بس الفضول كان هيموتني، بصيت له وكالعادة فهم اللي انا عايز اقوله، فابتسم وقالي...

- هفهمك ماتستعجلش.. بس اخرج دلوقتي عشان نقفل الأوضة.

خرجت بره الأوضة وبعدها هو شد الباب وقفله كويس وحصنه بطريقته ولما خلص قالي...

- تعالى نقعد في الصالة عشان اجاوبك على كل اللي في دماغك.

مشينا للصالة وقعدنا على الأنتريه، وبسرعة سألته...

- احنا بنعمل ايه هنا؟.. وايه الكتاب ده؟

- احنا هنا عشان نجيب الحاجات دي.. اما الكتاب ده فهو كتاب سحر.

- ما انا عارف انه كتاب سحر ياعمي، بس انت هتستخدمه في ايه؟!

- لا انا مش هستخدمه.

فتح الكتاب بعدها وطلع منها ورقة مطبقة لنصين، الورقة دي انا عارفها كويس، وعشان كده سألته للتأكيد...

- مش دي ورقة العهد اللي بينك وبين زركش؟

- ايوة هي.. انا محتفظ بها في الكتاب من المرة اللي فاتت.

- طب وحضرتك واخد الكتاب ليه؟.. ممكن تحتفظ بالورقة من غير الكتاب.

- ماينفعش، الاتنين دول ماينفعش يتفصلوا عن بعض، لازم يبقوا في قلب بعض.

- ياسلام!.. اشمعنا؟

- الكتاب ده اسمه ايه؟

- سحرة الفرس.

- طبعًا انت لو قريت العنوان هتفتكر انه كتاب بيتكلم عن سحرة الفرس وطرق السحر اللي استخدموها، مش كده؟

- اه طبعًا.

- الحقيقة انه عكس كده، الكتاب ده فيه طلاسم وتعاويذ تِبطِل سحرهم وأي تعويذة ممكن يستخدموها، لكن انا حطيت الغلاف ده عشان لو حد منهم قدر يوصله ياخده على اساس انه كتاب هينفعه.

- طب ماهو لوحد فيهم وصله هيقدر يعرف بسهولة إنه مش كتاب عن السحر وإنه طلسم لفك السحر.

- انت فاكر إن الكتب دي بتتكتب زي الكتب اللي بتروح تشتريها من المكتبة؟!.. أولًا ماحدش من الجن يقدر يعرف اللي في الكتاب ده ايه، كل اللي يقدروا يقرأوه هو العنوان بس، أما بالنسبة للسحرة اللي من جنس البشر فالكتاب هيخدعهم، لانه مكتوب بطلاسم عكسية.. فهمت حاجة؟

- بحاول افهم يا شيخنا.

- يعني مثلًا في فقرة في الكتاب مكتوبة برمز معين عند السحرة، الرمز ده المفروض ان الطلسم اللي تحته بيأذي البني آدم اللي الساحر بيكتب اسمه، الرمز بقى اللي في الكتاب مكتوب تحته طلسم لو الساحر كتبه، البني ادم اللي هو قاصد يأذيه مش هيحصله حاجة، فهمت كده؟

- اه اه، طلاسم عكسية يعني.

ضحك وهو بيقولي...

- اه طلاسم عكسية.

- بس الساحر مش هيقدر يكشف الموضوع ده؟

- اغلب السحرة اللي بيستعينوا بكتب بيكونوا في الأساس دجالين مش سحرة زي بتوع زمان واللي بنسمع عنهم في الأساطير، لانه لو ساحر بجد مش هيحتاج يقرأ من كتاب وهيكون حافظ كل اللي بيعمله عن ظهر قلب.. فاللي هيقع في ايده الكتاب ده ويحاول يستخدمه هيكون واحد عايز يحفظ كلمتين يضحك بهم على الناس، وانا بقى هخليه يساعدهم غصب عنه بدل ما يأذيهم.

- يعني الكتاب ده دلوقتي مهمته حفظ العهد عشان ماحدش يوصله، وبما إن ماحدش من الجن يقدر يعرف ايه اللي جوة الكتاب فبالتالي مش هيقدر يشوف ورقة العهد، بس هو مش الورقة كانت بره الكتاب المرة اللي فاتت؟

- اه ده قبل ما زركش يقرر يدور عليها، ومن يومها وانا خافيها في الكتاب.

- اه، طب والخواتم؟

بص على الخواتم الأربعة اللي في ايده وبعدين سألني بتعجب...

- مالهم الخواتم؟

- مش حضرتك قولتلي المرة اللي فاتت انهم بوابة للجحيم.

- اه فعلًا بس ده لو انت اللي لبستهم أو أي حد تاني غيري.

- وايه الفرق بقى؟

- الفرق ان انا اللي مسيطر عليهم، لكن لو انت لبست الخواتم هي اللي هتسيطر عليك وتوريك اللي عايزاك تشوفه.

- بس ياعمي انا حاسك المرة دي قلقان عن المرة اللي فاتت.. احساسي صح مش كده؟

سِكت شوية وبعدين قالي...

- مش هكدب عليك.. احساسك صح.

- طب وايه سبب قلقك؟

- شديد.

- شديد مين؟

- الراجل اللي كان في العزا، اسمه شديد.

- وده قلقك ليه؟

- الكلام اللي جابر قالهولي عنه مايطمنش.

- كلام ايه ده؟

- هقولك، لما رجعنا من العزا سألت جابر عن الراجل، وساعتها حكالي حكايته وقال...

اسمه شديد، ساحر من سحرة الجنوب، اتعلم السحر على ايد استاذه في السحر، اتربى معاه من وهو لسه عيل في اللفة، ولما بقى عنده خمس سنين، خده ورماه في الصحرا، مابيعملش حاجة غير إنه بيدرس السحر وبيطبقه، لحد ما عوده شد وساعتها الاستاذ اكتشف إن شديد بقى أشطر منه وده بسبب ذكائه، وعشان كده شاف إنه مستعد للإختبار الأخير، وفي يوم طلب منه يسافر للشمال، وفهمه انه هناك هيمر على قرية بسيطة أهلها ناس كرام، مايعرفوش عن السحر غير أساطير، وطلب منه يعيش وسطهم تلاتين ليل، لا يطعم من طعامهم ولا يدوق شرابهم ولا يمس حريمهم، ماعليه سوا إنه يساعدهم، وكل اللي هياخده في رحلته 11 تمرة بس وممنوع يستخدمهم قبل ما يوصل للقرية، سافر شديد وكان فاكر إن الإختبار هين وإن الأستاذ بقدرته بيستهون، مشي كتير، مشي 3 ليالي، وده كان أول الاختبار، لا زاد ولا ماية، ولاناقة ولا فرس، مافيش غير السراب، وفين وفين لما شاف على بُعد خيام منصوبة، قرب وهو بيهرول، وأول ما وصل استقبلوه أهل القرية، وقتها وقع على الأرض، قعد جنبه كبير القرية وضم شديد لصدره، اتكلم ساعتها بصوت ضعيف وقال...

- ماية.. ماية.. هموت من العطش.

رفع الكبير راسه وقال...

- اسقوه.

مسك شديد إربة الماية ورفعها على بوقه لكن وقبل ما يشرب اتردد في ودنه كلام استاذه "ولا تدوق شرابهم" نزل الإربة من على بوقه، وقتها بص له الكبير ومسح بايده على وش شديد اللي فجأة حس إنه ارتوى، وبص للراجل باستغراب، فابتسم في وجهه وقاله...

- لا تخاف انت ماشربت.

قام شديد بعدها وصلب طوله، وقال للكبير كلام استاذه حفظهوله، الكبير أول ما سمع الكلام ابتسم ووصل شديد لخيمته ووقف على بابها وقاله...

- هتقعد وسطينا وتقضي ايامك، تنفذ الوصية واياك والخيانة.

سابه بعدها ومشي، دخل شديد الخيمة وقفل على نفسه، ماكنش موجود غير قاعدة عربي لفة جوانب الخيمة، وقدامه ترابيزة صغيرة عليها كتب كتير، قعد شديد وطلع كيس كان معاه وفضاه وهو بيعد اللي فيه، ولما انتهى إتاكد إن معاه 11 تمرة، المفروض يكمل بهم تلاتين ليل، ولو خد تمرة كل يوم فده معناه إن الكيس هيخلص قبل نص المدة، فكر ساعتها في حل ومالقاش قدامه غير حل واحد، استاذه طلب منه مايكلش ولا يشرب من القرية، لكن لو خرج وجاب أكله وشربه من بره القرية فهيفضل محافظ على الوصية، وعشان كده شديد كان بيفضل طول اليوم في الخيمة يقرأ الكتب ويحاول يطبق اللي اتعلمه منها، وبالليل بيخرج يدور في الصحرا على حيوان يصطاده أو بير يكون مليان ماية، كل اللي كان بيستخدمه من الكيس هو تمرة واحدة في اليوم، وفي الليلة الحداشر، ومع اخر تمرة حس شديد بالخوف، عشر ليالي ماقدرش يوصل للبير ولا قدر يصطاد، وده معناه إنه هيبدأ وفي وقت قصير يحس بالجوع والعطش، وفعلًا ليلة في التانية وشديد نهش الجوع بطنه، بس قدر يتحمل، لكن اللي كان صعب يتحمله هو العطش، لسانه جف، والروح وقفت في حلقه، وفي وسط ما كان نايم على الأرض وبينازع، دخلت عليه الخيمة صبية جميلة، يشتهيها من الرجال ألف، ومعها من الطعام ما لذ وطاب، ومن الشراب مايذهب الألباب،  قربت منه وحطت الأكل قدامه وبخفة ودلال مالت عليه، شالت راسه من على الأرض وسندتها على رجلها، وبهدوء لعبت في خصلات شعره ومشت ايدها على وشه، بعدها مسكت عنقود عنب وقربته منه وقالت...

- ده يكفيك لأيام.

- لكن انا  ممنوع من طعامكوا وشرابكوا.

- ومين هيقولهم؟

- استاذي بيقدر يعرف كل حاجة.

- ده لما تكون هناك، أما هنا ماحدش يقدر يعرف اللي انت بتعمله.

- اللي انتِ بتقوليه ده صح فعلًا ولا بتضحكي عليا.

- اه طبعًا بس...

- بس ايه؟   

- بس لو نُلت الأولى والثانية، لازم تنال الثالثة.

سكت شديد وقتها وهو سارح وبيتمتم...

- الطعام، الشراب، والنساء.. ثلاثة لازم انولهم مع بعض.

ناولته الصبية عنقود العنب وعلى وشها ابتسامة، قطف شديد حباية من العنقود وكلها، بعدين قال...

- اديني نٌلت الأولى.

ناولته الصبية كاس من النحاس فيه مزيج من العنب المخمر، رفع شديد الكاس ومانزلوش غير لما فضي وقال وهو مبتسم...

- واديني  نٌلت الثانية، وليذهب استاذي إلى الجحيم.

ضحكت الصبية بدلال وقالت...

- ودلوقتي جِه دور الثالثة.

اتعدل شديد وقرب منها، وبعد ربع ساعة تقريبًا اتفاجئ بباب الخيمة بيتفتح وشاف الكبير داخل عليهم، وقف في فزع وبصله، ماكنش لاقي كلام يقوله، بص ناحية الصبية بس اترعب لما مالقهاش، لف وشه للكبير اللي قال بغضب...

- حذرك استاذك لا تاكل من طعامنا ولا تشرب من شرابنا ولا تمس حريمنا.. بس مقالكش عقوبة الوقوع فيهم ايه، وانت عملت التلاتة ودلوقتي جِه وقت العقاب.

- عقاب ايه انا.. انا.. ماعملتش حاجة وهي.. هي اللـ..

قاطعه الكبير وقال بصوت عالي...

- جهزوه للعقاب.

قرب اتنين من الحراس ومسكوا شديد وجروه بره الخيمة، بعدها ربطوه في جذع نخلة وكان جسمه مرفوع لفوق وتحت رجله نار بس كانت نار هادية، وقف كبير القرية قدامه وقال...

- ده كان الاختبار الأخير، لو كنت صمدت التلاتين ليل كنت انا وقبيلتي بقينا تحت أمرك، لكن ماينفعش يتحكم فينا شخص ضعيف زيك.

صرخ شديد من حرارة النار اللي بدأت توصل لجسمه، وقال...

- أرجوك فكني وانا هعملك اللي انت عايزه.

- انت ماتملكش تعمل لنفسك حاجة هتعملي انا؟!.. واضح كده انت مش عارف بتتكلم مع مين!

- خلاص اعتبرني خدام عندك.. بس بلاش تموتني.. أرجوك.

ماردش عليه كبير القبيلة وسابه ومشي، وكل القبيلة مشيت وراه، ماعدا واحد بس كان واقف معاهم لما شديد قال جملته، والجملة لعبت في راسه، وساعتها قرر يقبل عرض شديد، فقرب منه وقاله...

- انا مستعد اهربك.. بس هيكون في مقابل.

- اي حاجة، انا مستعد اعمل كل اللي انت عايزه.

- ده مش بمزاجك، لانك لو فكرت تغدر هتموت في لحظتها.

- لا لا مش هفكر.. مش هفكر أعمل كده أبدًا.

وفعلًا زركش قدر يهرب شديد ويهرب معاه هو كمان، كبير القبيلة لما عرف اتملك منه الغضب وأمر بالبحث عن زركش وشديد واعدام الاتنين، لكن زركش فضِل سنين وسنين هربان وماحدش قدر يوصله.. لا هو ولا شديد.

****** 

بعد ما الشيخ عرفان خلص كلامه، كان في اسئلة كتير بتدور في دماغي.. وعشان كده بدأت وسألته أول سؤال...

- طب وجابر عرف كل ده ازاي؟

- جابر يبقى.. كبير القبيلة، شديد ماكنش يعرف إن استاذه بعته لقبيلة من الجان، وإن الاختبار إنه مايضعفش عشان يخضعوا لأمره، لكن لوضعف هيرفضوا يخضعوله وساعتها مافيش غير الموت لانه دخل عالمهم واللي بيدخل هناك مابيخرجش غير لو قدر يسيطر عليهم.

- يعني زركش وجابر يعرفوا بعض من زمان؟

- ياااه دي القصة دي عدا عليها أكتر من خمسين سنة.

- خمسين سنة!.. بس الراجل اللي شوفناه كان مايعديش الأربعين.. ازاي بقى كان موجود وقتها؟

ضحك الشيخ عرفان قبل ما يقولي...

- اللي انت شوفته ده مش شديد الحقيقي، اللي انت شوفته كان سحر.

- يعني شديد عنده دلوقتي سبعين سنة تقريبًا.

- بالظبط كده.. لكن بيقدر بالسحر يخليك تشوفه شباب في الأربعين.

- طب وليه رابان أو جابر بقى ماعدمش زركش بعد ما وصله؟

- لانه لما وصوله ماكنش لوحده زي ماكان وقت ما هرب، زركش كان وراه قبيلة كاملة، وساعتها اللي تم هو عهد بين القبيلتين إن ماحدش فيهم يأذي التاني، ولو تفتكر جابر لما ظهرلك في المستشفى  ووقف قدام زركش وهدده ساعتها زركش فكره بالعهد اللي بينهم.

- اه اه صح، ده انا كنت فاكره بيتكلم عن العهد اللي بين حضرتك وبين زركش.

- لا ده كان يقصد العهد اللي بينهم من زمان.

- طب وزركش مستفيد ايه من هروب شديد؟

- يوووووه مستفيد كتير جدًا، أولًا خلاه زي الخاتم في صباعه وبقى هو اللي متحكم فيه مش العكس، ثانيًا وقت مايحب يتجسد فالجسد موجود.. لإن شديد مش هيقدر يرفض وإلا هيموت.

- طب وانت ناوي على ايه ياعمي؟.. هتوقف في وش شديد بعد كل اللي عرفته؟

- وايه اللي يخليني ماقفش في وشه، مش انا قولتلك اننا أقوى منهم.

- ايوة بس اللي حضرتك بتقوله ده يعني...

- ولا أي حاجة، إن ينصركم الله فلا غالب لكم.. وبعدين ما احنا قدرنا نهزمه قبل كده مش أول مرة يعني.

- بس شديد شكله أقوى من قيسوم بكتير.

- فعلًا بس ماتقلقش ربنا معانا.

- وحضرتك ناوي تعمل ايه في الخواتم دي؟

- مش مهم تعرف دلوقتي، وقتها هتعرف كل حاجة.

- ماشي ياعمي.. طب احنا هنمشي دلوقتي ولا حضرتك هتعمل حاجة تانية؟

- لا يلا بينا.

قومت من مكاني بس ساعتها لاقيته بيبصلي وبيقولي...

- محمد.

- ايوة ياعمي.

- عايز اقولك على حاجة ياحبيبي.

- خير ياعمي؟

- انا مش عارف ايه اللي ممكن يحصل، بس انا عايزك دايمًا تكون فاهم إني بحبكوا وبخاف عليكوا انت وياسمين وملك، ولو في أي حاجة حصلت هتكون غصب عني.

- ايه اللي حضرتك بتقولوا ده ياعمي، احنا متأكدين من حاجة زي دي.. وماعندناش شك واحد في المية لا انا ولا ياسمين.

- ياسمين زمان شيلتني ذنب اللي أزاد عمله فيها، بس كان غصب عني والله، وعشان كده انا خايف أشيل ذنب حاجة تانية ممكن تحصل، بس برضه خايف أبعد عنكوا يأذوكوا.

- ماتقلقش ياشيخ عرفان احنا معاك وفي ضهرك وزي ما تيجي.

- عايز اقولك على حاجة تانية.

- قول يا عمي.

- لو حصلي حاجة انت بس اللي تدخل مع الشيخ صبري في الغُسل ماحدش تاني يدخل معاك، والخواتم دي ترميها في الماية، اوعى حد ياخدها يا محمد حتى انت.

- ايه يا عمي بس اللي حضرتك بتقوله ده، بعد الشر عنك، ربنا يطولنا في عمرك ويباركلنا فيك.

- اسمع اللي بقولك عليه، الله اعلم بكرة مخبيلنا ايه، ماهو عطوة كان وسطينا وفجأة بقى بين ايدين اللي خلقه، ماحدش عارف ساعته إمتى، أهم حاجة الخواتم دي يا محمد ماتوقعش في ايد مخلوق وترميها زي ماقولتلك في الماية.

- حاضر ياعمي.

في اللحظة دي تليفوني رن وكانت ياسمين هي اللي بتتصل.. رديت عليها وساعتها قالت بصوت ماليان دموع...

- محمد الحقني يا محمد البيت بيولع.

نلتقي في القصة القادمة


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

التنقل السريع