
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
كنت واقفة في مكان ضلمة وفجأة ظهر راجل عجوز، ضهره محني، وشه كان شكله مرعب، وعينيه لونها أحمر، بص لي وحسيت ساعتها اني مرعوبة، بعدها بدأ يمشي ناحتي وهو بيتسند على عكازه، حاولت أرجع بضهري لورا لكن كنت برجع في نفس الضلمة وهو بيقرب مني أكتر، لفيت وشي وماكنتش شايفة حاجة، فكرت أجري لكن الضلمة كانت صعبة أوي، وقفت في مكاني وانا بعيط وساعتها سمعت صوته بينده عليا بطريقة مرعبة...
- ملك.. ملك.. يلا عشان تيجي معايا.
ماكنتش عارفة اهرب منه ازاي ولا أروح على فين؟.. فضلت اعيط جامد، لحد ما حسيت بسخونية في ضهري، وزي ما يكون في حد واقف فوق دماغي بالظبط وقال وقتها...
- تعالي يا حبيبتي معايا.. انا هوديكي مكان أحسن.
فجأة ومن الضلمة اللي كانت قدامي لقيت نور قوي جاي من بعيد، ماكنتش قادرة أبص فيه، وكل ماكان النور ده بيقرب كل ما السخونية كانت بتبعد عني، النور كان بيقرب بسرعة أوي، لحد ما وصل عندي، سمعت ساعتها صرخة عالية، بعدها المكان نور ومابقاش في ضلمة تاني ولقتني واقفة وسط جنينة واسعة، وقدرت اعرف النور ده جاي منين.. كانت تيتا فاطمة.. بصتلها وضحكت، وطت ناحيتي وهي بتلعب في شعري وسألتني بابتسامة...
- ازيك يا ملوكة؟.
ضحكتلها وانا بقولها...
- تيتا فاطمة انتِ وحشتيني اوي.
- انتِ كمان وحشتيني أوي يا حبيبتي.
بصيتلها بزعل وانا بسألها...
- اومال بقالك كتير مابتجيش ليه؟
- غصب عني ياحبيبتي.
- هو مين اللي كان واقف هنا ده يا تيتا؟
وشها اتغير وحسيت انها زعلت بعدها بصت ورايا وعينيها اتغيرت قبل ما ترجع تبصلي تاني وتقول...
- ده كان كابوس وحش بس خلاص مش هتشوفيه تاني.
- بجد يا تيتا؟
- بجد يا حبيبة تيتا.. تيجي نلعب مع بعض زي كل مرة؟
- اه ياريت يا تيتا.
******
في اللحظة دي تليفوني رن وكانت ياسمين هي اللي بتتصل.. رديت عليها وساعتها قالت بصوت ماليان دموع...
- محمد الحقني يا محمد البيت بيولع.
- انتِ بتقولي ايه يا ياسمين.. بيت ايه اللي بيولع؟
قام الشيخ عرفان من مكانه وهو بيجري على الباب...
- انت لسه هتسأل!.. يلا بسرعة.
خرجنا من البيت جري وركبنا العربية في الطريق للبيت، وأول ما وصلنا سيبت عمي وطلعت طيران على الشقة، بس وانا على السلم وقدام شقة مدام عالية لقيت ياسمين واقفة قدام باب الشقة وبتتنفض وهي منهارة في العياط، جريت عليها وحضنتها...
- ياسمين.. انتِ بخير؟.. وملك فين؟
ردت عليا بصوت مخنوق بالدموع...
- الحمدلله انا بخير وملك كمان بخير.
- ايه اللي حصل؟
بصت لفوق وهي بتقولي بحسرة...
- الشقة بتولع يا محمد.
طلعت فوق بسرعة وساعتها لقيت رجالة جيرانا ومعاهم رجالة كتير من المنطقة واقفين جوة الشقة وبيحاولوا يطفوا الحريقة، دخلت معاهم ودقايق وكان الشيخ عرفان جِه ووقف جنبي يساعد هو كمان، لكن النار كانت قوية ومابتهداش وكإن في حاجة بتزيد اشتعالها، بعد شوية كان,h رجالة المطفي وصلوا وبدأوا هم يشوفوا شغلهم، قعدوا ساعة تقريبًا على ما قدروا يطفوها، وبعد ما النار اطفت دخلت الشقة عشان اشوف اللي حصل.. كانت كلها اتفحمت، سواد في كل مكان، وقفت أتلفت يمين وشمال وانا ببص لعمي وبخبط كف على كف، وهو مافيش على لسانه غير الدعاء ده...
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم اعف عنا.. اللهم اغفرلنا.. اللهم ارحمنا.. اللهم أجرنا من النار.. اللهم إنا نعوذ بك من الشر كله.
قولتله وانا ببص حواليا...
- كل حاجة راحت يا شيخ عرفان.. شقى عمري راح.. كل التعب اللي تعبته السنين اللي فاتت بقى رماد.. رماد يا شيخ عرفان.
قرب مني وحضني، ماقدرتش امسك نفسي وعيطت كإني ماعيطتش في حياتي كلها أبدًا، وبعد دقيقة سمعت صوت حد داخل الشقة، بعدت عن الشيخ عرفان وشوفت مين اللي دخل وكانت ياسمين اللي أول ما شافتني بالمنظر ده، وشافت منظر الشقة عيطت هي كمان، قربت منها وحاولت اخليها ماتعيطش...
- خلاص يا ياسمين.. كل حاجة ممكن تتعوض.. اهم حاجة إن انتِ وملك بخير.
- هو ايه اللي يتعوض يا محمد!.. احنا مش هنقدر نعوض أي حاجة من دي تاني.
- لا هنقدر إن شاء الله هنقدر وهنوقف على رجلينا تاني.. أهم حاجة إننا مع بعض.
اتكلم الشيخ عرفان وقتها ووجه كلامه لياسمين...
- هو انتِ اللي كنتِ قدرتي في الأول يا ياسمين؟
بصيناله احنا الاتنين باستغراب، وبعدها سألته ياسمين...
- يعني ايه يا بابا؟
- يعني انتِ ولا محمد اللي قدرتوا تعملوا ده كله لوحدكوا؟
- ايوة طبعًا اومال مين اللي عمله؟
- غلطانة يابنتي، لو فاكرة إن انتِ أو محمد اللي قدرتوا تعملوا ده لوحدكوا تبقي غلطانة، انتوا عملتوا اللي عليكوا وسعيتوا بس السبب الحقيقي هو بركة ربنا، ما ياما ناس مسكت فلوس بس ماعرفتش تعمل بيت وأسرة وتعيش حياة هادية، عشان ربنا ماكنش مباركلهم.. وفي ناس على قد ما دخلها قليل على قد ما ربنا بيبارك في حياتهم، اوعى يابنتي تفتكري إن اللي راح ده كان بتعبك انتِ وجوزك بس، لا، دي بركة ربنا، واللي ييأس من رحمة ربنا يشقى، استغفري ربك، وزي ما جوزك قالك احمدي ربنا ان انتِ وبنتك بخير، وأي حاجة ممكن تتعوض طالما ربنا معانا.. ده امتحان جديد ولازم تبقوا قده.. وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.
رديت وقولتله...
- إنا لله وإنا إليه راجعون.
سأل الشيخ عرفان ياسمين...
- ايه اللي حصل يا ياسمين؟
- ماعرفش!.. انا كنت نايمة وجنبي ملك، بعدها قامت وقالت انها رايحة الحمام، وبعد دقايق رجعِت، بس مافيش ربع ساعة وبدأت أشم ريحة دخان، خرجت أبص من الأوضة وساعتها لقيت النار جاية من المطبخ، رِجِعِت بسرعة خدت ملك ونزلت جري وانا بصرخ، مدام عالية فتحتلي ولما قولتلها بدأت تنده على الجيران عشان يلحقوا يطفوا الحريقة قبل ما تكبر، اتصلت وقتها بمحمد وفضلت واقفة مش عارفة اتصرف لحد ما انتوا جيتوا.
- قدر الله وماشاء فعل يابنتي.. الحمدلله انكوا بخير.. دلوقتي يلا عشان نروح البيت عندي.
- نروح فين ياعمي؟
- البيت عندي يامحمد.
- لا انا هتقعد هنا.
- هتقعد هنا فين يابني.. يلا دلوقتي نروح عشان ترتاحوا والصباح رباح، نبقى نيجي ونشوف هنعمل ايه.. يلا انتِ كمان يا ياسمين اسبقينا وهاتي ملك من عند مدام عالية على ما ننزلك.
ردت وهي بتمسح دموعها...
- حاضر يابابا.
نزلت ياسمين وسابتنا واقفين، بصيت للشيخ عرفان وانا بقوله...
- تفتكر شديد له يد في الموضوع ده ياعمي؟
سكت شوية قبل ما يقولي...
- لا لا، مش شديد اللي عمل كده.
- اومال ايه اللي حصل؟.. انا هتجنن.
- كل شئ هيبان.. يلا بينا دلوقتي وبكرة يحلها المولى.
- يلا ياشيخ عرفان.
نزلنا تحت وعلى السلم كانت ياسمين واقفة مستنيانا وفي ايديها ملك، خدتها منها ونزلنا للعربية تحت.
فتح الشيخ عرفان باب الشقة وهو بيقول...
- اتفضلوا يا ولاد.. اتفضلوا.
دخلنا احنا التلاتة في صمت وقعدنا في الانتريه، قعد الشيخ عرفان قدامنا وهو بيتنهد وقال...
- مع انه الظرف مش مناسب بس عارفين احنا اخر مرة اتجمعنا في الشقة دي امتى؟
ردت ياسمين...
- ياااه يابابا ده من زمان أوي.
- صح من زمان أوي.. ما انتوا خدتوا على ان انا اللي اجي اقعد معاكوا.. بس ملحوقة اديكوا هتردوا الزيارة وهتقعدوا معايا.
- معلش يا عمي هنتقل عليك.
- ياض يا عبيط هو في ابن بيتقل على أبوه برضه!
- مش كده بس...
- اسكت يامحمد وعيب اللي انت بتقوله ده، ما انتوا شاايلني دايمًا.
- ماتقولش كده ياعمي ده واجب علينا.
- خلاص بقى يبقى انت كمان ماتقولش اللي بتقوله ده.. وقوم يلا خش عندي الأوضة وشوف حاجة في الدولاب تلبسها.. اينعم مش هتلاقي غير جلاليب بس اهي أريح من اللي انت لابسه ده.. وانتِ يا ياسمين عارفة إن هدوم أمك الله يرحمها زي ماهي من يومها، شوفيلك حاجة منها والبسيها.
سألت ملك ساعتها بتلقائية...
- طب وانا ياجدو هلبس هدوم مين؟
ضحك الشيخ عرفان وبصراحة رغم اللي كنت فيه إلا اني ضحكت على تلقائيتها، ورد عليها عمي وقالها...
- معلش بقى ياملوكة.. من ساعة ما أمك كبرت وماعندناش حد بيلبس مقاسك، نامي النهاردة بهدومك دي والصبح إن شاء الله هنزل اجيبلك أحلى لبس تلبسيه.
- يووووه، طيب.
بص لي الشيخ عرفان وقالي...
- انتوا هتناموا في الأوضة دي وانا هدخل الأوضة التانية.
- ايوة يا عمي بس الأوضة التانية مافيهاش غير قعدة عربي.
- حلو.. هو في أحسن من نومة الأرض.
- طب خلاص ياسمين وملك يدخلوا يناموا في أوضة النوم وانا هنام مع حضرتك في الأوضة التانية.. انا كمان بحب نومة الأرض.
- اللي تشوفه.. قوموا يلا عشان تحلقوا ترتاحوا شوية.. صحيح انت هتعمل ايه في شغلك؟
- هكلمهم الصبح واقولهم على اللي حصل وهطلب اجازة.
- ربنا يعديها على خير.
قومت انا وياسمين دخلنا الأوضة غيرنا هدومنا وبعدها خرجت انا وروحت الأوضة التانية واللي كانت عبارة عن قاعدة عربي وفي وسطها مبخرة، كان الشيخ عرفان قاعد ومعاه ملك، أول ما دخلت قولتلها...
- يلا يا ملك قومي ادخلي عند ماما عشان تنامي.
- انا عايزة اقعد مع جدو شوية.
- الصبح يا حبيبتي لكن دلوقتي كلنا تعبانيين ولازم ننام.
- حاضر.. تصبح على خير يا جدو.
- وانتِ من أهل الخير ياحبيبة جدو.
- تصبح على خير بابا.
- وانتِ من أهل الخير ياقلب بابا.
بعد ماخرجت قعدت على مرتبة جنب مرتبة الشيخ عرفان، وكنت حاسس إن جسمي كله مدغدغ، بس عمي سألني سؤال مهم وقتها...
- انت مش ناوي تقول للحاجة والدتك؟
- لا مش دلوقتي.. مش هينفع أخضها في الوقت ده، لما اصحى إن شاء الله هبقى اعدي عليها واقولها.
- عين العقل.
- تصبح على خير ياعمي.
- وانت من أهل الخير.
ماجاليش نوم يومها، فضلت اتقلب يمين وشمال ومنظر الشقة وهي بتولع مش مفارق خيالي، قومت خرجت بره في الصالة عشان مازعجش الشيخ عرفان، فضِلت قاعد على الكنبة بفكر هعمل ايه في اللي انا فيه، بس بعد شوية حسيت اني مخنوق ومحتاج انزل، خدت مفاتيح العربية ونزلت، ماكنتش عارف أروح فين؟.. فضلت الف شوية ولقتني بعدها رايح بيت أمي، أول ما شافتني استغربت، واللي استغربتله أكتر هي الجلابية اللي انا لابسها، بصتلي لثواني قبل ماتسألني بتعجب...
- في ايه؟.. وايه اللبس الغريب ده؟
حضنتها وانا بعيط، طبطبت عليا ودخلتني جوة، وساعتها حكتلها كل اللي حصل، كانت قاعدة بتسمعني وهي مصدومة، وبعدها لقيتها هي كمان بتعيط، بعدها حاولت تهديني، وقامت عملت فطار لكن ماكنش ليا نفس أكل، بس بالعافية صممت اني اقوم معاها، كنت قاعد على السفرة جنبها وانا مش شايف غير منظر الحريق، فوقت على لمسة من ايديها وهي بتمسك ايدي وبتقولي...
- ماتفكرش في اللي فات ياحبيبي.. ربك كبير وإن شاء الله هيعوضك قول يارب.
- يارب يا أمي.. يارب.
- بقولك يا حبيبي.. اخر النهار لما ياسمين وملك يصحوا هاتهم وتعالى واقعدوا عندي هنا.. عمك عرفان راجل كبير ومحتاج اللي يراعيه ووجودكوا عنده هيبقى حِمل عليه.
- والله يا أمي انا فكرت في كده وقولت أشوف شقة مفروشة أجرها لحد ما أشوف هعمل ايه.
- انت بتقول ايه؟!.. شقة مفروشة وبيت أبوك مفتوح.
- دايمًا مفتوح بحسك يا أمي، بس عشان زي ما قولتي احنا هنبقى حِمل على عمي عرفان وبرضه هنبقى حِمل عليكِ.
- اخص عليك، انتوا حِمل عليا!.. ده يوم المنى لما تيجوا وتملوا الشقة عليا.. بدل ما انا قاعدة لوحدي بين أربع حيطان.. اعمل اللي بقولك عليه وانسى خالص حكاية الشقة المفروشة دي.
- ربنا يسهل يا أمي.. انا هقوم انزل.
- رايح فين؟
- هعدي عليهم في الشغل واخد اجازة.
- هتروح الشغل كده؟.
- لا هدخل أخد أي طقم من القدام بتوعي والبسه قبل ما انزل.
- ماشي يا حبيبي.. بس ده النهاردة السبت يعني انت اجازة.
- اه صح.. والله يا أمي الواحد من ساعة اللي حصل وهو مش مركز في حاجة.
- سيبها لله وإن شاء الله خير.
- إن شاء الله.. طب انا هقوم انزل اروح الشقة واشوف هعمل فيها ايه.
دخلت لبست طقم من دولابي القديم ونزلت من البيت بعد ما أمي وصتني تاني انفذ كلامها ووعدتها إني هفكر، وصلت الشقة بتاعتي وفتحت الباب ودخلت، خراب في كل مكان، السواد محاوطني من كل ناحية، وقفت في نص الصالة وانا ببص على العفش اللي اتحرق، كان في دماغي ذكريات للأيام اللي اشتريت فيها كل حتة في البيت ده، تعب سنين راح على الأرض، عيني جت على الحيطة اللي المفروض كان عليها الشاشة قبل ما تتحرق، وساعتها شوفت جملة مكتوبة عليها وكانت الجملة "هي دي النهاية" قربت من الحيطة وانا بدقق في الجملة اللي متأكد انها ماكنتش موجودة امبارح قبل ما امشي، والغريب انها اتكتبت في مربع أبيض وسط السواد اللي مالي الحيطة، يعني اللي كتبها وكإنه بيبروزها عشان تكون واضحة، وفجأة سمعت صوت جاي من جوة، مشيت ناحيته ولقيته من الأوضة اللي كان عمي قاعد فيها، دخلت الاوضة وحاولت اشوف في الضلمة مصدر الصوت ايه؟.. لكن ماكنتش شايف حاجة، وفجأة سمعت صوت حاجة بتترزع ورايا، لفيت وشي لكن ساعتها لقيت المكان اتغير وانا واقف في وسط الصحرا، بصيت يمين وشمال مكانش في غيري في المكان، لحد ما سمعت صوت جاي من ورايا وبيقول بطريقة أشبه بفحيح الأفاعي...
- عرفان بياخدكوا للموت برجليه.
كان صوت مخيف، لفيت وشي بسرعة وساعتها شوفت راجل عجوز، شكله مرعب، متسند على عكاز وضهره محني، وعينيها لونها أحمر، بصتله باستغراب وسألته...
- انت مين؟
- مش مهم انا مين؟.. المهم انا جتلك ليه؟
- وانت جيت ليه بقى؟
- عشان حرام تموتوا بسبب عِند عرفان.. بنتك ومراتك مالهمش ذنب وانت كمان غلبان.
- اه يبقى انت شديد.
- هاهاها غلبان بس ذكي.
- طيب عايز افهمك انك مهما حاولت مش هتقدر تفرق بينا أبدًا.
- انا مابحاولش افرق بينكوا، كل الحكاية اني بقولك الحقيقة.. اسأل عرفان ليه خبى عنك الحلم لحد دلوقتي؟.. مع انه بدأ يتحقق وهو عارف نهايته كويس.
- حلم ايه؟
- هسيبه هو يجاوبك على السؤال ده.
اختفى فجأة من قدامي، اتلفت حواليا وانا بحاول ادور عليه، بس وبطريقة غريبة حسيت الأرض بتلف بيا ولقتني في الأوضة من تاني والمكان ضلمة حواليا، ماكنتش عارف أفكر في أي حاجة، كل اللي جِه في دماغي ساعتها هو اني أجري على الشيخ عرفان واسأله، وفعلًا عملت كده، نزلت جري وروحت بيت الشيخ عرفان، فتحت الباب ودخلت على الاوضة اللي كان نايم فيها، بس الغريبة اني لقيته صاحي وبيصلي، قعدت على المرتبة واستنيته لحد ما خلص، وأول ما سلم بص لي وقالي...
- مال وشك مخطوف كده ليه؟
- انا شوفت شديد يا عمي.
- وقالك ايه المرة دي؟
- قالي انك مخبي عني حلم شوفته وانك عارف نهايته كويس واللي هتكون بموتنا كلنا.
- وانت صدقته؟
- لما كنا في العزا شديد قالك عقبال التلاتة اللي كانوا في الحلم وده معناه انه مابيكذبش.
- انا مش قصدي صدقته على انه في حلم ولا لا.. انا قصدي صدقت إن الحلم بيتحقق وإن نهايته هتكون موتكوا؟
- انا عارف انه بيحاول يلعب علينا بس حضرتك ليه ماقولتليش؟
- عشان ماتخافش زي ما انت خايف دلوقتي.
- انا مش خايف.. انا تايه.. ويمكن لو عرفت الحقيقة أقدر أواجه، لكن المشكلة اني بشوف حاجات بتحصل وانا مش فاهم حاجة.
- طيب انا هحكيلك اللي حصل وهفهمك كل حاجة.
قعد جنبي وحكالي الحلم اللي سمعتوه المرة اللي فاتت وبعدها قالي...
- لما زركش هرب هو وشديد من القبيلة قدر زركش إن يخرج شديد من أرضهم، بس دوره في الوقت ده ماكنش انه يأذي الناس، كان دوره يعالجهم.
- يعالجهم!
- اه يعالجهم بس مش زي ما انت فاهم ولا لانه حب الخير فجأة.
- اومال كان بيعالجهم ليه؟
- زركش لما هرب كان لوحده وعارف إن رابان مش هيسيبه مهما طال الوقت، وعشان كده كانت مهمة شديد إنه يستحوذ على أكبر عدد ممكن من الخدم ويبقوا تحت طوع زركش. وده اللي حصل وكده قدر زركش يكون قبيلة يوقف بها قدام رابان.
- طب وبعدين ياعمي ايه اللي حصل؟
- بعد كده بدأ شديد يرجع لشغلانته تاني وهي أذية الناس، وعاش سنين أذي فيهم ناس كتير.. لحد ما في يوم غلط شديد غلطة كبيرة، الغلطة كانت إنه حاول يستعين بملك تاني عشان يخلصه من زركش مقابل إنه يقدمله كل الخدم اللي جمعهم، وبكده يتحرر من عهده مع زركش ويعمل اللي هو عايزه، بس اللي ماكنش شديد يعرفه إن الملك ده حليف لزركش، ولإن زركش ماكنش بيثق في شديد فماكنش بيعرفه كل حاجة بتحصل في أرضهم، واتكشف شديد قدام زركش، وكان جزائه إنه رجعه أرضهم تاني وحبسه هناك سنين طويلة.
- طب وليه ماقتلوش زي ما هدده؟
- عشان مش سهل يلاقي زيه كتير، هو كان عارف إنه هيحتاجه في يوم من الأيام.. بس ماكنش يعرف امتى بالظبط، ولما مسكنا قيسوم جِه وقت شديد عشان يخرج من حبسته ويرجع تاني.. والمرة دي لو مانفذش اللي زركش طلبه منه.. التمن هيكون حياته.
- يعني شديد بيدافع عن حياته قبل ما يكون يدافع عن حياة زركش.
- ده صحيح، بس مش هتفرق كده كده الاتنين هيموتوا.
في الوقت ده دخلت ياسمين من باب الأوضة، كان باين عليها الخوف، وعشان كده سألتها...
- مالك ياحبيبتي؟
- كابوس فظيع.
- كابوس ايه ده؟
قربت مننا وقعدت جنبي بعدها قالت...
- انا ماكنتش عارفة ايه اللي شوفته لكن دلوقتي وبعد اللي سمعته عرفت هو مين؟
سألتها باستغراب...
- هو ايه اللي سمعتيه يا ياسمين؟
- ماتحاولش يامحمد عشان انا سمعت كل اللي قولتوه عن شديد.
بصت بعدها للشيخ عرفان وقالتله...
- انت ليه بتخبي عليا يا بابا؟
سكت لثواني قبل ما يقول...
- عشان خايف عليكِ وعلى ملك.. مش من مصلحتكوا خالص انكوا تعرفوا.
- لا لازم اعرف عشان أكون جنبك.
- وانا مش عايزك تدخلي الدايرة دي.
- احنا كلنا جوة الدايرة يا بابا، سواء حضرتك عرفتني أو ماعرفتنيش ماتفتكرش اني لو ماعرفتش هبقى كويسة، بالعكس يمكن لو عرفت هاخد بالي ومايحصلش زي اللي حصل امبارح.
سألتها بلهفة ساعتها...
- هو ايه اللي حصل إمبارح يا ياسمين؟
- في الأول ماكنتش واخدة بالي.. لكن دلوقتي قدرت اربط كل حاجة ببعضها، امبارح بعد ما رجعنا من العزا وانتوا نزلتوا، دخلت مع ملك أوضتها عشان انيمها، وبعد ما نامت قفلت عليها الباب وروحت أوضتي، بس مافيش ربع ساعة وسمعتها بتصرخ بهيستيرية، جريت على أوضتها بسرعة، كانت قاعدة على السرير ومخبية عينيها وبتصرخ، حضنتها وحسيت بجسمها كله بيتنفض، وبعد ماهديت قالتلي...
- ماما.. في عفريت هنا يا ماما.
- ماتخافيش يا حبيبتي مافيش عفريت ولا حاجة.
- لا في عفريت وقالي إنه هيقتلنا كلنا.
كلامها قلقني بس قولت يمكن شافت كابوس ولا حاجة، فقولتلها...
- طب اهدي انا جنبك اهو، وبعدين بصي كده مافيش حاجة.
رفعت راسها من حضني وبصت ناحية الباب لثواني قبل ما تصرخ تاني وتستخبى في حضني وهي بتقول بدموع...
- واقف هناك.. واقف هناك اهو يا ماما.
بصيت على الباب ماكنش في حد، بس ماعرفش ليه حسيت بالخوف، خصوصًا لما شوفت الباب بيتحرك ببطء وبدأت أسمع صوت تزييقه، قومت من على السرير وخدتها معايا وانا حاسة بالرعب، وجريت على أوضة النوم وقفلت الباب كويس، دخلنا السرير وخدتها في حضني ونيمتها وانا بلعب في شعرها، هي نامت بس انا ماعرفتش انام، كنت بفكر في كلامها واللي حصل، بس حاولت اطمن نفسي وقريت قرآن، لحد ما فوقت على صوت حركة، فتحت عيني لقيت ملك قايمة من السرير، سألتها من غير ما اتحرك...
- رايحة فين؟
- هروح الحمام واجي يا ماما.
نمت تاني وماجاش في بالي خالص اللي حصل قبل ما ننام، وبعد خمس دقايق رجعت مكانها تاني والمرة دي لقتها قربت مني وحضنتني جامد وقالت...
- انا بحبك أوي يا ماما.
حضنتها وانا بقولها...
- وانا كمان بحبك أوي يا حبيبتي.
ماعرفش ازاي ماخدتش بالي وقتها!
- ماخدتيش بالك من ايه يابنتي؟
- نفسها كان سخن، مش نفسها بس ده جسمها كله كان طالع منه حرارة غريبة، بس تقريبًا من التعب ماركزتش ونمت، حتى قبل ما اشم ريحة الدخان، في حاجة خبطتني في كتفي، ولما فتحت عيني ولقيت ملك نايمة نمت تاني، بس المرة دي الخبطة كانت أعنف وعشان كده فوقت، وقومت قعدت وساعتها شميت الدخان.. شديد كان قاصد يصحيني قبل ما الحريقة تكبر.. يعني ماكنش عايزنا نموت.
بعد ما ياسمين خلصت فضلت انا والشيخ عرفان بنبصلها وساكتين، لحد ما سألتنا باستغراب...
- في ايه؟!.. ساكتين ليه؟
بص الشيخ عرفان لياسمين بابتسامة وقالها...
- مافيش يابنتي.. إن شاء الله خير.. وحدي الله.
سكتت ياسمين وهي بتبصله، ساعتها قال الشيخ عرفان...
- ماتوحد الله ولا آه صحيح انت كافر.
قام الشيخ عرفان بسرعة وحط ايده على راس ياسمين وهو بيقول...
- انا هعرفك ازاي تفكر تأذي حد من طرف الشيخ عرفان.
بدأ بعدها يقرأ قرآن بصوت عالي وبعصبية، أول مرة أشوف الشيخ عرفان منفعل بالشكل ده، فضل يقرأ قرآن وهو ماسك راس ياسمين اللي كان جسمها بيسيب كل ما الوقت يعدي لدرجة اني قومت وهي مددت بجسمها على المرتبة، كانت تقريبًا في حالة إغماء كامل، الشيخ عرفان في وسط ما كان بيقرأ قرآن كان ساعات بيوقف ويهدد الكيان اللي مع ياسمين وبيقوله إنه هيحرقه عشان يكون عبرة لأي حد من طرف شديد يفكر يقرب من بيت الشيخ عرفان، وبعد ما خلص ساب راس ياسمين اللي فتحت عينها ببطء وكإنها بتقاوم صداع في راسها، وبعدها بصت للشيخ عرفان اللي كان قاعد جنبها على ركبه وبيبصلها، وقالها ساعتها...
- حمدالله على السلامة يا بنتي.
- بابا!
بصتلي بعدها وبعدين قامت وبصت حواليها وهي بتقول...
- احنا ايه اللي جابنا الشقة هنا؟
رفعت حواجبي في استغراب وانا بسألها...
- نعم!.. هو انتِ مش فاكرة حاجة خالص؟
- لا هو ايه اللي حصل؟
بصيت لعمي اللي قالي...
- يظهر إنه كان معاها من بعد العزا.
- ايوة العزا.. صح يا بابا، انا آخر حاجة فكراها اننا كنا راجعين من العزا، ماروحناش ليه بقى؟.. ايه اللي جابنا هنا؟
اتنهد الشيخ عرفان وقالها...
- لا مافيش انا تعبت شوية وطلبت من محمد يجبني على هنا.
- طب وانا نايمة كده ليه؟.. وبعدين ليه مش فاكرة حاجة؟
بصيت لعمي وقولتله...
- مافيش فايدة.
هز دماغه تأكيدًا على كلامي وبعدين بص لياسمين وقالها...
- قومي اقعدي وانا هحكيلك كل حاجة.
فعلًا الشيخ عرفان حكى الحكاية كلها لياسمين اللي كانت بتسمعه وهي مخضوضة عليه، وأول ما قالها على حريق الشقة كانت هتتجنن وانهارت في العياط، خدت وقت على ما بدأت تهدا وبعدها كمل الشيخ عرفان اللي حصل من بعد الحريق لحد ما فاقت دلوقتي، سألته ياسمين لما خلص كلامه...
- بس انت عرفت ازاي يا بابا إن اللي بيكلمك مش انا؟
رديت بدل الشيخ عرفان وقولتلها بسرعة...
- لإنه كدب مرتين وهو بيتكلم، اول مرة لما قال انك خوفتي وانا وعمي عارفين انك مابتخافيش مهما حصل، خصوصًا في موضوع العفاريت ده، تاني حاجة لما قال إن شديد هو اللي خبطك عشان يصحيكي لانه مش عايز يموتك انتِ وملك.. طبعًا استحالة انتِ هتقولي ان شديد مش عايز يموتنا وإلا ليه كان هيولع في الشقة من الأساس.. بعدها عمي اتأكد لما قالك وحدي الله وانتِ سكتي.. صح يا عمي.
- هو كل كلامك وتحليلاتك صح يا حبيبي.. بس انا عرفت من أول ما قعدِت وبصيت في عينيها من قبل حتى ما تتكلم.. قومي يا ياسمين هاتي ملك وتعالي.
- حاضر يا بابا.
بعد ما ياسمين خرجت بصلي الشيخ عرفان وقالي...
- الموضوع بقى أخطر من الاول، احنا مابقاش ينفع حد فينا يفضل لوحده الفترة الجاية..
- عندك حق يا عمي انا كمان شايف كده.
- والكتاب لازم.. هو فين الكتاب؟
- ماعرفش بس كان مع حضرتك قبل ما....
في اللحظة دي قطع كلامي صرخة عالية جاية من بره، قومت بسرعة وجريت على أوضة النوم، لقيت ياسمين واقفة قدام السرير اللي ملك نايمة فيه وبتبص عليها بفزع، قربت بسرعة من ملك، كانت نايمة ومغمضة عينيها، هزيتها في محاولة مني عشان افوقها...
- ملك.. يا ملك.. ردي على بابا ياحبيبتي.
ماكنتش بتنطق، حطيت ايدي على رقبتها ووقتها مالقتش نبض، صرخ فيا الشيخ عرفان...
- شيلها ويلا بينا على المستشفى بسرعة.
شيلتها ونزلنا جري كلنا، وهناك دخلت بها وانا شايلها على ايدي وبنده على أي دكتور يكشف عليها، قابلتني ممرضة وزميلتها وخدوها مني وجريوا بها على أوضة الإستقبال، دخلت وراهم، حطوها على الترولي وبعدها جِه دكتور بسرعة وبدأ يفحصها، والممرضات كل واحدة فيهم معاها جهاز وبتقيس حاجة معينة، وبعد خمس دقايق رفع الدكتور راسه وقال...
- الحالة لازم تتنقل عناية بسرعة.
سحبوا الممرضات الترولي وانا مشيت جنبهم ومعانا الدكتور سألته في الممر...
- ملك مالها يا دكتور؟
- البنت دخلت في غيبوبة وعلاماتها الحيوية قليلة جدًا هندخلها العناية ونحاول نرفعها.
وصلنا لباب العناية وهنا اتمنعنا احنا التلاتة من الدخول، ووقفنا قدام العناية انا والشيخ عرفان وياسمين اللي كانت منهارة تمامًا، عدى وقت طويل واحنا قاعدين نلف حوالين نفسنا، وماحدش خرج عشان يطمنا، لحد ما الباب اتفتح وخرج الدكتور أخيرًا، جرينا عليه كلنا وسألته انا...
- ايه الاخبار يا دكتور طمني؟
بصلنا بأسف وقال...
- والله الحقيقة مش عارف.
- يعني ايه مش عارف يا دكتور؟!
- بص حضرتك، بنتك دخلت في غيبوبة وكل علاماتها الحيوية ضعيفة جدًا ولحد دلوقتي مش لاقيين أي سبب لدخولها في الغيبوبة دي، والغريب إن كل تحليلاتها سليمة ومافيهاش أي خلل.
- افهم ايه من الكلام ده؟.. انكوا مش قادرين تعالجوها؟
- احنا عملنا كل اللي ممكن يتعمل.. وصدقني لو روحت فين مش هيتعمل معاها غير اللي احنا عملناه.. لكن الحالة دي غريبة.. انا اسف بس مافيش في ايدينا دلوقتي غير الدعا.
سابنا ومشي بعد الجملة الأخيرة، واللي خلتني أحس إن الدنيا كلها بتلف بيا، وعشان كده سندت ضهري على الحيطة، أما ياسمين فكانت بتعيط في حضن الشيخ عرفان، كنت ببص عليهم وانا مش قادر امسك دموعي، وفي اللحظة دي سمعت صوت في ودني...
- ملك بتموت وعرفان السبب.
دققت في الشيخ عرفان لثواني قبل ما اتحرك واروح ناحيته، بصتله قبل ما اقوله بعصبية...
- زركش لازم يموت بسرعة.
بص لي وبعدين قالي...
- هيحصل قريب حسابه تقل معايا على الآخر.. خليك انت وياسمين هنا وانا هروح مشوار وارجعلكوا.
- لا انا هاجي معاك.
- خليك هنا يا محمد.
- لا ياشيخ عرفان هاجي معاك يعني هاجي معاك.
- خلاص تعالى وانتِ يا ياسمين خلي بالك من نفسك على ما نيجي.
- انتوا رايحين فين يابابا؟
- لازم موضوع زركش يخلص الليلة وإلا مش هنلحق ملك.
خرجنا بعدها من المستشفى وفي العربية سألت الشيخ عرفان...
- هنروح فين؟
- اطلع على البيت.. شديد وصل للكتاب وورقة العهد بقت في إيده.. وده معناه إنه مابقاش خايف من حاجة.
- طب وهنعمل معاه ايه؟
- هناك هتعرف هنعمل معاه ايه بالظبط.
اتحركت بالعربية ولما وصلنا البيت فتح الشيخ عرفان ودخلنا وعلى الباب قالي...
- ادخل اتوضى وتعالى.
دخلت اتوضيت زي ماقالي الشيخ عرفان وبعدها روحت ناحية الأوضة اللي كنا نايمين فيها انا وهو، لقيته حاطط مبخرة كبيرة في نص الأوضة وقالي قبل ما يخرج...
- البس الجلابية دي على ما اتوضى انا كمان وأجي.
- هو احنا هنعمل ايه بالظبط؟
- لما أجي هفهمك كل حاجة.
خدت منه الجلابية وهو خرج، ولما لفيت وشي لقيت كتب كتير جنب المبخرة، قريت عنوان كتاب منهم كان اسمه" قبيلة الهدرا" قربت من الكتاب بس مش عارف ليه حسيت بالخوف من إني افتحه، عشان كده قررت استنى لما الشيخ عرفان يجي وغيرت هدومي ولبست الجلابية زي ما قالي وقعدت استنيته لحد ما دخل وقفل الباب بالمفتاح، بعدها بص لي وقال...
- اللي هيحصل الليلة دي حاجة عمرك ماشوفتها ولا هتشوفها تاني.. ولو قلبك ضعيف اخرج من دلوقتي.
- انا معاك يا شيخ عرفان ولو فيها موتي، أهم حاجة ملك ترجع تاني.. وماتقلقش انا قلبي ماعدتش ضعيف.
- يبقى اتوكلنا على الله.
نلتقي في القصة القادمة
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل