
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
- العب يا عم خلينا ننجز العشرة اللي مابتخلصش دي.
- انت مستعجل علي ايه؟ ما احنا قاعدين.
- لا لا قاعدين ايه! انا عايز اقوم عندي الصبح يوم طويل ولازم أكون فايق.
- وايه يعني، ما هو كل يوم بيكون يوم طويل، هو الشغل بيخلص.
- يا سيدي بكرة قبض الموظفيين، يعني لسه هروح استلم الفلوس من البنك وبعد كدا هضرب مشوار لحد الموقع وبعدها اقعد اقبض العمال والموظفيين، بيبقي يوم ما يعلم به الا ربنا.
- ااه، طب خلاص قوم روح واعتبرني كسبت.
- لا انا فعلا هقوم اروح، بس كسبت دي تنساها، هنكمل بكرة بالليل يا حلو.
ضحكنا احنا الاتنين، انا وعيد صاحبي وبعدها خدت بعضي ومشيت، كنت تعبان جدا وعشان كدا أول ما وصلت البيت دخلت علي السرير، نمت نوم عمبق، تاني يوم الصبح روحت البنك عشان استلم الفلوس، هناك قابلت محسب، ده سواق الشركة بيجي يوم القبض يستلم معايا الفلوس وبعدها بنطلع نسلم الناس مرتباتها، طلبت منه يستناني برة لحد ما اخلص واطلعله، فعلا استلمت الفلوس زي كل مرة ومضيت بالاستلام وخرجت لمحسب، اول ما ركبت العربية حطيت الشنطة علي رجلي، بصلها وقالي وهو بيضحك...
- يا سلام يا عم عزب لو الواحد ياخد شنطة واحدة من دي، يااه مش هيعوز حاجة تاني من الدنيا.
زغرتله وانا بزعق فيه..
- وانت هتبقي فرحان بقة لما تعيش من الحرام ولا هتبقة فرحان لما تخسر أخرتك؟!
وشه اتخطف وقالي بخضة...
- ايه ياعم عزب انا بهزر، انت عارف انا ماقبلش علي بيتي قرش واحد حرام وبعدين انا عندي بنت عايز اربيها بالحلال عشان ربنا يباركلي فيها.
حسيت انه كفاية عليه كدا، خصوصا اني عارف اخلاقه كويس بس قصدت اخطفه بالكلام عشان يتعود ان الحاجات دي مفيش هزار، قولتله بصوت هادي...
- يا محسب يابني، الحرام والحلال مافيهمش هزار، اصلها بتبدأ كدا، ناخد الموضوع هزار بس بحذر واحدة واحدة تلاقى قلبك ييلين ناحيته وبعدين تحس انه عادي، فيها ايه يعني لو عملت كدا، وبعدين يبقى عيب لو معملناش الحرام، ربنا يحميك ويحفظك انت والشباب اللي زيك يابني ويبعد عنكوا ولاد الحرام، ويخليلك بنتك وتشوفها احسن واحدة في الدنيا، ألا صحيح هي في سنة كام الزقردة دي؟
ابتسم محسب وقال..
- ربنا يخليك ليا يا عم عزب والله انت ابويا اللي ربنا عوضني به بعد موت ابويا الله يرحمه، ملك في سنة تانية ابتدائي، ادعيلها يا عم عزب، ادعيلها تبقى دكتورة زي ما بتمنى لها، مش عارف هجيبلها منين بس ربنا يقدرني بقى واقدر علي الحلم ده.
- ان شاء الله هيقدرك، طول ما رزقك حلال ربنا هيباركلك في صحتك وفي عيالك.
كنا خرجنا علي الطريق الصحراوي عشلن نروح الموقع اللي تبع الشركة عشان أقبض العمال والموظفيين، قولتله اول ما ممسكنا الطريق..
- ما تشغلنا حاجة كدا نسمعها.. الطريق لسه طويل، بس بلاش تشغل حاجة من القرف بتسمعوه اليومين دول.
ضحك وهو بيدوس علي زارير الكاسيت..
- ماشي يا عم عزب، مع ان الاغاني اللي بتعجبك دي بتنيمني وانا سايق بس عشان خاطرك يا راجل يا طيب.
- تسلم يابني.
بعد ثواني سمعت صوت فيروز جاي من الكاسيت.. دندنت معاها وانا بقول...
"صارلي شي مية سنة عم ألف عناوين
مش معروفه لمين
وودي لهون أخبار
بكره لابد السما لتشتيلي ع الباب
شمسيات وأحباب
بياخدوني بشي نهار
واللي ذكر كل الناس بالآخر ذكرني
قديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس
وتشتي الدني ويحملوا شمسية
وأنا بإيام الصحو ما حدا نطرني"
- الله عليك ياض يا محسب اهو هو ده الكلام، سامع الاغاني اللي ليها معنى يا ولا.
ضحك وهو مركز في الطريق وبيقولي...
- والله انا بحب اسمع الاغاني دي برضه يا عم عزب بس المشكلة اني بنام فبضطر اشغل الاغاني التانية عشان افضل فايق.
- فايق ايه يابني! دي اغاني تجيب صداع للي ماعندوش صداع.
ضحك وانا ضحكت علي ضحكه، بس فجأة شوفت قدامنا علي الطريق عربية جيب سودة واقفة بالعرض وقدامها اتنين ملثمين لابسين اسود، اتخضيت من المنظر وقولتله...
- هدي يا محسب.. هدي، مين الناس دول؟!
اتخض هو كمان وقالي بصوت متوتر...
- ماعرفش يا عم عزب بس شكلهم مايطمنش، انا بقول الف و ارجع.
- هتلف فين؟ احنا علي الصحراوي يعني لو لفيت أكيد هنعمل حادثة موت.
- طب والعمل؟
- كمل وماتوقفش، واللي يوقف في سكتك دوسه.
سمع كلامي وقربنا منهم، محسب كان دايس بنزين علي الاخر، اول ما بقى بينا وبينهم مترين واحد فيهم طلع سلاحه و وجهه ناحية محسب، داس علي الزناد، ثانية وكان الدم مغرق هدومي، العربية لفيت بعديها واتقلبت، اغم عليا وماحستش بأي حاجة، فوقت لقيت نفسي علي سرير في المستشفي، دخلت ممرضة...
- حمدالله على السلامة ياعم عزب.
- انا فين؟ وايه اللي جابني هنا؟
- انت في المستشفى، نقلوك هنا بعد مالقوك واقع على الطريق الصحراوي والعربية بتاعتك متفحمة.
- عربيتي! ومتفحمة! محسب، فين محسب؟
- محسب مين؟
- الشاب اللي كان معايا في الحادثة.
بصت في الأرض وقالت بأسف...
- الله يرحمه لقوه ميت جنبك.
افتكرت ساعتها انه مات قبل ما العربية تتقلب فعلاً، واضح إن قلبت العربية عملت حاجة في دماغي، الممرضة فوقتني من تفكيري وقالت لي...
- في ظابط بره عايز يقابلك.
- ظابط! ماشي خليه يتفضل.
دخل الأوضة وقرب مني وسألني بود...
- عامل ايه دلوقتي ياعم عزب؟
- الحمد لله يا باشا.
حاولت اقوم اقعد لكن ماقدرتش فقالي وهو بيشاور بايده...
- خليك مرتاح مافيش داعي تتعب نفسك.
- تسلم يا باشا.
- قولي يا عم عزب، ايه اللي حصل معاكوا؟
قولتله وانا مش قادر اتكلم...
- النهاردة ميعاد قبض الموظفين والعمال، روحت البنك انا..
سكت شوية، مش قادر استوعب ان محسب مات، الظابط طبطب علي كتفي بيواسيني وقالي...
- الله يرحمه.
كملت كلام بعدها...
- انا ومحسب الله يرحمه استلمنا الفلوس وبعدها طلعنا علي الصحراوي، في طريقنا للموقع عشان نقبض العمال، كنا بنهزر وبنضحك لما فجأة شوفت اتنين ملثمين ولابسين اسود واقفين بعرض الطريق، قولتله يهدي، بس هو كان عايز يلف ويرجع بس زي ما سعادتك عارف الصحراوي ماينفعش نمشي عليه عكس وبالذات بالسرعة دي لاننا كدا يبقى بننتحر، طلبت منه يكمل ويدوس بنزين علي الاخر بس اول ما وصلنا عندهم واحد فيهم طلع سلاحه وضرب رصاصة جت في دماغ محسب، بعدها العربية اتقلبت وماحسيتش بأي حاجة غير دلوقتي.
- الشنطة اللي كانت معاك، كان فيها كام؟
- 500.000 جنيه.
اتفاجأ من الرقم وسرح شوية بعدين سألني...
- مش فاكر شكل العيال دي أو نمر العربية حتي؟
- لا يافندم هما كانوا لابسين اسود ومغطين وشهم زي ما قولت لسعادتك، والعربية كانت واقفة بالعرض فماعرفتش اشوف النمر.
- أوصافها ايه العربية دي؟
- عربية جيب سودة فيميه، مافيهاش حاجة مميزة تانية.
- عايز اقولك ان في حاجة غريبة حصلت يومها يا عم عزب، العربية بعد ما اتقلبت حصل فيها حريق وانفجرت، الغريب بقى اننا لقيناك مرمي بعيد عنها وكمان جثة محسب لقيناها جنبك، تفتكر مين اللي خرجكوا قبل ما العربية تولع؟
اتفاجأت بكلامه ومابقيتش عارف اقول إيه، فضلت باصلله وانا ساكت، فهز راسه وقام وقف وقالي...
- تمام، ارتاح انت النهاردة وبكرة هنكمل.
- ماشي يافندم.
خرج الظابط وانا بفكر في كلامها بس وقفت عند كلمة قالها، هو قال يومها، يعني ايه؟ مش المفروض إن الحادثة حصلت النهاردة؟! لقيت مراتي وعيالي داخلين جري وهما مخضوضين عليا...
- عزب حمدالله على السلامة يا حبيبي.
- الله يسلمك يا ماجدة.
ابني وبنتي قالوا في نفس واحد...
- حمدالله على سلامتك يا بابا.
- الله يسلمكوا يا ولاد.
بصيت لماجدة مراتي وسألتها...
- هو انا هنا بقالي قد ايه؟
- انت حبيبي بقالك اربع ايام.
اتفاجئت من جملتها، بقالي اربع ايام في غيبوبة ومش داري بالدنيا، فكرت ساعتها في مرات محسب وبنته، يا ترى عاملين ايه؟ لما عيالي كانوا مخضوضين عليا الخضة دي وبيعيطوا عشان يدوبك دخلت في غيبوبة كام يوم، اومال مرات المسكين ده عامله ايه دلوقتي؟ ياترى مين هيصرف علي بنته من بعده؟ تاني يوم حسيت اني محتاج اخرج من المستشفي، الدكتور رفض لكني أصريت وفعلا خرجت علي مسؤوليتي، رجعت شارعنا والناس قابلوني بحفاوة شديدة وتقريباً قضيت اليوم كله زيارات من أهل الحتة، حب الناس أكبر نعمة ممكن ربنا ينعم بها علي إنسان، بعد ما اليوم خلص راجعت كلام الظابط في دماغي، اللي خرجني انا ومحسب من العربية لازم يكون حد يعرفنا كويس جداً، صحيح هو قتل محسب، بس ماقدرش يسيبنا نتحرق، وجايز اللي قتل محسب واحد تاني معاه مايعرفناش وعشان كدا قتله، قعدت فكرت في كل اللي بيشتغلوا معانا وقريبين مني أو من محسب، ماسيبتش حد غير لما قارنته بالطول والجسم اللي شوفته يومها، ماقدرتش أوصل غير لأربعة بس هما اللي ممكن يعملوا كده ومواصفاتهم قريبة جداً من الاتنين اللي شوفتهم، اتصلت بالظابط اللي كان سايبلي رقمه قبل ما يمشي...
- ايوا يافندم، معاك عزب.
- ايوا ايوا، ازيك عامل ايه دلوقتي؟
- الحمدلله أحسن، كنت عايز أقول لحضرتك على حاجة.
- خير!
- انا لما قعدت بيني وبين نفسي دلوقتي وافتكرت اللي حصل وصلت إن اللي عمل كده حد مش عايز يأذينا هو كان بيفكر في الفلوس وبس وده معناه إنه حد يعرفنا كويس انا ومحسب.
- تمام، تحليل صحيح، ياترى قدرت توصل لحد بعينه؟
- لما افتكرت مواصفات الاتنين اللي طلعوا علينا فيهم واحد ممكن يكون حد انا اعرفه فعلاً وهيكون واحد من أربعة بس.
- حلو جداً، مين بقى الأربعة دول؟
- عربي وده عيل من المنطقة هنا، اما التاني فهو الواد اسمه سُقاطه وده بقى قريب محسب اتقابلنا مرة أو مرتين وكان محسب الله يرحمه مش بيطيقه عشان عيل شمال.
- تمام كده اتنين بس، مين بقى الاتنين التانيين؟
- الواد كارم، و ده كان شغال في البوفيه بتاع الشركة،و الرابع فهو عبدالهادي ده برضو كان شغال معانا في الشركة بس مشي بعد خناقة كبيرة مع المدير.
- خناقة بسبب ايه؟
- كان عايز سُلفة والمدير رفض، ساب الشغل يومها وقال مش هكمل اليوم، لما جه تاني يوم لقى المدير خصمله 3 ايام غياب بدون إذن، قام سايب الشغل خالص بعد ما دخل المكتب واتخانق معاه خناقة لرب السما.
- تمام، تمام، شكراً يا عزب انا كتبت الأسماء وهعمل تحرياتي عليهم وهبقى أبلغك لو طلع حد فيهم هو القاتل فعلاً.
- تمام يافندم.
تاني يوم لقيته بيتصل بيا وقالي ان في واحد من الأربعة مش موجود في بيته فعلاً من يوم الحادثة وماحدش يعرف عنه حاجة، سألته عن الاسم وقال الاسم االلي انا توقعته، عبد الهادي، مافيش حد يقدر يعمل كده غير عبد الهادي، شخص طماع ودايماً عايز يكسب ثروة من الهوا، وفي نفس الوقت اضعف من انه يقتل حيوان مش يقتل بني آدم، اللي شككني فيه أكتر انه طلب السلفة قبل الحادثة بكام يوم، وهو ماشي يومها قال للمدير انا هندمك على اللي عملته معايا، المهم بعد بحث طويل استمر اسبوع قدرت الشرطة الحمدلله انها تقبض عليه، كان صرف ربع الفلوس ماعرفش في ايه! بس هما مالقوش معاه غير 375 ألف جنيه، روحت القسم واستلمت المبلغ، طلبت من الظابط اني اقابل عبد الهادي، بعت العسكري يجيبه وطلب مني أمسك اعصابي، طمنته اني مش هعمل حاجة، دخل المكتب و أول ما شافني الدموع اتسحبت من عينيه، قالي وهو بيعيط...
- سامحني يا عم عزب، ماكنش قصدي..
- ماكنش قصدك ايه بالظبط؟ ماكنش قصدك تخرب بيتي وتسرق العُهدة ولا ماكنش قصدك تقتل محسب وترمل مراته وتيتم بنته؟
- ماكنش قصدي لا اخرب بيتك ولا اقتل محسب، انا ماكنتش بفكر غير في الانتقام من المدير وصاحب الشركة اللي كانوا دايماً بياكلوا حقي.
- ماحدش كل حقك في يوم من الايام، انت كنت بتاخد نظير تعبك و زيادة، بس الشيطان عمى عينيك وخلاك تحس بالحقد عليهم وتشوف تعبهم وشقاهم حق مكتسب ولك نصيب فيه، خلاك تظلم نفسك وتظلمني وتظلم محسب وعياله، مافكرتش مصير عيلته ايه بعد ما قتلته؟ مافكرتش مصيري انا ايه بعد ما خدت الفلوس؟ ربنا ينتقم منك يا عبدالهادي وحسبي الله ونعم الوكيل فيك.
طلب الظابط من العسكري يرجعه الحجز، كان بيبص لي والدموع في عينيه، بس الدموع مش هترجع اللي مات ولا هتواسي مراته وبنته اللي مالحقتش تفرح بأبوها وتشبع منه.
-بعدها خرجت سلمت اللي باقي من العُهدة للشركة وخدت تعويض محسب وروحت اسلمه لمراته...
- اتفضلي يا أم ملك.
- ايه دول يا عم عزب؟
- حقك، ده تعويض محسب الله يرحمه.
- وهي في فلوس هتعوضني انا أو بنتي عن محسب!
- انا عارف إن فلوس الدنيا كلها ماتعوضش محسب، بس هو عمره انتهى لحد كده ربنا يرحمه ويغفرله، وبعدين هو صحيح مشي لكن سابلك من ريحته بنت زي القمر، كان بيقولي إنه عايز يشوفها دكتورة.
- اه كان دايماً بيحلم انها بقيت دكتورة، كان شايل هم المصاريف بتاعتها بس برغم كده كان رامي حموله على الله.
- ونعم بالله، يبقى تاخدي الفلوس دي بقى عشان تكملي المشوار وتحققيله حلمه ف بنته، وانا دايماً هكون معاكِ لو تسمحيلي يعني وتعتبريني زي والدك.
- أكيد طبعاً ياعم عزب، محسب الله يرحمه كان دايماً بيقولي انك ابوه التاني، كان بيحبك أوي.
دموعي خانتني وقتها ونزلت وانا بقولها...
- وانا والله يابنتي يعلم ربنا بحبه قد ايه، وعايزك تسامحيني اني ماقدرتش أجيلك الفترة اللي فاتت ماكنتش قادر اتحرك وفي نفس الوقت مارتحتش ولا قدرت اجيلك غير لما جيبنا حق محسب من اللي عمل فيه كده.
- ربنا يجحمه بقى.
سيبتها ومشيت بعد ما لعبت مع ملك شوية.
الرضا بالمقسوم شئ ضروري جداً للبشرية، لو كل إنسان عاش راضي بنصيبه هيرتاح مش هيبقى في حقد ولا غل، النفوس هتفضل مرتاحة والقلوب صافية، بس للأسف في ناس بتتخدع بكلام الشيطان بيوسوس في ودانهم وبيمشوا ورا كلامه، محسب مات نتيجة طمع واحد مرضاش بنصيبه، واحد بص للحرام واستسهل طريقه، الرضا مش معناه انك ماتبقاش طموح بس لازم تحقق طموحك بايدك وبعرقك ومجهودك وإياك.. إياك تخلي طموحك أكبر من إمكانياتك عشان ساعتها هتيأس وهتشوف انه مفيش غير طريق واحد بس لتحقيق هدفك.. طريق الشيطان.
تمت بحمدالله
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل