
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
- ما تبطلي عياط يابنتي و ردي على السؤال، كنتِ عايزة تقتليه ليه؟
- عشان كان لازم يموت.
- ليه لازم يموت! عملك ايه؟
- هو ماعملمش، المشكلة انه ماعملش، انا اللي دايماً كنت بعمل، انا اللي كنت بضحي و أسهر افكر هسعده ازاي، و ازاي اخليه مش شايف غيري، كنت فكراه بني ادم لكن طلع كلب مايستاهلش، مايستاهلش اني ابص له حتى مش اقتل صاحبتي عشانه!
- نعم! صاحبتك مين دي اللي قتلتيها؟
- ايوا يافندم انا قتلت صاحبتي الوحيدة عشان الكلب ده، بس اديها ارتاحت وانا اللي اتعذبت.
- لا واحدة واحدة كده بقى واحكيلي صاحبتك مين؟ وقتلتيها ازاي؟
- انا هحكي لحضرتك كل حاجة...
انا وسميرة كنا أصحاب من أيام الطفولة، متربين مع بعض وعشرة عمر، بس بصراحة طول عمري كنت بحس انها أحسن مني، رغم اننا متربين في منطقة واحدة واهالينا شبه بعضهم بس كنت بحس ان اهلها دايماً أحسن من أهلي، لانهم كانوا بيعاملوها على انها ملكة برنسيسة، انما اهلي بقى.. فابويا كان نفسه في ولد بس ربنا بلاه بيا ماقتنعش اني بنت وفضل يعاملني على اني ولد وبقى يحلقلي شعري زي الولاد ويلبسني لبس ولاد، كان دايماً ينده عليا ويقولي يا صبري، مع ان اسمي صابرين، كنت كتير بعيط واسيبلهم البيت وامشي وساعتها ماكنتش بلاقي مكان أروحه غير بيت سميرة، ابوها وامها كانوا أحن عليا من اهلي، وهي كانت أختي اللي ماجبتهاش أمي، كانت بتفضل تصالحني وتحاول تخرجني من اللي انا فيه، وكبرت وكبرت معايا مشاكلي انا و أهلي، ابويا رغم العمر اللي عدى ده كله و رغم كلام الناس معاه إلا إنه فضل يعاملني على اني ولد خصوصاً إن الخلفة التانية برضو كانت بنت فبقى معتبرها بنته وانا ابنه، في الوقت ده كنا انا وسميرة في ثانوية عامة، اتفقنا احنا الاتنين اننا ندخل كلية طب مع بعض، هي كانت عايزة تحقق حلم اهلها وانا كنت عايزة ابني مستقبل اقدر اهرب به من العيشة مع اهلي، بس ابويا غير ورقة الرغبات بتاعتي وصمم يدخلني علمي رياضة عشان ادخل هندسة، كان عايزني ادخل قسم ميكانيكا، عشان امسك توكيل العربيات بتاعه، ده المستقبل اللي كان راسمه لابنه في خياله، اتقهرت جداً بس سميرة وقفت جنبي وقالت لي معلش هندسة من طب مافرقتش كتير والاتنين كليات قمة، والمهم اني احقق هدفي واخرج من اللي انا فيه، سمعت كلامها فعلاً وبقيت شايفه التخرج من الكلية دي هو أملي الوحيد، ذاكرت وهي ذاكرت وكنا بنسند بعض لو واحدة فينا حسيت بالتعب، ويوم النتيجة سميرة جابت المجموع اللي يدخلها طب، وانا جيبت مجموع هندسة بس جامعة في محافظة بعيدة، اضايقت في الاول بس لما فكرت فيها لقيت انها فرصة أخلص من العيشة مع أهلي، فعلاً روحت الجامعة دي، كانت أول مرة أحس بحريتي، أخيراً هعيش بعيد عن تريقة ابويا واهانته ليا كل شوية، و زي ما هو ادى لنفسه الحق يغير رغبات الثانوية العامة اديت لنفسي حق الاختيار المرة دي ودخلت قسم عمارة، بس لما سألني فهمته اني دخلت قسم ميكانيكا، ومرت الايام وانا حاسة ان الدنيا صالحتني أخيراً، لحد ما في يوم اتصلت بيا سميرة وقالت لي انها هتتخطب اخر الاسبوع وعزمتني على الخطوبة، فرحت لها جداً رغم اني اضايقت انها ماعرفتنيش حاجة طول الفترة دي وبتعزمني على الفرح زيي زي أي حد، بس مش مهم جايز تكون ماكنتش تعرفه قبل كده مع انها بتقول انهم زمايل في الكلية، ماخدتش في بالي و رجعت يوم الخميس قبل الخطوبة بيوم، قولت لازم أكون واقفة معاها من أول اليوم عشان لو احتاجت حاجة، أول ما صحيت الصبح روحت البيت عندهم، ابوها وامها قابلوني أحسن مقابلة بس لما سألتهم عن سميرة قالولي انها نزلت مع صاحبتها وراحت تقضي شوية مشاوير، اتضايقت جداً، صاحبتها مين دي؟ انا صاحبتها الوحيدة، كلمتها وسألتها بعصبية...
- انتِ فين؟
- انا بره مع نيفين بنستلم الفستان، وبعدها هنطلع الكوافير ما تيجيلنا على هناك.
- انتِ ليه ماقولتليش عشان أجي معاكِ؟
- والله يابنتي سقطت خالص، نيفين اصلاً هي اللي كلمتني وصحتني من النوم، ونزلت على طول وما جاش في بالي أكلمك، بس يلا البسي وتعالي بسرعة.
- لا خلصي انتِ وانا هبقى أشوفك في الفرح بالليل.
- يابنتي ماتبقيش رخمة وتعالي.
- لا مش هاجي، وبعدين ما كفاية عليكِ نيفين، سلام.
قفلت الخط وانا تقريباً بعيط، روحت بعدها دخلت أوضتي وعيطت لحد ما نمت، فوقت على صوت أمي بتصحيني المغرب، وبتقولي أقوم البس عشان ألحق الفرح، قومت فعلاً، خرجت الفستان اللي كنت جايباه معايا وانا جاية، وقفت قدام المرايا وانا حاطة الفستان على جسمي كنت زي القمر، بس الفستان ده يستاهل البسه في مناسبة لحد بيقدرني، سميرة ماتستاهلش البس في خطوبتها فستان زي ده، رجعت الفستان الدولاب من تاني، وخرجت طقم من اللي بلبسهم في الجامعة، لبسته وماحطيتش حتى مكياج، نزلت بعدها وروحت الخطوبة، دخلت من باب القاعة وساعتها شوفت حواليها أكتر من عشر بنات، كانوا محاوطينها وبيرقصوا معاها، قعدت على الترابيزة جنب ابويا وامي لحد ما خلصوا رقص ورجعت سميرة قعدت في الكوشة، ساعتها روحت لها وسلمت عليها ببرود ومديت ايدي عشان اسلم علي خطيبها، كانت أول مرة أشوفه، زي القمر، أول ما لمس ايدي حسيت برعشة في جسمي، بصيت في عينيه لثواني وحسيت بالارتباك، خدت بعضي بسرعة ومشيت، قعدت على الترابيزة تاني بس طول الوقت كنت سرحانة فيه، ابتسامته سحرتني، كان بيرقص معاها على الاستيدج، بس في خيالي كان بيرقص معايا في مطعم هادي في مكان بعيد، كان بيبص لي بعينيه اللي دوبت في حنيتهم، وفجأة فوقت على صوت خبط و رزع شغال في الدي جي، كنت قاعدة هيمانة في الترابيزة، لقيته بيرقص معاها اتعصبت وخدت بعضي ومشيت، تاني يوم لميت شنطتي ورجعت السكن، كنت مضايقة جداً وكل ما افتكر منظرهم وهم بيرقصوا بتعصب، بعدها وقفت قدام المرايا واتكلمت مع نفسي...
- هو انتِ متعصبة ليه؟ ده خطيبها هي مش خطيبي انا!
- ايوا بس شوفتي الواد قمر ازاي؟
- اه بصراحة قمر جداً.
- ولا شوفتي كان فرحان بها قد ايه؟ انتِ ليه ماحدش بيعاملك كده؟ ليه مافيش حد في حياتك؟
- لا هو في بس انا اللي مش راضية.
- انتِ هتضحكِ عليا! يابنتي انا نفسك يعني عارفة كل حاجة عنك، وعارفة انه مافيش حد في حياتك.
- اه مافيش ومش عارفة ليه؟! هو انا وحشة؟
- لا انتِ زي القمر محتاجة بس تدي فرصة لحد يقربلك عشان يعاملك زي ما خطيب سميرة بيعاملها.
- تفتكري؟
- اه طبعاً بس عشان الحد ده يجي محتاجين نظبط نفسنا شوية.
- ازاي؟
- يعني مالوش داعى الجيبة وخليها بنطلون.
- لا البنطلون بيحسسني اني ولد وانا مش ولد.
- خلاص بس الجيبة دي طويلة أوي الموضة دي بِطلت من زمان قصريها شوية.
- بس كده رجلي هتبقى باينة.
- ياستي يعني هو الشبر اللي باين ده اللي هيفتن الشباب! احنا بس بنعمله عشان الشكل يبقى حلو مش عشان نفتن به حد.
style="font-family: arial; font-size: medium;">- ماشي وايه كمان؟
- اه البلوزة دي كمان.
- مالها
- مش حاسة انها سبعيناتي شوية، شايفة منظرك عامل ازاي؟!
- امممم.. تصدقي عندك حق، طب والعمل؟
- انزلي اشتري شوية لبس شيك كده، الاستيل اللي انتِ بتحبيه بس بلاش الطويل أوي ده ولا المقفل، خليكِ وسط.
- ماشي.
ونزلت فعلاً اشتريت هدوم جديدة وكانت كلها قصيرة ومفتوحة، بعدها روحت الجامعة وبدأت أحس بالفرق، بقيت بتعاكس وبيتقالي كلام حلو وانا ماشية، حسيت اني متشافة، ليا وجود، مش مجرد واحدة اتولدت وعاشت وهتموت ماحدش خد باله منها، والمفاجأة بالنسبة لي إن شباب كتير في دفعتي بدأت تقربلي، طب ما انا كنت موجودة بقالي 3سنين ماحدش عبرني ليه، المهم وافقت ارتبط بواحد فيهم، كنت فاكراه أطيبهم، بس طلع أوسخهم، في الأول كان بيقولي كلام حلو كتير وبنخرج نسهر مع بعض، كلمت سميرة وقتها وحكيت لها عنه وقولت لها قد ايه انا مبسوطة معاه، استغربت جداً وقالت لي دي علاقة غلط، الشاب ده بيلعب بيكِ، حسيت انها بتحقد عليا ومش عايزاني أعيش مبسوطة زيها، قفلت معاها وماكلمتهاش تاني، بس بعدها واحدة واحدة بدأ الشاب ده يبعد ويختفي من حياتي، اكتئبت فترة وساعتها افتكرت كلام سميرة، فتحت صفحتها وشوفت أخبارها، كانت كل يومين تنزل صورة مع خطيبها وهم في مكان شكل أو وهم في عزومة وسط أهلهم، حسيت بالغيرة والحقد عليها، شوفت اني أستحق أكون مكانها وأعيش الحياة دي، ومن يومها قررت أبدل الأدوار هخليها تعيش حياتي وانا هعيش حياتها، بدأت أفكر ازاي هخطفه منها، الأول حاولت ابعتله من أكونت فايك و أوقعه وبعدها أروح أوريها المحادثة ويتخانقوا مع بعض وتسيبه، بس للأسف الخطة باظت لإنه طلع بيحبها بجد، فكرت في خطة تانية، وهي إني أشككه فيها، نزلت صورها من على الفيس وعملتهم بالفوتوشوب في أوضاع مخلة، وبعتهم له، استنيت يومين، تلاتة، بس اتفاجئت بها منزلة صورتهم مع بعض وهم مطلعين لسانهم، اتغاظت جداُ، مابقاش قدامي غير حل واحد، لازم أخلص منها عشان يبقى ليا لوحدي، بس ازاي هعمل كده؟ قعدت اسبوع أفكر وأخطط لحد ما وصلت لفكرة، رجعت محافظتي واتفقت مع واحد سوابق حد قالي عليه، وطلبت منه يخبطها بالعربية وهي خارجة من الجامعة، كده ماحدش هيشك في حاجة خصوصاً إن جامعتها كانت على الطريق السريع، يعني هتبقى قضاء وقدر، طلبت منه ينفذ بعد ما ارجع المحافظة التانية بيومين تلاتة، رجعت السكن وفضلت مستنية على نار، كنت براقبها على الفيس، لحد تالت يوم، دخلت صفحتها وساعتها شوفت الخبر، ارتحت جداً، أخيراً هقدر أتجوزه، طبعاً رجعت عزيت وعيطت وحضنت أمها وواسيت أبوها، وحتى هو كان موجود ومنهار جداً، قربت منه وانا نفسي أحضنه واقوله إن دموعه غالية وماتستاهلش تنزل عليها، بس كل اللي عملته إني سلمت عليه وعزيته ومشيت، بعدها استنيت حوالي شهرين كنت مراقباه فيهم على السوشيال ميديا، كان مكتئب ولسه بيفكر فيها، كل شوية ينزل صوره معاها ويقولها كلام حلو، لسه بيحبها بعد كل اللي عملته عشانه، في الاخر قررت انهي المهزلة دي واقتحم حياته، دخلت كلمته وطبعاً قعدت اكلمه عنها وقد ايه فراقها مأثر فيا، كنت بكلمه عنها وانا بتقطع من جوايا، واحدة واحدة بدأت اغير المواضيع وأبعد عن أي حاجة تيجي فيها سيرتها، بعدها طلبت أقابله، أول ما شافني قالي اني بفكره بها وانها كانت بتتكلم عني كتير وبتحبني، اتعصبت جداً بس حاولت اتمالك أعصابي وعديتها، مع الوقت والمقابلات بدأ ينساها فعلاً، بقينا نتكلم بالساعات من غير ما يجيب سيرتها، لحد ما في يوم صارحني وقرر انه يجي يخطبني، ودي كانت أعظم حاجة حصلت في حياتي، أخيراً بقى ملكي انا، وافقت على طول وانا طايرة من السعادة، روحت عزمت ابوها وامها بس زعلوا وماجوش مش عارفة ليه بصراحة، حسيت انهم غيرانيين عشان هو حبني واقدرت انسيه بنتهم، مش مهم المهم انه معايا انا دلوقتي، أول فترة الخطوبة عديت كأنها شهر عسل، حلم وردي جميل، كنت بتصور وانزل صوري معاه زي ما كانت سميرة بتعمل، بس بعد كام شهر لقيته اتغير، بقى مشغول على طول، مش بيخرجني زي الأول، مش بيتكلم معايا كتير، بيسيبني ويدخل ينام بدري ومش بيرضى يسهر معايا على التليفون، دايماً بيتحجج بالدراسة وبيقولي اني انا كمان لازم اركز في دراستي وامتحاناتي اللي قربت، حجج فارغة عشان يهرب مني، لحد اليوم اللي لقيت واحدة بعتالي صورهم مع بعض وبتقولي خطيبك بقى زي الخاتم في صباعي ياريت تسيبيه، كان فرحان وهو معاه، اتجننت وبدأت اعيط، ماكنتش عارفة اعمل ايه؟ رجعت بسرعة، روحتله البيت وانا عارفة انه قاعد لوحده، اتفاجئ أول ما شافني...
- صابرين! انتِ رجعتي امتى؟
- من شوية؟ احنا لازم نتكلم.
- ايوا بس.. بس مافيش حد هنا.
- ما انا عارفة وعشان كده جيت، ابوك وامك في المستشفي ومش هيرجعوا غير الصبح.
- طب استنى البس ونخرج نتكلم في أي مكان، ماينفعش تبقي هنا وانا لوحدي.
دخلت وانا بقفل الباب، وبقوله بهدوء...
- خايف عليا، ولا خايف من الفضيحة؟
- مالك يا صابرين انتِ مش مظبوطة ليه النهاردة؟
- مش مظبوطة! لا انا مظبوطة انت اللي مش على بعضك ليه؟ في حد معاك جوة؟
- معايا؟ مين اللي هيبقى معايا يعني؟
- واحدة اسمها علا مثلاً.
- علا! علا مين؟!
طلعت موبايلي وانا بفرجه على صورهم مع بعض، اتفاجئ وقالي وهو متعصب...
- انا ماعرفش الانسانة دي، انتِ جيبتي الصور دي منين؟! الصور دي أكيد متفبركة.
- لا مش متفبركة، انت عارف كويس انها صور أصلية، الست هانم بتاعتك هي اللي بعتتهالي.
- يابنتي والله ما اعرفها!
- لا تعرفها، انت بقالك فترة متغير معايا وبتهرب من مقابلاتنا وكل ما اكلمك مشغول، اصل الدراسة، اصل بنزل المستشفى بتاعت ابويا، اصل واصل، اتاريك مقضيها مع الست هانم.
- لااا انتِ اتجننتي خالص.
- ايوا اتجننت، اتجننت من يوم ما شوفتك وحبيتك، انت مش عارف انا عملت ايه عشان تبقى معايا، ومش هسمح أبداً انك تكون مع حد تاني.
- عملتي ايه عشان ابقى معاكِ! انتِ بتقولي ايه؟
- هو انت فاكر إن اللي حصل ده صدفة، موت سميرة وكلامنا وخطوبتنا، كل ده مترتب له.
- يعني ايه مترتب له؟! انتِ لكِ علاقة بموت سميرة؟
- انت اللي موتها، لو كنت بعدت عنها لما بعتلك صورها وهي عريانة كان زمانها عايشة دلوقتي.
- انتِ اللي بعتي الصور القذرة دي؟
قربت منه وانا بقوله...
- ايوا انا، كنت عايزاك ليا واديك بقيت ملكي ومش هسمح لحد ياخدك مني مهما كان التمن.
رجع لورا وهو مصدوم من كلامي...
- انتِ أكيد مجنونة.
- مجنونة بيك.
- انا لازم أبلغ البوليس.
- هتبلغ عني عشان حبيتك واتمنيت ابقى معاك!
- انتِ قتلتي واحدة مالهاش أي ذنب غير انك بتحقدي عليها وغيرانة منها، مع انها كانت بتحبك ودايماً بتكلمني عنك وعن علاقتكوا مع بعض، بس ماكنتش تعرف انها مصاحبة شيطانة.
- بتحبني! بتحبني وهي من يوم ما دخلت الجامعة وهي نسيتني ومابقيتش بتكلمني، ويوم فرحكوا عزمتني زيي زي أي واحدة غريبة، وراحت لصاحبتها اللي خدت مكاني وسابتني انا زي الكلبة، ومن بعد ما الفرح مابقاش في حياتها غيرك.
طلع تليفونه وطلب رقم وهو بيقول...
- انتِ لازم تتحاسبي على اللي عملتيه.
طلعت السكينة اللي كانت في شنطتي وضربته بها بس مسك ايدي قبل ما السكينة تغرز في جنبه، ضربني ضربة جامدة، فوقت بعدها لقيته قاعد قدامي وحاطط فوطة صغيرة على الجرح، وانا مربوطة في الكرسي، بعدها سمعت صوت سرينة الشرطة، وعرفت إنه بلغ عني.
******
مضيت صابرين على أقوالها وأمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيق، بعدها طلبت أحمد خطيبها عشان أخد أقواله في واقعة التعدي عليه، دخل قعد قدامي وسألته...
- ايه اللي حصل بينكوا بالظبط؟
- انا وسميرة كنا بنحب بعض جداً، ولما اتخطبنا كنا أسعد اتنين في الدنيا، بس بعد فترة بدأت تيجيلي رسايل معاكسات وكلام سافل، قولت في نفسي جايز سميرة بتختبرني ولا حاجة بس انا عارفها ماتعملش كده، واجهتها وأنكرت كل ده وقالتلي اوعى تكون جاريتها في الكلام، طبعاً ضجكت وهزرت معاها بس الموضوع فضل شاغلني، لحد ما في يوم لقيت رسالة جاية لي على الفيس من أكونت فايك ومبعوت فيها صور لسميرة وهي عريانة، اتعصبت جداً بس لاني عارفها وعارف أخلاقها فكرت في الموضوع بهدوء وساعتها ربطت بين الرسالة دي وبين الرسايل اللي كانت بتجيلي، وهنا قولت إن ده واحد أو واحدة بيحاولوا يوقعوا بينا، عشان كده اتصورت انا وهي الصورة اللي كنا مطلعين فيها لسانه لان اللي عمل كده أكيد مراقبنا، عدت الأيام ونسينا الموضوع لحد ما حصلت الحادثة وماتت سميرة الله يرحمها، كانت صادمة بالنسبة لي، في العزا حسيت وصابرين بتسلم عليا انها مش طبيعية، نظراتها وسلامها كانوا فاضحينها، بعد كده لقيتها بتحاول تقرب مني وكنت بتعمد أجيب سيرة سميرة قدامها عشان أشوف رد فعلها، لما لقيتها بتتضايق من غير مايكون لسه في بينا حاجة تخليها تغير عليا، اتأكدت انها بتكره سميرة ومش بتطيق سيرتها، ساعتها بدأت أفكر انها ممكن تكون الشخص اللي كلمني وبعتلي صور خطيبتي، وبدأت أشك في موت سميرة خصوصاً إن الشهود في الحادثة أكدوا إن العربية كانت ماشية بسرعة جنونية وانها لما حاولت تفادي العربية، السواق أصر يخبطها وكمان العربية كانت من غير لوح، اتصلت بواحد صاحبي وطلبت منه يحاول يعرف الرسايل دي مبعوتة منين، اخترق الأكونت وعرف إن الرسايل مبعوتة من المحافظة اللي بتدرس فيها صابرين، ماكنتش قادر أمسك عليها حاجة طبعاً، عشان كده قررت أعيد معاها اللي هي عملته مع سميرة وساعتها هتتجنن وهتحاول تتمسك بيا بأي شكل، وهنا هحاول أخد منها اعتراف بقتلها لسميرة، ماهي اللي تعمل كل ده عشان تتجوزني أكيد مش هتتنازل بسهولة، وفعلاً اللي توقعته حصل، خليت علا تبعتلها الصور، وبما إنها محترفة فوتوشوب فعرفت إن الصور حقيقية، وأي كلام هقوله هتعرف إنه كدب، لما جت كنت مستنيها وسجلتلها كل اللي قالته وحاولت أزقها في الكلام عشان تعترف بقتل سميرة وفعلاً اعترفت، ولاني متوقع منها أي حاجة بعد اللي عملته في صاحبتها فكنت عارف انها ممكن تعتدي عليا وفضلت مستني اللحظة اللي هتقرر تهاجمني فيها وعشان كده لحقت نفسي.
******
كنت مندهش من أقوال الاتنين، واحدة عملت خطة في منتهى الخبث عشان تحرم صاحبتها من حياتها الهادية اللي هي مش قادرة تعيشها بسبب عقدها وقلبها المليان حقد، و واحد حب لدرجة الجنون وماسبش حبيبته حتى بعد ما ماتت وصمم يجيب حقها، انما كان في جاني خفي في الموضوع وهو والد صابرين، الراجل اللي حرم بنته من حنانه وحرمها من أنوثتها، ولد جواها الإحساس بالنقص وخلاها تحس مهما عملت ونجحت انها نكرة ماحدش حاسس بوجودها، وغذى في نفسها غريزة العنف، خلاها تفكر تُملك أي حاجة تتمناها مهما كان التمن.
تمت بحمدالله
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل