القائمة الرئيسية

الصفحات






المبروك زركش - الشيخ عرفان 6 قصص رعب




بقلم الكاتب: شادي اسماعيل



كنت قاعد مع ملك بنتي لما فجأة سمعت صوت الباب بيخبط، قومت فتحت، وساعتها لقيت قدامي راجل شكله غريب، بص لي وفي عينيه فرحة كأنه ما صدق لقاني، وسألني بلهفة...

- حضرتك استاذ محمد نسيب الشيخ عرفان؟

- ايوه انا، مين حضرتك؟

- انا محسن الصواف، عايز اقابل الشيخ عرفان ضروري، أرجوك وصلني بيه.

- الشيخ عرفان في بيته، مش هـ...

- مش في البيت.. انا عديت عليه مالقيتوش وبكلمه تليفونه مقفول، أرجوك وصلني بيه ضروري. 

قلقت من كلامه وافتكرت ساعتها اني ماكلمتش الشيخ عرفان بقالي يومين، فرديت عليه وانا مرتبك...

- طب ثانية واحدة.

دخلت جوة جيبت تليفوني وبدأت أرن على الشيخ عرفان لكن التليفون كان مقفول فعلاً، القلق زاد جوايا، خدت تليفوني معايا وخرجت للراجل تاني وقولتله وانا بقفل الباب ورايا...

- تعالي معايا نروحله البيت.

واحنا نازلين على السلم، لقيته بيقولي...

- ياابني انا بقولك روحت له البيت أكتر من مرة ومابيفتحش، يعني اكيد هو مش في البيت.

- لا هو المفروض انه في البيت، ربنا يستر ومايكونش حصل له حاجة.

- جيب العواقب سليمة يارب.

طلعنا البيت، وأول ما وقفنا قدام باب الشقة، فتحت الباب بالمفاتيح اللي كانت معايا، واللي الشيخ عرفان سايبهالي انا وياسمين، عشان لو حصل حاجة نفتح الشقة على طول، دخلت الشقة ومعايا محسن، ولما بصيت في الصالة، مالقتهوش، جريت على الأوضة وفتحتها، وفجاة.. شميت ريحة نفاذة جدًا وكمان كان في ضباب مغطي الأوضة، ولعت النور ووقتها شوفت الشيخ عرفان واقع على الأرض، جريت عليه وانا بحاول افوقه لكنه ماكنش بيفوق، بصيت لمحسن وطلبت منه يتصل بالإسعاف، وبعد ربع ساعة كانت الإسعاف وصلت، نقلنا الشيخ عرفان على المستشفى وهناك عملوله الإسعافات اللازمة وبعد ساعة نقلوه لاوضة منفصلة، كنت واقف بتطمن عليه من ورا الازاز، والممرضة بتعلقله المحاليل، والدكتور بيتابع القراية على شاشة موجودة جنب السرير اللي نايم عليه، وجهاز الاكسجين على وشه، فكرت ابلغ ياسمين عشان لو لا قدر الله حصله حاجة، بس خوفت عليها، وعشان كده قررت استنى لما يقوم بالسلامة وبعدها ابلغها.. وبعد شوية، قربت الممرضة من الازاز وبعدها الستارة اتقفلت، في نفس اللحظة خرج الدكتور من الأوضة وقفل الباب وراه، قربت منه بسرعة وسألته...

- طمني يا دكتور، الشيخ عرفان ماله؟

- انت تقرب له ايه؟

- انا جوز بنته، بس في مقام ابنه.

- تمام، الحاج جت له أزمة قلبية بس الحمدلله لحقناه، هو دلوقتي أحسن، بس هيفضل تحت الملاحظة النهاردة وبكرة، وبعدها هنشوف ايه اللي هيحصل.

- تمام، شكرًا يا دكتور.

- العفو، عن إذنك.

سابني الدكتور ومشي وانا رجعت قعدت مكاني تاني على الكرسي اللي قدام الأوضة، وساعتها محسن قالي...

- ماتقلقش، هيبقى كويس، عرفان عدى بحاجات أصعب من دي بكتير.

بصيت له باستغراب وسألته...

- هو انت تعرف الشيخ عرفان من زمان؟!

- يااااااه.. انا اعرف عرفان من أكتر من تلاتين سنة.

- بس غريبة يعني، عمره ما جاب لي سيرتك.

- هو ده عرفان، ماتقدرش تعرف حاجة عن حياته غير اللي هو عايزك تعرفها وبس.

- طب قولي.. انت بقى تعرفه منين وليه مش بيجيب سيرتك؟

- عشان عرفان مش عايز حد يعرف الجانب ده من حياته، حتى مراته وبنته نفسهم ماكنوش يعرفوه.

- لا براحة كده بقى واحكي لي.

- معرفتي بعرفان جت صدفة بعد معرفتي بالشيخ مبروك.

سألته باستغراب...

- مين الشيخ مبروك ده؟

- راجل مبروك، اتقابلنا انا وهو في مولد السيدة، كنت ماشي في وسط المولد لما فجأة خبطت فيه...

- مش تفتح يا جدع انت.

لما قولتله كده، بص لي وقالي...

- لامؤاخذة ماقصدش.

واول ما بص لي اتسمرت في مكاني، بصيت على ايده اليمين وساعتها شوفتهم، اربع خواتم كل واحد فيهم فيه فص من حجر كريم، سابني بعدها ومشي، مشيت وراه، وبعد شوية لقيته داخل الحضرة، وقفت بره اتفرج عليه، كان واقف في وسط الناس بيهز راسه معاهم، لحد ما فجأة فتح عينيه وبص لي، ابتسمت له وبعدها بصيت ناحية الخواتم، قفل ايده وهو بيبص لي بغضب، وخرج من الحضرة، ولما مشيت وراه تاني، لقيته داخل بيت قديم، استنيت شوية وبعدها دخلت من عتبة البيت، و أول ما دخلت شوفت ناس كتير واقفة، عديت من بينهم وانا مذهول من عددهم، كانوا كتير أوي، طلعت على السلم بالعافية وانا بخبط فيهم، لحد ما في الاخر وصلت قدام باب شقة مفتوح، بس الناس كانت سداه بأجسامهم، ولما دخلت من الباب، لقيت واحد قاعد على ترابيزة والناس ملمومين حواليه، بعدها شوفته قام وقف وهو بيزعق في الناس...

- كله يرجع لورا، انا مش هدخل حد غير لما تنظموا نفسكوا، قولت ١٠٠ مرة كله هيدخل والشيخ مبروك مش هيمشي غير لما يكشف عليكوا كلكوا، وبعدين مستعجلين على ايه، ما المولد لسه قدامه 14 يوم، يعني كله هيكشف، ارجع ورا ياحاج، ارجعي ورا ياست، وانت يابا عايز ايه؟

- انا عايز الشيخ مبروك يشوف بنتي ايه اللي صابها؟

- حاضر، هيشوفها، بس خد بنتك وارجع ورا دلوقتي.

ماكنتش فاهم اللي بيحصل، الناس دي هنا بتعمل ايه ومين الشيخ مبروك ده؟.. وعشان كده سألت واحد من اللي واقفين...

- قولي يا اخينا، مين الشيخ مبروك ده وانتوا بتعملوا ايه هنا؟

- ايهي.. حد مايعرفش الشيخ مبروك برضك!!.. ديه راجل واصل قوي، الناس بتجيله من بلاد ياما عشان يعالجهم، بالك انت، انا جاي من تفاهنا مخصوص لاجل ما يكشف عليا.

استغربت كلامه اكتر من استغرابي المنظر اللي قدامي، وعشان كده سألته تاني...

- ايوة يعني بيكشف عليك بيعمل ايه؟.. او ازاي؟

- دِه يا اخينا يحط ايده على رجل المشلول، يقوم يجري زي الرهوان، ويحط ايده لامؤاخذة على بطن الست البور، تصبح ولادة ولا الارنبِهِ.

- وانت جايله ليه بقى؟

- أرضي بتضيع مني، كل ما ارزعها الزرع يموت، فقولت أجي يعملي حجاب ولا يديني أي حاجة تصلح الأرض وتعمرها.

ضحكت على كلامه وانا بقوله...

- انتوا ناس طيبين أوي.

- عيشت يا محترم.

سيبته وروحت ناحية الترابيزة اللي كان قاعد عليها الراجل اللي كان بيزعق في الناس، قربت منه وقولتله...

- انا عايز اقابل الشيخ مبروك.

بص لي شوية وبعدين قالي...

- الدخول بالدور، ارجع ورا واحجز دورك.

طلعت 100 جنيه من جيبي وحاطتها قدامه وانا بقوله...

- معلش.. بس انا مستعجل.

قام وقف وهو بيحط الفلوس في جيبه وبيقول بصوت عالي...

- انت كنت فين يا راجل، ده دورك عدى عليه ياما.

- كنت بجيب شوية طلبات للشيخ مبروك.

- طب اجهز عشان انت اللي هتدخل بعد اللي جوة.

واحد من اللي واقفين اعترض وقال...

- ازاي ده!.. الراجل ده لسه جاي حالًا، يدخل قبلينا ازاي؟!

بص له بغضب وقاله...

- الراجل ده هنا من الصبح، وايه قولك بقى انك لو طولت مش هتدخل خالص ولا الشيخ هيكشف عليك.

لف الراجل وشه الناحية التانية وهو بيبرطم بكلام مش مفهوم، بعدها التاني قالي وهو مبتسم...

- ولا تشغل بالك، اللي جوة يخرج وانت وراه على طول.

ابتسمت له وفضلت واقف مستني اللي كان جوة لحد ما خرج، بعدها دخلت على طول، الأوضة كانت كبيرة وواسعة، بس كانت مليانة حاجات غريبة، كان متعلق على الحيطة رووس حيوانات ميتة، وسِبح كبيرة، وقدامي كان الشيخ مبروك قاعد على كنبة صغيرة لابس جلابيته اللبني وماسك في ايده سبحته، والمبخرة كانت على الترابيزة اللي قدام رجليه، ابتسمت وبعدين مشيت ناحيته، وأول ما شافني بص لي باستغراب وقالي...

- انت تاني!.. انت جيت ورايا لحد هنا ليه؟!.. عايز مني ايه؟

-  عايز مصلحتك.

- وانت مين؟

- لا دي قصة طويلة، بس قبلها قولي، انت ايه اللي مقعدك هنا، وبتعمل ايه وسط الناس دي؟

- زي ما انت شايف، بعالجهم.

- تفتكر القوة اللي معاك تستاهل تضيعها على الناس دي؟

- قصدك ايه؟.. مش فاهم.

بصيت على الخواتم وقولتله...

- قصدي اللي معاه أربع ملوك زي دول، قاعد هنا بيعمل ايه؟

اتصدم من كلامي وبص لي وهو بيحاول يتفحصني وبعدين سألني...

- انت مين؟

ضحكت وانا بقوله...

- ماحدش فيهم قالك؟!

سكت شوية وهو بيحاول يتواصل معاهم وبعدين قالي بخوف...

- انت مين؟

- انا زيك، بس كل واحد فينا لوحده ضعيف، إنما لو حطيت ايدك في ايدي، هنبقى قوة ماحدش يقدر عليها، وهيبقى معانا فلوس ونفوذ ونعمل كل اللي احنا عايزينه.

سكت تاني، بس المرة دي كان بيفكر، بعدها بص لي بشك وقالي...

- بس انت عرفت منين انك زيي، مش جايز تكون أضعف.

ضحكت ورديت عليه...

- حلو، خلينا احنا الاتنين نشوف قدرات بعض، انده على التابع بتاعك يدخل الحالة الجديدة، وانت اللي هتكشف عليها، والحالة اللي بعدها انا اللي هكشف عليها، ايه رأيك؟

- تمام، موافق.

دخل التابع اللي عرفت ان اسمه سُنقر، وبعدها قاله مبروك يدخل الحالة الجديدة، خرج وبعد ثواني لقينا راجل داخل ومعاه ست زي القمر، قعدوا الاتنين على الكنبة اللي قصادي والشيخ مبروك كان على يمين الراجل، الشيخ مبروك اللي بص له وقاله...

- خير، بتشتكي من ايه؟

اتكلم الراجل بتردد وقلق...

- مش عارف اقولك ايه ياشيخ مبروك، اني اسمي عِتمان ودي مرتي، متجوزين اديلنا سنة وازيد، بس كل ما اجي اقربلها مش بقدر، مش بقدر ابص في وشها، ولو قفلت النور وعملت نفسي مش شايفها، برضه بلقى نفسي ضعيف والموضوع مش بيتم، وبعدها بشوف احلام غريبة.

- احلام زي ايه؟

- بشوف اني قاعد في مكان ضلمة زي ما يكون سجن، وبعدها بيدخل عليا واحد طول بعرض وفي ايده كرباج، ويفضل يضرب فيا لحد ما بقع على الأرض واغيب عن الوعي خالص، وساعات بشوف نفسي واقف في أرض واسعة ومتربط بالسلاسل، ولما ببص حواليا بلاقي ناس كتير قاعدة تتفرج عليا، شوية وبيظهر قدامي نفس الواحد ده ويفضل يضرب فيا، وبرضه بيغم عليا و أقع في الارض.

- انت بتشوف الأحلام دي كل يوم؟

- لا مش بشوفها غير في الليلة اللي بحاول فيها اقرب من بهانة، وعشان كده بطلت اقربلها من كتر ما جسمي وجعني، وخصوصًا إن الأحلام الفترة الأخيرة بقت مرعبة أكتر، يعني اخر حلم كان من شهر، شوفت نفسي واقف متربط قدام حفرة كبيرة وفيها نار قايدة، وبعدها البتاع ده قرب مني وزقني فيها.

مبروك كان بيبص لعِتمان وعلى وشه علامات تعجب، اما انا، فكنت عارف ايه اللي صابه، لكني استنيت اشوف هيعمل ايه، وساعتها المبروك قاله...

- اللي عندك ده سحر معمولك، انت كنت تعرف واحدة قبل مراتك، مش كده؟

ارتبك عِتمان اول ما مبروك قاله كده وبعدها رد...

- ااايوة، بس ديه ايه علاقته باللي بيحصل معايا؟!

- انت لعبت بالبت دي وضحكت عليها، صح؟

- لا، اني ماضحكتش عليها لا، هي اللي رفضت اننا نتجوز.

- ده بعد اللي انت عملته، بعد ما كسرت نفسها وذلتها قدام الناس، رجعت تقولها خلاص هتجوزك، بس هي رفضت وعشان كانت حالفة تذلك زي ما ذلتها، راحت وعملتلك عمل تربطك بيه، عمل بإنك ماتتجوزش واحدة غيرها، وان اتجوزت، تفضل كده مذلول قدام مراتك.

حط راسه في الأرض وهو بيدمع، بهانة طبطبت عليه وبعدها سألت الشيخ مبروك...

- طب والعمل يا سيدنا الشيخ، عِتمان هيفضل كِدِه؟

- لا اني هفُكِله اللي اتعمله، بس البت دي مش هتسيبه، قوم يا عِتمان، قوم أقف قدامي هنا وغمض عينيك.

- أمرك يا شيخنا.

وقف عِتمان قدام مبروك وغمض عينيه، بدا بعدها مبروك يقرأ طلاسم وتعاويذ، ومع قرايته كان عِتمان بيتهز زي غصن الشجر لما تهزه الريح، لحد ما فجأة بص مبروك ناحيته بغضب وبدأ يزعق باسم ملك من اللي معاه، وقتها عِتمان في حاجة زقته لورا جامد، فتح عينيه ولحق نفسه قبل ما يوقع على الأرض، ورجع ووقف تاني قدام مبروك اللي قاله...

- لا مش هتنفع معاك الطريقة دي، نام لي على الكنبة دي وغمض عينيك تاني واياك تفتح غير لما اقولك.

قامت بهانة وقعدت مكان مبروك ونام عِتمان على الكنبة، وقف مبروك قدامه وقال قسم تحضيرهم، فضل يعيد في القسم مرة واتنين وتلاتة لحد ما في الاخر بدأ جسم عِتمان يتهز وفتح عينيه، بس ماكانتش طبيعية، عينيه كانت مقلوبة، اتعدل في قعدته وابتسم وهو بيبص لمبروك وقاله...

- انت طلبت حضوري، لكن مش هتعرف تمشيني.

- ايه اللي جابك معاه، وبتعذبه ليه؟

- دي حاجة ماتخصكش، الحساب ده بيني وبينه، مالكش دخل بيه.

- جاوب عليا وإلا هحرقك.

ضحك الجن ساعتها ضحكة استهتار، ووقتها مبروك قاله في غضب...

- شكلك مش مصدق إني اقدر أحرقك.

ضحك الجن ضحكات أعلى، وهنا بدأ مبروك يقول كلام فيما معناه أمر لملك من اللي معاه إنه يعذب الجن ده، لكن بعد دقيقة الجن ضحك، وضحكته المرة دي كانت مرعبة وفي نهايتها زمجر.. زمجرة غضب وهو بيقول...

- انت مصمم اني أذيك، وفاكر إن اللي معاك دول هيحموك.

قام وقف ومسك مبروك من رقبته ورفعه لفوق، بعدها رماه على الكنبة اللي كان نايم عليها عِتمان، بص لبهانة بغضب وقرب منها، حاولت تهرب لكنه حاوطها في الكرسي وقرب من وشها وقالها...

- عمره ما هيلمسك ولا هتتهني به.

بهانة كانت بتعيط وهي بتبعد وشها عنه، وصرخت...

- انت عايز مننا ايه؟.. ابعد عننا وسيبنا في حالنا.

ضحك وهو بيعدل نفسه وقالها...

- انتوا لسه شوفتوا حاجة!.. ده انا هخلي جوزك يتمنى الموت كل ليلة، ولما مايلقهوش هيروح له برجليه وينتحر.

قام مبروك من مكانه وهو ماسك ضهره من أثر الخبطة اللي اتخبطها وبص له وقال...

- مش هتلحق، انا هموتك ومش هتخرج من هنا، باسم...

جري عليه وشده من جلابيته ورماه في اخر الأوضة، بعدها راح ناحيته، وبدأ يضرب فيه، بص لي ساعتها مبروك وهو بينده عليا باستغاثة...

- الحقني، اعمل حاجة، خلصني منه.

بص لي الجن ده، وأول ما شافني قام من فوق مبروك بهدوء، كنت ببرق له بعين مليانة شر، قام مشي لحد الكنبة وبعدين نام مكانه زي ما كان، فضل مبروك قاعد على الأرض وهو بيبص لي باستغراب، قومت من مكاني ووقفت قدام الجن وقولتله...

- انا اللي بأمرك تخرج من جسمه، وماترجعلوش تاني.

- أمرك.  

بعدها خرج من جسمه فعلًا، وساعتها فتح عِتمان عينيه وكانت طبيعية وقام قعد وهو بيكح وقال...

- في ايه؟.. ايه اللي حصل؟

جريت عليه بهانة وبعدها حضنته وهي بتسأله...

- انت كويس يا عِتمان؟

- اني كويس يا بهانة ماتقلقيش، اني بس حاسس بصداع وزي ما يكون حد خابطني على نفوخي، هو ايه اللي حصل؟

رديت انا عليه...

- حصل كل خير يا عِتمان ماتقلقش، انت بقيت كويس ومن النهاردة مافيش حاجة هتمنعك عن مراتك تاني، ولا هتشوف أحلام وحشة تاني، حظك حلو اني كنت موجود بالصدفة النهاردة، وإلا كان زمانك ميت انت والشيخ مبروك، قوم، قوم خد مراتك واتكلوا على الله.

قرب ناحيتي وهو بيوطي على ايدي وبيقول...

- ايدك ابوسها يا شيخنا.

بعدت ايدي عنه بسرعة وانا بقوله...

- الحكاية مش مستاهلة، خد مراتك يلا وامشوا، وماتدفعوش حاجة.

خرج عِتمان ومراته وهم بيقولوا...

- ربنا يعمر بيتك، الهي يكرمك زي ماكرمتنا، وينصفك زي مانصفتنا.

بصيت بعدها لمبروك اللي كان لسه قاعد على الأرض ومذهول من اللي بيحصل...

- قوم اقعد مكانك يا شيخ مبروك، مابنفعش تفضل قاعد في الأرض كده.

كان سرحان وهو بيتأمل في ملامحي، وقام وقف وهو بيضحك وبيقولي...

- ملعوبة، بس ياترى عملت كده ليه؟

- اخيرًا فهمت، ده كان درس لغرورك، حاجتين لازم تعرفهم يا مبروك في شغلانتنا دي، ماينفعش تصدق الجن، ولا تعتمد عليه عشان يحميك، لانه ببساطة كداب وسهل يضحك عليك، وكمان ممكن يبيعك في أي لحظة، زي ما حصل معاك دلوقتي كده. 

- انت عايز مني ايه؟

- ما انا قولتلك، على فكرة كان سهل عليا اسحب اللي معاك دول، بس لا، انا محتاجك معايا، انت خسارة في المكان ده.

- محتاجني معاك في ايه؟

- لما تيجي معايا هتفهم كل حاجة.

وفعلًا مبروك وافق و جه معايا المكان بتاعي، وأل ما دخل انبهر بالمكان وبالكتب اللي شافها عندي، وعشان كده سألني...

- انت جيبت كل الكتب دي منين؟ دي كتب نادرة جدًا وخطيرة جدًا جدًا.

ضحكت على كلامه...

- واضح انك لسه مش قادر تستوعب انت بتتعامل مع مين.

- ده اللي انا عايز اعرفه، انت مين؟

- اقعد وانا هحكيلك...

- كان في ساحر عظيم من بلاد فارس، كان اسمه زركش، جدود جدوده وصلوا مصر من زمن الزمن، عجبتهم وعشان كده استقروا في قرية من القرى، ولان السحر أكتر حاجة كانوا بيعرفوا يعملوها، ف اشتغلوا في الاعمال والتحضير، وغلبوا سحرة مصر، وصيتهم سمع في البلد، وكانوا مسمينهم سحرة الفرس، وبرغم مرور السنين، مانسيوش أصلهم وكل مولود كان بيجي لازم يتسمى اسم فارسي، وفضلوا جدود زركش شغالين في السحر لحد ما في يوم، اتجمعوا كل سحرة القرية وقرروا انهم يوقفوا قدامهم، السحرة المصريين قدام سحرة الفرس، الحرب كانت شديدة، ماكانتش حرب سلاح و رجال، لا، كانت حرب جن وعشاير، واللي يقدر على التاني يقتل عشيرته، الناس كانت غافلة في بيوتها مايدروش إنهم في وسط المعركة، بيوت بتولع، نساء بتطلق، أطفال بتموت، رجال بتضعف، الفقر بيحل على البلد، وماحدش عارف ايه السبب، سحرة الفرس كانوا منتصرين، لكن الخيانة، الخيانة دايمًا بتقلب النصر لهزيمة، وعشان كده فازوا سحرة مصر، وطردوا سحرة الفرس من القرية، وبعد ماذلوهم قدام الناس، خرجوا الفرس من القرية مواطيين رووسهم، وراحوا لقرية تانية، وهناك عاشوا زيهم زي أهل القرية وماقالوش لحد انهم سحرة، دابوا وسط الناس اللي حبوهم، لكن في الحقيقة هم ماحبوش الناس، وعشان كده بدأوا بعد فترة يخربوا بسحرهم أمان القرية وأمان أهلها، لحد ما انتشر الخراب وعمت الفوضى، وهنا قرروا يظهروا بدور المنقذ، ورجعوا يفكوا للناس الاعمال والسحر اللي هم عملوها بايديهم، بس طول الفترة دي مانسيوش تارهم من السحرة المصريين ولا من الخونة اللي خانوهم، وفضلوا جيل يسلم جيل، وكل جيل فيهم بيدور على الخونة اللي كسروا جدودهم، لحد ما جه زركش العظيم، جمع كل الكتب وقرأ كل الأساطير عن جدوده وحكاياتهم، وقرر يدور علي الخونة بنفسه وينتقم منهم، وانا.. انا هو.. زركش العظيم.

****** 

أول ما محسن أو زركش بقى قال كده، قومت وقفت والرعب ماليني، وقولتله بخوف...

- يعني ايه؟.. انت.. انت زركش؟

رد بابتسامة خبيثة...

- ايوة انا زركش، مش مصدق اني زركش ولا مش مصدق إن عرفان كان مخبي عنكوا كل ده؟

- وهو الشيخ عرفان ماله ومال الحكاية دي؟

- ماهو مبروك هو عرفان وعرفان هو مبروك.

بصت له بذهول، في الوقت اللي كان بيضحك فيه ضحكة كلها خبث وشماتة، هزيت راسي وانا بقوله...

- لا لا لا، مستحيل... مستحيل يكون اللي بتقوله ده صحيح، الشيخ عرفان عمره ما يعمل كده أبدًا.

- لا عمل، وعمل كتير، هو قالك مراته ماتت ازاي؟

بصيت له باستغراب...

- انت تعرف هي ماتت ازاي؟

ابتسم تاني وهو بيقولي...

- دي ماتت على ايدي.

- انت، انت اللي قتلتها؟

- انا ماقولتش اني قتلتها، انا قولت انها ماتت على ايدي، لكن اللي قتلها هو عرفان.

- انت بتقول ايه، الكلام ده ماحصلش.

- لا حصل، عرفان قتلها بعِندُه وغبائه، كان فاكر نفسه هيبقى قديس لما يرمي الماضي ورا ضهره، أو إنه هيطهر نفسه من كل اللي عمله قبل كده، لما يعالج شوية ناس من السحر اللي كان بيعمله زمان، نسي إن أخطاء الماضي مابتتمحيش ولو عيشنا العمر كله نكفر عنها.

- انت راجع عايز منه ايه؟

- مش عايز منه حاجة، انا رجعت النهاردة عشان أنقذه، ولولا وجودي كان زمانه مات في الشقة وماحدش عرف عنه حاجة لحد مايعفن وريحته تطلع.

- طب و.. حماتي.. حماتي ماتت ازاي؟

- اسأل عرفان وهو هيقولك، ده لو عنده الشجاعة لكده.

- لا انت اللي هتقولي وإلا همسكك دلوقتي وانده الأمن يجي ياخدوك.

ضحك ضحكة عالية وهو بيبص لي باستهزاء...

- انت عارف انا ممكن اعمل فيك ايه دلوقتي؟.. بس انا مش هحاسبك على الكلام اللي قولته ده عشان مقدر الصدمة اللي انت فيها، بس لو فكرت تعلي صوتك تاني ولا تهددنيء ماتلومش غير نفسك.

حسيت بالخوف والرعب من كلامه رغم إنه مقالوش بطريقة مرعبة، لكن نبرة صوته لوحدها كانت كفيلة انها ترعبني، بعدكده بص لي وكمل كلامه...

- عارف، انا هحكيلك الحكاية، رغم قلة أدبك وتطاولك عليا، وده عشان عرفان عمره ماهيقولك الحقيقة....

الملوك الأربعة اللي كانوا مع عرفان هم الملوك اللي خانوا جدودي زمان، وعشان كده لما شافوني في الأوضة عنده ماقالوش لعرفان انا ابقى مين، وكمان مارضيوش يعالجوا الحالة اللي دخلت وسابوا عرفان يواجه لوحده الجن اللي انا لبسته للحالة، وده اللي خلاني اقوله ماتثقش في الجن لانه كداب وخاين، وبعد ما حكيت لعرفان الحكاية وقولتله على الأربعة، قلع الخواتم، وسلمهم لي، وانا اديته مكانهم أربعة تانيين، وبعدها بدأنا شغل جديد مع بعض، عملنا حاجات كتير وعلمته حاجات عمره ما كان هيقدر يوصلها لوحده، ومع العُمر.. مرت سنين وكل يوم شغلنا بيكبر، لحد ما في يوم قرر عرفان فجأة إنه يتوب، قال ايه.. يومها اكتشف إن اللي بنعمله حرام، وانا فاكر.. فاكر كويس لما جالي وقالي...

- انا مش هكمل في اللي بنعمله ده.

- ليه؟.. توبت ولا شبعت؟

- لا توبت، احنا اللي بنعمله ده كفر وشرك بالله.

ضحكت وانا بقوله...

- وانت دخلت الاسلام جديد ولا ماكنتش تعرف ده قبل ما اقابلك وانت قاعد تعمل اعمال وتحضر على الناس؟ 

- لا كنت ضعيف، لكن دلوقتي خلاص انا مش هعمل كده تاني.

- لا انت ماكنتش ضعيف، انت كنت جعان ودلوقتي خلاص بقى عندك اللي يخليك تستغنى عن كل ده.

- اللي تشوفه، بس انا مش هكمل.

- براحتك، بس انت عارف إن اللي بيدخل السكة دي مابيرجعش منها، وإن رجع، مابيرجعش زي مادخل.

- قصدك ايه؟!... انت بتهددني؟

- انا مش بهددك، انا بحذرك عشان ماتنساش، انت حبايبك كتير.

- اللي عندك اعمله، انا مش خايف منك ولا منهم.

- بشوقك.

سابني ومشي وقتها، ماقدرش أنكر إني كنت متغاظ وفي نفس الوقت زعلان، عرفان خسارة كبيرة مش هقدر أعوضها تاني، كان أشطر حتى مني، رغم إني علمته حاجات ماكنش يعرفها، لكن هو كان بيستخدمها أحسن مني، وعشان كده قررت أخوفه يمكن يرجع لعقله، خرجت الملوك اللي كانوا محبوسين في الخواتم واديتهم حرية التصرف مع عرفان بشرط، انهم مايموتهوش، هم طبعًا كانوا شايلين منه بسبب إنه سلمهم ليا، وأخيرًا جت لهم الفرصة عشان ينتقموا منه، ولاني حذرتهم مايموتهوش، قرروا يموتوا مراته لانهم كانوا عارفين هو بيحبها قد ايه، واحد منهم دخل جوة دماغها وبدأ يحسسها كأنها بتتخنق وبعدها يغم عليها، والتاني، كان بيقطع في مصارينها، أما التالت، ف شل رجليها، والرابع بقى كان بيضربها كل يوم علقة موت، وفضلت حالتها كده لشهور، عرفان كان رافض يلجأ للمواضيع دي تاني، وعشان كده فضل ماشي مع الدكاترة، بس ماكنوش يعرفوا تفسير الحالة اللي عندها، كل يوم بيعذبوها وهم مستمتعين، وانا كنت مستنيه يخضع، وفي اللحظة اللي كان هيرجع فيها، كنت هوقف كل اللي بيحصل، لكنه كان عنيد وغبي، وحتى لما روحت له وعرضت عليه اعالجها، رفض وطردني، وفي الاخر طلبت من الملوك الأربعة انهم يبعدوا عنها، بس واحد فيهم عصى أمري وقتلها، خنقها بدخان في دماغها، وبالمناسبة انا قتلته بعدها، بس طبعًا عرفان مش هيصدق، زي ما انت مش مصدقني دلوقتي كده بالظبط.

ماكنتش بنطق، مش عارف أقوله ايه ولا اتصرف ازاي، دماغي وقفت، وساعتها قالي...

- طبعًا انت دلوقتي بتفكر تبلغ البوليس ويجوا يقبضوا عليا والكلام الخايب ده، بس انت مش هتقدر تعمل حاجة لحد ما امشي، وده لاني هشلك مؤقتًا، الاحتياط واجب برضه، ولما عرفان يصحى قوله، اني أنقذت حياته للمرة التانية، واني اسف على موت مراته، وقوله كمان انهم مش هيسيبوه في حاله بعد ما قتل أزاد.

سابني ومشي بعدها، حاولت أقوم وراه لكني كنت حاسس إني زي المشلول، لا قادر أتحرك ولا قادر أنطق، وبعد عشر دقايق تقريبًا جسمي فك لوحده، وبقيت قادر على الحركة، جريت على باب المستشفى وبصيت يمين وشمال، لكن الراجل كان اختفى، رجعت لأوضة الشيخ عرفان تاني، طلبت من الدكتور إني أشوفه، والحمدلله وافق بس بصعوبة شديدة، دخلت الأوضة، كان فاقد الوعي قعدت جنبه وقولت له...

- انت مين؟.. الشيخ عرفان الراجل الطيب، إمام الجامع اللي كل الناس بتحبه وبتحترمه وأولهم انا، ولا انت الشيخ مبروك، صاحب الكرمات، بتاع الأعمال والسحر، الشيخ مبروك اللي بيلعب بالبيضة والحجر، انت فعلًا السبب في موت مراتك وأذية بنتك؟.. ولا ماكنش لك ذنب، انا مابقيتش عارف أشوفك مين فيهم، احساس جوايا بيأكد لي إن الراجل ده كداب وإن كل اللي قاله افترى، بس جوايا إحساس تاني بيقولي، وهو هيكدب ليه؟.. وبعدين ايه اللي عرفه انك كنت واقع في الشقة و جه عشان ينقذك، إلا لو كان فعًلا حد يعرفك من زمان، وكمان كلامه بيأكد كلام أزاد، اه وطلع يعرف أزاد ويعرف انك قتلته، انت مين؟ رد عليا.

طبعًا ماكنش بيرد، ماكنتش عارف اعمل ايه، ف قررت اتصل بياسمين...

- ايوة يا ياسمين، تعاليلي المستشفى دلوقتي.

- المستشفى!.. في ايه يا محمد مالك؟

- مافيش.. الشيخ... الشيخ عرفان تعبان شوية ونقلناه على المستشفى.

- بابا، انتوا في مستشفى ايه؟.. انا جايالك حالًا.

- تمام بس ماتجبيش ملك معاكِ، نزليها عند مدام عليا وانا هعدي اخدها كمان شوية.

- ماشي يا محمد، سلام.

قفلت معاها وقعدت افكر، ياترى أقول لياسمين ولا بلاش؟ طب ولو قولت لها رد فعلها ايه، لا دي ممكن تموت فيها، بلاش أحسن، كفاية اللي هتبقى فيه دلوقتي لما تيجي وتشوفه راقد، وبعد نص ساعة كانت ياسمين داخلة في أول الممر، قومت ناحيتها وهي جت جري أول ما شافتني...

- بابا ماله يامحمد؟... هو فين؟

- اهدي يا ياسمين، الشيخ عرفان كويس الحمدلله.

- ولما هو كويس بيعمل ايه هنا؟! هو فين يا محمد.

- في الأوضة جوة بيستريح.

- عايزة اشوفه.

- الدكتور قال ماحدش يدخل عليه دلوقتي.

- ماليش دعوة بالكلام ده، انا عايزة اشوفه دلوقتي حالًا.

- مش هينفع يا ياسمين دلوقتي، بس شوية كده وهحاول أخلي الدكتور يدخلك، اهدي بقى وتعالي اقعدي.

- اقعد ايه؟! .. انا عايزة ادخله يامحمد، والنبي عشان خاطري دخلني له.

- حاضر، حاضر يا ياسمين، بس هتدخلي جوة ماتعمليش أي ازعاج وتمسكي نفسك.

- هسكت مش هتكلم خالص.

- ماشي، استني هستأذن الدكتور واجيلك.

- بسرعة يا محمد، بسرعة بالله عليك.

روحت استأذنت من الدكتور ورجعت، بس لقيت ياسمين كانت فتحت الاوضة ودخلت، دخلت بهدوء، لقيتها نايمة على ايده وبتعيط، طبطبت على كتفها وانا بقولها...

- ان شاء الله هيبقى كويس، الدكتور طمني.

- يارب يا محمد يارب، لو حصله حاجة انا هموت وراه.

- بعد الشرعنكوا انتوا الاتنين، ان شاء الله هيقوم.

كملت الجملة في دماغي "لازم يقوم عشان اعرف الحقيقة واعرف هو مين فيهم، عرفان ولا مبروك" .

مسكت ايد ياسمين وقومتها بهدوء، وقفت قدامه وهي بتبص عليه والدموع مغرقة وشها، بعدها حضنتني وعيطت، طبطبت عليها وسحبتها بهدوء بره الأوضة وقفلت الباب، قعدنا على الكراسي اللي في الممر، كانت منهارة من العياط، طبطبت عليها وقولتلها...

- ماينفعش يا ماما اللي انتِ عملاه ده، انتِ هتفولي عليه ولا ايه.

- بعد الشر عنه، بس انا مش قادرة اشوفه وهو كده.

- والله هو كويس وعدى مرحلة الخطر، كل الحكاية يومين بس وهيروح معانا ويرجع تاني زي الفل.

- بجد ولا بتقول كده عشان تطمني يامحمد؟

- لا بجد والله، عمي هيبقى تمام ان شاء الله في خلال يومين بالكتير.

- يارب.

- بقولك يا ياسمين انا هروح اخد ملك أوديها عند ماما، عشان ماينفعش تقعد الوقت ده كله عند الجيران، مش هتأخر عليكِ إن شاء الله.

- ماشي، وماتنساش تبقى تطلع تشيك على الشقة عشان انا نزلت بسرعة ومش فاكرة قفلت كل حاجة ورايا ولا لا.

- ماشي يا حبيبتي.

خرجت من المستشفى وركبت العربية، ووانا في الطريق ماكنتش بفكر غير في كلام زركش وبسأل نفسي، ياترى هو صادق في اللي قاله، ولا كداب وبيفتري على الشيخ عرفان؟ ماعرفش ليه حاجة جوايا قالت لي أعدي على بيت الشيخ عرفان قبل ما أروح، ركنت العربية قدام البيت، ونزلت، ووانا طالع على السلم حسيت بحاجة غريبة، قبضة غريبة في صدري، لكني في النهاية طلعت، فتحت باب الشقة ودخلت، كنت حاسس احساس مقبض، ووانا واقف في الصالة خدت بالي إن الأنوار مطفية، ازاي؟.. انا متأكد انها كانت والعة لما نزلنا، ساعتها لمحت نور أحمر جاي من الأوضة اللي كان واقع فيها الشيخ عرفان، قربت من الأوضة بهدوء وبخطوات مترددة، كنت حاسس بالخوف، بس الفضول كان محفزني أكمل، قربت من الأوضة لحد ما وقفت على الباب وساعتها شوفت شمعة لونها أحمر والعة في نص الأوضة وعلى الحيطة خيال لكلمة واحدة بس.. زركش. 


نلتقي في القصة القادمة وباقي الحكاية



بقلم الكاتب: شادي اسماعيل

التنقل السريع