القائمة الرئيسية

الصفحات

التابعة - الشيخ عرفان 5 قصص رعب


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل


دخلت البيت بعد يوم طويل في الشغل، بس وانا على الباب سمعت صوت الشيخ عرفان وملك بيضحكوا وبيهزروا، دخلت بسرعة وانا على وشي ابتسامة، ملك جريت عليا وحضنتني، شيلتها وبعدين بصيت للشيخ عرفان وانا بقوله...

- أخيراً يا عمي، نورت البيت والله.

ضحك وهو بيقولي...

- منور بيكوا يا حبيبي.

قربت منه وانا شايل ملك وسلمت عليه، بعد كده قعدت جنبه وملك قعدت على رجلي، بصيت يمين وشمال وبعدها قربت منه وسألته بهمس...

- عملت ايه في الموضوع اياه؟

في اللحظة دي دخلت ياسمين وقالت بصوت عالي...

- محمد.. انت جيت؟

- لا لسه ياحبيبتي، عايزة حاجة من بره قبل ما اجي؟

ضحك الشيخ عرفان وملك، اما ياسمين فبصت لي بغيظ وبعدين قالت لي وهي داخلة ناحية المطبخ...

- طب قوم يلا غَير عشان هحط الأكل، ولو ماخلصتش في خمس دقايق مش هنستناك.

بصيت للشيخ عرفان وسألته...

- كنت بايخ مش كده؟

قالي وهو بيضحك...

- بصراحة مش وقتك خالص، انا أصلاً لسه واخد محاضرة بسبب الاسبوعين اللي غيبتهم وانت جيت كملت عليها.

- طب مش تقولي يا عمي.

- ما انا مالحقتش.

- طيب.. انا هقوم اصالحها بقى، انزلي يا ملك العبي مع جدو على ما اجي، معلش ياعمي، الغدا هيتأخر شوية.

- لا خد راحتك يا حبيبي، تعالي يا ملوكة هنلعب لعبة حلوة.

دخلت المطبخ وكانت ياسمين واقفة بتجهز الاكل، قربت منها وقولتلها وانا بضحك...

- ايه يا سو، مالك يا حبيبتي، زعلانة من ايه؟

بصت لي بغيظ أكتر وقالت لي...

- انت ازاي تبقى عارف ان بابا مسافر من اسبوعين وماتقوليش؟

- مسافر؟!

- ايه؟.. انت لسه هتخبي؟.. ماهو قالي خلاص، وقالي كمان انك كنت عارف ومخبي عليا.

ماكنتش عارف الشيخ عرفان قالها ايه، وعشان كده جاريتها في اللي بتقوله لما قولتلها...

- ماهو اللي طلب مني ماحدش يعرف انه مسافر، وانتِ عارفة إن دي أمانة.

- ماحدش يعرف!.. وهو انا أي حد، انا بنته، يعني المفروض انا  اللي اعرف مش انت.

- ايه يا حبيبتي، ما انا ابنه برضه، وبعدين هو اللي طلب مني كده، اعتبي عليه هو مش عليا انا.

- لا بس كويس، بقيت بتعرف تخبي اهو يا محمد، وانا اللي كنت فاكرة انك مابتعرفش تخبي حاجة عني، بس حتى لو خبيت.. هقدر اكشفك، وياترى بقى مخبي عليا ايه تاني؟

الشيخ عرفان فتح عليا باب مش هيتقفل بسهولة، لكني حاولت اتوه لما رديت عليها وانا بضحك...

- يعني هكون مخبي عليكِ ايه تاني يا حبيبتي؟

قربت مني وهي بتبص في عيني أوي...

- محمد، إوعى تكون متجوز عليا.

-يادي النيلة، ايه يا ياسمين اللي انتي بتقوليه ده؟!.. متجوز عليكِ ايه بس.

- ما انا مش قادرة أتخيل انك عرفت تخبي عليا اسبوعين بحالهم وانا ماقدرتش اعرف، لا وكل ما اسألك تقولي هو كويس وعديت عليه، بس مش عايز ينزل، وكل ما اقولك نروح له، تقولي مش قادر، اتاريه مسافر ومش عايز يقولي.

- هو مقالكيش كان مسافر فين؟

بصت لي بشك كده...

- يعني انت مش عارف؟

- لا مقاليش، هو قالي انه مسافر بس مقاليش رايح فين، قالك انتِ؟

- اه.. بيقول انه راح البلد زار ناس قرايبه وقعد عندهم شوية عشان يغير جو، بس انا مش مرتاحة للموضوع ده.

- ليه يعني، عادي.. الراجل من حقه يغير جو ويزور قرايبه، مافيهاش حاجة يعني.

- تصدق مش مرتاحة لك انت كمان، اتفضل اخرج اقعد مع حبيبك بقى شوفه كان فين، يمكن يقولك اللي مرضيش يقولهولي.

ضحكت على كلامها وقولتلها...

- يا حبيبتي انتِ مكبرة الموضوع كده ليه؟.. وبعدين هو الشيخ عرفان صغير يعني؟

- بخاف عليه يا محمد، بخاف عليه أوي، انت مش عارف الشيخ عرفان لو حصله حاجة انا ممكن يحصلي ايه، انا ممكن أروح فيها انا كمان، وبعدين غيابه فجأة كده بيموتني، خصوصاُ إنه اخر مرة كان بيتكلم عن اللي أزاد قاله عن أمي، وانا عارفة هو كان بيحبها قد ايه، وبصراحة كده انا خوفت، خوفت لا التفكير في الموضوع ده يرجعه للسكة دي تاني.

- بعد الشر عنكوا يا حبيبتي، وبعدين ما تخافيش، الشيخ عرفان مش هيرجع للسكة دي تاني.

- يبقى اتكلمتوا في الموضوع ده وبيفكر فيه زي ما انا قولت، قولي.. قولي قالك ايه؟

- لا لا ما اتكلمناش خالص، كل الحكاية اني عارف الشيخ عرفان كويس، ومتأكد انه مش هيرجع تاني للحاجات دي.

- بجد يا محمد؟.. يعني ما اتكلمش معاك في حاجة؟

- لا يا حبيبتي ما قالش أي حاجة، اطمني، ابوكِ استحالة يفتح الباب ده تاني.

- ياريت، انا بجد خايفة عليه أوي.

- ماتخافيش، وبعدين انا جنبه ومش هسيبه واديكِي اتأكدتي انه بيقولي أي حاجة قبل ما يعملها.

- ايوه.. وانت بتخبي ومش بتقولي.

- لا.. صدقيني مش هخبي عنك حاجة تاني أبداً.

- بجد؟

- بجد يا حبيبتي، ويلا بقى عشان ناكل، انا ميت من الجوع.

- حاضر يا حبيبي، خد الأطباق دي حطها على السفرة وانا هجيب الأكل و اجي.

خدت الاطباق زي ما قالتلي وخرجت بره، وفي الصالة كان الشيخ عرفان بيلعب هو و ملك، أول ما شوفته بصيت له بصت عتاب، ف ضحك وقالي...

- معلش.. انت شباب وتستحمل.

- انت فتحت عليا باب مش هيتقفل بالسهل.

- لا لا.. ياسمين طيبة، مش بتاعت الحاجات دي.

حطيت الأطباق على السفرة وانا برد عليه بضحك...

- لو حصلي حاجة، ذنب البت الغلبانة دي في رقبتك. 

خرجت ياسمين على الجملة دي وسألت باستغراب...

- بنت مين؟.. وفي رقبة مين؟

رديت عليها بسرعة...

- لا ياحبيبتي، ده موضوع كده، مش ناكل بقى ولا ايه؟.. يلا يا حمايا العزيز، يلا يا ملوكة.

اتغدينا،وبعد الغدا قعدنا نتكلم شوية عن امور الحياة والشغل وحاجات كتير، لحد ما ياسمين فجأة سألت الشيخ عرفان وقالتله...

- صحيح يا بابا، انت قابلت عمي محروس لما كنت في البلد؟!

- محروس!.. اه اه قابلته، انتِي لسه فاكراه بعد السنين دي كلها؟

- اه طبعاً، هو ده يتنسي، ده انا قعدت شهور بحلم بكوابيس بسببه هو ومراته.

ضحكت انا والشيخ عرفان على كلامها، بصت لنا شوية قبل ما تضحك هي كمان وقالت وهي بتدافع عن نفسها...

- كنت صغيرة على فكرة وماكنتش لسه خدت على الحاجات دي، وبعدين اللي حصل ماكنش سهل.

سألتها وانا لسه بضحك...

- ليه.. هو ايه اللي حصل؟

- لا لا.. مش عايزة افتكر حاجة زي دي.

- شكلك لسه بتخافي حتى وانتِ كبيرة.

- اخاف!.. انا شوفت افظع من كده بكتير، بس كل الحكاية ان ملك قاعدة ومش عايزاها تعيش تجربتي تاني.

ردت عليها ملك ساعتها...

- بس انا عايزة اعرف يا ماما، انا مش بخاف.

- بس يابنت، وبعدين يلا عشان تنامي، في مدرسة الصبح.

- لسه بدري، وبعدين انا عايزة اسمع الحكاية قبل ما انام.

- لا يلا.. يلا وبكرة هبقى احكيلك اللي حصل، قومي يلا.

دخلت ياسمين تنيم ملك، بعدها بصيت للشيخ عرفان وقولتله...

- انت ليه قولتلها انك كنت مسافر؟

- عشان ماكانتش هتصدق اني في القاهرة اسبوعين ومازورتهاش، ولو صدقت، مش هتبطل اسئلة عن كنت فين وعملت ايه؟

- ايوه بس انا كنت بقولها اني بعدي عليك وبطمنها، كده مش هتصدقني تاني.

- لا ماتقلقش، هي متأكدة ان انا اللي طلبت منك كده وانا فهمتها، بس هي بتعمل كده عشان لو عارف حاجة تقولها، انا عارف انها خايفة عليا جداً وعشان كده عايزها تفضل بعيد.

- تفضل بعيد!.. تفضل بعيد عن ايه بالظبط يا شيخ عرفان؟.. احنا مش اتفقنا مش هندخل السكة دي تاني؟

- انا قولتلك انا مش هدخل السكة دي تاني فعلاً، بس انا قصدي تفضل بعيد عامة، مش في الموضوع ده بس.

كلامه قلقني، بس مالحقتش اكمل كلام معاه لان ياسمين خرجت من الأوضة بسرعة وقالت وهي بتضحك...

- نامت في خمس دقايق، وكانت بتقول مش عايزة انام.

رد عليها الشيخ عرفان وهو بيضحك...

- طالعة لامها، كانت دايماً فاكرة انها لو نامت هتفوتها حاجة مهمة، وماتنامش غير لما احنا ننام جنبها عشان تتأكد اننا مش هنسافر من وراها مثلاً.

- اه والله يا بابا، ده انا كل ما افتكر الايام دي اقول ياريتني كنت نمت و حوشت شوية نوم للايام اللي انا فيها دلوقتي، كنا سُذج أوي.

قولتلها وانا بضحك...

- لا معلش، اتكلمي عن نفسك، انا شخصياً كنت بنام في أي فرصة تيجيلس، اصل كنت عارف إن الدينا مافيهاش حاجة تفوتني، وكمان ماكنتش بخاف.

ضحكوا الاتنين أول ما قولت كده، فقولتلهم وانا بتكلم بجدية...

- على فكرة انا فعلاً ماكنتش بخاف، بس حصلت حادثة كده من بعدها وانا بقيت بخاف شوية من الحاجات دي، بس البركة فيك بقى يا شيخ عرفان، رَجعت قلبي يجمد من تاني.

بعد ما قولت كده، سألتني ياسمين...

- حادثة ايه دي؟

- لا اعرف الأول حكاية محروس وبعدها احكيلك اللي حصلي.

- انا بجد مش هعرف احكيها، اقولك.. خلي بابا هو اللي يحكيهالك.

- ماشي، احكيلي يا شيخ عرفان ايه اللي حصل مع محروس ده.

رد وهو بيضحك...

- انتوا هتعايروا بعض وانا اللي ادبس في الحكاية ولا ايه؟

- معلش يا عمي، بس احكيلي عشان هي مش هتسيبني غير لما احكيلها، وساعتها مش هترضى تحكيلي وهتفضل مسكهالي.

- ماشي يا سيدي، هحكيلك... في يوم كنت بكلم سامح ابن عمي وبسلم عليه وبتطمن على أحوال قرايبنا في البلد، ماهي صلة الرحم واجب أمرنا بيه الإسلام، بس المهم يعني إن في اخر كلامنا، لقيته مصمم إني أروح أزورهم، وحلف عليا أروحلهم اخر الأسبوع، فطبعاً وافقت، وافقت وخدت حماتك و ياسمين يوم الجمعة ونزلنا البلد، وبعدوصولي، نزلت على بيت سامح اللي رحب بينا كعادته وقعدنا شوية وبعدها جاب الغدا، وبعد الأكل نزلنا انا وهو نتمشى في البلد شوية وحماتك وياسمين فضلوا مع الحريم في البيت، لفينا شوية واحنا بنتكلم عن التجديدات اللي حصلت في البلد من اخر زيارة ليا، وانا كمان حكيتله عن شوية حاجات جديدة حصلت عندنا، لحد ما قابلنا بسطاوي، فرح أول ما شافني وقالي...

- شيخ عرفان عندنا في البلد، يادي النور يادي النور.

- ازيك يا بسطاوي، واحشني يا راجل.

- والله انت اللي واحشنا يا شيخ، عامل ايه.. ازيك وازي احوالك؟

- كله تمام الحمدلله، انت اخبارك ايه واخبار عتمان ابنك ايه؟

- والله كلنا بخير، ده الواد عتمان طلع مرزق وانا مش عارف، اديك جيت قبل فرحه وهتحضر معانا الفرح ان شاء الله.

- فرح مين؟.. هو عتمان هيتجوز؟!

- اه اخر السبوع ان شاء الله.

- الف بركة، ربنا يتمهاله على خير، بس غالباً انا مش هقدر أحضر الفرح، عشان ورايا شوية التزامات في مصر.

- والنبي يا شيخ عرفان حاول تحضر، ده انت هتنورنا وتشرفنا والله.

- عيشت يا بسطاوي، حاضر، هحاول إن شاء الله، بس مش أكيد، عشان مش عارف ظروفي لسه.

- ماشي، بس إن شاء الله هتحضر.

- إن شاء الله، بارك لعتمان وقوله عمك عرفان بيقولك مبروك وربنا يرزقك الذرية الصالحة إن شاء الله.

- يارب يا شيخ عرفان، تسلم يا غالي.

بص بعدها لسامح وقاله...

- انت طبعاً مش محتاج عزومة يا سامح، عتمان ابنك برضك، هستناك.

- أكيد طبعاً يا بسطاوي، هو احنا عندنا كام عتمان في البلد.

- تسلم يا اخويا، عن إذنكوا بقى عشان ألحق عبد الرازق قبل ما يقفل، اصل عاوز أجيب منه شوية حاجات محتاجينها في شقة العريس.

- اه صحيح عندك حق، ده بيقفل بدري، بس هتلحقه إن شاء الله.

سابنا ومشي وبعدها قالي سامح...

- ابن حلال بسطاوي، مراته ماتت وسابتله هم تقيل، صفية وعائشة وعتمان، راجل أصيل.. رفض يتجوز بعدها وربى العيال لوحده و اديه اهوه جوز البنيتن و دلوقتي بيجوز الواد، ربنا يكرمه يارب.

- ربك بيدي البلا على قد الصبر يا سامح، يعني هو بيبقى عارف انك هتقدر عليه، وكل ما قدرت وصبرت، كل ما كرمك أكتر، أهم حاجة انك ترضى وساعتها هيفتحلك بيبان عمرك ما كنت تفكر فيها.

-اهو.. ادينا عايشين وراضيين يا عرفان والله، راضين ومابنقولش غير الحمدلله في السراء والضراء، والضراء قبل السراء كمان والله.

- ربنا يديم نعمة الرضا علينا.

- يارب، طب ما تقعد تحضر الفرح معانا، اهو نتونس بيك كام يوم وكمان تفرح ببسطاوي وابنه.

- مش عارف والله يا سامح، ورايا حاجات كتير أوي هناك، بس خليني أحسبها كده من هنا لبكرة.

- ماشي.. فكر فيها كده، بس ياريت تقعد.

-بأذن الله خير.. ألا صحيح، هو محروس ابن عمك عامل ايه؟

- اهو محروس ده بقى اللي ماتفهملوش حاجة.

- ليه.. ماله؟

- ماتعرفش يا اخويا، متجوز اديله سنين ومراته كل ما تبقى حامل تسقط، مش بيتملها حمل خالص، لف بيها على دكاترة كتير، كلهم بيقولوا انهم مش عارفين السبب وان كل تحاليلها سليمة وماعندهاش أي مشكلة تسبب إجهاض.

- غريبة دي، طب وهو عامل ايه؟

- ولا حاجة، اهو.. كل فترة بيحاولوا، دي حتى مرات عمك شارت عليه يتجوز واحدة تانية، بس هو رفض وقالها لو ماخلفتش، يبقى ربنا مش رايدلي عيال.

- طب تعالى نعدي نسلم عليه.

- يلا.

روحنا هناك بس مالقتهوش، فقولنا لمراته تبلغه اننا جينا عشان نزوره، بعد كده روحنا البيت وقعدنا مع الجماعة، وفي وسط قعدتنا لقينا محروس داخل هو ومراته، سلموا علينا بترحاب وحفاوة و قعدوا وسطينا كلنا، بص لي وقالي بعدها...

- معلش يا شيخ عرفان، انا كنت بقضي مصلحة في بلد جنبينا هنا، لو اعرف انك هتزورني، ماكنتش روحت والله وقعدت استنيتك.

- لا ولا يهمك يا محروس، المصلحة أولى، انا كنت بتمشى مع سامح في البلد شوية، وواحنا بنتكلم سالته عليك وقولنا نيجي نزورك ونسأل عن أحوالم.

- فيك الخير والله، انت اخبارك ايه؟

- كله تمام الحمدلله، انت اللي عامل ايه طمني عليك؟

- في نعمة الحمدلله، نُشكُر ربنا.

- يارب دايماً. 

قعدنا نتكلم ونضحك ونهزر ومافتحتش معاه خالص موضوع مراته، بس في اخر السهرة لقيته بيقولي...

- قوم بقى تعالى معايا عشان هتبات عندي الليلة دي يا شيخ عرفان.

بص له سامح وقاله...

- لا يا محروس، الشيخ عرفان هيبات عندي الليلة، وعيب اللي انت بتقوله ده، الراجل في بيتي، ماينفعش تيجي تاخده وتمشي كده.

- ماهو قاعد عندك من الصبح يا سامح، وبعدين فيها ايه يعني، ما بيتي وبيتك واحد، هو قعد عندك اليوم كله وهيبات عندي الليل، مافيهاش حاجة يعني.

قولتله وانا بهز راسي...

- ماشي يا محروس انا هاجي معاك.

بص لي سامح وهو زعلان وقالي...

- ازاي ده يا عرفان؟.. مايصحش كده.

طبطبت على كتفه وانا بقوله...

- معلش يا سامح، هي الليلة دي بس وبكرة يا سيدي عندك، ماجراش حاجة يعني.

تقريباً سامح فهم الغرض من الزيارة، وعشان كده هدي شوية، بعدها روحت انا وحماتك وياسمين مع محروس ومراته نبوية، دخلنا البيت و رحب بينا، حماتك وياسمين دخلوا مع نبوية الأوضة عشان يغيروا هدومهم، وانا ومحروس قعدنا في الصالة، قعد يتكلم شوية في مواضيع مالهاش لازمة وكأنه مش عارف يفاتحني في الموضوع ازاي، لكن انا بقى فهمت وسألته فجأة...

- مراتك مالها يا محروس؟

بص في الأرض بحزن قبل ما يرد وبعد كده قالي...

- مش عارف يا شيخ عرفان، احنا قعدنا سنين مابنخلفش، مع ان الدكاترة قالوا ماحدش فينا عنده عيب، بس قولنا قضاء ربنا واستحملنا، وفجأة.. نبوية بقيت حامل، ف فرحنا، فرحنا وقولنا ربنا عوض صبرنا خير، بس وهي لسه في الشهر التاني سقطت، وقتها قولت معلش، اهو قضى أخف من قضى، المهم انه بقى في أمل إن الحمل يحصل، وحاولنا تاني وتالت، بس كل مرة بتسقط، وبرضه الدكاترة مش لاقيين سبب.

في الوقت ده خرجوا ال3 من أوضة نبوية وقعدوا معانا، سكت محروس شوية، فبصيت له وقولتله...

- كمل يا محروس.. مافيش حد غريب.

بص لي بتردد وكمل كلامه..

- دوخت من كتر اللف على الدكاترة، سنين كتير ومافيش حل ولا في علاج، وعشان كده قررت بعدها أروح لشيوخ.

ابتسمت وانا بقوله...

- و قالولك ايه الشيوخ دول بقى؟

- بصراحة هو انا ماروحتش لشيوخ، هو واحد بس اللي روحت له، راجل اسمه عسار، في بلد نواحينا هنا، روحت له ولما كَشف، قال إن نبوية معاها واحدة اسمها التابعة وهي اللي كانت مانعة الخلفة خالص، وهي برضه اللي بتخلي مراتي تسقط، وكمان قال إن الحل الوحيد عشان نخلص منها، هو إني اشتري خروف أسود، ولما سألته هتعمل بيه ايه؟.. قالي ادور عليه واشتريه ولما اجيبه هيقولي، وبعد ما مشيت من عنده، نزلت فعلاً دورت عليه وانت عارف إن الخرفان السودة مش كتير وبتتباع بالصدفة أو بيبعتوا يجيبوها بالطلب، وعشان كده وصيت واحد حبيبي يجيبلي خروف منهم، وبعد كام يوم جابهولي، وبعد ما جابه، خدت الخروف وطلعت بيه على عسار اللي ساعتها قالي...

- دلوقتي بقى هتسيب الخروف ده هنا، وهتستنى لحد ما الليل يليل وتجيب مراتك وتيجي، وساعتها هقولك هنعمل ايه.

كنت بسمع كلامه بالحرف من غير ما اناقشه فيه، ماكنتش شايف قدامي غير ابني، ابني اللي هيجي للدنيا أول ما نخلص اللي عسار بيعمله، و أول ما الليل دخل، خدت نبوية و روحنا لعسار، لما دخلنا عنده لقيته حاطط الخروف جنبه، طبطب عليه وبعدين قام وقف وقالي وهو بيجر الخروف...

- يلا بينا.

- على فين؟

- هتعرف كل حاجة في وقتها، ماتستعجلش.

مشينا في طريق ضلمة، مشينا كتير لحد ما في الاخر لقيت إننا داخلين التُرب، قطعنا شارع طويل جوة التُرب، بعدها عسار وقف قدام تربة من التُرب وهو ساكت، ف بصت له برعب وسألته...

- احنا واقفين هنا ليه؟

- مستنين حُصري.

- حُصري مين؟

التُربي، لازم يفتحلنا المدفن، دي حُرمة أموات برضك وما يصحش نقتحمها كده.

- طب واحنا هنعمل ايه لما يفتح التُربة؟

- هتدبح الخروف ده وهتدفنه جوة التربة.

كلامه صدمني، بس مابقاش ينفع أقول لا، شوية ودخل راجل وسطينا فجأة ماعرفش جه منين، واول ما ظهر قال بصوت تخين...

- وحدوه.

اتنفضت انا ونبوية من الرعب واحنا بنقول في نفس واحد...

- لا إله إلا الله، لا إله إلا الله.

ضحك عسار على منظرنا وهو بيسلم على الراجل وبيقوله...

- براحة على الزباين يا حُصري، يلا.. افتح يلا عشان نسلم الأمانة.

بص لي حصري بنظرة نشفت دمي وقال...

- أمرك يا ريس عسار.

كان حُصري يبفتح المدفن لما قولت لعسار...

- بس اصحاب المدفن ده مش ممكن يعرفوا ويعملوا لنا مشكلة؟

ابتسم ابتسامة مرعبة في السواد اللي كان مغطي المكان قبل ما يقول...

- عيب يا محروس، التُربة دي بتاعتي، انا بس اللي بدفن فيها وماحدش يقدر يقرب منها، وبعدين هو حد فاضي للصاحيين لما هيفضى للميتين!

سمعت ساعتها صوت حصري من جوة...

- يلا يا ريس عسار، ورايا مصلحة تانية.

- امسك يا محروس، الخروف اهو، ناوله لحصري، وادي السكينة، هتنزل تحت وتدبحه بيها، بعدها حصري عارف هو هيعمل ايه.

مسكت الخروف منه وانا بترعش، قربت من المدفن، بصيت لنبوية اللي كانت واقفة ميتة من الخوف وقولتلها بصوت مهزوز...

- معلش، كله يهون عشان خاطر ابننا.

ناولت الخروف لحصري وبعدها نزلت تحت، قلبي اتقبض أول ما دخلت المدفن، مع إن حصري كان منور الكشاف اللي معاه، بس المدفن له رهبة غريبة، نيم الخروف على جنبه وسميت الله، بس ساعتها حصري قالي...

- لا، هو انت فاكر نفسك بتدبح أضحية العيد ولا ايه؟.. ايه ياريس عسار.

- في ايه يا حصري؟

- انت ماقولتلوش هيعمل ايه؟

- ماتسميش يا محروس، أدبح على طول، وماتطلعش إلا ما أقولك.

- ماشي، ماشي يا ريس عسار.

لفيت وبايد مهزوزة مشيت السكينة على رقبة الخروف، الدم ضرب في كل حتة، خبيت وشي، وساعتها لقيت حصري مسك ايدي جامد وقالي...

- ما تدبح عدل يا جدع انت، مالك خرع كده ليه؟!

زعقت فيه...

- ما انا دبحته اهو.

- لا يا خرع لسه، امسك السكينة وامشي تاني على العرق لحد ما يتقطع كله.  

مشيت بالسكينة زي ما قالي وساعتها الدم زاد، كنت حاسس بيه على رجلي، وفي اللحظة دي سمعت صوت عسار وهو بيقول كلام غريب، كان بيقسم بايمانات غريبة، وبيطلب من اسماء انا متأكد انها اسماء شياطين، كان بيطلب منهم يقبلوا القربان ده ويدفنوا في جسمه روح التابعة اللي مع نبوية مراتي، وبعد ما خلص، طلب مني أخرج وبعدها قالي...

- كده اللي مع مراتك مشيت، ومش هترجع تاني وهتقدر تخلف.

- يعني كده خلاص يا ريس عسار، ربنا هيكرمنا.

- اه ماتقلقش، ايدك على باقية الفلوس وحلاوة حصري.

- امسك يا ريس.

من فرحتي بكلامه اديته فلوس أكتر من اللي كان طالبها، بعد كده خدت نبوية و رجعنا البيت واحنا فاكرين إن خلاص مشكلتنا اتحلت.

****** 

لما وصل لحد هنا قولتله....

- بس طبعاً انت مشكلتك كانت بتبدأ مش بتنتهي؟

- اه يا شيخ عرفان، اللي حصل بعدها كان كابوس.. كابوس مش عايز ينتهي أبداً.

- ايه اللي حصل؟!

- بعد ما رجعنا يومها، دخلت عشان استحمى من مكان الدم اللي كان مغرق رجلي وهدومي، دخلت الحمام وقفلت الباب عليا وقلعت كل هدومي، ولسه بشد الستارة، لقيت الخروف نايم في البانيو، الدم كان حواليه في كل ناحية، رجعت لورا من الخوف، ساعتها قام ولقيته بيبص لي، بس رقبته.. رقبته ماكانتش مقطوعة كويس، والدم بينزل منها ببطء، خرج من البانيو وهو بيقرب مني وعينه في عيني، عينيه كان لونها أحمر، فضلت ارجع ورا لحد ما خبطت في الحيطة، حاولت افتح الباب لكنه مابيفتحش، وفجأة.. النور قطع، أول ما النور قطع شوفت عين حمرا بتنور، وبعد دقيقة النور جه تاني، ساعتها كان الخروف اختفى، ولما قربت من البانيو مالقتش الخروف، بس لقيت الدم مغرق البانيو، فتحت الباب وخرجت انده لنبوية، لكني بقى أول ما رجعت ملقتش دم في الأرض ولا في البانيو، كل حاجة كانت طبيعية زي ما هي، مش عارف ازاي ده حصل؟!.. نبوية ماكانتش مصدقاني وقالت انه بيتهيئلي عشان اللي حصل في الترب لحد ما شافت بنفسها.

بصيت لنبوية ساعتها وسألتها...

- شوفتي ايه انتِ كمان يا نبوية؟

- يومها بعد ما محروس هدي شوية دخلنا عشان ننام، وساعتها شوفت اني على السرير بس مربوطة من كل ناحية، ايديا و رجليا كانوا مربطين، حاولت أفك نفسي لكن ماعرفتش، وفجأة سمعت صوت حيوان بيزوم، بصيت جنبي لقيت الخروف واقف جنب السرير وبيبص لي بغضب، عينيه كانت حمرا، قرب ناحية بطني، بصيت ساعتها لقيت بطني منفوخة زي ما أكون حامل في السابع، قرب من بطني ببطء، وفجأة غرز قرونه فيها، خبطني مرة واتنين وتلاتة، حسيت بوجع رهيب، الدم غرق الملاية، بعدها مد وشه في بطني وبدأ ياكل منها، كان بياكل وهو بيبص لي والدم مغرق بوقه، وياريتها جت على قد كده، انا لمحت خيال عند رجلى وسمعت صوت ضحكة عالية، كانت ضحكة واحدة ست، قومت من النوم مفزوعة، ولما صحيت لقيت جلابيتي غرقانة دم، وتاني يوم لما روحت للدكتور، عرفت اني كنت حامل في اسبوعين وسقطت!

خلصت نبوية كلامها والدموع مغرقة وشها، محروس قرب منها وحاول يواسيها، كنت مشفق عليهم رغم الذنب الكبير اللي عملوه، ف سكتت شوية وانا ببصلهم بحزن وبعدين قولتلهم...

- انتوا عارفين اللي عملتوه ده اسمه ايه؟

رد عليا محروس...

- انا عارف اننا عملنا حاجة غلط، بس ماكناش نقصد.

- لا اللي عملته ده مش مجرد غلط يا محروس، ده اسمه شرك بالله، انت روحت لساحر عشان تستعين بيه ويخلي مراتك تخلف، والساحر استعان بالشياطين عشان تساعده في خروج التابعة، ده طبعاً غير الذنب اللي انت عملته في حق حيوان مالوش ذنب وعذبته كمان وانت بتدبحه، انتوا لازم تكفروا عن الشرك اللي أشركتوه ده في الأول وترجعوا لربنا و تتوبوا.

قالي محروس وقتها...

- توبنا والله يا شيخ عرفان، توبنا من يومها وعرفنا اننا غلطنا، وكمان انا ونبوية صلينا كتير عشان ربنا يغفرلنا الذنب ده.

- خير ما عملتوا، بص يا محروس، التابعة أو أم الصبيان موجودة ولها أنواع، في منها اللي بتكون موروثة وفي منها اللي بتكون عن طريق الحسد، وفيها منها عن طريق السحر، بس الكلام اللي اتقال عليها هي وسيدنا سليمان والعهود السليمانية كله كدب وافترى، تدليس من السحرة والدجالين عشان يوهموا الناس بخطورتها، بس في الحقيقة هي علاجها بسيط جداً، ده حتى فيهم اللي بيقول انها بتمنع الرزق، وبتلبس الرجالة وكلام كله تخريف، بس أم الصبيان أو التابعة، مش بتأذي غير البنات أو الستات، لكنها.. لكنها ممكن تأذي ذكور الأطفال، لكن بعد سن السبع سنين بتختص بالبنات وبس ومابتقدرش تعمل حاجة غير انها بتقتل الاطفال في الرحم، أو مثلًا تمنع الولادة من أساسها، بس ازاي بتعمل كده؟.. ماحدش يعرف، وبعدين مش كل تأخير في الخلفة أو إجهاض يبقى سببه التابعة، في أعراض لازم تظهر الأول عشان نقول إن الست دي معاها تابعة، قوليلي يا نبوية، قبل ما تروحي للدجال ده كنتِ بتشوفي كوابيس؟

- اه كنت بشوف دايماً تعبان أسود جنبي على السرير وساعات كنت بشوف خيال واحدة ست.

- تمام، طب كنتِ بتحسي انك متراقبة دايماً أو في حد بيبص عليكِي؟

- لا مش عارفة، بس ماحسيتش بكده قبل كده.

- طب بتتخانقي انتِ ومحروس كتير؟

- لا.. بس لما بكون حامل اه، بنتخانق كتير وعلى حاجات تافهة كمان.

- في أي علامات غريبة في ضهرك؟

- اه فيه علامة زرقا عند كتفي الشمال، زي ما يكون حد ضاربني بخرزانة.

- طب بتحسي انك مخنوقة أو عايزة تعيطي؟

- كتير، كتير ببقى قاعدة كويسة وفجأة بحس زي ما يكون حد طبق على نفسي، وبعدها بفتكر حاجات وحشة حصلت لي واقعد اعيط.

-تمام.. بس هو انتِي والدتك سقطت قبل كده في حملها؟

- اه مرتين، بس كانوا قبلي وبعدهم بسنتين جابتني، هو ده له علاقة بيها يا شيخ عرفان؟

- اه، ساعات التابعة بتتنقل من الأم لبنتها ساعة الولادة.

- يا نهار أسود، يعني هي كانت مع أمي.

- بصي يا نبوية انا عايزك تضمي صوابع ايدك الشمال كلها وبعدين توقفي ايدك الشمال قدام وشك كده، ولو صوابعك اتفرقت متضمهاش، سيبيها تتفرق، سيبيها وغمضي عينك وماتفتحيش أبداً قبل ما أخلص، ماشي؟!

- ماشي يا شيخ.

بعد ما عَملت اللي طلبته منها ابتديت اقرأ عليها أيات معينة من القرأن الكريم، وأول ما خلصت كانت صوابع نبوية كلها متفرقة بعيد عن بعضها، فتحت عينيها وبصت لايدها وسألتني...

- ده معناه ايه يا شيخ عرفان؟

- معناه ان معاكِ تابعة فعلاً، بس ماتقلقيش، الأمر سهل بإذن الله.

بصيت لمحروس وانا بوجه كلامي له...

- عارف المسك الأسود.

- اه طبعاً.

- هتجيبه لنبوية وهتجيب كمية تكفيها اسبوع، وكمان هتجيب ورق سدر وملح خشن، اللي هو ملح الرشيدي.

بصيت بعدها لنبوية...

- هتدهني جسمك كل يوم قبل ما تنامي بالمسك، وتشغلي سورة البقرة، وتنامي متوضية، اما الصبح، فأول ما تصحي هتشغلي سورة الدخان، وتحافظي على الصلاة في ميعادها، وبعد كل صلاة هتقري سورة الزلزلة سبع مرات، وبعد اذان العصر على طول هتجيبي حلة مليانة ماية وهتحطي فيها سبع ورقات سدر وبعدين تغليها، بعد كده تقري عليها سورة يس مرة واحدة وتستحمي بالماية دي، وهتمشي على الكلام ده لمدة اسبوع، لكن الصلاة هتمشي عليها العمر كله طبعاً، مش هنبطلها، وكل اسبوع هتغلي الماية وتحطي فيها الملح وتقري عليها الرقية الشرعية، وبعد كده هتحطيها في ازازة بخاخ، وترشي بيها أركان البيت كله، وكمان ترشي عتبة البيت، مفهوم؟

- مفهوم يا شيخ عرفان.

بصيت لمحروس وقولتله...

- انا هقعد معاكوا الاسبوع ده عشان اطمن انكوا بقيتوا كويسين، و اهو بالمرة احضر فرح عتمان ابن بسطاوي.

- ربنا يخليك لينا يا شيخ عرفان.

- تسلم يا محروس، يلا بقى قولي هنام فين عشان انا خلاص تعبت على الاخر.

- اتفضل يا شيخنا.

تاني يوم بعد الغدا لقيت سامح جاي عشان ياخدنا نبات عنده، وقولتله على اللي حصل واني هقعد في البلد اسبوع عشان كده هفتح بيت العيلة و اقعد فيه، واللي حصل إنه مسك فيا، بس انا أصريت اني اقعد في بيت العيلة وبعتت مراته مع حماتك وياسمين و راحوا تاني يوم نضفوا البيت، وبالليل اتنقلنا لبيت العيلة، الأسبوع عدى بسرعة وتقريباُ ماحستش به، حقيقي كان واحشني جو البلد والدفى اللي بحسه هناك، ويوم الجمعة بالليل حضرنا فرح عتمان، كانت ليلة جميلة شوفت فيها ناس ماشوفتهاش من سنين، ويوم السبت الصبح روحت بيت محروس، قعدت نبوية قدامي و قريت عليها نفس اللي قريته أول مرة، بس المرة دي صوابعها متفرقتش، وكمان قالتلي انها مابقتش بتحلم بالكوابيس اللي كانت بتشوفها، بس قالت لي انها في خلال الاسبوع ده، كانت ساعات بتشوف دم فيه شعر أو جثث لحيوانات، ف قولتلها إن ده عادي، دي خيالات من تأثير التابعة، بس خلاص، مش هتشوف حاجة تانية، وبعد ما خلصنا قولتلها في أخر إنها تواظب على الصلاة هي و محروس زي ما اتفقنا، وكمان تشغل سورة البقرة كل يوم مرة على الأقل، وماتنساش ترش أركان البيت كل أسبوع، وبكده اطمنت انهم بقوا بخير وسلمت عليهم و رجعت البيت، وقتها كانت حماتك جهزت الشنط، وبعد كده خدنا بعضينا و رجعنا القاهرة تاني.

****** 

سألته بلهفة ساعتها...

- طب ومحروس ونبوية خلفوا فعلاً؟

- بعد سنة بالظبط، ومعاهم دلوقتي 4 عيال.

بصت لي ياسمين وقالت....

- انا فضلت من بعدها بحلم بالكوابيس اللي كانت بتحكيها نبوية، وكمان لما كبرت وفهمت الكلام اللي قالته يومها، خوفت أكتر لايحصل معايا نفس اللي حصلها، بالذات بقى لما كنت حامل في ملك، بس الحمدلله محصلش حاجة.

بصيتلها وقولتلها بهدوء...

- الحمدلله يا حبيبتي، بعد الشر عنك، دي حكاية مرعبة فعلاً.

قربت مني وقالتلي بتركيز واهتمام...

-اديك عرفت الحكاية اهو.. قولي بقى ايه اللي حصل معاك؟

ضحكت وانا بقولها...

- لا حصل معايا ايه بقى، ده بعد اللي سمعته ده انا يعتبر ماحصلش معايا حاجة.

ضحك الشيخ عرفان وقام وهو بيقول...

- اسيبكوا بقى وامشي انا.

- ايه يا بابا، مش تستنى تعرف ايه اللي حصل مع محمد؟

- انا عارف، انتِ اللي ماتعرفيش، يلا تصبحوا على خير.

قومت وصلت الشيخ عرفان لحد الباب، وطبعاً ياسمين مادتنيش فرصة استفرد بيه و اعرف كان فيه أيه الفترة اللي فاتت، بس انا هعدي عليه في البيت واعرف كل اللي حصل و ارجع تاني عشان احكيهولكوا، ودلوقتي بقى ادعولي اعرف اخلع من ياسمين عشان لو سمعت حكايتي بعد كل ده هتموت من الضحك، سلاموا عليكوا. 

تمت بحمدالله


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل


التنقل السريع