القائمة الرئيسية

الصفحات

عهد محكمة الجن - الشيخ عرفان 7 قصص رعب



بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

خرجت من المستشفى وركبت العربية، وانا في الطريق ماكنتش بفكر غير في كلام زركش، وبسأل نفسي ياترى صادق في اللي قاله ولا كداب وبيفتري على الشيخ عرفان؟ ماعرفش ليه حاجة جوايا قالت لي أعدي على بيت الشيخ عرفان قبل ما أروح، ركنت العربية قدام البيت، ونزلت، وانا طالع على السلم حسيت بحاجة غريبة، قبضة غريبة في صدري، المهم طلعت، فتحت باب الشقة ودخلت، كنت حاسس احساس مقبض، وانا واقف في الصالة خدت بالي إن الأنوار مطفية، ازاي؟ انا متأكد انها كانت والعة لما نزلنا، ساعتها لمحت نور أحمر جاي من الأوضة اللي كان واقع فيها الشيخ عرفان، قربت من الأوضة بهدوء وبخطوات مترددة، كنت حاسس بالخوف، بس الفضول كان محفزني أكمل، قربت من الأوضة لحد ما وقفت على الباب وساعتها شوفت شمعة لونها أحمر والعة في نص الأوضة وعلى الحيطة خيال لكلمة واحدة بس.. زركش. 
دخلت الأوضة ببطء، قربت من الحيطة، وساعتها الكلمة بدأت تتهز على الحيطة مع نور الشمعة، رجعت بضهري لورا وانا خايف، في حاجة غريبة كمان، خيالي مش موجود على الحيطة ازاي؟ وانا واقف حسيت بحد ورايا، حاولت استجمع شجاعتي عشان الف اشوف مين اللي ورايا، لفيت برعب وساعتها جسمي اتشل وحسيت إن الدم نشف في عروقي، كان كيان أسود واقف على باب الأوضة، بص لي وبعدين مشي، روحت ناحية باب الأوضة وبصيت في الطرقة، كان واقف قدام أوضة بابها مقفول، بص لي وبعدين دخل الأوضة من غير مايفتح الباب، روحت ناحية الأوضة دي ووقفت قدامها، انا فاكر ان الباب ده مقفول بقاله سنين والشيخ عرفان بس اللي معاه مفتاحه وكان دايمًا بيقول ان الأوضة جواها كراكيب قديمة وحاجات مالهاش لازمة، مسكت الأوكرة وانا بحاول افتح الباب لكن ماكنش بيفتح زي ماتوقعت، فضلت واقف افكر، ياترى افتح الأوضة دي ولا لأ؟ الفضول هيموتني واعرف ايه اللي جوة وفي نفس الوقت لو فتحتها والشيخ عرفان عرف هتبقى مشكلة كبيرة، افتح الأوضة ولا مافتحهاش؟ في الاخر قررت اني مش هفتحها، دخلت الأوضة التانية وطفيت الشمعة وبعدها خرجت وقفلت باب الشقة كويس، روحت البيت عندي وعديت على جارتي مدام عاليا...
- ازي حضرتك يافندم، انا اسف تقلنا عليكِ.
- لا مافيش حاجة يا استاذ محمد، طمني الشيخ عرفان عامل ايه دلوقتي؟
- والله الحالة مستقرة وان شاء الله هيبقى كويس.
- ان شاء الله ربنا يطمنكوا عليه ويقومه بالسلامة.
- هستأذنك بس تنادي لملك عشان اوديها لأمي.
- حاضر ثانية واحدة.
دخلِت ندهت لملك وبعدها شكرتها تاني وخدت ملك وطلعت شقتي، اطمنت إن كل حاجة تمام وبعدها نزلت انا وهي وروحنا لأمي، وطول الطريق مابطلتش أسئلة، ايه اللي بيحصل؟ ماما فين؟ هنروح لتيتا ليه؟ بس انا دماغي كانت مشغولة بالكلمة اللي شوفتها على الحيطة والكيان اللي دخل الأوضة المقفولة، ايه اللي بيحصل في الشقة ومين اللي ظهرلي؟ وصلنا البيت، سلمت على أمي وفهمتها اللي حصل وبعدين سيبتها هي وملك ونزلت، روحت بعدها على المستشفى وهناك لقيت ياسمين قاعدة مكانها زي ما سيبتها، دخلت قعدت جنبها وانا بسألها...
- مافيش جديد؟
- لا للاسف لسه الحالة زي ماهي، الدكتور كان عنده دلوقتي وقالي ان استقرار الحالة شئ مطمئن، بس انا مش عارفة ايه اللي يطمن ان حالته مش بتتحسن!
- معلش يا ياسمين، يومين وان شاء الله هيبقى زي الفل.
- يارب.
بصيت لها وبعدين سألتها بتردد...
- بقولك صحيح يا ياسمين، هي الأوضة اللي في الشقة بتاعت الشيخ عرفان، الأوضة المقفولة على طول دي، ماتعرفيش فيها ايه؟
بصت لي باستغراب وقالت...
- أوضة ايه؟ هو ده وقته يا محمد؟!
  - انا عارف انه مش وقته، بس.. بس جت في بالي كده فقولت اسألك.
- قولي انت بقى هو بابا جه هنا ازاي؟ ومين الراجل اللي عدى عليك ونزلت معاه؟
- راجل! راجل مين ده؟
- محمد! ملك قالت لي ان في راجل عدى عليك ونزلت معاه مين ده؟
- اه اه الراجل، ده واحد كنت راكن عربيتي ورا العربية بتاعته فكان عايزني اخرجه.
- وروحت فين بعدها؟
- ماهو الشيخ عرفان كلمني بقى ساعتها وقالي انه تعبان فجريت عليه ولقيته واقع على الأرض وجيبته على هنا.
- ياحبيبي يابابا، يعني هو كلمك وانت برضو ماكلمتنيش.
- ما انا قولت اطمن الأول وبعدين اكلمك، وبصراحة ماكنتش مركز ساعتها غير اني الحقه.
- ماشي يا محمد، قولي بقى بتسأل عن الأوضة ليه؟
- لا عادي مجرد سؤال، فضول مش أكتر، انتِ تعرفي ايه اللي جوة؟
بصت لي بشك وبعدين ردت...
- لا ماعرفش عنها حاجة، بابا قافل الأوضة دي من ساعة ما ماما الله يرحمها ماتت، بس قبلها كان بيدخل يقعد فيها لوحده كتير وماكنتش ببقى عارفة هو بيعمل فيها ايه؟! حتى ماما نفسها لما كانت بتسأله كان بيتعصب جدًا ويقولها مالكيش دعوة واياك تقربي منها، وكان دايمًا قافلها وشايل مفتاحها في جيبه.
- امممم، تمام.
الفضول زاد جوايا أكتر بس كمان الرعب زاد، الشيخ عرفان كان بيحب مراته جدًا وتحذيره لها أكيد تحذير خوف عليها مش منها، وده معناه إن اللي في الأوضة شئ خطير، بس ياترى إيه هو؟ قطع تفكيري صوت الدكتور اللي وقف قدامي وقال...
- استاذ محمد، كنت عايز اتكلم معاك شوية.
قومت وقفت وانا بقوله...
- اه طبعًا، اتفضل يا دكتور.
ياسمين وقفت وهي مخضوضة وسألته...
- في ايه يا دكتور؟ انا بنته على فكرة يعني ممكن تتكلم قدامي عادي.
ابتسم الدكتور وهو بيقولها...
- اطمني يا مدام مافيش أي حاجة، انا بس محتاج استاذ محمد عشان هناقش معاه شوية حاجات متعلقة بحساب المستشفى.
طبعًا ياسمين ماصدقتهوش بس انا بصيت لها بصة هي عارفاها كويس، خصوصًا انها متعودة ماتتكلمش مع راجل غريب طالما انا أوالشيخ عرفان معاها، بالظبط زي ماهي اللي بتتكلم لو الموضوع فيه واحدة ست، طلبت منها تستنى في مكانها وروحت مع الدكتور اللي دخلني مكتبه وأول ماقعدنا قالي...
- ماكدبش عليك الحالة مش بتتحسن ودي حاجة مش مفهومة.
- مش حضرتك قولت ان الحالة مستقرة و الموضوع كله انه هيقعد يومين تحت الملاحظة، ايه اللي حصل؟
- انا فعلًا قولت كده لان الشيخ عرفان كان خارج سليم لكن وحضرتك مش موجود اتفاجئت انه دخل في غيبوبة، انا طبعًا مابلغتش المدام وقولت استنى لما ترجع، اللي حصل ده طبيعي خصوصًا انه خد وقت على ما جه المستشفى وعاملناله الاسعافات اللازمة بس لما خرج كويس اتمنيت اننا مانوصلش للمرحلة دي لكن واضح كده ان حالته الصحية كانت مش مظبوطة من فترة وهو مش مهتم.
- هو مش بيحب يروح لدكاترة ومهمل في الجانب ده فعلًا، بس طب والعمل دلوقتي؟
- مافيش في ايدينا غير اننا نستنى وندعي ربنا يقومه منها على خير.
- طب ممكن ننقله مستشفى تانية لو الامكا...
- لا لا الموضوع مش موضوع امكانيات خالص، لو محتاج يتنقل مستشفى تانية صدقني هصارحك، حياة المريض أهم عندي من المستشفى.
- شكرًا لحضرتك يا دكتور.
خرجت من المكتب وانا مش عارف هقول لياسمين ازاي؟ ماهو برضه مش هينفع أخبي عليها، الموضوع شكله هيطول وهي أكيد مش هتبطل أسئلة عشان كده الأحسن إني أصارحها من الأول، قربت منها وقولتلها...
- ياسمين انا هصارحك ومش هخبي عليكِ بس اوعديني انك تتمالكِ اعصابك.
مالحقتش أكمل كلامي وكانت الدموع بتنزل من عينيها وقالت بصوت مبحوح...
- بابا حالته خطيرة مش كده؟
- بصراحة... بصراحة الشيخ عرفان دخل في غيبوبة والدكتور مش عارف هيفوق منها امتى.
حطت ايديها على وشها وانهارت في العياط، قربت منها وقعدت جنبها، خدتها في حضني وحاولت اواسيها، كانت منهارة تمامًا، بس مافيش أي كلام هقوله دلوقتي ممكن يصبرها أو يهون عليها، عشان كده فضلت حاضنها وانا ساكت.
بعد نص ساعة كانت ياسمين بدأت تهدى شوية وبدأت اكلمها بشكل عملي...
- ياسمين الموضوع كده هياخد وقت وقعدتك هنا مالهاش لازمة، انا بقول تروحي وانا هفضل جنبه وبكرة الصبح ابقي تعالي.
- لا انا مش هسيب بابا.
- ياحبيبتي ماهو لو انتِ قاعدة جنبه ماشي لكن هو أصلًا ممنوع حد يدخله، عشان خاطري روحي وتعالي الصبح، وبعدين ملك كمان محتاجالك، يلا تعالي أروحك وارجع انا وهفضل جنبه والله وهطمنك لو حصل أي جديد.
- يا محمد...
- عشان خاطري يا ياسمين، قعدتك مالهاش لازمة والله.
اقتنعت بصعوبة شديدة وقومت بعدها خدتها وروحنا عند أمي، طلبت منها تبات هناك الفترة دي عشان لما تيجي المستشفى الصبح تبقى ملك قاعدة مع أمي، نزلت بعدها بس بعد ما ركبت العربية ولسه بدور، سمعت صوت ورايا "بيت عرفان" بصيت ورايا بسرعة لكن ماكنش في حد، بصيت جنبي وساعتها حسيت ان في حد قاعد على الكرسي دققت النظر وفجأة شوفته، زركش كان قاعد جنبي، صورته كانت بتظهر وتختفى قدام عيني، كان بيبص لي بنظرة مرعبة، وكان في ايده عصاية شكلها غريب موقفها بين رجليه، وماسكها من فوق بايده، كنت حاسس إن روحي بتتسحب مني، نزلت من العربية بسرعة، وقفت أول تاكسي معدي، اول ماركبت السواق سألني...
- على فين يا استاذ؟
ماردتش عليه، بص لي شوية وبعدين قال وهو بيولع سيجارة...
- براحتك، ادينا ماشيين.
اعصابي كلها كانت سايبة وماكنش في دماغي غير منظر زركش وهو قاعد جنبي في الكرسي وبيبص لي بنظراته المرعبة، والعصاية.. العصاية كان شكلها غريب أوي ومنقوش عليها كلام انا مش فاهمه وصور لروؤس حيوانات وثعابين، زركش عايز ايه مني ومن الشيخ عرفان؟ فوقت على صوت السواق تاني...
- يا استاذ، ماتقولي انت رايح فين؟ انا مش هفضل الف بك كده!
بصيت له بصة بدون معنى وبعدين قولت له...
- اطلع على وسط البلد.
- ماشي، بينا على وسط البلد.
أكيد الأوضة المقفولة دي فيها سر كبير، بس لو فتحتها مش عارف ايه اللي ممكن يحصل بعد كده، والشيخ عرفان.. ياترى رد فعله هيكون ايه لما يفوق ويعرف اني فتحتها؟ ياترى هيصدق اللي حصل لو حكيتهوله؟ مابوصلش لأي اجابة، فضلت سرحان كده لحد ما لقيت السواق بيقولي...
- هتنزل فين في وسط البلد يا استاذ؟
قولتله بزهق على الشارع، وبعد ما وصلت المستشفى، دخلت الأوضة، كان الشيخ عرفان نايم على السرير والأجهزة متوصلة بجسمه، جيبت كرسي صغير وقعدت جنبه...
- انا مش عارف اعمل ايه؟ محتار، خايف افتح الأوضة وفي نفس الوقت خايف من زركش، قولي اعمل ايه؟
طبعًا ماردش عليا، وكان نايم زي ماهو، حطيت راسي على السرير ونمت.
فوقت على صوت خبط خفيف على الأرض، فتحت عيني وساعتها لقيت زركش واقف جنب السرير، ماسك عصايته في ايده، بص للشيخ عرفان وهو بيقولي...
- حياته في ايدك؟ 
- انت عايز منه ايه؟
- عايز حقي، عايز الحاجة اللي سرقها مني من سنين.
- حاجة ايه؟!
- لما تدخل الأوضة هتعرف.
- انا مش هفتح الأوضة دي مهما حصل، الشيخ عرفان بس اللي يقدر يفتحها.
- لا هتدخل وإلا مش هيبقى فيه الشيخ عرفان تاني.
- مش هتقدر تعمل له حاجة.
- متأكد؟ 
مد ساعتها عصايته وحطها في رقبة الشيخ عرفان، وهمس بكلمات ماكنتش قادر اسمعها كويس، ثواني ولقيت الشيخ عرفان بيتنفض في السرير، بص لي وقتها زركش وقال...
- ها، لسه مقتنع اني مش هقدر اعمل له حاجة؟
- ابعد عنه هو مأذكش في حاجة.
- مين قالك! عرفان هو الانسي الوحيد اللي قدر يوقف قصادي وياخد حاجة ملكي ومش هسيبه غير لما يرجع اللي خده يا أموته، سنين وانا مستنى الفرصة دي واديها جت، تروح البيت وتفتح الأوضة وتعمل اللي هقولك عليه.
حسيت بهوا شديد في المكان، زركش في الوقت ده ارتبك وقال بتعجب...
- ايه ده! في ايه؟ في ايه؟
فجأة لقيت جنبي كيان أسود طويل، بعدت عنه وانا مرعوب، الكيان بص لزركش وقاله بصوت مرعب...
- اخرج من هنا حالًا وإلا حرقتك.
- مش هتقدر، العهد اللي بينا هيمنعك تعمل كده.
- العهد بينتهي يوم ماتفكر تقرب من عرفان أو أي حد من عيلته.
- عرفان هو اللي خد حق مش حقه.
- عرفان كان بيدافع عنهم، انت اللي حاولت تأذيهم ولسه مصمم انك تأذيهم.
- مش هسيبهم ولو عيشت العمر كله وراهم هوصلهم.
- عمرك ما هتوصلهم طول ما انا موجود.
- وانت ايه اللي مخليك معاه بعد ما باعك واستغنى عنك، بكلمة واحدة من بنته سابك ومابقاش محتاجك.
- ده شئ مايخصكش، ابعد عن الشيخ عرفان احسن لك.
- وان مابعدتش هتعمل ايه؟
- هحرقك زي ماقولتلك بلاش تديني الفرصة اعمل كده عشان صدقني مش هتردد لحظة واحدة اني اقتلك.
- هنتقابل تاني يا جابر، بس ساعتها انت وعرفان هتكونوا تحت رجلي.
اختفى زركش بعدها، وساعتها لف جابر وبص لي وهو مبتسم، وقالي بهدوء...
- ماتخفش يا محمد.
- انت بقى جابر اللي الشيخ عرفان بيحكي عنه دايمًا.
- ايوة انا جابر صديق الشيخ عرفان، ماتفتحش الأوضة يا محمد غير لما الشيخ عرفان يقوم.
- الأوضة دي فيها ايه؟
- مش هينفع أقولك بس كل اللي اقدر اقولهولك انك لو فتحت الأوضة دي هيكون اخر يوم في حياتك، وفي حياة الشيخ عرفان وكل عيلته.
- طب ايه علاقة اللي في الأوضة بزركش؟
-  زركش ملك من ملوك الجان السحرة، وخلي بالك هيحاول يسحرك ويلعب بك كتير عشان تفتح الأوضة، لانه مش هيقدر يدخلها إلا عن طريق واحد من أهل البيت.
- فعلًا دي مش اول مرة يظهر لي وبيحاول يوديني هناك من ساعة ما الشيخ عرفان دخل المستشفى، بس انا لما روحت شوفت كيان أسود عند باب الأوضة بعدها دخل جوة الحيطة، انا مش فاهم مين ده؟
- ده خادم من الخدام اللي بيحرسوا الأوضة، كان بيحاول يحميك من زركش لإنه كان وراك لما كنت واقف قدام الحيطة وكان بيسحرك عشان يدخلك بعدها الأوضة، بس الخادم منعه وفوقك وبعدها رجع مكانه تاني.
- طب و زركش عايز ايه من الأوضة؟
- مش مسموح لي اقولك، بس انا جيت دلوقتي عشان احميك منه انت والشيخ عرفان، وكمان عشان اجاوبك على السؤال اللي محيرك، إوعى تفتح الأوضة. 
- بس هو أكيد هيحاول يأذي الشيخ عرفان تاني.
- ماتقلقش، انا موجود ومش همشي غير لما الشيخ عرفان يفوق واطمن عليه.
- هو ايه اللي حصل يا جابر؟ الشيخ عرفان شاف ايه عشان يوصل للحالة دي؟
- الشيخ عرفان استعجل وعمل اللي كنت دايمًا بحذره منه.
- عمل ايه؟
- لما يفوق هيبقى يحكيلك.
في اللحظة دي الباب اتفتح ودخلت الممرضة...
- صباح الخير.
بصيت لها بابتسامة ورديت عليها...
- صباح النور.
راحت ناحية الشيخ عرفان وبدأت تغير المحاليل، ساعتها شوفت جابر واقف جنبها، بص لي وابتسم ابتسامة بيحاول يطمني بها، ابتسمت له وانا بهز راسي وكأني بقوله "كل حاجة هتبقى تمام" سيبت الممرضة وجابر مع الشيخ عرفان وخرجت بره في الممر، طلعت تليفوني واتصلت بياسمين...
- صباح الخير يا ياسمين.
- صباح الخير يا محمد، طمني بابا فاق؟
- للأسف لسه بس انا قولت اطمن عليكِ وعلى ملك.
- كلنا بخير الحمدلله، انا هوديها المدرسة وبعدين اجي على المستشفى.
- ماشي ياحبيبتي.
لمحت الدكتور معدي في اخر الممر قدامي، روحت ناحيته وانا بقفل التليفون وبحطه في جيبي...
- دكتور ابراهيم، يا دكتور.
وقف وهو بيبص ناحيتي...
- استاذ محمد، ازيك.
- الحمدلله، طمني يا دكتور، الشيخ عرفان هيفضل كده كتير.
- بصراحة مش عارف.
- يعني ايه ما هو اكيد في حل.
بص في عيني وقال بصوت مرعب...
- عرفان مش هيفوق غير لو الأوضة اتفتحت وخدت اللي انا عايزه منها.
بصيت له بفزع وعينه بتتحول للون الأحمر، جريت ناحية الأوضة وأول مادخلت قفلت بابها ورايا بسرعة، الممرضة بصت لي باستغراب...
- في ايه يا استاذ؟!
- مافيش حاجة، انتِ لسه ماخلصتيش كل ده؟
- لا لسه، في محاليل وأدوية كتير هياخدها.
- تمام.
مشيت بهدوء وقعدت على الكرسي، كانت بتشتغل وهي عمالة تبص عليا كل شوية بقلق وخوف، لحد ما انا زهقت وسألتها...
- انتِ عمالة تبصي لي كده ليه؟
- انا! لا مافيش بس هو حضرتك كويس؟
- اه كويس، هو في حاجة غريبة فيا يعني؟
قالت بارتباك...
- عينيك.. عينيك اييـ.
- مالها عينيا؟
في اللحظة دي رمت كل اللي في ايديها وخرجت تجري من الأوضة، استغربت من تصرفها، قومت ودخلت الحمام اللي في نفس الأوضة، بصيت في المرايا وماكنش في أي حاجة غريبة، عبيطة دي هي كمان ولا ايه؟ انا تعبت من اللي انا فيه ده، خرجت بره وفضلت قاعد جنب الشيخ عرفان لحد ما ياسمين جت، وبعدها قولت لها اني هروح البيت اجيب حاجة وارجع، وانا خارج لقيت الممرضة واقفة مع زميلتها، قربت منها رغم انها كانت مرعوبة، لكن زميلتها طمنتها وهي بتقول لها...
- ما عينيه طبيعية اهي ومافيهاش أي حاجة.
سألتها بهدوء...
- انتِ كنتِ شايفاني ازاي؟
- عينيك كان لونها أحمر وزي ما يكون جواها نار.
ماعرفتش أرد عليها بايه فسيبتها ومشيت بس سمعتها بتقول لصاحبتها...
- والله العظيم عينيه كان فيها نار، وجوة النار واحد ماسك عصاية. 
وقفت ساعتها وبصيت لها تاني، خافت هي وصاحبتها فابتسمت وانا بقولها...
- ياريت ترجعي الأوضة وتديله بقيت الدوا.
لفيت وشي وكملت ناحية باب المستشفى، اترددت في دماغي جملة جابر "هيحاول يسحرك ويلعب بك" بس هو كده بيسحر اللي حواليا وبيخوفهم مني، مش بيسحرني انا.
وصلت البيت واول مادخلت لقيت أمي قدامي، سألتني...
- ايه يابني الأخبار طمني؟
- مافيش جديد يا أمي، لسه زي ماهو.
- الله اومال انت سيبت ياسمين وجيت ليه؟
- جاي اغير هدومي وبعدين هروح مشوار كده واطلع المستشفى بعدها.
دخلت الأوضة خرجت هدوم نضيفة من الدولاب، بس ساعتها رجعت الأفكار في دماغي من تاني، قعدت على السرير وانا بكلم نفسي، لحد ما شوفته قدامي في مراية الدولاب، كان واقف مبتسم، بعدها شوفت ملك خارجة من باب المدرسة وبتعدي الطريق عشان تركب الأتوبيس وفجأة عربية خبطتها واختفت ملك من الصورة وظهر زركش تاني وهو مبتسم وبيبص لي...
- القضاء والقدر، مانقدرش نعمل فيهم حاجة.
- ملك لا، انت عايز مننا ايه؟
- قولتلك قبل كده انا عايز ايه.
- وانا قولتلك اني مش هعمل اللي انت عايزه.
- براحتك، بس خليك فاكر.. القضاء والقدر ماحدش بيقدر يمنعهم.
اختفى بعدها، قومت غيرت هدومي بسرعة ونزلت، روحت المدرسة بتاعت ملك، لقيتها قاعدة في الفصل مع زمايلها، طلبت من المُدرس بتاعها انه يسمح لها تروح النهاردة بدري عشان في ظروف عائلية، خدتها وركبنا العربية، واحنا في الطريق سمعت صوت ضحكته في وداني، وصلت ملك للبيت وطلبت من أمي تخلي بالها منها كويس جدًا وماتسمحلهاش تنزل الشارع مهما حصل، كانت مستغربة طبعًا من كلامي لكن قالت ماشي، سيبتهم ونزلت عشان أروح المستشفى لياسمين، في الطريق سمعت صوته تاني وهو بيقول...
- مش انت عايز تعرف ايه اللي في الأوضة؟ انا ممكن اقولك على فكرة بس بشرط، تروح هناك وتفتح الأوضة وساعتها هقولك على كل حاجة.
- اخرج من دماغي بقى، انا مش هفتح الأوضة ومش هعملك اللي انت عايزه.
- جابر بيضحك عليك، صدقني، هو وعرفان واحد ومن مصلحتهم انك ماتعرفش الحقيقة.
- وانا مش عايز اعرف حاجة، سيبني في حالي ومالكش دعوة بيا ولا بمراتي وبنتي.
وقتها جه في دماغي سؤال، هو ليه ماحولش يقرب من ياسمين رغم انها بنت الشيخ عرفان واقرب واحدة له؟ ليه عايزني انا بالذات اللي افتح الأوضة؟
وصلت المستشفى وساعتها لقيت ياسمين قاعدة على الكراسي اللي في الممر، سألتها باستغراب...
- قاعدة بره ليه؟!
- الدكتور جوة هو والممرضات بيدوا له الأدوية والمحاليل وطلبوا مني استنى بره.
- تمام.
بصت لي بقلق وسألتني...
- محمد انت كويس؟
- اه الحمدلله، في حاجة ولا ايه؟
- لا انا بطمن عليك بس يا حبيبي.
- اطمني مافيش حاجة، صحيح يا ياسمين عايز اسألك سؤال.
- اتفضل.
- مافيش حاجة غريبة بتحصل معاكِ من ساعة ما الشيخ عرفان دخل المستشفى؟
 - حاجة غريبة زي ايه؟
ارتبكت وانا بقولها...
- حاجة غريبة، اي حاجة مش طبيعية.
- قول قصدك ايه على طول يا محمد.
قولت لها بتردد...
- يعني مافيش مثلًا عفريت ظهرلك؟
- عفريت! وانا هيظهر لي عفريت ليه؟
- صح هيظهرلك انتِ ليه؟!
كملت الجملة في سري "هو شاطر بس يظهرلي انا"، سألتني بعدها...
- بس انت بتسأل السؤال ده ليه؟
- لا عادي مادقيش، الواحد اعصابه تعبانة اليومين دول من اللي بيحصل، انا هدخل أشوف الدكتور واطمن على عمي.
فضلنا على الحال ده حوالي خمس ايام، ياسمين بتفضل قاعدة معايا طول النهار وبالليل ببات انا مع الشيخ عرفان، لحد ما في ليلة اليوم السادس، كنت قاعد على الكرسي وساند راسي على السرير وفجأة حسيت بحاجة بتلمس شعري، رفعت راسي وساعتها شوفته مفتح عينيه، بصيت له وانا طاير من الفرحة...
- حمدالله على السلامة ياعمي، حمدالله على السلامة.
رد عليا بالعافية...
- الله يسلمك.
- ثواني هنادي للدكتور.
خرجت بره وطلبت من الممرضة تتصل بالدكتور وبعد عشر دقايق لقيته جاي، دخل من الأوضة ووقف جنب الشيخ عرفان، بص على عينيه وبعدين قاله...
- اسمك ايه يا حاج؟
رد بلسان تقيل...
- عرفان.
- عارف مين اللي جنبي ده؟
- اه محمد جوز بنتي.
- تمام، ممكن ترفع ايدك اليمين لفوق يا شيخ عرفان؟
رفع ساعتها الشيخ عرفان ايده زي ما الدكتور طلب.
- سلم عليا كده.
سلم علي الدكتور اللي ابتسم بعدها وهو بيقول...
- حمدالله على السلامة يا شيخ عرفان، اخيرًا يا راجل، قلقتنا عليك.
- الله يسلمك يا دكتور.
بص الدكتور للمرضة ساعتها وسألها...
- ايه الأخبار يا حنان؟
- الضغط 70/130 والنبض 107 والأكسجين 90.
- والغلاسكو كوما سكيل13.
بص بعدها للشيخ عرفان وقاله بفرحة...
- لا ده احنا عال أوي الحمدلله.
طلب من الممرضة تجيب نوعين دوا وتحطهم في المحلول، سأله الشيخ عرفان وقتها بنفس التُقل اللي في لسانه...
- انا ممكن أروح امتى يا دكتور؟
رد بابتسامة...
- ايه يا راجل ياطيب، لحقت تزهق مننا ولا ايه؟
- لا بس عايز أروح البيت.
- احنا هنتابع الحالة لحد بكرة ولو فضلت الأمور مستقرة كده ممكن نروح بالليل إن شاء الله.
قولت للدكتور ساعتها...
- احنا مش مستعجلين يا دكتور، اهم حاجة الشيخ عرفان يكون كويس.
- إن شاء الله على بكرة هيكون أحسن، انا هبقى انزل كمان ساعتين اطمن عليه، ولو احتاجتوا أي حاجة في أي وقت كلموني، وانتِ يا حنان، تاخدي القراية كل نص ساعة وتبعتيهالي على الواتس.
- حاضر يا دكتور.
كلمت ياسمين يعدها وخليتها تكلمه عشان تطمن وأول ما النهار طلع لقيتها جاية، قعدنا طول اليوم والحمدلله حالة الشيخ عرفان كانت مستقرة، بس الدكتور قال يفضل يقعد بكرة كمان، وافقت انا وياسمين على كلام الدكتور رغم اعتراض الشيخ عرفان، وقعد ليلة كمان وتاني يوم بالليل اتكتبله على خروج، واحنا في الطريق قولت له...
- احنا هنطلع على البيت عندي وبعدها هروح اجيب ماما وملك واجي.
- لا انا عايز اروح  شقتي.
- لا ياشيخ عرفان مش هينفع، انت هتفضل قاعد معانا لحد ما نطمن عليك وترجع زي الأول وبعدها ابقى اعمل اللي انت عايزه، ما تقولي حاجة يا ياسمين.
ردت عليا بطريقتها المعتادة...
- سيبه يقول اللي نفسه فيه، بس هو عارف انه في الاخر هيجي عندي ومش هيعمل غير كده.
قرب مني وهمس لي...
- شكلك مش عايز تعرف اللي في الأوضة، براحتك.
بصيت له باستغراب والمفاجأة باينة على وشي، ابتسم هو ساعتها وقالي وهو بيرجع بضهره في الكرسي...
- اطلع على البيت عندك بقى، انتوا عندكوا حق انا لازم اقعد معاكوا عشان تاخدوا بالكوا مني.
ماكنتش اعرف رد، مش هينفع ارجع في كلامي وفي نفس الوقت الفضول هيموتني، فرصة عظيمة انه وافق اخيرًا يعرفني ايه اللي موجود جوة الأوضة ويجاوب على كل الأسئلة اللي بتدور في دماغي بقالها أسبوع، فكرت شوية وبعدين بصيت لياسمين في المرايا وانا بقولها...
- بقولك ايه يا ياسمين، انا هعدي على ماما الأول نجيبها هي وملك واوصلكوا وبعدين اروح انا والشيخ عرفان مشوار صغير كده ونيجي تكونوا حضرتوا الغدا.
سألتني باستغراب...
- مشوار ايه؟ بابا لسه خارج من المستشفى، يعني لازم يرتاح.
- ده ده.. مشوار على السريع كده وبعدين مافيهوش مجهود، يعني مش هيتعب.
- واخد بابا ورايح على فين يا محمد؟!
- مش رايحين في حتة يا ياسمين، عادي يعني.
بص لي وابتسم تاني وقالي...
- بتجيبه لنفسك، ما كنت سمعت كلامي من الاول وروحتني.
بص بعدها لياسمين وكمل كلامه...
- اسمعي كلام جوزك يا ياسمين واحنا مش هنتأخر بإذن الله.
- ايوة يا بابا بس حضرتك لازم ترتاح.
- ماتقلقيش عليا انا تمام الحمدلله.
فعلاً عدينا على البيت خدنا أمي وملك وبعدها وصلناهم وروحنا انا والشيخ عرفان الشقة عنده، أول ما دخل فضل يقول كلام انا مش قادر افسره، بعدها دخل الأوضة اللي كان واقع فيها وانا دخلت وراه، فتح النور وساعتها اتفاجئت لما مالقتش الشمعة ولا الكلمة اللي كانت على الحيطة، بص لي وابتسم...
- انت فاكر انها كانت موجودة على الحيطة؟
برقت له وانا بسأله بارتباك...
- حـ...ضرتك عرفت منين اللي انا شوفته؟!
اتنهد تنهيدة طويلة وبعدين قالي وهو بيطبطب على كتفي... 
- تعالي تعالي اقعد وانا هفهمك كل حاجة، ما انت خلاص رؤيتك اتفتحت وحقك تعرف.
مشيت وراه وانا بسأله...
- يعني ايه رؤيتي اتفتحت؟
- يعني بقيت تقدر تشوفهم زيي، ماتقلقش انا هقفلهالك تاني.
قعدت قدامه وسالته...
- ايه اللي بيحصل ومين ...
- زركش؟! 
- حضرتك عرفت ازاي اللي حصل مع انك كنت في غيبوبة؟
- جابر حكالي كل حاجة بعد مافوقت، وقالي انه قابلك.
- اه بس مارضاش يقولي ايه اللي في الأوضة.
- لأنه سر وهو مأتمن عليه ومايقدرش يخون الأمانة.
- سر ايه؟ وليه زركش عايز يفتح الأوضة؟
- خليني الأول اعرفك مين زركش...
اولًا اللي جالك البيت وخلاك توديني المستشفى مش زركش، ده دجال من الدجالين وخادم من خدامه اسمه قيسوم، ومجاش هنا حبًا فيا ولا عشان يلحقني، لا، هو كان عايز البيت يفضى عشان يقدر بعدها يضحك عليك ويدخلك تفتح الأوضة وياخد منها اللي هو عايزه، وده بعد ما حاول أكتر من مرة يدخل ويسرقها بس ماعرفش، عشان الحراس اللي عليها بهدلوه، فكان لازم يدخلها عن طريق واحد من أهل البيت أو أقرب الناس ليا.
- طب وليه ماحاولش مع ياسمين؟ اشمعنا انا؟
- لانه مش هيقدر يوصل لياسمين، الهالة اللي حواليها صعب جدًا انه يعدي منها.
- هالة ايه؟
- اي انسان مننا بيكون حواليه هالة قوتها بتُستمد من الايمان بالله والمواظبة على الصلاة والعبادات، ولان ياسمين والحمدلله مواظبة على الصلاة وكمان الأذكار، فالهالة اللي حواليها قوية جدًا.
- اه يعني هو جالي انا عشان مش مواظب على الصلاة.
- لا عشان الهالة حواليك ضعيفة، ممكن تكون بتصلي بس بتعمل تصرفات تانية تضعفها، الموضوع مش الصلاة بس، حاجات كتير بتقويها وحاجات أكتر بتضعفها، زائد إن ياسمين روحها شفافة ونقية، وده بيصعب مهمتهم أكتر.
- تمام.
- هو حاول يسحرك ويلعب بك زي ما جابر قالي ولما منعه عنك، سحر اللي حواليك وخلاهم يشوفوه في عينيك، بس انا ماكنتش مصدق جابر لما قالي انك قدرت توقف قدام محاولاته.
- الموضوع كان صعب، بس مش أصعب من اني اخون الأمانة وافتح حاجة ماتخصنيش.
- انا عمري ما احتاجت اختبرك عشان اعرف معدنك بس كل يوم بتثبت لي إن معدنك أصيل وإن نظرتي فيك عمرها ماخابت أبدًا.
- اللي يعرفك يا شيخ عرفان، لازم يحبك ومهما كان وحش، حبه لك هيخليه حريص دايمًا في تصرفاته عشان مايسقطش من نظرك.
- وانت عمرك ماهتسقط من نظري، دلوقتي قوم معايا عشان أوريك الأوضة فيها ايه.
روحنا ناحية الاوضة، طلع المفتاح من جيبه وفتح الباب، ووقتها شميت ريحة مسك قوية معبية المكان، دخل الشيخ عرفان وانا وراه، كنت مذهول من انا اللي شايفه، الأوضة كانت كبيرة ومرتبة بشكل منظم، العفش كان عبارة عن مكتب حجمه كبير، وراه كرسي جلد، وعلى الشمال المكتب كان في نيش قديم عليه من فوق برواز خشب بمراية، اما على اليمين فكان في سجادة صلاة، مفروشة في اتجاه القبلة ووراها قعدة عربي وفي وسطها مبخرة، بصيت للشيخ عرفان وانا بقوله...
- ايه ده؟ هي دي أوضة الكراكيب؟
ابتسم وهو رايح ناحية النيش فتح درفة من الدرف وجاب منها صندوق خشبي كبير وبعدين راح ناحية القاعدة العربي وهو بيقولي...
- تعالى، انا هفهمك كل حاجة.
روحت وقعدت علي يمينه وقولت له...
- انا فعلًا عايز افهم، ايه الصندوق ده؟
رد عليا...
زركش قالك انه قابلني في مولد السيدة، وهو ماكدبش عليك في دي، لكنه كدب وقالك انه لقاني بعالج ناس بالكدب وبشتغل دجال، في الحقيقة قيسوم هو اللي كان بيعمل كده، ولما خبطت فيه في المولد وشوفت اللي معاه مشيت وراه لحد ما دخل البيت، وبعدها راقبته وعرفت هو بيعمل ايه، ماكنش بيعالج الناس، ده كان بيعمل اعمال واحجبة، عشان يربط بها الناس ويدمر حياتهم، وساعتها قررت اسحب كل اللي معاه وانقذ الناس من شره، دخلت وقعدت معاه، وحاولت امنعه بالحسنى لكنه رفض، وحضر وقتها زركش وهاجمني، ومن هنا بدأت الحرب بيني وبينه، واللي انتهت في الاخر اني خدت كل الخُدام اللي كانوا تحت ايده، هرب زركش ساعتها وساب قيسوم يواجهني لوحده، بس قيسوم استسلم وسلمني الأربع خواتم، كل خاتم عليه ملك بقبيلته، الملوك دول من أشر ملوك الجان، وأكترهم حبًا لأذى البشر.
فتح الشيخ عرفان الصندوق وخرج منه الخواتم، وبعدها كمل كلامه...
- دول الخواتم الأربعة، شكلهم يسحر لكن سحر أسود، بوابة جميلة متزوقة بتدخلك الجحيم، لو لبست واحد بس منهم، هتدخل عالم مش هتقدر تخرج منه أبدًا.
- طب وليه ماحرقتهمش؟
- ماينفعش، وعشان كده حبستهم زي ماهم في الخواتم وعمرهم ماهيقدروا يخرجوا ولا يأذوا حد غير لو الطلسم اتفك أو لبس الخاتم واحد من جنسهم.
- اومال حضرتك ليه كنت بتمنع حد يدخل الأوضة طالما كده كده في طلسم على الخواتم؟
طلع من الصندوق مجموعة كتب شكلها غريب وحطها جنبه وبعدين طلع ورقة شبه ورق البردي بتاع زمان وقالي...
- الورقة دي عهد بيني وبين زركش، لما هرب مني عند قيسوم، لجأ للمحكمة وطلب صُلحه، وهناك تم العهد بيني وبينه، اني مأذيهوش ولا أذي الملوك الأربعة، في المقابل هو مش هيأذني ولا هيحاول يأذي أي حد من عيلتي،  ولو حد فينا نقض العهد هيتقدم للمحاكمة ساعتها، ودي الورقة اللي زركش عايزها، واللي هي اهم عنده من الخواتم، لانه لو قدر يوصل للورقة دي ويخفيها، ساعتها يبقى العهد مالوش وجود.
- مالوش وجود ازاي؟! اومال المحكمة والكلام ده فين؟
- الجان بطبعه كداب وعشان كده في حالة ان الورقة دي مش معايا ماقدرش اثبت أي عهد بيني وبينه وفي الحالة دي لو أذى حد من عيلتي مش هقدر أجيبه.
- وهو لو اذاهم، الورقة دي هتعمل ايه يعني؟
- الورقة دي طول ما هي موجودة مش هيفكر يقرب مني ولا من حد تبعي، لانه لو عمل كده، العالم بتاعه هيتقلب عليه، وهيبقى منبوذ وهيفضل مطارد لحد ما يجي ويتحاكم وساعتها هيتحرق.
- يعني هو عايز يوصل للورقة دي؟
- بالظبط.
- بس هو قالي انه كان السبب في موت حماتي.
- كداب زركش مالوش أي علاقة بموتها.
- اومال مين اللي موتها؟
- مش وقته الكلام ده.
بصت في الأرض وانا بفكر وبعدين سألته...
- طب وايه فكره بك بعد السنين دي كلها؟
- هو عمره مانسيني، دايمًا بيراقبني من بعيد، وساعات كتير بيحاول يوصل للورقة دي من وريا، بس المرة دي عرف اني وقعت وعشان كده جري عليك يبلغك وبعدها حاول يأثر عليك.
- طب وهو عرف موضوع تعبك منين؟
- مش بقولك بيراقبني!
- طب انا هفضل اشوفه على طول كده؟
- لا انا هقفلك الرؤية واحصنك، ومش هتشوف حاجة تانية بعدها.
بصيت على الكتب اللي جنب الورقة وساعتها قريت عنوان  كتاب منهم "سحرة الفرس" بصيت له وعيني مفتوحة على اخرها، ابتسم وقالي بهدوء...
- مش اللي في دماغك، صدقني كل اللي زركش حاكهولك كذب، الكتاب ده كان عند قيسوم هو وكل الكتب دي، انا سحبت منه كل حاجة كانت تحت ايده عشان مايعرفش يرجع للشغلانة دي تاني، بس الكتب دي لو اتحرقت هتبقى مصيبة، عشان كده محتفظ بهم وقافل عليهم، وده سر اني مانع حد يدخل هنا عشان الفضول بيقتل صاحبه، خصوصًا بقى في المواضيع دي.
- عندك حق يا عمي، بصراحة انا الفضول كان هيقتلني.
ضحك وقالي وهو بيهز دماغه...
- عارف عارف، يلا عشان احصنك واقفلك اللي كنت بتشوفه ده.
بعد ما الشيخ عرفان قفلي الرؤية وحصني، رجع الخواتم والكتب والورقة في الصندوق من تاني وقفل الصندوق بالقفل وبعدها حطه في درفة النيش، وخرجنا بره الأوضة، بس واحنا على باب الشقة لف وقال كلام ماكنتش سامعه بوضوح، وبعد ماخلص سألته...
- طب وزركش كده انتهى؟
- انتهى ايه بس، الحرب بيني وبين زركش مش هتخلص الا لما واحد فينا يموت.
- بعد الشر عنك يا عمي، ان شاء الله هو اللي هيموت.
- انا عايز اشكرك على وجودك في حياتي انا وياسمين، انا لو كنت خلفت ابن ماكنش هيبقى زيك.
- ماتقولش كده ياشيخ عرفان، وبعدين ما انا ابنك ولا ايه؟
- طبعًا ابني، ربنا يحميك ويبارك فيك.
رجعنا البيت وطبعًا ماخلصناش من اسئلة ياسمين بس الشيخ عرفان هرب واتحجج بالتعب ودخل نام وسابني معاها لوحدي.

تمت بحمدالله
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
التنقل السريع