القائمة الرئيسية

الصفحات

عمار "خيانة وفداء" قصص رعب


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

اتوجهت قوة من المباحث على شقة في إحدى البنايات الفاخرة بعد ما وصل بلاغ من راجل بيدعي فيه إنه قتل زوجته، وصلت الشرطة لمكان الحادث وهناك كان الزوج وبنته موجودين في الشقة وفي أوضة النوم وجدت جثة الزوجة على السرير مخنوقة، بدأ رجال المعمل الجنائي يقوموا بشغلهم وفي الأثناء دي كان الظابط بيستجوب الأب وبنته...
- اسمك ايه؟
- عمار.
- انت اللي بلغت انك قتلت مراتك؟
- ايوة انا.
- وقتلتها ليه؟
-اتكلمت البنت بسرعة وقالت...
- بابا ماعملش حاجة.. انا اللي قتلتها.
استغرب الظابط من جملتها، بعدها الأب قال بسرعة...
- ماتصدقهاش يا حضرة الظابط انا اللي قتلتها، هي اصلا ماكنتش تعرف وانا اللي اتصلت بها وقولتلها وجت قبل ما حضراتكوا تيجوا.
- لا يا حضرة الظابط انا اللي قتلتها صدقني.. بابا ماعملش حاجة.
الظابط ماكنش فاهم ايه اللي بيحصل وعشان كده طلب من البنت إنها تخرج بره الشقة وماتدخلش إلا لما يطلب منها، بعدها بدأ استجواب الأب وعاد السؤال عليه تاني...
- بتقول ان انت اللي قتلتها، طب قتلتها ليه؟
- اه انا اللي قتلتها ولازم تصدقني وماتصدقش بنتي عشان هي بتكذب، بس انا هحكي لحضرتك الحكاية كلها من الأول.
طلع الظابط علبة سجايره و ولع سيجارة وبعدها قال للأب...
- احكيلي الحكاية من الأول.

- انا اتربيت في ملجأ أيتام، ماكنتش اعرف لي أب ولا أم، شوفت الذل بعنيا شهور وسنين لحد ما في يوم قررت عيلة انها تتبناني، كانوا ناس على قد حالهم بس طيبين عيشت معاهم أحلى ايام حياتي وبدأت حياة نضيفة، ابويا اللي رباني كان سواق على عربية لوري في سوق الخضار، لما كبرت شوية و عودي شد بدأ ياخدني معاه السوق كنت بحمل الطلبيات على العربية وبعدها نوصلها لحد ما تميت 18 سنة بدأ يسيبلي السواقة ويعرف معلمين السوق عليا، ساعتها بدأت أحوش فلوس وقررت إني هشتري عربية لنفسي بدل ما احنا شاغلين عند الناس، وفعلاً بعد كام سنة قدرت أشتري العربية في الوقت ده ابويا كان تعب ومابقاش قادر على الشغل، قولتله يرتاح وانا هشيله زي ما شالني، بقيت بشتغل بايديا وسناني عشان اعرف أوفر حق عربية تانية وفعلاً عملت كده وأسرع من المرة الأولى خصوصاً إن الفلوس اللي كان بياخدها صاحب العربية الأول بقيت بتدخل جيبي بعد ما العربية بقيت بتاعتي، في الوقت ده كان في بنت غلبانة بتوقف في السوق، كانت زي القمر عندها حوالي 18 سنة لفت نظري إنها واقفة في السوق بطولها ومعهاش حد، قولت لازم اعرف حكايتها، قربت منها وعرفت إنها وحيدة في الدنيا مالهاش أم ولا أب وعايشة مع خالتها بس جوزها راجل بخيل فاضطرت انها تنزل تشتغل عشان تصرف على نفسها، قصتها كانت شبه قصتي بالظبط، قصة يُتم وكفاح وشقى، اتعلقت بها وبقيت في وقت فراغي أقف معاها واساعدها في الشغل، عرفتها على المعلمين اللي بنقلهم شغلهم، ضمنتها عندهم وبدأوا يدوها شغل آجل وأجرتلها محل عشان توقف فيه بدل وقفة الفرشة، بدأت تجارتها تكبر وانا كمان شغلي كان بيكبر، علاقتنا اتطورت وقررت اتجوزها، بعد الجواز عشنا أحلى قصة حب كانت هي كل حياتي، دمجنا شغلنا مع بعض وبقى البيع والنقل من مكان واحد والمكسب بقى الدُبل، طبعاً انا منعتها من نزول الشغل بعد الجواز بفترة، وهي ماصدقت ترتاح من التعب اللي كانت عايشة فيه، بعد فترة لقيتها بتطلب مني ننقل لمستوى إجتماعي أعلى، نفذلها طلبها ونقلنا هنا، ربنا رزقنا بعدها بملك، قولت كويس عشان تسليها بدل ما هي قاعدة طول النهار لوحدها في البيت، والحياة مرت وكنا عايشين أسعد زوجين وبنتنا كانت مالية علينا حياتنا، لحد ما اتعرفت على واحدة قابلتها في كوافير وهي بتعمل شعرها، من يوم ما اتعرفت عليها ورجلها خدت على النوادي والسهر، بقت واحدة تانية ماعرفهاش، اتكلمت معاها بهدوء وطلبت منها تاخد بالها من البنت وتراعيها وانه ماينفعش كل يوم خروج وسهر، بس كان ردها إنها زهقت من العيشة زي الخدامين ومن حقها تعيش وتتمتع بفلوسها زي الناس، كبرت دماغي وقولت فترة وهتعدي، لحد ما في يوم حد كلمني وقالي "مراتك مقضياها في الكباريهات وانت نايم على وداتك" الدم غلي في عروقي بس ماكنش معايا حاجة اثبتها عليها، قررت أراقبها وفعلاً طلع كلامه صح لما راقبتها لقيتها كل يوم هي والست دي بيروحوا كباريه معين وكل مرة بيتعرفوا على شباب جديدة ويفضلوا يرقصوا لحد ما يروحوا، واجهتها وما أنكرتش بس قالتلي انها نزوة من الزهق ومش هتعمل كده تاني، اترجتني أسامحها عشان خاطر بنتها ماتعرفش حاجة، سامحتها فعلاً وقولت احافظ على البيت اللي تعبت سنين عشان ابنيه، قعدت فترة مابتخرجش وإن خرجت بتروح النادي تقعد مع البنت وترجع بدري، افتكرت إن حالها اتصلح وإني كنت صح لما اديتها الفرصة دي، لحد ما في يوم كنت قاعد مع معلم من المعلمين في مطعم بنتفق على شغل وساعتها شوفتها، كانت قاعدة مع واحد قد بنتها كانوا بيضحكوا ويهزروا كأنهم عرسان جُداد، طبعاً خوفت حد من اللي معايا يشوفها فطلبت منهم نقوم نقعد في مكان تاني بحجة إن المكان ده مش حلو، قررت أراقبها وساعتها عرفت إنها على علاقة بالشاب ده،  كان هاين عليا اقتلها ساعتها بس خوفي من الفضيحة وخوفي الأكبر على بنتي خلاني مسكت نفسي، قررت أواجهها وأكيد هتندم زي المرة اللي فاتت بس المرة دي هطلقها، لكن لما جيت اتكلم معاها اتفاجئت انها بتقولي بكل بجاحة...
- ايوا على علاقة به وبحبه، بيحسسني إني لسه ست مش خدامة عايشة تحت رجليك انت وبنتك، انت خدت زهرة شبابي ودفنتني بالحيا، ايه مش من حقي أحس إني بني آدمة مش من حقي أتمتع بشبابي وبعدين لو عايز تتطلقني طلقني انت أصلاً مابقتش نافع.
- ماحستش بنفسي ساعتها غير وانا بخنقها بايديا، قتلتها عشان اخلص من عارها، واحدة خاينة وكان لازم تموت.
- يعني انت قتلتها عشان عرفت إنها على علاقة بواحد تاني؟.. اومال بنتك ليه بتقول ان هي اللي قتلتها؟
- بتكدب، فاكرة إني مش هقدر أتحمل السجن، خايفة تخسرني.
- هيبان، هيبان مين فيكوا الصادق ومين الكداب، دلوقتي بقى استناني بره وابعتلي بنتك.
- صدقني يا باشا بنتي مالهاش ذنب ف حاجة.
- قولتلك هنعرف لما نخلص، اتفضل.
خرج الراجل ودخلت بعدها البنت وقعدت قدام الظابط وبدأ الإستجواب...
- بتقولي إن انتِ اللي قتلتيها، قتلتيها ليه و إزاي؟
- قتلتها عشان كانت ست خاينة.
- عرفتي ازاي انها ست خاينة؟
- هي كانت كل يوم بتخرج وتسهر بره، كنت بقول عادي مافيهاش حاجة، لحد ما في يوم واحدة من صحباتي قالتلي انها بتشوف أمي كتير مع واحد من الشلة، اتعصبت عليها وزعقت معايا لكن لقيتها بعتالي صورهم مع بعض وبتقولي انهم دايماً بيخرجوا ويسهروا سوا، راقبتها واتأكدت إن كلامي صاحبتي صح، بس كانت مجرد خروجات مش أكتر لحد ما في يوم شوفتها وهي طالعة معاه العمارة بتاعته، فضلت مستنياها لحد ما نزلت بعد ساعتين، شوفتها وهي مبسوطة وفرحانة و واقفة تضحك معاه قدام العمارة لما كان بيوصلها، ساعتها خرجت و وقفت قدامها، كنت متخيلة انها هتتفاجأ أو هتندم لما تشوفني لكن بالعكس لقيتها بتزعقلي ومستغربة اني براقبها، بعد كده خددتها كتير انها لو مارجعتش عن اللي هي بتعمله هقول لبابا واتفاجئت لما قالتلي وايه يعني ما تقوليله انتِ هتقرفيني انتِ وأبوكِ! ماكنتش عارفة أعمل ايه؟ خوفت على بابا من الفضيحة وفي نفس الوقت خوفت عليه لو عرف يجراله حاجة، بس النهاردة لما رجعت من الجامعة سمعتها وهي بتكلمه، كانت بتضحك معاه وبتقول كلام بشع جداً، حسيت بقذرتها وانها ماتستهلش تكون في حياة الراجل العظيم ده وماينفعش تكون أمي أساساً، دخلت المطبخ وفتحت باب أوضتها، فضلت مكملة المكالمة عادي وبعدها قولتلها...
- انتِ مش ناوية تبقي أم كويسة، مصممة تفضلي مبهدلانة معاكِ!
- انتِ ازاي تتكلمي معايا كده، امشي اطلعي بره.
- لا مش هطلع بره، انتِ اللي لازم تتطلعي بره البيت ده، انتِ ماتستهليش تكوني في بيت راجل محترم زي بابا ولا تستاهلي تكوني أمي.
- وانا مش عايزة اكون أمك ولا عايزة أكون مراته، انما لو على البيت فده بيتي.
- لا مش بيتك و لازم تسيبيه.
- وانتِ بقى اللي هتخليني اسيبه؟!
- ايوا انا اللي هطردك بره حياتنا خالص عشان انتِ ماتستهليش غير كده.
زقتني وهي بتحاول تخرجني بره الأوضة وبتقول...
- طب يلا يا شاطرة شوفي انتِ راحة فين.
زقيتها وانا بهجم عليها، حاولت تضربني، نيمتها على السرير وبدأت أخنقها بايدي، فضلت تشتم فيا وهي بتحاول تقاوم، كنت بضغط على رقبتها وانا مش شافه قدامي غير صورة ابويا، الراجل المحترم اللي ماعملش أي حاجة في حياته يستاهل عليها إن واحدة زي دي توسخ سمعته وشرفه، فوقت لقيتها قاطعة النفس. كان لازم تموت من أول مرة خانت أبويا فيها.
تم القبض على الاتنين لحد ما يطلع تقرير المعمل الجنائي وتقرير الطب الشرعي، في الأثناء دي اللي الاتنين تمسكوا بأقوالهم ولكن لما التقارير وصلت كانت المفاجأة، الأب والبنت الاتنين كانوا بيكذبوا، الطب الشرعي أكد إن عينة الجلد اللي تحت ظوافر الضحية لم تتطابق مع الأب أو الإبنة، كمان المعمل الجنائي أكد وجود بصمة غريبة مع بصمة الضحية على خزنة الفلوس اللي كانت موجودة في الأوضة، وبكده رواية الاتنين كدب وفي مجرم طليق بره، لكن كان المشتبه الوحيد فيه هو العشيق صديق بنتها، تم القبض عليه وفعلاً بصمته طابقت البصمة على خزنة الفلوس وكمان الحمض النووي بتاعه طابق الموجود تحت أظافر الضحية، الظابط طلب من الأب والبنت يكشفوا عن السبب اللي خلاهم يعملوا كده، اتكلم الأب وقال...
- وانا براقبها زي ما قولت لحضرتك عرفت إن بنتي هي كمان بتراقبها وشوفتها لما واجهِتها قدام عمارة الواد ده، يوم الحادثة رجعت البيت، أول ما دخلت أوضة النوم لقيتها مرمية على السرير وقاطعة النفس، خوفت تكون ملك هي اللي عملت كده، كلمتها بسرعة على التليفون ولما ماردتش خوفت تكون راحت تسلم نفسها، اتصلت بالبوليس بسرعة عشان لو فكرت تبلغ أكون سبقتها، هي مالهاش ذنب تدفع تمن قذراة أمها حتى لو كانت هي اللي قتلتها.
وجه الظابط سؤاله لملك...
- وانتِ عملتي كده ليه؟
- لما رجعت البيت لاقيت ابويا قاعد جنب الجثة وبيقولي إن هو اللي قتلها، قبل ما نتكلم حضراتكوا كنتوا وصلتوا، ساعتها قررت إني أنقذه هو مالوش ذنب يدفع تمن عملتها، كفاية عليه اللي شافه من الدنيا طول حياته، وانا كده كده اتفضحت وسط اصحابي ومابقاش ليا عين ارفع راسي في وش حد، يعني السجن أو الموت بالنسبة لي أرحم بكتير من العار اللي الإنسانة دي سابتهولي قبل ما تموت.

تمت بحمدالله

بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
 
التنقل السريع