القائمة الرئيسية

الصفحات

مجدي "غلطة العمر" قصص رعب

بقلم الكاتب: شادي إسماعيل


- استحملي شوية يا فوزية، هانت.

- مش قادرة يا مجدي، مش قادرة حاسة ان الواد هينزل دلوقتي.

- لا ينزل دلوقتي ايه! امسكي نفسك على ما نوصل المستشفى، خلاص كلها ربع ساعة.

- طب زود السرعة شوية، انا قولتلك اروح اقعد عند امي و أولد هناك، ياريتني ماسمعت كلامك يااخي، ياريتني ماسمعت كلامك.

- وهو يعني احنا كنا عارفين انك هتولدي دلوقتي! ما احنا حاسبين انك هتولدي الاسبوع الجاي، لكن ايه اللي يوديكي تقعدي عند امك قبلها باسبوعين.

- عشان ماولدش لوحدي زي دلوقتي يافالح، ركز في السواقة خليني اخلص، بدل ما انزلك ابنك في الدواسة هنا.

- لا دواسة ايه، امسكي نفسك انتِ عايزة الواد يطلع ميكانيكي.

- بتهزر، طبعًا ما انت مش حاسس باللي انا فيه.

- هاهاها، بحاول اهون عليكِ شوية، لحد ما نوصل.

- طب اخلص يا اخويا اخلص، آآآآآه.

وقف كجدي بالعربية قدام باب المستشفى ونزل بسرعة و هو بيصرخ في الريسيبشن...

- حد يجي يساعد معايا، مراتي بتولد.

جريوا اتنين ممرضات ناحيته بسرعة و واحدة منهم جابت كرسي وقعدتها عليه، بعدها جريوا بها على العمليات، انا مجدي ففرد الأمن مسكه من ايده وهو بيقوله...

- العربية يا استاذ ماينفعش تسيبها كده.

- هو ده وقته يا محترم؟!

- معلش بس عشان باب المستشفى.

بص مجدي على فوزية بصة أخيرة قبل ما تختفي في نهاية الطرقة، بعدها دخل العربية وهو بيقول للأمن بزهق...

- اديني هشيلك العربية اللي مضايقاك.

رد فرد الأمن بهدوء...

- شكرًا يا أستاذ.

بعد دقايق رجع مجدي جري ودخل من باب المستشفى، سأل الريسيبشن...

- لو سمحت الحالة اللي دخلت تولد دلوقتي راحت فين؟

- الدور التاني، رابع أوضة.

- تمام، شكرًا.

اتحرك بسرعة للدور التاني، وهناك دور على الأوضة الرابعة وكان مكتوب عل بابها "غرفة العمليات" سأل ممرضة من اللي قاعدين في الدور...

- لوسمحت، فيه واحدة دخلت تولد دلوقتي، هي في الأوضة دي مش كده؟

- اه، ربنا يطمنك عليها.

- يارب، شكرًا.

رجع وقف قدام باب الأوضة، فجأة لقى واحدة في الخمسين تقريبًا بتطبطب عليه وبتقوله...

- ماتقلقش، إن شاء الله هتقوم بالسلامة.

- ياريت.

- هي دي أول مرة؟

- اه وخايف عليها جدًا.

- لا ماتخافش رب الخير لا يأتي إلا بالخير، قول انت بس يارب.

- يارب.

- الا انت اسمك ايه؟

- مجدي.

- انا خالتك حسنية.

- اهلاً وسهلاً بحضرتك.

 في وسط كلامهم خرجت ممرضة من أوضة العمليات وكلمت الممرضة اللي كانت قاعدة وقالت...

- بسرعة يا جيهان، انزلي هاتي الأدوية دي.

خدت الست الورقة من الممرضة وهي بتقولها...

- هاتي يا حبيبتي انا هنزل اجيبها بسرعة واجي.

بصت لها الممرضة باستغراب، في الوقت اتكلم مجدي وقال...

- خلاص خلاص هننزل نجيب الروشتة ونيجي.

نزل مجدي ورا حسنية على السلم وهو بيقولها...

- مش عايزين نتعب حضرتك معانا، كنت خليتي الممرضة هي اللي تجيبها.

وقفت وبصت حواليها وبعدين قالت له...

- لو الممرضة نزلت هي جابتها هتحسبلك ابو عشرة بمية، لكن احنا نجيب حاجتنا بايدينا عشان ماحدش يضحك عليك.

كان بيبص لها وهو مستغرب طريقة كلامها وصيغة الجمع اللي بتتكلم بها، بس هي ماكنتش مدياله فرصة للتفكير أو الاعتراض وسألته سؤال مباغت وهو رايحين ناحية الصيدلية...

- هو انت جاي مع مراتك لوحدك يا مجدي؟

- اه للأسف، بس غلطتي انا، هي كانت عايزة تروح تقعد عند امها بس انا لو قولتلها خليكِ لحد ما ميعاد الولادة يقرب شوية، ماكنتش اعرف انها هتعملها بدري كده.

طبطبت على كتفه وهي بتقوله...

- ماتقلقش، اعتبرني زي أمك، انا مش هسيبك غير لما اطمن عليها، الا صحيح مراتك اسمها ايه؟

- فوزية.

- ربنا يقومهالك بالسلامة.

- يارب.

دخلوا الصيدلية، ساعتها فتحت حسنية الروشتة قدام الصيدلي وقالت له...

- هات الدوا ده بسرعة يابني.

جاب الصيدلي دوا وحاطه في شنطة وقالها...

- اتفضلي يا أمي، كده الحساب 100 جنيه.

فتحت حسنية البوك بتاعها عشان تخرج الفلوس، هنا اعترض مجدي وقالها...

- انتِ بتعملي ايه يا حاجة حسنية؟!.. عيب الكلام ده.

- ايه يابني اللي بتقوله ده انا مش قولتلك اعتبرني امك.

- ولو برضو يا حاجة، ماينفعش، اتفضل يا دكتور.

دفع مجدي الفلوس وخد حسنية وخرجوا من الصيدلية وساعتها قالت له...

- لما نطلع فوق لو حد من التمريض سألك مين دي قوله خالتي، عشان اقدر اتعامل معاهم براحتي، بدل ما ياكلوك.

- ياكلوني؟!

- طبعًا هيشوفوك راجل غلبان واقف بطولك هيلونوا عليك، وكل شوية واحدة فيهم هتنطلك وتطلب منك اشي مش عاف ايه واشي ايه، سيبهملي انا وركز انت مع فوزية وخلي بالك منها.

- ماشي اللي تشوفيه يا حاجة.

طلعوا فوق وساعتها راحت حسنية ناحية الممرضة اللي قاعدة على المكتب وقالت لها...

- خدي يا حبيبتي الدوا اللي زميلتك طلبته.

- حضرتك مين يا حاجة؟

- انا خالت مجدي، جوز فوزية اللي بتولد جوة، اندهي لزميلتك تاخد الدوا وياريت لو واحدة فيكم تتطمنا عليها.

- حاضر يا حاجة.

خدت الممرضة الشنطة ودخلت من الباب ومنه وقفت في الممر قدام باب اوضة العمليات وشاورت لزميلتها اللي خرجت وخدت منها الدوا ودخلت بسرعة، بعدها خرجت الممرضة تاني وساعتها سألتها حسنية...

- ها قالت لك؟

- بتقول إن حالتها مستقرة وقدامها شوية وتخلص إن شاء الله.

خرجت حسنية من بوكها عشرين جنيه وطبقتها في ايديها وبعدين ادتها للبنت وهي بتقولها...

- ربنا يطمنك يا حبيبتي، عقبال عوضك ان شاء الله.

بصت لها البنت بخجل وهي بتقولها...

- مالوش لزوم يا حاجة والله، تسلمي.

سابتهم بعدها ورجعت قعدت مكانها على المكتب تاني، في الوقت ده سألها مجدي باستغراب...

- ايه يا حاجة اللي بتعمليه ده؟

ضجكت قبل ما ترد عليه...

- ايه هو انا عملت حاجة، دي حاجة بسيطة عشان يهتموا بمراتك، وبعدين اعتبرها حلاوتي للمولود الجديد.

رد عليها مجدي بخجل.... 

- كتير والله اللي بتعمليه ده يا حاجة حسنية.

- لا كتير ولا حاجة، الايام دول والناس لبعضيها، انا هقف جنبك دلوقتي، انت هتقف جنبي بعدين، وان شاء الله معرفة خير.

- إن شاء الله، تقوم فوزية بس بالسلامة ولازم تيجي تشرفينا في البيت.

- أكيد يا حبيبي، نطمن عليها بس.

عدت نص ساعة والاتنين واقفين قدام باب العمليات والقلق باين عليهم، وحسنية كل شوية تروح للمرضة وتسألها عن الأخبار جوة العمليات، لحد ما في الأخر خرجت الممرضة التانية وهي بتضحك وبتقول لمجدي...

- مبروك جابت ولد زي القمر.

زعرطت حسنية وقتها وطلعت من بوكها خمسين جنيه وادتها للمرضة وهي بتقولها...

- ربنا يبشرك يا وش الخير، خدي يابت مش خسارة فيكِ.

في نفس اللحظة طلع مجدي خمسين جنيه تانية وادهالها وقالها...

- خدي دي كمان، خالتك حسنية مش أجدع مني.

خدت الممرضة الفلوس وهي فرحانة وسابتهم ورجعت للأوضة تاني.

بص مجدي لحسنية وهو طاير من السعادة وقالها...

- وشك حلو يا حاجة، الولد اللي كنت بتمناه جه أخيرًا.

- مبروك يا حبيبي، يتربى في عزك إن شاء الله.

بعد شوية خرجت الممرضة وهي بتجر الترولي وعليه فوزية، جري مجدي عليها و زق الترولي معاها، لحد ما طلعوا أوضة من الأوض، وبعدها سأل مجدي الممرضة وهي خارجة...

- هو الولد فين؟

- دكتور الاطفال هيكشف عليه وبعدها هنجيبه عشان تشوفه.

- تمام شكرًا.

خرجت الممرضة، وفي نفس اللحطة دخلت حسنية وعي مبتسمة وقالت لمجدي...

- حمدالله على سلامتهم.

- الله يسلمك يا حاجة حسنية.

بصت على فوزية وهي بتقوله بابتسامة...

- مراتك زي القمر، ربنا يهنيكوا ببعض وبابنكوا.

- ربنا يخليكِ يارب.

- انا جيت اقولك اني ماشية بقى مش عايز حاجة؟

- مش تستني لما تشوفي الولد الأول؟

- هبقى اجي اشوفه في بيتكوا ان شاء الله ولا انت مش ناوي تعزمني زي ما قولت؟

- لا ازاي، استني.

كتب لها العنوان في ورقة وقالها وهي بيناولها الورقة...

- ده عنواننا هستناكِ في السبوع الجمعة الجاية، بس إوعي ماتجيش.

- لا ازاي، هاجي بإذن الله، يلا مع السلامة، وابقى سلملي على فوزية لما تفوق لحد ما اشوفها يوم السبوع.

- الله يسلمك يارب.

خرجت حسنية من الأوضة وبعدها قعد مجدي جنب فوزية، لحد ما جت الممرضة بعد نص وسألته...

- عايزين الولد عشان دكتور الاطفال وصى على دوا لازم ياخده.

بصلها مجدي باستغراب وقالها...

- واد ايه؟!.. ما الواد معاكوا ماحدش جابه.

- ماحدش جابه ازاي؟.. انا مدياه للحاجة حسنية خالتك.

- خالتي مين؟!

- اللي كانت معاك، قابلتني عند باب الحضانة بعد ما الدكتور كشف على الواد وقالت لي انها عايزة تشوفه وهتوريهولك وانا اجي اخده منكوا كمان شوية.

- نهارك اسود، دي مش خالتي وماجبتش الواد.

- يا نهار أسود مش خالتك.

خرجت الممرضة تجري وبلغوا البوليس، لكن للأسف لعدم وجود كاميرات مراقبة في الفترة دي فكان العثور عليها شئ صعب ومرت أيام وشهور ومجدي ومراته عايشين في حزن شديد، لحد مافي يوم لقى مجدي استدعاء من القسم ولما راح الظابط بلغه انه تم القبض على ست بتتاجر في الاطفال بنفس المواصفات، تم عرضها عليه وفعلاً اتعرف عليها، اعترفت انها باعت الطفل لعيلة غنية وقبضت قصاده 5000 جنيه، ارشدت عن مكان العيلة وقدرت الشرطة انها ترجع لمجدي ابنه، اما حسنية اللي اسمها الحقيقي عدلات فدخلت السجن.

اوعى تآمن لأي شخص مهما كان يبان طيب وبرئ لانك ماتعرفش النفوس مخبية ايه.


تمت بحمدالله


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

التنقل السريع