بقلم الكاتبة: ليزا زغلول
أنا كنت نايمة بعد العصر شوية في أمان الله، ومرة واحدة حسيت ان في حاجة كاتمة علي نفسي وبتضغط علي بطني جامد، فتحت عيني وأنا خايفة لا يحصل لولادي اللي في بطني حاجة، الوقت كان باين انه اتأخر لأن الدنيا كانت ضلمة أوي ومش شايفه حاجة حواليا ولا قادرة اتحرك من السرير، بس كنت حاسه بنفس بارد بيخبط في وشي، وكان في حاجة مثبتاني علي السرير، الضغط علي بطني بيزيد والالم كمان بيزيد معاه، سمعت صوت عيل بيعيط، كان صوته قريب أوي من ودني، وحسيت ان الضغط اللي كان علي بطني بيخف واحده واحدة وفجأة باب الاوضة اتفتح، ودخل منه نور الصالة اللي كان شغال، فشوفت واحده ست خارج من الاوضة، كانت شايلة عيل صغير بيصرخ، ناديت عليها بصوت مبحوح وتعبان...
- يا ست انت يا ست ابن مين اللي معاكي ده استني هنا ، لفت وشها وبصتلي هي كانت نفس الست اللي شوفتها في السيد البدوي بس كانت.....
******
- يا دكتورة الست اللي بيقولوا ان الجن خطف عيالها بره.
- نعم! ودي جيالي ليه؟
- مش عارفة هي قطعت كشف وقعدت تستني دورها.
حاولت اتمالك أعصابي وقولتلها...
- خلاص دخليها في دورها عادي لما نشوف عايزة ايه!
- بس الناس اللي كانت موجودة اصلا في العيادة اول ما الست دي جت وقطعت كشف وقعدت؛ فيهم اللي مشي بسرعة من غير ما ياخد فلوس كشفه وفيهم اللي خد الفلوس ومشي وقالوا مش كاشفين النهاردة، كلهم طفشوا وخافوا منها، متأكدة انك عيزاني ادخلهالك يا دكتورة؟
- بطلي رغي يا منار ودخليها بلاش جهل وعبط.
- حاضر يا دكتورة.
بعد دقيقة دخلت واحدة شكلها في نص العشرينات لابسه عباية سوده وطرحه ملفوفة بشكل عشوائي وكان في ايدها ظرف اشعة، ابتسمتلها وطلبت منها تقعد، خدت نفس عميق وقولتلها....
- بتشتكي من ايه؟ خير؟
- أنتِ أكيد سمعتي عني يا دكتورة.
- هو انتِ في حد في البلد ما يعرفش حكايتك؟
- طيب انا هحكيهالك من الاول عشان في تفاصيل كتير ماحدش يعرفها غيري.
- طيب اتفضلي أنا سمعاكي.
- أنا اسمي نادية، نادية ابراهيم؛ من عزبة جنب البلد هنا، عندي ٢٤ سنة ماكملتش تعليم، اهلي قعدوني بالثانوية مع ان مجموعي كان كبير بس الناس هنا بيفكروا في ستر البنات لانه افيد من تعليمهم، المهم عشان ماطولش عليكي يا ست الدكتورة اتخطبت واتجوزت في وقت قصير تقريبا في خلال ست شهور، وبعد الجواز بشهر بدأت أحس ان نظرات بيت اهل جوزي ليا اتغيرت، كنت بسمع همسهم عليا اللي مع الوقت بقي كلام بيتقال ببجاحة في وشي، كل شهر كنت بسمع كلام يسم البدن، لحد ما مرة روحت بيت ابويا وطلبت منه يوديني للدكتور عشان حسن جوزي علي قد حاله ومش حمل انه يوديني لدكاتره ويصرف علي كشف وعلاح، امي بعدها بكام يوم خدتني وأصرت ان حماتي تيجي معانا وروحنا لدكتورة كبيرة في البلد هنا، وبعد ما كشفت عليا قالتلهم اني كويسه ومافيش عندي اي حاجة تمنعني من الخلفة، من يومها حماتي وشها بقي في الارض وفضلت تزن علي حسن عشان يروح يكشف هو كمان، وبعد كام يوم راح كشف وطلع هو كمان سليم مافيهوش حاجة، ساعتها الدكتورة قالتلها ان تأخر الحمل ده مسألة وقت وربنا هيرزقنا بي نصبر، حماتي ما سمعتش كلام الدكتورة، وفضلت تزن علي حسن، وبقيت ماشية من دكتور لدكتور زي الشوخشيخة في ايدها، خدت كمية ادوية جابت اجل معدتي لحد ما حلفتلهم اني مش هاخد اي علاج تاني، فحماتي قررت تمشي في طريق الشيوخ والحجبه، كنت بلاقي ورق شكله غريب مطبق علي شكل مثلثات وأوقات مربعات، محطوط تحت المخدات على سريري وبين المراتب وفي هدومي، الاول لما قولت لحسن وواجها بأنها بتعمل كده انكرت، وبعد كده لما راح الشغل اعترفتلب عادي ببجاحة ان هي عامله ده عشان مصلحتي، وفضلت تزن عليا عشان اروح معاها للناس اللي بتروحلهم بس انا رفضت، فلقيتها بتلمحلي انها لما حسن يرجع من الشغل هتشوفله عروسه وتجوزه عشان تفرح بعياله، كسرت قلبي مع انها عارفة اني مافيش عندي سبب يمنعني من الخلفه، سيبتلها البيت ورحت عند ابويا، قعدت أسبوع هناك لحد ما حسن رجع من السفر وجه لأبويا يشتكيله اني سيبت أمه في البيت لوحدها، ساعتها بس واجهته بكل حاجة وقولتله...
- أنا عارفة ان مامتك هي اللي بتعملنا الاحجبة وبتحطها في الشقة وبتروح لشيوخ ودجالين، انا تعبت من اللف علي الدكاترة ومابقاش فيا حيل، كل الدكاترة اجمعوا ان مافيش عندي اي عيب، تيجي امك فب الاخر تقولي هجوزه!
- انت عارفة ان اي ام بتعوز تشوف عيال ابنها وتشيلهم وتفرح بيهم.
- وانا كمان نفسي اشيل عيالي وافرح بيهم بس هعمل ايه هعترض علي حكمة ربنا؟
- لا ان شاء الله ربنا هيكرمنا سوا.
اتصالحنا ورجعت معاه البيت وبعدها بكام يوم علي غير العادة لقيت حماتي عملالنا الفطار وداخله بيه علنا الشقة، كان حسن لسه هنا مسافرش، هو شغال عامل مع مقاول بيسافر ١٥ يوم وبيفضل معانا الـ ١٥ يوم التانين، قعدت فطرت معانا وبعدين طلبت من حسن اننا نروح معاها طنطا نزور السيد البدوي وناخد بركاته، وشي اتقلب ساعتها لاني عارفة الدخلة دي، بس حسن ريح دماغه وقالها حاضر من غير ما ياخد رأي ولا كلف نفسه وبص في وشي حتى، وتاني يوم الفجر كانت بتصحينا نلبس عشان نسافر ونكون في مقام السيد البدوي بدري قبل الزحمة، خدنا في الطريق حوالي ٣ ساعات ونص، لما وصلنا طنطا كنت خلاص تعبت وفرهدت من الطريق، ومش قادرة اقف علي رجليا، كنت عطشانه وبتلفت حواليا علي اي مكان اشرب منه مايه وهي فضلت تلف بينا حوالين المقام لحد ما خبطت غصب عني في واحدة ست ولما رفعت وشي عشان اعتذرلها طبطبت عليا ومدت ايدها ليا بإزازة مايه وقالتلي...
- ربنا يجبرك.
هدت منها المايه وفتحتها عشان أشرب لأني كنت عطشانه اوي ولما جيت اشكرها بعد ما شربت وشبعت مالقتهاش، بصيت حواليا وسألت حسن وحماتي ووصفتلهن الست، قالوا انهم ماشفوهاش ولا حد اداني مايه، بس الغريبة ان ازازة المايه كانت في ايدي، حطيتها في شنطتي وكملت معاهم لحد ما خلصنا وروحنا البيت، يومها كنت حاسه اني مرتاحة ومبسوطة من جوايا وطلبت من حماتي تبقي توديني تاني هناك.. بعدها بكام يوم حسن سافر وروحت بيت أبويا اقعد هناك كام يوم عشان اخواتي وحشوني، اول ما ستي شافتني نادت عليا وقالتلي...
- اومال يا بت يا ناديه انت وشك منور كده ليه؟
- مافيش حاجة والله يا ستي.
- عليا بردو! ده في وفي وفي كمان.
- في ايه؟
- في خير باين في وشك.
- حكيتلها اللي حصل معايا عند السيد البدوي فبصتلي وضحكت وقالتلي مش قولتلك...
- وشك منور، اللي شربتيه ده الخير هيجي عليه.
- يعني ايه؟
- ربنا هيطعمك قريب وتشوفي خيره وفرجه.
هي مارضتش توضح حاجة بس قلبي كان حاسس انها بتتكلم علي الخلفه والعيال فمفتحتش في الموضوع معاها عشان ماتعشمش علي الفاضي وقلبي يوجعني كالعادة.
قعدت في بيت أبويا يومين وروحت شقتي في التالت، حماتي بدأت تلاحظ اني متغيرة وسألتني لو في حاجة مضيقاني بس انا طمنتها اني كويسة، الأيام عدت بسرعة وحسن رجع، كنت في الفترة دي قاطعة الاكل ماليش نفس لأي حاجة وكنت بنام كتير، لما رجع كان لسه قابض مرتبه فوداني للدكتور اللي بشرنا وقاله...
- مبروك المدام حامل.
كانوا تلت كلمات بس اسعد تلت كلمات سمعتهم في حياتي؛ كنت طابرة من الفرحة ومبسوطة جدا، رجعنا الببت وبشرت اهلي وحماتي؛ الكل فرحلنا اوي وحماتي قالت...
- دي بركات السيد البدوي يا نادية.
ماكنتش مؤمنة باللي بتقوله ولا بصدق فيه، بس ساعتها مافرقش معايا أي حاجة غير سعادتي، الايام عدت، كنت كل فين وفين لما اروح للدكتورة اتابع الحمل عشان المصاريف ماتبقاش كتيرة علي حسن في أول مرة روحتلها قالتلي ان الحمل كويس، وبعد شهر ونص عرفت اني حامل في اتنين وفي الخامس عرفت انهم ولد وبنت، كنت ممشياها بالبركة لا بحسب ولا بعد، ده حتى احنا اختارنا اسامي العيال في مرة قبل حسن ما يسافر وقولنا هنسمي خديجة وعمر، حماتي كانت دايما تقولي صلي وادعي للسيد البدوي، حملك كرامة من كراماته في يوم حسن ماكنش موجود اتعصبت عليها عشان قالتلي كلامها اللي زي السم ده وسيبتها ودخلت الاوضة، فضلت طول الليل أحلم بكوابيس واصحي من النوم مخضوضة، كنت واقفة في مكان ضلمة والدنيا حواليا برد، سامعه صوت حد بيقولي...
- أنت مش وش نعمة يا نادية.
حسيت ان في حد واقف ورايا وفجأة زقني علي وشي فـ...
******
قومت من النوم مفزوعة مش قادرة اخد نفسي؛ حطيت ايدي علي بطني وقولت..
- الحمد لله يا رب استرها معايا وخليها تكمل علي خير.
لمحت ضل حد واقف قدام باب الاوضة كان باين من تحت عقب الباب، اتسحبت علي طراطيف صوابعي لحد ما وصلت للباب ومسكت الكالون ودورته فجأة وفتحت باب الاوضة لقيت حماتي واقفة قدامي فقولتلها...
- خير في حاجة؟
- انت كويسة يا بنتي؟
- اه كويسه، خير؟
- انا كنت جاية اطمن عليكي عشان سمعتك بتصرخي كذا مرة ولما دخلت اصحيكي عشان تتعشي معايا قولتيلي مش عايزة اكل ونمتي.
- دخلتي صحيتيني؟ ده امتي ده؟
- بعد العشا بشوية.
- مش فاكرة، انا طول الليل بحلم بكوابيس مخليناني انام واقوم كل شوية.
- أحضرلك حاجة تاكليها؟
- ماشي ماشي.
سابتني ومشيت وانا دخلت قعدت علي حرف السرير وكنت بسأل نفسي هو أنا اللي بيحصلي ده بسبب تريقتي علي كرامات سيد البدوي ولا ايه، بصراحة بدأت اخاف من الموضوع ده، لما كنت ببقي قاعدة لوحدي بحس ان حد بينادي عليا وبشوف حاجات ماشيه قدامي ماحدش كان بيشوف ولا بيسمع حاجة غيري، حكيت لحماتي وقالتلي...
- احنا لازم نروح لحد يعملك حجاب عشان حملك ده يكمل علي خير.
- بس انا مش...
- مابسش اسمعي الكلام هو انا هضرك يا بنتي؟
- لا يا حماتي، حاضر هروح معاكي.
كان فاضل كام يوم وحسن يرجع فقولتلها مستناه صممت اننا نروح علي طول وما نتأخرش وفعلا يومها روحنا لواحد اسمه شهاب بيعمل اعمال وبيفك السحر، كان قدام بيته طوابير، وناس كتيرة بتشكر فيه، حسيت بالراحة شوية
لما سمعت انه بيفك الاعمال بالقرآن وبيعمل الحجاب بالاسم الاعظم، دخلت وانا مطمنه، كانت اوضة عادية والراجل قاعد علي الارض وقدامه بخور وفي ايده سبحه، اول ما شاف وشي قالي...
- اقعدي يا بنت فادية.
- أنت عرفت اسم امي منين؟
- انا اعرف كل حاجة حتي اللي مخفية جوه النفوس.
اتكلمت حماتي وقالتله...
- طيب شوف ايه اللي فيها دي حملت بعد غلب ولف كتير.
- انا عارف كل حاجة ماتقلقيش.
مد ايد بحجاب مطبق وقال....
- ده هتحطيه تحت مخدتك سبع ايام وبعدها تحطي الحجاب ده في كوباية مايه وتسيبيه من الصبح للعصر وبعدها تشربي شوية من المايه اللي الحجاب منقوع فيها وترمي بقية المايه بالحجاب في نهر جاري... كل اللي بتشوفيه وبتسمعيه ساعتها هيروح ومش هيرجع.
- بس كده؟
- ماتقلقيش حملك هيتم علي خير.
حماتي مدت ايدها وخدت الحجاب وطلعت من شنطتها فلوس وحطتها في ايد شهاب وبعدها هز راسه وقال....
- لو في حاجة انا في خدمتكم دايما وبابي مفتوح.
حماتي شكرته وقومنا مشينا، طلعنا علي بيت ابويا اتغدينا هناك وسهرنا واخويا روحنا انا وحماتي بالليل.
تاني يوم كان حسن رجع من الشغل وحماتي حلفتني ماحكيلوش اللي حصل، نفذت كل اللي شهاب ده قال عليه ومن ساعة ما شربت المايه اللي كان فيها الحجاب بطني بقت توجعني، كنت حاسة ان في سكاكين بتقطع فيها والوجع بقي بيزيد عليا، حماتي راحت ترمي الحجاب بالمايه، وحسن كان قاعد في الصالة، سيبته ودخلت أرتاح شوية في الاوضة بعد ما صليت العصر، نمت من كتر التعب، ومرة واحدة حسيت ان في حاجة كاتمة علي نفسي وبتضغط علي بطني جامد، فتحت عيني بفزع وأنا خايفة ليحصلي حاجة، كنت سامعة صوت ستات بتتكلم، بس كان كلام غريب مافهمتش منه كلمة، الوقت كان باين انه اتأخر لأن الدنيا كانت ضلمة أوي والشباك اللي في الاوضة مش مدخل أبي نور، ماكنتش شايفه حاجة حواليا ولا قادرة اتحرك حتيى، بس في نفس الوقت كنت حاسه بنفس بارد بيخبط في وشي، وان في حاجة مثبتاني علي السرير، الضغط علي بطني كان بيزيد والالم كمان بيزيد معاه، ومرة واحدة صوت الستات اختفي وسمعت صوت عياط طفل صغير قريب أوي من ودني، وحست ان الالم اللي كان في بطني بيخف وبيهدى واحده واحدة، وفجأة باب الاوضة اتفتح، نور الصالة كشف اللي كان خارج من الباب، كانت واحدة ست وشايلة عيل صغير بيصرخ، ناديت عليها بصوت مبحوح وتعبان...
-يا ست انت يا ست ياللي واخده العيل ده.
لفت وشها وبصتلي هي كانت نفس الست اللي شوفتها في السيد البدوي بس كانت عينيها فاضية ووشها مشوه، كأن حد دلق عليها مايه نار، قالتلي بصوت تخين ومرعب...
- ايه هتطمعي؟ دي قسمة العدل، واحد ليكي واحد لينا.
- واحد مين؟ انت بتقسمي في عيالي يا مجرمة، لا مستحيل مستحيل اسيبلك ابني.... لاااااا
- مش بمزاجك.
- يعني ايه؟
ضحكت ومشيت من غير ما ترد عليا، فضلت اثرخ وانادي عليها وعلي حسن وحماتي لكن...
******
قومت من النوم مفزوعة وانا بصرخ وبقول لاااا، حماتي وحسن دخلوا الاوضة جري علي صوتي، كنت بنهج مش قادرة اخد نفس، حسن كان واقف مذهول مش عارف ايه اللي بيحصل اما حماتي فقعدت جنبي علي السرير وفضلت تقرالي قرآن وترقيني، لما هديت حكيتلهم اللي شوفته في الحلم، وفضلت اتحايل علي حسن وامه يودوني للدكتور عشان اطمن، حين وافف واداني فلوس وطلب من امه تروح معايا للدكتورة بكره عشان اطمن، بس هي حسن صعب عليها وقالتله...
خلي فلوسك معاك يا ابني انا هتصرف واوديها للدكتور، انا دلوقتي في السابع، ما روحتش للدكتور من اول الحمل غير مرتين عشان ظروف حسن، ماقدرش اجي عليه هو شايف اني طالما مافيش حاجة تعباني يبقي مالهاش لزمه اروح للدكتور، فضلت طول اليوم صاحية خايفة عيني تغمض، اشوف نفس الكابوس تاني وطول النهار فضلت قعده في السرير ماليش نفس لا اكل ولا اشرب ولا حتي اقوم منه؛ لحد ما ام حسن دخلت عليا وقالتلي...
- يلا قومي البسي عشان هنروح للدكتور نطمن عليكي وعلي العيال، انا اتصرفت وهعملك الاشاعه اللي معرفش اسمها ايه دي اللي بتبين لو عندهم مشاكل لا قدر الله عشان ترتاحي وتعدي الايام اللي فاضله علي خير.
- ربنا يخليكي لينا يا حماتي.
- قومي يلا عشان نلحق ننزل مع حسن البلد؛ بدل ما نروح لوحدنا.
- ثواني واكون جاهزة.
وصلنا عند الدكتور، حسن وصلنا وراح يقعد مع صاحبه علي القهوة لحد ما نخلصوا، ماعرفش حاجة جوايا كانت خايفة وبتتنفض؛ كاني أول مرة ادخل لدكتور واكشف، لما طلعنا العيادة لقينا الدكتورة مش موجودة عشان عندها حالة وفاة، لفينا وكنا هنمشي لكن الممرضة وقفتنا وقالت...
-في دكتورة مكانها كويسه ممكن تبص عليها لو في حاجة مستعجلة.
حماتي بصتلها وقالتلها...
-لا يا بنتي هنجيلها في وقت تاني.
بصيت لحماتي وشديت علي ايدها جامد فبصتلي وبعدين قالت للممرضة باستسلام...
-امرنا لله هندخلها وخلاص.
دفعنا الكشف ودخلنا للدكتورة وبدأت تكشف عليا ولما خلصت قالتلي...
-الحمد لله الحمل ماشي تمام وبخير بس هنكتب شوية فيتامينات عشان نمو البنوته متأخر حبتين.
هزيت براسي وسكت لكن حماتي قالتلها..
-طيب والولد؟ طمنينا علي صحته؟
الدكتورة بصت باستغراب وقالت...
- ولد مين يا حجة؟
- الولد اللي في بطنها!
- دي حامل في بنت يا حجة.
- ايوه يا ست الدكتورة، حامل في بنت وولد.
- لا بنت بس.
- ازاي ده يا دكتورة دي كانت حامل في بنت وولد وعامله اشعة وباين فيها الكلام ده.
كل اللي عملته اني فضلت اعيط والطم واقرحةخ واقولهم....
-خدوا الولد مني، خدوا الولد مني.
ماكنتش قادرة اهدي، كل اللي شوفته كان حقيقة، الست خدت الولد مني، خدت عمر اللي لسه لا شوفته ولا شميت ريحته، حماتي فضلت تهديني والدكتوره كشفت عليا مرة تانية وعملتلي فحص وفي الاخر بردة النتيجة كانت حامل في بنت ومافيش غيرها في بطني، ماكنتش مستوعبه اللي بيحصل ولا حاسه بالدنيا من حواليا، نزلنا من العيادة وحماتي كانت سنداني، وحسن جه وروحوني البيت وقفت علي الباب وفضلت اصرخ واقولهم....
-مش عايزه ادخل البيت ده روحوني عند ابويا.
اخر ما حسن غلب معايا كلم ابويا اللي جه وكان محتار معايا هو كمان وماحدش كان فاهم مني حاجة من كتر ما انا بعيط ومنهارة لحد ما حسيت ان روحي فجأة بتنسحب مني فغمضت عينيا وانا بدعي علي الست اللي خدت ابني مني وكانت السبب في كل اللي أنا فيه.
******
كنت قاعدة في مكان واسع وكله حاجات متكركبه ومكسره بس كنت سامعه صوت عيل بيصرخ ، فضلت ادور عليه وألف هنا وهنا وانادي بصوت عالي...
ده عمر ابني أكيد، يا عمر أنت فين يا عمر.
فجأة ظهر قدامي تعبان كبير كان باصص علي الارض علي حاجة بتتحرك، خدت بالي ان هو ده الطفل اللي بيعيط، فطلعت اجري عليه وخدته في حضني بس التعبان لدغني في رجلي الشمال، الوجع اللي كان.....
******
فيها فظيع، قومت وانا بصرخ من الوجع، بصيت علي رجلي لقيتها متعورة، بابا مسكني من ايديا وحاول يهديني ويخليني انام، كان هو وحسن وحماتي واقفين حواليا ومعاهم شهاب اللي كان ماسك حاجة وبيكوي بيها رجلي الشمال، ماكنتش فاهمة ايه اللي بيحصل،فبثيت لبابا وقولتله....
-بابا هو بيعمل ايه يا بابا؟ انا رجليا بتوجعني اوي، ارجوك خليه يسيب رجلي.
بابا قالي...
-غمضي عنيكي واستحملي شوية.
بس أنا ماكنتش قادرة استحمل الوجع ده خالص، فبصيت لحسن وقولتله....
-حسن اللي يخليك خليه يسيبني، انا رجلي بتوجعني هو بيكويني ليه؟
-نامي يا نادية، نامي ولما تصحي هتبقي كويسة احنا كلنا جنبك مش هنسيبك.
-نامي يا بنتي ومتفكريش في حاجة،
كلهم اتكاتروا عليا وكتفوني وكتموا صوتي عشان ماصرخش بس شهاب فضل يكويني نفس المكان، كنت حاسه ان في كهربا ماشيه في جسمي بتخليني اتنفض كل شوية.
كان نفسي كل ده يطلع كابوس، بس اول ما شهاب خلص وخرج، بابا وحسن وحماتي خرجوا وسابوني، وبعدها بشوية ماما دخلت عليا لقيتني مفطومه من العياط...
-مالك يا ناهد؟ في ايه يا بنتي؟ انت كويسة؟
-هيفرق معاكي يا امي؟
-مالك يا بنتي بس؟
-بنتك هو انا لو بنتك كنتي سيبتيهم يعملوا اللي عملوه ده فيا!
-هما مين وعملوا ايه؟
-بابا وحسن وحماتي جابوا النصاب اللي اسمه شهاب ده وكواني في رجلي، كنت بموت من الوجع قدامه، اتحايلت عليه عشان يخليه يسيبني لكن هو خلاه يكمل.
-بس ابوكي في الشغل يا بنتي ليه ما رجعش وحسن سافر النهارده الصبح، جه بص عليكي قبل ما يمشي وحماتك في بيتها ماجتش.
-نعم انتوا عاوزين تجننوني صح؟ بقولك كانوا هنا، كانوا هنا ومعاهم شهاب.
-يا بنتي يا حبيبتي اهدي، انا هتصل بـ ابوكي عشان تتأكدي.
جابت تليفونها وكلمته وفتحت الاسبيكر وسمعته بوداني وهو بيقولها انه ماطلعش من الشغل لسه فقفلت معاه التليفون وبصتلي بقلة حيلة وقالتلي...
-سمعتي! ابوكي مستحيل يسمح لحاجة تأذيكي يا نادية.
-طيب والعلامة اللي في رجلي دي؟
-هي فين يا بنتي؟
-دي يا أمي دي ايه كمان مش شيفاها!
-انا هخرج ولما ابوكي يرجع يشوفلك صرفة فاللي انتي بقيتي فيه ده.
خرجت من الاوضة وقفلت الباب وراها وانا قعدت علي السرير مكاني اعيط، ماكنتش عارفه بجد ايه اللي بيحصل ولا فاهمة حاجة، لحد ما حطيت ايدي علي بطني، وبدأت اكلمها، هي اللي فاضلة، هي اللي عارفة ان كان في ولد موجود معاها في بطني والجن خده، ده اخوها اكيد حاسه بيه، باب الاوضة خبط فزعفت بعصبية وقولت....
-مش عايزه اشوف حد، ماحدش يدخل عليا، خلوني انا وبنتي لوحدنا.
الباب اتفتح فرفعت راسي بغيظ وقبل ما انطق لقيت حماتي واقفة علي الباب وبتقولي...
-ده انا يا نادية.
-عايزة ايه مش انتي زيهم مش مصدقاني؟
-بالعكس يا بنتي، انا كنت بشوف طريقة اساعدك بيها.
-شهاب بتاعك ده نصاب ودجال من اول ما شربت المايه بتاعة الحجاب وانا ماشوفتش يوم عدل.
-اهدي بس واسمعيني.
-مش عايزة اسمعك.
-صدقيني المرة دي وبس انا مش هأذي عيال ابني، خلينا نجرب نرجع الولد.
-هنرجعه من الجن اللي خدوه.
-سيدي وسيدك هيجبرهم يرجعوه بس لازم...
-لازم ايه؟
-لازم نعمل زار وندبح وتتوضي بدم الدبيحة.
-وابني هيرجعلي وقتها؟
-ايوه يا بنتي.
-ماشي يا حماتي انا هعمل كل اللي هتقولي عليه.
-بس في مشكله.
-مشكلة ايه؟
-احنا يا بنتي علي قدنا معناش نجيب دبيحه؛ ولا حتي ابوكي هيقدر يدفع تمنها.
-هبيع دهبي، بس اهم حاجة ضنايا يرجعلي ويتربي في حضني.
-خلاص طالما كده بكره ننزل نبيعه ونجيب الدبيحه ونوديها للشيخ.
-ماشي يا حماتي.
فضلت قاعدة معايا شوية وقبل ما تمشي طلبت منها تخلي موضوع بيع الدهب والزار ده بيني وبينها، عشان أهلي ما يعترضوش وكده.
تاني يوم الصبح طلبت من ابويا يروحني شقتي، قبل ما يطلع على شغله، وصلني فعلا ومشي، كانت حماتي قاعدة مستنياني، دخلت جبت الدهب بتاعي ووقفنا توكتوك وروحنا لواحد معرفتها، اشترالنا الدبيحة ووصلها لينا علي بيت الشيخ شهاب، اللي كان مستني، دخلنا البيت وقفل الباب ورانا وطلب مننا نمشي وراه؛ مادخلش علي الاوضة اللي دخلناها قبل كده، لا ده فضل ماشي ومكمل لحد ما وصل لحته واسعة كبيرة مافيهاش حاجة، شاور للولد اللي شغال عنده فجاب الدبيحة، ومرة وحده مسك السكينة وفضل يهوشها بيها وفي الاخر غرز اسكينه في رقبتها وشدها ببرود كأنه مش بني ادم ولا متأثر بمنظر الدم، من الليش شوفته ماحستش بالدنيا من حوالي واغمي عليا، كنت صوت حماتي وهي بتنادي عليا بس كنت دايخة ومصدعة مش قادرة ارفع دماغي؛ بعدها بشوية بدأت افوق، كانوا جمعوا دم في جردل، وشهاب طلب مني اتوضي بيه، بصيت لحماتي وبعدين بصيت لشهاب وغمضت عينيا، لو ده اللي هيرجعلي ابني هعمله، بدأت اتوضا بالدم فعلا، كنت حاسه اني قرفانة من نفسي اوي، لما خلصت، شاور لاتنين كانوا واقفين بعيد فقربوا ومسكوا الجردل اللي كان فاضل فيه شوية دم ودلقوه كله فوقي.. شهقت من الخضة وحسيت ان روحي هتخرج من جسمي، والدنيا ضلمت في عينيا، كنت حاسه بألم فظيع في جسمي كله، تنميل وحرقان، كنت بتنفض مع ان الجو مش برد وفجأة أغمي عليا، كنت في نفس المكان اللي شهاب دبح فيه، شوفت طفل صغير بيصرخ وغرقان كله ده، جريت عليه وحاولت اشيله بس ماقدرتش، كانت في حاجة منعاني من اني اوصله وفجأ الجو قلب وبقي حر وصهد أوي وفي ريحة دخان كتير في المكان، حاولت انقذ الولد بس ما قدرتش فسيبته وخدت نفسي وجريت فضلت اجري.. اجري ماكنتش عارفه انا رايحة فين لحد ما اتكعبلت ووقعت وبصيت حواليا لقيت...
صحيت من النوم مخضوضة، ماحستش بالوقت اللي عدي، كنت مفكره اني لسه في الحوش بتاع شهاب، بس لما فتحت عيني كنت في اوضتي وعلي سريري ومافيش اي دم عليا، بصيت لحماتي اللي جرت عليا وقالتلي....
-بركة أنك بخير يا بنتي الحمد لله.
-عايزة اروح للدكتورة عشان اطمن.
-لما ترتاحي هنروح.
-لا انا عايزة اروح دلوقتي.
-يا بنتي اسمعي الكلام لما ترتاحي هنروح.
سابتني وخرجت عشان تحضر الاكل، اول ما راحت تجيب الطلبات لبست ونزلت روحت الوحدة الصحية اللي عندنا في العزبة، كنت عايزة اطمن علي ابني، بس الدكتورة اللي هناك صدمتني لما قالتلي اني مش حامل اصلا....
رجليا ماكنتش شيلاني، سيبت الدكتورة بتتكلم وخوجت مشيت في الشارع اكلم نفسي، مافوقتش غير وانا في وسط المقابر، فضلت اصرخ والطم واعيط لحد ما روحي واحت ووقعت من طولي، لما سمعت اذان المغرب قومت من مكاني ومشيت ناحية الدار كنت بجر نفسي لاني مش قادرة امشي من كتر التعب وصلت البيت ودخلت شقتي من غير ما اعدي علي حماتي اللي كانت قاعدة علي عتبة شقتها واول ما شافتني جريت عليا عشان تطمن انا كنت فين؟ بصيتلها من فوق لتحت وسيبتها وطلعت دخلت الشقة وقفلت علي نفسي الباب وفضلت اعيط، لحد ما روحت في النوم بس المرة دي كان نفسي النوم يطول ومافوقش...
سامعه صوت دق الزار، وفي اناشيد غريبة بتتردد في المكان من حواليا، بس ماكنتش قادرة افتح عينيا ولا اقوم من مكاني الصوت كان بيعلي ويوطي وفجأة اختفي كأنه ماكنتش سمعاه شوفت عيلين بيحبوا جايين عليا وكانوا بيضحكوا وشكلهم حلو اوي بس فجأة في نار ولعت في المكان وبقيت سامعة صريخ العيال وعياطهم ومش قادرة اعملهم حاجة، لحد ما حسين ان حد بيهزني جامد وسمعت صوت حماتي وهي بتقولي....
-قومي يا بنتي الله لا يسيئك ما تشغليش قلبي عليكي أكتر من كده.
-هو انا مش كنت حامل في توأم؟
-اه يا بنتي.
-اومال هما فين؟ طب الجن خد الولد ورضيت وقولت ده قضا ربنا البنت فين يا حماتي؟ البنت اللي كانت في بطني فين؟
خبطت علي بطني جامد وانا بسألها ووقعت علي الارض وانا بقولها ارجوكي قوليلي بنتي فين وريحيني؟
كل اللي قالتهولي وقتها...
-لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يربط على قلبك يا بنتي ويصبرك.
خدتني في حضنها وانا فضلت اعيط واسألها كل ما اهدا على بنتي وهي ماتردش، لدرجة اني بقيت امش في الشارع ادور عليها واناديها باسمها، انا حياتي اتشقلبت، عايزة ارتاح، وعاوزة عيالي، انا قلبي بيقولي انهم عايشين، قلب الام مابيكدبش يا دكتورة.
-يااااااه يا نادية علي الوجع اللي انت فيه، بصي حكاية ان في جنين اختفي بيربطوها دايما عندنا بالجن ويقولك ابجن خطف العيل من بطن امه، بس الجن مايقدرش يعمل كده.
-اومال اللي حصل ده ايه يا دكتورة؟
-علميا في جنين ممكن يتغذي علي جنين تاني خلال فترة الحمل، ودي مش حالة فردية، ده في ستات كتير كانو حوامل في توأم وأوقات في تلاته ومع الوقت بيلاقوا جنين واحد اللي كمل.
-طيب وبنتي راحت فين يا دكتورة؟
-مش عارفة دي بقي بصراحة، انتوا عليكوا تقاليع وحركات غريبة في الارياف، يعني ايه تتوضي بالدم؟ انتي ازاي تعملي كده.
ساعتها الباب خبط ومنار الممرضة دخلت ومعاها واحدة ست اول ما نادية شافتها، جرت واستخبت ورايا وقالتلي...
- هي دي السبب هي اللي ودتني لشهاب.
- اهدي بس يا نادية ماحدش يقدر يعملك حاجة.
بصيت للست وقولتلها...
-انتي مين وعايزة منها ايه؟
-انا حماتها يا دكتورة وبلف عليها من ااصبح في العزبة وولاد الحلال دلوني عليها وقالولي انهم شافوها داخلة عندك هنا؛ فجيت اخدها.
-نادية مش هتتحرك من هنا، خديها معاكي يا منار.
-يا دكتورة انتي مش فاهمة حاجة.
-لا للاسف فاهمة كل حاجة نادية حكتلي كل حاجة، بس انا مش عارفة ابوها وجوزها ازاي سيبينك تعملي فيها كل ده؟
-طيب لو سمحتي ممكن تخليها تطلع بره عايزة اقولك كلمتين؟
-خديها معاكي يا منار ماتخافيش يا نادية.
-تسلمي يا دكتورة ماتنسيش موضوع بنتي الله يجبر بخاطرك.
-حاضر.
-خرجت منار وخدت نادية معاها وقفلوا الباب، شاورت لحماتها تقعد فقعدت وقالتلي...
-كتر خيرك يا بنتي، اسمحيلي مش هقولك يا دكتورة والكلام ده.
-اتفضلي...
-بعد فرح نادية وحسن ابني بشهرين عرفنا انها حامل وبعد شوية عرفنا انها حامل فتوآم فحسن ابني عزن اهلها عندنا وقالي يا أمي انا عاوز نعملوا عزومة كبيرة عشان ربنا اكرمنا، جهزنا كل حاجة واهلها جم وفي وسط الاكل النار هبت مسكت في الدار والكل مات، انا كنت بجيب بقية الاكل من عند الجيران عشان كنا طابخين اكل كتير والفرن بتاعنا ماكفاش لقيت البيت مولع ونادية بتجري، سيبت كل اللي في ايدي وماهمنيش حاجة ولا بيتي ولا ولدي وطلعت اجري وراها لحد ما لقيتها وصلت للمقابر وهناك كانوا بينضفوا قبر عشان في دفنة بعد العصر وقعت في القبر واغمي عليها وعلي ما الناس طلعوها، كان حملها راح وعقلها راح معاه واهي من ساعتها ماشيه في البلد والعزبة تطلع كلام واشاعات علي نفسها وعليا لما اهل البلد وناس العزبة كرهونا... مش هنكر اني وديتها لشهاب عشان يرد عقلها لها بس هو ماعرفش يعملها حاجة خالص عشان كده مابقاش عندي امل انها ترجع طبيعية، وسلمت امي لله، انا اسفة يا ست الدكتورة اذا كنا ازعجناكي انا ولا هي ماعلش انت خدمتك في الارياف هنا يا ما هتوريكي العجب.
خدت بعضها وسابتني قاعدة مذهولة ومشيت وانا فضلت قاعدة متنحة، منار دخلت عليا وقالتلي...
-يا دكتورة ده الست خدت ناهد.
شاورتلها يايدي تطلع بره وقومت قفلت عليا باب المكتب وقعدت ورا الباب ماكنتش قادرة اخد نفس من كل اللي سمعته ومش متخيله ان ده بجد ممكن يكون حصل.
