القائمة الرئيسية

الصفحات

 

عائلة بني عامر


بقلم الكاتبة: ليزا زغلول

ماكنتش قادرة أخد نفسي، المكان كان كله ضلمة من حواليا، كل ما أجري اتكعبل واقع وصوت الضحك يعلي، كأن حد شمتان فيا، بس مين أنا مش عارفة أصلا أنا فين؟! جسمي كله اتنفض وسمعت جملة واحدة من بعدها غيبت عن الوعي ...

******

- في الحقيقة أنا مش عارفة أجبهالك ازاي؟

- خير، ادخلي في الموضوع وماتقلقنيش أنا مش ناقص؟

- البيت يا عمرو ..

سكت شوية فقالي بلهفة...

- اممممم ماله البيت يا أستاذة؟

- محتاجة أشوفه يا عمرو، عشان أقدر أساعدك صح وأقولك تعمل ايه بالظبط.

- ماشي تمام ماعنديش مشكلة ، حضرتك تقدري تجي بلدنا امتي؟

- هحاول بس أفضي نفسي وأكيد هبلغك قبلها عشان تبعتلي اللوكيشن .

- تمام، خلاص يا أستاذة هستني مكالمة حضرتك بس الله يباركلك استعجلي في زيارتك عشان احنا هنعاود البيت في خلال كام يوم.

- حاضر أوعدك اني هحاول أكون عندك في أقرب وقت.

******

قفلت معاه وقعدت أكمل شغلي وبعد ما خلصت وراجعت التقرير، قفلت الملف وفتحت رسالة عمرو، قعدت قدامها, وقريتها كذا مرة ، كنت مركزة في التفاصيل أوي لدرجة اني كنت سامعة الأصوات اللي وصفها في رسالته حواليا، مش هنكر اني ساعتها حسيت شوية بالخوف، بس حاولت الهي نفسي بأي حاجة وماركزش مع موضوع البيت طالما هيأثر عليا كده.

البيت ده في سر كبير، أهل عمرو مش هيضحوا بنفسهم عشان يرجعوا المكان ده الا لو في حاجة كبيرة... وكبيرة أوي كمان، كان كل تفكيري رايح ناحية الأثار وان اللي عمرو سمعه دي أصوات جن الرصد، عشان كده قررت أتأكد بنفسي وأروح اشوف البيت، بس اللي كان شاغل تفكيري شوية هو ازاي هدخل بيت عمرو في وجود اهله هو قال انهم هيرجعوا البيت كمان كام يوم، وأنا عشان اخد اجازة وأسافر محتاجة وقت أرتب فيه دنيتي، دخلت أوضتي وحاولت أنام، بس ماعرفش ليه كنت بردانة رغم اننا في أغسطس، يعني عز الحر، فضلت باصة للسقف ماكنتش عارفة أنام خالص، بس فجأة باب الاوضة خبطت فقومت عشان أفتح بس قبل ما أفتح وانا ايدي علي الاوكرة افتكرت ان ماما واخواتي وبابا في المصيف، رجعت كام خطوة لوره، صوت الخبط اختفي ونور الصالة اشتغل وانطفي كذا مرة، كان باين من تحت عقب الباب، جريت علي الموبايل ومسكته واتصلت علي ابن عمي هو متجوز في الشقة اللي تحتنا، الساعة كانت واحدة ونص بالليل ، رد عليا بصوت نايم وقالي...

- ايه يا ملك خير في ايه؟

- الحقني في حرامي في الشقة

- حرامي في شقة مين ؟

- شقتنا يا ابني .

- طيب انتي فين؟

- اللهم طولك يا روح في الشقة.

- قصدي فين في الشقة؟

- في أوضتي وقفلت الباب عليا بالمفتاح من جوه .

- طيب ثواني واكون عندك ، أقولك خليكي معايا أضمن.

- ماعلش يا عز اني مبهدلاك في الوقت ده.

- بطلي هبل يا ملك ، أنا عارف ان عمي مش هنا، استني أنا طالع علي السلالم أهو ، لسه سامعة صوت بره في الصالة؟

- مش صوت .

- أومال ايه؟

- حد بيولع النور بتاع الصالة وبيطفيه.

- طيب اقفلي ، انا خلاص قدام باب الشقة ، الحمد لله ان عمي سايب معايا نسخة من المفاتيح.

قفلت معاه وقربت من باب الاوضة ، حطيت ودني علي الباب عشان أسمع اللي هيحصل ومسكت كالوون الباب عشان لو حصل حاجة ألحقه ، بس ماكنش في صوت غير باب الشقة اللي اتفتح وصوت خطوات رايحة جاية في الشقة لكنها كانت بتقرب بتقل من باب الاوضة ، ده حتي النور كان بيروح ويجي لسه مع انه كان ثابت عندي في الاوضة ، فجأة الباب خبط وسمعت صوته وهو بيقولي...

- افتحي الباب يا ملك ، افتحي يا بنت عمي.

فتحت الباب وانا حاسة أن قلبي هيقف من كتر الخوف ,بصلي وقال ...

- اللمبه معلقه ومافيش حد في الشقة خالص يا ملك.

- أنا والله سمعت حد خبط علي باب الاوضة دي قبل اللمبه ما تعمل كده.

- بقولك ايه هاتي السلم الخشب عشان اظبطلك اللمبة العفاريتي دي وأنزل انام لأن عندي شغل بكره بدري.

- ماشي حاضر ماعلش اني صحيتك .

ولا يهمك .

جبتله السلم وفك اللمبة وركبها تاني فاتظبطت ، بصلي وقالي ...

- اقفلي الباب عليكي برده احتياطي وانا هخلي مراتي تطلعلك اول ما تصحي تقعد معاكي واعملي حسابك هنتغدي سوا ومن بكره هتنزلي تقعدي معانا لحد عمي ما يرجع.

- ان شاء الله ربنا يسهل.

أول ما نزل شقته قفلت الباب وخدت لفه في الشقة عشان أطمن وبعدين دخلت اوضتي وقفلت عليا وقعدت علي السرير لحد ما روحت في النوم، وتاني يوم لما صحيت نزلت شغلي عادي وقدمت علي أجازة ,ط، علي بالليل كنت قاعدة في البلكونة بخلص شغل علي اللاب تليفوني رن ، كانت رنا صاحبتي وشغالة معايا رديت عليها ببرود لأني عارفة انها هتقولي ان طلب الاجازة اترفض ...

- ازيك يا رنا ، عامله ايه ؟

- أنا بخير يا ملك أنت عاملة ايه؟

- الحمد لله تمام .

- عندي خبر حلو ليكي .

- ايه فرحيني؟

- المدير قبل طلب الاجازة بتاعك ، تعالي بكره وقعي وامشي يا ستي .

- احلفي!

- اه والله اداكي اجازة اسبوع.

- يااااااه ده انا كنت ماسكة قلبي بايدي ليرفض كالعادة .

- لا يا ستي وافق وكلمني عشان ابلغك.

- مش عارفة اقولك ايه والله تسلميلي.

قفلت معاها المكالمة ودخلت كلمت عمرو بس ماكنش فاتح فسيبتله رساله قولتله فيها ... أنا خدت أجازة من شغلي واحتمال أجي بلدكم قريب ابقي كلمني عشان تقولي التفاصيل والمكان فين والمواصلات كمان.

سيبتله مع الرسالة رقمي عشان يكلمني لو ماكنتش فاتحة النت.

كنت قاعدة في البلكونة ، وفجأة جرس الباب رن ، بصيت في الساعة اللي كانت تقريبا داخله علي عشرة بالليل وسألت نفسي وأنا ماشية ناحية باب الشقة ..هو مين ممكن يجي يزورني في الوقت ده ، قربت من الباب لحد ما وقفت وراه وقولت...

- مين ؟

- افتحي يا ملك؟

فتحت الباب وأنا بقوله...

- خضتني مش ترن علي الموبايل وتقول انك علي الباب بدل ما أنت منشف دمي كده!

- ماجاش في بالي والله، يلا يا ستي شوفي انت محتاجة ايه عشان هتقعدي معانا تحت لحد عمي ما يرجع من المصيف.

- هو انت شايفني صغيرة؟

- لا طبعا انت كبيرة وعاقلة بس الدنيا مش أمان يا ملك.

- أنا كده كده عندي شغل وهقضي كام يوم بره الفترة الجاية ريح نفسك.

- ماشي لو احتاجتي حاجة أنا ومراتي تحت .

- شكرا .

بمجرد ما قفلت الباب سمعت صوت موبايل ي وهو بيرن ، دخلت البلكونه ومسكته لقيت كذا مكالمة فايته ، بحثت عن الرقم في التروكولر ، لقيته متسجل باسم عمرو الشرقاوي ، الموبايل فجأة رن في ايدي تاني ، فرديت عليه وقولتله...

- ازيك يا عمرو عامل ايه؟

- الحمد يا أستاذة ملك بخير والله ، ماعلش ماكنت مالك أرد علي حضرتك عشان كنا بننقل.

- انتوا خلاص رجعتوا البيت؟

- أيوه .

- طيب ايه العمل دلوقتي ؟ هاجي ازاي وانتوا قاعدين في البيت؟

- والله هو أنا فكرت فيها لما شوفت رسالتك وكنت قاعد مع واحد صاحبي ، هو عارف كل حاجة بتحصل معايا فقالي انك ممكن تدخلي بيتنا علي انك مدرسة وجاية تدينا مراجعات، احنا كده كده خلاص فاضل 3 شهور علي امتحاناتنا.

- فكرة حلوة ، بس أنا مش من  بلدكم!

- عادي هنقول انك مدرسة من اللي بيشرحوا أون لاين .

- طيب خلاص ظبط الحوار ده عندك في البيت وابعتلي العنوان.

كنت حاسه ان الدنيا صهد أوي طول ما أنا بكلمه وبمجرد ما قفلت معاه ، حسيت كأني دخلت تلاجة، الجو كان برد أوي وده غريب بعد ساعة ونص لقيت رسالة علي الواتس من رقم عمرو، كان فيها العنوان بالتفصيل والمواصلات اللي اركبها عشان أوصل لبلدهم، أنا كنت عارفة ان عمرو من الصعيد بس مش لدرجة أسيوط ، المسافة كده هتبقي طويلة عليا أوي، مفروض كنت أسأله هو منين قبل ما أخطط لكل ده ، بس أنا وعدته اني هساعده ومش هرجع في كلامي حتي لو حصل ايه ، دخلت علي موقع السكة الحديد وحجزت تذكرة القطر اللي هيعدي علي اسيوط، كنت محتارة بالرغم من انه واصفلي الطريق بالتحديد الا اني كنت خايفة ماعرفش أتعامل ولا أتصرف، صدعت من كتر التوتر والتفكير، فقفلت كا حاجة ودخلت فردت جسمي علي السرير وفي لمح البصر نمت من غير ما اقعد افكر كذا ساعة...

كنت سامعة صوت بينادي عليا بس مش عارفة هو جاي منين ، أنا كنت واقفة في صالة بس مش في شقتنا والكهربا قطعت فجأة، لفيت حوالين نفسي وأنا مش فاهمة ايه اللي بيحصل بس فجأة حسيت ان في نفس حواليا بيخبط في وشي ، مديت ايديا عشان اشوف مين اللي قدامي بس كان في حد طويل وعريض شوية ماعرفتش أشوف ملامح وشه ، بس هو طويل لدرجة اني لما مديت ايديا ماطولتش وشه حتي ، بعدت خطوتين لورا وقولت..

- مين انت مين ؟

ماكنش في رد ، بس فجأة النور رجع ومالقتش حد قدامي ،كنت هتجنن ، بصيت حواليا بخوف وكنت بسأل نفسي أنا ايه اللي جابني هنا؟ لحد ما سمعت صوت...

******

فتحت عيني علي صوت المنبة وهو بيرن ، لما قومت كنت مصدومة ومش قادرة اخد نفسي ، بصيت حواليا عشان اطمن ، ولما هديت وقعدت ارتب اللي بيحصلي والكوابيس اللس بشوفها ماعرفتش اوصل لاي حاجة ، الدنيا كانت زحمة اوي في راسي ، وكل حاجة كانت داخلة في بعضها , خدت بالي ان المنبه رن تاني فاتحركت من السرير ودخلت الحمام غسلت وشي وطلعت علي المطبخ، عملت كوباية شاي وفطرت وبعدها خدت شنطتي وبيجامة وخرجت عشان يادوب الحق اوصل محطة القطر، ركبت القطر اللي كان زحمة بطريقة مرعبة بس بعد شوية الدنيا هدت والزحمة بدأت تخف والناس بتنزل ، أول ما وصلت محطة أسيوط وقفت تاكسي من قدام المحطة وقولتله...

- فاضي يا اسطا؟

- علي فين يا ست الكل؟

- بني حرام.

- بس مش هدخل ، هسيبك علي أول البلد.

- ماشي تمام مافيش مشكلة.

ركبت التاكسي وبدأ يتحرك شوية وخرج من الزحمة وبدأ ياخد طريق ترابي مكسر، خدنا تقريبا بتاع ساعة الا ربع لحد ما وقف وقالي...

- وصلنا يأ ست الكل .

- وصلنا فين يا عم؟

- شايفة البيوت اللي هناك دي ؟

- اه مالها ؟

- هي دي بداية البلد.

- وانت كده وصلتني للبلد ده انا قدامي بتاع 500 متر علي ما اوصلها.

- بقولك ايه هو ده اللي عندي، ماحدش بينزل هنا اصلا, هو انت شوفتي تاكاسي او ميكروباصات في الطريق؟

- لا وكنت مستغربة من كده أوي.

- الطريق زفت ماحدش بيرضي ينزل هنا ولو كملت مش هعرف أرجع.

تمام خلاص اتفضل حسابك اهو.

نزلت من التاكسي وأنا بلعن اليوم اللي جيت فيه البلد دي، الطريق كان وحش جدا ، أول ما وصلت فتحت الداتا ، ودخلت علي الواتساب ومشيت علي اللوكيشن لحد ما وصلت لبيت عمرو ،علي وصفه هو قالي ان البيت بتاعهم من أربع ادوار الاول جدته قاعدة فيه والتاني عمرو وأهله والتالت عمه اللي مسافر بره مصر مجهز الشقة بس قافلها من يومها ومش قاعد فيها، والدور الرابع بقي عمه اللي قاعد في القاهرة بينزل يوم او يومين في السنة لو في عزا او فرح وبيرجع علي طول .

عمرو قال انه بيذاكر في الدور التالت اللي فيه شقة عمه اللي مسافر بره مصر وكمان سمع الاصوات الغريبة فيه وبقي فيه حاجات بتزاوله ، خدت نفس واتصلت بعمرو بلغته اني قدام البيت ، معداش دقيقة كان بيفتح بوابة البيت وواقف قدامي شاب صغير لسه في تالته ثانوي , أخويا أكبر منه تقريبا , قربت من الباب وسط تهليل وترحيب منه , واستقبلني ودخلني عند جدته ، كان ابوه وامه موجودين ، رحبوا بيا وشكروني اني وافقت اجي من القاهرة عشان اساعد ابنهم وصاحبة في المذاكرة  ، الكلام خدنا عن الطريق والتاكسي والدنيا بدأت تليل فسألتهم علي فندق قريب اقدر اقعد فيه الاسبوع ده عشان مش هقدر اروح واجي كل يوم من القاهرة لاسيوط ، والد عمرو بصلي وقالي...

- انتي هنا عشان ابني يا استاذة يعني ضيفتنا وماينفعش تقعدي في فندق، الناس تاكل وشنا يقولوا ايه بيت الشرقاوي مايعرفوش يضايفوا زوارهم.

- لا ابدا والله بس...

قاطعني وقالي...

- انت في مقام بناتي، عندك شقتين مفروشين سوبر لوكس ماحدش قاعد فيهم وماتشيليش هم احنا لسه عاملين للبيت عمره من كام يوم .

 بصيت لعمرو فهز راسه، فوافقت وقولت لوالده...

- خلاص اللي حضرتك تشوفه .

فبعت البنت تفتح الشقة اللي في التالت وعمرو اتصل علي صاحبه وراح يظبط كتبه وملخصاته، كنت قاعدة قدام مامت عمرو وجدته وخايفة يكشفوا أمري لحد ما جدته قالت لأم عمرو...

- فين كرم الضيافة ؟ قومي اعملي للبنته حاجة ترم عضمها بيها عشان تتقوت وتعرف تشرح لجوز الغربان.

بصتلها بغضب وقالتلها ...

- حاضر يا امه .

أول ما مامت عمرو مشيت جدته قعدت قدامي وقالتلي...

- ما تأخذنيش في الحديت يا بنيتي ، بس هو انت اهلك عادي عندهم تباتي بره اكده من غير ما تخبريهم؟ أو تاخدي رأيهم؟

كنت حاسه بكمية مكر ودهاء فظيعة في سؤالها ده فرديت بحزن وقولتلها ...

- لو كانوا عايشين مستحيل كان حد فيهم يوافق اني اتبهدل كده، بس هنقول ايه أكل العيش مر.

- يا نضري ، انتي أهلك ميتين؟

- اه حادثة عربية وانا اللي ربنا مد في عمري وطلعت منها علي خير .

- ماتزعليش مني اني قلبت عليكي المواجع ، بس أنا كنت مستغربة من موافقتك علي البيات حدانا من غير ماتشوري اي حد.

- ماليش حد عشان اشوره ، انا في الدنيا بطولي ولازم اشتغل عشان اصرف علي نفسي واقدر اعيش والا ايه اللي هيجبني من القاهرة لاسيوط!

دخول عمر أنقذني من رغي جدته ، واضح انها مش سهلة ، ابتسم وقالي...

- كرم بره يا أستاذه ، تحبي نبدأ دلوقتي؟

- أيوه طبعا يا ريت .

جدته قاطعته وقالتله ...

- ايه هي المذاكرة هتهرب، خلي البنته تقعد تراح وتاخد نفسها وتاكلها لقمه تتقوت عشان تعرف تلاحق علي غباوتك انت وصاحبك.

- لا عادي يا حجة ، أنا هشرحلهم ولما أخلص هاكل.

- بخطرك يا بنتي ، أنا هدخل أوضتي عشان اسيبك تشرحي لجوز الغربان دول.

دخلت اوضتها وقفلت الباب ، عمرو بصلي وحط ايده علي راسه وقالي...

- ها وقعتك في الكلام؟

- كانت بتحاول ، بس للأسف ما عرفتش .

- أحسن .

- هي ليه بتقول عليك انت وصاحبك جوز غربان؟

- الغراب حدانا زي ما بيقولوا كده فال فقر ونكد وهم ، الناس بتتشائم من شوفته.

- بس ده مش صح.

- أنا خابر بس أهي حاجات مغلوطه ماليه تاريخنا ومعتقداتنا.

- طيب احنا هنعمل ايه دلوقتي؟

- ولا حاجة هدخل صاحبي وتقعدي في المندرة تشرحيلنا الحاجات اللي بعتهالك وانت جاية في القطر.

- ماشي تمام خلاص، نادي صاحبك يلا.

كنت حاسة اني متوترة في البداة وزي ما يكون في حد بيراقبني ، كنت بوقف شرح وأبص حواليا باستغراب بس ماكنتش بلاقي حد، الموضوع ده اتكرر كذا مرة لدرجة ان عمرو وصاحبه خدوا بالهم فعمرو قالي...

- هو فيه حاجة يا أستاذة ؟

- ماعرفش بس حاسة ان في حد بيراقبنا .

قام بص علي الممر وخد لفه في المكان ورجع وقال ...

- أمي في المطبخ وستي في أوضتها وأبويا بره .

وبعدين مايش حد غريب في البيت.

 بصيتله بقلق وشاورتله يقعد ومسكت موبايلي وبعتله مسج وقولتله...

- شوف موبايلك كده.

كنت كتباله في الرسالة اللي بعتهاله علي الواتساب..

- البيت في حاجة غريبة يا عمرو، حاجة موجودة معانا دلوقتي ومرقبانا أنا حاسة بيها ، لو مش مصدقني أسأل صاحبك كده هتلاقي ايده الشمال منمله وكمان رجله الشمال بتوجعه وعنده صداع ودايخ ومحتاج ينام.

ساب الموبايل من ايده وبصلي بتحدي وقال لصاحبه...

- مالك يا ابني فيه ايه ؟ انت عامل كده ليه؟ انت تعبان؟

رد عليه بضعف وقاله...

حاسس بتقل في رجلي الشمال مش عارف أحركها وكمان ايدي الشمال منمله، مش عارف ليه دايخ ومصدع وحاسس اني بتوه.

بصلي وبوقه مفتوح من الصدمة فمسكت الموبايل وكتبتله...

- ها كده مصدقني ولا لسه؟

- مصدقك بس ايه العمل ؟

- لما نخلص الشرح هنشوف ، نكمل عادي كأن مافيش حاجة حصلت.

قفلنا الموبايلات وركناها ، صاحب عمرو نام مننا في وسط الشرح وانا كنت خلاص حاسه ان هيغمي عليا، يمكن والدة عمرو انقذتني لما قالت...

- كفاية كده الولد نام منكوا ، تعالوا كلواواطلعي ارتاحي وبكره كملوا الوقت مش هيطير.

قعدنا انا وعمرو علي السفرة ، الاكل كان طعمه حلو اوي ,اول ما خلصت بصيت لعمرو وقولتله فين الشقة اللي هبات فيها، والدته ادخلت وقالتلي ...

- تعالي وانا هطلعك الشقة وافرجك علي المكان.

كنت ماشية وراها مش حاسة بنفسي ، أول ما دخلنا الشقة رميت نفسي علي الكنبة اللي لقيتها في وش الباب وغمضت عينيا باستسلام من كتر التعب والارهاق، كنت سامعة صوتها بس ماكنتش قادرة أفتح عيني ولا ارد عليها، هي فضلت تتكلم كتير ولما حست اني نمت قربت مني وهزتني ، فتحت عيني بصعوبة فسندتني لحد ما دخلتني الاوضة وقعدتني علي السرير ، كنت عايزة اركز معاها بس غصب عني كنت بغمض وأفتح من التعب لمحت ضل طويل واقف جنب ضلها ، هي اتحركت وخرجت من الاوضة والضل فضل ثابت في مكانه لحد ما خرجت من الاوضة والضلمة سيطرت علي كل حاجة عينيا شيفاها، جسمي كله اتنفضت وخوفت ، النوم والتعب اتبخروا، حسيت بنفس البرد اللي كنت بحس بيه في شقتي وسمعت صوت بيهمس جنب ودني وبيقول...

- النهاية قربت ماتخافيش ماحدش هيحاول يقرب منك أو يأذيكي من غير اذننا.

- نهاية مين! وماخفش من ايه ؟ انتوا مين أصلا ؟

- النهاية قربت ماتخافيش مش مسموح لحد يقرب منك .

- أنا مش فاهمة حاجة ، انت مين؟

النار فجأة ولعت في الاوضة ، وقفت علي السرير بخوف وفزع وصرخت بعلو صوتي وساعتها سمعت ضحك عالي جاي من ورايا بس أنا كان ورايا الحيطة، ماكنتش عارفة اهرب اروح فين ، الصوت رجع بس المرة دي ماكنش واحد بس اللي بيتكلم ، دول كانوا كتير، الأصوات كلها قالت في نفس واحد...

- ليكي الامان لحد ما يحين الأوان، ولو هربتي النار دي هتنهش عضمك في نفس المعاد بكره .

النار اختفت والاوضة رجعت لطبيعتها ؤ نزلت من علي السرير بخوف ، وشغلت نور الاوضة ، ماكنش في حد معايا خالص، خرجت بخوف للصالة ، وبصيت حواليا وانا مش قادرة اخد نفسي ولا ابلع ريقي من الخوف، أنا كنت شامه رحة حاجة محروقة فعلا بس ماكنش للحرق أثر، ماكنتش عارفة اعمل ايه ؟ لفيت في الاوض اللي في الشقة شوية ، ماكنش في أي حاجة غريبة فيها مسكت الموبايل وبدأت أدور علي أكونت الشيخ عاطف هو أكيد دلوقتي صاحي عشان يصلي الفجر، بعتله ماسج وفضلت ماسة الموبايل مستنيه اشعار استلامه للرسالة، بعد كام دقيقة رد عليا وقالي...

- معاكي يا استاذة ملك في حاجة؟

حكيتله كل اللي حصل، كان مستغرب في البداية لما شرحتله اللي جري وقولتله...

- في الحقيقة أنا متعودة استقبل تجارب حقيقية من المتابعين عندي ولقيت رسالة مكتوب فيها...

أنا اسمي عمرو ومش خايف ان حد يعرفني لو نشرتي القصة لأن انا شخصيا محتاج اعرف حقيقة البيت عشان كده قررت احكيلك وأشاركك يمكن تقدري تساعديني.

احنا كعيلة قاعدين في بيت واحد، جدي الله يرحمه بنى البيت ده وعمله أربع أدوار هو وستي قعدوا في الدور الأرضي وأبويا خد التاني وعمامي الاتنين كل واحد منهم خد شقته علي المحارة وجهزها وشطبها بمعرفته، وعلي الرغم من كده ماحدش فيهم ساكن في البيت عمي الوسطاني سافر بره واستقر واتجوز وخلف، بينزل كل كام سنة شهر كده اما عمي الصغير فده سافر القاهرة واشتغل هناك واتجوز ومراته رفضت انها تقعد في الارياف فخدلها شقة بره، يعني البيت الطويل العريض ده مش قاعد فيه غير احنا وستي، الشقة تعتبر ضيقة علينا فخدت مفتاح شقة عمي من ستي وقولت هذاكر فيها عشان ثانوية عامة بتبقي محتاجة تركيز أكتر، ماحدش مانع خالص بالعكس كلهم شجعوني، وانا بذاكر كنت بسمع اصوات خطوات جاية من الطرقة اللي بين الاوض، كنت بكدب نفسي بس مرة ورا التانية بقيت متأكد ان في حاجة غلط، خوفت وبطلت اطلع الشقة بس ماكنتش بعرف اذاكر حتي عند ستي، فخدت الراديو الصغير وقولت هسيبه شغال علي القرآن حتي وانا مش قاعد في الشقة، لما شغلت الراديو مبقتش اسمع حاجة، كنت بخلص مذاكرة وانزل وانا سايب الراديو شغال وارجع تاني يوم الاقيه مطفي، اه والله مطفي بجد وساعات المحطة متغيرة، ومره الفيشة متشالة، اما اخر مرة دي فأنا لقيت الفيشة مقطوعه، بلعت ريقي بصعوبة وخدت كتبي وقفلت الشقة وحلفت مش هطلعها تاني، فضلت اسألهم لو حد بيدخل الشقة بس كلهم اكدوا ان ماحدش فيها، بعد كام يوم روحنا فرح بنت عمي الكبير اللي قاعد في القاهرة وخدته علي جنب وحكيتله اللي حصل معايا فقالي بالنص..

- انا مش عارف ابوك لسه قاعد في البيت ده ليه؟ هو مستغني عنكم!

- تقصد ايه يا عمي؟

- أبوك وستك عارفين حكاية البيت ده كويس بس ماحدش هيحكيلك حاجة.

- يعني انا مش بيتهيألي ولا بهلوس.

- لا يا عمرو اللي سمعته ده حقيقة دي اصواتهم فعلا وقريب هتشوفهم.

بعد ما الفرح خلص ورجعنا البلد اتفاجئنا ان البيت ولع وتحريات النيابة قالت انه الحريقة بسبب ماس كهربا، قعدنا كام شهر بره مأجرين والغريب في الموضوع ان أبويا وستي بيحفوا بايديهم وسنانهم عشان يشطبوا البيت ونرجع فيه تاني، بس أنا مش عاوز أرجع وخايف أوي...

ولما قريت رسالته دي نزلتها علي الاكونت عندي وده شجعه ودخل كلمني علي الخاص وطلب مني واترجاني اني اساعده ، عشان كده أنا قررت اني اسافرله وأعرف اللي حصل وأشوف البيت..

 بس بعد ما قولت للشيخ عاطف علي مضمون الرسالة اللي جاتلي علي صراحة كان باين أوي انه مصدوم ومش عارف يقول ايه, فقولتله...

- ايه يا شيخنا، انت دايما بتدلني علي اللي فيه الخير ، ساعدني ارجوك ايه الاصوات اللي سمعتها دي؟

- ملك قومي شوفي باب الشقة مقفول من بره ولا لا كده.

- ليه يا شيخ؟

- اسمعي الكلام بس بسرعة.

اتحركت من مكاني وحاولت افتح الباب لكن كان واضح اوي انه مقفول من بره مسكت الموبايل وقولت للشيخ...

- انت عرفت ازاي ؟

- ابعتيلي مكانك حالا يا ملك انتي في خطر .

- وهتعمل ايه بمكاني وانت في القاهرة؟ وبعدين خطر ايه انا مش فاهمة.

- ابعتي يا ملك المكان ، ماتشيليش هم أنا عندي صحاب كتبر في اسيوط هيلحقوكي.

- الطريق هنا صعب ماحدش بيعرف يوصل للمكان هنا.

- ابعتي وخلصيني .

- حاضر.

قفلت معاه وعملتله شير لوكيشن ، بعتلي رسالة وطلب مني فيها اني اتوضا وادخل أي اوضة واقفل علي نفسي وأقرأ قران لحد ما صحابه يوصلولي.

بمجرد ما دخلت الحمام واتوضيت بدأت المح خيالات في الشقة واسمع اصوات صريخ ، جريت علي أول اوضة قابلتني ودخلت وقلت الباب عليا, ماكنتش عارفة القبلة فين ، فتحت الموبايل وحددتها وشغلته جنبي علي القران وبدأت اصلي، بس القرأن كان بينطفي كل ما اسلم واشغله لحد ما استسلمت واكتفيت بالصلاة ، حسيت ان المكان بيترج حواليا ، كنت خايفة ومرعوبة بس كملت صلاة ، كنت بتلخبط ومش قادرة اخد نفسي لحد ما سمكعت صوت جاي من الصالة بيقول ...

- يا استاذة ملك الدار أمان اخرجي.

 ساعتها بس موبايلي رن، كان الشيخ عاطف رديت عليه بسرعة فقالي...

افتحي باب الاوضة واخرجي اللي برده دول صحابي هيخرجوكي بأمان من المكان ده .

لما فتحت الباب ، كان في كذا واحد واقفين , لابسين جلابيب بيضا ودقونهم مهذبه وماسكين في ايدهم سبح ومعاهم شيخ كبير دقنة رمادي وجنبهم عمرو وأبوهم وجدته ، الشيخ بص لست عمرو وقالها...

- اياك يتكرر اللي حصل ، البيت ده هتسيبوه دلوقتي ومش هتدخلوه تاني.

هزت راسها وخدت نفسها ونزلت وابنها نزل وراها أما عمرو فبصلي وحط وشه في الارض وقالي...

- أنا اسف انا ماكنتش عاوز أأذيكي بس كان لازم انقذ نفسي ، وانت اللي لقيتك قدامي وقتها ، فاخترعت كل الحكاية دي عشان اجيبك هنا ويقدموكي قربان مكاني .

ماكنش في احساس يعبر عن الغضب اللي كان جوايا ساعتها بصيت حواليا وقولتله...

- خير تعمل شر تلقي ،  انت يستحيل تكون بني ادم من لحم ودم أنت شيطان.

الشيخ قاطعني وقال ...

- اللي بيعمل خير بيلاقي الخير، انت عشان نيتك كانت خير ربنا سخرلك اللي ينجدك من المصير اللي دخلتي فيه برجليكي .

يومها الشيخ وصلني المحطة ووصاني اسلمله عل الشيخ عاطف، طول الطريق كنت براجع نفسي في اللي بعمله ، هو فعلا الناس ممكن تأذي حد لمجرد انه مد ايده وحاول يساعدها ، مفروض نتحول لوحوش ونقتل بعض عشان نقدر نكمل ونحمي نفسنا ، وصلت الشقة وحطيت شنطتي ودخلت خدت شاور وأول ما خرجت من الحمام ، لقيت باب الشقة بيتفتح وبابا وماما واخواتي داخلين منه، بابا أول ما شافني قدامه ضحك وقالي...

- المصيف كان ناقصك يا ملوكه .

قولت بصوت واطي ...

- تتعوض المرة الجاية ان شاء الله يا بابا.


تمت بحمد الله


بقلم الكاتبة: ليزا زغلول


التنقل السريع