القائمة الرئيسية

الصفحات

قصر سليمان الجزء الأول قصص رعب


 

بقلم الكاتب: شادي إسماعيل


كانوا قاعدين كلهم في مطعم فاخر وبيتعشوا.. لما فجأة ضحكت الست الوحيدة في القاعدة وقالت...

- يالهوي عليك يا جميل.. طول عمرك بتضحكني.

بصلها جميل بصة كلها شهوة قبل ما يقول بخبث...

- ده شرف ليا إني بقدر اضحك القمر.

اتكلم الراجل اللي كان قاعد جنب جميل وقاله بتريقة...

- انت مش هتبطل اسلوبك ده ياض ياجميل.. ده انت بقيت شايب.. ولا تكونش فاكر نفسك لسه في الجامعة!.

لف جميل وبص في وشه بنظرة فيها غِل قبل ما يبتسم ابتسامة صفرة ويقوله...

- والله اسلوبي اللي مش عاجبك ده أحسن من اسلوب الهمج بتاعك يا على يا وهدان.

بصله علي بإندهاش في نفس اللحظة اللي ابتسم فيها جميل، وقبل ما علي يرد، اتكلم راجل قاعد على الكرسي اللي قدامهم وقالهم...

- جرى ايه يا جماعة انتوا مش هتبطلوا شغل العيال ده؟.. بقالنا سنين نعرف بعض وبرضه لسه زي ما انتوا ناقر ونقير!.

اتكلم جميل بعصبية...

- ما انت شايف يا حمزة.. انا ببقى في حالي بس هو اللي مصمم كل مرة يجر في شكلي.

- طب خلاص يا جميل.. وانت كمان ياعم علي روق دماغك شوية، احنا مش صغيرين على الكلام ده.

ضحكت مروة بصوت عالي وهي بتخبط على ايد حمزة وبتقوله...

- سيبهم، سيبهم والنبي يا حمزة، انا طول عمري بموت من الضحك على خناقتهم.

- ماينفعش يا مروة احنا مابقيناش صغيرين، احنا دلوقتي كٌتاب كُبار ولينا اسمنا، يحصل ايه لو حد من المعجبين بتوعهم شافهم بيتخانقوا؟

رد عليه جميل ببرود...

- ياريت.. ده احنا هنبقى حديث الساعة اسبوع ولا اتنين وبعدها افضل انا وعلي نشتم في بعض شوية  على السوشيال ميديا وهوب المبيعات تضرب.. وهوب عملنا قرشين حلوين.

- يخرب بيتك!.. انت في ثانية حولت الموضوع لفلوس؟

- اومال ياعم حمزة.. الحياة دي كده، إن ماستغلتش كل فرصة تيجيلك عمرك ما هتوصل يا حبيبي.

قرب الجرسون بناءً على إشارة من شخص خامس كان قاعد معاهم على الترابيزة، انحنى الجرسون جنبه وسأله...

- اؤمرني يافندم.

- المشروب بتاعي.

- تلج ولا...

- تلج.

- تحت أمرك يافندم.

مشي الجرسون وبعدها بصت مروة للشخص ده وقالتله...

- ايه يابني.. انت لحقت تاكل؟

- اه كفاية كده.. انا ماليش في الأكل ما انتِ عارفة.

بصتله مروة بنظرة فيها إعجاب شديد قبل ما تقوله...

- طبعًا عارفة.

رجع الجرسون ومعاه إزازة حطها قدام الشخص الخامس وبعدين صبله كاس، مسك الشخص ده الكاس وشرب منه قبل ما يبص للجرسون ويقوله بابتسامة...

- لطيف.

انحنى الجرسون انحناءة بسيطة مع ابتسامة هادية وبعدها مشي، حط الشخص ده الكاس وقال بصوت عالي وهو بيوجه كلامه لكل اللي قاعدين...

- سمعتوا عن قصر سليمان؟

سأله حمزة باستغراب...

- قصر سليمان؟!

اتكلم علي قبل ما يغرز الشوكة في قطعة الاستيك اللي في طبقه...

- ايوة انا سمعت عنه.. ماله؟

بص الشخص ده لجميل وسأله...

- وانت ياجميل؟

مسح جميل ايده في المنديل ورماه على الترابيزة قبل ما يبصله ويقول...

- مممممم يعني مش أوي.. سمعت شوية كلام عنه.

سألت مروة...

- مش ده القصر اللي ماحدش بيقدر يدخله؟.. واللي دخلوه ماخرجوش منه تاني؟

هز الشخص ده راسه بالايجاب، اه بالمناسبة خلينا نطلق على الشخص ده اسم نون، وده لسبب هتعرفه في الاخر، هز نون راسه بالإيجاب قبل ما يقول...

- ايوة هو القصر ده.. وبيقولوا كمان إن الناس اللي بتدخله جثثهم مش بتظهر تاني.. أكتر من بلاغ والشرطة بتروح تفتش المكان حتة حتة لكنهم مش بيلاقوا الجثث.

بصله علي وهو بينزل كوباية الماية بسرعة على الترابيزة وسأله...

- انت بتقول ايه يا نون؟.. ده اللي هو إزاي يعني؟!.

رفع نون كتافه وقال...

- دي الحقيقة.. حتى القصر له فيديوهات كتير على النت.. ممكن تشوفها بنفسك.

في اللحظة دي بصت مروة لنون بصة خبيثة وسالته...

- انت عايز ايه من القصر ده يانون؟

- عايز اعرف حقيقته.

- ودي هتعرفها إزاي؟

- انا اتعودت لما احب اعرف حاجة.. بعرفها بنفسي مش بستنى حد يعرفهالي.

سأله جميل بلهفة...

- قصدك انك عايز تروح القصر ده؟

- ايوة هروح.. وهكتب عنه رواية العمر.. تخيلوا معايا كده.. رواية عن حقيقة قصر سليمان اللي ماحدش عارف يدخله وإن دخله يموت.. خيال مش كده؟

كل اللي قاعدين عينيهم لمعت وشردوا بخيالهم، لحد ما فاقوا على صوت نون...

- عشان كده انا هدخل القصر.. وهكتب الرواية الجاية عنه.. حد يحب يساعدني في الموضوع ده؟

رد حمزة بسرعة...

- لا لا ياعم.. انا مش لاقي نفسي.. ربنا معاك.

اما جميل فرد وقال...

- الله الغني يا سي نون انا حلو أوي عليا اللي بكتبه.

بص نون لعلى ومروة وسألهم هم الاتنين...

- طب وانتوا؟

رد علي عليه...

- بص انا اصلًا ماعرفش عن القصر ده كتير، وبعد اللي انت قولته فانا مش عايز اعرفه اساسًا.

سكتت مروة شوية قبل ما تقول...

- تؤ مش هقدر اروح.. انا كبيري اقرأ الرواية بتاعتك لما تنزلها.. ده لو خرجت وكتبتها يعني.

ضحكوا الـ3 على كلام مروة ماعدا نون اللي بصلها بصة طويلة قبل ما يقول...

- هخرج وهكتبها.. وأول نسخة هتبقى هدية مني ليكِ.

قال جميل بسخرية...

- طول عمرك مجنون.

قام نون وقف وقفل زرار بدلته وقالهم...

- انا هروح عشان من بكرة هبدأ روايتي.. اشوفكوا بخير.. اه بالمناسبة انا عازمكوا على العشا ده.

قال حمزة بتريقة...

- ربنا يستر يا نون ومايبقاش العشاء الأخير ليك.

ضحكوا كلهم اما نون فسابهم ومشي.


******* 

الساعة 3:00 الفجر:

بتوقف عربية قدام باب القصر وبتنزل منها مروة، بتبص حواليها في وسط الضلمة قبل ما تاخد خطوتين ناحية البوابة، بصت على القصر الشامخ في وسط الضباب وساعتها حست بالرعب، فكرت ترجع، لكن كلام نون عن الرواية الأولى حوالين القصر كان بيدور في دماغها، عينيها لمعت أكتر، وفجأة صرخت، صرخت لما سمعت صوت كلب بينبح جنبها، رجعت لورا من الخضة وبعدين ضربته برجليها، عشان يبعد الكلب بسرعة وهو خايف منها، قربت مروة من البوابة وبدون تردد زقت الباب اللي اتفتح بسهولة، المسافة من البوابة لباب القصر كانت طويلة، رجعت ركبت العربية ودخلت من البوابة، وأول ما وصلت قدام الباب وقفت العربية ونزلت منها، بصت على الباب، كان كبير جدًا قربت منه بحذر وهي بتفكر هتفتحه ازاي؟.. لكن المفاجأة انها لقته مفتوح، الباب زيق تزييق فظيع، دخلت مروة بهدوء وهي بتتلفت حواليها، المكان كان ضلمة جدًا، وعشان كده خرجت موبايلها وشغلت الكشاف وبدأت تبص على الموجود في القصر، العفش كان كله تراب وخيوط عنكبوت، والريحة كمان كانت ريحة رطوبة، فتحت برنامج التسجيل على موبايلها وبدأت تسجل اللي بتشوفه، اكتشفت سلم بيطلع للدور التاني، طلعت بحذر، على شمالها كانت في براويز متعلقة بطول السلم، وصلت لحد الدور التاني وقدامها على نور الكشاف ممر طويل في نصه على اليمين سلم تاني، وعلى شمالها أوض كتير.. كتير جدًا، كانت واقفة محتارة تطلع الدور التالت ولا تدخل الأوض؟.. بس فجأة بتشوف بنت واقفة على أول السلم وبتبتسملها، ابتسمتلها مروة وهي مرعوبة، قربت منها البنت ومسكت ايديها وطلعت بها للدور التالت.

******* 

الساعة 3:10 الفجر:

بتوقف عربية قدام بوابة القصر وجواها كان راكب جميل اللي بص على البوابة وقال بنبرة قلق "غريبة.. بوابة القصر مفتوحة كده إزاي؟" وقف مكانه لثواني وبعدين قرر إنه يدخل، وصل لحد باب القصر وساعتها وقف العربية ونزل، بص على الباب الكبير وكان حاسس برهبة من المكان، لكن كلام نون كان بيرن في ودنه، خطوة كبيرة هيقدر يثبت نفسه بها ككاتب رعب من الدرجة الأولى، خطوة هيسبق بها كل زمايله في المجال، خد القرار وطلع السلم ناحية الباب، استغرب إن الباب مفتوح، حس إن فيه حد غيره هنا، بص مافيش عربيات موجودة غير عربيته، معقولة يكون في حد كان هنا قبله!.. قال في سره وقتها "أكيد واحد منهم جه بعد العشا وسبقه.. بس على مين ماحدش فيهم هيعرف يكتب اللي انا هكتبه" دخل من الباب ولإن الدنيا كانت ضلمة طلع هو كمان موبايله وبدأ يستكشف المكان على ضوء الكشاف، نفس التراب وريحة الرطوبة، بس جميل ماكنش محتاج برنامج تسجيل لإنه بيقدر يحفظ كل حاجة في دماغه لفترات طويلة، دخل ناحية أوضة من الأوض الموجودة في الدور الأول وأول ما بقى في نص الأوضة.. الباب اتقفل.

******* 

الساعة 3:20 الفجر:

وقفت عربية قدام البوابة لثواني وبعدين دخلت بسرعة، لحد ما وقفت قدام باب القصر، وساعتها نزل علي وهدان، بص حواليه يمين وشمال قبل ما يقفل زرار بدلته ويطلع على السلم، زق الباب اللي عمل نفس الصوت وبعدها دخل علي جوة، وقف لثواني متردد بعدين خرج موبايله وفتح الكشاف، بص بصة سريعة على الدور الأول قبل ما الكشاف يجي على السلم، وساعتها اتحرك علي ناحيته بسرعة، طلع السلم، وكانت جانبه نفس البراويز، وأول ما سلط الضوء على برواز فيهم، رجع لورا بسرعة والموبايل وقع من ايده، فضِل باصص ناحية البراوز لثواني قبل ما يوطي يجيب الموبايل من على السلم، بعدها طلع وهو بيحاول يتفادى إنه يبص على البراويز، وأول ما وصل الدور التاني بص قدامه على الممر وساعتها شاف الأوض، مشي ناحية أول أوضة ودخل جواها، كان بيستكشف الأوضة لما فجأة الباب اترزع.. لف وشه بسرعة عشان يشوف مين اللي قفل الباب؟.

******* 

الساعة 3:30 الفجر:

بتدخل عربية من بوابة القصر وبتوقف قدام الباب الكبير، بينزل منها حمزة، بيبص على الباب وبعدين بيقول لنفسه "انت قدها يا حمزة.. لازم تسبقهم" بياخد نفس عميق قبل ما يتحرك ناحية الباب، بيزق الباب وبيدخل، وبيحاول يشوف في الضلمة لكنه مابيقدرش يميز حاجة، بيدور على موبايله بس بيكتشف إنه سابه في العربية، طلع الولاعة وبدأ يمشي جوة القصر، كان رايح ناحية المطبخ لما سمع صوت بيهمس "حمزة.. حمزة" بلع ريقه بصعوبة وهو بيتلفت حواليه، الصوت اتكرر تاني "انا هنا يا حمزة.. تعالى.. تعالى ماتخافش" بيحاول يتكلم لكن الكلام مابيخرجش من بوقه، بيلف عشان يخرج بس ساعتها.. ساعتها الباب الكبير بيتقفل.

****** 

الساعة 3:40 الفجر:

بتدخل عربية من البوابة، وبتقف قدام الباب، بينزل منها نون، وكان لابس هدوم كاجوال ولافف حوالين وسطه حزام عريض في بعض أدوات خاصة به، طلع السلم وزق الباب، وقبل ما يدخل سحب كشاف من الحزام ونوره، وساعتها شاف حمزة واقف قدامه في نص الصالة، عقد حواجبه بإندهاش وسأله...

- حمزة!.. ايه اللي جابك هنا؟

جري عليه حمزة بسرعة...

- الحقني.. الحقني يا نون.. المكان ده طلع مسكون فعلًا.

ضحك ضحكة عالية قبل ما يقوله...

- وانت ايه اللي جابك طالما بتخاف؟!.. انا مش قولتلكوا إنه مسكون.. وبعدين جاي مكان زي ده بولاعة!

- انا ماكنتش فاكر الموضوع بجد.. انا كنت فاكر الناس بتبالغ.

- طب اهدا.. اهدا يا حمزة.

في اللحظة دي اتفتح باب أوضة من الأوض، بسرعة وجِه نون الكشاف ناحية الصوت، عشان يشوف جميل خارج من الأوضة، أول ما نور الكشاف جِه في وشه اتثبت جميل في مكانه، وبعدين قرب منهم، وقال باستغراب...

- نون.. وحمزة!.. انتوا بتعملوا ايه هنا؟

رد عليه نون بسرعة...

- انت وهو اللي بتعملوا ايه هنا؟.. انا مش سألتكوا تيجوا معايا واتريقتوا عليا وقولتوا اني مجنون.. ولا طمعتوا في السبق وحبيتوا كل واحد ياخده لنفسه؟

رد عليه جميل...

- نون انا.. انا فعلًا ماكنتش ناوي أجي بس الغموض اللي حوالين القصر شدني فحبيت اجي اشوف المكان بنفسي.. لكن انا مش هكتب عنه.. بصراحة المكان ده مريب ومش طبيعي.

- طب ما تروح لو خايف أوي كده.

- اروح!.. لا لا انا هفضل معاك ونشوف ايه اللي هيحصل.

بعد ما خلص جميل جملته سمعوا التلاتة صوت جاي من على السلم، وجِه نون الكشاف ناحية السلم ووقتها شاف مروة نازلة.. ضحك وقال بصوت عالي...

- الله.. الله.. ده الحبايب كلهم هنا بقى.

وقفت مروة مكانها وبصت عليهم قبل ما تقول بسخرية...

- واضح اني مش لوحدي اللي فكرت اخونك يا نون.

- لا ياروحي مش لوحدك.. اومال فين علي بالمرة؟

رد عليه جميل...

- علي يخاف يدخل مكان زي ده لوحده.

- اخرس يا كلب.. انا ادخل المكان ده واللي يتشددله كمان.

وجِه نون الكشاف ناحية الصوت لقى علي نازل من على السلم، قرب علي ووقف جنبهم، لحد ما بقوا واقفين كلهم في دايرة واسعة، اتكلم ساعتها نون وقالهم بعتاب...

- ايه لازمته بقى اللي حصل ده؟.. ما انا قولتلكوا تيجوا معايا.

سكتوا كلهم وماحدش رد، فكمل كلامه وقال...

- ما علينا.. انا هعدي اللي حصل ده واعتبركوا وافقتوا على الديل واعتبر اننا جينا مع بعض.. احنا هنبدأ من الأوض.. عايزين نستكشف الأوض.

اتكلم جميل وقاله...

- انا دخلت الأوضة دي.. بص هي مافيهاش حاجة تخوف بس فيها حاجة مش مريحة تحس زي مايكون معاك حد في الأوضة لكن انت مش شايفه.

قالت مروة...

- الدور التالت فيه حاجات غريبة بس برضه ماقدرتش اعرف ايه هي.. بس تحس انك دخلت عالم تاني.. ديكورات قديمة وصور شكلها غريب.

بص نون لحمزة وسأله...

- وانت يا حمزة عرفت ايه؟

- انا.. انا.. لا انا ماشوفتش حاجة.

- اومال كنت مرعوب ليه؟

- لا لا مافيش.. مافيش.

- طب وانت يا علي كنت فين؟

- انا دخلت اول أوضة في الدور التاني.. مافيهاش حاجة بس في صوت جاي من الدولاب.. طبعًا مافتحتوش.

قال جميل بسخرية...

- اه طبعًا عشان ماتقلقش منام اللي جوة.

ضحكوا كلهم على كلام جميل ماعدا علي اللي اتريق عليه...

- هاها.. سخيف.

قطع نون الخناقة قبل ما تبدأ وقالهم...

- خلاص بقى مش وقته لعب العيال ده، خلونا نشوف هنعمل ايه.. مافيش قدامنا وقت طويل على طلعة النهار.. ولو النهار طلع مش هنعرف حاجة.

سألته مروة باستغراب...

- اشمعنا يعني؟

- الكلام اللي قريته وشوفته.. إن القصر ما بيظهرش فيه حاجة غير من بعد المغرب لحد شروق الشمس، بعدها المكان بيكون طبيعي جدًا.

سأل علي...

- طب هنبدأ منين؟

رد عليه نون...

- انا بقول كل واحد يـ...

قاطعه حمزة فجأة وقاله...

- ثانية واحدة بس.. انا لما جيت بعربيتي ماكنش في عربيات بره.. هو انتوا جايين من غير عربياتكوا؟.

ردوا كلهم في نفس واحد بجملة واحدة...

- لا انا جيت بعربيتي.

بصوا لبعض باستغراب، واتكلم نون بعدها...

- وانا داخل ماكنش في ولا عربية!

سألته مروة...

- يعني ايه؟.. اومال العربيات فين؟

ماحدش رد لدقيقة لحد ما اتكلم حمزة وقال...

- عارفين ده معناه ايه؟.. القصر ده مسكون فعلًا مش خرافة.. انا.. انا همشي ومش عايز اعرف حاجة عن القصر ده.

اتحرك حمزة ناحية الباب وكلهم وراه بيقولوله..

- استنى يا حمزة بس.. يا حمزة.

رد عليهم من غير ما يوقف...

- انا همشي يا جدعان.

بس فجأة الباب اترزع، وقف حمزة مكانه وكلهم وقفوا هم كمان في اماكنهم، لكن بعد ثواني فاقوا على صوت الباب اللي وراهم في الدور الأول بيترزع هو كمان، لفوا وشهم ناحية الباب، وقبل ما يلحقوا يستوعبوا اللي بيحصل، سمعوا صوت أبواب بتترزع في الدور التاني، بعدها ستاير الشبابيك حواليهم بدأت تتقفل بسرعة، كانوا هم الخمسة بيلفوا حواليهم مع الأصوات والحركات اللي بتحصل، مش فاهمين اللي بيحصل بس اللي متأكدين منه إنه أكيد مش حاجة كويسة أبدًا.

عدوا حوالي دقيقتين وكلهم واقفين ساكتين وبيبصوا لبعض، لحد ما اتكلم جميل وسألهم...

- ده معناه ايه بقى؟!

ماحدش كان عنده رد، كلهم كانوا مصدومين، حاول نون يهديهم لما قال...

- اهدوا يا جماعة، احنا كل واحد جاي هنا وعارف إن اللي بيحصل حاجة خطيرة ومش سهلة، اهدوا كده عشان نعرف نفكر هنعمل ايه؟.. دلوقتي احنا محبوسين هنا، وغالبًا كده محتاجين معجزة عشان نخرج.

اتكلمت مروة وهي منهارة وعلى وشك العياط...

- يعني ايه؟.. هنموت هنا؟.. انا مش عايزة أموت دلوقتي.

قالها علي بعصبية...

- هو ايه اللي مش عايزة اموت دلوقتي!.. اسكتي خالص خلينا نعرف نفكر.

بص بعدها لنون وقاله...

- تفتكر ممكن نعمل ايه؟

- مش عارف بالظبط بس أكيد مش هنوقف متكتفين كده.. لازم ندور على مخرج.

- مخرج صح.. لازم نشوف مخرج نهرب منه.. انا هدور انا وحمزة هنا وانت وجميل اطلعوا دوروا فوق.

- تمام.. يلا يا جميل.

اتحركوا الأربعة بس مروة صرخت فيهم وهي بتعيط...

- طب وانا!.. هتسيبوني هنا لوحدي؟

بصلها نون شوية وبعدين قالها...

- تعالي معايا انا وجميل.

اتحركت معاهم وطلعوا التلاتة فوق، وأول ما وصلوا الممر بص نون على الاوض لقاها مقفولة كلها، نور الكشاف في الممر كله وبعدين بص لمروة وسألها...

- انتِ طلعتي الدور التالت ازاي؟

- على السلم اللي هنا ده.

- هنا فين؟.. مافيش سلالم.

- والله كان في سلم هنا وانا طلعت عليه.

- طب خلاص خلينا نشوف الأوض.

راحوا ناحية أول أوضة واللي كان دخلها علي، مد نون ايده وحاول يفتح الباب لكن كان مقفول، راحوا ناحية الباب التاني بس برضه مقفول، قالهم نون وقتها...

- شكلهم مقفولين كلهم بس خلونا نحاول تاني.. كل واحد فينا يحاول يفتح باب، عدد الأوض كتير ولو مشينا مع بعض هناخد وقت طويل، روحي يا مروة انتِ وجميل كل واحد يحاول يفتح اوضة واللي يفتح معاه باب ينده للباقيين.

- تمام.

اتفرقوا في الممر وكل واحد فيهم بيحاول يفتح أوضة، لكن البيبان كانت مقفولة، لحد ما فجأة باب اتفتح مع نون، لف وشه ناحيتهم وقالهم...

- الباب اللي عندي اتفتح.

ردت عليه مروة اللي كانت واقفة قدام أوضة على الصف الشمال وقالت...

- والباب ده اتفتح.

قال جميل بصوت عالي من مكانه في اخر الممر...

- والأوضة دي كمان اتفتحت.

قالهم نون...

- طب كل واحد يدخل يشوف الأوضة فيها ايه؟.

دخل كل واحد فيهم الأوضة اللي قدامه، بمجرد ما دخل نون الأوضة الباب اتقفل وظهر عليه من بره الرقم خمسة، وأوضة مروة بابها اتقفل واتكتب عليه الرقم 3، اما أوضة جميل فاتكتب على بابها الرقم 2.

******* 

في الدور الأول كان حمزة وعلي بيدوروا على مخرج لهم، لكن بعد بحث طويل مالقوش حاجة وهنا اقترح حمزة على علي انهم يطلعوا الدور التاني ويدورا مع زمايلهم، وافق علي على اقتراحه وطلعوا الاتنين فوق، بس أول ما وصلوا ماكنش في أوض، وقف علي يتلفت حواليه بالكشاف وهو مذهول، قرب من الحيطة ومشى ايده عليها وهو بيقول بإندهاش...

- إزاي؟!.. الأوض راحت فين؟

حمزة كان متوتر وبدأ يدخل في أزمة ضيق تنفس، وسأل علي بارتباك...

- الباقيين فين؟.. فين نون ومروة وجميل؟

- ماعرفش.

- تتـ..فتكر يكونوا ماتوا؟

- ماعرفش.. انا مش كنت معاك تحت.

- ماعرفش.. ماعرفش.. اومال ايه اللي تعرفه؟

- اللي اعرفه ان احنا لو ماخرجناش من هنا بسرعة هنحصلهم.

- نحصلهم.. نحصلهم فين؟

- لما تروحلهم هتبقى تعرف.

بلع حمزة ريقه بصعوبة وسكت، لف علي وشه الناحية التانية ونور الكشاف وساعتها قال لحمزة...

- في سلم هنا اهو تعالى لما نشوف بيودي على فين؟

- ما.. مابلاش يا علي.

- خلاص خليك واقف هنا لحد ما تموت.. انا هطلع.

- لا استنى.. انا جاي معاك.

مشيوا الاتنين على نور الكشاف ناحية السلم وطلعوا لحد ما وصلوا للدور التالت، وفي نفس اللحظة اللي وصلوا فيها تليفون علي فصل شحن والكشاف قفل والدنيا ضلمت، مسك حمزة في دراعه زي طفل خايف متشعبط في دراع أمه، حاول علي يتخلص منه وهو بيقوله بزهق...

- يا اخي اوعى.. انا لو معايا ابن اختي كان هيبقى انشف من كده، وعاملي فيها كاتب رعب وانت بتخاف من خيالك.

- الكتابة حاجة والحقيقة حاجة ياعم علي.

- ياشيخ اتنيل.. ابعد عني خليني اشوف هنعمل ايه؟

- اهو بس ماتبعدش عني.

ساب حمزة دراع علي بس كان ماسكه من جاكيت البدلة، مشيوا الاتنين وهم مش شايفين أي حاجة، لكن علي كان بيحسس بايده على الحيطان، وفجأة قال...

- ولا يا حمزة فيه اوضة هنا.

- طب.. طب افتح الأوضة بسرعة.

حاول علي يفتح الأوكرة لكن الباب مابيتفتحش، قال ساعتها...

- الباب ده مابيفتحش.. بس خلينا نشوف الأوضة اللي بعدها أكيد الدور ده نفس الدور اللي تحت وفيه أوض.

- هو احنا لقينا حاجة تحت ياعلي!

- لا الدور اللي تحت كان فيه أوض انا متأكد.

- طب يلا يلا شوف الأوضة اللي بعدها.

- وانت هتفضل متشعبط فيا كده؟

- عايزني اعمل ايه يعني؟

- ماتسيب أم الجاكيت خليني اعرف اتحرك.

- حاضر.. حاضر

ساب حمزة جاكيت البدلة بتاعت علي اللي بدأ يتحرك للأوضة اللي بعدها وهو بيحسس على الحيطان، لحد ما ايده جت على أوكرة باب الأوضة، حاول يفتحه لكن ماتفتحش، فقال...

- الباب ده كمان مقفول.

ماسمعش أي رد، فسأل بهدوء...

- ولا يا حمزة.. انت فين ياله؟

حمزة ماكنش بيرد عليه، بدأ علي يتوتر وقال بارتباك...

- انت فين يا حمزة؟.. بلاش الهزار البايخ ده.

زعق  المرة دي...

- حمزة رد عليا، انا مش بحب الهزار ده يا اخي.

******* 


في الناحية التانية كان حمزة بيحسس على الحيطان وهو بيقول...

- علي.. انت فين ياعلي؟

كان بيقولها بصوت ماليان دموع، لكنه ماوقفش مكانه، فضل يحسس على الحيطة ويحاول يفتح بيبان الأوض...

- قعدت تقولي سيبني سيبني.. ادينا توهنا من بعض.. وهنموت.. هنموت ياعلي. 

صرخ بصوت عالي...

- رد عليا يا علي؟

فجأة ايده جت على أوكرة باب أوضة وأول ما ضغط على الأوكرة الباب اتفتح.. بسرعة رمى نفسه جوة الأوضة، بس الباب اتقفل واتكتب عليه رقم 4.

******* 


- انا اللي غلطان اني جيت اساسًا.. ماكنش ينفع اجي مكان زي ده.. الله يخرب بيت الطمع.

علي كان ماشي يلوم نفسه وهو بيحاول يوصل لأوضة مفتوحة، لحد ما لقى باب مفتوح، دخل جوة وفي نص الأوضة الباب اتقفل واتكتب عليه رقم 1.

لف علي وشه بفزع، وبعدين وقف مكانه بيحاول يكتشف أي حاجة، لكن فجأة سمع صوت بيضحك بطريقة مرعبة وبيقول...

- علي وهدان.. الكاتب الكبير.. كان فاكر انه جاي وهيقدر يعرف سر القصر.. بس ياترى هتقدر تخرج يا علي؟.

اتلفت علي حوالين نفسه وهو بيصرخ...

- انت مين؟.. وعايز مني ايه؟

في اللحظة دي نور نور ضعيف في ركن من أركان الأوضة، وظهر شاب في العشرينات.. اتكلم وقال...

- ازيك يا علي؟.. فاكرني؟.

اتجمد علي في مكانه وقال بتلقائية...

- فارس!

- ايوة فارس يا علي.. كنت فاكر انك قدرت تهرب من اللي عملته فيا زمان؟

- فارس.. انا..انا.. ماكنتش.. ماكنتش عايز ده يحصل بس.. بس صدقني كان غصب عني.

- كان غصب عنك ايه بالظبط يا علي؟.. فاكر انت عملت ايه يومها؟.. انا افكرك.

سكت علي وماردش، بس فجأة النور قفل ورجع فتح نور تاني في ركن جديد.. المرة دي شاف علي فارس قاعد على كنبة قدامه وبعدها شاف نفسه وهو داخل في النور وبيقعد جنب فارس وبيقوله...

- ازيك يافارس؟

- الحمدلله يا علي.. انت عامل ايه؟

- مش تمام.. بس اهي ماشية.

- مالك يابني؟

- اتخانقت مع ابويا تاني ياسيدي.. كل شوية يسمم بدني، وماسكلي في نغمة انت عيل فاشل ومالكش مستقبل وادي دقني إذا فلحت.. انا زهقت منه ومن تصرفاته.

- طب بس بس اهدا.. انا هقوم اعملك حاجة تشربها.

- لا ياعم خليك.. هقوم انا اعمل بس شوية كده.. انا ماليش نِفس.. المهم قولي عملت ايه في شغلك؟

- اديني شغال على الرواية الجديدة وربنا يسهل وتخلص على خير.

- إن شاء الله هتخلص على خير وهتكسر الدنيا.. وبكرة تقول علي قال.

- يارب ياعلي.. انا تعبت في الرواية دي جدًا.. بقالي سنين شغال عليها.

- ربنا هيكرمك ياحبيبي ماتقلقش.

 بيولع علي سيجارة وبعد ما بياخد نفس بينفخ الدخان في الهوا، بيحاول فارس يبعد الدخان عنه بايده وهو بيكح وبيقول لعلي...

- ياعلي يا علي.. امتى ربنا يتوب عليك من السجاير دي يا اخي.

- ادعيلي بقى.

بيكح فارس مرة تانية وهو بيحط ايده على صدره، بيطفي علي السيجارة وبيقوله...

- اسف يا فارس من اللي انا فيه نسيت ان عندك حساسية.

- كح..كح ولا يهمك يا علي.. انا هقوم اخد البخاخ وهبقى كويس.

قام فارس وخرج من المشهد.. بتضلم الدنيا بعدها وبتفتح لمبة في نص الأوضة، بيظهر فارس في وسط بقعة الضوء وهو ساند على مكتب وبيتكلم في التليفون الأرضي وكان بيقول...

- انا فرحان أوي يا علي.. انا روحت دار النشر النهاردة وقابلت صاحب الدار الراجل حكيتله عن الرواية كان مبهور بها، ومش بس كده ده وعدني إنه هيصرف دعاية ماتصرفتش على رواية تانية قبل كده.. وطلب مني اخلص الفصل الأخير واروح اسلمهاله في اسرع وقت.. انا مبسوط أوي ياعلي.. الرواية دي تعتبر أول رواية ليا.. سيبك من الرواية التعبانة اللي نزلت قبل كده.. الرواية دي فعلًا هتكون انطلاقتي.. الله يبارك فيك ياحبيبي.. هستناك تعدي عليا بالليل عشان نحتفل.. سلام يا حبيبي.

النور بيقطع بعدها وبيسمع علي صوت فارس في الضلمة بيقوله...

- كنت مستنيك عشان نحتفل.

رد علي بصوت حزين...

- ماقدرتش يا فارس.

بينور النور على نفس الكنبة، فارس قاعد لوحده على الكنبة، وبعد ثواني بيدخل علي ومعاه صينية عليها كوبايتين شاي، بيحطها على الترابيزة وبيقعد جنب فارس اللي كان باين عليه إنه مبسوط جدًا، وفضِل يتكلم كتير عن الرواية وأحلامه، وفي وسط ده خد علي كوباية الشاي بتاعته ورجع بضهره في الكنبة وهو بيسمع فارس بيتكلم بحماس، بعدها قطع كلامه وقاله...

- يابني كفاية كلام عن الرواية، انت مافيش حاجة في دماغك غيرها.

- حلم حياتي يا علي.. حلم حياتي.

- ياسيدي إن شاء الله هيتحقق.. اشرب الشاي بتاعك عشان برِد.

- والله عندك حق الكلام خدني ونسيت اشربه.

- طب اشربه بقى وانا هقوم افتح التلفزيون نتفرج على أي حاجة بدل ما تاكل دماغي بالرواية تاني.

- مش هتلاقي حاجة وبعدين هم قناتين اساسًا.. انا لسه مابقيتش من الاغنيا عشان اجيب دش.

- اهو بكرة ياسيدي ربنا يفتحها عليك وتجيب دش وبكامة كمان.

- اه لو الرواية نجحت زي ما انا متوقع...

- ييييييه.. انا اسف اني فكرتك.

قام علي من على الكنبة وبعد دقيقة ظهر صوت اسماعيل يس، رجع علي على الكنبة وقاله...

- اهو اسماعيل يس في الفيلم ده بيموتني ضحك.

ضحك فارس وهو بيقوله...

- شغلتك على المدفع ايه.. برررم. 

ضحكوا الاتنين بصوت عالي.. وشرب فارس بوق من كوبايته.

(صوت في الخلفية على المشهد الأخير من فيلم إسماعيل يس في الإسطول)

بص علي على فارس لقاه نايم براسه على ضهر الكنبة، قام من مكانه ووقف قدامه وبعدين بدأ ينيمه بطول الكنبة وهو بيقول...

- معلش يا فارس.. حقك عليا يا اخويا بس انا مش هينفع أكمل حياتي كده.. ارقد انت في سلام وماتخافش على روايتك في الحفظ والصون يا اخويا.. واوعدك الرواية هتنجح زي ما انت عايز.

بص علي على فارس وبعدين خرج من المشهد قبل ما يرجع تاني وياخد كوباية الشاي اللي هو كان بيشرب فيها... 

- لمؤاخذة يا فارس بس عشان البصمات.

بيتنقل النور لوسط الأوضة وعند نفس المكتب اللي عليه التليفون بيظهر علي وهو بيقلب في الأوراق المحطوطة على المكتب، لحد ما بيلاقي الرواية بياخدها وبيختفي من المشهد.

الدنيا بتضلم وبيرجع صوت فارس...

- ليه يا علي؟.. ليه عملت كده؟

- الشيطان.. الشيطان وزني يومها.. ماكنتش شايف غير نفسي وانا ناجح بعد الرواية ما تتنشر والناس كلها بتجري عليا عشان تتصور معايا، والفلوس اللي هكسبها من ورا الرواية، ماكنتش شايف غير اني واقف قدام ابويا وانا بثبتله اني مش فاشل وهو واقف قدامي مذهول وبيعتذرلي.. لقتني فجأة بحط المنوم في الشاي واستنيتك لحد ما نمت.. طول الفيلم كنت عمال ابصلك وانا بفكر ارجع عن اللي ناويت عليه.. لكن برجع تاني وافتكر اللحظة اللي هقف فيها قدام ابويا ويعتذرلي عن إهانته ليا.. لحظة تساوي كتيرأوي يا فارس.. تساوي اني اعمل أي حاجة عشان اعيشها.. وبعد ما انت نمت فردت جسمك على الكنبة وشيلت أي حاجة لها علاقة بيا ودخلت دورت على الرواية ولما لقتها روحت المطبخ وفتحت أنبوبة البوتجاز على الأخر، وبعدها خرجت وقفلت الباب،  كنت عارف انك هتموت بسرعة بسبب الحساسية اللي عندك.. سامحني يا فارس.. ارجوك سامحني.. انا من يومها وانا عايش في عذاب.. مش قادر انسى اللي حصل.

خلص علي كلامه وكان مستني فارس يرد عليه.. لكن ماكنش فيه صوت، اتلفت علي حواليه في الضلمة وهو بيقول...

- فارس.. انت روحت فين يافارس؟.. ماتمشيش، فارس.. فارس.

الصوت ماردش وبدأ علي يحس بغاز بيتسرب في الأوضة، جري على الباب وحاول يفتحه لكنه ماكنش بيفتح، خبط بهيستيرية، كان بيكح جامد، قلع الجاكيت وحاول يخبي وشه، لكن بعد دقيقة بدأت اعصابه ترتخي والجاكيت وقع من ايده.. وبعدها وقع علي على الأرض.. واتمسح الرقم من على الباب.

****** 

نلتقي في الجزء الثاني


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل.

التنقل السريع