
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
السلام عليكم يا استاذ محمد، انا شريف عز.. شخص بيتابع برنامجك من زمان، وبيعجبني اسلوب حضرتك جدا، لكن اكتر حاجة بتعجبني، هي الحلقات اللي بتتكلم عن التجارب الحقيقة، وبصراحة كل مرة بسمع فيها تجربة من التجارب، بحس بمتعة رهيبة كده، بس تملي كنت بقعد افكر كتير في اصحاب التجارب دي، والحقيقة كنت بحس بالشفقة عليهم وبقول ازاي في انسان، ممكن يواجه كل الرعب ده ويفضل عايش، لا ويقدر كمان يحكي اللي حصل معه، وماخبيش عليك، انا كنت ساعات بقول ان حضرتك اكيد بتزود تفاصيل من عندك.. وفضلت اقنع نفسي بالفكرة دي في كل مرة، وانا مش عارف كنت بعمل كده ليه، هل عشان محسش بالخوف اكتر؟.. ولا عشان اقنع نفسي ان اصحاب التجارب دي، مش ناس زينا وممكن اقابلهم في حياتي، وده برضه عشان ماحسش بالخوف بعد ما بسمع تجاربهم.
لكن كل ده اتغير في اللحظة اللي عيشت فيها تجربتي الحقيقية، التجربة اللي لو سمعتها من حضرتك، أكيد ماكنتش هصدقها، وقبل ما ابدأ حكايتي.. ياريت تنبه علي مستمعينك إن ماحدش يحاول يقنع نفسه ان التجربة دي مش حقيقية زي ما انا كنت بعمل، وياريت تنبه على اللي هيسمع كمان، إنه مايكملش الحلقة لو مش هيقدر يقنع نفسه، وده ببساطة لأن القصة هتفضل تطارده لوقت كبير، اسف علي المقدمة الطويلة دي، لكن سامحني، انا مش كل يوم هلاقي فرصة اتكلم فيها مع حضرتك، ودلوقتي.. خليني احكيلك تجربتي مع مجيدة...
زي ماقولت لحضرتك في البداية، انا اسمي شريف عز، عندي 28 سنة، عايش مع والدتي في حي من الاحياء الشعبية في القاهرة، بالظبط يعني في حارة من الحارات اللي أكل الزمن عليها وشرب زي مابيقولوا.. سكان الحارة عندنا ناس طيبيين اوي، لسه محتفظين بعادات وتقاليد الحواري القديمة المليانة دفا وحب اسري، وعشان كده كنا كلنا واحد، واي حد كان بيبقي عنده مناسبة، سواء فرح او حزن، كانت الحارة كلها بتبقي معاه وواقفة جنبه، والموضوع ده كان سبب اني ماسيبش الحارة حتي بعد ما ربنا كرمني وبقيت قادر انقل مكان تاني، ماهي اصل والدتي ست كبيرة، وملهاش غيري، وانا اغلب الوقت برة البيت بحكم شغلي، فماكنتش ببقى مطمن عليها إلا وانا سايبها في وسط ناس بيحبوها، ولو حصلها حاجة في غيابي لاقدر الله، هيكونوا موجودين جنبها، اه.. وعشان لو حد من المستمعين المحللين "اللي انا واحد منهم" سأل.. ليه ماتجوزتش، فانا هجاوبه واقوله اني اتجوزت فعلا، لكن مراتي ماتت بعد سنة واحدة بس من جوازنا، ومن بعدها قررت ماتجوزش تاني، اصل احنا حبينا بعض لسنين طويلة، بس ربنا اراد تعيش معايا بعد الجواز، لمدة سنة واحدة بس، واهو.. الحمدلله علي كل حال، المهم في يوم من الايام، كنت راجع من الشغل متأخر زي العادة، وقبل ما افتح باب الشقة، سمعت صوت جاي من شقة عم محمود جارنا، وعم محمود هو راجل في الخمسين من عمره، كان صوت زعيق عالي جدا بينه وبين مراته، طنط روحية، وهي ست مش كبيرة في السن، يعني كانت تقريبا 43 سنة، بس انا اتعودت اقول لها طنط من وانا صغير.
في البداية استغربت طبعا لأن عمر صوتهم ما كان عالي بالشكل ده، بس بعد كده قولت لنفسي، مالكش دعوة وخليك في حالك، ومع وصولي، فتحت الباب ودخلت شقتي، حطيت حاجتي علي السفرة ودخلت ابص علي والدتي اللي لقيتها كالعادة قاعدة في اتجاه القبلة وبتصلي قيام الليل، استنيت لحد ما خلصت، وبعدين بوست ايدها زي ما انا متعود، وهي كمان طبطبت علي ضهري ودعت لي دعوة من دعواتها الحلوة.. اطمنت انها خدت الدوا بتاعها، وبعدين بدأت احكي لها يومي كان ماشي ازاي، وفي وسط كلامنا، سمعنا فجأة صوت تكسير وخبط جاي من شقة عم محمود!.. وقتها امي اتفزعت وطلبت مني اروح اشوف ايه اللي بيحصل، ف جريت علي شقته وخبطت علي الباب، لكن ماحدش بيفتح!.. خبطت كتير جدا وانا سامع صوت حاجات بتتكسر جوة وعم محمود كان بيستغيث، في اللحظة دي جيرانا بدأوا يتلموا علي الصوت، ومع وجودهم، حد منهم اقترح نكسر باب الشقة، وفعلا كسرناه ودخلنا، واول ما دخلنا، لقينا عم محمود واقع علي الارض وسايح في دمه، وطنط روحية واقفة قدامه وماسكة في ايدها فازة ازاز عليها دمه!.. إنما تعرف، مش ده بس الشىء الغريب، ده الاغرب بقى، إنها كانت واقفة بتضحك بشكل مخيف، وبعد كده بصت لنا وهي بتضحك ورمت الفازة علي الارض ودخلت اوضتها وقفلت الباب علي نفسها!.. كنا واقفين كلنا متسمرين في مكاننا، وبعد ثواني فوقنا وجرينا علي عم محمود اللي دماغه كانت بتجيب دم بشكل يخوف، خدناه بسرعة وجرينا بيه علي المستشفى، والحمد لله قدرنا نلحقه، لكن بعدها الدكتور قال انه لازم يتحجز عشان هيعملوا شوية فحوصات و أشعة يطمنوا بها علي المخ، وطلب مننا نروح ونيجي الصبح، ولو حد يقدر يجيبله اي هدوم عشان يلبسها بدل الهدوم الغرقانة دم.. ياريت يعمل كده، اتدخلت وقولتله انا هجيبله هدوم واجي، وروحت فعلا عشان كده.. بس اول ما وصلت عند شقته، فضلت واقف ومش عارف اتصرف، ياترى هتعامل معها ازاي؟.. وفي وسط تفكيري ده، لقيت الباب اتفتح وطنط روحية واقفة قدامي، بصيتلها بقلق، في الوقت اللي بصتلي هي فيه بابتسامة غريبة كانت على وشها، ادتني شنطة هدومه وقالت بنفس الابتسامة...
- متقلقش، هيبقي كويس.
قالت جملتها دي وقفلت الباب بهدوء وهي مبتسمة، فضلت واقف مكاني دقيقة وبعدين دخلت شقتي، حكيت لامي كل اللي حصل، كانت مستغربة جدا، لكنها في النهاية قالتلي..
- ماتشغلش بالك يا حبيبي، قوم انت روح لعمك محمود، ولما يفوق، نبقة نفهم منه اللي حصل.
سمعت كلامها وروحت المستشفي، عم محمود كان لسه في شبه غيبوبة، طلبت من الدكتور اني اكون مرافق له في الليلة دي فوافق، ولما دخلت اوضته، كان نايم والشاش ملفوف على راسه كلها لحد طرف عينه، وايده كمان كانت مربوطة بعد ما اتخيطت كام غرزة، صعب عليا جدا.. بس اللي مش قادر افهمه، ايه اللي حصل بينهم ووصولهم لكده!.. دول طول عمرهم بيحبوا بعض وكانوا مثال للسعادة رغم انهم ماخلفوش وماعندهمش عيال، وفي النهاية ماوصلتش لاجابة طبعا، وبصراحة.. انا كنت تعبان جدا، فقررت انام علي السرير اللي جنبه ولما يفوق نبقي نتكلم، غمضت عيني ونمت، لكني سمعت بعد شوية صوت أنين جنبي!.. بصيت علي عم محمود لقيت واحدة قاعدة علي صدره وبتضربه بحديدة علي دماغه، ماكنتش قادر احدد هي مين، شعرها كان مخبي وشها كله، حاولت اقوم الحقه، ماعرفتش.. انا حسيت ان في حاجة مكتفاني، حاولت اقاومها، مفيش فايدة، الحاجة دي كانت اقوى مني، ف لقتني فجأة بصرخ فيها بصوت غير صوتي، وبسرعة.. لفت لي في اللحظة دي وهي بتضحك، منظرها كان بشع، وشها كان من غير ملامح، سابت عم محمود وقربت مني ورفعت ايديها، وقبل ما تنزل علي راسي، قومت من النوم، لقتني قاعد علي السرير ورافع ايدي لفوق كأني بلحق امسك ايديها قبل ما تضربني، ضربات قلبي كانت سريعة جدا، وكنت عرقان بشكل فظيع، بس في وسط ده كله، سمعت عم محمود بيآن جنبي، وعلي وشه تعابير الالم، جريت عليه وحاولت افوقه، لكن مفيش استجابة منه، وفجأة.. النور اتفتح، اتخضيت ولفيت عشان اشوف مين اللي فتح النور، كانت الممرضة اللي اعتذرت لما حست اني اتخضيت، علقت المحلول بعد ما فرغت فيه حقنتين، وقبل ما تخرج سألتني باستغراب..
- هو انت قاعد كده ليه؟
-مافيش، كنت بطمن عليه، اصله كان بيصرخ من الالم.
- اه تمام، ربنا يطمنك عليه.
- شكرا.
بعد ما انتهى الكلام ما بيننا، حسيت بالاحراج لثواني، بعد كده قومت قعدت علي السرير وانا ببصله، ياترى ايه اللي بيعذبك؟.. مين دي وعايزة منك ايه؟.. ماقدرتش افهم حاجة كالعادة طبعا، كل الاجابات متعلقة لحد ما يفوق، المهم وعشان ماطولش علي حضرتك، عم محمود فاق بعد يومين، واول ما فاق، الدكتور اطمن عليه وكتبله علي خروج، وواحنا في الطريق سألته..
- ايه اللي حصل ياعم محمود؟
قالي بصوت كله حزن..
- والله ياشريف يا ابني ما اعرف، خالتك روحية بقالها فترة كده متغيرة في كل حاجة، تصرفاتها مش هي، مش هي دي روحية اللي انا اعرفها، بتتعصب كتير وعلي اتفه حاجة، وكمان لما بتتعصب، بتبصلي بصة، ماكدبش عليك.. بترعب منها، المهم في اليوم ده بعد ما رجعت من برة، قعدت اتفرج علي التلفزيون زي كل يوم، عادي يعني.. وهي كمان كانت قاعدة جنبي، شوية وطلبت منها تعملي شاي، واستغربت لما لقيتها بتقولي قوم اعمل لنفسك، بس ماردتش عليها وسكتت، ولما بعد شوية سألتها علي حاجة مش فاكر والله هي ايه، ساعتها بدأت تبصلي بصتها المرعبة، وبعدين لقيتها بتقرب مني ووشها كله غضب وقالتلي بصوت مش صوتها (عايز ايه يا ابن ال.. انت مابتبطلش كلام ليه؟.. هو انا لازم اخرسك يعني) وفي اللحظة دي ضربتني بالقلم، بعدها شالتني بقوة غريبة ورمتني في الحيطة، كنت نايم في الارض ومش قادر اتحرك من الوجع، لكني شوفت رجليها وهي بتقرب عليا، ووالله يابني ماكانتش لامسة الارض، اترعبت وحاولت اقوم، لكنها كانت قعدت علي صدري وفضلت تضربني، وبعد شوية.. قامت وراحت ناحية الاوضة وبدأت تكسر في العفش، كنت انا بدأت اخد نفسي وحاولت اقوم، واول ما لفت وشافتني، مسكت الفازة وجت ناحيتي وبدأت تضربني علي دماغي، ولولا انك لحقتني انت واهل الحارة، كان زماني ميت دلوقتي.
كنت مستغرب كلامه جدا، لكني ماسألتش وحاولت اواسيه، فكمل وقالي...
- دي اكيد مش روحية مراتي، دي واحدة انا ماعرفهاش.. ولو دي مراتي روحية، تبقى اكيد اتلبست!
ماعرفش ليه افتكرتك ساعتها يا استاذ محمد وتقريبا كل حكاياتك جت في دماغي، وساعتها قولت في نفسي.. (لو صح كل اللي عم محمود بيحكيه ده، ف معناه انها اتلبست فعلًا) ومع كلامي مع نفسي، افتكرت كمان بصتها ليا لما دخلت الشقة، والابتسامة الغريبة اللي كانت علي وشها لما روحت اجيب الهدوم، اه صحيح، هي كمان عرفت اني محتاج هدوم لعم محمود من غير ما اقولها، وبصراحة.. اترعبت جدا وبقيت محتاج عم محمود هو اللي يطمني.
كنا ماشينن سوا وفضلنا نتكلم كلام مبهم عن خالتي روحية واللي بيحصلها، وبعد ما وصلنا، اهل الحارة كلهم اتلموا حوالينا عشان يطمنوا علي عم محمود، وبعدها حد منهم سأله...
- هتعمل ايه معاها يا عم محمود؟
وفي الحقيقة الرجل سكت وبعدين سأل..
- فين الشيخ مفتاح؟.. انا عايز الشيخ مفتاح.
الناس كلها استغربت، بس بعد ثواني، رد راجل واقف بعيد شوية وقال له...
- الشيخ مفتاح في مشوار، بس زمانه علي وصول.
بص له عم محمود وبعد كده بص لي وقال...
- خلاص، انا هستناه لحد مايجي، وبعدين اخده ونطلع، معلش يا شريف يا ابني... انا هقعد عندك الشوية دول.
رديت عليه بسرعة...
- انت بتقول ايه ياعم محمود، البيت بيتك طبعا، ده انت تشرفني في اي وقت.
طبطب علي كتفي بهدوء وقال لي...
- عيشت يابني.. طول عمرك ابن أصول.
وبعد كلامنا ده، الناس مشيت وانا خدت عم محمود وطلعنا فوق، وقدام باب الشقة.. كان واقف مستنيني علي ما اشوفله السكة، وده يعني عشان لو والدتي قاعدة براحتها ولا حاجة، وفجأة.. سمعته بيكلم حد، خرجت لقيته واقف وقدام باب شقته كانت واقفة طنط روحية، أو بمعني أدق، اللي لابس طنط روحية، كان واقف مبتسم ابتسامة صفرة خبيثة، وقال بصوت غريب ومرعب...
- انت ميت يا محمود، لحقوك بس المرة دي، إنما المرة الجاية، المرة الجاية هقتلك وماحدش هيقدر يتعرف علي جثتك.
سحبته بهدوء وقولتله بخوف...
- يلا بالله عليك ياعم محمود، يلا ندخل بالله عليك.
بصت لي وضحكت بصوت عالي وقالتلي...
- شريف، الواد اللي عامل طيب وفي الحقيقة هو اللي قتل مراته، هو اللي بيتكلم دلوقتي!
قالت كده وفضلت تضحك، ضحكتها كانت بتهزني من جوة، وبعدين انا قتلت مراتي ازاي؟.. حاولت ادخل وادخل عم محمود معايا واقفل الباب، لكنها قربت وقالت بغضب .
- مجيدة مش هتقدر تحميك مني، انا هقتلك انت كمان وهقتل اي حد هيحاول يمنعني عنها.
وقبل ما تقول اي تخاريف تانية، دخلت وشديت عم محمود بسرعة وقفلت الباب، خبطت علي الباب مرتين ويمكن اكتر، بعدهم سمعت صوت ضحكتها العالية المرعبة، وبعد شوية، اختفت، عم محمود كان بيتنفض من الخوف، وبصراحة انا كمان كنت مرعوب، بس اللي كان شاغلني وقتها، هي مين مجيدة اللي هتحميني دي؟.. وازاي انا قتلت مراتي؟.. هي الولية دي بتقول ايه اصلًا!
ساعتها والدتي كانت سمعت اللي اتقال، ولما شافتني قاعد كده، جت وخدتني في حضنها وقالتلي...
- ماتفكرش في كلامها، الله اعلم مين بيتكلم بلسانها، وبعدين هو ده اللي بيقويهم، خوفنا منهم هو اللي بيسمحلهم يتحكموا فينا، خليك واثق ومؤمن بالله، وماتحطش كلامهم في دماغك.
كمل عم محمود كلام امي وقال لي...
- والدتك بتتكلم صح يا شريف، خليك مؤمن بالله دايما ومفيش حاجة من دي هتأذيك، ومتزعلش من روحية، هي مش واعية هي بتعمل ايه ولا حتى بتقول ايه.. اللي بيتكلم اصلا مش روحية مراتي، ما انا قولتلك على اللي فيها.
رديت عليه وقولتله وانا بهز راسي...
- ونعم بالله يا عم محمود، انا عارف ان طول ما ربنا معايا، مفيش حاجة هتقدر تقرب لي، وانا مش زعلان من طنط روحية، انا مقدر اللي هي فيه، وان شاء الله هتبقى بخير.
وفضلنا نتكلم سوا لحد ما امي دخلت حضرت الاكل، وعلى ما كلنا وشربنا الشاي، كان الشيخ مفتاح وصل، اهل الحارة بلغوه اننا مستنينه عندي، وعشان كده طلع شقتي علي طول، فتحتله، وطبعا اول شاف منظر عم محمود وراسه اتخض، دخل الشقة وقعد، وبعدها حكيناله عن اللي حصل كله، من ساعة الخناقة، لحد ما وصل، كان بيسمع باهتمام شديد، بس كان في حاجة غريبة بيتمتم بيها، مقدرتش اعرف ايه هي، المهم بعد ما خلصنا، سكت شوية، وبعد ثواني اتكلم...
- اللي مع مراتك عشيرة كاملة يا محمود، عشيرة نجسة من الجن، مراتك راحت لدجالين كتير من وراك عشان تخلف، عجبت واحد منهم وقرر يسلط عليها ملك بعشيرته كلها عشان يحرمك منها وتبقى مِلكه وترجع له تاني، وساعتها تطلب منه ينقذها، وهنا بقى ينول مراده، ودول.. خروجهم هيبقي صعب، واحتمال يحصلها حاجة، بس مفيش حاجة بعيد علي ربنا، احنا هنستعين بالله وهنعمل اللي علينا وربنا معانا.
اتردد شوية عم محمود قبل ما يقول...
- يعني ايه اللي ممكن يحصلها يا شيخ مفتاح؟!،
- متقلقش يا رجل يا طيب، ان شاء الله مش هيحصل حاجة، بس لو حصل.. هتبقي حاجات بسيطة.
ارتبك عم محمود وقال له..
- لا.. انا مش عايز روحية تتأذي.. دي عمري.
-يعني وهي مش مأذية كده يا محمود؟
حط ايده علي راسه في قلة حيلة باينة علي وشه، وبصراحة، مش عارف انا لو كنت مكانه، كنت هعمل ايه، وفي النهاية.. وافق عم محمود اخيرا والشيخ مفتاح قال انه هينزل يجيب شوية حاجات ويرجع، وطول المدة دي، عم محمود كان ساكت مابيتكلمش، وكأنه سرحان في ملكوت تاني، حاولت اتكلم معاه، لكنه كان بيبص لي ويسرح تاني، احترمت ده وبطلت كلام، وقولت الله يكون في عونه.. وفعلا بعد شوية، الشيخ مفتاح خبط علي الباب فخرجناله انا وعم محمود و والدتي، وبسرعة دخلنا الشقة، بس طنط روحية ماكانتش ظاهرة، اما الشيخ مفتاح، ف كان واقف على الباب وبيقول حاجة انا برضه مش فاهمها، وبعد شوية.. اتجه ناحية اوضة النوم وعم محمود كان وراه.. فضلوا ماشين لحد ما وقف الشيخ، وطلب من عم محمود إنه يدخل ويبص عليها، لكنه مالقهاش، ف استأذن الشيخ ودخل، وبعدين طلب منه يفتح الدولاب، والغريب بقى.. إنها طلعت فعلا قاعدة جوة الدولاب، كانت قاعدة ضامة رجليها وحاطة راسها بينهم، والمشكلة الكبيرة اللي قابلها الشيخ مفتاح ساعتها، ان طنط روحية كانت لابسة قميص نوم، بعد وشه عنها بسرعة وخرج برة، وانا خرجت وراه، وبعدين نده عم محمود، الراجل كان في نص هدومه حرفيا، حط وشه في الأرض وقال لعم محمود..
- النجس كان عارف اننا جايين، وعشان كده قلعها هدومها، وده عشان ماقدرش اقربله، بس كده.. الحل ايه دلوقتي يا محمود؟
الموقف كان صعب، الراجل ما بين سمعته وشرفه، وما بين مراته اللي بتضيع منه، كان حاطط راسه في الارض هو كمان ومش قادر يرفع عينيه في وشنا، اتكسف وهو بيقولنا..
- اشتغل يا شيخ مفتاح، اهم حاجة متأذيهاش.
امي ساعتها رفضت وقالتله...
- لا.. ماحدش هيدخل عليها وهي كده، سيبوني معاها وانا هحاول استرها.
بص لها الشيخ مفتاح وقال لها...
-بس.. دي ممكن تأذيكي يا حاجة.
- ربنا هو الحامي يا عم الحاج، لكن دي جارتي، ماحدش يشوفها كده.. انا مستحيل اسيبها.
ساعتها عم محمود رفع راسه وبص لامي بامتنان كبير، بعد ما قررت تستر عرضه، وفعلا دخلت امي ومعاها عم محمود، وانا والشيخ مفتاح استنيناهم برة، وبعد اكتر من ربع ساعة، سمعنا فيهم خناق وشتايم بالفاظ بشعة من اللي مع روحية، فجأة سمعنا صوت حاجة بتتهبد علي الارض، وبعدها بعشر دقايق، خرج عم محمود وقالنا ندخل، ولما دخلنا، لقيت امي قاعدة جنبها علي السرير، اما روحية نفسها، فكانت فاقدة الوعي ومتكتفة من كل ناحية في طرف السرير!.. قرب الشيخ مفتاح وسأل عم محمود عن اللي حصل، فقال له...
-انا ضربتها ضربة خفيفة علي دماغها، وهي هتقوم دلوقتي ان شاء الله وتبقي زي الفل.
الشيخ مفتاح بص في اسف، ماكنش عارف يقوله ايه، بس ده افضل حل اتعمل، لأن بعد شوية، فاقت روحية فعلا، واول ما فاقت، بصت لنا باستغراب، ومع فواقانها واول ما حست انها متكتفة، بدأت تتعصب، ركزت عينها علي عم محمود وقالت.. او قال اللي عليها بصوته الغريب...
- طول عمرك راجل اهبل، ضعيف، عايش دور الفضيلة والشرف وانت بني أدم جبان، اتجوزت علي مراتك في السر وخوفت تواجهها عشان ماتسيبكش، حتي عيالك، مش قادر تحبهم، ماسألتش نفسك ليه مش قادر تحبهم يامحمود؟
كلنا كنا واقفين مصدومين من الحقيقة اللي بتتقال لأول مرة قدامنا، وسكوت عم محمود، بيأكد انها الحقيقة.. وفي وسط ده كله، امي اتعصبت وقالتله..
- انت صحيح متجوز علي روحية يامحمود؟
رد الشيخ مفتاح وقالها مش وقته يا حاجة، بعدها بص لروحية ووجه كلامه للي لابسها وقال له...
- انت عايز منها ايه؟
-هجاوبك.. انا عايز اسعدها، هي مش لاقية السعادة مع الضعيف ده، فاكر ان العيب منها، ومايعرفش ان العيب منه هو.. هو اللي مبيقدرش يسعد حتى فرخة، روحية تستاهل واحد زيي.. واحد يحبها ويخاف عليها، مش جبان ومغفل زي محمود.
الشيخ مفتاح بص لعم محمود وقاله..
- ماتصدقش كلامه.. ده كداب وبيحاول يشكك في مراتك.
رجع بعدها ووجه كلامه للجن ده وقال له...
-طب دلوقتي انا بطلب منك الخروج في سلام، وبطلب منك انك تبعد عنها خالص وألا...
قاطعه بصوت مرعب...
-وألا ايه.. انا مش هخرج، وانت مش هتقدر تعمل اي حاجة، انتوا فاكرين نفسكوا دايما الأقوى.. لكن الحقيقة انكوا اضعف مننا بكتير.. انتوا طين، وساخة، ونهاية كل واحد فيكوا ضلمة ودود.
ضحك الشيخ مفتاح وقال له...
-حلو.. يعني انت مش هتخرج، طيب تمام، هنشوف مين فينا الأضعف دلوقتي.. الطين ولا انت.
بص لي وطلب مني اخد والدتي واطلعها برة، لأن دورها خلص خلاص، ووجودها دلوقتي ممكن يبقي فيه خطر عليها، وفعلا خرجت امي برة ورجعت انا وقفلت الباب ورايا وبدأت الجلسة.
في الأول الشيخ مفتاح خرج من الشنطة شوية حاجات وبدأ يعمل عجينة غريبة كده، وبعد ما عملها، طلب مني اجيب ازازة ماية، ف جريت جيبتها ورجعت بسرعة، وفي اثناء ما كان بيعمل كده، الجن اللي على روحية وجه كلامه ليا وهو بيبص لي بنظرة مليانة شر...
- خلي بالك.. مجيدة.. مجيدة مش هتسيبك، انتوا بقيتوا بتوعنا خلاص.
رجعت لورا بخوف وقلق وانا بسمعه، ف كمل وقال..
- انت فاكر ان اللي بتحلم بيها وبتبقى معاك في الحلم دي، مراتك...
وكمل وهو بيضحك ضحكة مستفزة..
-لا.. دي مجيدة، مجيدة اللي خلصت علي مراتك عشان تستفرد بك، بس ماتقلقش، انت هتحصلها قريب، ومجيدة نفسها، مش هتقدر تحميك مني.
زعق الشيخ مفتاح وهو لسه موطي علي الارض بيعمل اللي بيعمله وقالي بنبرة فيها أمر...
- ماتسمعلوش.. ماحدش فيكوا يسمعله.. ده كداب.
لكن كمل الجن كلامه ليا...
- مراتك قبل ماتموت اتعذبت كتير اوي، مجيدة موتتها بالبطئ، طب تعرف.. دي كانت بتبعت خدامها يسكنوا في معدتها لحد ما تنزف وبعد كده...
في اللحظة دي قاطعته وقولتله يسكت، وعملت كده لأني اترعبت وبدأت اصدقه.. انا مراتي فعلا كانت بتنزف نزيف مستمر، زوالدكاترة ماكنوش لاقين له اي تفسير!.. بس بعد ما زعقت فيه، ماهتمش بخوفي وقلقي، ولا حتى اهتم بزعيقي، ده كمل وقالي..
- لما كنت بتيجي عشان تبقى مع مراتك، ماكانتش بتبقي في وعيها، وانا هقولك ليه.. مجيدة كانت بتسيطر عليها عشان تبقى معاك بدالها، وحتى الطفل اللي كان في بطنها، هي برضه اللي قتلته، خلت حد من خُدامها يقتله، وبعد ما موتتها، قررت تبقى معاك في احلامك، هي بتحبك ومش هتسيبك غير لما تموتك، او هي نفسها تموت.
في اللحظة دي انا ابتسمت ابتسامة خبيثة، ف بص لي وضحك وقالي...
- مجيدة، هي.. ياه.. لسه قادرة تبهريني كل مرة بحضورك.
وقتها لقيت نفسي غصب عني بتكلم وبقوله بصوت مش صوتي..
- وانت لسه قادر تبهرني كل مرة بنجاستك.
برق لي، او روحية بقى اللي برقتلي وقالت بصوته...
- مش هسيبها.. انا مش هسيبها يا مجيدة مهما حصل.
وزي ما اتكلمت غصب عني، انا برضه لقيت نفسي غصب عني بقرب منه وبقوله...
- لا.. انت هتخرج من جسمها وإلا هتتحاكم، وانت عارف عقوبتك هتبقي ايه.
- مش هتقدري تحاكميني، انا في وسط عشيرتي.. عشيرتي اللي قادرين يحموني منك ومن اي حاجة ومن اي حد.
قربت منه اكتر وقولتله بتحدي بنفس صوتي الغريب...
- انت عارف اني اقدر احاكمك انت وعشيرتك كلها، ف الاحسنلك، إنك تخرج وماترجعش تاني.
- احسن لك انتِ يا مجيدة ماتوقفيش في سكتي، انا مش هسيبها ولا هخرج من جسمها، وانتِ مش هتقدري تعملي حاجة، والا هتقوم حرب بين عشيرتي وعشيرتك.. والحرب دي لو بدأت، مش هتنتهي.
لما قال لي كلامه ده، لقيت نفسي بضحك بتريقة على كلامه..
-وانت قد الحرب دي يا زامل؟
- ايوة قدها يا مجيدة.. قدها انا وكل اللي معايا.
في الحظة دي اتدخل الشيخ مفتاح واتكلم...
- لاخر مرة هطلب منك الخروج في سلام.. وألا.
وساعتها رد عليه زامل وقاله بسخرية...
-يا شيخ مفتاح انت راجل ضعيف وماتقدرش علي اللي بتعمله ده.
- استعنت عليك بالله، خد يا محمود الدهان ده، وادهن راسها ووشها ورقبتها بيه، ادهن كويس لحد مايتشرب كله وميبقاش له أي أثر علي جسمها.
ناول الشيخ، العلبة لعم محمود.. عم محمود اللي بدأ فعلا في تنفيذ الامر، وده كان وقت ما الشيخ بيبص لي، او بمعني اصح، وهو بيبص لمجيدة اللي قالت له على لساني...
- ماتقلقش يا شيخ مفتاح، انا معاك مش عليك، والنجس ده هيخرج.
بلع ريقه ورد بقلق..
- انتي.. انتي هنشوف قصتك بعدين يا مجيدة، بس اوعي تكوني فاكرة اني مصدقك انتِ كمان، كلكوا كدابين زي بعض.. كلكوا مهما عملتوا فانتوا ملعونين.
قال لها كده وبدأ يقرأ بعض سور القران الكريم علي المايه، في الوقت ده كان عم محمود خلص الدهان، بعدها لف الشيخ مفتاح وقعد علي يمين خالتي روحية، وطلب من عم محمود يقعد علي شمالها ويفتح بوقها كويس، عشان يشربها الماية المرقية، وبعد مقاومة كبيرة من زامل، قدروا اخيرا يشربوها الماية، بعدها غطى الشيخ مفتاح وشها بطرحة، وحط ايده علي راسها وبدأ يقرأ قرآن بصوت عالي جدا، سور كاملة وايات مختارة من اكتر من سورة، كل ده و زامل كان بيضحك شوية، ويسكت شوية، وساعات كان بيصرخ، ايوة كان بيصرخ بغضب وكأنه بيموت، لكن الشيخ مفتاح ماكنش بيسكت، وفضل يقرأ.. وكل ما يخلص سورة، يدخل في التانية، لحد ما في لحظة مجيدة هربت، وحسيت ان حد ضربني بالقلم.. بس مش قلم عادي.. لا، ده كأن حد ضربني في دقني من تحت، لدرجة اني حسيت إن راسي بتتخلع من رقبتي، واول ما فوقت، لقيت الشيخ مفتاح لسه بيقرأ القرأن، ولقيت خالتي روحية بتتلوى في السرير، صرخاتها كانت مرعبة جدا، وشوية وهدي الشيخ وسأله تاني...
- هتخرج في سلام ولا احرقك؟
ف رد عليه بصوت ضعيف ومهزوز، وبكلام متقطع...
- مش.. هخرج.. منها.. ابداً.. مش هخرج مهما عملت.
- اخرج يا عدو الله، أخرج عليك من الله غضبه ولعناته.
ضحك بتعب وهو بيقول للشيخ بتريقة على كلامه...
- هاهاها.. مؤمنين.. بحاجات.. مش هتنفعكوا.. اصلا.
- كداب.. كداب وملعون، ربنا معانا وموجود، وان كنت انت او غيرك بتنكروا وجوده، او بتعملوا كده عشان تشككونا، فاحنا مؤمنين وموحدين بالله وعمرنا ما هنؤمن بغير كده.
وكمل بعدها الشيخ مفتاح قراءة القرآن، بس طلب مني قبلها اجيبله ازازة حمرة كده موجودة في الشنطة، وفعلا جيبتله الازازة اللي فتحها وهو بيقرأ، وفجأة رش منها علي وش روحية، ف صرخ زامل صرخة مرعبة وكأن ماية نار اترشت علي وشه او على وشها، كان بيهز راسها يمين وشمال من الالم، ف رش الشيخ رشة تانية، ومعاها صرخة زامل المرة دي كانت ابشع، ومن شدة الالم، حسيت انه هيقدر يفك رجلها، وساعتها مسكت رِجل خالتي روحية، بس غصب عني شيلت ايدي بسرعة لما حسيت بنار بتجري في جسمي كله، ووقتها عرفت بعد كده ان اللي شالت ايدي هي مجيدة لما حست بنفس الالم اللي حس بيه زامل، وفجأة.. جسم خالتي روحية مابقاش يتحرك، وراسها وقعت علي المخدة، بصينا برعب للشيخ مفتاح اللي طمنا لما قال بهدوء...
- ماتقلقوش، دي حركة من النجس ده عشان يخليني اوقف، هي لسه عايشة، بيحاول يستعطفك يا محمود عشان توقفني.
قال جملته وكمل من غير ما يدي عم محمود أي فرصة للإعتراض، وبعد شوية.. اتفأجنا لما لاقينا مادة بيضا غرقت رقبتها، الشيخ مفتاح رفع الطرحة من على وشها، وكانت المفاجأة، في مادة بيضا نازلة من بوقها، وحاجة زي البيض الني خارجة من مناخيرها، عم محمود خاف عليها، وطلب من الشيخ مفتاح يوقف، لكنه ماكنش سامعه، ده فضل مكمل وهو بيبتسم ابتسامة ماكنتش فاهم سببها، وكمان طلب مني المرة دي اناوله ازازة المسك، فجيبتهاله وخدها مني، وصب المسك في ازازة الماية ورجها جامد، وبسرعة طلب من عم محمود يشربها من الازازة، وفعلا عمل كده.. وبعد ثواني الست روحية رفعت راسها بسرعة، ورجعت كل اللي شربته وهي بتكح كحة جامدة اوي، وهنا ابتسم الشيخ مفتاح وقال بضحكة ثقة...
-لا ما انا فاهم.. عامل فيها ناصح يا زامل، فاكر ان الحركة دي هتدخل عليا؟!
لكنه ماردش، لأن واضح كده إن الوجع اتملك منه، وبعد ثواني، الشيخ مفتاح خلص عليه للابد، كنت بسمع صوت صراخه، بشع، مرعب، بس حسيت بحاجة جوايا بتصرخ هي كمان، كانت مجيدة، بتصرخ من منظر زامل اللي وصفتهولي بعد كده.
وخليني اقولك إن المشهد اللي مجيدة كانت بتتكلم فيه مع زامل، حكاهولي الشيخ مفتاح بعد ما خلصنا بتفاصيله، لأني تقريبًا ماكنتش دريان بيه كله، وكمان قالي على رسالة مجيدة طلبت منه يوصلها لي لما حسيت للحظات إني مش في وعيي.. او بتكلم بكلام انا مش سامعه، قالت اني لما احتاجها، ممكن اتواصل معاها عن طريق الكتابة، وكمان لو احتاجت اسألها عن أي حاجة، ومفيش ورقة وقلم، فهي هتكون موجودة دايما وهتجاوب، ب آه.. او لا.. وده عن طريق استخدام اشارة بصوابع ايديا الشمال.
بعدها الشيخ مفتاح طمن عم محمود وقاله ان ولاده من صلبه، وان مراتته الاتنين ستات كويسين ومحترمين، وانه لازم يعرف مراته روحية بموضوع جوازه التاني ده، ويسيبلها حرية الاختيار، وهو عارف انها هتحب الاولاد وهتقرر تكمل معه لأنها ست طيبة وكل همها إنها ترضيه.
انا عارف ان في ناس مش مصدقة اللي حصل، بس اللي ناس كتير ماتعرفوش، ان الجن مجتمع تقريبًا زينا.. عندهم محاكم وعندهم عقاب وثواب، وفيهم المسلم والكافر، وفيهم المسيحي واليهودي و المجوسي، ودي كلها ديانات، سكان الارض كلها معترفين بيها، وكمان عندهم ديانات غير المعترف بيها عندنا.. انا إن الموضوع يبان غريب اه، لكن هي دي الحقيقة، واللي بالمناسبة مذكورة في القران.
ومن بعد اللي حصل، روحت شقتي ودخلت الاوضة، كنت بفكر في كل ده، افتكرت مراتي ساعتها والكلام اللي قاله زامل، وغصب عني لقتني ماسك صورتها وبكلمها...
- انا اسف.. انا ماكنتش اعرف انك بتتعذبي بسببي.. انا لو كنت اعرف، كنت اختارت الموت، ولا انك تتأذي.. انا كل اللي حصلك كان غصب عني، صدقيني.. انا عارف ان كلامي دلوقتي ممكن مايكنش له قيمة، بس انا عايزك تسامحيني.. انا من يوم فراقك وانا بتعذب.. النهاردة وبعد اللي سمعته ده، مش عارف ازاي هكمل حياتي تاني.. سامحيني، انا والله العظيم ما كنت اعرف باللي فيا، ولا حتى كنت هعرف لولا الجلسة اللي حضرتها.
عيطت كتير وفضلت ايام وشهور حابس نفسي في الاوضة، حسيت اني كنت السبب في موتها، ومش موتها هي بس، لا.. ده كمان موت ابني، ومن بعد دخولي في اكتئاب وحزن.. والدتي اتقهرت عليا وحاولت هي وعم محمود وخالتي روحية اللي خفت بالمناسبة يعني.. حاولوا كلهم إنهم يخرجوني من اللي انا فيه، لكنهم ماقدروش، وحتى الشيخ مفتاح.. حاول يخلصني من مجيدة، لكنه ماقدرش هو كمان، وبعد مرور سنة تقريبًا.. أمي ماتت، والمرة دي حسيت بالوحدة بجد، اكتأبت اكتر، وفي الوقت ده اتواصلت معايا، ايوه.. مجيدة كلمتني، كلمتني وسمعت صوتها جوايا، مسكت ورقة وقلم وبدأت اكلمها، كتبتلها وردت عليا.. قالتلي انها ملهاش ذنب في موت مراتي وابني، وقالت ان زامل كدب عليا، وانها بتحبني فعلا وهتفضل جنبي مهما حصل.
جميل ان يكون في حد قريب منك وحاسس بوجعك وبيطبطب عليك، حد يقولك ماتزعلش من قسوة الحياة، حد يكون اقرب لك من نفسك، حد زي مجيدة بيجري جوه دمك، واحدة تكون عارفة اللي نفسك تقوله من غير ما تتكلم، اما دلوقتي.. ف انا دلوقتي عايش مع مجيدة، صحيح الناس بتخاف مني، وناس كتير بتفتكر اني مجنون، لكن ده مش مهم، يعني هي كانت فين الناس دي لما كنت بتعذب لوحدي، دلوقتي انا مجيدة معايا دايمًا.. دي حتى قاعدة جنبي دلوقتي وانا بكتبلك الرسالة دي، وطلبت مني ابلغك سلامها انت وكل المستمعين، وكمان بتطمنكوا انها بتحبني ومش ممكن تأذيني أبداً، وفي النهاية هي بتطلب منكوا.. ماحدش يمسك ورقة وقلم ويحاول يتواصل معها، ولا حد يفكر يستخدم ايده الشمال ويستدعيها... وإلا...
تمت بحمد الله
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل