القائمة الرئيسية

الصفحات

لعنة المعذبة قصص رعب


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

- بس ازاي؟.. الكنبة دي.. الكنبة دي كانت هنا امبارح، والكرسي ده اللي كانت قاعدة عليه سيلفيا.. كان محطوط الناحية التانية.. إزاي؟

بص لي الظابط والمرة دي كانت نظرته واضحة وصريحة، نظرة اتهام بالجنون، بعدها قالي...

- احنا هنعمل محضر بالاقتحام وهنحاول نوصل للي عمل كده.. وهنبقى نتابع معاك سير المحضر.

- تمام، شكرًا لحضرتك.

خرجنا بره كلنا وبعد ما الظباط مشيوا، وقفت قدام البيت عندي انا وآكاش اللي لف وقالي بعصبية...

- انا تعبت معاك مستر زاهر.. شوية عفاريت.. شوية لصوص.. ايه الموضوع بالظبط؟

- الموضوع زي مابقولك آكاش.. في حاجة غريبة بتحصل.

- حاجة ايه؟

- مش عارف، بس خليني اسألك مين صاحب البيت اللي انا قاعد فيه؟

- مستر وليام.

- اه انا قريت ده في العقد، طب وليام كان عنده بنت اسمها إيفا؟

- لا مستر وليام ماعندوش أولاد.

- انا هتجنن آكاش، في حاجة غلط.

- انت بتشرب حاجة مستر زاهر؟

- لا، ده انا حتى مش بشرب سجاير.

- حاجة غريبة جدًا.

- آكاش ممكن اطلب منك طلب؟

- اتفضل مستر زاهر.

- ممكن تشوفلي بيت تاني بدل البيت ده؟

- ممكن طبعًا، ده انا اللي ارجوك تنقل بيت تاني عشان ارتاح.

- اسف آكاش بس غصب عني.

- مافيش مشكلة مستر زاهر انا اشوفلك بيت تاني واكلمك.

- شكرًا.

- العفو، ونصيحة مني حاول تروح عند حد من اصحابك اليومين دول لحد ما تنقل البيت الجديد.

- هحاول حاضر.

سابني ومشي، وانا دخلت البيت، وقفلت الباب ورايا، قعدت بعدها على الكنبة وطلعت تليفوني واتصلت بحكيم وصفوان وطلبت منهم يجولي بعد الشغل، قفلت المكالمة ورميت التليفون جنبي وبعدها مددت على الكنبة، وتقريبًا من كتر التفكير نمت...

كانت بتمشي ايدها على جبيني، فتحت عيني لقيتها واقفة جنبي، بنت جميلة زي القمر، ابتسمت في وشي، سألتها...

- انتِ إيفا صح؟

هزت دماغها من غير ماترد، بعدها شدتني من دراعي، قومت من مكاني وساعتها مسكِت ايدي ومشيت بيا، طلعنا الدور التاني، مشينا لاخر الطرقة وبعدها فتحت الاوضة اللي جنب الحمام، ودخلِت، فتحت النور وساعتها شوفت كراكيب وهدوم قديمة، شدت إيفا سلم خشب صغير وحطته في النص، بعدها طلعت عليه وزقت بايدها لفوق وساعتها اتفتح مربع في السقف، بصتلي بابتسامة قبل ما تعدي من الفتحة، قربت من السلم وبصيت لفوق لقيتها بتبص عليا وبتمدلي ايدها، طلعت على السلم ومنه طلعت فوق، اول ما وصلت، كانت الدنيا ضلمة قامت إيفا ومشيت لنص الأوضة وبعدين شدت حبل صغير نازل من السقف وساعتها نورت لمبة صغيرة في السقف، المكان عبارة عن عِلية أو زي ما بنقول بالبلدي ساندرا، فيها حاجات قديمة، صور، صناديق، قطع خشب متكسرة، أي حاجة ماعدتش بتستخدم في البيت لكنها عزيزة عليهم بتتشال فوق، قربت إيفا من صندوق خشب وقعدت جنبه على الأرض، بعدها فتحت الصندوق وخرجت منه مجموعة ورق، قربت منها بسرعة وساعتها اكتشفت ان اللي في ايديها الرسايل، بصيتلها باستغراب قبل ما اقول...

- يعني انتِ اللي خدتي الرسايل؟

سكتت وماردتش، سألتها تاني...

- هو انتِ مابتتكلميش ليه؟

هزت دماغها وهي بتعيط، حاولت اوصل للمعلومة من غير ما احتاج انها تتكلم فقولتلها...

- انتِ مش بتتكلمي صح؟

هزت دماغها بالإيجاب، فكرت لثواني قبل ما اسألها...

- تيو واصحابه هم اللي كانوا بيدوروا على الرسايل مش كده؟

اشارتها كانت بنعم، وبعدها مدت ايدها ناحيتي بالرسايل، خدتهم منها قبل ما اقولها...

- انتِ كاتبة كل حاجة في الرسايل، وعايزاني اقراهم صح؟

هزت راسها بالموافقة فقولتلها...

- حاضر هقراهم، بس انا عايز اعرف...

فوقت على صوت تليفوني بيرن، اتعدلت في قعدتي ومسكت التليفون اللي كان تحت راسي، ولقيت حكيم هو اللي بيتصل...

- بقولك يا زاهر احنا هنعدي نجيب غدا ونجيلك، نجيبلك ايه معانا؟

- ماتجيب اي حاجة ياعم حكيم؟.. هتفرق يعني؟

- في ايه يابني مالك؟

- مافيش ياعم هات اي حاجة وتعالى.

- طيب مش هنتأخر عليك.. خلي بالك للعفريتة تطلعك.

- سلام ياحكيم.

قفلت معاه وانا مضايق جدًا وقعدت احاول افتكر انا كنت عايز اسألها على ايه، بس برضه ماقدرتش أوصل لإجابة، فقومت بسرعة روحت الأوضة اللي دخلتها مع إيفا في الحلم، ولقيت السلم موجود في نفس المكان، سحبته لنص الأوضة وطلعت عليه وزقيت المربع الخشب لفوق، واللي اتفتح معايا بسهولة، بصيت براسي يمين وشمال، كانت الأوضة ضلمة زي الحلم بالظبط، ولعت كشاف الموبايل وطلعت فوق، شديت الحبل زي ما إيفا عملت وساعتها اتكشف المكان قدامي، كانت الصناديق والصور زي ما شوفتها، جريت على الصندوق اللي هي فتحته في الحلم وفتحته، ولقيت جواه الرسايل، طلعتهم وقلبت فيهم، كانوا كاملين زي ماهم، بس في الصندوق لقيت مفتاح حديد كبير، مديت ايدي وخدته، كان باين انه قديم ومصدي، بصيت عليه وانا بقلبه بين ايدي يمين وشمال، في اللحظة دي حسيت بحد عدا من ورايا، لفيت بسرعة لكن ماكنش في حد، بدأت أحس بالتوتر فخدت الرسايل والمفتاح ونزلت تحت، رجعت السلم مكانه وبعدها قفلت النور والباب ومشيت لحد الأوضة اللي بنام فيها، قعدت على السرير وحطيت الرسايل قدامي وفتحت الرسالة رقم أربعة...

"آرثر انا خايفة على حياتي.. تيو بقى بيظهر في كل مكان بروحه، حاول يتكلم معايا كتير لكني رفضت، واخر مرة النهاردة في السوبر ماركت.. وقفني وقال انه عايز يشرحلي اللي حصل، لكن لما سيبته ومشيت صرخ عليا وقال بصوت كله غضب...

- هقتلك إيفا.. هقتلك لو حد عرف حاجة.

قلبي كان بيدق بسرعة،  وخوفت من وجودي معاه في نفس المكان، خرجت من السوبر ماركت ركبت عربيتي وجريت على البيت، وأول ما وصلت دخلت العربية في الجراج، وقفلته بعدها قفلت البيبان كلها واتأكدت إن الشبابيك هي كمان مقفولة، طلعت الأوضة اطمنت على مارثا، كانت نايمة في هدوء زي الملايكة، قفلت باب أوضتها ورجعت أوضتي، ماعرفش ليه خوفت وبصيت من الشباك، كنت حاسة إني هشوف تيو واقف قدام البيت، بس مالقتوش، فقررت اكتبلك عشان لو حصل حاجة تبقى عارف إن تيو هو السبب.. أرجوك آرثر ماتتأخرش عليا وحاول تلحقني.. بحبك"

 (Eva-إيفا) 17 march 2006

بعد ما خلصت الرسالة حطيتها جنبي ومسكت الرسالة رقم خمسة، ودي ترجمة تقريبية للي كان مكتوب فيها...

"تيو.. جيسيكا.. رابين.. خليك فاكر الأسماء دي كويس آرثر، دول أهم تلاتة في المجموعة، النهاردة عرفت اسم الشخص اللي كان واقف في نص الدايرة.. رابين، شوفته مع واحدة من البنات في المدرسة، آه انا رجعت المدرسة، إكتشفت إني لازم أكون موجودة في أماكن عامة عشان أقدر أحمي نفسي، لإن تيو لو لقاني لوحدي هيقتلني بسهولة، ما تخافش مارثا بخير ومش بتقعد لوحدها، جارتنا سيلفيا بتفضل معاها لحد ما ارجع، بالمناسبة مارثا قالتلي انها حِلمِت بك امبارح، بتقول شافتك راجع ومعاك بنت غريبة.. شكلك اتعرفت على حد جديد من غير ما تقولي آرثر، مش مهم، المهم تكون مبسوط عندك، مع تحياتي"

(Eva-إيفا) 30march 2006


معنى كده إن سيلفيا حقيقية مش زي ما قال آكاش!.. الموضوع ده فيه سر كبير، ولازم اعرفه، في اللحظة دي رن جرس الباب، لميت الرسايل بسرعة وحطيتهم في الدرج، بس وانا على الباب وقفت ثواني وبعدين رجعت خدت الرسايل من الدرج وحطيتهم في الشنطة بتاعتي وقفلتها كويس وزقيتها تحت السرير، نزلت فتحت الباب وزي ما توقعت كانوا حكيم وصفوان هم اللي بيرنوا الجرس، دخلوا الاتنين وقعدتهم في الليفينج، بعدها دخل حكيم جاب ادوات السفرة معالق وشوك عشان الأكل، وبدأوا الاتنين ياكلوا بس انا كنت سرحان لحد ما قال صفوان...

- مالك يا زاهر؟

- ها، لا مافيش.

- مافيش ايه يابني انت مش شايف نفسك ولا ايه؟

كمل حكيم كلام صفوان وسألني...

- صح يا زاهر مالك؟.. شكلك مايطمنش.

حكيتلهم الحكاية من اول ماجيت لحد ما وصلوا دلوقتي، كانوا الاتنين بيسمعوا باهتمام لدرجة انهم مامدوش ايديهم على الأكل طول ما كنت بتكلم، وبعد ما خلصت نفخ حكيم في الهوا وقال...

- ايه اللي انت ورطت نفسك فيه ده يا زاهر؟!

- ورطت نفسي في ايه؟.. انا ماليش دعوة بحاجة، كل الحكاية اني قريت الرسايل.

- وهي فين الرسايل دي دلوقتي؟

- معايا.

سألني صفوان بقلق...

- وانتِ ناوي تعمل ايه؟

- مش عارف بس أكيد هكمل.

- تكمل ايه؟!

- هكمل قراية وبعدها هوصل للحقيقة.

ضحك حكيم وقال بسخرية...

- اه ده انت عاجبك جو المحقق كونان ده بقى.

- مش محقق كونان ولا حاجة بس اكيد إيفا حصلتلها حاجة وحشة وإلا ماكنتش هتظهرلي.

- وانت يخصك في ايه حصلها حاجة ولا ماحصلهاش؟

- يعني ايه يا حكيم!.. يعني ابقى عارف إن في واحدة اتأذت وعارف اللي أذاها واسيبه عايش براحته كده.

- يابني انت جاي هنا تاكل عيش مش جاي تحقق العدالة.. ركز في شغلك ولو على البيت ده انقل منه وانت مش هتشوف حاجة.. وشوية وهتنسى.

- للأسف مش هقدر اعمل كده.

- خلاص براحتك.. اللي يريحك.

- بس انا عايزكوا تساعدوني.

- لا دي وسعت منك اوي.. نساعدك في ايه؟

- على الأقل تفكروا معايا.

رد صفوان بهدوء وقالي...

- ماشي يا زاهر قول ايه اللي في دماغك؟

- دلوقتي سيلفيا جت وخبطت على الباب وانا روحت وقعدت معاها في بيتها، وفي نفس الوقت لما رجعت لقيت البيت في حالة فوضى.. وده معناه إن في حد دخل البيت وانا قاعد مع سيلفيا.. ولما رجعت حسيت إني دايخ أو متخدر، والصبح كانت سليفيا اختفت، ده معناه ايه؟

رد حكيم بزهق...

- معناه انك تنسى اللي حصل ياحبيبي.

- انا بتكلم جد يا حكيم.

- جد ايه بس هو اللي جد في كلامك ده؟

شاورله صفوان عشان يسكت وبعدين بص لي وسألني...

- عايز تقول ايه يا زاهر؟

- عايز اقول إن أكيد سلفيا معاهم.

- ايوة بس انت بتقول إن إيفا كاتبة في رسالة من الرسايل إن سليفيا كانت بتقعد بمارثا، وده معناه إنها إنسانة طيبة مش مع تيو والمجموعة.

- اومال تفسر بايه اختفائها؟

- مش عارف بس ماعتقدش انها معاهم.. لا، لا، بعيدة دي.

اتكلم حكيم وقال...

- طب وانت يا عبقري مافكرتش إن لو سيلفيا معاهم ده معناه إن آكاش هو كمان معاهم؟

سكت لثواني وانا مصدوم من جملة حكيم، إزاي مافكرتش في كده فعلًا؟!.. ماهو لو سيلفيا دخلت البيت وخرجت واللي حصل بينا كان حقيقي يبقى أكيد آكاش هو اللي بيغطي عليها، قولتله...

- عندك حق.. انت صح.

اتعدل في قعدته وقالي...

- بص انا مش موافق على كل اللي انت بتقوله.. بس انت صاحبي وانا مش هينفع اسيبك وهفضل معاك للأخر.. بس خليني احذرك مرة أخيرة إن اللي بتعمله ده، حاجة من الاتنين يا إما تضييع وقت يا إما هيدخلنا كلنا في مشاكل.

- إن شاء الله مافيش مشاكل ولا حاجة.. بس انا متأكد انه مش تضييع وقت.

- طيب يبقى هنبدأ من عند آكاش.. اتصل به وقوله انك عايز تقابله دلوقتي.

طلعت تليفوني وكلمته وقالي انه هيجي كمان ساعة، بعد ما قفلت معاه طلب مني حكيم اجيب الرسايل عشان نعرف بقيت الحكاية قبل ما آكاش يوصل، طلعت فعلًا جيبت الرسايل وحطيتهم على الترابيزة، ومسكت الرسالة رقم 6 وبدأت اقرأ بصوت عالي...

"زي ما توقعت آرثر، تيو بدأ يراقبني الفترة الأخيرة، المرة دي مش عايز يتكلم معايا، المرة دي باين في عينيه الغضب، وكإنه مستني الفرصة تيجي عشان أكون لوحدي ويخلص مني، مش عارفة اعمل ايه آرثر؟.. انا خايفة.. خايفة أوي، تفتكر المفروض ابلغ الشرطة؟.. بس برضه ممكن لو بلغت الشرطة وقبضت على تيو، رابين يقتلني قبلها، مش عارفة اعمل ايه؟.. مش عارفة اعمل ايه؟.. مش عارفة اعمل ايه؟؟؟"

(Eva-إيفا) 5apr 2006


الرسالة انتهت بتكرار الجملة بالشكل ده وبعدها علامات استفهام كتيرة جدًا، وكان باين على الورقة أكتر من علامة زي ما تكون اتبلت ونشفت، واضح إنها كانت في حالة صعبة وقت ما كتبت الرسالة، بعد ما خلصت علق صفوان على اللي سمعه وقال...

- مسكينة البنت  دي واضح انها كانت بتعاني.

رد عليه حكيم...

- عندك حق شئ مرعب انك تنتظر موتك، وتشوف القاتل قدامك كل يوم بيحوم حواليك مستني الفرصة اللي هيقتلك فيها.

قولتلهم بعصبية...

- طب والغبية مابلغتش البوليس ليه؟

رد صفوان...

- ماهي جاوبت على السؤال ده في نفس الرسالة.

- ايوة يعني ماهي اكيد لو بلغت ممكن يحموها.

ابتسم حكيم وقالي...

- هيحموها من مين ولا مين ياعم زاهر؟!.. البنت دي دخلت لعبة هي مش قدها.

- طيب طيب، خلينا نقرأ الرسالة اللي بعدها.

مسكت الرسالة السابعة وقريت كلام إيفا وكانت كاتبة...

"آرثر، تيو اختفى، مابقاش بيظهر، تفتكر قرر يسيبني أعيش؟.. ولا بيجهز نفسه عشان يقتلني؟.. انا مرتاحة إنه اختفى، بس برضه قلقانة من إختفائه، لكن عارف، النهاردة أول مرة من وقت طويل احس اني حرة، طلبت وجبة غدا، وبعدها شربت مشروب، وفجأة لقتني بشغل الأغنية اللي انت كنت بتحبها، وبدأت أرقص عليها، كنت حاسة إني طايرة مش واقفة على الأرض، بقالي كتير ماسمعتش الأغنية دي، كنت معايا في كل لحظة آرثر.. بس وانا برقص سمعت صوت خبط عالي على الباب، جريت بسرعة وقفت المزيكا، وساعتها الصوت بقى أوضح.. خبط.. خبط.. خبط، دماغي هتنفجر، حطيت ايدي على ودني وانا ببص على الباب ومستنية الخبط يوقف، وفعلًا وقف بعد دقايق، قربت من الباب بهدوء، وبصيت من العين، ماكنش في حد واقف، طلعت جري على أوضتي ووقفت ورا الشباك وبصيت على الشارع بس برضه ماكنش في حد!.. رجعت قعدت على المكتب وانا حاسة بالرعب، مسكت القلم وبدأت اكتبلك الرسالة دي، تفتكر تيو هو اللي كان بيبخط؟.. ولا حد تاني منهم.. جيسيكا أو رابين؟"

(Eva-إيفا) 10Apr 2006


مع نهاية الرسالة السابعة سيبت الورقة على الترابيزة ورجعت بضهري لورا وانا بنفخ...

- انا مش فاهم حاجة.. في حاجة غلط بتحصل معاها.

اتكلم صفوان وقال...

- كل الحكاية إن البنت مرعوبة مش أكتر.

رديت عليه وقولتله وانا بهز دماغي بالنفي...

- لا لا يا صفوان في حاجة ايفا عايزة تقولها أو حاجة هي مخبياها.. في حلقة مفقودة في الرسايل دي.

قالي حكيم ساعتها...

- طب ما تخلينا نكمل ونشوف ايه اللي هيحصل بعد كده؟

- عندك حق.

مسكت الرسالة التامنة عشان ابدأ قراية، بس في اللحظة دي جرس الباب رن، فسيبت الورقة وقولتلهم...

- ده أكيد آكاش، انا هشيل الرسايل وبعدين افتحله.. اتعملوا عادي ها.

هزوا الاتنين دماغهم بالموافقة، وانا خدت الرسايل وخبيتهم في درج من أدراج المطبخ، بعدها روحت فتحت الباب لآكاش اللي أول ما شافني قالي بنبرة حادة...

- اتمنى ماتكونش شوفت عفاريت جديدة مستر زاهر.

- ادخل يا آكاش.

دخل واول ما شاف صفوان وحكيم وقف مكانه وبعدين لف وبص لي باستغراب، ابتسمت وانا بقوله...

- ماتخافش، دول اصحابي.. اعرفك.. صفوان وحكيم.

ابتسم في وشهم ابتسامة باهتة وهو بيقول بصوت ضعيف...

- اهلًا وسهلًا.

ردوا الاتنين عليه في نفس واحد...

- اهلًا بك.

قربت منه وانا بقوله بابستامة...

- تعالى اقعد آكاش.. عايزين نتكلم معاك في موضوع مهم.

بص لي بقلق قبل ما يسألني...

- موضوع ايه ده؟

- اقعد اقعد وانت هتفهم.

دخلت قعدت مكاني وهو قعد بحذر على الكرسي اللي في أول الانتريه، كان فاكر إننا هنأذيه، بصيتله وسألته بشكل مباشر...

- قولي بقى يا آكاش.. ايه حكاية البيت ده؟

رفع حواجبه وضيق عينيه وقالي...

- حكاية ايه؟.. انا مش فاهم قصدك مستر زاهر.

- لا انت فاهم قصدي كويس.. انت بتقول إن مافيش حد كان ساكن في البيت اللي جنبي صح؟

- فعلًا انا لما جيت البيت كان مقفول بقاله سنين، وصاحبته لما طلبت مني اعرضه للبيع عرضته بس ماحدش اشتراه لحد دلوقتي.

- صاحبته بقى اسمها ايه؟

- سيلين.

- سيلين!.. يعني مش سيلفيا؟

- لا.. مين سيلفيا؟

- سيبك من سيلفيا دلوقتي.. وخلينا في البيت ده.. ايه حكايته؟

- مافيش حكاية.. انا بأجر البيت ده زي ما طلب مني مستر وليام.

 - ومين بقى مستر وليام؟

- ده شخص غريب.. أول ما دخل المكتب مارتاحتلوش، كان باين عليه الحزن، بس في نفس الوقت تحس إنه مجنون، وبعد ما خلص الأوراق طلب مني استلم الإيجار وكل سنة احط الفلوس في حسابه.. بعدها سابني ومشي.

سأله حكيم...

- وانت معاك رقم وليام ده؟

- لا مش معايا رقمه، بس اعتقد كان قالي لو احتاجته في أمر ضروري جدًا أروحله على عنوان هو كان كاتبه في ورقة سابهالي قبل ما يمشي.

قولتله بهدوء...

- طيب آكاش إحنا محتاجين نقابل مستر وليام، ممكن تدينا العنوان ده؟

- محتاجين تقابلوه ليه؟

اتكلم صفوان بنبرة حادة شوية وقاله...

- أمر شخصي.. ممكن تدينا العنوان؟.. ولا لا؟

بلع ريقه بصعوبة وهو بيقول...

- طبعًا ممكن.. بس الورق في المكتب مش معايا.

رديت عليه بسرعة...

- واحنا هنيجي معاك ناخد العنوان.

بصولي حكيم وصفوان باستغراب، حتى آكاش قالي...

- مش مستاهلة مستر زاهر، انا هروح المكتب وابعتلك العنوان في رسالة.

- لا لا هنيجي معاك، احنا كده كده هناخد العنوان ونروح على هناك.

خرجنا كلنا بره، بس قبل ما نركب العربية، قولتلهم...

- ثانية واحدة نسيت حاجة هدخل اجيبها واجي.

دخلت المطبخ خدت الرسايل من الدرج وحطيتها في البالطو وخرجتلهم بره، اتحركنا بعدها وروحنا مكتب آكاش دور على الورقة اللي فيها العنوان وبعد ما لقاها ادهالي وخدتها منه عشان انقل العنوان لكنه قالي بصوت عالي...

- لا لا خدها خالص انا مش عايزها، ولما تقابل مستر وليام قوله اني مش هأجر البيت ده تاني، وانت كمان مستر زاهر شوف حد غيري يأجرلك بيت جديد.

خدت الورقة وخرجت من المكتب وانا بضحك على آكاش المسكين، اللي اتعقد من اللي حصل الكام يوم اللي فاتوا، ركبت العربية وساعتها سألني حكيم...

- العنوان طلع فين؟

- كوكهام.

- يوووه.

- ايه ياحكيم، دي كلها أقل من ساعة.

- ماشي ياعم اركب لما نشوف اخرتها معاك انت والست إيفا بتاعتك دي.

 ركبت العربية واتحركنا على العنوان، كوكهام هي قرية ريفية قريبة من لندن، بعد خمسين دقيقة تقريبًا كنا وصلنا، وقف حكيم بالعربية قدام البيت واللي كان متطرف في اخر القرية وبيطل على النهر، البيت كان شكله مرعب وهو مضلم في وسط الليل، نزلت من العربية ومشيت لحد ما وقفت قدام البيت بالظبط، بصيت عليه وبعدين طلعت كام سلمة قبل ما اخبط على الباب، خبطت مرة واتنين وتلاتة بس مافيش حد بيرد، حكيم طلع راسه من شباك العربية وقتها وقالي...

- الظاهر مافيش حد هنا وجينا المشوار على الفاضي.

لفيت وشي ناحيته وقولتله بإحباط...

- تقريبًا كده.

- طب يلا عشان نلحق نرجع.

نزلت من على السلم وروحت ناحية العربية بس وانا ماشي سمعت صوت حد بيغني، بصيت تجاه الصوت لقيت راجل في الستين ماشي على الرصيف وبيغني بصوت عالي جدًا، كان باين عليه إنه سكران، فضِلت واقف قدام باب العربية وانا بتابعه، نده عليا صفوان وقال...

- يلا اركب يا زاهر عشان نمشي.

- دقيقة واحدة يا صفوان.

لقيت الراجل داخل عند البيت وبيدور على المفتاح في جيوبه، دخلت براسي جوة العربية وقولتلهم بهمس...

- هو ده وليام.

رد عليا صفوان...

- بس ده سكران.. هنكلمه ازاي؟

- خليكوا انتوا هنا.

قربت منه وكان لسه واقف بيدور على مفاتيح البيت، أول ما حس بيا لف وشه ناحيتي ودقق النظر فيا جامد قبل ما يسألني...

- انت مين؟

- انا زاهر.

بص لي باستغراب وكإنه بيقول ايوة يعني عايز ايه؟.. لكني قولتله بسرعة...

- محتاج اتكلم معاك شوية.

- انا مش فايق دلوقتي لأي حاجة.. بكرة.. بكرة.

- انا المستأجر اللي أجر بيت لندن وجايلك بخصوص إيفا.

المفاتيح وقعت من ايده، لف وبص لي بغضب، حسيت بالخوف ورجعت خطوة لورا، وبعد دقيقة كاملة قال بنبرة هادية ولكن في نفس الوقت فيها كتير من التهديد...

- امشي من هنا حالًا.. ومش عايز اشوفك تاني.. لاهنا ولا في بيت لندن.

- ايفا اتقتلت صح؟

سكت ونظرته بقت حادة أكتر من الأول، رجعت لورا بضهري وانا بقوله...

- انا ماعرفش انت تقربلها ايه؟.. بس انا شوفت إيفا وعارف اللي حصل.

لفيت وشي ناحية العربية وروحت عشان اركب جنب حكيم، لكن وقفني هو لما صرخ بصوت عالي...

- hey هاِي، انت فعلًا شوفت إيفا؟

بصيتله وهزيت دماغي بنعم، اتنهد بعمق وهو بيبص في السما قبل ما يقولي...

- تعالى.. تعالى.

قربت منه بحذر فقالي...

- ماتخافش.. وانده اصحابك هم كمان يدخلوا.

شاورت لحكيم وصفوان عشان يجوا، اما وليام فوطى على الأرض جاب المفاتيح وبعدين راح ناحية الباب وفتحه، بعدها بصلنا وقال...

- اتفضلوا.

مد ايده ولع النور، وساعتها شوفنا المكان اللي كان عبارة عن فوضى، ازايز مرمية في كل حتة، وعلب وبواقي أكل، وكوتشينة متفرقة على ترابيزة صغيرة حواليها أربع كراسي، كنا واقفين احنا التلاتة عينينا بتدور في المكان ومستغربين المنظر، بس فوقنا على صوت وليام لما قال...

- ماتستغربوش.. عجوز وحيد.. اتفضلوا وحاولوا تنضفوا الترابيزة وتقعدوا عليها على ما اجي.

دخلنا شيلنا الحاجات اللي على الترابيزة وقعدنا كل واحد على كرسي، اما هو فكنا سامعين صوت الماية مفتوحة في المطبخ، تقريبًا بيغسل وشه عشان يفوق، بس اتأخر شوية قبل ما يرجع ويقعد على الكرسي الرابع حوالين الترابيزة، واللي كان قصادي بالظبط، بص في عيني وسألني بحزن...

- بتقول انك شوفت إيفا؟

- اه شوفتها.

- إزاي؟

- في الحلم، جاتلي في الحلم.

- وانت عرفت إيفا منين؟

- عن طريق رسايلها.

- رسايلها!.. انت وصلت للرسايل إزاي؟

- هي اللي قالتلي على مكانها.

- وصدقت اللي في الرسايل؟

- وانا هكدبه ليه؟

ابتسم قبل ما يقول...

- انا مش عارف هي ظهرتلك ليه؟.. بس أكيد عايزة تقول حاجة يا إما انت ازعجتها.

- انا ماعملتش أي حاجة هي اللي ظهرتلي من نفسها.. بس أكيد هي مش مرتاحة وحقها مجاش.

- حق ايه؟

- مش هي اتقتلت.

هز دماغه بالنفي وهو بيحط راسه بين ايديه، بصيت لحكيم وصفوان وماحدش فينا كان فاهم حاجة، رفع وليام راسه مرة تانية واتنهد تنهيدة طويلة قبل مايقول بصوت حزين...

- إيفا انتحرت.

- ايه!.. انتحرت؟!

- ايوة.

الصمت خيم على الترابيزة لدقايق كان بيكي فيهم وليام بكاء مكتوم، قبل مايقول...

- المسكينة انتحرت بعد ما عاشت عمرها كله في تعاسة وحزن، وانا السبب.. انا اللي خليتها تعيش الحياة دي.. انا اللي ظلمتها.

- انت ابوها صح؟

- ايوة.. انا الأب اللي كرهته إيفا، عمري ما استحقيت أكون أبوها.

- انت عملت ايه خلاها تكرهك أوي كده؟

- قتلت آرثر.

الصدمة والاندهاش كانت على وشوشنا احنا التلاتة، لكن ماحدش فينا نطق، وكمل وليام كلامه وقال بدموع...

- ماكنتش اقصد اقتله.. بس القدر كان أقوى مني، آرثر كان طفل جميل، ذكي، وشجاع،  طلب مني كتير يجي معايا انا واصحابي واحنا بنصطاد، كنت برفض وبقوله ماينفعش طفل عنده 10 سنين يروح اماكن خطرة زي دي، بصراحة كنت بخاف عليه، لكنه مايأسش وفضِل يحاول معايا كتير لحد ما قررت في مرة احققله رغبته، قولت وقتها عادي يعني، مش هيحصل حاجة من مرة، أول ما ركبنا العربية، كان فرحان جدًا واتصورت انا وهو أكتر من صورة في الطريق، يومها قالي...

- انا بحبك أوي يا بابا عشان حققتلي أمنيتي.

- وانا كمان بحبك آرثر عشان انت ولد جميل.

وصلنا الغابة وقابلت أصدقائي اللي اتصدموا أول ما شافوا آرثر، وسألوني باستغراب عن سبب تصرفي ده، لاموني كتير، مش خوفًا عليه ولكن عشان كنا شباب مع بعض وماحدش هيبقى فاضي ياخد باله منه، قولتلهم انها امنيته وانا حبيت احققهاله، اليوم كان ماشي كويس، وانا كنت واخد بالي منه لحد ما جت لحظة بصيت فيها جنبي مالقيتش آرثر، ندهت عليه لكن ماردش، دورت عليه كتير انا وأصدقائي، ماكنش له أثر، وفجأة شوفته، كان واقف بعيد، جريت ناحيته وانا بنده عليه، بص لي وضحك وهو بيشاور على غزالة واقفة قدامه وبيحاول يقرب منها، كنت بشاورله عشان يبعد، بس هو كان بيبص عليها، وقبل ما أوصله.. وقع على الأرض، وقفت مكاني، الغزالة جريت، فقدت الإحساس بالزمان والمكان لدقيقة، ماكنتش مستوعب اللي شوفته، بعدها فوقت وجريت عليه، الطلقة استقرت في راسه، ومات آرثر.. مات ببساطة كإنه غزال أو طائر فيزنت.

******

سكت وليام بعد الجملة دي وحاول يمسح دموعه، بعدين طلع علبة سجايره ولع سيجارة وحط العلبة قدامه، خد نفس ونفخه في الهوا بكل قوة، وكإنه بيطرد الذكرى مع الدخان، وكمل كلامه وقال...

- مارثا ماكتفتش بالعذاب اللي كنت عايش فيه، حملتني موت آرثر، انا عارف اني كنت السبب بس هي قررت تعاقبني بطريقة أبشع، بعدت إيفا عني، كانت دايمًا تقولها وليام هو اللي قتل آرثر، وليام شخص قاتل لحد ما إيفا بدأت تخاف مني، وكل ماتشوفني تجري على أوضتها، وتقفل الباب عليها عشان ماقتلهاش زي ماقتلت أخوها، الوضع كان سئ جدًا، كانت بتقعد بالساعات تبكي في الحمام، كانت بدأت تتجنن حرفيًا، كل ما تشوفني تلومني على موته، وفي يوم كانت بتبكي زي عادتها في الحمام، وانا كنت بحاول افتح الباب عشان اطمن عليها.. وقفت كتير قدام الحمام لحد ما فجأة فتحت الباب وبصتلي بغضب قبل ما تزقني وهي بتزعق...

- عايز ايه؟

- انا.. انا عايز اطمن عليكِ.

- تطمن عليا ولا تقتلني انا كمان؟

- مارثا.. انا ماقتلتش آرثر.. يمكن أكون سبب في موته لكن...

- لكن ايه؟.. انت قتلت ابني.

سابتني وراحت ناحية الأوضة، مشيت وراها وانا متعصب...

- انا ماقتلتوش.. انا ماقتلتش آرثر.

وقفت وبعدين لفيت وشها ناحيتي...

- انت جبان وليام.. مش عايز تعترف بالخطأ اللي عملته.

- انا معترف إني كنت سبب عشان خدته معايا.. لكن انا ماقتلتوش مارثا.. وبعدين عدت سنين على الحادثة وانتِ لسه مش قادرة تسامحيني!

- عمري ما هسامحك.

- بس انتِ كمان جبانة مارثا.. بترمي اللوم كله عليا مع إنك ماعترضتيش يومها إني أخده معايا.. بالعكس كنتِ فرحانة.

- كنت فاكرة إنه مع أب هيعرف يحميه.

في الوقت ده كانت إيفا واقفة قدام أوضتها بتتفرج علينا، قربت منها مارثا وقالتلها...

- سامعة إيفا، القاتل عايز ينضف إيده من دم اخوكِ.

جريت عليها زي المجنون أول ما سمعت جملتها، بصيت في عين إيفا...

- اوعى تصدقيها إيفا.. مارثا بتكدب.. انا ماقتلتش آرثر.

عينيها كانت مليانة خوف، رجعت لورا وحضنت مارثا في رعب...

- إيفا صدقيني انا ماقتلتوش.. هو.. هو بعِد عني فجأة ومالحقتش اعمل حاجة.

ردت مارثا بغِل...

- كداب.. جبان.

ماحستش بنفسي ولقتني بضربها بالقلم، سابت إيفا وبدأت هي كمان تضربني، الموضوع اتطور في لحظات، لحد ما فجأة وانا بضربها لقيتها وقعت من على السلم، كنت واقف ببص عليها وهي واقعة على الأرض تحت والدم حوالين راسها، حسيت بإيفا وهي بتعدي من جنبي وبتجري عليها، فوقت بعدها ونزلت جري طلبت الإسعاف، وفي المستشفى عرفت إن مارثا هتكمل بقيت حياتها على كرسي متحرك، فقدت أخر أمل ممكن احافظ به على عيلتي، لما خرجت من المستشفى طلبت مني اسيب البيت وامشي، نفذت رغبتها، وبعد فترة حاولت ارجع لكن كانت بترفض وبتطردني، ومع الوقت إيفا هي اللي بقت تطلب مني امشي ومارجعش تاني لاني قتلت أخوها واتسبب في إعاقة أمها، كان نفسي تعرف انا حبيتهم قد ايه.

- حبيتهم؟!.. اومال لو كنت كرهتهم كنت عملت فيهم ايه؟

- انا فعلًا ماقتلتش آرثر.. ومارثا هي اللي ضغطت عليا لحد ما حصل اللي حصل.

- ايه اللي حصل لإيفا؟

- بعد سنة ماتت مارثا.. ومن بعد موتها وإيفا عاشت في جحيم، حاولت كتير أزورها لكن كانت بترفض تقعد معايا، كانت بتخاف من الناس، مابتكلمش حد، ولا بتقرب حتى من زمايلها في المدرسة، لحد ما فجأة اتصدمت من اللي هي عملته.

- وهي عملت ايه؟

- قتلت 3 زمايلها في المدرسة.

- ايه؟!

- تيو.. جيسيكا.. رابين.. التلاتة كانوا بيتنمرروا عليها عشان كانت مضطربة ودايمًا درجاتها سيئة وكمان مابتكلمش حد، قررت ساعتها تنتقم منهم، قالتلهم إنها عاملة حفلة في البيت عندها، ولما راحوا استخدمت المنوم بتاع مارثا وحطته في المشروبات، وبعد ما ناموا قتلتهم بوحشية.

- يعني إيفا هي اللي قتلتهم.. مش هم اللي قتلوها؟

- ده اللي حصل.. إيفا كانت بتعاني من أمراض نفسية كتير، الرهاب الإجتماعي والإكتئاب، حاجات كتير، وعشان كده اتحولت للمصحة وهناك كتبت الرسايل اللي معاك.. بس بعد فترة قصيرة الوساوس زادت وقررت تخلص من العذاب اللي هي فيه وانتحرت.

- طب.. طب والرسايل وصلت للبيت ازاي؟

- بعد ماماتت سلموني كل حاجة تخصها.. خدتها ورجعتهم البيت تاني، بس الرسايل دي كانت في العِلية فوق، وصلتلها إزاي؟

- انا لقيت ورقة بتقول ماتنساش تبص على صندوق الرسايل.. ولما فتحت الصندوق لقيتهم.

- الرسايل معاك دلوقتي؟

- اه معايا.

شاورلي براسه في إشارة انه عايز يشوفهم، طلعتهم من البالطو ومديت ايدي ناحيته وانا بقوله...

- اتفضل.. انا دلوقتي عرفت إيفا ظهرتلي ليه؟

- ليه؟

- اقرأ الرسالة العاشرة وانت هتفهم.. بالمناسبة انا هسيب البيت من بكرة وياريت لو ترجع تعيش فيه من تاني.

- صعب.

- صدقني هي عايزة كده.. بالمناسبة انت تعرف سيلفيا؟

- ايوة اعرفها كانت جارتنا بس دي ماتت من زمان.

- ماتت!

- ايوة بعد ما إيفا ماتت بخمس سنين.

بعدها سيبته ومشيت انا وحكيم وصفوان وطول الطريق تقريبًا ماحدش فينا اتكلم، الحقيقة اللي عرفناها والمأساة اللي عاشتها الأسرة دي كانت أكبر من أي حاجة ممكن تتقال.

تاني يوم فعلًا سيبت البيت وروحت قعدت عند حكيم لحد ما اشوف شقة جديدة، بس ليلتها وبعد ما دخلت السرير عشان انام كان كلام إيفا في الجواب الأخير اللي قريته واحنا في الطريق لوليام، بيتردد في ودني...

"وليام.. عارفة اني قسيت عليك كتير، آرثر قالي انك ماكنتش تقصد، لا كنت تقصد تقتله.. ولا كنت تقصد تأذي مارثا.. قالي كمان قد ايه انت حبتنا، وطلب مني اسامحك.. بس للأسف آرثر قالي متأخر.. متأخر أوي وليام.. انا خلاص مش هكون موجودة تاني.. بس لو عايز تشوفني ارجع البيت.. ارجوك ارجع.. هتلاقيني انا وآرثر ومارثا في إنتظارك.. بحبك وليام".

(Eva-إيفا) 10May 2006

بعد الموضوع ده بشهر تقريبًا الشرطة اتصلت بيا وبلغوني انهم قدروا يوصلوا للص اللي اقتحم البيت واعترف انه اقتحم البيت عشان يسرقه لكن مالقاش حاجة وخرج.. آكاش هو اللي جابلي الشقة الجديدة بعد ما اقنعته إني مش هزعجه تاني حتى لو في قرين ظهرلي زي قرين إيفا.


تمت بحمدالله

بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
التنقل السريع