
(صوت طائرة تهبط في المدرج).
- حمدالله على السلامة.
- الله يسلمك.
- اتفضل.
ختمت الجواز وروحت بعدها على السير خدت الشنط وطلعت من المطار، أول مرة أزور لندن، قالولي انها بلد جميلة وتقريبًا الاحتفالات فيها مابتخلصش، 250 مهرجان طول السنة، بس الحقيقة إني مش بشوف غير ضبابها اللي بيغطي وراه الاف الحوادث البشعة، ركبت تاكسي وقولتله على العنوان اللي هنزل فيه، وأول ما وصلت قابلتني ست لطيفة ودي تبقى صاحبة البيت اللي هقعد فيه، ورتني أوضتي وبعدها سابتني ومشيت، بصراحة منظر الأوضة كان بشع، بس ولإن الحياة هنا غالية اضطريت أوافق لحد ما اظبط اموري، وعدت أول سنة والحمدلله الدنيا بدأت تظبط معايا وساعتها قررت أجر بيت لوحدي، كلمت سمسار من السماسرة اسمه آكاش، شاب من دول شرق آسيا، طلبت منه يشوفلي البيت، ومافيش كام يوم ولقيته بيكلمني عشان أروح أشوف بيت من البيوت القريبة من مكان شغلي، وفعلًا خلصت شغل وروحت قابلته، البيت كان من دورين وقدامه جنينة حواليها سور خشب قصير، وفي أول الجنينة صندوق رسايل صغير بس شكله قديم، دخلت جوة وكان البيت مفروش وفيه عفش، بصيت لآكاش، ودي كانت ترجمة الحوار اللي دار بينا...
- هو العفش ده هيفضل موجود ولا اصحاب البيت هياخدوه؟
- لا البيت هيتأجر بعفشه.
بصيت في البيت كله وبعدين قولتله وانا نازل على اخر سلمة بعد ما اتفرجت على الدور التاني...
- تمام.. انا هأجر البيت ده.
- كويس تعالى عشان نمضي العقود.
- احنا هنقابل صاحب البيت فين؟
- لا انت هتمضي العقود معايا انا.. انا متولي الموضوع.
- تمام يا آكاش.. مافيش مشكلة.
مضيت العقود انا وآكاش وبعدها روحت البيت اللي كنت ساكن فيه لميت حاجتي وسلمت الأوضة لصاحبة البيت اللي ودعتني وداع حار وكإني ابنها، الإنجليز صحيح بطبعهم قاسيين لكن الحقيقة إنهم لو حبوك ممكن يضحوا عشانك، كانت الساعة تقريبًا 8 بالليل لما وصلت البيت، فتحت الباب وحطيت الشنط جنبي، وبعدها مديت ايدي ولعت النور وبصيت على الشقة، ماكنتش مصدق اللي انا فيه، انا في لندن وقاعد في بيت لوحدي، حلم حلمته زمان ودلوقتي بيتحقق صحيح ماكنتش بحلم بلندن بس اهي قريبة مش بعيدة أوي من المدينة اللي كان نفسي اقعد فيها، خدت الشنط وطلعت الدور التاني، فتحت الأوضة اللي من الصبح كنت مقرر اني هقعد فيها، حطيت الشنط على السرير وفتحتها عشان ابدأ أفضي هدومي في الدولاب، فتحت الدولاب بس اتفاجئت لما لقيته ماليان هدوم، بصيتلهم شوية وبعدين لفيت حطيت الهدوم اللي كانت في ايدي مكانها في الشنطة ورجعت بصيت للدولاب تاني بس المرة دي كان فاضي، اتجمدت في مكاني لثواني وانا مش فاهم اللي بيحصل، وبعدين ابتسمت وقولت في سري "يظهر إني محتاج أنام" لفيت وشي وخدت الهدوم من الشنطة تاني، لكن ووانا بلف ناحية الدولاب سمعت صوت الدرفة بيترزع، المرة دي قلبي اتخلع مع صوت رزعة الدرفة، والهدوم وقعت من ايدي، مشيت ناحية الدولاب، وبحذر مديت ايدي عشان افتح الدرفة، بس فجأة حسيت زي مايكون في حد مسك معصم ايدي، شديت ايدي بسرعة وخرجت من الأوضة، وقفت في الممر الصغير وانا بتلفت برعب، ومش عارف أوصل لإي تفسير للي شوفته جوة، لقتني بمسك التليفون وبكلم آكاش...
- ايوة يا آكاش.. انت بتضحك عليا وبتأجرلي في بيت مسكون بالعفاريت.
ضحك آكاش ضحكة عالية قبل ما يقولي...
- عفاريت ايه بس؟!.. مافيش حاجة من الحاجات دي.
- لا انا متأكد إن البيت في عفاريت.
- طب اهدا كده وقولي اللي حصل.
- الدولاب كان فيه هدوم وفجأة إختفت وبعد كده الدرفة اتقفلت لوحدها.
- بص البيت مقفول بقاله مدة طويلة، فانا من رأيي تشغل قرآن فيه شوية وبعد كده نشوف ايه اللي هيحصل.
سكت شوية وبعدين سألته...
- آكاش هو انت مسلم؟
- اه الحمدلله.
- طيب انا هعمل زي ما انت قولت ونشوف هتظهر حاجة تانية ولا لا.
- إن شاء الله مش هتظهر حاجة تانية.. بالتوفيق يا صديقي.
- شكرًا يا آكاش.
قفلت معاه وبعدين بصيت جوة الأوضة وانا حاسس بالقلق، بس قررت اعمل اللي آكاش قالي عليه، شغلت قرآن على الموبايل وبعدين دخلت الأوضة، قعدت على السرير وحطيت الموبايل على الكومودينو وعيني جت على الدولاب، كنت بفكر أقوم اجرب تاني لكن قولت استنى شوية، فردت ضهري على السرير وحطيت رجلي على الشنطة وتقريبًا من كتر التعب نمت.
(صوت تنبيه الساعة)
فتحت عيني لقتني نايم على السرير، والدنيا ضلمة، مديت ايدي على الكومودينو ومسكت الموبايل عشان اقفل المنبه، بس الموبايل مش راضي يفتح، اكتشفت انه فاصل شحن، وقتها ركزت مع الصوت لقيته جاي من ورايا، لفيت وشي الناحية التانية لقيت الساعة الرقمية اللي على الكومودينو التاني هي اللي بترن، كانت الساعة 3:33 مسكت الساعة بايدي وانا بتعدل وبقعد على السرير وبببص فيها أوي، مش فاكر انها كانت موجودة لما دخلت الأوضة، أو يمكن كانت موجودة.. مـ.. مــش قادر احدد، قفلتها ورجعتها مكانها تاني وبعدين قومت من على السرير عشان اروح الحمام، بس قبل ما اخرج فتحت الشنطة اللي كانت تحت رجلي وانا نايم وخرجت منها الشاحن وبعدين وصلت الموبايل بالشاحن وسيبته على الكومودينو، خرجت من الاوضة وروحت ناحية الحمام، بس وانا بفتح الباب سمعت صوت حد بيعيط، وقفت مكاني وانا بحاول اسمع الصوت جاي منين، لكن كان الصوت اختفى، أول مامسكت اوكرة الباب تاني، رجع الصوت، والمرة دي قدرت احدد جاي منين، الصوت جاي من جوة الحمام، بصراحة ماكنش عندي الشجاعة إني أدخل وعشان كده قررت الف وارجع الأوضة تاني، مسكت الموبايل وبصيت عليه وماكنش شحن غير 2% حاولت افتحه لكنه مافتحش، رجعته مكانه ونزلت الشنطة على الأرض وبعدين نمت.
صحيت الصبح على نفس الصوت والمرة دي كانت الساعة 6 بالدقيقة، مسكت الموبايل بس الغريبة إنه كان 2% بصيت عليه باستغراب، حاولت اكبر دماغي ومافكرش كتير في اللي بيحصل، قومت من على السرير وقفلت المنبه، وبعدين روحت الحمام، وعلى الباب وأول ما حطيت ايدي عشان ازقه لقيت صوت العياط رجع تاني، قررت انزل كده، دخلت الأوضة لبست البالطو، وخدت الشاحن والموبايل وحطيتهم في جيبي وبعدين عديت على المطبخ قبل ما اخرج وغسلت وشي، بص وانا خارج لمحت ورقة مكتوبة على التلاجة وده اللي كان مكتوب فيها "الفطار جاهز على الترابيزة، وماتنساش تاخد الدوا.. بحبك" وقفت مكاني دقيقة وانا بحاول الاقي تفسير لوجود الرسالة دي هنا، الورقة كان باين عليها انها قديمة، وعشان كده كان اقرب تفسير هو ان البيت ماتنضفش من ساعة ما الناس اللي قبلي ما مشيوا، بس في حاجة جوايا خلتني الف وشي ناحية الترابيزة عشان اتأكد إذا كان في أكل ولا لا، وفعلًا ماكنش في أكل وده خلاني أطمن للتفسير اللي قولتهولك من شوية، خرجت من البيت وروحت الشغل، وهناك كان معايا اتنين عرب شغالين في نفس المكان، وبحكم انهم صحابي بقالهم سنة وفي بينا كلام حكيتلهم عن اللي حصل معايا، طبعًا ماخلصتش من الطريقة ووالسخرية بتاعتهم، لحد ما فجأة في نص اليوم لقيت حكيم، وده واحد منهم وكان تونسي الجنسية، لقيته جاي وبيقولي...
- جرب تجيب شيخ يقرأ قرآن في البيت ويشوف ايه اللي بيحصل.
- لا لا انا مش هدخل في السكة دي.. وبعدين انت فاكرنا في مصر!.. هلاقي فين انا حد بيعمل كده؟
- سهلة بنساعدوك.
- لا ياعم شكرًا.. انا هشغل قرآن ليل نهار ولما نشوف لو الموضوع اتطور انا هريح دماغي واكلم آكاش يرجعلي فلوسي أو يشوفلي بيت تاني.
- كيما تحب.
سابني بعدها ورجع مكتبه، وانا بصراحة فكرت في كلامه وحسيت انه منطقي بس قولت برضه استنى شوية، لإني عارف إن الباب ده لو اتفتح صعب يتقفل، المهم خلصت شغلي وقبل ما امشي حكيم وصفوان مسكوا فيا عشان نتغدا مع بعض في أي مكان بره، روحنا مطعم اتغدينا وماعرفش ليه وانا قاعد معاهم حسيت فجأة إني مش طايق القاعدة وعايز أرجع البيت بسرعة، استأذنت منهم وروحت، دخلت البيت قفلت الباب وولعت النور، بس اول ما لفيت وشي شوفت خيال حد على السلم اللي بيطلع للدور التاني، بلعت ريقي بصعوبة واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم، ومشيت ناحية السلم، طلعت بخطوات بطيئة وحذرة وانا ببص لفوق، ولإن الدور التاني كان ضلمة طلعت موبايلي ونورت الكشاف، قبل ما أمد ايدي وافتح نور الطٌرقة، واكتشفت ساعتها إنه مافيش حد غيري في المكان، هزيت دماغي ومشيت ناحية الأوضة، قلعت البالطو، وقعدت على السرير، بصيت حواليا في الأوضة، وحسيت اني مش مطمن وزي ما يكون في حد موجود معايا، مسكت الموبايل وشغلت قرآن، ولما حسيت اني اطمنت شوية قومت فتحت الشنطة وخرجت بيجامة من البيجامات لبستها وبعدين دخلت في السرير ونمت.
(صوت منبه الساعة الرقمية)
فتحت عيني على نفس الصوت، ولتاني ليلة أقوم الاقي تليفوني فاصل شحن، لفيت وشي الناحية التانية وقفلت الساعة، وبعد كده رجعت اكمل نوم لكن ماعرفتش أنام، كنت سامع صوت تكسير وخبط عالي أوي، ماكدبش عليك انا كنت بتنفض في السرير وقتها، وحطيت المخدة على دماغي عشان ماسمعش أي حاجة، لإني مش هتحرك من مكاني حتى لو هموت في السرير هنا، فضلت كده حوالي نص ساعة، لحد ما روحت في النوم، وزي اليوم اللي قبله صحيت على صوت المنبه، وطبعًا كانت الساعة ستة الصبح، قفلت المنبه وقومت روحت ناحية الحمام، بس المرة دي سمعت صوت العياط قبل ما أوصل للباب، كان حد بيعيط بشكل هيستيري وكإنه نحيب، لفيت وشي وعملت زي امبارح بالظبط، دخلت الأوضة لبست هدومي والبالطو ونزلت المطبخ، وبعد ما غسلت وشي لقيت ورقة على التلاجة، بس الرسالة متغيرة وكان المكتوب "اسفة، ماقدرتش اعمل فطار النهاردة.. خد الدوا وماتنساش تبص على صندوق البريد.. بحبك" ابتسمت في سخرية وخرجت من البيت، لكن وانا بعدي سور الجنينة عيني جت على الصندوق، وقفت ابصله دقيقة، وجوايا حاجة بتزقني عشان أروح افتحه، اتحركت ناحيته وفتحته وساعتها اتفاجئت من اللي لاقيته، كان موجود جواه أكتر من عشرين رسالة، جمعتهم ودخلت البيت تاني، بس قبل ما ادخل لمحت جارتي واقفة ورا السور وبتبص عليا باستغراب، ابتسمتلها وفتحت الباب ودخلت، قلعت البالطو ودخلت قعدت على الكنبة وحطيت الرسايل قدامي على الترابيزة، الأظرف شكلها قديم، ولونها أصفر، مسكت أول ظرف فتحته وخرجت منه ورقة، كان كلام مكتوب بخط جميل، وفي اخر الورقة توقيع باسم (Eva -إيفا) ومكتوب تحتها رقم 9 مسكت الظرف التاني وفتحته، نفس الخط ونفس التوقيع وتحت الاسم رقم 3 بدأت أجمع إن الرسايل مترقمة، وعشان كده فتحت كل الأظرف لحد ما رتبتهم من 1 لحد 10، أما باقي الرسايل فكانت خطابات بنكية أو خطابات ضرايب، الغريبة إن الأظرف اللي فيها الرسايل ماكنش مكتوب عليها عنوان، كل اللي كان مكتوب عليها الجملة دي "إلى عزيزي آرثر" طبعًا الرسايل بلغتها الأصلية بتكون أفضل، ومعبرة أكتر لكن خليني أحاول أترجمهالك بنفس المعنى وبنفس المشاعر اللي حسيتها وانا بقرأ.. الرسالة الأولى...
"عزيزي آرثر.. مرت سنين ولسه مش قادرة اسامحك على تخليك عننا انا ومارثا، كل يوم بسأل نفسي ليه سيبتنا؟.. عارفة إنه اللي حصل كان شئ بشع، بس برضه مش قادرة اتخيل الحياة بدونك، مارثا بتسألني عنك كتير، وكإنها ماتعرفش إنك مشيت ومش راجع!.. هي بتقولي دايمًا انك هترجع، مسكينة!.. اللي شافته من ألبرت وصلها لدرجة من درجات الجنون، الوغد عذبها كتير وماسبهاش غير لما اتأكد انها مابقتش تصلح للحياة، الحقيقة احنا ارتاحنا شوية من بعد ما مشي، لكن لسه انا ومارثا مش قادرين نصلح الخراب اللي سابه جوانا، ويمكن ده الامل اللي هي عايشة عليه، انك ترجع وتصلح كل اللي عمله ألبرت.. انا كمان أتمنى اشوفك قريب"
(Eva -إيفا) 18oct 2005
بعد ماخلصت قراية الرسالة كنت زيك دلوقتي بالظبط.. مش فاهم أي حاجة، وعشان كده مسكت الرسالة رقم 2 وبدأت اقرأها وده اللي كان مكتوب...
"عزيزي آرثر.. سامحني إني ماقدرتش أكتبلك الفترة اللي فاتت.. مارثا كانت تعبانة جدًا وانشغلت معاها.. بالمناسبة هي ماتعرفش إني ببعتلك، وانا مش هقولها.. مش عايزة الأمل يزيد جواها عشان ماتتعبش أكتر لو انت مارجعتش، آه كنت هنسى.. إمبارح ألبرت الحقير كان هنا.. بيقول إنه محتاج يرجع لمارثا بس الحقيقة انا عارفة هو راجع ليه، عشان مش لاقي سكن ومابقاش معاه فلوس.. ماتخافش انا طردته من البيت وموافقتش إنه يعيش معانا، وأكيد مش هوافق بعد كل اللي عمله.."
فوقت على صوت رزعة قوية عند السلم، قومت بسرعة بصيت لكن ماكنش فيه حاجة، لفيت في الدور الأول كله بس برضه مالقتش حاجة، وفي وسط ده افتكرت الشغل، بصيت في ساعتي لقيت الساعة 7 كان المفروض أكون هناك دلوقتي، بسرعة خرجت من البيت وجريت على الشغل، وأول ما وصلت قابلني المدير وكان مستغرب تأخيري لاني أول مرة اتأخر فسألني إذا كنت كويس ورديت عليه اني تمام، بس الحقيقة إني مش تمام، طول الطريق وبعد ما وصلت كنت بفكر في الرسالتين اللي قريتهم، ياترى مين الشخصيات دي؟.. وليه الجوابات دي فضلت في الصندوق ماتفتحتش؟.. أكيد في حاجة ورا الموضوع ده، لكن ايه هي؟.. فوقت من سرحاني بخبطة على كتفي، اتنفضت من مكاني، لقيت صفوان واقف قدامي بيضحك قبل ما يقول بطريقة فيها سخرية...
- ايه اخبار العفاريت في البيت الجديد؟
- ياشيخ بطل هزارك البايخ ده.
- انا بتكلم جد، شكلك شوفت حاجة جديدة.
اترددت احكيله عن الرسايل ولا لا؟.. وقررت اني مش هقوله حاجة، خلصت شغل وكالعادة عرضوا عليا حكيم وصفوان اننا نتغدا بره لكني اعتذرت وروحت البيت بسرعة وانا جوايا شغف أكمل بقيت الرسايل وعشان كده أول ما وصلت روحت بسرعة ناحية الترابيزة بس.. بس الرسايل ماكنتش موجودة!.. لفيت حواليا في المكان وماكنتش شايفهم، طلعت الدور التاني بسرعة، ولما دخلت الأوضة لقيتهم محطوطين على الكومودينو جنب الساعة، بصيتلهم لثواني وانا حاسس برعب، وبسأل نفسي سؤال واحد هم وصلوا هنا إزاي؟!.. في اللحظة دي سمعت صوت همس جاي من ناحية الطرقة بره، خرجت بهدوء لكن لما بصيت في الطرقة يمين وشمال مالقتش حاجة، وفجأة سمعت صوت حاجة بتتخبط على السلم وبعد ثواني سمعت رزعة قوية في اخر السلم، مشيت لحد السلم وفضلت واقف فوق ببص على نهايته تحت، حسيت بهوا سخن بيعدي من جنبي بسرعة، وصوت خطوات نازلة على السلم، كنت حاسس إن في حاجة بتحصل انا مش شايفها، بس ياترى ايه هي؟.. دخلت الأوضة وروحت ناحية الرسايل ومابقاش في دماغي غير إني اقرأ يمكن افهم، مسكت الرسالة التانية وكملت قراية وكان مكتوب...
" ماتخافش انا طردته من البيت وموافقتش إنه يعيش معانا، وأكيد مش هوافق بعد كل اللي عمله.. مارثا حالتها بتبقى وحشة جدًا أول ما بتشوفه.. عمرها ما هتنسى اللي حصل، المهم، سيبك من ألبرت وخليني أقولك خبر حلو.. انا اتعرفت على شاب جديد.. قابلته في المدرسة، لسه مش عارفة إذا كان شخص مناسب ولا لا؟.. بس الحقيقة إني مرتاحة معاه لحد دلوقتي، مارثا بتقولي إنه شبه ألبرت، بس انا عارفة إن حكمها مش كويس وإنها متأثرة بتجربتها مع ألبرت، عشان كده مش مقتنعة برأيها لحد دلوقتي وقررت أخوض التجربة بنفسي.. هبقى أقولك اللي حصل المرة الجاية ودلوقتي لازم اسيبك عشان مارثا بترن الجرس.. بحبك"
(eva - إيفا) 01feb2006
حطيت الرسالة جنبي ومسكت الرسالة التالتة...
"صديقي آرثر.. طبعًا بتضحك دلوقتي أول ما قريت كلمة صديقي، لانك عارف إني طالما قولتلك صديقي يبقى محتاجة اقولك حاجة مهمة، وفعلًا انا هحكيلك موضوع مهم، من كام يوم -تيو- عرض عليا اروح معاه حفلة في بيت صديقة له، روحت معاه لكن اتفاجئت هناك لما لقيتهم بيعملوا حاجات غريبة جدًا، في الأول الحفلة كانت عادية لكن ومع دقة الساعة 12 فجأة كلهم سكتوا.. حتى صوت الموسيقى اتقفل، ولقتهم عملوا دايرة، قبل ما كل واحد فيهم يطلع شمعة، وساعتها قربت مني بنت اسمها جيسيكا وناولتني شمعة، كنت مستغربة جدًا اللي بيحصل، بس واحد منهم قفل النور، وولعوا كلهم الشمع اللي كان في ايديهم، فضلت أبص عليهم لحد ما لقيت تيو بيضحك وبيولع شمعتي، الدايرة كانت كبيرة جدًا، وقف في وسطها واحد منهم وقال بصوت عالي...
- خلونا نرحب النهاردة بالعضو الجديد في مجموعتنا.. إيفا.
اتصدمت من اللي قاله، بس مالحقتش افهم ايه اللي بيحصل، ولقيت كل الواقفين بيهنوني على الإنضمام لهم، بعد كده كمل الشاب وقال...
- دلوقتي بطلب من إيفا انها تتقدم خطوتين في وسط الدايرة.
بصيتله باستغراب وماتحركتش، لكن تيو مسك ايدي وزقني لقدام بحماس وهو مبتسم وبيقولي...
- يلا إيفا.. انتِ هتكوني عضو مهم معانا.
الكل كان بينده باسمي بحماس، اتقدمت في وسط الدايرة وانا ببص عليهم كلهم من حواليا، كان منظرهم مرعب، قرب مني الشاب وهو مبتسم في وشي قالي...
- مرحبًا إيفا.
هزيت راسي بخوف، وانا مش عارفة هو هيعمل فيا ايه؟.. فرد كف ايده ومده قدامي، بصيت عليها وبعدين لفيت وشي بصيت لتيو اللي هز راسه بالإيجاب وفجأة كلهم بقوا بيهزوا راسهم وكإنهم بيشجعوني، مديت ايدي ببطء وحطيتها في كف ايد الشاب ده، بس لقيته بعدها رفع ايده التانية وكان ماسك سكينة صغيرة، اترعبت وحاولت اسحب ايدي لكنه ضغط عليها بقوة وابتسامته وسعت، وقال...
- ماتخافيش إيفا.. الموضوع بسيط.
قرب السكينة من ايدي، غمضت عيني، وبعد ثواني حسيت بالسكينة وهي بتمشي على ايدي، جسمي كان بيرتعش، بس أصواتهم كانت عالية، فتحت عيني بخوف، وساعتها شوفت الشاب بيقرب من واحد فيهم وبياخد منه كاس فاضي، قبل ما يرجع ويحط الكاس تحت ايدي ويطلب مني اضغط بقوة، دمي كان بينزل في الكاس، وبعد ما تقريبًا مليت ربع الكاس، الشاب ده رفعه وبدأ يشرب منه وسط تصقيفهم، بعدها نزل الكاس واداه لواحد من الواقفين، رفع الكاس وشرب منه قبل ما يديه للي جنبه، وفضل الكاس يلف عليهم لكهم، لحد ما فضي، بعدها الشاب اللي في نص الدايرة مسك كاس تاني فاضي وجرح نفسه بالسكينة، وبدأ يحط دمه في الكاس، بعدها ناول السكينة والكاس لواحد فيهم واللي عمل نفس الحركة قبل ما يناوله لغيره، وبعد ما كلهم جرحوا نفسهم وحطوا دمهم في الكاس، قعدوا على ركبهم، وناولوا الكاس للشاب اللي مسكه ورفعه في وشي قبل ما يقولي...
- دلوقتي دمك بيجري في دمنا، وجِه الدور عليكِ عشان دمنا يجري في دمك وتبقي مننا.
بصيتله لثواني وبعدها أغم عليا.
فتحت عيني على صوت همهمة، الدنيا كانت ضلمة، وماكنتش قادرة افهم ايه اللي بيتقال بالظبط، عدلت نفسي وقعدت، ساعتها شوفتهم قاعدين بعيد والشموع والعة قدامهم، كانوا قاعدين لسه على ركبهم وكل واحد ضامم كفوف ايده على بعضها وحاططها قدام صدره في خنوع رهيب، وبيتمتم بكلام مش مفهوم، وفجأة لقيت تيو بيبصلي، وبعدها قام و جِه ناحيتي، حسيت بالرعب منه، قرب وقعد جنبي ولف ايده حوالين جسمي، اتنفضت لكنه ضغط بكف ايده على كتفي اليمين، وهمس في ودني...
- عاملة ايه دلوقتي؟
ماردتش عليه، بصيتله بخوف ودمعت، حاول يحضني بس بعدت عنه وقولتله بتوسل...
- أرجوك، انا عايزة امشي من هنا.
- حاضر.. حاضر.. اهدي.. انا هخرجك.
- أرجوك تيو.
مسكني من ايدي وقام وقف وانا قومت معاه، روحنا ناحية الباب، وساعتها بصيت عليهم والدموع في عينيا، كانوا لسه بيقولوا الكلام اللي ماكنتش فاهمة منه حاجة، بس في نص الدايرة.. في نص الدايرة كان في ولد زميلنا نايم على الأرض وبطنه غرقانة دم، الولد كان ميت آرثر، حسيت بالرعب أكتر، مديت خطوتي وتيوبيسحبني من ايدي وعند الباب ناولني الجاكيت بتاعي، خدته منه ومن غير ما البسه فتحت الباب وخرجت، فضِلت أجري مسافة كبيرة تحت المطر، وانا منهارة في العياط، وفي الأخر وقفت لبست الجاكيت، بس جسمي كان بتنفض من الخوف مش من البرد، انا مرعوبة آرثر.. مرعوبة جدًا، من ساعة ما رجعت من الحفلة دي وحياتي ادمرت، بقيت بشوف حاجات غريبة، أشباح بتظهر في البيت كله، حتى مارثا قالتلي انها شافت واحد منهم في المطبخ ولما وصفته كان هو، هو نفس الولد اللي كان مقتول في نص الدايرة، تيو حاول كتير يتواصل معايا بعدها، لكني قطعت أي حاجة ممكن يوصلي بها، حتى المدرسة مابقيتش بروحها، انا تعبانة ومحتاجة لك آرثر.. أرجوك كن موجود معايا دايمًا.. بحبك"
(Eva-إيفا) 3 march 2006
كنت حاسس بالتوتر وانا بقرأ الرسالة وبعد ما خلصتها حسيت برعب شديد، ايه العالم الغريب اللي البنت دخلت جواه ده؟.. مين دول وعملوا فيها ايه؟.. وانت مالك بها!.. فكر الأول في نفسك، شكلك وقعت في مصيبة، عندك حق البيت ده وراه حكاية مرعبة، يبقى لازم تمشي دلوقتي، امشي أروح فين؟.. أي حتة انت ماينفعش تقعد هنا أكتر من كده، ماهو لو في حاجة كانت حصلت من ساعة ماجيت، ده على أساس انه مابيحصلش!.. لا انا قصدي لو حاجة هتأذيني كانت أذتني من ساعتها، انا اه صحيح بحس بحاجات غريبة بس مافيش حاجة مؤذية، بقولك ايه انت كنت فاكر انهم عُمار البيت والكلام ده لكن دلوقتي الموضوع دخل في حتة تانية وانت مش قد الكلام ده.. انت بتخاف من خيالك.
فضِلت أكلم نفسي بالمنظر ده لحد ما فوقت على صوت جرس الباب، بصراحة اخضيت خصوصًا إني ماكنتش مستني حد، والوقت اتأخر، حطيت الرسالة على الكومودينو، وبعدين قومت عشان افتح، بس رجعت تاني وحطيت الورق كله في الدرج وبعدها خرجت من الاوضة وروحت ناحية الباب، وانا في الطريق الجرس ضرب مرة تانية، مديت خطوتي وفتحت ووقتها شوفت جارتي واقفة قدامي، ست عجوزة في السبعينات، بس وشها بيقول إنها كانت جميلة وهي صغيرة، ابتسمت في وشي ابتسامة باهتة قبل ماتقول بإنجليزية ضعيفة...
- مساء الخير.
ابتسمت في وشها ورديت عليها...
- مساء النور.
حست بالإحراج شوية وهي بتقولي...
- ممكن اتكلم معاك شوية.
رديت عليها بترحيب...
- ايوة طبعًا اتفضلي.
- لا لا، لو ينفع تيجي عندي البيت.
استغربت طلبها وهزيت دماغي وانا بسألها...
- في عندك مشكلة في البيت؟
- لا أبدًا، انا محتاجة اتكلم معاك.
سكت شوية وفكرت أرفض عرضها، لكن نطت في دماغي فكرة انها ممكن تكون عارفة اللي بيحصل هنا ويكون ده سبب خوفها تدخل البيت، صح هي أكيد عارفة حاجة مخوفاها، وعشان كده هزيت دماغي بالموافقة ودخلت لبست الجاكيت بتاعي وروحت معاها بيتها، فتحت الباب ودخلت وهي بترحب بيا، وبعدين قعدتني على كنبة الأنتريه وسابتني ودخلت، ماعرفش راحت فين، بصيت في المكان من حواليا، كان منظم ومرتب بشكل دقيق، ولاحظت صورة محطوطة في المكتبة لها هي وبنت تانية في العشرينات من عمرها، قومت وقربت من الصورة ودققت فيها، البنت كانت جميلة جدًا، مسكت الصورة وسرحت معاها لثواني، بس فوقت على صوت العجوزة وهي بتقول...
- جميلة مش كده؟
اتنحنحت وانا برجع الصورة مكانها وقولتلها بابتسامة خجولة...
- انا.. انا اسف طبعًا بس الفضول خلاني اتفرج عليها.
حطت الصينية اللي في ايديها على الترابيزة وهي بتقول...
- لا ولايهمك، هي إيفا كده طول عمرها بتسحر اللي يشوفها.
وقفت مكاني ورجعت بصيت للصورة مرة تانية قبل ما الف واسالها باندهاش...
- هي دي إيفا؟
هزت دماغها وهي مبتسمة وقالت...
- مممم إيفا.
قربت وقعدت على الكنبة قدامها وسألتها...
- ايه حكاية إيفا.
اتنهدت وهي بتبص ناحية الصورة وقالت...
- ااااه حكاية طويلة.. مسكينة إيفا.
- ممكن تحكيلي حكايتها؟
- مش وقته.. خليها مرة تانية.
هزيت راسي في تفهم وبعدين سألتها...
- صحيح انتِ كنتِ عايزاني في ايه؟
- آه كنت عايزة اتعرف عليك، واطمن انك كويس.
- تطمني اني كويس!
- غريبة مش كده!.. الحقيقة البيت ده ماحدش سكن فيه من ساعة ما اتقفل ومن قبل ما تيجي وانا بسمع أصوات غريبة خارجة منه.
- أصوات غريبة.. زي ايه؟
- مش عارفة اوصفهالك ازاي، كل اللي اقدر اقوله انها اصوات مرعبة، ومش أصوات بس انا أوقات كتير كنت ببقى راجعة من بره وبشوف حد واقف ورا الشباك بيبص عليا ولما كنت بقرب كان بيختفي.
- حد زي ايه؟
- ماعرفش بس هو كان شبح شكله مخيف عينيه بيضا ووشه شاحب.
- انتِ متأكدة من الكلام ده؟
- اه طبعًا.
رجعت لورا والقلق بان عليا ساعتها، فقربت مني وقالت...
- اسفة انا ماكنش قصدي اخوفك، كل الحكاية اني خايفة عليك من البيت ده.
- ولا يهمك انا فعلًا بيحصل معايا حاجات غريبة، وبسمع أصوات أغرب.
- حاجات زي ايه؟
- يعني بحس بحاجة بتعدي من جنبي فجأة أو بسمع حد بيعيط في الحمام.
- مين؟
- لا مش عارف، ماكنش عندي الجرأة اني افتح الباب واعرف مين.
- احسن برضه، اوعى تفتح الباب.
- اشمعنا؟
- لا عادي بس الأشباح مش حاجة لطيفة انك تقرب منها.
- عندك حق.
- شوفت حاجة تانية في البيت؟
- الحقيقة لا، بس مش مرتاح فيه خالص.
- انت اتصدمت ان دي ايفا لما شوفت الصورة، انت تعرفها منين؟
- لا انا ماعرفهاش كل الحكاية اني لقيت رسايل في صندوق البريد، وبدأت اقرأها وكانت بتوقيعها.
- وقريت كل الرسايل؟
- الحقيقة لا انا لسه في الرسالة التالتة وهم كتير جدًا.. بس واضح انها كانت خايفة من حاجة مش عارف لسه هي ايه!
- إيفا على قد ما كانت جميلة إلا انها كانت إنسانة غريبة الأطوار، نصيحتي لك تمشي من البيت ده في أسرع وقت.
- أكيد هيحصل.. صحيح هو انتِ اسمك ايه؟
- اسمي سيلفيا.. وانت؟
- زاهر، لكنتك بتقول انك مش انجليزية.
ابتسمت قبل ما تقول...
- دايمًا بتكششف، انا فعلًا ألمانية.. جت هنا من كام سنة بس لكن لحد دلوقتي مش قادرة اتأقلم على اللكنة الإنجليزية.. وانت منين؟
- انا مصري.
بان على وشها الإستغراب وسألتني...
- فين مصر دي؟
- في افريقيا.
- اوكاي، احكيلي أكتر عنها.
- حاضر هحكيلك.
بدأت احكيلها عن مصر وجزء من تاريخها العظيم والحضارة اللي سادت العالم لسنوات ورغم مرور الاف سنين لازالت بتأثر كل اللي يشوفها أو يسمع عنها، في وسط الكلام قدمتلي فنجان شاي ومعاه بعض الفطاير اللي هي بتعملها، وقعدت معاها تقريبًا نص ساعة كل واحد اتكلم فيهم عن بلده وقد ايه بيفتخر بها وبتاريخها، بعد كده بدأت أحس بالتعب فاستأذنت منها وروحت البيت عندي، فتحت الباب ودخلت، وأول ما ولعت النور حسيت إن في حاجة متغيرة، الانتريه كان متبهدل، وكرسي من الكراسي واقع على الأرض، وقفت مكاني لثواني وبعدها جت في دماغي الرسايل، جريت على فوق، وأول ما وصلت الأوضة لقيت الفوضى مالية المكان، والهدوم كلها بره الشنط، وأدراج الكومودينو مفتوحة على اخرها، جريت على الكومودينو وزي ما توقعت الرسايل ماكنتش موجودة، كنت حاسس بدوخة فظيعة، وفجأة الدنيا ضلمت.
فتحت عيني لقيت نور الشمس ضارب في وشي حجبت الأشعة بايدي وقومت من على الأرض، وقتها عيني جت على الدولاب لقيته مفتوح، وبدأت افتكر اللي حصل امبارح، طلعت التليفون من جيبي وطلبت الشرطة، بعدها اتصلت بآكاش وطلبت منه يجيلي على البيتـ بعد ما قفلت معاه لقيت صفوان بيكلمني وبيسألني ليه اتأخرت على الشغل؟.. قولتله اني تعبان ومش هقدر أروح ماعرفش ليه ماجيبتلوش أي سيرة عن اللي بيحصل؟!.. المهم بعد دقايق كانت الشرطة عندي وبدأ ظابط الدورية يسألني عن اللي حصل، حكيتله كل اللي دار بيني وبين سيلفيا وكمان اللي حصل بعدها لما رجعت البيت، طلع معايا هو وزميله الدور التاني وعاينوا الأوضة، وبعدها راحوا ناحية الحمام، كنت واقف بعيد والظابط بيقرب من الباب وبيزقه عشان يتفتح، حاول يفتح النور لكن ماكنش بيتفتح فخرج الكشاف من جنبه وسلط الضوء في الحمام بعد ما خد خطوتين لجوة، في اللحظة دي مديت راسي بحذر وانا بمشي ناحية الباب، وفجأة لقيت الظابط في وشي، رجعت لورا بسرعة برعب، وساعتها بص لي باستغراب وسألني...
- مالك في ايه؟
نفخت في الهوا قبل ما أرد عليه...
- مافيش، انا بس اتفاجئت.
ابتسم هو وزميله عليا بعدين قالي...
- طب احنا محتاجين نتكلم شوية مع جارتك.. كان اسمها...
- سيلفيا، اسمها سيلفيا.
- اوكاي.
خرجنا احنا التلاتة وروحنا ناحية بيت سيلفيا، وقف قدام الباب وطلب مني ارجع خطوتين ورا، رن الجرس مرة واتنين، لكن مافيش رد، بص لي وهو بيقول...
- يظهر إن جارتك خرجت.
- لا حاول مرة تانية.
رن الجرس تاني بس برضه مافيش رد، حاول يبص من إزاز الباب وبعدين رجع وقالي...
- البيت شكله فاضي.. يلا بينا دلوقتي ونيجي مرة تانية نتكلم معاها.
كنا وصلنا لاخر الجنينة اللي قدام بيت سيلفيا لما ظهر آكاش قدامنا فجأة وسألني باستغراب...
- ايه اللي حصل؟.. وبتعملوا ايه هنا؟
- الشرطة كانت عايزة تتكلم مع سيلفيا شوية عن اللي حصل امبارح.
- سيلفيا مين؟!
- الست العجوزة اللي ساكنة هنا.
- مافيش حد ساكن هنا.
- ازاي يعني؟!.. انا كنت قاعد معاها امبارح و...
- بقولك مافيش حد ساكن هنا، البيت ده معروض للبيع وانا المسؤول عنه.
في اللحظة دي سكت تمامًا وكإني فقدت النطق، اما الظابط فبصلي بصة طويلة ماقدرتش افهم معناها، بس أكيد بيقول عليا مجنون أو بتعاطى مخدرات، بعدها بص لآكاش وسأله...
- ممكن تفتحلنا البيت نبص عليه؟
- اه طبعًا.. اتفضل.
روحنا كلنا ناحية الباب، وفتح آكاش بالمفاتيح اللي معاه، وشاور للاتنين ظباط عشان يدخلوا، بعدها بص لي لثواني قبل ما يقولي...
- اتفضل مستر زاهر.
ولع الظابط النور، ووقتها اتصدمت من اللي شوفته.
العفش كله كان متغطي بملايات بيضا، دخلت كام خطوة جوة وروحت ناحية الانتريه وساعتها.. ساعتها شوفت المكتبة قدامي، صرخت فيهم...
- ايوة هي دي المكتبة اللي كان فيها الصور امبارح.. بس.. بس ماكنتش بالترتيب ده.
قرب مني آكاش وسألني بسخرية...
- يعني ايه مش بالترتيب ده؟.. ده نفس الترتيب اللي اصحاب البيت سايبينه بها.
- انا بقولك امبارح كانت المكتبة دي كانت مترتبة بشكل تاني وكان في هنا صور، وانا كنت قاعد هنا على الكنبة دي.
رفعت الغطا عن الكنبة، بس ماكنتش كنبة، دول كانوا كرسين جنب بعض، ضحك آكاش ومشي خطوة قبل ما يرفع الغطا وهو بيقول...
- تقصد الكنبة دي.
- بس ازاي؟.. الكنبة دي.. الكنبة دي كانت هنا امبارح، والكرسي ده اللي كانت قاعدة عليه سيلفيا.. كان محطوط الناحية التانية.. إزاي؟