القائمة الرئيسية

الصفحات

سينما السيارات الجزء الأول قصص رعب


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل

 الموضوع ماكنش سهل خالص، كل حاجة لسه محفورة في دماغي كأن الوقت اللي عدا ساعات مش سنين، لسه فاكر نظراتهم والرعب اللي كان ماليها، لسه سامع صوت صراخهم في وداني، لسه كل يوم بالليل لما بدخل الحمام بشوف الدم مغرق الحوض، دمهم اللي كان مغرق ايدي.
عايز تعرف ايه اللي حصل؟ بصراحة انا اللي عايز احكي يمكن اقدر انسى، أو يمكن أكفر عن ذنبي، خلينا نبدأ من الأول...
5 مايو 2013 
كنا قاعدين في المحاضرة، وكلمة كنا هنا عايدة عليا انا وخمسة من اصحابي، ولدين و3 بنات، وياريت ماتفهمش غلط صحيح من العدد يبان اننا كل ولد مع بنت لكن الحقيقة ماحدش فينا كان مرتبط بأي واحدة فيهم، مجرد اصحاب عاديين بتجمعهم الدراسة، بتجمعهم حاجات بيحبوها، والأهم انه كان بتجمعنا المشاعر النبيلة والخوف على بعض، المهم، في اليوم ده وبعد المحاضرة ماخِلصِت فضٍلنا قاعدين في المدرج، بدأ احمد الكلام وقال.
احمد: شخصية هادية، انطوائي، لبسه غريب نوعًا ما، بيحب الموسيقى جدًا جدًا.
اتكلم وقال...
- بقولكوا ايه ياشباب احنا كده خلصنا الترم التاني ودي كانت اخر محاضرة ومش ناقص غير الامتحانات، بس عايزين نفكر هنعمل ايه يوم التخرج.
ردت عليه سارة.
سارة: دحيحة الدفعة، دايمًا ماسكة كتاب، شخصية طيبة بس عملية جدًا جدًا، جميلة، ذكية.
ردت عليه سارة وقالت...
- مش لما نشوف هنعمل ايه في الامتحانات الأول بعد كده نبقى نشوف هنتخرج ولا لا؟
ضحكت هدير بصوت عالي.
هدير: شخصية قوية، روحها مرحة، مابتحبش النكد، والمذاكرة اخر اهتمامتها، عيلتها غنية جدًا، بتحب الرسم.
  ضحكت هدير ضحكة عالية قبل ماتقول...
- مش عارفة امتى هتبطلي خوفك من الامتحانات ده يا سارة؟
- انا مش خايفة، بس هو ده الصح ماينفعش نفكر في الحفلة قبل ما نخلص امتحانات.
هنا اتكلم عماد.
عماد: شاب رياضي، طول بعرض، متفوق دراسيًا، بيتخانق معايا دايمًا بسبب السجاير، بيحب القراية ولعب الكرة وبرضه من الاغنيا زي هدير.
اتكلم عماد وقال...
- انا رأيي من رأي سارة، المفروض نركز الفترة الجاية في الامتحانات ونشد حيلنا في المذاكرة وبعد كده نبقى نشوف موضوع الحفلة ده.
اتكلمت انا ساعتها...
- يا جماعة الموضوع عادي، احنا مش هنعمل حاجة اوفر يعني.. بس نبقى فاهمين ايه اللي هنعمله يومها، وده مش هيتعارض مع الامتحانات ولا المذاكرة، ولا ايه رأيك يا رنا؟
 رنا: شخصية مجنونة، بتعمل أي حاجة في أي وقت، مش بيفرق معاها كلام الناٍس، حتى لبسها دايمًا قصير ومكشوف، وسارة اتخانقت معاها كتير بسببه بس هي ولا في دماغها، أكتر حاجة بتحبها تمارين اليوجا.
بصت لي رنا وقالت...
- انا شايفة انه عادي يعني، الموضوع مش مستاهل كل ده، احنا ممكن نعمل حاجة تانية.
سألتها سارة باستغراب...
- حاجة تانية زي ايه؟
 - يعني ممكن نروح مكان جديد ونقضي الوقت مع بعض بعيد عن الجامعة والدوشة دي.
ردت هدير وهي معجبة بالفكرة...
- يابنت اللذينة يا رنا، حلو ده.
قال احمد وهو بيهز دماغه...
- لطيف.
سألت انا سؤال مهم...
- وهنعمل ده امتى؟
رد عماد...
- انا مش هروح في حتة قبل ما نخلص امتحانات.
أيدته سارة باشارة من ايديها ناحيته وقالت...
- صح، انا كمان ورايا مذاكرة كتير ومش هلحق أخلص.
اتكلمت هدير...
- انا بقول نروح نقضي اليوم ده قبل الامتحانات واهو الواحد يروق دماغه عشان يستقبل المذاكرة والامتحانات بمود لطيف كده.
هزت رنا دماغها بالموافقة واتكلم احمد وقال...
- انا مؤيد للرأي ده، الواحد محتاج يغير موده شوية.
- وانا كمان مؤيد لاقتراح هدير.
ده كان رأيي، وكده مابقاش فاضل غير موافقة سارة وعماد اللي بصوا لبعض في ضيق لانهم عارفين ان رأيهم مابقاش له لازمة، وده وفقًا للنظام المتبع بينا وهو إن رأي الأغلبية بيمشي على الكل، وسواء كنت موافق أو رافض فانت هتمشي على رأي الاغلبية، عشان كده هز عماد راسه وهو لاوي وشه...
- ماشي اللي تشوفوه بس خلوها بكرة مش النهاردة.
ردت رنا وهي بتضحك...
- ماشي ياسيدي بكرة.
سألت هنا سارة سؤال مهم...
- هنروح فين؟
ردت هدير...
- كافيه.
رد احمد...
- ملل أوي.
قالت رنا...
- بولينج.
هزت سارة راسها بالنفي...
- لا ماعجبنيش المرة اللي فاتت وكانت خروجة رخمة أوي.
اتكلمت انا المرة دي وقولتلهم...
- انا كنت شوفت بوست من كام يوم على الفيس بوك بيتكلم عن سينما سيارات جديدة فتحت، ما تيجوا نروح نجرب.
بصولي كلهم باستغراب، سألني عماد ساعتها...
- سينما سيارات!.. هنا في مصر!
- اه انا فاكر البوست كويس حتى عملتله سيف عشان ابقى اوريهولكوا.
قالت رنا بحماس...
- اشطا اوي، ورينا البوست ده كده بيقول ايه.
- تمام هبعته على الجروب اهو.
 بعتلهم البوست وكل واحد فتح موبايله وبدأ يقرأ التفاصيل، كان مكتوب اعلان عن فتح سينما سيارات في منطقة من المناطق الجديدة، بس الغريب ان الحفلة مش بيدخلها غير خمس عربيات بس، وكل عربية بيكون فيها فردين مش أكتر، وللحجز بتدوس على لينك موجود في الاعلان، وبتبعت صورة لعربيتك وللأفراد اللي هيكونوا موجودين، كلهم كانوا مستغربين من طريقة الحجز، رفع احمد وشه من موبايله وسألني...
- هي الفكرة حلوة بس مش غريبة طريقة الحجز دي؟
هزوا كلهم راسهم بالايجاب واتكلمت هدير...
- ايوة فعلًا حساها حاجة غريبة، ليه نبعت صورنا وصور العربيات؟
رفعت اكتافي وانا بقول...
- مش عارف بس هو الاعلان بيقول كده.
رنا كانت الوحيدة المتحمسة...
- انا شايفة انها طريقة غريبة بس جديدة وحلوة وممكن تكون للفت الانتباه مش أكتر، عشان كده انا موافقة، نبدأ التصويت.
قالت كده وبعدين رفعت ايديها، وبعد ثواني رفعت انا كمان ايدي، واحمد رفع ايده، هدير بصت لنا ورفعت ايديها في تردد، عماد بص لسارة وبعدين رفع ايده، ماكنش فاضل غير سارة اللي بصت لنا وبعدين قالت....
- مافضلش غيري، يعني حتى لو موافقتش مش هتفرق، ماشي.
رفعت ايديها وبكده كلنا وافقنا، اتفقنا اننا هنروح بعربية احمد وعماد ومعاهم عربية هدير، بالليل كنا حجزنا وبعتنا صورنا كلنا وصور العربيات، وتم تأكيد الحجز برسالة على موبايل التلاتة اللي حجزوا وكان الميعاد تاني يوم الساعة 9 بالليل.
صحيت الصبح على رسايل كتير موجودة على جروب الواتس اب اللي بينا احنا الستة وكانت الريكوردات عبارة عن الآتي:
 سارة: انا مش مطمنة للموضوع ده، ما تخلونا نشوف مكان تاني.
احمد: يابنتي انتِ على طول قلقانة كده، وبعدين انا مش شايف أي حاجة تقلق.
هدير: هاهاها والله يا سارة انتِ مسخرة، جمدي قلبك يابنتي ده احنا رايحين سينما مش رايحين بيت الرعب.
سارة: بيت الرعب!.. وبعدين انا قلقانة حتى لو انتوا مش شايفين حاجة تقلق.
رنا: ماتخافيش يا سارة كل حاجة تمام، هي تجربة جديدة بس مش مرعبة.
عماد: يا جماعة الموضوع غريب فعلًا بس برضه يا سارة مش مرعب زي ما انتِ متخيلة.
سارة: خلاص اللي تشوفوه انا بس حاسة اني مش مرتاحة.
بعد ما سمعت الريكوردات وشوفت بعدها كام رسالة عبارة عن ضحك وتريقة من هدير ورنا على سارة، دخلت وسجلت ريكورد...
- صباح الخير يا شباب مستعدين للي هيحصل بالليل، مستعدة يا سارة؟
وطيت صوتي وقولت بصوت مرعب...
- سارة انا مستنيكِ بالليل.. متتأخريش يا سارة، احنا كلنا هنا مستنينك.  
سيبت التليفون وانا بضحك وبعدين قومت دخلت الحمام، لما خرجت لقيت رسايل كتير في الاشعارات، فتحت الموبايل، كانت رسايل ضحك وهزار منهم كلهم اما سارة فبعتت رسالة كاتبة فيها...
- دمك تقيل على فكرة.
بعدها بعتت استيكر غريب، ضحكت على الكلام وبعدين كتبتلهم...
- انا نازل الجامعة دلوقتي مين نازل؟
دخلت لبست ولما خلصت لقيت ان ماحدش نازل غير هدير واحمد، خدت موبايلي ونزلت من البيت.
في الجامعة كنا قاعدين احنا التلاتة وبنعيد الشات اللي حصل واحنا ميتين من الضحك، بس فجأة حصلت حاجة غريبة، احنا التلاتة موبايلتنا رنت في وقت واحد، كانت اشعارات رسايل، فتحت موبايلي وبصيت فيه وساعتها شوفت جملة واحدة بس...
- مراد انا مستنيك بالليل.. متتأخرش يامراد، احنا كلنا هنا مستنينك.
قلقت للحظات وبعدين ضحكت وانا بقول لاحمد وهدير...
- شايفين العبيطة بعتالي ايه؟
رفعت راسي لقيت الاتنين كل واحد فيهم باصص في موبايله ووشه عليه علامات القلق، سألتهم بتوتر...
- في ايه يا جماعة؟
الاتنين كل واحد فيهم قرأ الرسالة اللي جت له واللي كانت نفس رسالتي مع اختلاف الاسم، في الوقت ده سمعنا اصوات موبايلتنا تاني، بس المرة دي كانت رنا باعتة رسالة على الجروب وبتقول...
- قديمة يا مراد يعني عملتها في سارة وكلنا عرفنا، ترجع تعملها فيا انا كمان!
بصيت لاحمد وهدير برعب، وساعتها هدير كتبت على الجروب...
- مراد مابعتش حاجة، احنا قاعدين مع بعض واحنا التلاتة جالنا نفس الرسالة، واضح كده ان سارة بتهزر نفس الهزار السخيف.
شوية ولقينا سارة باعته اسكرين شوت بنفس الرسالة، وعماد بعت بعدها وقال ان جات له نفس الرسالة، فكرت شوية وبعدين كتبتلهم...
- ياريت اللي بيهزر يوقف الهزار ده ويقول هو مين؟
كلهم بعتوا يحلفوا انهم مالهمش علاقة بالرسايل دي، إلا سارة هي الوحيدة اللي بعتت تضحك، وبعدين قالت...
- انا ماليش علاقة بالرسايل دي بس عارفين انا فرحانة فيكوا جدًا.
سجلت ريكورد وانا بتكلم بعصبية...
- وايه اللي مفرحك ان شاء الله ياست سارة؟
ردت عليا بريكورد تاني بتضحك فيه قبل ماتقول...
- عشان هزاركوا السخيف وتريقتكوا عليا طول الليل اتقلبت عليكوا، واديكوا قاعدين خايفين.
رنا بعتت ريكورد...
- انا مش شايفة انها حاجة لطيفة يا سارة ولا وقته، احنا لازم نعرف مين اللي بعتلنا الرسايل دي وقصده بيها ايه؟ لازم نتقابل دلوقتي، كمان ساعة كلنا نتقابل في الكافيه اللي بنقعد فيه دايمًا.
بعتنا كلنا وافقنا على اقتراح رنا ماعدا سارة مابعتتش لا بالموافقة ولا بالرفض، بعد كده قومنا احنا التلاتة روحنا الكافيه وقعدنا مستنين الباقيين، طول الوقت ده كنا بنحاول نحط تخمينات لصاحب الرسايل بس مقدرناش نوصل لحاجة، لحد ما وصلت رنا وبعدها بعشر دقايق وصل عماد، فضلنا قاعدين شوية مستنين سارة لكنها ماجتش، رنا كلمتها على التليفون بس مابتردش، حطت التليفون على الترابيزة وهي بتقول بعصبية...
- برضه مابتردش، انا مش عارفة ايه شغل الاطفال ده كل حاجة تتقمص.
رد عليها عماد بهدوء...
- بصراحة انتوا زودتوها شوية امبارح وكمان مراد صحي الصبح بعت رسالة مالهاش لازمة.
- ايه يعني ياعم عماد، انا بعت رسالة عادية والهزار ده بنهزروا كلنا مع بعض اشمعنا هي اللي بتتقمص كل مرة، ما احنا ساعات بنقفش احمد او انا او انت وهي بتبقى اول حد بيروش ولا الهزار ساعتها بيبقي حلو.
- لا الفكرة انها خايفة بجد، انتوا عارفين سارة بتتوتر من أي حاجة جديدة عليها أو ماتعرفهاش.
بصت له هدير وهي حاطة ايديها على خدها وبعدين قالت له بتريقة...
- ياحنين.
ضحكنا كلنا على كلمتها اللي خلت وش عماد يحمر وارتبك وهو بيقول...
- انا مش قاصدي حاجة على فكرة انا بس...
قاطعته رنا وهي بتغمزله...
- انت ايه يا حنين، حبيتها ولا ايه؟
- حبيت ايه بس، ايه يا جماعة انتوا فهمتوا ايه، ما احنا متفقين مافيش حد فينا هيحب التاني واننا اصحاب وبس.
نسيت اقولكوا عن الاتفاق ده في الاول، احنا لما عرفنا بعض اتفقنا اننا مش هيكون بينا أي علاقات غير الصحوبية وبس، هي حاجة غريبة بس ده عشان نحافظ على صداقتنا ومايبقاش في بينا مشاكل، المهم، في وسط كلامنا لقينا عماد وشه اتغير وهو بيبص على باب الكافيه وبيقول...
- سارة.
ردت عليه هدير...
- كمان هايمان في اسمها.
- هايمان ايه!.. سارة جت.
لفوا البنات وشهم وبصوا عليها لحد ما قربت من الترابيزة وقالت...
- هاي يا شباب، معلش اتأخرت شوية عشان كنت في مشوار.
سألتها رنا بعصبية...
- مابترديش عليا ليه؟
بصت لها سارة باستغراب وهي بتطلع موبايلها من الشنطة...
- ايه ده هو انتِ رنيتي، اه تصدقي، اسفة يارنا ماسمعتش الموبايل.
قالتلها بغيظ....
- لا عادي ولا يهمك.
حاولت انهي الحوار فقولتلهم...
- نركز بس يا جماعة هنا، تفتكروا مين اللي بعت الرسالة دي لنا كلنا؟
رد احمد...
- انا عن نفسي مش عارف بس اعتقد واحد مننا بيهزر هزار سخيف.
قالت هدير...
- انا رأيي من رأي احمد.
اتكلمت رنا...
- انا مش مع الفكرة دي لا، ماحدش مننا يعمل كده ولا ايه؟
- انا كمان شايف كده، لو واحد مننا كان زمانه قال من بدري، وماكنش هيبعت نفس الرسالة اللي بعتها لسارة الصبح.
قال عماد وقتها...
- بالعكس ده معنى انه بعت نفس الرسالة انه واحد مننا، لان احنا بس اللي عارفين نص الرسالة.
بصراحة كان عنده حق، الرسالة مش هتبقى متشابهة للدرجة دي بالصدفة، بصيت لسارة وسالتها...
- وانتِ رأيك ايه ياسارة؟
- ماعرفش، انا مش شاغلة بالي بالمواضيع التافهة دي، انا عندي امتحانات مهمة وبصراحة انا جيت عشان ماتزعلوش بس.
قبل ما أرد عليها سمعنا كلنا صوت موبايلتنا، كل واحد شال موبايله من على الترابيزة وبدأ يبص فيه، كانت رسالة مكتوب فيها...
- حابين نبلغك انه تم الحجز باسمك النهاردة في سينما ستار، مستنينك ماتتأخرش.
بصيت لهم وانا بقول...
- كده مفسرة نفسها، الرسالة الأولى كانت منهم، واضح انهم بيعملوا جو اثارة قبل ما نروح.
كلهم كانوا ساكتين وماحدش علق على كلامي لحد ما اتكلمت رنا وقالت...
- تمام، بس مش غريبة ان الرسالة الأولى كانت بالظبط نفس الجملة اللي انت قولتها لسارة في الجروب؟
ماكنتش عارف أرد عليها بايه فسكت، كلنا سكتنا، وبعد دقايق سألت هدير...
- طب ايه؟.. ناويين تروحوا ولا لاغيتوا الفكرة؟
رديت عليها...
- انا بفكر نلغي الفكرة.
احمد بص لي باستغراب...
- غريبة يعني، لا انا من رأيي نروح ونشوف الدنيا ايه.
عبرت رنا عن رأيها بحماسها المعتاد...
- انا كمان حبيت طريقتهم لو اني مقلقة شوية بس متحمسة جدًا اشوف المكان ده.
لوت سارة وشها وهي بتقول...
- انتِ على طول متحمسة يا رنا لأي حاجة.
- مش أحسن ما ابقى خايفة من أي حاجة؟!
فصل عماد الخناقة اللي كانت هتحصل وقال...
- بصراحة انا كمان عندي فضول اعرف ايه المكان ده.
بصت له سارة باستغراب وكأنها بتعاتبه عشان خان ثقتها وسابها لوحدها...
- يعني انت هتروح يا عماد.
ضحكنا في سرنا واحنا بنبص لبعض، وعشان عماد هو اللي كان فاهم بنضحك على ايه، بص لها باحراج وقال...
- اه عادي يعني يا سارة، هنجرب حاجة جديدة وماتخافيش انا.. قصدي احنا كلنا معاكِ.
سكتت وماعلقتش وهنا اتكلمت هدير...
- انا كمان عايزة أروح المكان ده.
قولتلهم وانا مضايق...
- تمام كده يبقى هنروح، الساعة دلوقتي بقت 4 العصر يعني باقي خمس ساعات، والمشوار من هنا بياخد ساعة ونص، يعني المفروض نتحرك على الساعة سبعة او سبعة وربع، فخلونا نروح دلوقتي ونتقابل هنا على سبعة.
قالوا كلهم في نفس واحد تمام، قومنا بعدها وروحنا كل واحد على بيته، لحد ما جِه الميعاد ونزلت روحت للمكان اللي هنتقابل فيه.
كنا واقفين قدام العربيات وبنشوف هنركب ازاي، وكانت التقسيمة اللي اتفقنا عليها كالآتي...
انا مع احمد في عربيته، ورنا مع عماد، وسارة طلبت تركب مع هدير في عربيتها، اتحركنا وكانت الساعة سبعة وربع بالظبط.
كنت ماسك الموبايل وبتابع اللوكيشن اللي وصلنا في رسالة بعد ما حجزنا عن طريق اللينك، شاورت لاحمد وانا بقوله...
- اقف هنا هو ده المكان.
وقف العربية وبعدين بص لي باستغراب...
- يعني ايه هو ده المكان!
- مش عارف بس الجي بي اس بيقول ان احنا واقفين في المكان الصح.
- لا اكيد البتاع ده بيخرف.
- مش عارف.
نزلت من العربية بصيت حواليا ماكنش في غير الصحرا وقدامنا كان في بوابة لمكان زي مخزن أو مصنع قديم مقفول، كانوا كلهم نزلوا من العربيات وواقفين بيبصوا للمكان باستغراب، سألني عماد ساعتها...
- انتوا وقفتوا هنا ليه؟
- المفروض اننا وصلنا.
قالت رنا بتعجب...
- وصلنا فين؟
رد عليها احمد...
- اللوكيشن اللي اتبعت من الموقع بيقول ان ده المكان.
قالت هدير بخوف...
- يا جماعة الظاهر ان سارة كان معاها حق انا ابتديت اخاف من المشوار ده يلا بينا نمشي.
قولتلها وانا بمسك تليفوني...
- استني بس يا هدير نمشي ازاي بعد ما جينا كل ده، هم كانوا قايلين نبعتلهم على رسايل الصفحة لو في أي استفسار، هبعتلهم اهو ونشوف.
فتحت الصفحة وبعت رسالة بسأل عن العنوان من تاني، استنيت الرد اللي ماتأخرش وجِه بسرعة، بس لاقيته باعتلي نفس اللوكيشن، المرة دي كتبت...
- ده عنوان مصنع مهجور.
جالي الرد...
- ايوة هو ده المكان، احنا عاملين الديكور على طريقة جراج السيارات.
ابتسمت وانا بقولهم...
- بيقولوا انه ده المكان واننا مغلطناش في العنوان، هم عاملين ديكور المكان على طريقة جراج العربيات.
ضحك احمد وهو بيقول...
- طب والله كريتيف.
ابتسمت رنا ابتسامة بتحاول تداري بيها قلقها، اما هدير وسارة فكانوا قلقانين بجد، عماد ماكنش فارق معاه بصراحة، سألتهم بعد دقيقة...
- ها هتعملوا ايه؟ هندخل ولا هنرجع.
رد أحمد بسرعة...
- نرجع فين، أكيد هندخل.
هدير رجعت للعربية هي وسارة وهم مقررين انهم يرجعوا، عماد وقف محتار مش قادر ياخد قرار، رنا وافقت احمد في الدخول، انا كنت متردد عايز ادخل وفي نفس الوقت خايف، سألني احمد ساعتها...
- هتعمل ايه؟
- هدخل.
جاوبته بسرعة وبدون ارادة، بص بعدها لعماد وسأله...
- وانت يا عمدة؟
بص عماد على العربية وسرح شوية مع سارة وبعدين لف وشه لاحمد وقاله...
- تؤ مش هدخل.
اتكلم احمد وقال...
- حلو، كده احنا متعادلين، يبقى نعمل زي كل مرة، قرعة.
رد عليه عماد...
- قرعة ايه!.. ما االلي عايز يدخل يدخل واللي عايز يمشي يمشي.
- لا ياعمدة.. دي قواعد بقالنا سنين ماشيين عليها هنيجي نبوظها دلوقتي ولا ايه، معلش هنعمل قرعة ويانروح كلنا يا ندخل كلنا.
نده بعدها على سارة وهدير اللي نزلوا من العربية ووقفوا جنبنا، شرحلهم احمد الموقف واقنعهم يوافقوا على القرعة، طلع من جيبه كوين وقال...
- لو ملك هندخل ولو كتابة هنروح، تمام يا شباب.
هزينا كلنا دماغنا ورمى احمد الكوين لفوق عشان يلف في الهوا اكتر من مرة وينزل بعدها على الأرض، وطينا كلنا نبص عليه، ماعرفش ليه في اللحظة دي اتمنيت يكون كتابة ونروح، وفعلًا طلع كتابة، صقفت سارة وهي مبسوطة وقالت...
- الحمدلله كتابة، يلا بينا نروح.
بصلها احمد ورنا باٍسف وهم بيقولوا...
- هنروح يافقرية.
فجأة حصلت حاجة غريبة، البوابة اتفتحت لوحدها، انتبهنا كلنا ولفينا ناحية البوابة، احمد قرب ببطء ودخل لجوة ورنا وراه، فضلوا واقفين مكانهم، استغربت وقفتهم وقربت منهم وساعتها وقفت انا كمان زيهم، المنظر كان خيال، اضاءة وديكور ماشوفتوش في مكان قبل كده، كل الديكور كان معمول من قطع غيار السيارات، بس القطع مترتبة بشكل خيالي وجميل، فضلنا واقفين لحد ما لقيت التلاتة، سارة وهدير وعماد قربوا ووقفوا جنبنا وهم منبهرين زينا بالظبط، بعد دقايق فاق احمد وقال...
- انا اسف يا جماعة بس انا مش هروح قبل ما اشوف المكان ده.
قالت سارة بغضب...
- احنا مش عملنا القرعة وطلعت كتابة وقولنا هنروح.
- ده كان قبل ما نشوف المكان من جوة لكن انا دلوقتي مش هروح.
اتكلمت رنا...
- وانا بصراحة مش هروح.
المفاجأة بانت على سارة لما عماد اتكلم وقال...
- معلش يا سارة بس انا كمان عايز اشوف المكان ده.
هدير كمان قالت انها عايزة تشوف المكان ومش هتمشي، سارة مابقاش قدامها اختيار غير انها توافق، في اللحظة دي جالنا رسالة جديدة وكان مكتوب فيها...
- باقي دقايق والفيلم يبدأ، نتمني انك ماتتأخرش أكتر من كده. 
رفعنا راسنا من الموبايلات وجرينا على العربيات واتحركنا عشان ندخل من البوابة.
دخلنا وسط المكان وساعتها قابلنا واحد واقف مستنينا، قرب من عربية احمد اللي نزل الازاز، وساعتها الراجل قال...
- مساء الخير يافندم، ممكن حضرتك توريني رسالة الحجز.
طلع احمد موبايله ووراه الرسالة، بص الراجل على الموبايل بعدها فتح موبايله وبدأ يبص فيه ويبص عليا وعلى احمد وكأنه بيتأكد من صورنا، راح ناحية العربيتين التانيين وبرضه اتأكد من الصور وبعدين وقف قدامنا وقال بصوت عالي...
- حضراتكوا هتدخلوا من المسار ده، وبعد كام متر هتلاقوا مكان مخصص لكل عربية وفي اشارات في الأرض هتدلكوا، بعدها هتقف وتبطل نور العربية وتقفل بابك كويس، بعد كده هتشغل الراديو وهتظبط المحطة على 77.8 وده عشان تقدر تسمع الصوت من خلال الراديو، وممنوع حد يخرج من العربية أو يشغل انوارها قبل الفيلم مايخلص.
بعد ما خلص كلامه شاور بايديه ناحية المسار اللي قال عليه، اتحرك احمد وهو بيقول...
- الراجل ده غريب، بس حلو الجو ده.
- اه حلو!.. اقولك على حاجة انا بدأت اخاف.
ضحك وهو بيقول...
- انت هتعمل زي سارة.
كنا وصلنا ساعتها للعلامات اللي بيقول عليها، وقفنا على المكان المخصص، وبعدها عماد وقف جنبنا وجنبه وقفت هدير بعربيتها، بطلنا ال3 عربيات وطفينا النور، ظبطنا الراديو على المحطة اللي قال عليها الراجل، بس في اللحظة دي سمعت صوت زي ما يكون في ماكنة بتشتغل، بعدها حسيت بهزة في العربية، مافيش ثواني ولقيت العربية بتترفع من على الأرض، احمد صرخ وهو بيسألني...
- ايه اللي بيحصل ده؟
- مش عارف.
لفيت حواليا بس ماكنش في حد واقف، العربية اترفعت عن الأرض كتير، والعربيتين التانيين كمان اترفعوا من على الأرض، كنت قادر اشوف رنا وهي بتصرخ، لكن عماد كان هادي جنبها، وطبعًا هدير وسارة زمانهم ماتوا من الرعب، بعد دقيقتين تقريبًا كنا على ارتفاع حوالي 5 متر من الأرض، بعد كده كل حاجة وقفت وسمعنا صوت جاي من الراديو...
- ماتخافوش، دي حاجة عادية عشان تبقوا في مستوى الشاشة، اتمنى الفيلم يعجبكوا، سهرة سعيدة.
نفخت وانا بفرك جبيني وقولت لاحمد...
- التجربة دي هتخليني اقطع الخلف.
ضحك بصوت عالي...
- والله الناس دي عاملين معانا واجب جامد اوي.
سمعت ساعتها صوت رسالة، كانت رسالة من رنا على الجروب، باعته بتضحك وبتقول...
- المكان ده شكله جامد اوي يا عيال.
ردت هدير بريكورد بتضحك فيه...
- ماشوفتيش سارة وهي قاعدة على رجلي من شوية.
بعتت سارة ريكورد تاني...
- ياسلام ياختي على اساس انك ماكنتيش حضناني ومتبتة فيا.
سمعت احمد ساعتها بيسجل ريكورد وبيقول...
- بقول ايه انا هعمل مكالمة جماعية بينا ونتابع الفيلم مع بعض.
وافقنا كلنا على الاقتراح ده وطبعًا ده لاننا تقريبًا كلنا كنا خايفين بس بنكابر، اتصل احمد بعماد وبعدها دخل هدير على الخط  وفتح الاسبيكر وبكده ربطنا الـ3 عربيات ببعض، بعد دقيقة اتكلم الصوت في الراديو وقال...
- ياريت نجهز عشان الفيلم هيبدأ.
الدنيا فجأة ضلمت وظهر قدامنا بالظبط شاشة عملاقة، سألتهم انا هنا...
- تفتكروا هيكون فيلم ايه؟
ردت هدير...
- والله انا مستغربة اصلا فكرة اننا نيجي نتفرج على فيلم مش عارفينه.
قالت رنا...
- مش عارفة بس حاسة انها حاجة جامدة جدًا، المعرفة ساعات بتقتل المتعة في أي حاجة.
قال عماد وهو بيأكد كلامها...
- عندك حق، المتعة في المفاجأة والغموض.
اتكلمت سارة...
- المغامرة مش دايمًا حلوة، ساعات بتبقى كارثة.
ابتدى الفيلم، كان على الشاشة مكتوب كلمة الخطايا، في اللحظة دي ضحكنا كلنا وقولتلهم...
- لا اكيد اللي بيحصل ده تهريج، يعني احنا جايين كل ده عشان نتفرج على الخطايا اللي اتحرق من 50 سنة؟
ردت عليا رنا...
- انا بحب المغامرة صحيح بس مش للدرجة دي.
سكتنا كلنا لما ظهر على الشاشة كلمة المشهد الأول.
ظهر شاب مخبي وشه بقناع غريب ولابس بالطو دكتور، كان ماشي في طُرقة مستشفى، فتح أوضة من الأوض ودخل وقفل الباب وراه، شوفنا واحد نايم على السرير ومتوصل في جسمه أجهزة كتير، وقف الشاب قدام السرير وبدأ يتكلم، سمعنا صوته خارج من الراديو وكان بيقول...
- انا عارف ان عمرك ماحبتني، وانك بتحب مروان اكتر مني، بس الحياة عادلة اكتر منك.
في اللحظة دي لمحت احمد مبرق وبينطق في نفس واحد نفس الجملة اللي خارجة من الراديو...
- اديك بقيت ضعيف وانا اللي هتحكم فيك وانا اللي بايدي اسيبك تعيش أو اموتك، بس لا، اللي زيك ماينفعش يعيش.. اللي زيك ماينفعش يعيش.
احمد فضل يردد الجملة دي كتير بصوت عالي، لدرجة ان عماد ااتكلم وقاله...
- خلاص ياعم الأوفر ماتندمجش اوي كده.
بس انا الوحيد اللي شايفه، احمد كان حاطط ايده على وشه وبيعيط، في الوقت ده كان الشاب في الفيلم بيقرب من المحلول وخرج حقنة من جيبه وفرغها جواه، بعدها قال بصوت هادي...
- اشوفك في الجحيم.
ساب الأوضة وخرج وبعدها الشاشة اسودت، احمد كان بيعيط بهستيرية، كنت ببصله باستغراب حطيت ايدي على كتفه وانا بقوله...
- مالك يا احمد في ايه؟
بص لي والدموع في عينيه لكن مانطقش ولا كلمة، الصوت جِه من الراديو...
- المشهد ده مؤثر جدًا، انا تعبت في تمثيله برغم انه اللي مات ده مش ابويا، مش عارف بصراحة قدرت تعملها ازاي يا احمد!.. ازاي قدرت تخلص من ابوك بالسهولة دي؟
شيلت ايدي من على كتف احمد وانا مصدوم من اللي سمعته، في نفس الوقت اتكلمت رنا وقالت...
- احمد ايه اللي الراجل ده بيقوله، انت فعلًا قتلت ابوك؟
ردت هدير...
- اكيد لا طبعًا، مستحيل يكون عمل كده.
رد الراجل في الراديو...
- قتلته ليه؟ ماكنش يستاهل انك تقتله، كل ده عشان الغيرة من اخوك، اخوك اللي كان احسن منك و...
قاطعه احمد بعصبية...
- مروان عمره ما كان احسن مني، بالعكس، مروان اوسخ.. اوسخ بكتير، بس كان بيداري وساخته، مروان عمره ماحبه زي ما انا حبيته وبرغم كده هو كان بيفضله عليا، كان بيحرمني من كل حاجة، كل حاجة نفسي فيها كانت بتتحقق لمروان، لكن انا.. انا احلامي مؤجلة او معدومة بالنسبة له، وبرغم كده ماكنتش بفكر اقتله، انا ليلتها كنت سهران مع واحد صاحبي، كنت منهار وبحكيله موقف من المواقف اللي عملها معايا، عرض عليا اشرب معاه مخدرات وانا ماكنش ليا في الشرب، بس من قرفي وافقت وشربت، فضلت اشرب لحد ما دماغي تقلت وماحستش بنفسي، نزلت من عنده ليلتها والشيطان بيلعب في دماغي، وفجأة لقتني واقف قدام سريره في المستشفى والحقنة في جيبي، كل حاجة عملها معايا شايفها قدامي، حسيت انه اوسخ انسان على الأرض ولازم اخلص البشرية منه، طلعت الحقنة وفضتها في المحلول، وبعدها قفلت الباب وخرجت، رجعت لصاحبي بعدها وانا حاسس ان جسمي كله متلج، اول ما شاف منظري سألني ايه اللي حصل، ماردتش عليه، انا لقتني بفرد جسمي على الكنبة وبنام والدموع نازلة على خدي، ولما صحيت ماكنتش فاكر أي حاجة لحد ما مروان كلمني وقالي ان ابويا مات، ساعتها بس افتكرت اللي حصل، لكن سكت.. سكت عشان ماكنش ينفع اقول ان انا اللي قتلته.
كلنا كنا ساكتين، لحد ما بعد دقايق اتكلمت سارة وقالت...
- انت ازاي تعمل كده؟!.. ازاي قدرت تخبي علينا طول الوقت ده، انا فاكره اليوم ده كويس جدًا، لما جينالك العزا كنت منهار بشكل مش طبيعي لدرجة اني كنت خايفة يحصلك حاجة، ازاي قدرت تخدعنا كده؟
سمعنا ساعتها صوت ضحكة في الراديو...
- براحة على نفسك يا سارة، مش احمد بس اللي شاطر في الخداع، طب على الاقل هو خدع خمسة ستة، لكن في واحدة قدرت تخدع الدنيا كلها، خلونا نشوف المشهد التاني كده.
ظهر على الشاشة اوضة كبيرة فيها مكتب وقاعد عليه شاب لابس بدلة ونفس القناع على وشه، بعد ثواني دخلت بنت وهي بتمشي بهدوء، كان على وشها هي كمان قناع ولابسة فستان شيك، قربت من المكتب وقعدت...
- ازيك؟
- خير.. عايزة ايه؟
- ده انت لسه زعلان بقى؟
- وانا هزعل منك انتِ؟!
- يعني ايه منك انتِ دي؟!
- يعني اللي زيك مايتزعلش منها، لان مالهاش قيمة اصلًا.
- اه انت بتردهالي يعني، ماشي هعديها وكده نبقى خالصين.
- لا احنا خالصين من زمان، ده انا حتى واخد حقي وزيادة.
- قصدك ايه؟
- قصدي انك كنتِ بتاخدي حاجة وبتديني قصادها حاجة، بس انتِ كنتِ بتاخدي شوية ورق وتديني قصادهم اللي أغلى منه بكتير.
- انت انسان سافل.
ضحك الشاب ضحكة عالية وهو بيصقف بايده...
- حلوة سافل دي، اومال اللي كنتِ بتعمليه معايا ده اسمه ايه؟
- خلينا في المهم دلوقتي، هتجيب امتحانات الترم امتى؟
- لا مافيش امتحانات الترم ده.
- يعني ايه؟
- يعني اعتمدي على نفسك شوية، او اقولك شوفي حد غيري يديهملك.
- للأسف مافيش غيرك هنا بيعمل كده.
- خلاص ادفعي تمنهم.
- انت عارف اني مش معايا فلوس ادفع.
- وانا زهقت منك ومش عايزك تاني، ياتدفعي فلوس ياتشوفي غيري.
- هجيبلك فلوس منين انا؟
- شوفي مع الاريل اللي انتِ ماشية معاه، اسمه عماد باين مش كده؟ وبعدين ما انتِ مقشطاه اول باول.
- الفلوس اللي باخدها منه يدوب بتكفي مصاريفي ولبسي ومش هينفع اخد منه فلوس الا لما يعرف انا صرفتها في ايه.
- دكر الواد عماد ده، بس انتِ ايه.. جبروت.
في اللحظة دي سمعت صوت عماد بيصرخ...
- اه يابنت الكلب.
سمعت بعدها صوت الباب بيتفتح ومعاه صوت رنا بتقوله...
- انت رايح فين، احنا في الهوا مش هينفع تنزل.
الباب اتقفل تاني وبعدها زعق عماد...
- وحياة أمك ما هسيبك يابنت الكلب، بتستكرديني انا.
اتكلم الراجل في الراديو وقال بسخرية...
- اهدى يا عمدة.. اهدى ياحبيبي مش كدة.. لسه دورك جاي، ايه رأيك يا سارة في المشهد ده، بس انتِ طلعتي معلمة، لا صحيح معلمة، معلمة على الكلية كلها ومعلمة على المعيد، ومعلمة على الواد عماد.
صرخ عماد ساعتها بغيظ...
- ااااه لو اطولك يابنت الكلاب.
سمعت صوت سارة بتعيط وهي بتقول...
- ماكنش قدامي حل تاني.. كان لازم اعمل أي حاجة عشان اقدر اكمل، انا ابويا مات وعايشة مع أمي اللي مش قادرة تصرف حتى على علاجها، وعشان كده حطيت هدف قدامي اني هطلع الأولى على الدفعة واتعين في الجامعة مهما كان التمن، عشان الناس تبص لي باحترام وتقولي يا دكتورة سارة، ولاني مش معايا فلوس ادفعها فكان لازم اقدم مقابل اقدر عليه، اما عماد.. عماد انا حبيته بجد، اكتر انسان عاملني باحترام وعطف عليا واداني كل اللي انا عايزاه، بس برضه ماكنتش هقدر اطلب منه المبالغ الكبيرة اللي كان الحيوان ده بيطلبها، عشان كده اضطريت اوافق على الطلبات التانية.. قولت وفيها ايه لما ارقصله شوية أو اقضي معاه سهرة فرفشة، لكن والله ياعماد الموضوع ماحصلش فيه حاجة أكتر من كده، انا لسه زي ما انا.
عماد كان بيتشم بالفاظ بشعة لكن فجأة قاطعه صوت الراجل تاني وهو بيضحك وبيسأله...
- ايه ياعمدة.. انت زعلان انها عملت كده ولا ان حد تاني قدر يعمل معاها كده قبلك؟
- قبلي ازاي يا حيوان انت؟
- امممم خلينا نشوف المشهد اللي يخصك.

 نلتقي في الجزء الثاني

بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
التنقل السريع