القائمة الرئيسية

الصفحات

الاعتراف - سينما السيارات الجزء الثاني قصص رعب


بقلم الكاتب: شادي إسماعيل 

ظهر على الشاشة الشاب بنفس القناع وقدامه بنت شعرها طويل، لابسة قناع مغطي وشها، اتكلمت البنت...

- انت لازم تتصرف وتشوف حل للمصيبة اللي انت عملتها.

- اللي انا عملتها!.. ليه هو انا كنت ضربتك على ايدك، ماكل حاجة كانت بمزاجك.

- انت لازم تتجوزني.

ضحك الشاب...

- اتجوزك!.. يابنتي انتِ اخرك اصرف عليكِ، اساعدك انتِ وعيلتك الكحيانة، لكن اتجوزك!.. انتِ اتجننتي ولا ايه؟

- يعني انت كنت بتعمل معايا كل ده عشان توصل لغرضك وبعدين ترميني؟ 

- ومين قال اني هرميكي، انا هفضل اصرف عليكِ زي الأول ويمكن اكتر بس بقى بلاش جو تتجوزني ولوثت شرفي والافلام الهابطة دي.

- انت انسان عديم الشرف.

- شوف مين اللي بتتكلم.

- ربنا ينتقم منك، وان شاء الله هيتردلك كل اللي عملته فيا وفي عيلتي، يافي اختك يا في مراتك يا حتى في بنتك.

اتكلم عماد بعد المشهد ماخلص...

- انا ماعملتش كده.. انا ماعملتلهاش حاجة.

اتكلمت رنا وقالت...

- كداب.. انا كنت عارفة من الأول انك وسخ.

اتكلم الصوت في الراديو...

- رنوووش ماتحرقيش المفاجأة.

سألت سارة بلهفة...

- مفاجأة ايه؟

رد عليها الراجل...

- هو انتِ فاكرة ان انتِ بس اللي بتعرفي تخوني، تؤ احنا معانا ملكة الخيانة.

ظهر وقتها على الشاشة الشاب بالقناع ونايم على سرير، شوية ودخلت بنت لابسة قميص خفيف، قعدت جنبه وهي بتقول...

- كان يوم لطيف.

- جدًا، بس هنعمل ايه مع العيال؟

- مالهم العيال، هو حد ليه حاجة عندنا؟!

- لا انا بس قصدي...

- قصدك على السنيورة بتاعتك.. ست سارة مش كده؟

- ماينفعش تحس انه في حاجة بينا.

- لا ماتقلقش وبعدين انت كمان اوعى تفكر انه في بينا حاجة، دي كانت مجرد مغامرة جديدة وبعد ماتخرج من هنا لازم تنساها.

- انتِ بتقولي ايه؟

- اللي سمعته، انت بالنسبة لي مش أكتر من مغامرة أو حاجة عجبتني وقررت أجربها زيك زي أي حاجة نفسي فيها وباخدها، فماتعيش الوهم وان بينا حاجة والكلام ده، قوم يلا ارجع لحبيبة القلب عشان زمانها بتسِح بالدموع وبتقول ياترى راح فين وسابني.

ضحك الشاب وهو بيقول...

- انتِ فظيعة يارنا.

بعد المشهد ماخلص ماحدش فينا اتكلم، ماكنتش سامع غير صوت انفاسهم عن طريق التليفون، لحد ما كسرت هدير الصمت وقالت...

- انتوا ازاي وسخين كده؟ ازاي ماخدتش بالي من وساختكوا الوقت ده كله؟! انا ندمانة اني عرفت ناس زيكوا.

ماحدش رد عليها لدقايق لحد ما اتكلم الراجل وقال بصوت فحيح...

- اوووه هدير هانم، قرفانة من اللي شافته، أول مرة اعرف إن المدمنين بيقرفوا.

اتصدمت من الجملة يمكن صدمتي في هدير كانت أكبر صدمة فيهم، ظهر قدامي على الشاشة ساعتها أوضة كبيرة وفيها بنت قاعدة على الكنبة كانت لابسة قناع على وشها، قدامها على الترابيزة طبق مليان تبغ، قربت البنت ومسكت كيس صغير كان جنب الطبق فكت اللفة وبعدها قطعت جزء صغير ببوقها وبدأت تخلطه بالتبغ، بعد كده لفت سيجارة وولعتها، في اللحظة دي الباب خبط، قامت فتحت ودخل الشاب اللي لابس القناع، قعدوا الاتنين على الكنبة وبدأت هدير الكلام...

- مالك؟

- تعبان.

- ايه اللي حصل؟

- ابويا في المستشفى وشكله بيموت.

- امممم، مش عارفة اصبرك ولا اقولك مبروك.

- انا نفسي مش عارف.

- طب امسك اشرب وانسى.

ناولته السيجارة اللي كانت في ايديها وبدأت تلف سيجارة تانية، خد الشاب نفس ونفخه في الهوا...

- انا كنت نسيت البتاع ده من زمان، هترجعيني لي تاني.

ضحكت البنت وهي بتقول...

- انت اللي علمتهولي زمان، وانا برجعك لي دلوقتي نبقى خالصين.

فضوا يشربوا سيجارة في التانية في الخامسة، لحد ما الشاب اتحمس وبدأ هو اللي يلف، البنت ضحكت...

- ايوة كده وحشتني السيجارة من ايدك.

- ده انتِ بقيتي استاذة.

- لا بس عمري ما هنسى اول سيجارة شربتهالي بايدك.

- بس البتاع ده مش اصلي ولا انا اللي دماغي تقلت ولا ايه؟

- طب استنى عندي حاجة جوة اصلي اصلي.

قامت البنت واختفت من الكادر، الشاب كان خلص لف السيجارة ورجع بضهرة لورا وولعها وبدأ يشربها، رجعت البنت للكادر ومعاها كيس صغير في مادة بيضا، ناولته للشاب اللي خده منها وهو بيتعدل وقال...

- اوبا ده انتِ غوطتي جامد.

- تلميذتك.

- تلميذة شاطرة طول عمرك.

اتعدل الشاب وفتح الكيس وفضاه على الترابيزة، وبدأوا الاتنين يبدلوا عليه لحد ما خلصت الكمية، بعدها رجعوا بضهرهم في الكنبة، وباين عليهم التعب، مافيش دقايق وقام الشاب وخرج من الكادر.

خلص المشهد ومعاه اتكلمت انا وانا ببص لاحمد اللي كان مبرق وقولتله...

- يعني انت كنت عند هدير يوم ما قتلت ابوك؟

هز دماغه وهو بيبص لي...

- ايوة كنت عندها وبعد ماخلصت في المستشفى لقتني راجعلها تاني، دخلت وساعتها اترميت في حضنها.

قاطعته هدير وقالت بحدة...

- انا ماعملتش حاجة غلط.. لا قتلت حد ولا خونت صاحبتي، ولا بيعت نفسي عشان الناس تشوفني ناجحة وتحترمني، ولا لعبت ببنات الناس، انا حتى لو أذيت فانا أذيت نفسي مش حد تاني.

ضحك الراجل في الراديو...

- واحدة واحدة بس يا هدير.. جناحاتك هتكسر الازاز، انتِ نسيتي اللي حصل السنة اللي فاتت ولا ايه؟

- انا مش عارفة انت بتتكلم عن ايه بالظبط؟

- خلينا نشوف.

ظهر على الشاشة كادر للعربية من جوة والبنت قاعدة ماسكة الدريكسيون وايديها بترتعش، بعد ثواني تليفونها رن، لفت وشها ناحية التليفون اللي كان محطوط في حامل متثبت على التابلوه، بصت على الاسم وكانت رنا، مدت ايدها عشان تاخد التليفون اللي في اللحظة دي وقع في الدواسة، من غير تفكير وطت البنت راسها عشان تجيبه، وبعدها رفعت وشها، وفجأة صوت خبط قوي والكادر بيتهز وبعد ثواني بتوقف البنت بالعربية على جنب وبتنزل، بيتنقل الكادر لمشهد واحد واقع على الأسفلت والبنت بتقرب منه، كان باين التردد في خطواتها والخوف وهي عمالة تبص على الطريق يمين وشمال، وطت ناحية الشخص اللي واقع على الأرض، كان الدم مغرق الاسفلت حوالين راسه، بس كان بيئن أنين خفيف، بصت البنت عليه لدقيقة وبعدين قالت له...

- انا اسفة بس مش هقدر اعملك حاجة، ارجوك سامحني.

سابته ورجعت جري للعربية، قفلت الباب واتحركت، ظهر على الشاشة كادر من فوق جثة الشاب ولوحة العربية باينة في الخلفية، كانت نمر عربية هدير، وبعدها الشاشة اسودت تاني.

- ايوة انا فعلًا خبطته، بس ماكنتش اقصد.. كان غصب عني.

- تركيزك كان معدوم بسبب ان ميعاد الجرعة جِه وماكنش معاكِ.

- ده حقيقي، بس برضه المخدرات مالهاش علاقة، وبعدين انا سايباه عايش.

- الشاب ده مات، مات لانك كنتِ مستعجلة عشان تروحي تجيبي الزفت اللي بتشربيه.

صمت تام، ماحدش فينا بيتكلم، وبعد دقايق سمعت الصوت في الراديو بيقول...

- كده الفيلم خلص، اتمنى تكونوا استمتعتوا ودلوقتي جِه وقت النوم.

في اللحظة دي سمعت صوت حاجة ورايا بتفرقع ودخان كثيف ملى المكان وبدأت أحس ان روحي بتتسحب مني بالتدريج، وبعدها ماحستش بحاجة.

فتحت عيني ببطء، كنت حاسس بصداع رهيب، حاولت ادعك عيني لكن اكتشفت ان ايدي متكتقة، بصيت ساعتها لقتني واقف على الأرض وفي ضهري عمود، وفي حاجز حديدي قافل على جسمي من عند الصدر، وحسيت بنفس الحاجز ده عند رجلي، في الوقت ده سمعت صوت رنا بتقول بلسان تقيل...

- انا فين؟

بصيت عليها كانت واقفة نفس وقفتي في العمود اللي قدامي ومتكتفة زيي بالظبط، رديت عليها بصوت عالي...

- مش عارف احنا فين.

رفعت راسها وبصت لي وهي بتحاول تفك نفسها من التكتيفة اللي متكتفاها، بس كانت محاولات يائسة انتهت بانها قعدت تعيط وتصرخ، بعدها فاق احمد اللي كان مربوط جنبي، اتصدم من منظر رنا وسألها...

- ايه اللي ربطك كده؟

ضحكت وانا بقوله...

- على اساس انك مش حاسس بنفسك.

بص على منظره وحاول يفلت من الحديد لكن ماعرفش، استسلم وسألني بهدوء...

- مين بيعمل فينا كده؟

- مش عارف بس الأكيد إن اللي هيحصل مش هيبقى كويس أبدًا.

فاقت هدير بعد كده عماد، وكلهم استسلموا للأمر الواقع إلا سارة، كانت منهارة بشكل غير طبيعي، فضلت تصوت وتصرخ وهي بتشتم بأبشع الألفاظ، لحد ما فجأة اتكلم الصوت بس المرة دي كان جاي عن طريق سماعات موجودة جنبنا، اتكلم وقال...

- صباح الخير، اتمنى تكونوا نمتوا كويس.

رد عليه عماد وقال بانفعال...

- انت مين وعايز مننا ايه؟

- اهدى.. اهدى وصوتك مايعلاش.

اتكلم احمد بنبرة اهدى...

- انت فعلًا جايبنا هنا ليه؟

- عشان تتحاسبوا على اخطائكوا، كل واحد غلط غلطة لازم يتحاسب عليها.

سألته هدير بحدة...

- وانت مين عشان تحاسبنا، انت فاكر نفسك ربنا.

ضحك الراجل وهو بيقول...

- وهو المدمنين وقتالين القتلى بقوا يعرفوا ربنا من امتى؟!.. انا مندهش من بجاحتكوا والله.

ردت رنا عليه...

- انا مش فارق معايا انت مين ولا عايز ايه، بس عندي سؤال.. كل واحد فينا اتعرضت بلاويه قدام التاني، ماعدا واحد بس.. مراد، ليه مراد ماتعرضلوش حاجة، ايه ملاك؟!

بصت لها باستغراب وبعدين سألت نفسي انا ليه ماتعرضليش حاجة فعلًا؟ اتكلم الراجل وقتها وقال...

- مافيش حد فيكوا ملاك، وحتى انا مش ملاك لاني لو ملاك مش هقدر اقتلكوا.

صرخت سارة...

- تقتلنا! تقتلنا ليه؟ انا ماعملتلكش حاجة.

تجاهل الراجل كلامها وكمل كلامه...

- بس مراد الوحيد فيكوا اللي مأذاش غير نفسه ودي حاجة ماليش الحق اني احاسبه عليها.

استغربت كلامه جدًا، أذيت نفسي، أذيت نفسي ازاي؟ فوقت على صوت هدير بتقوله...

- انت مالكش الحق انك تحاسب اي واحد فينا.

قبل مايرد عل هدير سألته بصوت عالي...

- انا أذيت نفسي ازاي؟

- أذيت نفسك يوم ما قررت تكمل مع شلة وسخة زي دي، أذيت نفسك لما حبيت واحدة مدمنة زي هدير وسمحت لها تهينك وتعايرك بفقرك، ولما سمحت لسارة تستغلك وتبعتك تجيبلها ملازم واوراق عشان هي مش فاضية وانت فاكر انها بتذاكر ماتعرفش انها مقضياها بين المعيد الوسخ بتاعها وعماد حبيب القلب.

- انا كنت بتعامل معاهم على طبيعتي اللي محتاج حاجة واقدر عليها بعملها مش بحسب انه بيستغلني أو محتاجني فعلًا، اما بالنسبة لهدير فالحب مش بايدينا.

- غلط.. غلط جدًا يامراد، الناس ماينفعش تتعامل معاهم بالطريقة دي، لازم تتعامل مع كل واحد بطريقته، اللي يعاملك كويس تعامله كويس واللي يعاملك وحش تعامله أوحش.

-  بالطريقة دي ماكنش في حد اتعامل مع حد وكانت الناس كلها قتلت بعضها.

- ومين قالك انهم طايقين يتعاملوا مع بعض.

- كل انسان بيتعامل بتربيته واخلاقه.

- اخلاقه!.. هو انت عايش في المدينة الفاضلة.

- لا، بس زي مافي ناس وحشة في ناس كويسة، في الاخر طبيعتك هي اللي بتغلب.

- طب انا هوريك طبيعة الخمسة دول عاملة ازاي من جوة عشان تعرف إنهم يستاهلوا الحرق.

- حتى لو طبيعتهم مش كويسة، احنا مش من حقنا نحاسبهم، في قانون هو اللي بيحاسب على الأرض وفي رب بيحاسب من فوق سبع سموات.

- انا القانون يا مراد، انا عملهم الأسود اللي قاعدلهم لحد ما يوصلهم للجحيم.. المكان اللي يستاهلوه.

اتكلم احمد وقطع الحوار بينا وسأل الراجل سؤال مهم...

- انا عايز اعرف حاجة واحدة بس، انت عرفت كل ده ازاي؟ ازاي قدرت تعرف حاجات احنا نفسنا ماكناش نعرفها عن بعض؟ وليه اصلًا بتدور ورانا؟

ضحك الراجل ضحكة شريرة جدًا وبعدين اتكلم بنبرة جادة...

- هقولك، هعتبرها اخر امنية لواحد ميت، انتوا اللي فضحتوا نفسكوا بنفسكوا، جريمة قتل ابوك فانت كنت مسجل ريكوردات كتير على الموبايل بتحكي فيها ايامك، وبتقول إن الدكتور النفسي بتاعك هو اللي طلب منك تعمل كده كطريقة للتخلص من الهموم أو تصفية الذهن، خلينا نسمع كده.

سكت الراجل لثواني وبعدها بدأت اسمع صوت احمد...

- الدكتور مجدي طلب مني اسجل على الموبايل كل اللي بيحصل في نهاية اليوم، بيقول ان دي انسب طريقة عشان اخرج اللي جوايا واجدد طاقتي، مش عارف الطريقة دي هتنفع ولا لا بس لازم اجرب.

بعد ثواني اشتغل الريكورد التاني...

- ابويا مصمم يكرهني فيه أكتر، مش عارف هو ليه مابحيبنيش مع اني أحسن من مروان بس برضه هو مش بيشوف غيره، وكأني وصمة عار عليه، كل ده عشان شربت مخدرات؟ طب ماهو السبب، وبعدين انا اتعالجت وعايز أكون احسن، هو اللي مش عايز يساعدني.

- قابلت هدير النهاردة حالتها صعبة جدًا، انا ندمان بجد اني خليتها تدخل السكة دي، بتمنى لو اقدر اساعدها واخليها تبطل زيي.

- اتخانقت انا وابويا بس المرة دي وفي وسط الخناقة وقع من طوله ودخل المستشفى، الغريب اني مش قادر احس بالذنب من ناحيته بس برضه مش قادر افرح فيه، احاسيس كتير متلخبطة جوايا، بس اللي انا متأكد منه اني مش قادر أكره.

- انا عند هدير دلوقتي في شقتها، بسجل الريكورد من الحمام، مروان كلمني من ساعة وقالي ان ابويا مات، ماحستش بحاجة غير بقبضة في قلبي، دخلت الحمام وفجأة لقتني بعيط.. بعيط بحرقة، بعدها شوفت قدامي مشاهد ماكنتش فاكرها، انا امبارح كنت قاعد مع هدير وبنشرب وفجأة نزلت روحت المستشفى وبعدها رجعت على هنا، فاكر ان هدير خدتني في حضنها ونمت، لحد ما صحيت على مكالمة مروان.

- انا في العربية دلوقتي ورايح ناحية المستشفى بس الغريبة اني لقيت بالطو مرمي في كنبة العربية وجوة البالطو في حقنة فاضية، انا مش فاكر حاجة عن الموضوع ده. 

احمد كان بيسمع والدموع نازلة من عينيه زي المطر، الراجل كأنه رجعه لنقطة الصفر وفكره بكل لحظة سودة في حياته، وبعد ما الريكوردات خلصت اتكلم وقال...

- شوفت بقى انا عرفت جريمتك ازاي.

احمد ماردش فكمل الراجل كلامه وقال...

- اما جريمة الاستاذة.. مدمنتنا الجميلة، فبرضه عرفتها عن طريق تليفونها، يومها بالليل بعد ما عملت الحادثة بنص ساعة، كانت اشترت الجرعة بتاعتها وقفت على جنب وفضت الكيس وبدأت تشم، وبعد ما خلصت وبدأت تركز افتكرت اللي حصل، قعدت تعيط  واتصلت برنا وهي منهارة، بس رنا كانت مشغولة وماردتش عليها، وساعتها سجلت ريكورد بصوتها وبعتتهولها عشان لما تسمعه تكلمها على طول، خلونا نسمع...

- رنا الحقيني، انا من نص ساعة خبطت واحد بالعربية ومش عارفة اذا كان مات ولا عايش، انا مش عارفة عملت كده ازاي؟ انا فجأة لقيته قدامي مالحقتش اعمل حاجة، بفكر ارجع اشوفه لو عايش اوديه المستشفى، ماكنتش قاصدة اخبطه، والله العظيم ماكنت قاصدة يارنا. 

سأل الراجل رنا بعد ما الريكورد خلص...

- فاكرة يا رنا كنتِ فين وقتها؟

سكتت رنا وماردتش فسألها الراجل بحدة وقال...

- كنتِ فين وقتها؟

ردت وهي بتتنفض وبتعيط...

- كنت راحة لعماد الشقة اللي بيقابلني فيها.

- امممم، شوفتي بقى صاحبتك يا هدير، سابتك في الموقف ده وراحت تدلع نفسها، خاينة بقى هنعمل ايه.

اتكلم عماد بصوت واطي وقال...

- بس انت عرفت منين انها كانت جايالي وقتها؟

رد الراجل بسخرية...

- عمدة!.. ياعمدة.. انت لسه ماتعلمتش!.. شكلك بتحب تسمع صوتك في الريكوردات وغيران اني ماشغلتلكش حاجة، ماتزعلش ياسيدي يلا نسمع...

- انتِ فين يا رنا؟

- انا خلاص داخلة على الشقة اهو.

- تمام ماتتأخريش بقى عشان انا خلاااص على أخري.

- هاهاها، ماكنتش اعرف انك شقي اوي كده.

- انتِ لسه شوفتي حاجة.

- انت هتقلقني ليه، بس عارف حلو ده.. شكلها هتبقى مغامرة جامدة جدًا.

عماد كان بيجز على سنانه وهو بيسمع الريكورد، وكأنه بيندم انه مامسحش الحاجات دي من على موبايله، بس مش دي المشكلة اللي قابلها، كان في مشكلة اكبر وهي اننا فجأة سمعنا صوت رنا وعماد جوة الشقة، وسمعنا الحوار اللي اتعرض على الشاشة بس المرة دي بصوت رنا وعماد، وهنا اتكلم الراجل وقال...

- طبعًا انتِ ماتعرفيش يا رنا انه سجلك صوت وصورة، بس انا مارضتش اعرض الفيديو وحبيت احتفظ بيه لنفسي.

بصت رنا لعماد وتفت عليه قبل ما تقول...

- اه يا حقير يا سافل.

ضحكت سارة ضحكة عالية جدًا وساعتها بصت لها رنا باستغراب وسألتها...

- انتِ بتضحكي على ايه؟

- أول مرة اشوف واحد بيشتم نفسه، انتوا الاتنين شبه بعض، انتوا الاتنين ايه!.. ده احنا كلنا شبه بعض، ماينفعش حد فينا يعاير التاني أو يشتمه، وبعدين انتِ كنتِ مستنية ايه لما تبقى كل يوم في حضن واحد شكل.

اتكلمت هدير بصوت واطي...

- عندك حق يا سارة احنا كلنا شبه بعض، كلنا وسخيين وعمرنا ما هننضف، احنا نستحق الموت زي ما هو قال.

قطع الراجل كلامهم...

- لسه شوية.. لسه شوية مش هتموتوا دلوقتي، وبعدين ماتضحكيش اوي كده يا سارة، انتِ كمان متسجلك، المعيد الوسخ اللي كنتِ بتروحيله مسجل كل مقابلة بينكوا، والصدفة الغريبة انك كنتِ عنده في نفس الوقت اللي كان عماد بيسجل فيه لرنا، عارفة مشكلتك كانت ان انتِ الوحيدة اللي عماد حبها بجد، مع انه مابيعرفش يحب بس المرة دي حبك، لكن دعوة البنت او البنات اللي لعب بيهم قعدتله ويوم ماحب حب واحدة زيك.

سأله عماد ساعتها...

- انت عرفت حكاية البت دي منين؟

- يابني انت موسوعة، كل واحدة عرفتها كنت بتسجل مكالماتك معاها وريكورداتكوا، ولو جت الشقة كنت بتعملها احلى فيديو، انا محتار اقتلك ازاي؟ انت تستاهل موتة وسخة أوي.

وجه كلامه بعدها ليا وقالي...

- ايه رأيك يا مراد، تفتكر اللي زي دول يستاهلوا انهم يعيشوا؟

- تفتكر انت قتلهم هو الحل؟

- طبعًا، لو خلٍصنا من كل واحد شبهم هنقدر ننضف نفسنا.

- غلطان، احنا لو عملنا زي مابتقول هنتوسخ زيهم، وبعد مانخلص منهم هنبدأ نحاسب بعض بنفس المعيار لحد ما نخلص احنا كمان.

- هيييح، المدينة الفاضلة مش هنا يامراد.

- عمر ما كان في مدينة فاضلة، المدينة الفاضلة اصلًا عكس طبيعة البشر، لان الانسان طول ماهو عايش بيغلط وهيفضل يغلط، وإلا ماكنش ربنا زرع في قلوبنا الغفران عشان نقدر نسامح الغلطان، ولا الرحمة عشان نحس بالضعيف.

- جايز تكون مقتنع بكلامك بس انا هثبتلك انك غلطان.

وجه كلامه للباقيين وقال...

- تحت رجل كل واحد فيكوا مسدس فيه طلقة واحدة بس، قدامكوا خمس دقايق، كل واحد يفكر هيضرب الطلقة دي في صدر مين، واللي هيفكر يهرب هيضرب بالنار قبل ما حتى يخطي خطوة واحدة، الخمس دقايق ابتدوا.

كنت براقبهم، كل واحد فيهم بيبص للتاني، عماد بيبص لسارة باحتقار، رنا بتبصله بحقد، سارة نظراتها بين الاتنين نظرات اشمئزاز وقرف، احمد بيبص لهدير بيطلب منها تسامحه على الذنب اللي عمله في حقها، هدير بتبصله بنظرة حادة، ماحدش فيهم بص ناحيتي، كلهم مشغولين ببعض، الخمس دقايق خلصوا وساعتها اتكلم الراجل وقال...

- طبعًا كل واحد عرف هو هيقتل مين، بس ياترى مين هيكون أسبق؟! خلوني انبهر بوساختكوا اكتر.

مع نهاية كلامه الحديد اللي حوالينا اتفتح، كل واحد خرج بسرعة ووطى على الأرض وخد المسدس، وقفنا احنا الستة رافعين المسدسات في وش بعض بحذر، نزلت مسدسي بهدوء وحطيته على الأرض وقولتلهم...

- احنا مش محتاجين نموت بعض، احنا ممكن كلنا نحط مسدساتنا على الأرض وماحدش فينا يتأذي ونخرج ولا كأن حاجة حصلت.

بعدد ماخلصت جملتي استنيت اشوف رد فعلهم، احمد كان قرب يسيب مسدسه لكن فجأة اتكلمت هدير وقالت...

- طبعُا ما انت النضيف اللي فينا، هتخرج وتكمل حياتك عادي، بس لا احنا مش هينفع نكمل حياتنا إلا لو انت مُت، ايوة لازم تموت، احنا خلاص اتكشفنا واتعرينا قدام بعض، وماحدش فينا يقدر يعاير التاني، لكن انت.. انت هتذلنا العمر كله بوساختنا.

- انا عمري ما هجيب سيرة اللي حصل هنا في يوم من الايام.

وجه عماد مسدسه ناحيتي وقال بصوت مهزوز...

- هدير معاها حق، انت الوحيد اللي لو خرج معانا مش هنقدر ننسى اللي حصل، وهتفضل تفكرنا قد ايه احنا وسخين.

تبت احمد على سلاحه ووجه ناحيتي...

- سامحني يا مراد بس انت فعلًا ماينفعش تخرج. 

- احمد.. انا.. انا مش عايز حد فينا يموت وانت عارفني عمري ماهقول لحد على حاجة.

ردت عليا رنا...

- واحنا ايه اللي يضمن لنا كده، انت زمانك قرفان مننا زي احنا قرفانيين من بعض، واكيد بتقول كده لحد ماتخرج من هنا وبعدها تحكي كل اللي حصل.

أكدت سارة على كلامها...

- ايوة، وبصراحة انا مش هخسر كل اللي بنيته السنين اللي فاتت عشان واحد زيك عامل نفسه مثالي وفاكر انه هيقدر يصلح الكون بشوية شعارات فارغة عن الحب والسلام والرحمة والغفران، العالم مافيهوش مكان لأمثالك، واديك هتروح تعيش في الجنة اللي بتحلم بيها.

رجعت بضهري لورا ببطء وانا رافع ايدي لفوق، وبحاول اقنعهم يرجعوا عن اللي بيعملوه، كانوا بيقربوا مني والغِل والحقد مالين عينيهم...

- يا جماعة اسمعوني، احنا فعلًا مش محتاجين يكون في دم ما بينا، ماتخلهوش يلعب بيكوا.

اتكلمت هدير بتحدي...

- انت اللي بتحاول تلعب بينا، فاكرنا هنصدق الكلمتين الخايبين دول، وحتى لو صدقناك، هنرفع وشنا في وشك ازاي بعد كل اللي عرفته عننا؟!.. 

- هسيبلكوا البلد وامشي خالص بس بلاش تموتوني.. بلاش دم ارجوكوا.

رد عليا احمد...

- وانا اضمن منين ضميرك الحي ده مايخلكش تبلغ عني وتقولهم ان انا اللي قتلت ابويا؟

- مش هقول لحد والله العظيم ولا كأني اعرفكوا.

فجأة حسيت بضهري خبط في حيطة، بصت لهم رنا بصة سريعة وقالت...

- يلا يا جماعة خلونا نخلص منه ونمشي.

غمضت عيني وانا بصرخ، وبعدها سمعت صوت مسدساتهم بتضرب على الفاضي، فتحت عيني ببطء، كانوا واقفين كل واحد فيهم عمال يدوس على الزناد لكن المسدسات كانت فاضية، هنا اتكلم الراجل وقال...

- شوفت بعنيك يا مراد، البشر جواهم الشر بيجري في دمهم،  مايقدروش يعيشوا أبدًا في حب وسلام، هم خدوا دورهم ونواياهم اتكشفت، دلوقتي جِه دورك.

في اللحظة دي عماد رمى مسدسه على الأرض وجري بسرعة ناحية عربيته، ركب العربية وأول ما دورها انفجرت انفجار رهيب، البنات صرخوا برعب وهم بيقعوا على الأرض وانا لفيت وشي الناحية التانية من شدة الانفجار، وبعد ثواني كل حاجة هديت، ورجع اتكلم الراجل من تاني وقال...

- كنت عارف انه هيختار موته بايده، كل واحد فيكوا يرجع عند العمود اللي كان مربوط فيه، وإلا هيضرب بالنار.

مشينا كلنا ووقفنا زي ما قال لكن لقيته فجأة بيقولي...

- الا انت يا مراد، اوقف في النص وامسك سلاحك في ايدك.

في اللحظة دي الحديد قفل عليهم تاني، بصيت فوق يمين وشمال وانا بحاول ادور على المكان اللي بيراقبنا منه، لقيته ضحك وقالي...

- بتدور على ايه؟

- انت عايز مني ايه؟

- امسك سلاحك يا مراد وانا هقولك تعمل ايه.

- انا مش همسك حاجة ومش هقتل حد مهما كان التمن وحتى لو فيها موتي.

- لا موتك ايه!.. اللي زيك ماينفعش يموت يا مراد، احنا بنكمل بعض، احنا التوازن على الأرض، بس انا هقولك على حاجة مسدسك هو الوحيد اللي فيه رصاصة حقيقية، لو استخدمت الرصاصة دي هتقدر تاخد الباقيين وتروح اما لوماستخدمتهاش فانا هقتلهم كلهم وساعتها يبقى ذنبهم في رقبتك مش انت بتسمي قتل الكلاب دول ذنب برضه؟

- أرجوك سيبنا نمشي من غير ماحد يتقتل.

- للأسف مش هينفع لازم تختار واحد فيهم وتقتله، هسيبك عشر دقايق تفكر وارجعلك.  

ماكنتش عارف افكر، انا مش هقتل حد، بس برضه لو ماقتلتش واحد فيهم، الأربعة هيموتوا، اتصرف ازاي؟ قعدت على الأرض وسندت ضهري على العمود وفي وسط تفكيري اتكلمت سارة وهي منهارة في العياط...

- مراد انا مش عايزة اموت يامراد.. ماينفعش اموت دلوقتي، انا خسرت اخرتي عشان اوصل للحلم اللي بحلمه من سنين، بعت نفسي في السر عشان الناس يشوفني قدامهم انسانة محترمة، بس هو عارف.. عارف كل حاجة واكيد مش هيسامحني.

بصيت ليها وسكت، اتكلمت هدير بعدها بنفس الصوت المليان دموع...

- انا كنت عايزة اموتك عشان ماشوفش في عينيك نظرة احتقار ليا، مش عشان بكرهك، ودلوقتي بقولك ياريت ماتختارنيش، انا عيشت عمري كله مرمية ماليش لازمة، أب مستهتر مقضي حياته كلها مع الستات وأم مافيش في دماغها غير الخروج وقعدات النوادي، عمر ماحد فيهم كان جنبي ولا سألني ناقصني ايه، كنت طول الوقت لوحدي، كنت متوقع اعمل ايه؟!.. انا استحملت كتير.. بس ضعفت.. ماقدرتش اتحمل أكتر من كده، لو في حد يستحق الموت هيكون هم مش انا، ابويا وامي اللي رموني في وسط ده كله لوحدي، انا مظلومة والله العظيم مظلومة وماستهلش الموت.

ماكنتش عارف ارد عليها بايه، وبعد دقيقة لقيت رنا ابتدت تتكلم...

- الحياة دي غريبة أوي، من دقايق كنت انت اللي بتترجاني عشان ما مموتكش، ودلوقتي المفروض ان انا اللي اطلب منك ماتموتنيش، ههه شوفت سخرية أكتر من كده؟!.. بس انا هطلب منك ماتموتنيش ليه؟ ما انا طول عمري عايشة حياتي مغامرة من الشاب ده للشاب ده ومن السفرية دي للسفرية دي، كل اللي بيجي في دماغي بعمله، أي حاجة عيني تقع عليها واحبها لازم تبقى ملكي حتى لو ايه، عمري ما حسبت حياتي ماشية ازاي ولا هتنتهي على ايه؟ عمري ما فكرت في اللحظة دي، بس عارف.. انا مش عارفة لما اقابله هقوله ايه.. هبرر كل اللي عملته ده بايه؟ وبأي ووش هطلب منه يسامحني!.. انا مش هطلب منك ماتموتنيش انا بس هطلب فرصة تانية اكفر عن اللي عملته قبل ما اقابله.

- انا بقى عايز اموت، اصله خلاص.. مابقاش في حاجة الواحد يعيش عشانها، تعرف انا حتى مش عارف انا كنت عايز اقتلك ليه؟!.. بس زي ماتقول كده نسيت للحظات انه مات، وان انا اللي قتلته بايديا، تخيل ان انا كنت هقتلك من كتر خوفي منه ليعاقبني لما يعرف اني قتلته، نكتة مش كده؟.. بس هي دي الحقيقة انا كنت بخاف منه جدًا، كنت بعامله على انه إله، بس الغريبة اني ماقدرتش اكرهه، وعشان كده شربت مخدرات.. لان ده الوقت الوحيد اللي كنت بنساه فيه وبحس اني عايش حياتي طبيعي، بس ماخدتش بالي اني بهرب من جحيم لجحيم، عشان كده لما بطلت، قررت اتحمل جحيمه.. اهو ارحم من المخدرات، انا عارف ان ربنا هيسامحني عشان انا ماعملتش حاجة بمزاجي، كل حاجة في حياتي كانت غصب عني، حتى لما قتلته ماكنتش عارف اني بقتله، موتني انا يامراد انا كده كده حياتي مالهاش معنى، فيمكن موتي يبقى لي معني. 

كنت ببصلهم والدموع مسيطرة عليا، بصيت على المسدس المرمي جنبي ورجعت بصت لهم، وفجأة رجع الراجل تاني...

- هاه اخترت مين فيهم؟

رفعت راسي لفوق وانا بقوله...

- انا مش هموت حد.

- اممممم، طلعت شرير اوي يامراد، عايز الأربعة يموتوا وفي نفس الوقت تظهر بدور الملاك اللي رفض يقتل.

- انا مش عايز حد يموت، انت اللي عايزهم يموتوا وانا عمري ماهكون أداة في ايدك.

- القدر حطك في اختيار ولازم تكون قده، بس واضح انك فعلًا عايز تخلص منهم كلهم ومن غير ولا طلقة.

صرخ احمد فيا وهو بيبص للبنات...

- اقتلني انا يامراد.. اقتلني بقولك.

كنت بهز راسي بالنفي من غير ما انطق، سارة انهارت في العياط...

- انا مش عايزه اموت.

هدير كانت مبرقة والدموع بتنزل على خدها ومابتنطقش، اما رنا فكانت ساكتة تمامًا، اتكلم المرة دي بصوت فحيح...

- اخر فرصة هديهالك.. قدامك دقيقة بالظبط وياتقتل واحد فيهم ياما هيموتوا كلهم.

خدت المسدس وقومت من على الأرض، وقفت قدامهم، غمضت عيني وانا بمشي ايدي بالمسدس قدامهم بسرعة وكأني عايزه هو اللي يختار والطلقة تخرج لوحدها، ماكنش في دماغي وقتها غير المواقف الحلوة اللي جمعتنا سوا طول السنين اللي فاتت، نزلت ايدي ورجعت لورا وانا منهار في العياط، صرخت بصوت عالي...

- مش قادر، ارجوك كفاية.. كفااااية.

- انت اللي اخترت.

فجأة سمعت صوت ضرب نار كتير، بصيت عليهم كان الرصاص بيخترق جسمهم ودماغهم، خبيت وشي ووطيت على الأرض، وبعد دقايق الضرب وقف، بصيت يمين وشمال وبعدها قومت روحت ناحيتهم، كانوا كلهم ميتين، احمد رقبته واقعة على صدره والرصاص في كل حتة في جسمه، رفعت راسه بايدي اللي غرقت بدمه، ماكنش في حتة في راسه مافيهاش مكان لرصاصة، قربت من رنا وكانت بنفس الشكل، الرصاص كان مغربل كل جسمها اللي شبه عريان، مناظرهم كانت بشعة، وفجأة حسيت بحاجة اخترقت كتفي وبعدها ماحسيتش بأي حاجة.

لما فوقت لقيت نفسي في المستشفى، وجنبي ممرضة بتعلق محلول، بصيت لها باستغراب وبعدين سألتها...

- انا مين اللي جابني هنا؟

- واحد بيقول انه لقاك مرمي على الطريق الصحراوي ومغم عليك.

بعد يومين خرجت من المستشفى وروحت بسرعة على المكان لكن مالقتش أي حاجة، مافيش غير مصنع مقفول بقاله سنين، وده كان واضح من شكل المكان، استغربت من اللي بيحصل بس قررت اني هسيب البلد واسافر، وفعلًا بعد النتيجة سافرت بره مصر، عيشت حياتي واتجوزت وعندي بنت دلوقتي، بس امبارح وانا قاعد لقيت مراتي بتقولي انها شافت اعلان عن افتتاح سينما سيارات جديدة في المدينة اللي احنا قاعدين فيها، وقالتلي انها حجزت عن طريق اللينك اللي في الاعلان، وفي اللحظة دي لقيت رسالة جايالي على تليفوني وكان مكتوب فيها...

- مراد انا مستنيك متتأخرش يامراد، احنا كلنا هنا مستنينك.

انا قررت اني هروح والمرة دي معايا مراتي وبنتي اللي مش شبهي اساسًا، وكمان معانا اتنين شباب اصدقائي وواحدة صاحبتهم، مش عارف هرجع زي المرة اللي فاتت ولا لا، بس انا قررت اني أكتب الكلام ده قبل ما أروح وابعته باسم مستعار عشان لو مارجعتش تبقوا عارفين اللي حصل، ولو رجعت هبقى ابعتلكوا اطمنكوا عليا.. سلام.


تمت بحمدالله


بقلم الكاتب: شادي اسماعيل 


التنقل السريع