
- قوم يا سمير عندك زيارة.
- مين؟
- لما تروح هتعرف.
قام مشي معاه لحد
مكان الزيارة، وساعتها شاورله على الدكة اللي المفروض قاعد عليها الشخص اللي جاي
يزوره.. بص على الدكة باستغراب وقرب أكتر.. وساعتها اتسمر مكانه من المفاجأة.
******
صباح الخير يا
سمير.. اليوم النهاردة طويل جدًا عندنا شوية حاجات لازم نعملها.. دي القايمة...
1- هتقول لأستاذ
فرحات على الغلطات اللي لقتها في الشغل إمبارح.
2- هتطلب من سامية
تحضر الطلبية بتاعت استاذ شريف عميل الغردقة.
3- بعد الشغل
هتعدي تشتري هدية لبنتك.. ميعاد الرؤية النهاردة.
4- بعد الرؤية...
تليفوني رن وقتها
وماكملتش قراية المفكرة، بصيت على الشاشة ولقيت أمي هي اللي بتتصل..
- صباح الخير يا
ماما.
- صباح الخير يا
سمير يابني.. نزلت الشغل ولا لسه؟
- لا لسه.. كنت
نازل دلوقتي.
- طيب انا قولت
اطمن عليك.
- تسلميلي يا
حاجة.. ادعيلي بقى.
- بدعيلك دايمًا
يا حبيبي.. صحيح انت هتشوف مريم النهاردة؟
- اه إن شاء الله.
- طب والنبي سلملي
عليها.. وياريت كنت اقد أجي معاك اشوفها.
اتنهدت وانا
بقولها...
- يوصل يا ماما..
يوصل يا حبيبتي وانا إن شاء الله هتكلم مع ثريا ونظبط يوم اجيبها عشان تشوفك.
- ياريت يابني
والله.
- إن شاء الله يا
ماما.
- طب اسيبك انا
عشان تنزل.. ربنا معاك يا حبيبي..مع السلامة.
- مع السلامة يا
أمي.
قفلت المكالمة
وبعدها حطيت المفكرة في شنطة ايدي وجهزت نفسي عشان انزل، بس قبل ما انزل عيني جت
على صورتي انا وثريا ومريم واقفة بيننا.. كنا احنا التلاتة بنضحك، الصورة دي كنا
متصورينها في مصيف من المصايف قبل طلاقي انا وثريا بسنة واحدة بس.. فوقت من ذكريات
اليوم ده ونزلت للشغل، وصلت هناك ودخلت المكتب بتاعي، وبدأت اشتغل لحد ما لقيت
استاذ فرحات وصل مكتبه، قومت بسرعة وروحت مكتبه وهناك بلغته أخبار الشغل وعرفته
الغلطات اللي لقتها إمبارح وانا براجع ملفات الشركة، بعد كده عديت على سامية وطلبت
منها تحضر الطلبية بتاعت استاذ شريف، رجعت مكتبي وطلعت المفكرة علمت صح على أول
نقطتين.
بعد ما خلصت شغلي
نزلت وركبت عربيتي وفتحت المفكرة..
- اممم محتاجين
نجيب هدية كويسة.. منين؟.. ايوة المحل ده مريم بتحبه.
اتحركت ناحية
المحل.. وهو محل لعب كنت باخد مريم اشتريلها منه اللعب دايمًا لما كانت عايشة
معايا.. وكمان متعود لما اجي رايح اجيبلها منه لعبة، دخلت المحل وساعتها شوفت واحدة
واقفة فقولتلها...
- سلاموا عليكوا.
- وعليكم السلام..
اؤمرني يافندم.
- هي مدام سوزي
فين؟
- مدام سوزي أجازة
النهاردة.. محتاج اساعدك في حاجة معينة ولا تاخد لفة لوحدك؟
- لا انا بس كنت
عايز هدية لبنتي.
- تمام.. عندها
كام سنة؟
- 13 سنة.
- ماشاء الله ربنا
يخليهالك يافندم.
- شكرًا.
بصت جوة المحل
شوية وبعدين قالتلي...
- اتفضل معايا..
انا عرفت هختار لها ايه؟
- اتفضلي.
خرجت من ورا
المكتب ومشيت ناحية رف معين وبعدين مسكت علبة وهي بتقولي...
- ايه رأيك في دي؟
بصيت على العلبة
اللي هي مسكاها وقولتلها...
- حلوة بس انا
خدتها قبل كده.
- امممم.. تمام
نشوف غيرها.
مشيت شوية وبعدين
مدت ايدها ناحية علبة جديدة فقولتلها...
- لا..لا دي كمان
خدتها قبل كده.
ابتسمت وهي
بتقولي...
- ماشاء الله واضح
إن حضرتك زبون مستمر هنا؟
- اه يعني باجي
كتير.. انتِ جديدة هنا؟
- مش أوي بقالي
شهر ونص مثلًا.. صحيح العسل اسمها ايه؟
- اسمها مريم.
مشيت خطوتين كمان
وبعدين مدت ايدها على رف تاني وجابت علبة كبيرة شوية وسألتني...
- طب ايه رأيك في
اللعبة دي؟
بصيت عليها شوية
وبعدين قولتلها...
- حلوة.. خلاص
هخدها.
- تمام.. محتاج
تلفها طبعًا.
- اه ياريت.
خدت العلبة ومشيت
بها جوة المحل وبعد دقايق رجعت وهي حطاها في شنطة هدايا كبيرة، وقفت ورا المكتب
وحطت الشنطة بيننا وقالتلي...
- اتمنى اختياري
يعجب مريم.
ابتسمت في وشها
وقولتلها...
- إن شاء الله..
الحساب كام لو سمحت.
- من غير فلوس
خالص.
- شكرًا لذوقك..
كام بقى؟
- كده اللعبة
بـ450 والتغليف والشنطة.. ممم يعني 500.. بس عشان خاطر مريم 450 بس والتغليف
والشنطة هدية من المحل.
- شكرًا جدًا.
- العفو العفو.
دفعت الحساب وخدت
الشنطة وخرجت، بس لفت نظري إنها كانت مبتسمة جدًا لحد ماخرجت من باب المحل، المهم
ركبت عربيتي وحطيت الشنطة جنبي وانا بقول...
- يارب الهدية
تعجبك المرة دي يا مريم.
بس في اللحظة دي تليفوني
رن.. بصيت على الشاشة لقيت ثريا هي اللي بتتصل، استغربت المكالمة بس رديت بسرعة...
- انا جاي اهو يا
ثريا.
- سمير الحقني.
- في ايه؟
- مريم مش
لاقينها.
- يعني ايه مش
لاقينها.. البت فين؟
- ماعرفش.. مارجعتش
من المدرسة ولما كلمتهم قالوا إنها مشيت مع واحدة هي تعرفها.
- تعرفها؟!.. مين
دي؟
- ماعرفش.. انا
قولت اكلمك يمكن تكون بعت أختك تاخدها.
- لا مابعتش حد..
اقفلي.. اقفلي يا ثريا انا جايلك حالًا.. ولا اقولك قابليني عند المدرسة.
- حاضر.
طلعت بالعربية
بسرعة وانا هتجنن.. مين دي اللي بنتي تعرفها؟.. وإزازي يسمحولها تمشي كده مع أي
حد؟.. بعد نص ساعة كنت وصلت عند المدرسة وهناك كلمت ثريا اللي كانت خلاص داخلة على
المدرسة وأول ما وصلت دخلنا احنا الاتنين المدرسة.. قابلت فرد الأمن اللي سألني...
- حضرتك رايح فين؟
- يعني ايه رايح
فين؟
- انا بسأل حضرتك
رايح فين؟
- داخل للمدير.
- المدير مشي.
- يعني ايه
مشي؟!.. إزاي يمشي وهو عارف إن في بنت اتخطفت من مدرسته.
- ماعرفش.. بس هو
مش موجود.
- انا هعرفكوا
نتيجة التسيب ده.. مش هسكت وهوديكوا في داهية.
- لو سمحت يا
أستاذ انا ماليش ذنب في اللي حضرتك بتقوله.. وحقك تعمل اللي انت عايزه.
- طيب.. طيب..
وانتِ ياهانم مش هي دي المدرسة اللي كنتِ بتحلمي تدخلي بنتك فيها واطلقتي بسببها..
ادي بنتك اتخطفت وهم ولا فرق معاهم.. مبسوطة؟
- الله!.. وانا
مالي يا سمير.. هو انا كنت اعرف إنهم مهملين بالشكل ده.
- اديكِ عرفتي
ياهانم.. اديكِ عرفتي.
- طب بطل زعيق بقى
وشوف هنعمل ايه في المصيبة دي.
- لا انتِ
ماتعمليش.. اتفضلي يروحي وانا هتصرف.
- يعني ايه ماعملش
هي مش بنتي.
- بقولك ايه انا
مش عايز مقاوحة.. قولت روحي.. وانا هدور عليها.
بصتلي بخوف
وقالت...
- حاضر.. حاضر.
ركبت عربيتها
ومشيت، أما انا فطلعت سيجارة من العلبة وولعتها ووقفت وانا ببص على يافطة المدرسة
وبقول بصوت مسموع...
- ماشي يا ولاد
الكلب وديني لاعرفكوا.
كنت واقف بفكر هعمل
ايه؟.. لما فجأة سمعت تليفوني بيرن.. جريت جوة العربية ومسكت التليفون.. كان رقم
غريب!.. طلعت برة العربية تاني وانا بقول...
- ألو.
سمعت وقتها صوت
غريب، اللي بيتكلم كان بيحاول يخفي صوته الحقيقي عن طريق برنامج تغيير أصوات،
وقال...
- بنتك معايا..
ولو حاولت تبلغ الشرطة هيبقى أخر يوم في عمرها.
- انت مين؟..
وعايز ايه؟
- لما تيجي
هتعرف.. بعد ما اقفل هيجيلك عنوان، تيجي على هناك.. واياك تفكر تعمل أي حاجة..
سامع.
- ماشي يا بن...
- خلص سيجارتك على
ما العنوان يجيلك.
قفل السكة بعدها..
خلص سيجارتك!.. ده معناه إنه شايفني.. بصيت حواليا يمين وشمال وفي العماير، في ناس
كتير.. ماكنتش قادر أميزه، طلبت الرقم تاني وانا ببص حواليا اشوف مين تليفونه
هيرن.. لكن الرقم كان مقفول "آه يا بن الكااااالب" في اللحظة دي عيني جت
على الكاميرات اللي فوق يافطة المدرسة، عديت الطريق الناحية التانية وودخلت لفرد
الامن اللي سالني...
- في ايه تاني يا
أستاذ؟
- انا محتاج اشوف
تسجيل الكاميرات دي.
- ايوة بس...
- هتوريني التسجيل
ولا ابلغ البوليس واعمل شوشرة؟
- طب خلاص اتفضل.
دخلني أوضة على
يمين البوابة وجوة لقيت شاشة بتنقل صور لكل الكاميرات اللي في المدرسة، قولتله
ساعتها...
- ايوة.. هاتلي
بقى وقت خروج الطلبة.
فضِل يقلب لحد ما
شوفت مريم، قولتله بسرعة...
- اوقف هنا.
وقف الصورة وكانت
مريم لوحدها...
- امشي براحة بقى
مع البنت دي.
تليفوني رن برسالة
وقتها، فتحت الرسالة وكان لوكيشن، قفلت التليفون، ورجعت ابص في الشاشة، كان فرد
الأمن بيحرك الصورة ببطء لحد ما شوفت مريم بتقرب من الأتوبيس وقبل ما تركب رجعت
وبصت وراها، ساعتها وقفت مع ست شعرها احمر وطويل، بس كانت لابسة HAT.. وقفت معاها مريم وبعدين راحوا للمشرفة وبعد شوية
لفت وفي ايدها مريم وراحوا ناحية البوابة، وهنا قولتله...
- قربلي الصورة
على وش الست دي.
حاول يقرب لكن الـHAT كان مغطي وشها، وكمان كانت لابسة نضارة سودة، الغريب
إن مريم كانت ماسكة ايدها ومبسوطة وهي ماشية معاها، وصلوا للبوابة واختفوا، قولت
لفرد الأمن...
- لو سمحت هات
الصورة من بره.
جاب الصورة من بره
بس الست ماركبتش عربية، دي مشيت هي ومريم لحد ما اختفوا تمامًا..
- هو ده اخر
الكاميرات؟
- ايوة يا استاذ،
مافيش كاميرات تانية تقدر تجيبهم.
- طب معلش رجع
الصورة تاني قبل ما يخرجوا.
- حاضر.
رجع فرد الأمن
الصورة وقربها على قد ما يقدر، حاولت ادقق فيها بس انا ماعرفش واحدة بالمواصفات دي
أبدًا، لا الطول والجسم ده، مين دي؟.. وإزاي مريم عارفاها؟.. فتحت موبايلي وخدت
صورة للشاشة وبعدها سيبت الأوضة وخرجت بره المدرسة.. رجعت عربيتي وانا قاعد ببص
للصورة وبفكر مين ممكن تكون صاحبة الصورة، بس فجأة جت رسالة تانية...
"ماتحاولش
تتعب نفسك في التفكير.. الوقت بيعدي، مش هتفضل قاعد في العربية طول اليوم.. اتحرك
ناحية اللوكيشن اللي وصلك"
- اه لو اعرف انتِ
مين؟. مش هسيبك.
فتحت الموبايل على
اللوكيشن واتحركت بالعربية، في طريقي لهناك.
أول ما وصلت كان الليل
دخل، كنت واقف في منطقة مقطوعة، بصيت حواليا يمين وشمال ومافهمتش المفروض اعمل
ايه؟.. حاولت اكلم الرقم اللي اتبعت من الرسايل بس هو كمان مقفول، وقفت كده حوالي
خمس دقايق لحد ما تليفوني رن برقم جديد...
- انا وصلت
المفروض اعمل ايه؟
- مش مطلوب منك
تعمل أي حاجة.
في اللحظة دي حسيت
بحاجة بتغرز في كتفي وفجأة الأرض لفت بيا والدنيا ضلمت.
لما فوقت لقيتني
مش شايف حاجة، في قماشة سودة على عينيا، حاولت افكها لكن اكتشفت إن ايدي متكتفة
ورا ضهري، قولت ساعتها بصوت عالي...
- انا فين؟.. في
حد هنا؟
حسيت إن صوتي بيتردد
في المكان، حاولت اقوم لكن رجلي هي كمان كانت متربطة...
- ااااع.. انتِ
مين؟.. وعايزة ايه؟
ماكنش في رد، قعدت
كده حوالي ساعة تقريبًا، لحد ما سمعت صوت خطوات، فضِل الصوت يقرب لحد ما حسيته
قريب مني وبعدها وقف، سمعت ساعتها صوت رجلين كرسي بتتجر على الأرض، اتكلمت وقتها
وقولت...
- انتِ مين؟
- ازيك يا سمير؟
كنت سامع صوت
راجل...
- انت مين؟..
وجايبني هنا ليه؟.. وفين مريم؟
- لحقت تنسى صوتي.
ده هم كلهم 15 سنة بس.
- 15 سنة ايه!..
انت مين؟
- ارجع لورا كده
شوية وافتكر انت عملت ايه؟
- ماعملتش حاجة.
- يااااه دي
الأيام بتنسي صحيح.. هيييح.. ماشي هفكرك...
من 15 سنة كنا لسه
شباب، اشتغلنا مع بعض في نفس الشركة، كنت انت وقتها صاحبي واخويا اللي مابقدرش
أخبي عنه حاجة، وكنا مع بعض في أي حاجة، فاكر؟.. فاكر كنا عاملين إزاي؟
كنت بدأت افتكر
وعرفت هو مين.. بس سكت وماتكلمتش، فكمل كلامه وقال...
- فاكر يوم ما كنا
قاعدين في القهوة قولتلك ايه؟
********
(فلاش باك)
- يخرب عقلك ياض
يا سمير.. ده انت مصيبة.. بقى عملت، هاهاها.
- اومال كنت
عايزني اعمل ايه؟
- طب سيبك من
الموضوع ده، انا عايز اقولك على حاجة.
- قول يا اخويا..
ربنا يستر حاكم انت مواضيعك غريبة.
- لا.. لا..
الموضوع المرة دي مختلف شوية.
- طب قول لما
نشوف.
- بصراحة انا بحب
ثريا.
- ثريا مين؟..
ثريا بتاعتنا؟
- ايه بتاعتنا
دي؟!.. بقولك بحبها.. تقولي بتاعتنا؟
- ياض ماقصودش..
انا قصدي اللي شغالة معانا في الشركة؟
- لا اللي شغالة
معانا في القهوة.. ما تفوق يا سمير وتبطل اسئلة غبية.
- حاضر.. حاضر..
فوقت اهو قولي بقى.. حصل امتى الموضوع ده؟
- مش عارف بس انا
فجأة كده لقيتني مشدود لها.
- طب وهي قالتلك
ايه؟
- ماقلتش.. ماهو
ده الموضوع اللي انا عايزك فيه؟
- عايزني في ايه؟
- عايزك تساعدني..
تفتكر لو قولتلها هتوافق؟
- وماتوافقش
ليه؟.. هي هتلاقي زي فين؟!.. بس عارف هي المشكلة مش فانها توافق ولا ماتوافقش.
- اومال المشكلة
فين يا بُرم؟
- المشكلة اصلًا
في حد في حياتها ولا لا؟
- لا انا اتأكدت
إن مافيش حد في حياتها.
- اتأكدت إزاي؟
- ياعم مش مهم..
المهم هي دلوقتي مافيش حد في حياتها، بس انا مش عارف كل ما باجي اكلمها بحس اني...
مش عارف بس لساني بيتشل على طول أول ما اشوفها.
- طب وانت عايزني اعمل ايه؟.. اروح اكلمهالك؟
- لا تكلمهالي
ايه؟.. انت قولي المفروض اعمل ايه؟
- ولا حاجة..
هتروح تقولها ثريا انا بحبك وعايز اتجوزك.. بسيطة اهي.
- بسيطة بالنسبالك
عشان انت مابتحبهاش.. لكن لو وقفت قدام واحدة بتحبها مش هتقدر تقولها بالبساطة دي.
- ياعم انت مكبر
الموضوع ليه؟.. اقولك على حاجة اكتب ورقة وسيبهالها على المكتب.
- ايه ياض شغل
المراهقين ده.
- اعملك ايه طيب؟
- مش عارف بصراحة،
انا كنت جاي وفاكرك هتساعدني اتاريك عايز اللي يساعدك.. الله يكون في عون اللي
هتبقى من نصيبها.
- الله يسامحك.. بس
على فكرة هيبقى حظها حلو.
- ايوة ايوة..
ماهو باين.
******
- فاكر ايه اللي
حصل بعد القاعدة دي بأسبوع؟
ماردتش عليه..
فكمل كلامه وقال...
- أكيد فاكر، مش
سهل تنسى حاجة زي دي.
*******
(فلاش باك)
- هاها والله انت
مصيبة يا سمير.
- انتِ لسه شوفتي
حاجة.. ده في...
- صباح الخير.
- صلاح!.. ازيك؟
- ازيك انت يا
سمير.
- تعالى يا صلاح
شوف صاحبك.. ده طلع مشكلة.
- اه هو فعلًا
مشكلة.
روحت يومها قعدت
على مكتبي، وانت اتكسفت من نفسك، هاها، حلوة اتكسفت من نفسك دي.. مش كده؟.. او انا
اللي افتكرت يومها كده، ورجعت قعدت على مكتبك وانت مرتبك وكنت كل شوية تبصلي عشان
تشوف رد فعلي.. أما هي فمكانتش فاهمة أي حاجة، وانا كنت ببصولكوا انتوا الاتنين، قد
ايه كنتوا لايقين على بعض.. كنت حاسس بنار والعة في قلبي، عايز اقوم اضربك، وعايز
اقوم اعترفلها، لا قدرت اعمل ده ولا قدرت اعمل ده وفضِلت واقف في النص ما بينكوا
انتوا الاتنين.. بس وقتها ماكنتش عارف اللي انت بتفكر فيه.. ماكنش يخطر على بالي، انك
ممكن تعمل كده...
********
(فلاش باك)
(صوت جرس الباب)
- سمير!.. خير؟
- ايه ابو صلاح
المقابلة دي.. انت لسه زعلان مني ولا ايه؟
- وانا هزعل منك
ليه؟.. انت كنت عملت حاجة تزعل؟
- يعني عشان
شوفتني بضحك مع ثريا.. يا راجل احنا زُملة ومافيش بيننا حاجة.
- ادخل يا سمير.
دخلت وانا دخلت
ورايا، وبعدها قولتلي...
- عارف انت جيت في
وقت غلط، انا كنت بجر معاها كلام وكنت ناوي افاتحها في موضوعك.. بس انت جيت بوظت
الخطة.
- وهو انا كنت
قولتلك تقولها.. مش انت عرضت عليا وانا رفضت.
- انا قولت اساعدك
بدل ما انت محلك سِر كده، لا منك بتقولها ولا منك عارف تنسى الموضوع.
- لا هقولها.
اتفاجئت انت
ساعتها ورديت بارتباك...
- بجد!.. اااا..
امتى؟
- مش عارف بس انا
خلاص قررت اقولها وزي ما تيجي.
- ععع على خيرة
الله.
كنت حاسس انك قاعد
مش على بعضك، بس ماكنتش عارف ايه اللي بتفكر فيه، قومت عشان اعمل شاي وساعتها
سألتك...
- اعملك شاي
معايا؟
اكتشفت وقتها انك
سرحان، كنت متغاظ بس مش عارف اقولك ايه، عليت صوتي أكتر عشان تسمعني...
- اعملك شاي
معايا.
- هاه.. اه.. اه.
- ماشي.
عملت الشاي ورجعت
لقيتك لسه سرحان، فقولتلك...
- سرحن في ايه؟
- هاه، لا ولا
حاجة، انا بس كان عندي مشكلة النهاردة في الشغل.
- مشكلة ايه؟
- مش الواد..
الواد..
- الواد ماله؟..
بيعيط؟
- بيعيط ايه بس..
انا قصدي الواد منعم.
- ماله منعم؟
- منعم جالي
النهاردة وقالي على حوار كده ملخبط دماغي شوية.
- حوار ايه؟
- لا ماتشغلش
بالك، انا هتصرف، المهم مبروك انت على القرار اللي خدته وعقبال ما اباركلك وانت بتتجوزها.
- الله يبارك فيك.
- انا هقوم امشي
انا بقى.
- طب والشاي.
- لا مش مهم، انا
عايز.. عاز اروح عشان اشوف حوار الواد منعم ده.. يلا عايز حاجة؟
- لا.
- سلاموا عليكوا.
- سلام يا صاحبي.
وقفت انت وقتها مع
الجملة دي وبصتلي، بصتلي كتير قبل ما ترد وتقول...
- سلام يا صاحبي.
********
بعد ما انت مشيت
يومها ماكنتش مطمنلك، وعشان كده خدت قرار أقول لثريا تاني يوم الصبح على طول، وفعلًا
أول ما روحت الشغل ولقيتها قاعدة، كلمتها.
******
- صباح الخير يا
ثريا.
- صباح النور يا
صلاح.
- ازيك عاملة ايه؟
- الحمدلله تمام..
انت اخبارك ايه؟
- والله تمام..
ثريا انا كنت عايز اقولك على حاجة.
- قول يا صلاح
حاجة ايه؟
- انا...
دخلت انت يومها
وقطعت كلامي...
- ازيكوا عاملين
ايه؟
- ازيك يا سمير.
- ازيك يا ثريا..
اخبارك ايه؟
- تمام الحمدلله.
- وانت يا ابو
صلاح عامل ايه؟
- الحمدلله..
المهم انت اخبارك ايه؟
- انا زي الفل..
الواحد حاسس إن نفسه مفتوحة النهاردة على الشغل.
رجعت انا لمكتبي
وانا بسألك...
- خير إن شاء الله
ايه اللي فتح نفسك؟
- مش عارف والله
يا صلوحة بس قايم حاسس إني مبسوط.
- ربنا يبسطك كمان
وكمان يا سيدي.. بس ما تيجي تقعد على مكتبك بقى وتشتغل.. مش بتقول إن نفسك مفتوحة
للشغل.. واقف عندك ليه؟
- ايه ده؟.. تصدق
عندك حق.. عن إذنك يا استاذة ثريا هروح عشان اشتغل.
ماجمعتش يومها لما
انت قومت في اخر اليوم وخرجت بره، وبعدها رجعت قعدت مكانك، وابتسمت في وشي، ماكنتش فاهم انت مبتسم ليه؟.. بس فهمت بعدها..
لما نزلت اخر اليوم، اركب عربيتي وفجأة لقيت البوليس بيحاوطني...
- في ايه يافندم؟
- العربية دي
بتاعتك؟
- ايوة، في حاجة
ولا ايه؟
- جالنا بلاغ إن
العربية فيها متفجرات.
- ايه؟!.. عربيتي؟
- ايوة.. ابعد
عشان هنفتش العربية.
- اتفضل يافندم.
دوروا في العربية
مالقوش حاجة..
- افتح الشنطة.
- حاضر يافندم.
- اهو زي ما حضرتك
شايف.. ايه ده؟
- ارجع ورا.
- حاضر.
ماكنتش عارف ايه
الشنطة السودة اللي في عربيتي، خدني الظابط ورجع بيا ورا وطلب من خبير المفرقعات
إنه يكشف على الشنطة، ووقتها سألني...
- الشنطة دي فيها
ايه؟
- ماعرفش والله
يافندم.
- يعني ايه
ماتعرفش؟!.. هو احنا لقيناها في عربية حد تاني.
اتفاجئنا كلنا
بخبير المفرقعات بينده على الظابط وبيقوله...
- يافندم الشنطة
مافيهاش مفرقعات بس فيها مصيبة تانية.
مشي الظابط ناحيته
بعد ما سابني مع اتنين عساكر وساعتها سمعته بيقول...
- يا نهارك
اسود.. هاتوه.
روحتله انا
والعساكر وساعتها شوفت المخدرات اللي كانت في الشنطة، سألني الظابط...
- ايه ده؟
- ماعرفش!..
ماعرفش الحاجة دي جت إزاي في عربيتي.
- طب ابقى قول
الكلام ده في النيابة بقى.
روحت يومها على
القسم ومنه على النيابة، ومن النيابة للمحكمة، انا فاكر وقتها لما جتلي في المحكمة
وقولتلي...
- ماتقلقش يا ابو
صلاح.. انا جنبك ومش هسيبك أبدًا.. إن شاء الله براءة يا اخويا.
- براءة إزاي يا
سمير؟.. دول لقوا الحاجة في شنطة عربيتي.
- ماتقلقش يا
اخويا ماتقلقش.. القاضي شكله راجل طيب.. يعني حتى لو مش براءة هتاخد حكم مخفف.
*******
- هاهاها.. حكم
مخفف.. 15 سنة.. 15 سنة يا سمير.. عارف انا كل اللي كان هيجنني وانا بعد ايام
السجن الطويلة حاجة واحدة بس.. كنت عايز اعرف انت اتجوزت ثريا ولا لا؟.. وبعد
سنتين لما عرفت إنكوا اتجوزتوا فرحت.. اه والله زي مابقولك كده.. فرحت، عشان لما
اخرج واردلك القلم يبقى قدمها زي ما ديتهولي قدامه.. تصدق إني زعلت لما انت
طلقتها.. بس يلا ملحوقة.
- انت عايز ايه يا
صلاح؟
- مش شعايز حاجة
خلاص.. انا بس كنت عايز اشوفك وانت قاعد قدامي بالمنظر ده.
- بس كده؟!.. يعني
انت قعدت 15 سنة مستني تخرج عشان تشوفني قاعد كده؟
- ماهو اصل انا في
الأول كنت عايز اعلم عليك لما اخرج، بس هعلم لك، ما الحياة علمت عليك لوحدها..
مراتك وسابتك وبنتك ومش عارف تشوفها.. بالمناسبة بنت زي القمر.
- البت فين يا
صلاح؟
- موجودة، انا
عممري ما أذي بنت ثريا مهما حصل.. حتى لو كنت انت ابوها.
- طب اديك
شوفتني.. عايز ايه تاني؟
- ولا حاجة.. انا
هسيبك دلوقتي وامشي وبعدها هتبقى حر عايز تمشي امشي.. سلام.. ياللي كنت صاحبي.
*******
خلص كلامه وسابني
ومشي، بس قبل ما يمشي رمالي سكينة صغيرة وقالي افك نفسي، وفعلًا قومت ودورت عليها
لحد ما لقتها، رميت ضهري على السكينة ومسكتها، وبدأت احاول افك الحبل المربوط
حوالين ايديا، وبعدها شيلت القماش اللي
عيني وفكيت رجلي، خرجت اجري زي المجنون، لقيت عربيتي مكانها، ركبتها وطلعت من
المنطقة دي بسرعة.. وبعد ما مشيت حوالي ربع ساعة قابلت كمين.. الظابط وقفني وقالي...
- انت جاي منين؟
- الحقني يافندم..
انا كنت مخطوف ولسه خارج حالًا.
- مخطوف.. طب
انزل.. انزل.
استغربت كلمته بس
نزلت.. وقولتله...
- كانوا خاطفني يا
باشا.
- ماكنش مهتم
بكلامي وكان بيدور على حاجة في العربية.. وفجأة سألني...
- الشنطة دي
بتاعتك؟
- ايه يافندم دي
هدية جايبها لبنتي.
- طب افتح الهدية
دي.
- حاضر.
مسكت الشنطة ووانا
بفتح الهدية كنت بقوله...
- اصل انا بنتي
اسمها مريم والمفروض كنت هشوفها النهاردة ومتعود اجيبلها هدية كل مرة، عديت على
المحل اشتريت الهدية دي.. اهي يا.... ايه ده؟
- هي دي الهدية؟
- انا.. انا.
ماعرفش الـ.. هو ده ايه؟
- انت بتسألني انا
ده ايه؟
- الحاجة مش
بتاعتي.
- طيب ابقى قول
الكلام ده في النيابة بقى.
- يافندم والله
العظيم انا ما اعرف حاجة عن المخدرات دي.. وبعدين انا أصلًا كنت مخطوف.
بص لي وبعدين
سألني...
- كنت مخطوف إزاي
يعني؟
حكيت للظابط
الحكاية والحمدلله اقتنع بكلامي وطلب مني اوديه المكان اللي كنت مخطوف فيه، روحنا
هناك ودخلته المخزن اللي كنت فيه وساعتها اكتشتف الكارثة.. المبنى كان في مخدرات
كتير.. بص لي الظابط وسألني...
- وهم اللي
خاطفينك سابولك ده كادو؟
- انا مش فاهم ايه
اللي بيحصل يافندم!.
- ده انت ليلتك
ليلة لوحدها.
في الللحظة دي دخل
واحد لابس جلابية وعلى كتفه بندقية وقال...
- سلاموا عليكوا.
بعدها بص لي
وقالي...
- خير ياسمير بيه
في ايه؟
بصتله باستغراب
وسألته...
- انت تعرفني؟
- ايوة طبعًا يا
بيه؟.. اني عبدالجواد حارس المخزن اللي جار مخزنك.
- مخزني.
بصله الظابط
وسأله...
- انت تعرف الراجل
ده؟
- ايوة يا باشا..
ده سمير بيه.. مأجر المخزن ده بقاله يجي خمس شهور.
- انا!
قالي الظابط في
عصبية...
- اسكت خالص.. وهو
لو مايعرفكش عرف اسمك منين؟
- مش عارف يافندم
بس...
- ماسمعش صوتك.
- حاضر.
لف الظابط للغفير
وقاله...
- كمل يا
عبدالجواد.. بتقول إن اللي اسمه سمير ده مأجر المخزن بقاله خمس شهور.. صح؟
- ايوة يا باشا..
هو بقاله شهرين مابيجيش.. بس اخر مرة قالي أخد بالي ولو في حاجة ارن عليه.
- انا!
- قولتلك اسكت
خالص.
- يافندم ما هو
اللي بيقوله ده مش صح.
- ايوة انت يا
باشا حتى بالإمارة النمرة بتاعتك اهي.. وانت اللي مسجلهالي بنفسك.. امسك يافندم هي
دي نمرته.. شوف مسجلها ايه .. سمير بيه نرجسي أوي.
مسك الظابط
التليفون وبعدين سألني...
- ده رقمك؟
أول ما شوفت الرقم
اتصدمت، كان رقمي فعلًا...
- ايوة يافندم
بس...
- تمام.
- الا يا باشا هو
انتوا قابضين عليه ليه؟
- هو انت ماتعرفش
هو بيشتغل في ايه؟
- لا والله انا عمري
ما دخلت المخزن ده.. هو دايمًا يجي بعربيته ويرمي السلام وحتى ساعات ماكنش بيرميه
غير لو هيوصيني اخد بالي من المخزن.. بس عمري هوبت ناحيته.
- ممممم.. البيه
بيتاجر في المخدرات.
- أعوذ بالله
مخدرات.. استغفر الله العظيم يارب.
- طب بطل كلام
كتير وغلبة.. واستنى هنا عشان هحتاجك تقول الكلام ده في محضر رسمي.
- اني تحت أمر
الحكومة.
- طب روح استناني
لحد ما اجيلك.
- حاضر يا باشا.. بس
ممكن اقوله كلمة واقفة في زوري من يوم ما قابلته..
قرب مني ساعتها
وقال...
- على فكرة انت لا
سمير بيه ولا حاجة وهسميك سمير بس هه.
سابني ومشي وبصيت
للظابط وقولتله...
- يافندم والله
الموضوع كله متلفق.. هو صلاح الزفت ده هو اللي ملفقهولي عشان ينتقم مني.. وبعدين
خطف بنتي.
- قولتلك اسكت وفر
الكلام ده وابقى قوله في النيابة.
اتقبض عليا وفي
النيابة عيدت نفس الكلام اللي قولته للظابط.. وساعتها طلب مني وكيل النيابة اسم
صلاح بالكامل.. قولتله الإسم بس المفاجأة.. المفاجأة إن صلاح مات من 3شهور.. وحتى مريم
ماكنتش مخطوفة واللي روحت بها يومها كانت واحدة صاحبت ثريا، وقالت إنهم راحوا
اشتروا شوية حاجات وبعدها وصلتها النادي عشان كان عندها تمرين.. كنت قاعد قدام
وكيل النيابة هتجنن.. مش قادر افهم إزاي ده كله حصل؟!.. اتحولت القضية للمحكمة
واتحكم عليا بالسجن المؤبد.. بقالي شهور بفكر إزاي وقعت كده؟.. ومين اللي عمل كل
ده؟.. هتجنن يا ثريا.. تفتكري مين اللي عمل كده؟
*******
ضحكت ضحكة عالية وانا
بقوله...
- انا.
- انتِ؟!.. انتِ
اللي عملتي فيا كده؟!
- ايوة انا.
- ليه؟!.. ليه يا
ثريا عملتلك ايه عشان تأذيني بالشكل ده؟
- عملت كتير..
كتير أوي يا سمير.
- ده انا عمري ما
حبيت حد قد ما حبيتك.. ده انا بيعت صاحب عمري عشان خاطرك.
- انت دمرت حياته
وحياتي عشان نفسك يا سمير.
- طب دمرت حياته
ومفهومة لكن دمرت حياتك ليه؟
- لإني كنت بحبه..
كنت بحبه بس هو غبي مافهمش.. زي ما مقدرش يفهم إنك ماينفعش تكون صاحبه، ولولا اللي
انت عملته.. وانك خلتني اشوفه بيتقبض عليه بالمخدرات، انا عمري ماكنت هوافق بيك
ولا كنت هقبل غير صلاح.
- يعني انتِ
سيبتيني عشانه؟
- انا سيبتك عشان
نفسي.. عشان ماينفعش أمنك عليا ولا على بنتي.. من سنتين ونص قبل مانطلق على طول، صلاح بعتلي
وطلب مني أزوره، قولت أروح اشوفه عايز
ايه؟.. وفي الزيارة حكالي كل اللي حصل منك، كلامه كان ماشي جدًا مع اللي انت عملته
معايا بعد ما هو اتسجن، كان هو بيتكلم وفي دماغي بيدور كلامك عليه.. لما قعدت
تقولي إنه طول عمره بيتاجر في الهباب ده وإنك ياما نصحته بس هو مابيسمعش الكلام، وقد
ايه انت كنت خايف عليه، ولما قالي إنك روحت حضرت المحاكمة معاه في نفس اليوم اللي
طلبت فيه إيدي.. عرفت قد ايه انت وسخ، واتأكدت إن انت اللي لبستهاله.. وعشان اتأكد
أكتر وأكتر.. فتحت مذكراتك في السنة دي ماانت محتفظ بهم من زمان، وصلت للتواريخ
والغريبة إني لقيتك مقطع كل الورق اللي بالتواريخ اللي تخص قضية صلاح.. ساعتها
مابقاش عندي شك ولو واحد في المية إن انت اللي عملت كده، ويومها طلبت منك الطلاق،
كنت انت مستغرب بس انا ماكنش ينفع اقعد يوم واحد معاك.. وبعد كام شهر مات صلاح.. مات
من قهرته، من إحساسه بالظلم، جنازته مامشيش فيها غير اتنين انا.. وأمه، ومن اليوم
ده قررت إني أخد حقه منك.. أدفعك التمن وبنفس الطريقة.
ماكنش مستوعب اللي
انا بقوله.. هز دماغه بالنفي وهو بيسألني...
- إزاي؟.. عملتيها
إزاي؟
ابتسمت في وشه
وانا بقوله...
- تؤ هسيبك تفكر..
سلام يا سمسم.
خرجت من السجن
وانا راكبة عربيتي وفي دماغي بيدور مشاهد كل اللي حصل.
******
(فلاش باك).
- الو.
- مدام ثريا.
- ايوة انا مين
معايا؟
- اني المعلم
صبحي.
- اهلًا.. ازيك يا
معلم.. انت فين؟
- اني موجود،
نتقابل فين؟
- في المكان اللي
قولتلك عليه المرة اللي فاتت، على الساعة 7.
- ماشي يا مدام.
******
(فلاش باك)
- ازيك يا مس
حنان؟
- ازيك يا مدام
ثريا.
- كنت عايزة اقول
لحضرتك إني مش هقدر أجي أخد مريم الإسبوع ده، فممكن بعد إذنك ابعت واحدة قريبتي
تاخدها؟
- مافيش مشكلة
يامدام.
- تسلميلي يارب.
- تحت أمرك.. بس
هي مريم تعرفها؟
- اه طبعًا.. دول
أصحاب جدًا.
- خلاص تمام.
- شكرًا لذوقك.
******
(فلاش باك).
- ها يا سماح
قولتي ايه؟
- يامدام اللي
حضرتك بتطلبيه ده فيه خطر عليا.
- خطر ايه يا
عبيطة هو انا ممكن أذيكِ برضه!.. انتِ كل اللي هتعمليه هتحطي الشنطة جوة المحل
ولما يجي هتديهاله.
- طب.. طب هتدفعي
كام يا مدام؟
- 1000 جنيه.
- لا خليهم 2000.
- ماشي يا سماح
2000 عشان خاطرك.. اهم حاجة ماتخليهوش يحس أبدًا إنك مرتبكة.. فهماني؟
- فهماكِ يا مدام.
*******
(فلاش باك).
- الخطة ماشية
تمام من ناحيتي يا معلم صبحي.. طمني ايه الأخبار عندك؟
- كله تمام
يامدام.. المغفل وقع على ورقة عقد الإيجار من غير ما ياخد باله.. وكده هو مأجر
المخزن من شهور.. يبقى يشرب بقى.. وإن شاء الله يوم ما تنوي هنقل الحاجة قبلها
بساعتين.
- حلو جدًا يا
معلم.. وانت هتكون معايا يومها طبعًا.
- اومال ايه.. ده
ضروري انا ماينفعش اسيبك تروحي لوحدك أبدًا.. ده انتِ من طرف الغالي الله يرحمه.
- الله يرحمه يا
معلم.
******
(فلاش باك).
(صوت تليفون)
- ايوة يا حاتم.
- الو.. مدام
سوزي؟
- ايوة انا.. انت
مين؟.. وحاتم ابني فين؟
- إبن حضرتك عمل
حادثة بعربيته وهو دلوقتي في المستشفى بين الحياة والموت.. والنمرة دي كانت اخر
نمرة كلمها.
- ايه؟!.. مستشفى
ايه؟.
- اكتبي العنوان.
(الخط قطع).
- ابقى رجع للواد
تليفونه يا حسني.
- حاضر يامعلم.
*******
(فلاش باك)
- سلاموا عليكوا.
- وعليكم السلام..
اؤمرني يافندم.
- هي مدام سوزي
فين؟
- مدام سوزي أجازة
النهاردة.. محتاج اساعدك في حاجة معينة ولا تاخد لفة لوحدك؟
- لا انا بس كنت
عايز هدية لبنتي.
******
(فلاش باك).
- ايوة يا معلم
صبحي.. اجهز سمير داخل عليك اهو.. وانا وراه.
- تمام يا ست
الكل.
- بعد ما يوصل
بخمس دقايق خلي حسني يكلمه وبعدها يخدره ببندقية التخدير زي ما اتفقنا.
- تمام يا مدام.
*******
(فلاش باك)
(صوت سمير) انا
وصلت المفروض اعمل ايه؟
(صوت حسني) مش
مطلوب منك تعمل أي حاجة.
*******
(فلاش باك)
(صوت الخطوات)
(صوت سحب الكرسي
على الأرض).
- انتِ مين؟
- ازيك يا سمير؟.
تمت.