القائمة الرئيسية

الصفحات

 

جريمة  مريم( قضية الببغاء الجزء الثاني)قصص رعب

بقلم الكاتب: شادي إسماعيل 


- الرقم متسجل باسم عزمي جوز سوزي اختها.

- عزمي!

صوت البغبغان: زومي.. زومي.

بصيت له وانا مبتسم...

- عزمي.. زومي.. عزمي.. هو زومي، دي احلوت اوي.

جيبت اذن نيابة وخدت قوة وطلعنا على فيلة عزمي، ووانا في الطريق كلمت أكرم عرفت منه المعلومات اللي وصلها وبعدين قولتله يكمل مع باقي الموظفين، ولما وصلنا كان عزمي موجود ومعاه سوزي اللي كانت واقفة مش فاهمة حاجة، اما عزمي فكان مستغرب وجودنا وسألني...

- خير يافندم في ايه؟

- يعني مش عارف في ايه؟

- لا مش عارف، حضراتكوا بتعملوا ايه هنا؟

بصيت له باستحقار وساعتها سوزي سألتني...

- هو في ايه يافندم؟

- جوزك يا هانم كان على علاقة بمريم وهو اللي قتلها.

- ايه؟!.. عزمي!

فجأة وقعِت في الأرض، قرب منها عزمي وهو بيحاول يفوقها، اما انا فطلبت من القوة تفتش الفيلا والعربية كويس، وبعدها بدأت اساعده عشان ننقلها لأقرب كرسي، وبعد دقايق فاقت، واول ما شافته صرخت فيه...

- أبعد عني.. ماتلمسنيش.

- سوزي، انا عزمي حبيبك.. انتِي هتصدقي عني كده برضه؟ّ!

- طول عمرك رِمرام وانا عارفة وساكتة، لكن توصل لأختي.. ابعد عني.. ابعدوه عني.

- سوزي..

- مش قادرة اسمع صوتك.. ابعدوه عني.. ابعدوه عني.

شديته من دراعه وروحت بيه ناحية الباب، كان بيترعش بين ايديا وجسمه بيتنفض وقالي بصوت مهزوز...

- يافندم.. يافندم.. اكيد.. اكيد في حاجة غلط، انا مـ مـ ماكنتش على علاقة بيها، صدقني.

طلعت الموبايل بتاع مريم ووريته الرسالة وانا بقوله...

- مش انت اللي بعت الرسالة دي؟.. مش ده رقمك؟

بص في الموبايل وبعد ما قرا الرسالة وشه اتغير وقالي...

- انا ماعرفش حاجة عن الرسالة دي، وكمان ماعرفش الرقم ده.

- مممم، هيبان هيبان.

مرت عشر دقايق لحد ما لقيت واحد من العساكر جاي وبيسلمني تليفون ومعاه انسيال وبيقولي...

- انا لقيت الحاجة دي في العربية، التليفون كان في التابلوه والانسيال كان واقع بين الكرسي والكونسول.

خرجت من جيبي كيس بلاستيك وحطيت فيه الحاجة، قامت سوزي وقتها وهي بتبص على الكيس وبعدين قالت...

- ده انسيال مريم.. انسيال مريم.

بعد الجملة دي ضربِته بالقلم، ف بعدته عنها وانا بقولها...

- اهدي يا مدام سوزي.. اهدي.

انهارت في العياط وهي بتخبي وشها بين كفوفها، بصيت عليه شوفته واقف وموطي راسه في الأرض، بعد كده لقيت واحد من الامناء جاي ومعاه كيس صغير، ناولني الكيس وكان فيه ازازة صغيرة زي ازازة العطر، بصيتله وسألته...

- ايه ده؟

- ماعرفش يافندم، بس لقيته في جيب بدلة من البدل بتاعته.

بصيت لعزمي اللي كان بيبرق للإزازة وبعدين سألته بهدوء...

- تقدر تقولي ايه اللي في الازازة ده؟

- مـ.. مـ.. ماعر.. ماعرفش.

- تمام، هناك هتعرف لوحدك.. هاتوه.

- انا ماعملتش حاجة، ماعملتش حاجة، اوعوا.. سيبوني.. والله العظيم ماقتلتها.. والله العظيم ماقتلتها.

خدته على القسم وهناك طلبت من الفني فحص التليفون والرسايل اللي عليه، وطلبت منه يعرف هل الشريحة مطابقة لنفس الرقم اللي بعت الرسالة ولا لا، قعدت قدام عزمي في المكتب وبدأت كلامي...

- قتلتها ليه؟

- ياباشا والله العظيم انا ما قتلتها.

- اه، هنبدأها استعباط، بص يالا.. انت هتتحول على النيابة بكرة الصبح، فتعالى معايا دُغري عشان اقدر اساعدك، لكن هتلف وتدور هسلمك مشفي.

- ياباشا والله ما كان ليا أي علاقة بيها، كل اللي كان بيننا انها أخت مراتي مش أكتر ولا أقل، هي أصلًا كانت دايمًا بتستحقرني وكانت على طول بتقول لسوزي قدامي انتِي مالقتيش غير الخدام بتاعنا وتتجوزيه.

- ممممم، ده انت شايل ومعبي بقى.

- وهشيل ليه يا باشا، ما انا فعلًا كنت كده قبل ما اتجوز سوزي، انا اصلًا ماكنتش احلم اقعد معاها، بس لما قابلتها لقيتها واحدة دماغها فاضية وبتاعت سهر وخروجات، فقولت وماله، عيشتها الجو اللي بتحبه، لحد ما وقِعِت، بعد كده اتجوزتها من وراهم وساعتها ماحدش فيهم قدر يفتح بوقه معاها، اصلها تبان عبيطة، لكن لما حد يدوسلها على طرف ربنا مايوريك يا باشا، بتتحول وتبقى عشر رجالة في بعض.

- وبعدين.. كمل يا عزمي.

- اخواتها قالولها انتِ حرة، بس انسي إن ليكي اخوات تاني، وفعلًا قعدوا سنة مايعرفوش عنها حاجة، لحد ما في مرة سوزي راحِت لنادر اخوها وطلبِت منه يسامحها، خصوصًا إنها كانت حامل في علي وقتها، صعبت على نادر وخدها وراح لمريم وصالحهم على بعض، ورجعت علاقتهم زي الأول، بس عمرهم مانسيوا أصلي، وكل ما تيجي فرصة كانوا بيفكروني بيه، بس من تحت لتحت، عشان مايجرحوش اختهم.

- اومال انت بتقول انها كانت بتعايرك قدامها ازاي؟

- ده بقى بدأ لما في مرة فكرت العب بديلي وسوزي عرفت، يومها عيطت وراحت قالت لمريم، وطبعًا فرصة وجت لحد عندها، ومن ساعتها وهي بتهزقني قدامها عادي، وسوزي مابتقدرش تتكلم، ولما بزعل بتقولي ما انت اللي جيبت لي الكلام، هرد اقول ايه بعد عملتك السودة.

- وهي سوزي مافكرتش تتطلق منك بعد ما قفشتك؟

- لا مافكرتش، بس اخواتها حاولوا يضغطوا عليها، لكن هي رفضت عشان خاطر الاولاد، وانا وعدتها اني مش هعمل كده تاني.

- وماعملتش كده تاني؟

سكت وماردش، ولعت سيجارة وبعدين سألته...

- كنت فين يوم ما مريم ماتت؟

سكِت تاني، والمرة دي برقت له وسألته بحدة...

- كنت فين يوم ما مريم ماتت؟

- كُكُ.. كُكُنت.. كنت في..

- في ايه؟

- في الشقة بتاعتي.

- شقة ايه؟

- شقة صغيرة كده واخدها عشان.. عشان ابقى براحتي.

- اه لمزاجك يعني.. وكنت بتعمل ايه هناك بقى يومها؟

- كان.. كان معايا بنت من اياهم يا باشا.

- بنت مين دي وتعرفها منين؟

- ماعرفهاش.. انا قابلتها صدفة وبعدين اتكلمنا وطلعنا على الشقة.

- وانت متعود تاخد أي حد كده على الشقة؟

- والله ياباشا هو مش العادي بتاعي، بس البت كانت حلوة فمافرقش معايا هي مين؟

- وبعدين؟

- روحنا الشقة وقعدنا هناك لوش الصبح، وبعدها رجعت الفيلا.

- عنوان الشقة دي ايه؟

- هقولك يا باشا.

خدت منه العنوان والمفتاح وبعت أكرم على هناك، وكملت كلامي مع عزمي...

- قولتلي بقى انك ماتعرفش البت؟

- اه يا باشا ماعرفهاش، اصلها بت من القاع خالص.

- من القاع ازاي يعني؟

- يعني شغل عباية سمرة، شعر أكسجين.

ضحكت ضحكة عالية وقتها وانا ببص له وهو مستغرب نظراتي وبعدين بص في الأرض، حاولت امسك نفسي وانا بقوله...

- بتحب القاع انت على كده؟؟

- ياباشا الواحد كل يوم بياكل جاتوه سواريه، وملفيه، نفسي هفتني على الفول والطعمية.

- وقابلتها ازاي بقى؟

- كنت ماشي بالعربية ووقفت قدام محل ونزلت اشتري سجاير، وبعد ماخلصت لقيتها واقفة على جنب، بصراحة عجبتني و...

قاطعته باشارة من ايدي لما تليفوني رن وقولتله...

- ثانية واحدة.

بص في الأرض وانا فتحت المكالمة...

- ايوة يا اكرم.. لقيت ايه؟

- سعادتك الشقة فيها اثار سهرة من اياهم وفيه مواد مخدرة، بس الغريبة ان البواب اتعرف على صورة مريم وقالي انها كانت بتيجي هنا مع عزمي كتير، وفي اليوم اللي ماتت فيه، عزمي طلع الشقة الساعة 7 وبعده بساعة مريم طلعتله ونزلت حوالي الساعة 10 بالليل، ونزلت لوحدها برضه من غير عزمي اللي نزل يومها الساعة 5 الفجر وهو بيتطوح.. الرجالة بيجمعوا العينات وبيرفعوا البصمات عشان يطابقوها.

- تمام.. خلص وتعالى على مكتبي.

- اوامر سعادتك.

بصيت لعزمي اللي كان بيبلع ريقه بصعوبة وهو بيبص لي في قلق وسألني...

- خير يا باشا.

اتنهدت وانا بحط التليفون على المكتب وقولتله...

- ماتيجي معايا دوغري يا عزمي وتقولي قتلتها ليه؟

- والله يا باشا ما...

- والااا.. سيبك بقى من حوار القاع والعباية والاكسجين ده وقولي ايه اللي حصل؟

- ماعرفش.. ماعرفش.. والله العظيم ماقتلتها.

- مصمم يعني.. طب ابقى قول بقى الكلام ده في النيابة.

رجعته الحجز واستنيت أكرم لحد مارجع، وحكالي عن اللي حصل معاه بالظبط، وانا حكيتله اللي حصل مع عزمي، وبعدها سألته...

- صحيح انت عملت ايه في الشركة الصبح؟

- الموظفين اللي قابلِتهُم يومها ماحدش فيهم حتى سلم عليها، بيقولوا انها كانت شخصية متعالية جدًا.. والسكرتيرة بتاعتها قالت انها في اليوم ده نزلت من المكتب الساعة 7 زي كل يوم.

- زي كل يوم؟!.. مش ماجد كان بيقول انها بتتأخر وساعات بيعدي عليها في الشركة؟

- النقطة دي ماعدتش عليا برضه يافندم، وبسببها سألت السكرتيرة وقالت لي انه فعلًا كان ساعات بيعدي عليها، بس ده حصل مرات قليلة جدًا.

- طب هي كلت ايه يومها؟.. شربت ايه؟ قدرت توصل للمعلومة دي؟

- ماكلتش ولاشربت أي حاجة، السكرتيرة قالت لي انها كانت متعصبة جدًا يومها بسبب انها دخلت لقت علبة برفيوم على المكتب، ولما ندهت عليها وسألتها مين اللي جابها؟.. السكرتيرة كانت متفاجئة زيها، فمريم اتعصبت عليها وطردتها بره المكتب.

- طب وهي نازلة كانت متعصبة برضه؟

- اه.. حتى السكرتيرة بتقول انها ماتكلمتش معاها وهي ماشية.

- طب ايه اللي حصل ووصلها للعصبية دي؟

- ماحدش عارف.

- والبرفيوم فين؟

- السكرتيرة بتقول انها رمته في الزبالة يومها وطبعًا المكتب اتنضف بعد ماهي نزلت.

- بالسرعة دي؟!

- اه بتقول ان ده العادي واللي بيحصل كل يوم وان دي أوامر مريم.

- ماشي.. طب ماقدرتش تعرف مين اللي وصل الهدية لمكتب مريم؟

- الكاميرات جابت عامل من عمال النظافة، ولما سألناه قال إن في واحد جبهاله وقاله يطلعها المكتب، وكمان اداله 200 جنيه.

- 200 جنيه عشان يطلع هدية!.. طبعًا لازم يطلعها.

- بالظبط وهو عمل كده، لما وريته صورة ماجد، قالي انه مش هو الشخص اللي قابله يومها، وصف لي واحد طويل وجسمه رياضي وشعره بني.

- بس دي مش مواصفات عزمي.

- مش عارف مواصفات مين؟.. بس أكيد لازم نواجهم ببعض.

- مهم جدًا يتعرف عليه، بس...

تليفوني رن ساعتها، ف مسكته وانا بقول لاكرم...

- ده حسام، من المعمل الجنائي.

هز أكرم دماغه وانا رديت على المكالمة...

- حسام بيه، تاعبينك معانا والله.. تسلم تسلم يا حبيبي.. ها ايه الاخبار؟.. مممم، ممم، تمام يا باشا.. مش عارفين نودي جمايلك دي فين والله، ما انا قولتلك انوي انت بس ونظبطها مع بعض واهو نرتاح شوية من اللي بنشوفه ده.. خلاص على خيرة الله.. ظبط وكلمني.. سلام ياحبيبي.

- البصمات مطابقة مش كده؟

- البصمات اللي على الكوباية نفس بصمات مريم، وكمان المادة اللي على جدار الكوباية نفس المادة اللي في الازازة اللي كانت في جيب عزمي في الفيلا.. وهي هي نفس المادة اللي ماتت بيها مريم.

- كده القضية اتقفلت.

- اه، بس انا عندي احساس قوي إن الواد ده برئ.

- حضرتك لسه شاكك في ماجد برضه؟

- مش مريحني، والرسالة اللي جت على تليفون مريم، اللي كاتبها حد بيحب مريم جدًا، ولو افترضنا ان عزمي كان مرافقها، فانا متأكد ان عمره ماهيحبها، كمان تحس إن كلام الرسالة نفس الكلام اللي قاله ماجد عن مريم واحنا قاعدين معاه.

- بس الأدلة كلها ضد عزمي.

- ده صحيح.. مافيش دليل واحد مش ضده.. واحنا بنتعامل بالأدلة مش بالاحساس.

- طب خلينا نفترض يافندم إن ماجد اللي قتلها وكلام عزمي صح وماكنش في علاقة بينه وبين مريم، ايه اللي يخلي ماجد يلبسها لعزمي بالذات؟

- مش عارف، بس اكيد في حاجة بينهم.. وجايز كل تخميناتنا تكون غلط.. خلينا ماشيين مع الأدلة.

- طب ونادر؟

- نادر مش شاغلني خالص، هو يبان قوي لكنه اضعف من كده، عزمي بيقولي ان سوزي صعبت عليه وخدها صالحها على مريم، واللي يعمل حركة زي دي استحالة يقتل.

- عندك حق يافندم.

في الوقت ده دخل الفني المكتب وسلمني تقارير بالرسايل اللي اتبعتت من الموبايل اللي لقيناه في عربية عزمي، ونفس الرسايل لقاها لما رجع الداتا الممسوحة من على موبايل مريم، وده كان جزء من الرسايل...

"قابليني في الشقة كمان ساعة"

"حاضر بس مش هتأخر النهاردة زي كل يوم"

"وحشتيني"

"بَحبَك"

"النهاردة مش هينفع عشان سوزي قافشة اني اسهر معاها"

"ماجد عايزني اسافر معاه دبي يومين ونرجع"

"وهتسافري؟"

"لا قولتله ياخد الاولاد ويروح هو"

"هيبقوا أحلى يومين"

"انا في الشقة ومستنيكِي.. متتأخريش"

"اهدي ياحبيبتي، ما انتِي عارفة ماجد وعمايله، عامة روقي كده لحد ما نتقابل بكرة وانا هنسيكِي كل اللي عمله، هستناكِي في الشقة في نفس الميعاد"

"خلاص تمام، هخلص شغل واجيلك"

"انتي واحدة حقيرة وماتستاهلش"

"وانت انسان سافل"

"وديني لعرفك ازاي تعملي معايا انا كده"

"اخرك هاته"

دي كانت اخر رسالة والتوقيت كان الساعة 12 صباح اليوم اللي ماتت فيه، بصيت للفني باستغراب وسألته...

- فين رسايل اليوم ده بقى؟

- للأسف يافندم مافيش رسايل في اليوم ده.

- يعني ايه؟.. طلعت على الشقة على طول؟

- غالبًا كده.

بصيت لأكرم ساعتها وقولتله...

- كده مابقاش له مخرج، القضية اتقفلت عليه.

- خلاص خلصت يافندم.

عزمي اتحول بعدها للنيابة واللي أمرت بحبسه 45 يوم على ذمة التحقيقات، وبعد يومين دخلت على أكرم المكتب وسالته...

- زازو فين؟

- حازم خده من شوية عشان يوديه النيابة.

قعدت على الكرسي وانا بقوله...

- والله كان مسلينا البغبغان ده.

- اه جدًا، ماشوفتش حضرتك اول ما سمع اسم حازم عمل ايه؟

ضحكت وانا بسأله..

- عمل ايه؟

- قعد يقوله بحبك يازومي.. وحازم يقوله وانا كمان بحبك.. وهو علق على الجملة دي.

- لا ثانية واحدة.. انت بتقول انه اول ماسمع اسم حازم قاله بحبك يا زومي؟

- ايوة يافندم.

- حازم.. زومي.. بحبك يا زومي.. حازم.. زومي.. كده صح، اتصل بحازم يجيب زازو ويرجع بسرعة.

- خير يافندم في ايه؟

- القضية لسه ماخلصتش يا أكرم.. زازو لما قال زومي.. ماكنش يقصد عزمي، كان يقصد حازم.

- حازم مين؟

- ده الطرف التاني، العشيق الحقيقي لمريم واللي اكيد ماجد بيدور عليه دلوقتي، ده لو ماكنش قتله.. تعالى معايا.

- على فين يافندم.

- فيلة ماجد.. لازم نقابل فتحية.

وصلت الفيلا بس مالقتش حد، سالت البواب وقالي إن ماجد في الشغل وفتحية رجعِت البلد، عرفت منه اسم البلد واللي كانت على بُعد حوالي ساعتين، خدت أكرم وطلِعنا على هناك، وفي الطريق سألني...

- اشمعنا فتحية بالذات؟

- لو البغبغان قاصد حازم زي ما انا متوقع، فده معناه إن حازم كان بيروح الفيلا عند ماجد في غيابه، وأكيد فتحية شافته.

- طب ولو كانت مريم بتدي فتحية اجازة لما حازم بيروح عندها؟

- هنتأكد من وجود حازم أكتر، وساعتها مش هيبقى في قاتل غير ماجد.. في كل الأحوال في رواية تانية عند فتحية غير اللي حكتهالنا يوم ما روحنا الفيلا.

- طب وماجد مش ممكن يهرب لما يعرف اننا بندور عليها؟

- تؤ، ماعتقدش، ولو هرب هيجي هيجي.. المهم بس فتحية تقول الحقيقة المرة دي.

وصلنا البلد وسألنا على بيت فتحية والناس دلونا عليه، وأول ما شافتنا وشها جاب ١٠٠ لون، لكني طمنتها وانا بقولها...

- ماتخافيش يا فتحية، انا جايلك وعايز اعرف الحقيقة وصدقيني لو قولتيها هحميكِي.

- انا قولت كل حاجة اعرفها لما حضرتك سألتني أول مرة، وماعنديش حاجة تانية اقولها.

- فتحية انا بكلمك بشكل ودي وهساعدك، لكن لو أصريتي على الكلام اللي قولتيه أول مرة، ساعتها هعتبرك شريكة في الجريمة.

بصت في الأرض وقالت بصوت ضعيف...

- انا هحكي لسعادتك كل حاجة...

الست مريم كانت بتتأخر بره كتير، وكانت بترجع في نص الليل اوقات اكتر، وعشان كده ماجد بيه كان بيتخانق معاها، لحد ما في مرة جت له سفرية بره، وقالها تسافر معاه لكنها رفضت، وقالت له ياخد العيال معاه ويسافروا هم، وده اللي حصل، وفي الليلة الأولى بعد ما خلصت الغدا وغسلت المواعين ونضفت كل حاجة، ندهت عليا وقالت لي...

- خلصتي يا فتحية؟

- ايوة ياستي، هتعوزي حاجة تاني؟

- لا بس يلا روحي البلد وخدي بكرة وبعده اجازة.

- بجد ياست هانم؟

- اه بجد، الولاد مش هنا وانا كده كده طول اليوم بره، فرصة تاخديلك يومين اجازة.

- ربنا يكرمك يا ست هانم ويديكِي على قد نيتك.

- امسكي خلي دول معاكِي.

- خيرك سابق ياست هانم.

- معلش خديهم، اهو تجيبي حاجة لاخواتك وانتِي مروحة.

- من يد مانعدمها، طب عن اذنك ياست هانم هدخل البس اني وامشي.

دخلت جوة حطيت الفلوس على ترابيزة الأكل اللي في المطبخ وغيرت هدومي ولميت شنطتي ومشيت، بس ساعتها اتفاجئت لما لقيت عم عوض هو كمان بيقولي انه نازل البلد بعد ما الست هانم ادته اجازة، وقتها ماشغلتش بالي وقلت اني مالي، مشيت انا وهو وركبنا المواصلات ودفعلي هو الاجرة، وبعد ما نزلنا الموقف، قالي تعالي اركِبِك العربيات اللي بتروح بلدكوا، قولتله اني هشتري شوية حاجات الاول لاخواتي الصغيرين، ف قالي خلاص هقف معاكِ لحد ماتخلصي عشان ماحدش يضايقك، روحنا محل من اللي بيبعوا هدوم في الموقف دول، نقيت كام هدمة وبعدها جيت اطلع البوك عشان احاسب، مالقيتش الفلوس، افتكرت ساعتها اني سيبتها على الترابيزة بتاعت المطبخ، اضايقت وقولتله اني لازم ارجع، قالي ربنا يعينك بس باتي هناك وامشي الصبح، ماتمشيش بالليل لوحدك، قولتله حاضر ورجعِت الفيلا ودخلت من البوابة، ووانا داخلة لمحت عربية غريبة واقفة، قولت اكيد واحدة من صاحبات الست هانم جاية تقعد معاها، مارضتش ازعجهم ودخلت من باب المطبخ الوراني، النور كان مضلم، اتسحبت في الضلمة ومديت يدي على ترابيزة المطبخ لقيت الفلوس مكان ما سيبتها، ولسه بلف وشي عشان اخرج سمعت صوت ضحكتها بره وهي بتقول...

- والله انت مشكلة يا حازم.

ساعتها مشيت ناحية الصالة ووقفت اراقب اللي بيحصل، لقتيها قاعدة بلبس خفيف، ومعاها راجل غريب ماكنش لابس غير البنطلون، ونص جسمه عريان بس باين عليه رياضي، كانت قاعدة جنبه وساندة ايدها على ضهر الكنبة وهي بتبص له وبتتغزل فيه، كانت بتقول كلام ماقدرش اقوله، وبعد شوية الراجل ده سألها...

- انتِ متأكدة إن الدنيا هنا أمان؟

- ايوة طبعًا ياحبيبي، ماجد مسافر هو الأولاد وفتحية وعوض مشيوا، يعني مافيش غيري انا وانت وبس.

ولع سيجارة وهو بيقولها...

- انا مش مطمن، كنتِي جيتي الشقة عندي زي كل مرة أحسن.

- مايبقاش قلب خفيف بقى.. بحبك يا زومي.

زازو ردد كلمتها دي وفضل يقول...

صوت بغبغان يردد: بحبك يا زومي.. بحبك يا زومي.

بص له الغريب وقاله بتريقة...

- بس ياض يا سيد.

- زومي!.. ماتقولوش كده، قولتلك اسمه زازو.

- لا سيد حلو ولايق عليه.

صوت البغبغان: زازو.. زازو.

بعد كده طلبِت منه يطلعوا فوق، اما انا، ف رجِعت ساعتها المطبخ وانا مصدومة، ماكنتش عارفة اعمل ايه، بس أول حاجة فكرت فيها انهم لوعرفوا اني شوفتهم، هيبقى اخر يوم في عمري، عشان كده خدت بعضي وجريت بره الفيلا، رجعت الموقف ليلتها وقعدت هناك للفجر، ومع طلعِة النهار ركِبت عربية ورجِعت على هنا، وفضِلت طول اليومين افكر هعمل ايه؟.. وفي الاخر قولت مش هرجع تاني، لكن ماجد بيه صِعِب عليا، خصوصًا إنه راجل طيب وطول عمره عايش شايلها من على الأرض شيل، وتالت يوم لقيته بيكلمني وبيقولي انه رجع هو الاولاد وعايزني ارجع عشان اروق البيت، اتحججت اني تعبانة، بس لقيته بيقولي ارجع وهو هيوديني عند أحسن دكاترة، حسيت بالذنب أكتر، ووقتها قررت اني هقوله مهما حصل، ف رجِعت الفيلا، ووقتها الست مريم ماكنتش موجودة كالعادة لانها بتيجي متأخر، ف قابلني هو ورحب بيا وبعدين سألني...

- مالك بقى ياست فتحية، تقلانة علينا ليه؟.. ولا عرفتي إن العيال بيحبوكِي فقولتي أدلل عليهم.

- لا والله يابيه اني مش تقلانة ولاحاجة.

- ما انا شايفك بسم الله ماشاء الله اهو سليمة ومش تعبانة زي مابتقولي، اومال ماكنتيش عايزة تيجي ليه بقى؟

- لا ما انا جيت اهو ومافيش حاجة.

- مالك يا فتحية؟.. الست قصرت معاكِ في حاجة؟.. لا انا عارف إن مريم مش هتقصر في حاجة، طب زعلتك وانا مسافر؟.. يابت قوليلي احنا بلديات وانا زي أخوكِي الكبير.

كلامه كان زي السكينة اللي بتقطع في قلبي، كان بيصعبها عليا أكتر وأكتر، كل ما اقول هسكت ومش هتكلم، كلامه يخليني أحس بالذنب اني اعرف حاجة زي دي وماقولهاش.

- لا ما هو انا مش هسيبك تشتغلي غير لما اعرف ايه المصيبة العظمى والطامة الكبرى اللي حصلت وخلتك قاعدة قدامي بالشكل ده؟

- انا هحكيلك يا ماجد بيه.

كنت بحكيله والدموع في عينيا، كان بيسمع كلامي وهو باصص في الأرض وبيهز دماغه، ولما كنت اقف كان يقولي كملي.. كملي يافتحية، وبعد ما خلصت، شاورلي من غير ما يتكلم، شاورلي اسيبه وامشي، حسيت يومها إن هيجراله حاجة، وقعدت ألوم نفسي إني قولتله، لحد ما رجعت مريم من بره، وأول ما سمعت صوت عربيتها خرجت جري ووقفت قدام الباب الوراني بتاع المطبخ، دخلت مريم الجنينة وسلمت عليه، لقيته بيسلم عليها وبيحضنها ولا اكن في حاجة، ساعتها قلبي اتقبض وعرفت اللي بيفكر فيه، أصلنا بلديات زي ماقال والمرض ده مالوش غير علاج واحد بس عندنا.. الموت.

بعد ما فتحية قالت الكلمة الأخيرة، قاطعتها وقولتلها...

- انتِي هتيجي معايا دلوقتي وهتقولي الكلام ده في محضر رسمي.

- بس الكلام ده معناه إن ماجد بيه هيتعدم؟

- اللي غلط لازم ياخد جزائه، حتى لو كان قتل عشان شرفه.

حطت ايدها على راسها وهي بتعيط وبتقول...

- يارتني ماكنت شوفت ولا قولت.

خدتها للنيابة وأدلت بأقوالها، وطلع أمر ضبط وإحضار لماجد، والغريب إني لما روحت الفيلا لقيته قاعد ومستسلم تمامًا، وقبل ما اسلمه للنيابة، قعدت معاه عشان اعرف ازاي عمل كل ده ولبس القضية لعزمي، وليه أصلًا اختار عزمي، وبعد ما قعدت معاه رد عليا وقالي...

- حبي لمريم خلاني ماشوفش حاجات كتير غلط بتعملها، كل الناس كانوا شايفنها، لكن انا ماكنتش شايف غير مريم الانسانة اللي حبيتها ووهبتلها قلبي، بس لما فتحية قعدت قدامي وبدأت تحكي، كانت زي اللي بيديني بالقلم على وشي، بيقولي فوق يامغفل فوق، مريم اللي انت حبيتها مش موجودة غير في خيالك، لكن دي واحدة تانية انت ماتعرفهاش، واحدة لوثت شرفك وشرف عيالك، ف بدأت اراقبها، شوفتها وهي بتروحله بعد ما بتخلص شغلها، ولما بترجع بتقولي انها كانت في الشركة أو في اجتماع بره، وطبعًا كنت بسمعها وانا بغلي ونفسي اديها بالقلم واقولها انتِي كدابة.. خاينة، بس كنت بسكت لحد ما اجمع كل حاجة واعرف هخلص منها ازاي.

- طب وعزمي ايه دخله في القصة دي؟

- انا وسوزي طول عمرنا اصحاب، انا اعرف سوزي قبل مريم بفترة، بس عادي مجرد اصحاب، ولما عرفتني على مريم حبتها من اول مرة شوفتها فيها، وبعد جوازي منها زادت صحوبيتي انا وسوزي، حتى انا اللي ساعدتها تتجوز عزمي، كنت فاكر انه بني ادم، المهم لما حسيت إن دماغي هتنفجر من التفكير واني عايز اخرج اللي جوايا، مالقتش غير سوزي اللي اتكلم معاها، في الأول دافعت عن مريم، بس لما وريتها الرسايل اللي بينها وبين الكلب اللي اسمه حازم سكتت، وسألتني ناوي على ايه؟.. قولتلها على كل حاجة كأني بكلم نفسي، واتفاجئت لما لقيتها هي كمان بتعيط وبتحكيلي عن خيانات عزمي المتكررة ليها، ماعرفش ليه لقتني فجأة بقولها...

- يبقى لازم نخلص منهم هم الاتنين؟

بصت لي باستغراب وقالت...

- نخلص منهم هم الاتنين!.. ازاي؟

- بنفس الطريقة اللي خدعونا بيها، هنبين إن الاتنين كانوا بيخونونا مع بعض.

- وبعدين؟

- وبعدين عزمي قرر يقتلها.

- طب وعزمي هيقتلها ليه؟.. فين الدافع؟

- خناقة بقى، هددته بحاجة، هسيب لعزمي يختار الدافع اللي يعجبه، انا كل اللي عليا اني هقدم الأدلة اللي تلبسه القضية ومايخرجش منها.

- ودي هتعملها ازاي؟

- انتِي هتشتري تليفون جديد بخط جديد وهتسجلي الخط باسم عزمي.

- تمام.

- بعدها هتبعتي نفس الرسايل اللي الزفت ده كان بيبعتها لمريم، هتبعتيها من الخط اللي باسم عزمي وانا هرد عليكِ من موبايل مريم.

- ودي هتعملها ازاي؟

- لا ماتقلقيش الهانم حاسة اني شاكك فيها فرميالي موبايلها عشان اعرف انها مش بتخوني، ماتعرفش اني عارف ان معاها موبايل تاني.

- طب وهتقتلها ازاي؟

- بمادة معينة كنت قريت عنها، هحطهالها في العصير ومش هيبان عليها أي أعراض تسمم.. بعدها هتاخدي الكوباية وتوديها الشقة اللي بتقولي أن عزمي بيخونك فيها، وبكده تبقى أداة الجريمة موجودة، والمادة دي هتاخدي الباقي منها وتحطيه في هدومه وقت ما اقولك، وكمان التليفون اللي هتبعتي منه الرسايل ومعاه الانسيال ده هتحطيهم في العربية لما اكلمك واقولك.

اديتها وقتها انسيال كنت اشتريته لمريم وكان غالي جدًا، مابتلبسوش غير في المناسبات المهمة، وكانت لبساه مرة وهي بتقابل الحيوان حازم.

- لا ثانية واحدة.. براحة كده وماتكروتنيش.. أول حاجة انت حكيت لسوزي زي مابتقول.

- ايوة.

- طب ليه اختارت تبلغ عن طريق البغبغان؟.. وازاي أصلًا وثقت فيه؟

- ماكنش في طريقة تانية غير انها تبان صدفة، وتبقى قدام عزمي وهو اللي يروح مع سوزي يبلغ، وبكده سوزي هتتبرأ أول واحدة، وطبعًا ساعتها الاتهام هيكون ناحيتي، بس انا هبرأ نفسي بسهولة بعد كده، لما تشوف رقم عزمي والرسايل اللي بينهم.

- طب ووثقت فيه ازاي؟

- دربته انا وسوزي فترات طويلة، زازو بغبغان ذكي، وعشان كده لما الموقف بيتعاد قدامه مرتين تلاتة بيحفظه، وبمجرد ما كلمة واحدة من الموقف تتقال قدامه بيعيد المشهد أو جمل منه، وعشان كده سوزي أول ما قالت الكلمة اللي متفقين عليها وهي كلمة خاينة على طول زازو بيفتكر المشهد التمثيلي اللي كنت بعمله ويقول مريم خاينة.. مريم.. خاينة، انا هقتلك.. انا هقتلك، كل ده كلام انا اللي كنت بحفظهوله.

- طب اشمعنا اختارت التوقيت ده بالذات عشان سوزي تبلغ؟

- لانها لو بلغت قبل كده فجايز جدًا تقدروا توصلوا لتحديد الوقت اللي خدت فيه السم بالظبط، وساعتها عزمي هيطلع براءة وهلبسها انا، لانه كان نفس الوقت اللي كانت فيه في البيت.

- اه صحيح، انت سميتها ازاي؟

- بعد ما دخلت البيت، فتحية كلمتني وقالت لي انها رجعت، اتسحبت من الشغل من غير ماحد ياخد باله، وروحت الفيلا، طبعًا كانت هي مضايقة جدًا ومتعصبة عشان راحت للبيه بعد الشغل وشكلهم كملوا خناقة لاني لقيت على تليفونها بعد ما ماتت رسايل بيحاول يصالحها بيها، المهم حاولت اهديها واهزر معاها، بعدها روحت المطبخ عملت كوبايتين عصير، وحطيت السم في كوبايتها بجرعة معينة، فتحية بصت لي وقتها والدموع في عينيها، قولتلها لازم يافتحية.. مافيش حل تاني، خدت بعدها الكوبايتين وروحت أوضة النوم، فضِلت وراها لحد ماشربت كوبايتها، وبعدين بدأ المفعول يشتغل، ومافيش دقايق وماتت في هدوء، قومت شيلتها وورميتها على الأرض، وبعدين نزلت وفهمت فتحية انها تتصل بيا بعد ساعة وتقولي إن مريم واقعة على الأرض ومغم عليها، بعد كده رجعت الشغل واتعمدت اني اتكلم مع كل العمال اللي في الفيلا عشان اثبت وجودي بأكتر من شاهد، يومها كان عندنا تسليم وعشان كده كنا سهرانين لان الشغل هيتسلم الصبح.

- طب وايهاب؟.. كان عارف؟

- لا هو صاحبي صحيح بس ماضمنش ضميره هيخليه يبلغ ولا لا.

- عرفت منين اننا رايحين لعزمي عشان نقبض عليه؟

- القفص بتاع زازو جواه شريحة بسمع من خلالها كل حاجة بتدور في المكتب بتاع أكرم بيه.. ولما سمعت انكوا وصلتوا للرسايل، طلبت من سوزي تحط الموبايل والانسيال في العربية والازازة في جيب البدلة، وطلعت انا ساعتها على الشقة حطيت الكوباية اللي محتفظ بيها من يومها في كيس وقافل عليها، ومعاها حطيت قمصان النوم بتاعت مريم، عشان اثبت العلاقة عليهم أكتر.

سكِت لثواني وانا ببصله وبعدها روحت جيبت القفص من مكتب أكرم ورجعت تاني، حطيته قدامه وانا بقوله...

- فين الشريحة؟

قام وقف وقرب من القفص وبعدين فتح درج صغير وطلعه بره خالص، وبعدين مد ايده جوه الفتحة من الجنب وخرج الشريحة وبص لها وهو بيقولي...

- هي دي الشريحة.

خدتها من ايده وانا بقوله...

- معنى كده انك كنت عارف إني وصلت لاسم حازم واني جاي لفتحية عشان اخليها تعترف؟

- ايوة كنت عارف، وخليتها تهرب عشان مصلحتها مش عشان ماتمسكش.

- طب وانت ماهربتش ليه؟

- واهرب ليه؟.. انا كنت بعمل كل ده عشان عيالي مايعرفوش إن اننا اللي قتلت أمهم، اهو على الأقل واحد فينا تبقى صورته نضيفة قدامهم، ماتبقاش أم خاينة وأب قاتل، بس طالما اتكشفت خلاص.. مافيش فايدة من الهرب.

- تمام، بس على كده البواب بتاع الشقة يبقى...

- خد فلوس عشان يقول الكلمتين دول.

- طب والموظف بتاع الشركة؟

- لا ده كان البيه هو اللي جايبلها هدية عشان يصالحها بيها، ولما عرفت انها منه رمتها في الزبالة.

- هو فين صحيح؟.. قتلته ولا لسه؟

- مالحقتش.. للأسف مالحقتش.. هرب أول ماعرف بموت مريم.

- كويس انه هرب من القتل، بس هو أكيد مش هيهرب من العقاب لما يتمسك، وهيتحاكم بالقانون مش بالبلطجة والعنف.

اتنهدت وانا برجع بضهري في الكرسي وبعدين قولتله....

- يااااه، انت عملت كل ده عشان تخلص من بني ادمة خانتك؟!.. مش شايف إنه كتير، وانك كان ممكن تتطلقها أسهل.

- وتاخد حقها الشرعي زيها زي أي واحدة محترمة محافظة على شرف جوزها وعيالها، لا وكمان هتاخد مني حضانة الاولاد ويتربوا مع أم خاينة!

- طب ليه مابلغتش وخدت حقك بالقانون؟

- يافندم الحاجات دي مابتتحسبش وقتها بالهدوء ده.. وبعدين حتى لو بلغت كان هيحصل ايه يعني؟.. هتاخد سنتين سجن بالكتير؟.. وكمان لو انا مُت وهي في السجن هتخرج تورثني بعدها.

- هي غلطت لما خانت راجل كان محترم معاها ومحافظ عليها، وانت غلطت لما قتلتها واتحولت لمجرم وقاتل، وفي الاخر عيالكوا هم اللي هيدفعوا التمن طول حياتهم، القتل عمره ما كان حل.. لو كل واحد اتخان عمل زيك كده وخد حقه بدراعه هنبقى عايشين في غابة.. في حاجة اسمها قانون.

- خلي القانون يديني حل تاني وانا انفذه، خليه يضمنلي اني لوسيبتها مش هتاخد عيالي مني وتربيهم تربية قذرة زيها، خليه يحرمها من ورث الشخص اللي ممكن يكون مات من القهرة بسبب عملتها، خليه يغلظ العقوبة عشان هي واللي زيها يفكروا ١٠٠ مرة قبل ما يعملوا عملتهم دي.

- صدقني كان قدامك حلول كتير بس انت اخترت الحل الهمجي اللي هيشفي غليلك أسرع.

اتقبض على سوزي بعدها، والقضية اتحولت للمحكمة ولكن.. لم يتم الحكم فيها ولم ترفع الجلسة بعد.


تمت بحمد الله 


بقلم الكاتب: شادي اسماعيل



التنقل السريع