القائمة الرئيسية

الصفحات

 

حضرات السادة الأموات الجزء الثاني قصص رعب

بقلم الكاتبة: ليزا زغلول


أنا كنت بغرق، ومش عارفة أوصل للبر، ما ده كان طبيعي للوضع اللي كنت فيه، كل حاجة حواليا كانت ضلمة، حتى الإيدين اللي راهنت عليها انها هتشدني وتنقذني؛ فجأة اتسحبت وخذلتني، عارف انت إحساس إنك غريب في وسط ناس كتيرة، المفروض إنك عارفهم وهما كمان عارفينك، مهما حاولت تندمج بتفضل تايه ومش مرتاح، بس بتمثل إنك بخير وأمورك تمام وانت عكس كده خالص، أنا كنت كده وأكتر..

حكايتي كلها بدأت لما المشاكل في حياتنا زادت فجأة، تحديداً في الوقت اللي والدي رجع فيه مصر، وقرر يستقر ومايسافرش تاني، وقتها كان عندي 8 سنين، بدأت أصحى على مشاكل وخناقات مختلفة، كل يوم الوضع كان بيزيد سوء عن اللي قبله، أمي كان فيه أوقات بتستحمل عصبيته فيها، وتحاول تمتص غضبه، وأوقات تانية كانت بتنفجر في وشه، ويفضلوا يزعقوا قصاد بعض بالساعات كأنهم مش شايفيني، هما فعلاً في الوقت ده ماكنوش حاسين بوجودي، كنت بتعب من خناقتهم وتحديداً لما أبويا بدأ يمد ايده على أمي، في الأول اتدخلت وطلبت منه مايضربهاش، وكان جزاتي وقتها إني خدت الضرب مكانها..

طفلة عندها 8 سنين كانت بتنضرب بالحزام كتفريغ لشحنة غضب، جسمي الضعيف مااستحملش ده، لما كنت بلاقيهم بيتخانقوا كنت بجري أقفل عليا الباب، واستخبى تحت السرير، وفي آخر مرة استخبيت في الدولاب، وحصلي اختناق ونقلوني على المستشفى، حرفياً كنت هروح فيها بس ربنا ستر، شوفته يومها لما دخل الأوضة عليا، وقرب مني ومسك إيدي، جسمي كله كان بيتنفض، طبطب عليا وقالي...

-أنا آسف يا بنتي، معلش .

ماكنتش عارفة أرد، بمعنى أدق ماكنش عندي رد على كلامه، بس هو كمل كلامه وقال...

-انتي ماتعرفيش أنا مريت بإيه، وشوفت إيه عشان أبقى الشخص الهمجي اللي يمد ايده على بنته ومراته، أنا مش هقدر أسامح نفسي على اللي حصلك، بس أوعدك إن مهما كنت مضغوط مش هوصل للمرحلة دي تاني، سامحيني.

باس راسي، وبص لأمي بأسف، وساب الأوضة وخرج، وقتها ماما قامت قعدت جنبي، وخدتني في حضنها وفضلنا نعيط أنا وهي سوا، بعد شوية دخل بابا ومعاه خالي، واعتذر لأمي قدامه ووعدها إن دي آخر مرة هيمد عليها ايده، خالي كان مصدوم؛ لأن امي عمرها ما اشتكتله من بابا ولا حكيتله حاجة خالص، ولا قالت إن أبويا بيضربها، زعل من بابا إنه مد ايده على ماما، وزعل منها هي عشان سابته يهينها ويأذيها من غير ما تلجأ لأخوها سندها، أما أنا فبصلي بشفقة وقالي ...

-انتي المظلومة في الحكاية دي يا حبيبتي، بكره ربنا هيعوضك خير.

روحنا البيت بعدها، والدنيا مشيت كويسة كام يوم، لكن  في مرة كنت نايمة صحيت على صريخ أمي، صحيت مخضوضة، طلعت أجري على الصالة ماكنش فيه حد، الصوت كان جاي من الأوضة، قربت وأنا بدعي ربنا مايكونوش بيتخانقوا، وقفت  قدام الباب وسمعت أمي وهي بتترجاه يسيبها ومايموتهاش، كانت بتحلفه بغلاوتي عنده وهي بتبكي وتترجاه، لكن هو كان بيقولها ...

- انتي لازم تموتي، مش هدفع تمن غلط اختيار أمي، مش هفضل متعذب كده.

مافهمتش ساعتها كلامه، بس مسكت الأوكرة ولفيتها وفتحت الباب، وشوفت أبشع منظر ممكن عينيا تشوفه، أبويا كان بيخنق أمي، كنت واقفة مصدومة، جسمي كله بيتنفض، ماكنتش قادرة أتحرك، لكن صرخت فيه وقولتله...

-بااااااابااااا.

ساب ايده من على رقبتها وبصلي بخضة، أمي كانت بتكح ومش قادرة تاخد نفسها، وهو باصصلي ومش عارف يتكلم، جريت على أمي وخدتها في حضني، وهو حاول يطبطب عليا عشان كنت بعيط، بس أنا ساعتها زقيت ايده بعيد ودفنت راسي في حضن أمي، بص لنا بحزن وخد بعضه وخرج من الشقة..

كنت بعيط مش مصدقة إنها كان ممكن تموت وأتحرم منها بسببه، حاولت أبات معاها بس هي رفضت، سيبتها وخرجت من الأوضة، جريت على الصالة واتصلت برقم خالو اللي مكتوب في النوتة اللي جنب التليفون، وأول ما رد عليا قولتله...

-معلش يا خالو إني بتصل بيك بالليل متأخر كده، بس انت لازم تلحق ماما؛ لأن بابا كان بيخنقها وعاوز يموتها .

-طيب هي فين دلوقتي ؟

-جوه في أوضتها.

-وهو ؟

-خرج، ماعرفش راح فين.

-طيب ماتقوليش إنك كلمتيني، وأنا جاي حالاً يا حبيبتي ماتخافيش .

فضلت قاعدة ورا الباب في اليوم ده، خايفة يرجع ويقتلها، سمعت الباب بيخبط فاتخضيت بس كان صوت خالو جاي من بره، فتحتله بسرعة فدخل الشقة، وجري على أوضة ماما اللي كانت مستغربة اللي جابه في الوقت ده، حاولت تخبي عليه اللي حصل، لكن أنا وقفت وقولتلها ...

-انتي بتحبيه أكتر مني، بتكدبي عشانه وهو كان عاوز يقتلك ويحرمني منك.

فتحت دراعاتها وخدتني في حضنها، وفضلت تطبطب عليا وتحلفلي إنها ماعندهاش في حياتها أغلى مني، لما هديت خالص طلبت مني أسيبها تتكلم مع خالو شوية، وبعد ربع ساعة ندهت عليا وقالتلي...

-ادخلي لمي كتبك في شنطتك، وطلعي هدومك عشان هنسيب البيت .

أنا مسألتهاش هنروح فين، ماكنش مهم عندي، أنا بس كانت أمنيتي إنها تبقى كويسة بعيد عنه، سيبنا البيت وروحنا قعدنا عن خالي، وبعد فترة هو طلقها، والأيام عدت...

أنا كنت رافضة موضوع الارتباط والخطوبة والجواز، تقدر تقول اتعقدت، مابقتش بعرف أصدق في المشاعر والكلام ده، لحد أمي ما قررت تصارحني، وتحكيلي الحكاية كلها بدأت إزاي، وقالتلي....

-بلاش تظلمي أبوكي، هو مالوش ذنب في أي حاجة، هو زيه زيي وزيك ضحية .

-أبويا أنا ضحية! هو أنتي نسيتي ضربه فينا ؟ طب نسيتي لما كان بيخنقك وهيموتك ؟ طيب أنا لما قطعت النفس، وكنت هموت بسبب خوفي منه، جسمي اللي شبع ضرب بالحزام مكانك! كل ده وبتقولي إنه ضحية ؟ طيب إزاي!

-أيوه يا بنتي ضحية لأمه اللي رفضت تسيبه يتجوز البنت اللي كان بيحبها، وأجبرته يتجوزني، كان عايش معايا عشان أمه، وبعد ما ماتت كنتي انتي جيتي، وحاولنا نمشي أمورنا عشانك، وقولنا مسير الحياة بينا تظبط وننسى اللي عدى، بس العقل لو نسي القلب مابينساش، أبوكي حملني ذنب أمه، كل شوية كان بيتخانق معايا بسبب قلة حيلته، سافر يشتغل بره رغم إننا مرتاحين مادياً عشان ينسى، بس مانسيش ولما رجع كل ما كان بيبص في وشي كان بيفتكر كل اللي حصل، رغم كل السنين اللي عدت دي هو ماقدرش ينسى حبه .

-وانت اتجوزتيه ليه، وانتي عارفة إنه بيحب واحدة تانية؟

-أبوكي صارحني بعد كام شهر من الخطوبة، بس ساعتها ستك جتلي بيت أبويا، وقالتلي إن العشرة تغلب الحب، بس الحقيقة اللي الأيام ثبتتهالي إن الحب مافيش حاجة بتغلبه حتى الموت يا بنتي، اللي كان أبوكي بيحبها وصله خبر موتها يوم ما رجع وخنقني، ومع ذلك موتها ماشفعلوش إنه يبدأ حياة جديدة معانا .

-ريحي نفسك انتي مهما حاولتي تبرريلي تصرفاته، فأنا خلاص شيلته من حساباتي وكرهته.

سيبتها وروحت يومها أوضتي اللي في بيت خالي، أنا عارفة ان أمي بتحب أبويا، لو ماكنتش بتحبه ماكنتش صبرت عليه السنين دي كلها، وهي عارفة إن قلبه مع واحدة تانية، بس ملعون الحب اللي يهين صاحبه، بعدها بفترة وأنا في تالتة جامعة تحديداً أمي تعبت، وكانت الحاجة الوحيدة اللي نفسها فيها إنها تطمن عليا؛ لأنها عارفة ومتأكدة إني ماليش غيرها، كنت خايفة ومرعوبة من اليوم اللي هتحط فيه في الاختيار ده، ومش عارفة إزاي أرتبط ببني آدم احتمال يطلع كويس، واحتمال يطلع وحش، وفي كل الأحوال المجتمع اللي أنا عايشة فيه هيفرض عليا إني أكمل معاه حتى لو طلعنا مش متفقين في أي حاجة..

في الحقيقة فضلت مترددة فترة طويلة، لحد ما خالي جالنا في يوم زيارة مفاجأة، وقعد مع أمي وطلبي مني أحضر القعدة دي، طلب منها إيدي لابنه اللي مسافر برة، وقالها انه هياخدني معاه لو حبيت، وهيفتحلي مشروع خاص بيا، ومستحيل يعاملني زي والدي، وإنه لوعملي حاجة هيحاسبه، بس أنا قولتله...

-يا خالي أنت طول عمرك الضهر اللي بنتحامي فيه، بلاش تبقى السكينة اللي تتحط علي رقبتنا.

-ماتخافيش يا بنتي، أنا مستحيل أظلمك، أنا اللي مربيكي، انتي بنتي ولو أنا شاكك إن ابني مش هيسعدك، مستحيل إني أجي أفاتحكم في موضوع زي ده.

-طيب هو هينزل امتى ؟ أنا من حقي أقعد معاه وأشوف هيبقي فيه قبول الأول ولا لا ؟

-حقك طبعاً يا حبيبتي، هو هينزل كمان شهرين، ابقوا اتعرفوا علي بعض، ولو فيه نصيب اتخطبوا قبل ما يسافر إن شاء الله .

-إن شاء الله يا خالو.

سيبت خالي قاعد مع ماما، ودخلت أوضتي عشان أكمل مذاكرة؛ لأن امتحانات الميد تيرم كانت خلاص على الأبواب، وبدل ما أذاكر سرحت، وقعدت أفكر في ابن خالي اللي أنا ماشفتوش أصلا غير مرتين في حياتي كلها، ده أنا حتى مش فاكرة اسمه كان إيه، كنت بسأل نفسي .. هو أنا ممكن أتجوز واحد ماعرفهوش، وأعيش زي أمي وأكرر السيناريو اللي حصل معاها ؟

اللي كان مطمني شوية إن خالي عارف اللي مرينا بيه، وعمره ما هيرضالي بظلم، ولا هيجبر ابنه علي حاجة..

دخلت الامتحانات، والحمد لله ربنا كرمني، وفي آخر يوم امتحان ليا روحت البيت لقيت خالي ومراته وعياله عندنا، آخر زيارة زي دي كانت في عيد ميلادي وأنا عندي 6 سنين، طبعا أنا اللي مخليني فاكرة الكلام ده ألبوم الصور مش أكتر، قعدنا واتغدينا كلنا سوا، ونزلت أنا وهو نتمشى شوية، مش هنكر إنه كان شخصية هادية ومحترمة، بس أنا كنت خايفة، تجربة والدي ووالدتي اللي عيشتها معاهم دمرتني، وخلتني ماعنديش ثقة في أي حاجة في الحياة دي لا أشخاص ولا ظروف..

اتفقنا إن الخطوبة تبقى سنة، ولما ينزل نكتب كتابنا، ونعمل فرح على الضيق، ونروح نعمل عمرة، المفروض إن الفترة اللي بتبقى قبل الفرح كل بنت بتبقي طايرة من السعادة ومبسوطة، لكن أنا كنت متوترة وخايفة من كل يوم بيعدي، وبحس إني بتخنق أكتر والدنيا بتضيق بيا، حاولت أتأقلم علي الوضع الجديد ده أكتر من مرة، بس دايماً كنت بحس إن دي مش أنا، بقيت حاسة إني مسخ، أو آلة هما بيحركوها: اضحكي، روحي، تعالي..

حاجات كتيرة أوي لقيتني جزء منها ماكنتش حباها، قبل شهر من الفرح قعدت مع نفسي وحسمت كل حاجة، قررت أنهي الجوازة دي، وأقفل معاها معاناتي من قبل ما تبدأ، أنا كنت شايفاه ابن خالي وقريبي وبس، قعدت مع أمي وقولتلها...

-بصي يا أمي، انتي أقرب حد ليا، وأكيد حاسة بيا وعارفة اللي عيشته في حياتي، أنا مش عايزة أكمل في الجوازة دي، مش عايزة أرجع أندم .

-هو ابن خالك ضايقك في حاجة ؟ صدر منه حاجة؟

-لا خالص، هو محترم جداً، وأنا ماشوفتش منه حاجة وحشة، بس أنا مش عايزة أكمل، صدقيني مش هينفع.

-هو أنا حظي في أبوكي وفيكي كده، انتي طلعاله!

-أنا يا أمي؟!

-اه انتي أنانية زيه بالظبط، طبيعي ما انتي بنته هتطلعي لمين يعني!

-انتي ليه بتقولي كده ؟ ده أنا بنتك، انتي اللي ربتيني !

-عشان انتي وهو دايما بتفكروا في راحتكم، عمر ماحد فيكم بص على راحة اللي معاه، هو ماحاولش يحبني ولا يقبلني، وانتي قبل فرحك بكام أسبوع جاية تقوليلي مش عايزة أكمل، أقولك اعملي اللي يريحك، واعتبريني مت.

-بعيد الشر يا أمي، أنا بس...

-مش عايزة أسمع حاجة، أنا هروح أنام.

سابتني ودخلت الأوضة، كنت خايفة ومحتارة مش عارفة أعمل ايه، فضلت طول الليل أتقلب مش عارفة أنام، الصبح خالي جالنا ومعاه راجل غريب، وقعد معايا وقالي ...

أنا أمك حكتيلي كل حاجة، وأنا جبت شيخ يرقيكي، وإن شاء الله ربنا يطمن قلبك يا بنتي وتبقي كويسة، أكيد انتي محسودة.

قعدت قدام الشيخ ماتكلمتش، ومانطقتش بكلمة واحدة لحد ما رقاني وقالي...

-عليكي بالأذكار داومي عليها، هتمنع عنك أي عين يا بنتي .

-إن شاء الله.

حسيت إني باردة أوي وأنا برد عليه، كأني كنت حد تاني، مش هنكر إني هديت في الفترة دي، وسبت كل حاجة تمشي زي ما هي من غير ما أفكر..

لحد يوم الفرح روحت الفندق من الصبح بدري عشان أجهز، مسكت الفون واتصلت على أبويا...

-ألو..

-مين معايا؟

-معقول نسيت صوت بنتك؟

-معلش لسه صاحي من النوم، عايزة حاجة؟ خير؟ في العادة انتي مش بتتصلي بيا!

-أنا فرحي النهاردة .

-مبروك.

-هتحضر ؟

-هحضر إيه...؟ مش فاهم؟

-فرحي؟ هتحضر فرحي يا بابا؟

-لا .

-لا ليه يا بابا؟

-عشان كل ما بشوفك انتي وأمك قدامي بفتكر عمري اللي ضاع.

-هو أنا مش بنتك، من لحمك ودمك ؟

-انتي بنتها، لكن أنا لو عليا ماكنتش عايزك تيجي للدنيا.

-أنت مش ملاحظ إني ماليش ذنب، وانك بتيجي عليا.

-وأنا كان إيه ذنبي؟

-ولا حاجة، شكراً يا بابا .

قفلت التليفون وفضلت أعيط، صحابي وصلوا ولقوني منهارة، حاولت أتماسك وأكتم جوايا كالعادة، لحد ما خلصت كل التجهيزات، وفضلت قاعدة مستنية العريس، كل شوية كنت ببص لانعكاسي في المراية، وأقول لنفسي...

-عادي، بكره الدنيا تمشي وأتأقلم .

موبايلي رن، كان هو اللي بيتصل بيا، قالي: نص ساعة وأكون عندك، وفضل يعتذر لي كتير على التأخير، وهو كل اللي اتأخره أصلا عشر دقايق، قفلت معاه وطلعت وقفت في البلكونة، كل الناس دي فرحانة ومبسوطة ما عدا أنا، زي ما يكون عيد وأنا القربان اللي هيضحوا بيه عشان فرحتهم تكمل، في اللحظة دي عدى قدامي كل المواقف اللي كانت أمي بتتهان فيها، وبتتشتم وبتنضرب، الكدمات اللي كانت من سنين في جسمي فجأة وجعتني، كل حاجة كانت ضغطاني والدنيا بتلف بيا، صدقيني أنا دورت على حد جنبي يمدلي إيده وياخدني في حضنه؛ عشان يطبطب عليا ويطمني بس مالقتش، عشان كده قررت أنهي حياتي، ويمكن حتى دي فشلت فيها، الفرح باظ آه، والجوازة اتفشكلت بس أنقذوني، مش قادرة أنسى نظرة امي ليا لما فوقت في المستشفي، ماعرفتش أقعد معاها في البيت، فقررت أسيب البيت وأعتمد على نفسي وأشوف سكن ووظيفة، كان أسوأ حاجة حسيتها إن أمي وأبويا اتخلوا عني ...

أنا عايشة بس عشان ماخسرش اللي فاضل.

******

دلوقتي جه الوقت اللي لازم تعرفوا فيه أنا مين...

أنا ريم عصام دكتورة سابقاً وحاليا كول سنتر، ودي قصص حقيقية حصلت بالفعل مع بعض الناس اللي كلموني على الخط الساخن اللي بيقدم الدعم النفسي المناسب للأشخاص المقبلين على الانتحار، يمكن تستغربوا لما تعرفوا إن فيه قصة من القصتين بتوع النهاردة حصلت معايا أنا شخصياً، آه أنا حاولت انتحر بجد، وأكتر من مرة كمان، وفي الآخر قررت أبقى موجودة هنا بإرادتي؛ عشان أكون جنب كل واحد بيفكر ينتحر، يمكن أنجح في إني أقنعه يتمسك بالدنيا، وإن فيها حاجات كتيرة تستاهل يتمسك بيها، صدقني من واقع خبرتي أقدر أقولك...

- إن الحياة اللي احنا عايشينها دي بنحارب فيها، بيبقى فيه أمل إننا نتغير، لكن بعد الموت مابيبقاش فيه أي فرصة إن حاجة تتغير، دورك بيبقى انتهى وخلاص، ماتقدرش تصحح حاجة عملتها، ولا تعتذر لحد ظلمته، فنصيحتي ليك ماتستسلمش مهما شوفت ومر بيك، بلاش في لحظة ضعف تاخد قرار يضيع كل حاجة...

مهما اختلفت الظروف احنا في الآخر بشر.. استنوا قصص تانية كتير معانا...

 

تمت بحمد الله

بقلم الكاتبة: ليزا زغلول

 

 

التنقل السريع