
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
- سلاموا عليكوا.
- وعليكم السلام.
- ازيك يا أخينا عامل ايه؟
- الحمدلله اؤمرني.. اجيبلك ايه؟
- لا انا مش عايز انت اللي عايز؟
- انا اللي عايز!.. عايز ايه؟!.. مش فاهم قصدك؟
- اقعد وانا هفهمك.
******
قبل القعدة دي حياتي كانت ماشية تمام.. صحيح الرزق كان قليل بس كان بيكفيني انا وعيالي والحمدلله.. وبعدين كفاية راحة البال اللي كنت عايش فيها.. بس من بعد القعدة دي وانا حياتي ادمرت.. ومش حياتي انا وبس ده كمان حياة عيالي.. خليني احكيلك الحكاية من الأول...
انا اسمي سليمان، من قرية من قرى مصر.. جيت القاهرة من فترة يعني حوالي كام سنة كده، اشتريت حتت أرض وعملتها مشتل، الرزق ماكنش اللي هو، بس مستورة والحمدلله.. بقدر اصرف على بيتي وعيالي التلاتة.. ما انا عندي ولدين وبنت.. ماشاء الله الولد الكبير داخل الجامعة والبنت والواد التاني تؤام والاتنين في ثانوية عامة، المهم، الحال كان ماشي يوم اه ويوم لا.. لحد ما جِه اليوم المشؤوم اللي شوفت فيه جمال.. كنت قاعد في المشتل زي عادتي كل يوم، وفجأة لقيته داخل من البوابة، افتكرته زبون عادي قومت من على الكرسي عشان اشوفه عايز ايه.. قرب مني وهو بيبص حواليه وقال...
- سلاموا عليكوا.
- وعليكوا السلام.
- ازيك يا أخينا عامل ايه؟
- الحمدلله اؤمرني.. اجيبلك ايه؟
- لا انا مش عايز حاجة انت اللي عايز؟
- انا اللي عايز!.. عايز ايه؟!.. مش فاهم قصدك؟
- اقعد وانا هفهمك.
قعدت وانا ببصله باستغراب، بعدها قعد هو على الكرسي اللي قدامي وقالي...
- انا عارف إن الرِجل على المشتل بتاعك تقيلة.. وإن مكسبك يدوبك بيكفيك انت وعيالك بالعافية.
سكت ثواني وبعدين قولتله...
- مين قالك الكلام ده؟!.. الدنيا متيسرة والحمدلله.
ابتسم وهو بيقولي...
- الحمدلله.. بس انا عارف وجاي عشان خير لك صدقني.
- خير ايه ده؟
- انا عندي استعداد اخليك تكسب كل يوم فلوس قد كده.. والمشتل ده يشغي ناس.
بصتله باستغراب فخبط على رجلي وهو بيضحك...
- ماتستغربش.. الكلام ده حقيقي وهتشوفه بعينيك.. بس الخير ده كله هيبقى قصاده خدمة واحدة بس.
- خدمة ايه دي؟
لف وشه ناحية اخر المشتل وشاور بايده على حتة فاضية وقال...
- الحتة اللي هناك دي.. انا عايزك تأجرهالي.
- اجرهالك؟!.. هتعمل بها ايه؟
- هعمل بها ايه يعني!.. هزرعها أكيد.
- تزرعها!.
- ايوة.. بس ماتخافش مش هقطع عليك.. انا هزرعها حاجة خاصة بيا.
- حاجة ايه دي؟
- ابني اصله مريض والزرعة دي هي علاجه الوحيد.. انا دوخت عليها في البلد كلها مالقتهاش.. لحد ما واحد حبيبي جابلي حبة لعلاج الواد وكمان التئاوي بتاعتها من بره عشان ازرعها واعرف اديله بقيت الجرعات.. فانا كل اللي عايزه انك تسمحلي ازرعها في الحتة دي.. وهديك ايجار كمان.. قولت ايه؟
بصتله وبعدين بصيت للمكان اللي هو عايز يأجره.. بس لقيته بيقولي...
- ياعم انت خايف كده ليه؟.. هو انا هزرعها مخدرات؟.. وبعدين اقولك على حاجة.. انا مش عايز ازرعها دلوقتي.. انا هنفذ وعدي معاك الأول ولما تشوف الزباين بعينك وتمسك الفلوس بايدك ابقى اجرهالي.. هاه قولت ايه؟
العرض كان مغري.. بيني وبين نفسي قولت انا مش هخسر حاجة، واهو لو زرع حاجة كده ولا كده ابقى ابلغ عنه.. بصتله بعدها وقولتله...
- خلاص اتفقنا.
- اتفقنا.. اسيبك انا بقى واعدي عليك لما تشوف بنفسك.
- تمام.. صحيح هو انت اسمك ايه؟
- جمال.. اسمي جمال.
- ماشي يا جمال.. وانا سليمان.
سابني بعدها ومشي وانا فضلت سرحان في كلامه، بقى المشتل اللي بيدخله زبونين تلاتة كل فين وفين هيشغي ناس!.. بس الموضوع ده فيه إنَة.. ياعم لا إنة ولا حاجة ما الراجل قالك ابنه تعبان والزرعة دي فيها علاجه.. ايوة بس انا اول مرة اسمع عن حاجة زي دي.. وهو انت كنت هتسمع فين يعني؟!.. هو انت كنت حكيم قبل كده؟.. اللي فيه الخير يقدمه ربنا بقى انا خلاص كده كده اديت الراجل كلمة ولما نشوف هيحصل ايه.. مش يمكن يطلع راجل مياس.
عدا اليوم وروحت البيت، بس ماعرفش ليه ماجيبتش سرة لأم العيال؟.. مع إني متعود اقولها على أي حاجة مش مريحاني.. بس أول ما روحت حسيت دماغي تقيلة جدًا ونمت.. نمت حتى من غير ما أكل.
لما صحيت الصبح روحت المشتل، فتحت وقعدت على الكرسي زي كل يوم وانا ماليش نفس اشتغل.. بس بعد شوية لقيت واحد داخل وبيبص على المكان.. قومت اشوفه عايز ايه؟.. لقيته زبون، اشترى مني كمية حلوة، وبسعر حلو كمان، بعد ما مشي بصيت للفلوس وافتكرت كلام الراجل.. ده باينه الكلام بجد ولا ايه؟.. عينت الفلوس في جيبي وقعدت مكاني ومافيش ربع ساعة ولقيت زبون تاني داخل.. وبعده التالت في الرابع في الخامس.. وفضِلوا يهلوا واحد ورا التاني لحد اخر اليوم.. روحت يومها بفلوس كتير أوي.. كنت فرحان ماقدرش أنكر.. أول مرة من يوم ما فتحت امسك الفلوس دي.. لما دخلت البيت وقعدت مع مراتي لوحدنا طلعت الفلوس، أول ما شافتهم كانت هتتهبل وفضلت تسألني جيبتهم منين؟.. قولتلها إنه رزق ربنا بعتهولي.. وبرضه ماجيبتش سيرة جمال واتفاقي معاه.. نمنا يومها واحنا مبسوطين اخر إنبساط.. وتاني يوم روحت المشتل بس ماقعدتش.. ده انا قومت وضبته وظبطت الدنيا.. وفضِلت مستني الزباين.. ماعرفش ليه بقيت متأكد إنهم هييجوا هييجوا، وفعلًا جم، واليوم مشي زي اليوم اللي قبله، وروحت بفلوس أكتر، الغريبة إن كل الناس اللي كانت بتشتري مني كانت بتقولي إنها جاية من طرف جمال.. وبيقولولي إنه بيسلم عليا، شئ غريب جدًا طبعًا، بس بالنسبة لي مافكرتش كتير وكنت ببتسم وبقولهم يوصلوله سلامي.. ومروا اسبوعين وانا على الحال ده كل يوم الفلوس بتزيد والخير بيزيد.. لحد ما فجأة، لقيت جمال داخل المشتل.. قومت ومشيت ناحيته وانا مبتسم ورحبت به...
- ازيك يا جمال؟.. عامل ايه؟
- تمام.. انا مش محتاج اسألك انت عامل ايه؟.. لانه باين عليك.. الفرحة بتنط من وشك.. والزباين بقوا كتير.
- اه الحمدلله.. والله ببعتلك معاهم السلام.
- بيوصل.. قالولي.. وانا كنت عايز اجيلك من بدري بس ابني كان تعبان شوية.
- ماله كفالله الشر؟
- ما انا قولتلك انه تعبان والزرعة دي هي الوحيدة اللي بتريحه.
- طب وانت هتستنى لما الزرعة تطلع؟
- لا طبعًا.. هو عنده كمية منها بس قربت تخلص ويدوبك لو زرعناها دلوقتي تبدأ تطرح على ما اللي عنده يخلص.
- وماله انا موافق أجرلك الحتة اللي ورا.
- طب عال.. بس ليا شرط.
- شرط ايه ده؟
- الحتة اللي هاخدها ماحدش يهوب ناحيتها ولا حتى انت يا سليمان.. ماتقربش من الشجرة ولا تفكر تسقيها ولا تيجي جنبها.
- ماشي.. انا كده كده ماكنتش هقرب منها لإنها مش ملكي بس فهمني ليه؟
- هو النوع ده كده.. بيكبر لوحده ولو سقيته يموت.
- غريبة دي.. بس عمومًا اللي تشوفه الارض دي هتبقى ملكك طول فترة الإيجار تعمل فيها اللي انت عايزه.. بس اهم حاجة ماتبقاش حاجة ممنوعة.
- ماتقلقش يا سليمان.
- يبقى على خيرة الله.. تحب نكتب العقد إمتى؟
- لا من غير عقود.. انا واثق فيك.
بصراحة جملته قلقتني أكتر، بصيتله باستغراب وبعدين قولتله بهدوء...
- ماشي اللي يريحك.
- اقدر استلمها إمتى؟
- دلوقتي لو عايز.
- حلو.. عن إذنك.
- اتفضل.
سابني ومشي ناحية الأرض وبعدها شوفته وهو بيزرع التئاوي في وسط المنطقة اللي أجرها.. وبعد ما خلص قام ونفض ايديه وبعدين رجعلي تاني.. قرب مني وقال...
- انا خلصت وهمشي.. بس زي ما قولتلك يا سليمان بلاش حد يجي جنب المكان ده.. ودي أمانة في رقبتك.
- ماتقلقش يا جمال.. ماحدش هيجي جنبها.
- ماشي سلاموا عليكوا.
- وعليكم السلام.
بعد ما مشي كملت اليوم وخلصت ورجعت البيت.. بس ليلتها لما نمت شوفت حلم غريب...
كنت واقف في وسط الحتة اللي أجرها مني جمال.. وببص على الأرض.. وفجأة شوفت زي ما تكون الأرض بتتشقق شقوق كبيرة، وبيطلع منها رووس كتير.. لكن مش رووس بني آدمين، لا.. دي حاجة شبهها، بس لونها أسود غامق.. رجعت لورا خطوتين من الخوف.. وفضِلت أبص عليها.. الرووس دي كانت لسه بتطلع من الأرض.. لحد ما في الاخر خرجت وبدأت تتحول لجزوع الشجرة، كانت بتتحول بسرعة والشجرة بتكبر بشكل غريب.. جريت لورا وانا مرعوب، بس فجأة سمعت صوت همس خارج من الشجرة، لا.. ماكنش صوت واحد دول كانوا أصوات كتير.. حطيت ايدي على ودني عشان ماسمعش الصوت، وخرجت جري من المشتل.
******
قومت من النوم مفزوع.. حطيت ايدي على صدري وانا بتشاهد "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله" "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ماعرفتش انام تاني والصوت فضِل يرن في ودني.. لحد ما النهار طلع ونزلت على المشتل.. أول ما دخلت حسيت بإحساس غريب.. زي ما يكون في حد معايا في المكان.. والسما كانت مغيمة كإن الدنيا ليل.. مع إن النور في الشارع برة، والسما صافية.. سميت الله ومشيت جوة المشتل.. روحت ناحية حتة الارض اللي أجرها جمال.. وهنا اتصدمت من اللي شوفته، التئاوي اللي زرعها إمبارح نبتت وطلع منها جزء كبير على وش الأرض.. معقولة في يوم واحد!.. إزاي ده؟!.. وقتها جِه في دماغي الحلم، بصيت على الجذع بس كان طبيعي مافيهوش حاجة.. ماعرفتش اعمل ايه وقررت ارجع واشوف شغلي، ما انا أول مرة اشوف زرعة بالمنظر ده وكمان بتنبِت في ليلة واحدة.. بدأت أشوف شغلي والزباين كانوا زي ما هم واليوم خلص وروحت.. بس موضوع الزرعة كان لسه شاغلني لدرجة إني قعدت وسط العيال سرحان لحد ما فوقت على صوت الواد مهران ابني الكبير بيقولي...
- بابا.. انا عايز انزل معاك المشتل بكرة.
بصتله باستغراب...
- اشمعنا يعني؟
- ما انا خلاص خلصت امتحانات زي ما انت قولت واديني داخل الجامعة.
- وهي النتيجة لسه ظهرت.. لما النتيجة تظهر وافرح بيك نبقى نشوف الموضوع ده.
- ايوة يا بابا بس انا مش فاهم انت ليه مش عايزني انزل معاك؟
- كده.. انت مكانك مش هناك، انا عاييزك تركز في مذكرتك وفي مستقبلك، وتطلع دكتور زي ما اتفقنا.
- ما انا مركز وهدخل طب إن شاء الله.. بس إحنا دلوقتي في الاجازة وانا مش لاقي حاجة اعملها.
- هات كتب وذاكر.
- اذاكر ايه؟
- ذاكر الكلية اللي انت داخلها.. هات كتب من بتوع الطب واقعد اقرى فيهم اهو لما تدخل تبقى عارف المنهج بيتكلم عن ايه.
- ايه يا بابا ده، انا هذاكر في الاجازة كمان!.
- خلاص ما تذاكرش بس برضه مش هتنزل المشتل.
ساعتها ردت عليا نظيمة أم العيال وسألتني باستغراب...
- انا مش عارفة انت ليه رافض تنزلهم المشتل؟
- ما انا قولتلك قبل كده.. ولا انتِ بتنسي؟.
- ما انا مش مقتنعة بكلامك.. العيال لازم يدوقوا الشغل عشان يعرفوا إن الفلوس مابتجيش بالساهل.. ويقدروا يعرفوا قيمة القرش.
- يمكن معاكِ حق.. بس تعالي بقى شوفي لو العيال دي القرش جري في ايدها.. تفتكري هيركزوا في علام ولا مذاكرة.. أكيد لا طبعًا كل واحد فيهم هيركز في الفلوس.. وانا مش عايزهم يركزوا غير في مستقبلهم.
- وفيها ايه لما يركزوا في مذاكرتهم وقت الدراسة ويركزوا في الشغل في الاجازة؟
- تاني يا نظيمة.. ما انا قولتلك العيال لو مسكوا قرش في الاجازة لما يرجعوا الدراسة مش هيركزوا وعقلهم هيبقى في الفلوس اللي كانوا بيقبضوها وقت الاجازة وواحدة واحدة هيكرهوا التعليم.. ويحبوا الفلوس.
- وماله يا اخويا وهي الفلوس حاجة وحشة؟!.
- لا حول ولا قوة إلا بالله.. وماله إزاي يا ولية!.. هو لما العيال كلها تخرج من المدرسة وكلهم يبقوا اصحاب مهن حرة.. تقدري تقوليلي بقى مين هيعالجهم لما يمرضوا ولا مين هيجيب حق المظلوم فيهم، ولا مين هيبيلهم بيوتهم ولا تاريخهم.. تقدري تقوليلي هيحافظوا على تاريخهم إزاي وهم مايعرفوش عنه حاجة؟.. وغيره وغيره.
بصتلي شوية وبعدين قالت...
- يالهوي كل ده من يومين الأجازة اللي الواد هيشتغلهم!.
- اه شوفتي بقى الموضوع يبان سهل بس في الحقيقة هو خطر جدًا.
- طب ياخويا اللي تشوفه.. وانت ياض يا مهران اسمع كلام أبوك انا عايزة افرح بيك واقول الدكتور راح الدكتور جِه.
ضحكت على كلامها.. ماهو مافيش فايدة، يعني حتى لما اتمنت ابنها يدخل طب بتتمنى كده عشان بس تقول الدكتور راح والدكتور جِه.. سيتهم بعدها ودخلت نمت.
******
كنت واقف قدام نفس الشجرة.. كانت كبيرة جدًا، وجذعها ضخم، رفعت راسي لفوق عشان اشوف أخرها، ماكنتش قادر أوصله، الورق كتير، والشجرة عالية وكبيرة، وفجأة في وسط الجذع في حاجة ظهرت، لما دققت النظر لقيتها صورة كيان، كيان شكله مرعب، قربت أكتر عشان اتأكد من اللي شوفته بس في اللحظة دي حسيت كإن الصورة اتجسمت والكيان ده صرخ بأعلى صوته، رجعت لورا بفزع بس وقتها سمعت صرخات كتير والشجرة بدأت تتهز، رفعت راسي لفوق شوفت الفروع كل فرع نازل منه راس متعلقة في الهوا، وكل راس منهم بتصرخ بأعلى صوتها.. لفيت وشي وجريت، بس وانا بجري وقعت على الأرض وساعتها حسيت بالطين بيلزق في وشي، رفعت وشي من على الأرض وسندت بايدي عشان اقوم لقيت ايدي هي كمان غارزة في الطين، بصيت حواليا وشوفت زرع المشتل كله ميت.
******
لما فوقت لقيت النهار طالع، عيرت هدومي ونزلت بسرعة على المشتل.. كان جوايا إحساس مخيف وكان لازم اتأكد منه، أول ما وصلت المشتل دخلت جري ناحية الشجرة وساعتها اتأكدت من إحساسي.. الشجرة كانت كبيرة بنفس المنظر اللي شوفته في الحلم.. إزاي وإمتى كبرت بالحجم ده؟.. انا لازم اخلص من الشجرة دي.. بس جمال لازم يعرف، ايوة أول ما يجي هقوله يشيلها ولا يقلعها ولا يعمل فيها اللي يعمله، المهم ماتبقاش موجودة في المشتل.. طب ماهو ساعتها الفلوس اللي بتكسبها دي هتروح.. مش مهم، المهم اخلص من الكابوس ده، بقى هتضحي بالفلوس دي كلها عشان خاطر كابوس شوفته، لا انا مش مرتاح للشجرة دي.. ومافيش شجر بيكبر كده!.. دخل زبون ونده عليا.. مشيت ناحيته ووقتها لقيته بيقولي...
- جمال باعتلك معايا السلام.
- هو فين؟.. انا عايز اشوفه.
- هو في بيته.
- وبيته فين بقى؟
- قريب من هنا.. لو عايز تشوفه انا هقوله.
- لا قولي مكانه فين؟
- ماشي هقولك بس هاتلي الأول.. الزرعة دي.
شاور على أصرية زرع ورايا.. لفيت عشان اجيبهاله، بس لما لفيت وشي ناحيته كان اختفى!.. راح فين ده؟.. بس قبل ما افكر في إجابة لقيت واحد داخل من الباب وبيقول...
- ازيك يا سليمان؟
- جمال!
اصريت الزرع وقعت من ايدي وانا ببص على باب المشتل.. نزل السلمتين اللي قدام الباب وقرب مني وبعدين بص على الزرعة اللي في الأرض قبل ما يقولي باستغراب...
- مالك مخضوض كده ليه؟
- انت.. انت.. إزاي؟
ضحك وهو بيقولي...
- يعني ايه انا إزاي؟
بلعت ريقي بصعوبة وانا بحاول اتمالك اعصابي وسألته...
- قصدي.. جيت إزاي بالسرعة دي؟
- سرعة ايه؟.. انا مش فاهم حاجة.
- كان في واحد واقف هنا د\لوقتي.. طلبت منه عنوانك ولما لفيت عشان اجيبله الزرعة اللي هو عايزه لفيت مالقتوش!.
- طب وايه علاقة ده بيا؟
- عندك حق مالوش علاقة.. الصدفة بس هي اللي خضتني.
- اه ممكن صدفة بتحصل ساعات.. انا كده كده كنت جاي النهاردة عشان اشوف الشجرة وصلت لإيه؟
- ايوة الشجرة.. بس بقى يا عم جمال.. بصراحة كده انا عايزك تشيل الشجرة دي من هنا.
وشه اتغير وقالي بحدة...
- ليه؟.. ات رجعت في اتفاقك ولا ايه؟
- انا مارجعتش في اتفاقي.. بس انا مش عارف الشجرة دي ايه؟.. وبعدين هو في شجرة بتكبر كده في يومين؟
قولتله الجملة دي وانا بلف وشي ناحية الشجرة، واستنيت رده بس لقيته حط ايده على كتفي وقرب قبل ما يقولي...
- بص يا سليمان.. احنا اتفقنا إن انت مالكش دعوة بالشجرة دي ولا تيجي جنبها.. بس انا مقدر اللي انت فيه وعشان كده هريحك.. الشجرة دي نوعها نادر زي ما قولتلك عشان كده انت اكيد ماسمعتش عنه قبل كده.. فمش هتعرف إذا كانت بتكبر بسرعة ولا ببطء.. بس هي فعلًا بتكبر بسرعة جدًا.
- معقولة في حاجة كده؟
- ايوة فيه وعشان اطمنك.. تعالى معايا.
مشي ناحية الشجرة وانا مشيت وراه، كنت حاسس بخوف رهيب، مش عارف ليه؟.. اما جمال فقرب من الشجرة ووقف قدامها بعدها بص لي وابتسم قبل ما يمد ايده ناحية فرع من فروعه ويقطف منه كام ورقة.. لف بعدها وبنفس الابتسامة بص لي وقالي...
- شوفت بقى ماحصلش حاجة.. الشجرة زيها زي أي شجرة.. انت بس اللي مقلق نفسك.
- يمكن يكون عندك حق.
- طيب انا خدت الأوراق اللي محتاجها عشان علاج ابني.. وكمان كام يوم هاجي تاني ابص عليها واخد ورقتين كمان.. بس اياك تقرب منها يا سليمان.
- ياعم اقرب منها ايه هو انا ناقص.
- تمام.. سلاموا عليكوا.
- وعليكم السلام.
سابني ومشي.. فضِلت ابص عليه لحد ما خرج من المشتل.. بعدها لفيت وشي وبصيت للشجرة من تاني.. حسيت بقبضة في صدري.. بعِدت عنها بسرعة وروحت اشوف شغلي.
طول اليوم كنت شغال بس عقلي بيفكر في الشجرة، وكل شوية أبص عليها وعلى فروعها اللي كبرت وطرحت بسرعة غريبة، لحد ما الليل دخل، ومع دخلة الليل الرِجل خفت على المشتل، وانا بدأت أحس بالتعب، عشان كده قعدت على كنبة خشب عندي عليها مرتبة صغيرة كده ومددت ضهري عليها، كنت باصص في السما، كانت صافية والقمر منور كإنه بدر والنجوم ظاهرة، ومع نسمة الهوا اللي بدأت تلعب براسي حسيت إني بنام، غمضت عيني بس فجأة حسيت كإن الدنيا ضلمت، فتحت عيني ببطء وساعتها شوفت عين حمرا فوق راسي، اتجمدت في مكاني وحاولت اغمض لكن ماقدرتش، بدأت اركز في الوش، ماكنش له ملامح، عين مجوفة خارج منها ضوء أحمر مع وش ممسوح، حاولت اقوم بس حسيت كإني متكتف، والوش ده بدأ يقرب من وشي، صرخت بس صوتي ماطلعش، فضِل يقرب أكتر لحد ما انفاسه بقت في أنفاسي.. كان نفسه سخن زي النار، وساعتها حسيت ايده بتلف حوالين رقبتي، بدأت اتخنق، كنت بهز راسي يمين وشمال، بحاول اصرخ بس مش عارف، روحي بتروح مني، بيضغط بايده حوالين رقبتي بكل قوته، غمضت عيني واستسلمت للموت...
- بابا.. بابا.. فوق يابابا.
(صوت شهقة).
اتعدلت في قعدتي لقيت الشجرة في وشي.. حطيت ايدي حوالين رقبتي وانا بتأكد إني لسه عايش.. بعدها بصيت جنبي لقيت مهران ابني واقف وبيبصلي باستغراب.. سألته وانا بحاول أخد نفسي...
- ايه اللي جابك هنا يا مهران؟
- الساعة 12 بالليل وأمي قلقت عليك.. قالتلي أجي اشوفك لسه هنا ولا روحت فين.
- الساعة 12 إزاي ده؟!.
بصيت في ساعتي لقيت الساعة 12 فعلًا.. انا فاكر إني نمت على الساعة 8 معقولة كل ده نايم وماحستش؟!.. بصيت على الشجرة وساعتها حسيت بحاجة غريبة واقفة قدامها.. ركزت بنظري أكتر وشوفته، هو اللي كان في الحلم.. مسكت ايد مهران وانا بقوم وقولتله...
- يلا بينا يا مهران.. يلا بينا عشان نروح يابني.
بص ناحية الشجرة وهو بيسألني...
- انت زرعت الشجرة دي إمتى يا بابا؟
لفيت وشه وانا بقوله...
- ماتسالش على حاجة مالكش دعوة بيها.. وماتبصش هناك.. يلا بينا.
خدت مهران وروحنا البيت وهناك قولت لنظيمة إني راحت عليا نومة، وماحسيتش بالوقت، وبعد ما اطمنت وهديت قولتلها تعملي شاي.. وفضِلت قاعد في البلكونة ليلتها سرحان ماجليش نوم تاني.. نظيمة جابت الشاي وقعدت جنبي حاولت تعرف ايه اللي بيحصل معايا.. بس انا محكيتلهاش.. ماحبيتش ادخلها في الموضوع ده لإني مش مطمن له.. شوية وسابتني ودخلت تنام.. اما انا فقضيت الليلة دي في البلكونة صاحي لحد الصبح.
لما قامت من النوم لقتني قاعد مكاني قلقت أكتر وسالتني...
- مالك يا ابو مهران؟
- مافيش يا نظيمة.
- مافيش إزاي؟.. ده انت قاعد مكانك من ليلة إمبارح.
- بالي مشغول شوية.
- مشغول بإيه؟
- مافيش حاجة يا نظيمة اطمني.. موضوع كده في الشغل وهحله إن شاء الله.
- موضوع إيه ده؟.. انت من إمتى بتخبي عني حاجة يا اخويا؟
- مش بخبي يا نظيمة بس مش وقته لما اخلص من الموضوع هبقى اقعد على رواقة واحكيلك.
- ماشي اللي تشوفه.. انا هدخل احضرلك الفطار.. انت ماكلتش من إمبارح.
- لا ماليش نفس، اعمليلي فنجان قهوة.
- لا هعملك تاكل وبعدين ابقى اعملك القهوة.
ماردتش عليها، بصتلي شوية وبعدين دخلت تعمل الفطار.. بعد الأكل شربت قهوتي ونزلت المشتل، بصراحة كنت خايف اقعد لوحدي وعشان كده وانا رايح اتصلت بواحد صاحبي جارنا، راجل على المعاش، بيصحى بدري ومتعود دايمًا يعدي عليا كل فترة، يقعد معايا شوية، كلمته وقولتله يعدي عليا ضروري، وصلت المشتل فتحت بس خدت الكرسي وقعدت بره، وبعد نص ساعة لقيت صاحبي ده جاي.. قومت وقفت وسلمت عليه...
- ازيك يا استاذ رضا؟
- ازيك انت يا سليمان؟.. عامل ايه؟
- الحمدلله.. انت اخبارك ايه؟
- كله تمام والله.. انت قاعد بره ليه؟.. حد يسيب الزرع والورود ويطلع يقعد في دخنة الشكمانات وزحمة الشارع!.. تعالى يا راجل نقعد جوة نشم شوية هوا نضاف.
- لا.
بص لي باستغراب.. ارتبكت وماكنتش عارف اقوله ايه، هو اللي اتكلم بقلق وقالي...
- في ايه يا سليمان مالك؟.. انا مش مرتاح من ساعة ما طلبت مني اجيلك بدري كده، بس دلوقتي انا متأكد إن في حاجة.. مالك؟
اتنهدت وانا بقوله...
- انا في مصيبة يا استاذ رضا ومش عارف اخرج منها إزاي؟
- مصيبة ايه يا سليمان؟
- تعالى معايا وشوف بنفسك.
دخلت من باب المشتل وهو دخل ورايا.. وساعتها شاورتله على الشجرة، وقف قدامها مذهول وسألني...
- الشجرة دي طلعت إمتى؟!.. انا ماشوفتهاش الإسبوع اللي فات.
- هي دي المصيبة اللي حلت عليا.
- فهمني أكتر.
قعدت حكيلته اللي حصل من ساعة ما قابلت جمال لحد اللحظة اللي بكلمه فيها.. كان بيسمعني وهو مصدوم، وبعد ما خلصت قالي...
- اللي انت بتحكيه ده مش طبيعي.. انت تعرف جمال ده ساكن فين؟
- لا.
- طب تعرف اسمه جمال ايه؟
- لا.
- هو ايه اللي لا.. انت إزاي تدخل واحد غريب ماتعرفش أصله ولا فصله وتخليه يزرع في أرضك؟!.
- مش عارف.. ده اللي حصل.. ودلوقتي انا مش عارف اعمل ايه؟
- احنا أول حاجة لازم نعرف الشجرة دي شجرة إيه؟.. لإني مش مرتاح وحاسس بحاجة غريبة وراها.
- طب وهنعرف إزاي؟
- صورها بموبايلك.
- انا موبايلي مابيصورش.. ما انت عارف يا استاذ رضا انا يدوب بفك الخط بالعافية.
- طب استنى انا هصورها وابعتها لعمرو ابني يشوفلنا بتاعت ايه؟
- ياريت.
خرج موبايله وصورها وبعدين قالي...
- انا بعت الصورة لعمرو وقولتله يدورلي على النت ويعرف شجرة ايه دي.
- ربنا يكرمه ويعتر فيها.
- ماتقلقش كل حاجة موجودة على النت دلوقتي.. تعالى نقعد لحد ما يرد علينا.
- اتفضل.
قعدنا على كرسين بره المشتل وفضِلنا مستنين يجي حوالي ساعة لحد ما فجأة تليفونه رن.. رد على المكاملة ولقيت وشه بدأ يحمر وملامحه اتغيرت.. قلقت أول ما بص لي بغضب، وبعد ما قفل الخط سألته...
- ايه؟!.. طلعت شجرة ايه؟
- والله ما انا عارف اقول عليك ايه يا سليمان؟!.. انت عارف يابني آدم انت الشجرة المزروعة في المشتل بتاعك دي شجرة ايه؟
- شجرة ايه؟
- دي شجرة نادرة جدًا.. والشجرة دي مابتتزرعش لإن الجن بيعيش عليها.
- ايه!.. بيعيش عليها إزاي؟
- الدجالين بيستخدموا ورق الشجر ده في السحر والأعمال لإنها زرعة شيطاني والجن بيسكنها دايمًا.
- يانهار أبيض.. انا لازم اخلص من الشجرة دي حالًا.
مسكت البلطة وبدأت اضرب في جذع الشجرة، فضِلت اضرب واضرب.. وفجأة الدنيا غيمت.. وحسيت بسحابة سودة فوق راسي.. بصيت للسما وبعدها تبت بايدي على البلطة ونزلت بيها على جذع الشجرة.. كنت سامع صوتهم في وداني.. بيصرخوا بغضب.. بيستحلفولي.. كملت ضرب في الشجرة.. لكن فجأة حسيت بايد بتمسك دراعي، لفيت وشي وساعتها شوفته، كان بيبصلي وعينيه بتطق شرار.. ايه ده استاذ رضا!.. وشه أحمر وبدأ يتحول لحد ما بقى على هيئة الكيان اللي بشوفه في الحلم، لوى دراعي جامد.. سيبت البلطة من ايدي.. وصرخت، بعدها سمعت صوت عضم ايدي وهو بيتكسر.. صرخت أكتر.. وفي اللحظة دي النار مسكت في المكان كله.. المشتل كان بيتحرق قدام عينيا.. الكيان اختفى وانا وقعت على الأرض.. اتجمدت في مكاني لحد ما سمعت صوت ورق الشجرة بيتحرق ورايا.. لفيت وشي وساعتها شوفت النار بتاكلها بسرعة رهيبة.. كنت شايف وشوشهم في كل فرع.. وشايف وشه في الجذع، الكيان المرعب.. قومت وانا ماسك دراعي المكسور وخرجت جري على برة، وقدام المشتل كانوا الناس متجمعين وبيحاولوا يطفوا الحريقة بس ماقدروش، النار كلت كل حاجة.
******
أول ما سليمان وصل للجملة دي بص لي وقالي...
- ومن يومها ياعم الشيخ وحياتي مدمرة.. مش عارف أعيش.. الكيان ده مش بيسيبني.. لا في حلم ولا في حقيقة.. ودايمًا بيهددني إنه هينتقم مني.
إبتسمت في وشه وسألته...
- وانت خايف منه؟
رد عليا بتأكيد...
- ايوة طبعًا.
- ليه؟
ارتبك قبل ما يقولي...
- يعني ايه ليه يا عم الشيخ؟
- السؤال واضح.. خايف منه ليه؟
- عشان.. عشان مش عارف هو ممكن يعمل فيا ايه؟
- ولا عشان نقضت عهدك معاه؟
وشه اتغير وبص لي بشك قبل ما يسألني...
- انت.. انت قصدك ايه؟
- انت عارف قصدي كويس يا سليمان.. حكايتك دي كلها كدب.. لا في حد اسمه جمال عنده ابن عيان وزرع الشجرة عشان يعالجه ولا في حاجة من دي صح.. قولي الحقيقة عشان اقدر اساعدك.
سِكت شوية وبعدين قالي...
- مش هيسيبني في حالي.
- ماتخافش.. ربنا معانا.
- انا هحكيلك الحقيقة.. فعلًا مافيش جمال أو في بس انا كنت عارف من الاول.. الحال كان نايم والمصاريف زادت عليا، وحِمل العيال تِقِل وماكنتش عارف اعمل ايه.. وفي يوم كنت قاعد مع واحد من أصحابي كان عنده نفس مشكلتي، وفجأة ظهرت عليه النعمة، سألته عن السر، وقالي على واحد راحله عمله حاجة ومن ساعتها والزباين بقوا عليه بالطوابير.. طلبت منه اسم الراجل ده وعنوانه، روحتله وهو اللي طلب مني ازرع الشجرة دي، وقالي بعدها الناس هيبقوا عليا بالكوم، وفعلًا زرعتها، بس من ساعة ما رميت التئاوي بتاعتها وانا بدأت أشوف كوابيس.. كوابيس ما بتنتهيش.. حاولت اعدي واعمل نفسي مش واخد بالي، بس مافيش فايدة، روحت للراجل ده وقولتله خلاص كفاية.. مش عايز الموضوع ده تاني.. بس اتفاجئت به بيقولي انه مش بمزاجي، ده عهد ولازم اكمله لأخره، كنت هتجنن، كل اللي قدرت عليه اني ارضى بالأمر الواقع وابعد عيالي عن الموضوع ده خالص.. لحد ما في يوم لقيت مهران ابني بيقولي إنه بيشوف حاجات غريبة في البيت.. ساعتها عرفت إنه بيهددني بعيالي.. وانا كله الا عيالي.. نزلت يومها وانا مقرر اقطع الشجرة وزي ما تيجي بقى.. بس أول ما بدأت اقطعها حصل اللي حصل.. انا عارف إني غلطت بس دلوقتي مش عارف اعمل ايه عشان اخلص من اللي انا فيه؟.
- ده مش غلط بسيط.. انت اشركت بالله.. اعترضت على رزقك وبدل ما تدور إزاي تطور من نفسك ومن شغلك وبضاعتك.. استسهلت وروحت تدور على دجال فاكر إن رزقك بإيده.. ودي النهاية الطبيعية للي انت عملته.. قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتْ النَّارُ أَوْلَى بِهِ).. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إحمد ربك يابني إن المشتل اتحرق في الدنيا بدل ما كنت تتحرق جواه في الآخرة.. واحمده إنه ادالك فرصة تانية عشان تتوب وترجع عن اللي عملته والشرك اللي اشركته.. أما الشيطان اللي بتشوفه في كوابيسك فطول ما انت قريب من ربنا وبتعبده وراضي باللي كتبهولك فصدقني هيبعد عنك ومش هيقدر يأذيك أبدًا.. قوم اتوضى وصلي ركعتين توبة لله وادعيله يتوب عليك ويهديك ويصلح حالك.. وماتخافش أبدًا طول ما ربنا معاك.
اتنهد سليمان والدموع في عينيه بعدها قام اتوضى وصلى، وبعد شهر تقريبًا عديت من قدام المشتل بتاعه، واطمنت إنه الحمدلله اشتغل وربنا فتحها عليه من الحلال والشيطان اللي كان بيطارده مابقاش بيظهرله.. بس حذرته ياخد باله لإنه مش معنى إنه مابقاش بيشوفه، إنه مش قاعد مستنيه يبعد تاني عشان يستفرد به.
تمت بحمد الله
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل.