القائمة الرئيسية

الصفحات


فندق السعادة قصص رعب

 بقلم الكاتب: شادي إسماعيل 


- بص يا عمر في قصر هناك أهو.

- هناك فين؟.. انا مش شايف حاجة.

- يابني قدامك اهو.. اللي في لمبة منورة هناك ده.

بصيت في الإتجاه اللي بيشاور عليه زياد وساعتها شوفت لمبة منورة فعلًا بس ماكنتش قادر اشوف القصر اللي بيقول عليه.. كل اللي شايفه اللمبة دي، يمكن عشان نظري ضعيف، أو يمكن عشان الدنيا ضلمة كحل.. مش عارف بس قررت امشي في الاتجاه اللي شاور عليه.. وبعد خمس دقايق تقريبًا وصلنا، فعلًا طلع قصر زي ما زياد قال بس الغريبة إنه كان في يافتة صغيرة فوق الباب مكتوب عليها فندق السعادة، بصيت على اليافطة باستغراب وبعدين سألت زياد...

- هو ده فندق ولا قصر ولا ايه بالظبط؟

- ياعم هتلاقيه فندق واتقلب قصر.. عادي بتحصل.

- صح انا سمعت حاجة زي دي قبل كده.

- طب يلا بينا ندخل عشان انا هموت وانام.

- عندك حق، انا كمان عايز انام اليوم كان مرهق وطويل.

قفلت العربية كويس وبعدها دخلنا من باب القصر أو الفندق، أول حاجة لاحظتها إن الإضاءة كانت خافتة جدًا، ولونها مش مريح، عارف اللون الأصفر الباهت أو بيج قافل.. هو ده لون الإضاءة واللي أصلًا كانت جاية من مصدر واحد بس.. النجفة اللي في نص صالة القصر.. وعلى اليمين كان الريسيبشن، وده زيه زي أي فندق قديم، كان عبارة عن كونتر خشب بالعرض ووراه كراسي وعلى الحيطة مفاتيح الأوض، بس ماكنش في حد ورا الكونتر، دورت على الجرس عشان انبه الموظف إن في حد بره، لكن الجرس ماكنش موجود!.. غريبة دي، بصيت حواليا يمين وشمال.. ماشوفتش حد، ساعتها قال زياد...

- ايه المكان الغريب ده؟.. فين الناس اللي هنا؟

- مش عارف!.. ننده بقى وخلاص.

صقفت بايدي جامد وانا بزعق...

- ياللي هنا.. انتوا يا جماعة.

مسك زياد ايدي وهو بيضحك وقالي...

- انت بتعمل ياعم عمر؟!

- هعمل يعني بنده عليهم.

- على مين ياعم؟.. بقولك ايه تعالى نقعد على الكراسي دي لحد ما حد فيهم يجي.

لف وشه ومشي ناحية الأنتريه اللي كان على شمال الباب قصاد الريسيبشن.. وانا مشيت وراه وعلى كتفي شنطة كتف صغيرة فيها هدومي.. قعدنا احنا الاتنين قصاد بعض وساعتها قال زياد...

- اااااه.. الواحد عنده استعداد ينام هنا دلوقتي حالًا.

- ومين سمعك.. انا مش عارف بتوع الريسيبشن راحوا فين؟

 - هتلاقيهم ناموا.. الساعة دلوقتي داخلة على 12 بالليل.

- ناموا!.. هو في حاجة اسمها كده؟

- يابني المكان ده في حتة مقطوعة.. يعني اكيد مش بيجيلهم زباين غير بالصدفة زينا كده.

- طب هنعمل ايه يا فالح لو ماحدش خرج؟

- هننام هنا زي ما احنا كده، هنعمل ايه يعني؟!.

- والله انت...

وقفت عن الكلام فجأة لما لمحت بطرف عيني حد واقف عند الريسيبشن.. لفيت وشي وساعتها اتأكدت.. كان في واحد واقف ورا الكونتر ومركز في حاجة انا مش شايفها.. بصيت لزياد وقولتله...

- اهو ظهر اهو.

رد عليا وهو لسه مريح في الكرسي...

- هو مين؟

- موظف الإستقبال واقف ورا الكونتر اهو.

عدل جسمه وبص عليه وبعدين قالي...

- طب يلا بينا نروحله ونحجز الأوضة عشان نطلع ننام.

قومنا احنا الاتنين وكل واحد فينا خد شنطته على كتفه ومشينا ناحية الريسيبشن.. قربنا من الكونتر وساعتها رفع الموظف وشه ناحيتنا وابتسم.. ابتسامته كانت غريبة.. مش عارف اشرحهالك ازاي!.. بس كل اللي اقدر اقوله انها ماكنتش ابتسامة مريحة.. وتقريبًا زياد ماكنش مركز لإنه قاله على طول...

- عايزين أوضة ننام فيها.

بصلنا الراجل لثواني وبعدين قال...

- تحت أمركم طبعًا.

ضحك ضحكة عالية بعدها.. بصيت انا وزياد لبعض باستغراب وبعدها بصيت للراجل وقولتله...

- انت بتضحك على إيه؟

حاول يمسك نفسه من الضحك وبعدين قالي...

- اسف.. اسف.. قولتولي بقى عايزين ايه؟

بصيتله باستغراب اكتر بس زياد هو اللي اتكلم بحدة...

- في ايه ياعم انت ماتركز معانا شوية. بقولك عايزين أوضة ننام فيها.

خلاص زياد جملته بس الراجل فضِل باصصله ومابيتكلمش وفجأة ضِحِك ضحك هيستيري.. وهنا زعقت فيه بعصبية...

- لا ده انت راجل قليل الأدب بقى.

شاور بايده ناحيتي في اشارة انه بيهديني وقالي...

- خلاص خلاص معلش.

راح ناحية الحيطة اللي وراه وجاب مفتاح من المفاتيح وبعدين رجع ومد ايده ناحيتي وهو بيقول بنفس الضحكة...

- امسك المفتاح.. أوضة 8.

مسكت المفتاح منه وبعدها انهار في الضحك، بصيتله بعصبية بس زياد حط ايده على كتفي وقالي...

- يلا بينا وسيبك منه شكله شارب حاجة.. الصبح نبقى نشوف الموضوع ده مع مدير الفندق.

لفيت وشي ومشيت مع زياد وطلعنا من على السلم اللي كان في نص صالة الفندق.. وصلنا لحد الدور الأول بس الدنيا كانت ضلمة جدًا، زياد مسك ايدي وهو بيقولي...

- ايه الضلمة دي؟!.

- مش عارف!.. ده مافيش ولا لمبة والعة.

- طب واحنا هنشوف الاوضة إزاي؟

- استنى افتح كشاف الموبايل.

طلعت موبايلي وفتحت الكشاف والحقيقة إن الرعب جوايا زاد أكتر خصوصًا لما وجهت الكشاف على باب الأوضة اللي جنبي على الشمال، الباب كان قديم وعليه خيوط عنكبوت، وكان ملزوق عليه رقم واحد، بلعت ريقي وسكت، مارضتش اقول لزياد عشان مايخافش اكتر، مشيت خطوتين لقدام وانا منور بالكشاف الطريق في الممر، وبعدها بصيت على الباب اللي جنبي بس رميت الموبايل فجأة.. ماهو اللي شوفته ماكنش طبيعي.. انا شوفت ست بتصرخ في وشي وهي فاتحة بوقها على الأخر.. وبعدها رزعت الباب، فوقت على صوت زياد...

- ايه يابني مالك؟

- مـمـمالي ايه؟!.. انت ماشوفتش الست اللي كانت هنا دلوقتي؟

- ست مين؟

- الست اللي كانت بتصرخ ورزعت الباب.

- في ايه يا عمر مالك؟.. انت بدأت تهيس ولا ايه؟.

وطى زياد جاب التليفون من على الأرض، وبعدها قالي...

- يلا عشان نشوف الاوضة دي فين.

- استنى يا زياد.

- في ايه؟

- هات الموبايل كده.

خدت منه الموبايل ووجهت الكشاف على الباب، بس الباب كان زي اللي قبله عليه خيوط عنكبوت وباين انه ماتفتحش من زمان، وملزوق عليه رقم 3.. اومال اللي شوفته ده كان ايه؟!.. خبطني زياد في كتفي...

- يلا يا عم عايز انام.

- تنام!.. يلا.. يارب بس نعرف ننام.

مشينا لاخر الممر ووقفنا قدام الباب الاخير على اليمين، ولما نورت الكشاف عليه لقيت الباب شكله نضيف جدًا ومكتوب عليه رقم 8 وحتى الرقم كان شكله جديد غير الأرقام الملزوقة على البيبان التانية، أول ما زياد شاف الرقم قالي...

- انت هتصور الباب!.. افتح خلينا ندخل.

- امسك افتح انت.

- هات.. لما اشوف اخرتها معاك.

خد المفتاح مني وفتح الباب، اما انا فكنت خايف ادخل بصراحة، عشان كده استنيته لحد ما دخل خطوتين جوة وفتح النور، بص لي بعدها وقالي...

- ايه هتفضل واقف عندك كده؟

بصيتله ودخلت الأوضة وقفلت الباب.. أول ما لفيت وشي انبهرت بديكور الأوضة.. العفش كان كلاسيكي بشكل مبهر.. الألوان كانت جميلة جدًا.. والأوضة نفسها واسعة جدًا.. زياد هو كمان كان منبهر بالاوضة، ولقيته دخل ناحية باب في الوش وفتحه وبعدين فتح النور قبل ما يقولي...

- ياض ياعمر.. تعالى بص كده.

قربت منه وبصيت جوة الأوضة وفي نفس اللحظة سمعت زياد بيقول...

- يخرب بيت كده.. ده حمام ولا شقة صغيرة؟!

- شقة ايه يا عبيط!.. هو الحمام حلو بس مش لدرجة انك تقول عليه كده.

- ياعم مش للدرجة ايه بس.. اسكت انت.. شايف المكان نضيف إزاي؟!.. وبعدين ايه ده؟

قرب ناحية البانيو ووقف قدامه بإنبهار وقال...

- انا أول مرة اشوف بانيو كده.. وانا اللي طول عمري فاكر إني بستحمى في بانيو.. اتاريه طلع طِشت.

ضحكت على كلامه وانا بقرب منه وقولتله...

- ده جاكوزي يا جاهل وبعدين...

سكت فجأة لما بصيت قدامي وساعتها شوفت الحوض مليان ماية على أخره وفي حد نايم فيه وزي ما يكون بيغرق، بيحاول يطلع لكن في حاجة بتشده لتحت.. ماكنتش قادر اشوف ملامحه كويس بس شكله راجل عجوز، شعره الأبيض وتجاعيد دراعه بتقول كده، وكمان الخاتم اللي في صابعه بيأكد كلامي ماهو مافيش شاب هيلبس خاتم بالحجم الكبير ده، الراجل فضِل يقاوم لحد ما في الأخر استسلم ومات.. وايده وقعت جنبه تحت الماية...

- عمر.. ياعمر.

- هاه.. في ايه يا زياد؟

- انت متنح في البانيو كده ليه؟

- زياد انا مش مرتاح للمكان ده.. يلا بينا نمشي ونشوف مكان تاني.

- نشوف مكان تاني فين ياعم انت؟.. احنا بقالنا ساعة بنلف حوالين نفسنا والعربية مافيهاش غير لتر بنزين واحد يعني لو نزلنا من هنا هنعطل على بعد 5 كيلو بالكتير وساعتها لاهيبقى مننا مشينا ولا مننا قعدنا ومش هينوبنا غير النومة في العربية وسط الصحرا.

- ماهو انت لو كنت حطيت بنزين زي ما قولتلك ماكنش حصل كده من الاول.

- حقك عليا انا اللي غلطان.. ماهي عربيتي اصلها.

- دلوقتي مابقتش عربيتك.. ماشي يا زياد.. انت عندك حق وانا المفروض كنت اسيب اللي بعمله واخد العربية واروح احط بنزين كمان.

- خلاص يا عمر.. حصل خير.. احنا نبات الليلة دي والصبح نشوف هنعمل ايه.

- ماشي يا زياد وربنا يستر.

- ياعم إن شاء الله خير ماتقلقش.

خرجت من الحمام وروحت فتحت شنطتي وخرجت منها هدومي عشان اغير.. اما زياد فقالي...

- انا هدخل اخد دش قبل ما انام.. واهو بالمرة اجرب الجاكوزي اللي انت بتقول عليه ده.

دخل الحمام وقفل الباب وساعتها حسيت بقبضة في قلبي.. حطيت الهدوم اللي كنت لابسها على كرسي موجود في الأوضة وبعدين دخلت في السرير، القلق كان مسيطر عليا، منظر الراجل العجوز اللي كان بيغرق مش مفارق دماغي.. بصيت على باب الحمام المقفول، وانا بقول في سري يارب زياد يخرج دلوقتي، يعني كان لازم ياخد دش في المكان ده؟.. ما كان استنى لحد ما نروح، وبعدين بقى، وعشان ابطل تفكير في اللي بيحصل فتحت الموبايل اقلب فيه شوية، بس اكتشفت إن مافيهوش شبكة، وبعدين بقى في الليلة دي!.. عيني جت على التلفزيون، قومت فتحته ووانا معدي خبطت على زياد عشان اطمن عليه، رد عليا وقالي إنه قاعد شوية.. رجعت قعدت على السرير وبدأت اقلب بالريموت، بس الغريبة إن كل القنوات كانت بلا إشارة.. حطيت الريموت جنبي على الكومودينو بزهق وبعدين مسكت الموبايل تاني وبدأت العب لعبة محملها عليه.. اهو أي حاجة تتضيع الوقت.

سرحت مع اللعبة وماعرفش فات وقت قد ايه لما سمعت صوت غريب.. رفعت راسي لقيت شاشة التلفزيون مفتوحة وعليها معروض مشهد لزياد في الحمام، كان نايم في البانيو المليان ماية على أخره، وكان بيحاول يخرج بس في حاجة بتشده لتحت، نفس المشهد اللي الراجل العجوز كان فيه، قومت بسرعة ناحية الحمام وبدأت اخبط على الباب بعنف...

- زياد.. زياد افتح الباب.. افتح الباب يا زياد.

بعد دقيقة تقريبًا سمعت صوته من جوة بيقولي...

- خارج اهو ياعمر.

اتنهدت بارتياح وحمدت ربنا اني كنت بتخيل، بس أول ما لفيت وشي عشان ارجع للسرير.. اتسمرت في مكاني.. الراجل العجوز كان قاعد على الكرسي بيبصلي، بلعت ريقي وانا بحاول اخد نفسي.. قالي بكل هدوء...

- مش هتقدر تلحقه.

اختفى بعدها، اتسمرت في مكاني كام ثانية وبعدين فوقت، لفيت وشي ناحية باب الحمام من تاني والمرة دي بدأت اخبط بعنف أكتر، لكن بعد ثواني فتح زياد الباب بكل هدوء وقالي...

- ايه ياعم عمر.. مش صابر لما اخرج.. ده انا ماكملتش ربع ساعة جوة.

بصيتله لقيته كان لابس بُرنس أبيض وماسك الفوطة في ايده وبينشف شعره.. قولتله بتعجب...

- ربع ساعة؟!.. ربع ساعة إزاي؟

- هو ايه اللي إزاي؟.. زي الناس..

مشي بعدها ناحية السرير وبدأ يغير هدومه وهو بيقولي...

- بس البتاع اللي جوة ده جامد اوي.. انا هبقى اجيب واحد في شقتي لما اجي اتجوز.. ماتعرفش بكام ده يا عمر؟

ماهتمتش بكلامه عن الجاكوزي ولقتني بقوله...

- احنا لازم نمشي دلوقتي يا زياد.

هز دماغه في زهق قبل ما يقولي...

- تاني يا عمر!.. انت ايه اللي مضايقك بس في المكان نفسي افهم.

- مش لازم تفهم.. يلا بينا وبعدين هحكيلك.

كان خلص لبسه وساعتها قعد على السرير وشد الغطا وهو بيقولي...

- بقولك ايه ياعمر.. انا عايز انااااام مش قادر.. وانت كمان نام والصبح يا سيدي اول ما نفتح عينينا أوعدك نمشي على طول.

في اللحظة دي خبط باب الأوضة، بصينا احنا الإتنين لبعض باندهاش وبعدين قولت...

- ادخل.

اتفتح الباب ودخل واحد من العاملين في الفندق وهو بيجر ترولي الأكل.. مشي به لحد ما وصل لنص الأوضة وبعدين رفع راسه وقالي...

- العشا يافندم.

- عشا!.. دلوقتي؟.. وبعدين احنا ماطلبناش عشا.

- لا الإقامة هنا شاملة العشا.. وحضراتكم لسه واصلين، ليلة سعيدة يافندم.

سابنا وخرج وقفل الباب وراه.. كنت واقف مستغرب الموقف بس زياد اتعدل في قعدته وقالي...

- شوفت وادي العشا كمان وصل.. عايزني اسيب كل ده بقى وانزل ابات معاك في الصحرا!

- انت عبيط يا زياد.. هو في عشا بيتقدم دلوقتي.. ولا احنا كنا طلبنا حاجة!.

- ياعم احنا ماطلبناش والناس مشكورين جابوا الأكل لحد عندنا نقوم نقولهم لا.. أما أمرك غريب بصحيح.

قام من على السرير وشد ترولي الأكل لحد طرف السرير قدامه وبدأ يرفع الغطا من على الأطباق.. كان في بولة فيها صلصة وحاجة غريبة مش عارفها وغطسان فيها لحمة.. ومعاهم طبق رز، وطبق شوربة، وكاس عصير.. لفت نظري إن الأكل لفرد واحد بس وعشان كده سألت زياد...

- انت مش واخد بالك إن الأكل ده معمول لفرد واحد؟

رد عليا وهو بيبص على الأكل...

- لا واخد بالي، تلاقيهم كانوا عارفين إنك مش جعان.

- والله انت رايق.

- ياعم وماروقش ليه؟!.. انت اللي فقري وعدو الفرحة.. هتاكل ولا لا؟

- لا كل انت.

بدأ ياكل وانا رجعت مكاني في السرير تاني.. كنت عايز اقوم اضربه على بروده ده، بس برضه هو معاه حق هنروح فين دلوقتي؟!.. سندت راسي على ضهر السرير ومسكت الموبايل وبدأت العب اللعبة من تاني.. لحد ما سمعته بيقولي...

- وله ياعمر الأكل طعمه جميل أوي ياله.. ماتيجي تاكل معايا.

هزيت دماغي بتعجب وانا بقوله...

- لا كل انت.. ياريت بس تكون مبسوط.

- على الأخر.. انا عايز أكمل حياتي هنا.

- خلاص همشي انا بكرة وانت خليك قاعد.

- منين يا حسرة.. ده الليلة هنا بعد الواجب ده هتلاقيها بالشئ الفلاني.

- كل يا زياد واسكت.

رجع بجسمه لورا وهو بيقول بتقل...

- لا خلااااص انا ماعدتش قادر.. الأكل طعمه حلو والواحد كان جعان وافترى.

- بالهنا والشفا يا سيدي.

- اللحمة حلوة أوي.. والبتاع الغريبة دي اللي في الصلصة اللي انا مش عارف هي ايه برضه جميلة.. بصراحة فاتتك أكلة حلوة.

رديت عليه بعدم إهتمام وانا باصص في موبايلي...

- مش مهم.

لقيته بعدها جاب كاس العصير وقرب جنبي على السرير وسند راسه وهو بيقول...

- الواحد بقى يشرب كوباية العصير دي وينام لحد الصبح.. بس هو ده عصير ايه؟.. شكله فراولة أو بطيخ.

- دوق وانت تعرف.. وبطل صداع.

رفع زياد الكاس على بوقه بس في ثانية لقيته اتعدل في قعدته وتف اللي شربه، سيبت التليفون من ايدي وبصيت عليه وانا بسأله...

- في ايه ياله مالك؟

- يع البتاع ده طعمه معفن جدًا.

ضحكت عليه وانا بقوله...

- ادي اخرت الطفاسة.

سكت، وسكوته قلقني.. بعدها قالي بصوت واطي...

- عمر.. ده دم.

- ايه؟!.

- البتاع ده دم مش عصير.

قومت بسرعة وقربت منه، كان ماسك الكوباية بايده اليمين وفي ايده الشمال كانت صوابعه عليها شوية من الدم ده، فرك صوابعه بيه وبعدها قالي وهو بيقرب ايده من مناخيري...

- شم كده.

كانت ريحة دم فعلًا والمادة كانت لزجة.. هزيتله دماغي تأكيدًا على كلامه، وبعدين قولتله...

- انت كلت ايه؟

اتسمر في مكانه وبص لي بقلق قبل ما يجري على الترولي ويبص في الأكل، كان بيقلب بالمعلقة في بولة الصلصة وبعدها مسك بطنه وجري على الحمام، قربت من الترولي وبصيت على الأكل.. بولة الصلصة كان فيها لسان بني آدم، حسيت بالقرف وجريت على الحمام، بس في نفس اللحظة باب الحمام اترزع، وسمعت صرخة زياد من جوة، خبطت على الباب...

- زياد.. افتح يا زياد.

- عمر الحقني.. الحقني.

حاولت اكسر الباب بس ماقدرتش، كنت سامع صوته من ورا الباب وهو بيصرخ فيهم...

- ابعدوا عني.. انتوا عايزين مني ايه.. عمر.. الحقني ياعمر.

صوت زياد اختفى.. وسمعت بعدها صوت من ورايا بيقول...

- قولتلك مش هتعرف تلحقه.

لفيت نفسي ببطء وساعتها شوفت الراجل العجوز قدامي.. ضحك في وشي وقال...

- انت جايبه وعارف إنه مش هيرجع.. مش حرام عليك.. مش حرام عليك تموت روح برئية زي دي.

- انا.. انا ماعرفش حاجة.

- كداب.. انت عارف من الأول انت جاي هنا ليه.

- ماعرفش حاجة ماعرفش.

سيبته وطلعت اجري ناحية الباب وفتحته وخرجت.. الغريبة إنه ماحولش يمنعني.. ولا اتحرك من مكانه.. خدت خطوتين في الممر وفجأة.. فجأة الباب اترزع ورايا.. لفيت وشي بصيت عليه بس الدنيا ضلمت مابقتش شايف حاجة.. مش مهم، المهم دلوقتي إني اخرج من هنا.. سمعت صوت تزييق باب أوضة، ماكنتش عارف انهي أوضة اللي اتفتحت، بس بدأت اسمع صوت مش مريح.. صوت زمجرة، وخطوات رجلين ماشية في الممر، من صوت الخطوات اقدر اقول انه مش واحد دول أكتر من اتنين.. وفي نفس اللحظة سمعت صوت ضحكة الراجل العجوز، وبعدها سمعته بيقول...

- فاكر نفسك هتعرف تخرج!.. اللي بيدخل هنا مابيخرجش.

خدت خطوتين ناحية الباب اللي على يميني وحسست بادي لحد ما مسكت أوكرة الباب وأول ما شديت الأوكرة لتحت الباب اتفتح.. بسرعة رميت نفسي جوة الأوضة وقفلت الباب ورايا.

دخلت الأوضة وانا مش قادر اخد نفسي.. بس لما هديت لاحظت إن نور القمر ضارب في الأوضة ومنور الجزء اللي فيه السرير.. وعلى السرير كان في حد نايم، وجنبه واقف واحد أو واحدة مش قادر احدد، بس اللي واقف ده كان ماسك سكينة وبيقطع في جسم اللي على السرير.. شهقت غصب عني من المشهد، وفي نفس اللحظة لفت وشها ناحيتي.. كانت ست مش راجل.. كتمت نفسي يمكن ماتاخدش بالها مني.. لكنها ابتسمت ابتسامة مرعبة مع ضوء القمر وسابت اللي نايم في السرير وبدأت تقرب مني.. وقتها سمعت صوت الراجل العجوز في وداني...

- اختار عايز تموت ازاي؟.. هاهاها.

فتحت الباب بسرعة وخرجت، نطيت في الممر وشديت باب الأوضة ورايا.. مشيت ناحية السلم بس سمعت صوت الزمجرة من تاني.. وفجأة الباب اتفتح وفي حد شدني جوة الأوضة.. اتريت على الأرض، رفعت راسي وساعتها شوفتها، الست اللي صرخت في وشي أول ما جيت، كانت بتبصلي بعيون مليانة شر، كانت لابسة لبس خدامين بس اللبس غرقان دم وفي فتحتين في بطنها، صرخت في وشي قبل ما تقرب مني، بس وقتها ظهر واحد من الضلمة وبان في الضوء البسيط اللي كان منور الأوضة، واللي كان مصدره الأباجورة، ظهر وهو ماسك في ايده مسدس وحاطه قدام صدره وموجه ناحية الست دي.. الست اللي سابتني ولفت وشها ناحيته وبعدها صرخت صرخة عالية مليانة حقد وغضب.. جريت عليه لكنه داس على الزناد مرة واتنين.. وقعت الست على الأرض جنبي.. بص لي الراجل وابتسم، قبل ما اشوف ملامحه بتتغير في ثانية وبتتحول لتبريقة وبعدين حط ايده في جيبه وخرج رصاص وبدأ يعمر المسدس.. ماكنتش محتاج وقت عشان اعرف الطلقة دي هتبقى فين، قومت بسرعة من على الأرض وفتحت الباب وخرجت.. كنت واقف قدام الباب وانا سامع ضحكات الراجل العجوز في ودني...

- هان عليك صاحبك.. هان عليك زياد؟.

حطيت ايدي على ودني وحاولت ماسمعوش لكن الصوت كإنه جوايا.. في كياني.. صوت ضحكته مع صوت الزمجرة وصوت خطوات الرجلين، اعصابي بتنهار، فتحت الباب اللي في وشي ودخلت جوة الأوضة، مش فارقة مش فارقة هشوف ايه جوة، بس مش هستسلم لهم مهما حصل.. الأوضة كانت هادية جدًا.. بصيت فيها يمين وشمال ماكنش في حد.. اتنهدت بارتياح بس فجأة.. فجأة في نور جامد جِه من ناحية الإزاز.. قربت من الشباك وبصيت بره.. كان برق.. حاولت افتح الشباك بس ماكنش بيتفتح.. ساعتها سمعت صوت جاي من ورايا.. كان صوت بنت بتعيط.. لفيت وشي بس ماكنش في حد، حاولت انتبه أكتر لمصدر الصوت.. العياط جاي من تحت السرير.. اتحركت خطوتين ناحية السرير بس وفي نفس اللحظة ظهروا راجلين اجسامهم ضخمة، كانوا واقفين قدام شباك السرير وبيدورا على حاجة.. بعدها واحد فيهم قال...

- تحت السرير.

نزل كل واحد فيهم من ناحية وبعد ثواني خرجوا الاتنين وكل واحد ماسك في ايده واحدة، كانوا بنتين صغيرين.. وفجأة خرجت من تحت السرير ست في أول الأربعينات.. كانت لابسة لبس شكله غالي أوي، صرخت في الراجلين...

- لا اوعوا سيبوهم.

زقها الراجل على السرير وقبل ما تقوم ضربها التاني طلقتين من وراها.. عشان توقع الست بضهرها على السرير ورجليها على الأرض.. بعد كده الاتنين خدوا البنتين وخرجوا بره الأوضة.. في اللحظة دي سمعت صوت الراجل العجوز في ودني.. كان بيقول بغضب...

- الكلاب هيدفعوا التمن.

ماكنتش عارف اعمل ايه؟.. افضل في الاوضة دي ولا انزل وراهم، فضولي كان قاتلني اعرف ايه اللي حصل للبنتين.. قررت اني هخرج، خرجت بسرعة وقفلت الباب وساعتها عرفت صوت الخطوات والمجرة ده جاي منين.. كان في حوالي 3 رجالة واقفين قدام الأوض الأولانية وبيفتحوا بيبانها وبيخرجوا الناس اللي فيها، كتمت نفسي وعجيت من بينهم، مشيت ببطء شديد، لحد ما وصلت للسلم وهنا كانت الإضاء الخافتة زي ما هي.. نزلت بسرعة على السلم بس وقفت مكاني فجأة لما شوفت راجل قاعد على كنبة الأنتريه تحت وقدامه الرجلين وكل واحد فيهم ماسك بنت من البنتين، حاولت ماخليش حد فيهم ياخد باله مني ووقفت اتصنت عليهم.. وساعتها سمعت الراجل اللي قاعد على الكنبة ده بيقولهم...

- خلصتوا على كل اللي فوق؟

- حصل يا باشا.. الرجالة خلصوا عليهم كلهم.

- ونعيم؟

- غرق في البانيو.

بص الراجل للبنتين وقالهم...

- انا عارف إن مالكوش ذنب بس انتوا كده هترتاحوا أكتر.. صدقوني انا بخدمكم.

شاور بعدها للراجلين بتوعه اللي اتحركوا مع إشارته وخدوا البنات وخرجوا بيهم من القصر.. بعدها ارتاح الراجل ده في قعدته وقال...

- ادي اخرة اللي يتحداني يا نعيم.. فيها ايه لو كنت وافقت بمزاجك!.. كان زمانك عايش انت وهم.

سمعت صوت الراجل العجوز في ودني بيقول...

- الغبي كان فاكر إنه هيعيش بعد اللي عمله.. ماكنش يعرف إنه هيشوف الجحيم بعينيه قبل ما يموت.. وانت كمان لازم تموت.

في اللحظة دي ومن غير ما افكر جريت ناحية باب الفندق.. جريت بكل سرعتي.. كنت سامع صوت ضحكته في ودني بس مكملت جري.. فتحت الباب وجريت.. مافكرتش ابص ورايا أبدًا.. ماعرفش جريت قد ايه لكن بعد مدة طويلة وقفت وساعتها بس بصيت ورايا، ماكنتش شايف غير الصحرا يمين وشمال.. اترميت على الرمل وقعدت اعيط لحد ما أغم عليا.

فوقت من لسعة الرمل، فتحت عيني لقيت الشمس طلعت، بصيت حواليا ماكنش في حد، قومت وقفت ومشيت يمكن اقدر أوصل لأي مكان عمران.. مشيت كتير جدًا لحد ما يأست وكنت هموت من الجوع والعطش.. وفجأة ظهر من بعيد حد راكب جمل وقدامه غنم كتير.. جريت عليه.. وأول ما وصلتله طلبت منه ماية.. وبعدها قولتله إن في ناس طلعت عليا سرقوا عربيتي ورموني في الصحرا.. وماجبتش سيرة الفندق ولا زياد.. خدني الراجل معاه ونقلني للطريق.. ماكنتش عارف اعمل ايه؟.. بس في الاخر قررت إني مش هرجع تاني من غير زياد.. وفعلًا من يومها مارجعتش وعايش هنا زي ما انت شايف.

*******

بعد ما عمر خلص كلامه سألته...

- طب وانت اصلًا ايه اللي وداك الفندق ده؟

- الفضول.. الفضول هو اللي وداني هناك.

- الفضول!.. إزاي؟

- هقولك.. في يوم كنت قاعد قدام الكمبيوتر بتفرج على فيديوهات وفجأة ظهر قدامي واحد بيتكلم في فيديو وقال...

- النهاردة يا جماعة انا هحكيلكوا عن فندق غريب جدًا مش هتصدقوا ايه اللي بيحصل فيه.. انا شخصيًا ماكنتش مصدق لحد ما روحت وشوفت بنفسي.. بالمناسبة الفندق ده اللي بيروحوه مش بيخرجوا منه، بس انا عرفت السر وعشان كده قدرت اخرج.. خلوني اقولكوا ايه حكاية الفندق ده.. زمان كان في راجل غني جدًا اسمه نعيم.. نعيم كان من أشهر الناس في البلد في الفترة دي.. بس في وسط إنشغاله بأعمال التجارة والمشاريع نسي يتجوز، وعدا به العمر لحد ما بقى عنده 40 سنة وساعتها قرر إنه خلاص لازم يتجوز عشان يجيب وريث للأملاك بتاعته، وفعلًا اتجوز من واحدة اصغر منه بكتير.. وبعد سنة ولا اتنين نعيم مراته خلفت بنت.. بس كانت من اصحاب الهمم.. رضي الراجل بقضاء ربنا أو ده اللي كان ظاهر.. لإنه بعد سنة ونص مراته كانت حامل، نعيم قال خلاص ربنا هيعوضه عن صبره، بس وللمرة التانية البنت كانت هي كمان من اصحاب الهمم.. وفي الوقت ده إنكشفت نوايا نعيم.. واتضح إنه ماكنش راضي بقضاء ربنا ولا حاجة.. بالعكس ده كان ساخط جدًا.. بس ماكنش عارف يعمل ايه.. وفكر أخيرًا في حل كان شايف إنه أنسب لوضعه في المجتمع.. بنى قصر في مكان بعيد عن المدينة، جهزه ووضبه.. وقرر ينقل البنتين وأمهم يعيشوا فيه، وماحدش يشوفهم تمامًا ولو الناس سألت هيقول إنهم سافروا يعيشوا بره.. وكان بيروحلهم كل أسبوع أو اسبوعين يطمن عليهم ويرجع يكمل شغله وحياته في المدينة ولا كإنه اتجوز ولا خلف.. بس ولإن نعيم سخط على قضاء ربنا وظلم بناته فكان لازم يجي العقاب.. ماكنش له غير أخ واحد بس.. أصغر منه ب5 سنين.. وكان اسمه كمال.. وكان شايف إن نعيم أخوه سرق فلوسه من ورث أبوه بحكم إنه الكبير وحط ايده على كل حاجة، وماسابلوش غير شوية ملاليم، كمال كان دايمًا بيطالب بحقه، بس نعيم كان بيرفض ويقوله إنه مالوش حاجة عنده، وحتى بعد ما نعيم خلف وطلعوا بنتين من أصحاب الهمم، يعني كده كده أخوه هيبقى الوصي عليهم، بس وفي يوم راح كمال لنعيم واتخانقوا مع بعض خناقة كبيرة.. وفي وسط الخناقة دي نعيم قال لكمال جملة خلته يغير كل حساباته.. قاله إنه قرر يتنازل عن كل أملاكه للجمعيات الخيرية بعد موته، وإن كمال مش هيطول مليم واحد لا في حياة نعيم ولا حتى بعد مماته.. ومن اليوم ده خد كمال القرار إنه يخلص على أخوه، بس لازم قبلها ينقل كل حاجة باسمه، وبدأ يراقب نعيم.. وعرف إنه بيروح كل اخر اسبوع قصر في الصحرا رامي بناته فيه عشان كلام الناٍس.. حط الخطة وقرر يخلص من أخوه في الوقت اللي بيزور فيه بناته وأمهم.. وفي يوم التنفيذ وصل نعيم القصر وبعد ما الليل دخل وكله نام، اتفاجئوا كل الموجودين في القصر برجالة مسلحة داخلين عليهم، في سرايرهم وبيقتلوا فيهم، جريت الام على أوضة البنات واستخبت تحت السرير مع البنتين.. أما نعيم فمالحقش يعمل أي حاجة لإنه اتفاجئي براجلين بيشلوه وبيقعدوه على الكرسي وبيكتفوه.. والخدم كلهم اتقتلوا، وبعد الفوضى ما خلصت طلع كمال أوضة نعيم.. مضاه على الأوراق كلها وبعدين طلب منهم يخلصوا منه.. شالوه البودي جاردات ودخلوا به على الحمام.. وفي البانيو بدأوا يغرقوه، لحد ما قطع النفس تمامًا.. بعدها نزل كمال تحت وطلب منهم يجيبوا البنات ويخلصوا عليهم.. وعدت الأيام واللي كان بيسأل عن نعيم كان كمال بيقوله إنه سافر عشان بناته تعبانين.. لحد ما في مرة أعلن كمال إن نعيم مات هو وعياله بعد ما الفيلا بتاعتهم اتحرقت.. ولإن نعيم كانوا اللي عايزين يخلصوا منه أكتر من اللي بيحبوه فماحدش اهتم يدور ورا الموضوع.. وقدر كمال يفلت بعملته.. أو ده اللي كان فاكره.. لحد ما قرر يحول القصر مسرح الجريمة لفندق.. كان فاكر إنه بكده هيخفي معالم جريمته، مايعرفش إنه ساب هناك كيانات متعطشة للدم.. بعد افتتاح الفندق واللي اتكلف كتير لإنه غيِير الديكور بالكامل.. بدأت الناس تيجي بناءًا على الدعاية اللي هو عملها.. طبعًا استغل طبيعة المكان الصحراوية وقال في الدعاية إن المكان بيوفر طرق علاج لأمراض كتير عن طريق الرمل والحاجات اللي كلنا عارفينها.. بس لما الناس بدأت تيجي اتفاجئوا بحاجات غريبة بتحصل.. بقوا بيسمعوا صوت صرخات.. وصوت ضرب نار.. وحاجات بتتسرق.. بس كمال كان بيقدر يسيطر على الموضوع في كل مرة لحد ما حصل اللي ماحدش كان متوقعه.. في مرة كان في زيارة للفندق ومعاه مجموعة من اصحابه كان جايبهم يتفرجوا على الفندق ويقضوا كام يوم بحيث يدخلوا معاه كمستثمرين في الصحرا اللي حوالين الفندق ويعملوا عليها مشاريع تنشط المنطقة وتخلي عليها إقبال سياحي.. وبعد ما االيوم خلص وكل واحد دخل أوضته، بدأوا اللي شاغلين في الفندق يسمعوا صراخات جاية من الدور اللي فوق.. طلعوا يجروا عشان يشوفوا اللي بيحصل بس لما دخلوا الأوض شافوا مناظر بشعة، كل النزلاء كانوا مقتولين بوحشية في سرايرهم، الغريبة بقى إن جثة كمال ماحدش لقاها ولحد النهاردة مايعرفوش اختفت فين؟.. ومن يومها والفندق أو القصر اتقفل ومابقاش حد بيروح هناك خالص.. إلا لو حد زي حالاتي بيحب المغامرة بس للأسف في حالات كتير لناس راحت ومارجعتش.. وبكده يكون فيديو النهاردة خلص.

- بعد ما الفيديو خلص كنت هموت واعرف الفندق ده فين؟.. حاولت أوصل لصاحب الفيديو كتير.. وفعلًا بعد مدة طويلة قدرت أوصله.. طلبت منه العنوان بس ماكنش راضي يديهولي.. لكن بعد محايلة كتيرة مني وافق أخيرًا.. وكمان قالي على السر عشان ارجع من هناك.. وقالي إنه عرف حكاية الفندق من الناس اللي كانوا شغالين مع كمال.. واللي في منهم كان موجود وقت المجزرة اللي عملها في الفندق واللي مرعوبين من انتقام نعيم والناس اللي ماتوا في الفندق بعد ما انتقموا من كمال.

بصيتله باهتمام وانا بسأله...

- وكان ايه السر ده؟

- الأضحية.

- الأضحية!

- ايوة.. عشان يسمحولي اخرج لازم يكون معايا أضحية.. وفي زيارتي زياد كان هو الأضحية.

- يعني انت فعلًا كنت عارف إن زياد مش هيرجع؟

- كنت عارف بس مش متأكد إذا كان الكلام صح ولا غلط.. عشان كده قولتله إني مسافر سفرية تبع الشغل وهقعد يومين وعايزه يجي معايا يغير جو.. بعدها واحنا راجعين عملت إني توهت في الطريق، وفضِلت ألف به كتير لحد ما البنزين قرب يخلص، دخلت في طريق الفندق وانا متأكد إنه ماهيصدق يشوف مكان ننام فيه بعد البهدلة طول اليوم، لكن أول ما دخلنا وشوفت اللي شوفته في الفندق خوفت وحاولت اخده ونخرج من غير ما اقوله الحقيقة بس هو اللي غبي ماهتمش.. وانا ماكنش ينفع اقوله إني جايبه قصد.

- طب ليه؟.. ليه اخترت زياد بالتحديد يكون الأضحية؟

- مش عارف!.. بس يمكن عشان طول عمره بيحقد عليا وبيغير مني.. دايمًا عايز اللي في ايدي يبقى ملكه.. بيستكتر عليا فرحتي.. مش عارف بس هو أول واحد جِه في دماغي أول ما الراجل قالي السر.

- انت بقالك قد ايه مارجعتش بلدك يا عمر؟

- مش عارف بالظبط بس تقريبًا 12 سنة.

- يااااه 12 سنة ومافكرتش ولا مرة ترجع.

- لا ومش هفكر أرجع أبدًا.. انا عايش كده أحسن درويش بين الدراويش ماحدش يعرف سري ولا يعرف عني حاجة.. انا حكيتلك عشان تنقل الحكاية للناس وتقولهم إن الفضول لعنة على صاحبه.. وإن الحقد والإنتقام نار بتكوي الاتنين الظالم والمظلوم.


تمت بحمد الله 


 بقلم الكاتب: شادي إسماعيل



التنقل السريع