
بقلم الكاتب: شادي إسماعيل
(صوت كلب بينبح بوهن)
- اممم شكلك تعبان يا صديقي.. تعالى.. تعالى ادخل جوة.. ايوة اقعد هنا في الركن ده.. ثانية واحدة هجيبلك أكل عشان تاكل.
(صوت خطوات.. مع صوت طبق على الأرض)
- يلا اتفضل كُل.
(صوت الكلب بيرفض)
- مش عايز تاكل ليه؟.. يمكن عطشان؟.. شكلك مٌجهد جدًا.. طب انا هروح اجيبلك ماية.
(صوت خطوات.. مع صوت طبق بيتحط على الأرض)
- وادي الماية ياسيدي.. اتفضل اشرب.
(صوت الكلب بيرفض)
- مالك طيب مش عايز تاكل ولا تشرب ليه؟.
(صوت الكلب بينبح)
- انا نفسي افهم مالك؟.. عشان اقدر اساعدك.
(صوت الكلب بيئن)
- شكلك تعبان بس انا مش عارفة عندك ايه!.. طب وريني كده يمكن تكون مصاب.. ياخبر!.. مين اللي معورك كده؟.. وايه الجروح دي كلها؟!.
******
- مين اللي عمل فيك كده؟.. طبعًا مش هتقدر تقول.. انا مش عارف.. مش عارف اعملك ايه؟.. بس هوديك لدكتور يعالجك وبعدين نشوف ايه حكايتك.. دقايق هلبس هدومي واجيلك.. خليك قاعد هنا.
طلعت فوق لبست هدومي بسرعة ونزلت.. بس مالقتوش!.. راح فين ده؟.. بصيت على الباب اللي بيطلع على الجنينة الخلفية لقيت الباب مفتوح حتة بسيطة، خرجت بره بصيت في الجنينة بس ماكنش موجود، روحت ناحية الباب الرئيسي وبصيت في الشارع يمين وشمال لكن ماكنش له أثر.. ايه اللي خلاك تمشي بس؟!.. دخلت جوة تاني بس قبل ما اقفل الباب فكرت في الحالة اللي كان عليها وقولت اكيد مالحقش يبعد.. انا لازم اخرج وادور عليه.. خرجت بسرعة وقفلت الباب ورايا، فضِلت ماشية في الشوارع القريبة من بيتي أدور عليه بس للأسف مالقتوش.. كنت مضايقة جدًا عشانه وقعدت طول اليوم بفكر في الكلب المسكين ده.. وبالليل ومن كتر الزعل عليه كلمت واحدة صاحبتي ودي الوحيدة اللي اعرفها في الغربة هنا، كلمتها عشان نخرج شوية يمكن اقدر انسى المسكين ده.. بعد شوية نزلت وقابلتها في الكافيه.. حكيتلها اللي حصل، كانت بتسمعني بشئ من التعاطف في الاول بعد كده لما بدأت احكيلها اني مضايقة طول اليوم على الكلب بدأت نظرة التعاطف تتحول لإستغراب ولما خلصت قالتلي...
- مش معقول ياغادة كل الزعل ده عشان كلب؟!
بصيتلها وقولتلها بعصبية...
- يعني ايه عشان كلب؟!.. هو الكلب ده مش روح يعني؟
- روح ياحبيبتي بس مش للدرجة دي.. وبعدين هو أكيد رجع لصاحبه بما إنك بتقولي إن شكله نضيف ومش كلب شوارع.
- ياريت يا نانسي ياريت يكون رجع لصاحبه.. بس انا مش عارفة المهملين دول سابوه يخرج من البيت إزاي أصلًا؟!.
- يمكن خرج من وراهم.. من غير ما ياخدوا بالهم.
- يمكن.. بس تفتكري مين اللي جرحه الجروح دي كلها؟
- مش عارفة!.. بس يمكن حد في الشارع هو اللي جرحه كده.
- عارفة يا نانسي نفسي اشوفه تاني واطمن عليه.
- ياااه للدرجة دي؟!
- ما انتِ ماشوفتيهوش كان عامل إزاي؟.. كلب جميل أوي ولطيف.
- وامور وعينيه خضرا.. في ايه غادة ماتفوقي من العواطف دي.
- تصدقي انا غلطانة إني بتكلم معاكِ.. قومي يلا عشان نمشي.
ضحكت عليا وهي بتطلب الشيك.. بعدها حاسبنا ومشينا.. كنت مضايقة جدًا من استهتارها بالموقف وكلامها عن الكلب بإنه كائن مايستحقش الإهتمام.. وبصراحة ضايقتني أكتر ما كنت مضايقة.. المهم رجعت البيت.. خدت شاور وبعدين دخلت في السرير، كنت بتقلب على السرير وفي ودني صوت أنين الكلب وشكله وهو بيدمع من الوجع.. كنت قربت اعيط على عياطه.. بس واحدة واحدة حسيت إن الصوت بقى أوضح، استغربت وبدأت اركز وفعلًا سمعت صوته معايا في نفس الأوضة، قومت اتعدلت وانا ببص حواليا، لكن ماكنتش شايفاه، معقول!.. معقول أكون اتعلقت به للدرجة دي؟!.. أكيد لا.. قطع تفكيري صوته وهو بيئن بس المرة دي قدرت احدد الصوت، ميلت بجسمي ناحية اليمين عند الطرف السرير وساعتها شوفته، كان قاعد على الأرض قدام الكومودينو، فردت جسمي بعرض السرير في محاولة مني إن ايدي توصله، طبطبت على راسه بلهفة وانا بقوله...
- كنت فين؟.. قلقتني عليك.
مسح راسه في ايدي، كان لطيف أوي، قومت من على السرير ولفيت ناحيته وقعدت جنبه وانا بقوله...
- احكيلي بقى ايه اللي خلاك تمشي؟.. وروحت فين؟
حط راسه على رجلي ونام، لقتني بتلقائية بمشي ايدي على راسه، وانا ببص عليه بشفقة بس ساعتها عيني جت على فتح كبير في نص بطنه، بطنه كانت.. كانت مفتوحة، مديت ايدي على الجرح اكتشفت إنه عميق جدًا وناشف، واكتشفت حاجة خلتني أموت من الرعب، الكلب.. الكلب ماكنش بيتنفس بلعت ريقي بصعوبة.. وحاولت اشيل دماغه من على رجلي بهدوء لكنها كانت تقيلة جدًا، لما ماقدرتش اشيلها رجعت لورا بسرعة ومع حركتي راسه اتخبطت في الأرض وسمعت صوته وهو بيتألم.. قومت وقفت وانا ببص عليه بخوف.. بس فجأة فجأة اتبخر وكإنه ماكنش موجود، اتلفت حواليا في الأوضة وانا بدور عليها.. بعدها جريت على السرير مسكت التليفون وكلمت نانسي...
- نانسي.. الحقيني.
- في ايه يا غادة مالك؟
- الكلب يا نانسي.. الكلب.
- يادي النيلة.. ماله الكلب تاني؟
- الكلب طلع ميت مش موجود.
- ايه؟!.. انتِ بتقولي ايه يا غادة؟
- اللي سمعتيه.. الكلب ميت واللي بشوفه ده شبح.
- روحي يا غادة نامي وسيبيني انام.. انا عندي شغل بكرة يابنتي حرام عليكِ.
- لا ماتقفليش يا نانسي.. انا خايفة.. لا انا مرعوبة مش بس خايفة.. ارجوكِ خليكِ معايا وماتسيبنيش.
نبرة صوتها اختلفت المرة دي وقالتلي بقلق...
- في ايه يا غادة؟.. انتِ كويسة؟
- مش عارفة.. بس اللي حصل مش طبيعي.. انا مديت ايدي على الجرح.. كان عليه دم ناشف.. وماكنش بيتنفس.
- جرح ايه؟.. انا مش فاهمة حاجة.. خدي نفسك كده واهدي واحكيلي.
خرجت من الاوضة وروحت الصالة وبدأت نانسي تهديني، وبعد عشر دقايق ولما هديت حكيتلها اللي حصل.. كانت مستغربة وأكدت على كلامي بإن اللي حصل ده مش طبيعي وحاجة تخض، بس برضه عشان ماتخوفنيش أكتر ما انا خايفة قالت إنه ساعات بتحصل حاجات زي ده.. هي قرأت على النت حكايات اصحابها عاشوا تجارب زي دي، بيشوفوا اشباح أو خيالات وبعدين تختفي، لكن فعلًا اللي يسمع غير اللي يشوف.. المهم بعد ما اتأكدت اني بقيت كويسة طلبت مني تنام ساعتين قبل ما تروح الشغل الصبح، صعبت عليا فسيبتها تنام.. وأول ما قفلت رجعت أحس بالخوف تاني.. بس حاولت استجمع شجاعتي واتعامل مع الموقف.. قومت دخلت المطبخ عشان اعمل أي حاجة اشربها.. ماهو انا مش هنام النهاردة.. عملت مشروب اشربه وبعدها قعدت قدام الشاشة وشغلت فيلم، بعد ما خلصت المشروب بدأت أحس إن عيني بتقفل لوحدها، محاولتش اقاوم واستسلمت للنوم.
ماعرفش نمت قد ايه؟.. لكن صحيت على صوت حركة جنبي.. فتحت عيني ببطء لقيت الكلب واقف قدامي، ابتسمتله وانا بمشي ايدي على وشه، لكن فجأة افتكرت اللي حصل، سحبت ايدي وقومت بسرعة اتعدلت في قعدتي.. بس.. بس ماكنش موجود.. بصيت حواليا يمين وشمال كل حاجة كانت زي ماهي.. نفخت في الهوا وانا بدعك عيني.. بعدها قومت عشان ادخل الحمام، وبعد ما خلصت قررت اني انزل اغير جو، دخلت الأوضة غيرت هدومي ووقفت قدام المرايا عشان احط مكياجي، كنت مركزة لما فجأة شوفت الكلب في المرايا، كان باين ورايا قاعد على السرير مطلع لسانه وعمال يبص عليا، رميت اللي كان في ايدي وقومت من على الكرسي، كنت خايفة ابص ورايا، فضِلت ابصله في المرايا لحد ما قررت الف وشي، بس لما لفيت مالقيتوش، اتنهدت وانا بغمض عيني في ارتياح، لكن لما فتحت لقيت.. لقيت ورقة على السرير مكان ما الكلب كان قاعد، بصيت على الورقة باستغراب، وبعدين قربت من السرير بحذر.. مديت ايدي ناحية الورقة ببطء، مسكتها وخوفت اقراها في الأوضة.. مش عارفة ليه؟.. بس انا خدتها وخرجت من الأاوضة بسرعة ووقفت في الصالة عشان اقراها.. ماكنش مكتوب فيها غير كلمة "الحقني" وتحت الكلمة دي رقم "5”A كان في بعد الخمسة خط أو زي مايكون في رقم تاني هيتكتب بس اللي كان بيكتب ملحقش يكتبه، ماكنتش فاهمة حاجة.. معناها ايه الرسالة دي؟.. وإزاي وصلت لأوضة نومي؟.. ماقدرتش اوصل لإجابة.. بس خوفت من البيت أكتر وعشان كده خدت شنطتي وخرجت بسرعة، كنت بلف بالعربية مش عارفة اروح فين.. حاسة إني زهقانة على مخنوقة على خايفة ارجع البيت، احاسيس كتير، فضلت الف كده حوالي ساعتين تقريبًا، لحد ما في الاخر وقفت في بنزينة عشان احط بنزين وفي نفس الوقت بعد ما خلصت دخلت قعدت في الكافيه جوة، طلبت قهوة وخدتها وروحت عند الترابيزة، حطيت كوباية القهوة وولعت سيجارة، وبعدها بصيت في الفراغ قدامي وانا بفكر.. ياترى ايه المقصود بالرقم ده؟.. وهل الرسالة دي اللي كتبها أو كتبتها لسه عايش؟!.. المفروض إن الرسالة دي كانت مع الكلب، اللي هو اصلًا ميت.. طب ما كده صاحبه أو صاحبته هيكون ميت هو كمان، ممكن.. بس برضه ممكن يكون عايش وبيستنجد أو بتستنجد بحد يلحقها، ايوة بس انا مش عارفة الرقم ده عنوان البيت ولا رقم ا... ايوة عنوان بيت بس ياترى الرقم اللي ناقص ده كام؟.. انا كده مافيش قدامي غير حل واحد وهو اني ادور في المربع السكني اللي انا قاعدة فيه في كل البيوت من رقم خمسين لحد تسعة وخمسين، طب وليه أدور طب ما اكلم نانسي واخليها تقول لاخوها وهو ظابط بوليس وهيعرف يتصرف، صح، طفيت السيجارة وطلعت تليفوني وكلمتها، قولتلها على كل حاجة وطلبت منها تكلم اخوها وتفهمه الموضوع، قالتلي هتكلمه وتبلغني، قفلت معاها وقومت خرجت وركبت عربيتي ومشيت، وانا بلف وبعد ربع ساعة تقريبًا لقيت رقم بيتصل بيا...
- الو.
- استاذة غادة؟
- ايوة مين
- انا مايكل اخو نانسي.
- اه اهلًا وسهلًا بيك.
- اهلًا وسهلًا بيكِ.. نانسي حكتلي اللي حصل معاكِ.. وانا حبيت افهم أكتر فياريت لو حضرتك تعدي على مركز الشرطة عشان نتكلم شوية عن اللي حصل ونشوف ايه اللي ممكن نعمله.
- حاضر ربع ساعة وكان عندك.
قفلت معاه ولفيت بالعربية في طريقي لمركز الشرطة، استقبلني في مكتبه وبعدها بدأت احكيله اللي حصل من أول وجديد ولما خلصت سِكِت ثواني قبل ما يقولي...
- هي حكاية غريبة جدًا بس برضه احتياطي احنا هنعمل اللي علينا ونحاول نشوف هل الشخص اللي بيستغيث ده لسه عايش ولا مات زي الكلب.
- طب وده هنعمله ازاي؟
- حضرتك هتقدمي بلاغ دلوقتي بس مش هنقول فيه قصة الكلب.. احنا هنقول إنك لقيتي الورقة دي قدام باب البيت عندك وجيتي بلغتي.. وساعتها احنا هنبدأ نشوف شغلنا.
- تمام، موافقة.
عملت البلاغ ومايكل ظبط كل حاجة بطريقته، واديتهم الورقة عشان تكون مع البلاغ، بعدها طلب مني أروح وهو هيبلغني بالتطورات أول بأول.. شكرته وبعدها خرجت من المركز وركبت عربيتي، كنت حاسة براحة رهيبة، انا كده عملت اللي عليا ووصلت الرسالة، اتنهدت وانا ببص على المركز بعدها دورت العربية عشان امشي، بس بعد ما اتحركت بكام متر وقفت تاني بسرعة، الكلب.. كنت شايفة الكلب في المرايا اللي جنبي وهو بينبح وبيجري ورا العربية، بصيت في المراية وركزت معاه، كان بينبح بعصبية شديدة، وفجأة، فجأة فوقت على صوت كلكسات قوية، لقتني واقفة في نص الشارع، اتحركت بالعربية وانا بتجنب ابص في المراية، دخلت البيت وانا حاسة بتعب رهيب، قعدت على الكنبة ومن التعب نمت بهدومي في مكاني.
شايفه الكلب ماشي في الشارع وبيدور على باب مفتوح، وفجأة بيقرب منه واحد مش قادرة اشوف ملامحه، بيقرب من ورا الكلب وفجأة بيغرز حقنة في رقبته، ثواني والكلب بيقع على الأرض، بيشيله الشخص ده وبيروح بيه ناحية عربية وبعدها بيمشي بالعربية بسرعة جنونية.
******
(صوت جرس الباب)
فتحت عيني على صوت الجرس، لقتني نايمة على الكنبة زي ما انا، اتعدلت في قعدتي وفردت جسمي اللي اتكسر من نومة الكنبة، بعدها قومت فتحت الباب وكانت نانسي هي اللي بترن الجرس.. أول ما شافتني بصتلي باستغراب وقالت...
- ايه يابنتي حد ينام الساعة 8؟
قالت جملتها ودخلت جوة، قفلت الباب ومشيت وراها وانا بقولها...
- هي الساعة لسه 8!.. ماعرفش انا صاحية من بدري بسبب اللي شوفته ده وبعدها فضلت الف في الشوارع مش لاقية حاجة اعملها ولما رجعت نمت ماحستش بنفسي.
قعدِت على الكنبة وهي بتضحك...
- طب والله انا فرحانة فيكِ.
- اخص عليكِ يا نانسي.. فرحانة فيا؟!
- ايوة عشان تبطلي اهتمامك المبالغ فيه بالحيوانات ده.
- وهم الحيوانات ذنبهم ايه؟.. ده حتى الكلب ده مسكين بيحاول يساعد صاحبه رغم إنه مات.
- مافيش فايدة فيكِ يا غادة.. اه صحيح مايكل كلمني من شوية وانا جاية عندك.
- هاه قالك ايه؟
- بيقول إنهم لفوا على كل البيوت لكن مافيش أي حاجة غريبة، كلهم كويسين، حتى السكان اللي بيبربوا كلاب في البيوت دي كلابهم موجودة مافيش كلب ناقص.
- يعني ايه؟.. اومال الرسالة اللي لقيتها دي معناها ايه؟
- مش عارفة بصراحة.. بس عادي كبري دماغك وانسي الموضوع.. انتِ كده كده عملتي اللي عليكِ.
- تمام يا نانسي.. عمومًا شكرًا انك ساعدتيني انتِ ومايكل.
- ماتقوليش كده يا غادة احنا اخوات وبعدين لو انا ماوقفتش جنب صاحبتي في عبطها مين هيوقف معاها؟
- عبطها!.. تصدقي يا نانسي انك حيوانة.
فضلت تضحك عليا وانا كنت متغاظة منها جدًا، بعدها قضينا السهرة مع بعض وبما إن تاني يوم كان عندها اجازة فطلبت منها تبات معايا، وافقت بعد ما حطت شوية شروط كده اهمها إننا نتفرج على فيلمها المفضل واللي انا مش بطيقه، بس اضطريت اوافق عشان تتهد وتقعد معايا، بصراحة كانت ليلة لطيفة وماحستش فيها بأي حاجة ولا شوفت الكلب ليلتها، بس لما صحيت الصبح بصيت جنبي على السرير مالقتش نانسي، قومت خرجت بره، بس مالقتهاش في الصالة، قربت من الكنبة وانا بنده عليها...
- نانسي.. نانسي.
لما وصلت عند الكنبة لاحظت دم على السجادة، بصيت على الباركيه وساعتها شوفت خط بالدم، مشيت وراه لحد ما وصلت عند باب الحمام، خبطت على الباب بسرعة...
- نانسي.. نانسي انتِ كويسة.
ماكنتش بترد، حاولت افتح الباب لكنه كان مقفول، خبطت أكتر...
- نانسي ردي عليا أو افتحي الباب.. نانسي.
بدأت اتوتر وخبطت الباب بكتفي مرة واتنين وتلاتة، بس ماكنتش قادرة افتحه، وفي الاخر لقيت الأوكرة بتتلف والباب بيتفتح، وقفت مكاني مصدومة لما شوفت نانسي، كانت واقفة قدامي وحاطة السماعات في ودانها ولا كإن في حاجة حصلت، بصتلي باستغراب وهي بتشيل السماعات من ودنها وسألتني...
- غادة!.. واقفة كده ليه؟
سكت شوية وبعدين قولتلها بغيظ...
- انتِ مش سمعاني كل ده؟
- في ايه يا غادة.. كنت لابسة اير بودوز وماسمعتش.. كان في حاجة ولا ايه؟
- ايوة كان فيه.. ايه الدم اللي على الأرض ده؟
- دم ايه؟
- الدم ده.
شاورت على الأرض بس اتجمدت في مكاني وقتها، اما هي فبصت ساعتها مكان ما بشاور وبعدين سألتني باستغراب...
- فين الدم ده؟
- كككان في دم هنا.. حتى.. حتى انا افتكرتك اتعورتي وكنت قلقانة عليكِ.
- غادة انتِ كويسة؟
- ايوة كويسة.. وبلاش الطريقة دي.. انا متأكدة انه كان في دم هنا.
- طب خلاص اهدي.. مافيش حاجة، تعالي نقعد.
- لا اخرجي عشان عايزة ادخل الحمام.
- حاضر.. اتفضلي.
خرجت من الحمام وانا دخلت بعدها ورزعت الباب، قعدت على طرف البانيو وانا حاسة بالغيظ من طريقتها، حتى لو مافيش حاجة كان لازم تقدر اني كنت خايفة عليها، لكن بتتكلم ببرود غريب، وبعدين الدم اختفى إزاي.. إزاي؟.. بعد دقايق سمعت صوت خبط على الباب، بعدها سمعت نانسي بتقول...
- غادة.. انتِ كويسة؟
- ايوة.. خارجة اهو.
قومت من مكاني وروحت شديت السيفون عشان تبان كل حاجة طبيعية بما إنها واقفة على الباب وبتسمع، بعدها غسلت ايدي وفتحت الباب، لقيتها واقفة قدامي بعد ما غيرت ولبست هدومها اللي جت بيها امبارح، بصتلي وقالت...
- انا حبيت اطمن عليكِ قبل ما امشي.
- وانتِ ماشية بدري أوي كده ليه؟
- مافيش بس محتاجة اشتري شوية حاجات وورايا يوم طويل وانتِ عارفة هو يوم واحد اجازة عندي ولو مالحقتش اجيب الحاجات دي النهاردة هضطر استنى للاسبوع الجاي.
- طب تمام.. تحبي اجي معاكِ؟
- لا لا مش مستاهلة خليكِ انتِ.. شكلك تعبانة.
- لا انا مش تعبانة.
- لا خليكِ النهاردة والمرة الجاية هبقى اقولك تيجي معايا.
مارضتش افرض نفسي عليها أكتر من كده وقولتلها...
- تمام اللي يريحك.
- تمام.. اشوفك تاني.. سلام.
- سلام.
سابتني ومشيت، سمعت صوت الباب بيتقفل، دخلت المطبخ اعمل حاجة اشربها واهدي اعصابي شوية، وانا واقفة جوة بدأت افكر في اللي بيحصل، وسالت نفسي.. إزاي الشرطة ماقدرتش تلاقي أي مشكلة في البيوت اللي راحتها؟.. ماهو مش معقولة اللي بشوفه ده وهم، خصوصًا إن الورقة كانت في ايدي!.. أكيد في حاجة غلط، انا لازم ادور بنفسي ورا الموضوع ده.. اتحمست جدًا للفكرة وسيبت اللي كنت بعمله ولقتني بكل لهفة بجري على الأوضة وبلبس طقم بلبسه لما بكون خارجة للصيد، وبعدها جريت على العربية، في العربية قررت إني هبدأ من اول البيت رقم خمسين، وصلت هناك ووقفت قبل البيت بشوية عشان ماحدش يشك فيا، استنيت شوية وبعدها شوفت بنت عندها حوالي 18 سنة خارجة ومعاها كلب، فضِلت اتابعها لحد ما وصلت لاخر الرصيف ودخلت الشارع التاني، بعد دقايق خرج راجل في الأربعينات لابس بدلة شيك وفي ايده شنطة سودة، وقف قدام العربية فتح الباب حط الشنطة جوة العربية وقفل الباب بعدها بص ناحية البيت وشاور لمراته اللي كانت واقفة في الشباك بتشاروله هي كمان ومبتسمة، ركب الراجل ده العربية واتحرك، وفي نفس اللحظة مسكت النوت بتاعتي وعملت إكس على الرقم خمسين، وبعدين استنيت البيت اللي بعده تظهر منه اي حاجة، بس استنيت كتير جدًا والمرة دي كان حد داخل البيت مش خارج منه، راجل في الخمسينات، أشقر، لابس بنطلون جينز وعليه قميص وعلى وشه نضارة سودة، كان جاي مشي من اول الشارع ووصل لحد البيت وبعدها بص حواليه يمين وشمال قبل ما يفتح الباب ويدخل، حسيته شخص مريب مش عارفة ليه؟.. في اللحظة دي لمحت حد خارج من البيت رقم 52 مسكت المنظار وبصيت منه بسرعة، كانت ستفي التلاتينات لابسة ترينينج وقفت قدام الباب لثواني، خرجت موبايلها وعملت في حاجة بعدين حطت الإيربودز، بعدها بدأت تجري، كانت بتجري في نفس اتجاه عربيتي وعدت من جنبي، فضلت اتابعها في المراية لحد ما اختفت، بصيت من المنظار مرة تانية بس الاجواء كانت هادية، وانا ببص فوق لمحت ورا إزاز شباك البيت رقم 53 ست عجوزة واقفة وبتفتح الستاير عن الشباك، بعدها شوفت بنت في سن المراهقة بتظهر قدام العجوزة في المشهد وبتوقف تتكلم معاها شوية قبل ما تسيبها وتمشي، مسكت النوت وعملت إكس على البيت رقم 52 والبيت رقم 53 ، اما البيت رقم 51 فعملت قدامه علامة تعجب، اتقدمت بالعربية شوية عشان اقدر اشوف باقي البيوت، بصيت على البيت رقم 54 بس عملت إكس بسرعة وده لما شوفت ست خارجة ومعاها 3 اطفال، وبعدين بتركبهم العربية وبتمشي، رفعت المنظار ناحية البيت رقم 55 بس رميته بسرعة لما اتفاجئت بحد بيخبط على الشباك اللي جنبي، بصيت عشان الاقي الراجل المريب اللي في البيت رقم 51 واقف جنبي وباين عليه الغضب وعمال يزعق، وبيطلب مني انزل الإزاز.. هزيت دماغي بالنفي وبعدها دورت العربية، كنت سمعاه وهو عمال يشتم بس مافرقش معايا، اول ما خرجت من الشارع اتنهدت بارتياح وبعدها قررت اروح البيت وابقى ارجع في وقت تاني.. ده لو رجعت يعني، وفعلًا رجعت البيت، وأول ما دخلت خدت شاور وبعدها خرجت قعدت قدام في الصالة، فتحت النوت وبدأت استثني البيوت وافكر في طريقة اكمل بيها عملية البحث الغريبة دي، حسيت بالجوع وقتها فقومت عملت حاجة اكلها وبعدين رجعت قعدت تاني وانا بفكر في البيت رقم 51 وصاحبه الأشقر، الراجل ده غامض جدًا وبعدين طالما بيراقب بيته فده معناه إنه عامل حاجة غلط وقاعد مستني حد يراقبه، اومال هو عرف منين إني براقبهم؟!.. اكيد كان بيراقبني، في اللحظة دي سمعت صوت جرس الباب.. قومت فتحت واستغربت لما شوفت مايكل واقف ومعاه واحد من زمايله، سألته باستغراب...
- في ايه؟
- غادة انتِ كنتِ بتراقبي البيوت النهاردة في المنطقة A؟
- انا.. انا..
- يعني كنتِ بتراقبيها فعلًا.. الراجل اللي انتِ جريتي منه مقدم فيكِ بلاغ.. وقال إنك كنتِ بتتجسسي عليه.
- انا!.
- ايوة ودلوقتي انا مضطر اخد عليكِ تعهد إنك ماتروحيش عند بيته تاني.
- تمام مافيش مشكلة.. بس انت مش شايف مايكل إن خوفه من إن حد يقرب جنب بيته بالشكل ده.. شئ غريب؟
- لا مش غريب لإن الراجل ده قاعد لوحده واتعرض لعملية سطو مسلح من شهر ومن ساعتها وهو بيحاول يأمن البيت بأي طريقة ممكنة.
- اه بس...
- غادة.. ماتحاوليش تدوري ورا الموضوع ده وسيبي الشرطة تشوف شغلها.. عشان ماتأذيش نفسك.
- حاضر مايكل.
مضيت بغيظ على أوراق تعهد إني ماقربش من البيت ده في محيط 500 متر.. وبكده فشلت أي خطة ممكنة إني أدخل الشارع ده تاني.. قعدت على الكنبة وانا بشتم الراجل المتخلف ده.. وبعد دقايق جت في دماغي فكرة تانية.. لو الشرطة مالقتش حاجة في البيوت دي زي ما مايكل قال.. فده معناه إن تخمينا للرقم غلط، فتحت النوت وكتبت فيها الرقم تاني "A5" كده في احتمال انه يكون المقصود رقم خمسة، بس المفروض يكون في صفر قبل الخمسة لكن هي هنا كانت بتحاول تكتب رقم بعد الخمسة.. مافيش مشكلة نجرب رقم خمسة.. واهو هيكون بعيد عن بيت الراجل الغريب ده.
اتحمست للفكرة رغم انها احتمال ضعيف بس قومت لبست هدومي وخرجت، وزي المرة اللي فاتت وقفت بعيد شوية عن البيت وبدأت اراقبه، الشمس كانت بتختفي ولسه ماحدش ظهر من اصحاب البيت، لحد ما فجأة ومع بداية الليل شوفت الباب بيتفتح، خرج شاب في التلاتينات، لابس بدلة شيك، خرج من البيت وبعدين بص في ساعته قبل ما يروح ناحية العربية ويركبها ويمشي، وبعد ما مشي لاحت إن البيت فضل لوقت طويل مضلم، مافيش أي إضاءة تقول إنه في حد غيره ساكن في البيت، فضلت مستنية وقت طويل تقريبًا ساعتين لحد نا شوفته راجع بعربيته، ونزل منها وبعدها دخل البيت، يمكن يبان تصرف طبيعي لكن بصراحة انا شكيت فيه، شكله مش مريح، وعشان كده قررت اروح وارجع الصبح اراقبه واعرف بيعمل ايه؟.. روحت ليلتها وبعد ما دخلت البيت نمت على طول.
(صوت الكلب بيئن بحزن)
صحيت على الصوت ده، بصيت في الاوضة بس ماشوفتوش، انا شوفت نقط دم من السرير لحد باب الأوضة وخارجة كمان بعد الباب، قومت من مكاني ومشيت ورا نقط الدم واللي وصلتني لحد الحمام، تحديدًا لحد البانيو، الستارة كانت مشدودة، وكان في دم مختلط بالماية بينزل من البانيو على الأرض، حسيت بالرعب لكن مديت ايدي ببطء ناحية الستارة، واستجمعت شجاعتي مرة واحدة وشديتها.. بس ماكنش في حاجة البانيو كان فاضي.. خرجت من الحمام بسرعة، ورجعت الأوضة وقفلت الباب عليا بالمفتاح، ماعرفش ليه عملت كده؟.. بس حسيت اني مطمنة أكتر والباب مقفول، ماعرفتش انام تاني وفضلت قاعدة لحد ما النهار طلع، ومع شروق الشمس لبست هدومي وروحت البيت رقم 5، ركنت العربية على جنب قبل البيت، وطلعت المنظار وفضِلت قاعدة مستنية الشاب ده يخرج أو أي حد تاني ده لو فيه حد غيره ساكن في البيت، كنت حاسة بالنوم بيكبس عليا بشكل فظيع، لكن كنت بقاوم، بس غصب عني نمت على الدريكسيون، ماعرفش نمت قد ايه لكن فوقت على صوت الكلب، بصيت جنبي لقيته قاعد على الكرسي ومطلع لسانه، بصيت قدامي على البيت وساعتها شوفت الشاب خارج بالعربية، في الوقت ده اتأكدت إن البيت رقم 5 هو المقصود، ماهو معنى إن الكلب يصحيني من النوم وقت خروج الشاب فده معناه إن الكلب بيساعدني أوصل لصاحب الرسالة، وعشان كده خدت قرار إني هدخل البيت قبل ما يرجع، نزلت من العربية وقفلتها ومشيت ناحية البيت، حاولت ادخل لكن ماعرفتش افتح الباب، لفيت من عند باب الجنينة الوراني وساعتها طفشت الباب ودخلت، البيت كان هادي بشكل مخيف، كل الستاير مقفولة والأنوار هي كمان كانت مقفولة، الدنيا ضلمة كُحل، ولعت كشاف موبايلي ومشيت مش عارفة انا هبدأ منين؟.. بصيت بصة سريعة في الصالة لكن مالقتش حاجة ملفتة للنظر، دخلت المطبخ بس برضه ماكنش في حاجة غريبة، كنت بلف من ورا البار عشان اخرج بس ساعتها عيني جت على طبق فيه أكل كلاب، ده معناه إن في كلب عايش في البيت ده.. لكن انا لما شوفته خارج في المرتين ماكنش معاه كلب، خرجت من المطبخ وطلعت الدور التاني، مشيت بحذر ناحية الاوض، وساعتها بدأت اسمع صوت خبط، ماكنتش قادرة احدد الصوت جاي منين، لكنه صوت خبط بعيد، دخلت الأوضة الأولى على شمالي.. وكانت أوضة أطفال، مترتبة بشكل جميل وكل حاجة في مكانها، قفلت الباب تاني ومشيت للأوضة اللي بعدها، كانت أوضة النوم، بس كانت فوضوية بشكل غريب.. وعلى التسريحة كان في ميكاج وبرفانات حريمي.. اممم يعني فيه ست في البيت.. كده الرؤية بدأت تتضح، كلب وواحدة ست.. انا في البيت المقصود، الصوت عِلي شوية، وقررت امشي وراه، نزلت تحت، ولقيت الصوت بياخدني لحد الترابيزة اللي في نص الصالة، نمت وحطيت ودني على الأرض في محاولة مني اني اسمع الصوت، وسمعت ساعتها واحةد بتصرخ...
- HEEEEELP.. HEEEELP.
قومت بسرعة وشديت الترابيزة بعيد وبعدت السجادة، ووقتها لقيت باب صغير مقفول بقفل، وقفت ابص على القفل وانا بفكر هفتحه إزاي؟.. وبعدين جريت على المطبخ وبدأت أدور على أي حاجة افتح بيها القفل، لكن مالقتش.. رجعت تاني الصالة نمت وحطيت ودني على الباب وقولت بصوت عالي...
- مين اللي تحت؟
استنيت اسمع الصوت، وعيدت السؤال مرة تانية...
- مين تحت؟
جالي الصوت ضعيف بيقول...
- انا ماريا.
- انتِ صاحبة البيت؟
- ايوة انا صاحبة البيت.
- طب الباب مقفول بقفل، محتاجة أي حاجة اكسر بها القفل.
- اطلعي الدور التاني هتلاقي في أوضة الغسيل شاكوش هيساعدك في كسر القفل.
طلعت فوق بسرعة ودخلت اوضة الغسيل وفعلًا لقيت الشاكوش أخيرًا، خدته ونزلت تحت وبدأت أكسر القفل، وبعد كام خبطة اتكسر، رفعت الباب لفوق وساعتها شوفت ماريا.. ابتسمت في وشي أول ما شافتني وقالت..
- انا مش عارفة اشكرك إزاي؟.. لكن الحمدلله إنك قدرتي توصليلي.
كان باين إن المسافة بيني وبينها كبيرة جدًا ومحتاجة سلم، سألتها...
- هتطلعي ازاي؟
- هو بس اللي عارف مكان السلم.
- هو مين؟
- سُوليمان.
- طب.. طب ثانية واحدة وانا هحاول اطلعك.. جريت على أوضة الغسيل جيبت منها حبل كنت شوفته وانا بدور على الشاكوش، ورجعت تاني، ربطت الحبل حوالين وسطي وبعدين رميت طرفه لماريا وانا بقولها...
- بصي انتِ ارفع مني بكتير، لفي الحبل على وسطك وامسكي الطرف وانا هشدك.
- ماشي.
عملت ماريا اللي قولتلها عليه وبدأت اشدها، بس في نص المسافة لقيتها برقت وهي بتبص ناحيتي.. سألتها بقلق...
- مالك يا ماريا في ايه؟
مالحقتش تنطق لإني فجأة حسيت بجسم بيميل عليا وبإبرة بتغرز في رقبتي.
لما فتحت عيني لقتني نايمة على الأرض، وايديا متكتفة لورا، وماريا هي كمان كانت ايديها متكتفة لورا بس كانت في سابع نومة، قاعدة في زاوية من زواية الأوضة وراسها ساندة على الحيطة، مافيش دقايق والباب اتفتح، بص الشاب من فوق على منظري وبعدين سألني...
- عاملة ايه دلوقتي؟.
سكت شوية لكن لما عاد سؤاله مرة تانية جاوبته...
- انا كويسة.
- هتحسي بشوية صداع في الأول لكن كل ده هيختفي مع الوقت.. اعذريني انا ماكنتش قاصد أذيكي.. بس انتِ اللي دخلتي مكان ماينفعش تدخليه.
كنت مستغربة اعذاره.. ازاي خاطف واحدة ويعتبر خاطفني انا كمان وبيعتذر!.. ماردتش عليه واكتفيت بنرة التعجب على وشي، لكنه اتكلم وقال...
- اوعي تكوني فاكرة إني مبسوط عشان ماريا محبوسة!.. بالعكس انا أكتر واحد نفسه ماريا ترجع زي الاول، بس خلاص.. هي اختارت طريقها.. زي ما انتِ اخترتي طريقك دلوقتي.
- انا مش فاهمة حاجة!.. انت هتقتلني؟
- لا لا.. انا مش بقتل حد.. انتِ هتفضلي هنا عايشة كويس لحد ما يجي الوقت المناسب.
- اللي هو ايه؟
- بعدين هتعرفي.
بص بعدها على ماريا وكان باين عليه إنه زعلان، فسألته باستغراب...
- انت ليه حابسها هنا؟.. شكلك بتحبها؟
- ماهو عشان بحبها لازم تفضل هنا.
- يعني ايه؟.. وإزاي تحب واحدة وتعمل فيها كده؟
- ماريا عايزة تسيبني.. وانا مش هينفع اسيبها.
- بس انت كده بتعذبها.. بتموتها بالبطئ.
- انا ماقدرش اموتها.. ولا عمري فكرت أذيها.. بس هي اللي دايمًا بتحاول تأذيني.. وبصراحة مش عارف هي ليه بتعمل كده!.
- وهي أذتك في ايه؟
- عايزة تطلق وتاخد نص ثروتي.. عشان تروح تتجوز واحد غيري هي بتحبه.
- الحب مش بالعافية.
- انا عملت عشانها كل حاجة.. كل اللي نفسها فيه جيبتهولها.. وماكنتش طالب في المقابل غير انها تحبني.. بس الحاجة البسيطة دي هي ماقدرتش تعملها.. وبرغم كده انا مش قادر أذيها.
- غريبة انك شايف كل اللي بتعمله ده مش أذية!.. تفتكر هتأذيها أكتر من كده ايه؟
- لو واحد غيري كان قتلها.
رديت عليه بسخرية...
- لا كويس انك رحيم معاها وماقتلتهاش.
عيني جت وقتها على دم موجود في الأرضية، افتكرت الكلب فسألته...
- انت اللي قتلت الكلب؟
- ايوة.. قتلته في نوبة غضب.. ماكنتش عايز اعمل كده.. بس برضه هي اللي اضطرتني اقتله لما هربته عشان يحاول ينقذها.
- وهي هتهربه من مكان زي ده ازاي؟
- ماكنتش حابسها هنا.. انا كنت مقعدها في أوضتها فوق وسايب معاها الكلب عشان يونسها وماتبقاش لوحدها.. بس هي استغلت طيبتي وهربته من الشباك.. المسكين نط من الدور التاني وكان هيضحي بنفسه عشان ينقذها.. هي دي ماريا دايمًا عايزة الكل يضحي عشانها لكن هي ماتضحيش عشان حد.
في اللحظة دي اقتحمت الشرطة المكان.
********
(فلاش باك)
- انتِ كده جاهزة غادة.. بس خلي بالك عشان احنا مش عارفين هو ممكن يعمل معاكِ ايه؟
- ماتقلقش مايكل.. بس انت متأكد إن الجهاز ده هيسجل بصوت واضح؟
- ايوة متأكد.. اهم حاجة ماتتوتريش ولا تبينيله إنك بتستدرجيه.
- تمام.
********
اتقبض على سٌوليمان، واتحاكم بتهمتين الأولى كانت تهمة احتجاز ماريا والتانية كانت قتل الكلب واللي عرفت من ماريا إن اسمه داكوتا.. ماكنتش عارفة احكم على الموقف، مش قادرة اتعاطف مع أي حد فيهم.. هو حبها بإخلاص لكنه ارتكب جرايم باسم الحب ده.. وهي كانت طمعانة في فلوسه وخانته لكنها كانت ضحية الأسر!.. موقف غريب.. اما داكوتا فالحمدلله مابقاش بيظهرلي تاني.
تمت بحمد الله
بقلم الكاتب: شادي اسماعيل