القائمة الرئيسية

الصفحات


الأرض الحمرا قصص رعب شادي اسماعيل

بقلم الكاتب: شادى إسماعيل 

شديد: احرق البيت 

ياسمين: محمد الحقني يامحمد.. البيت بيولع.

******

شديد: عرفان مشغول دلوقتي في الحريق، والبيت عنده فاضي روح وهات الكتاب وإياك ترجع من غيره.

******

طلب مني الشيخ عرفان إني أنام على المرتبة بعدها مسك الكتاب اللي مكتوب عليه قبيلة الهدرا، وقرب مني.. حط ايده على راسي وبدأ يقرأ كلام مش مفهوم، وبعد دقايق حسيت نفسي بروح في عالم تاني.. روحي بتتسحب مني.. جسمي كله بيتنفض، بس فجأة كل ده اختفى، ولقيت نفسي واقف في وسط صحرا.. اتلفِت حواليا يمين وشمال ماكنش في غير الرمل، وبعد دقيقة تقريبًا لقيت الشيخ عرفان جنبي...

- عمي.. إحنا فين؟

- إحنا في أرضهم.

- في ارضهم!.. بنعمل إيه هنا؟

- بنعمل اللي المفروض يتعمل.

في اللحظة دي ظهر قدامي شخص شكله غريب.. رجعت لورا وانا بقول...

- انت مين؟.. وازاي ظهرت فجأة كده؟

ابتسم الشخص ده قبل ما يقول...

- ازيك يا محمد؟

- جابر!.. ايوة ده صوت جابر.

ابتسم الشيخ عرفان وقال...

- ازيك يا جابر؟

- بخير الحمدلله.. اهلًا بك في أرضنا يا شيخ عرفان.

- الموضوع بقى خطر يا جابر ولازم نخلص منه بأسرع وقت.

- هيخلص بإذن الله.. اتفضلوا معايا.

مشينا مع جابر لحد ما شوفت من بعيد خيام منصوبة، وصلنا عندها، وكنت حاسس إني بزور قبيلة من قبائل البدو اللي عندنا في الأرض بتاعتنا، بصيت للشيخ عرفان وقولتله بتعجب...

- اومال فين القصور والڤيلل اللي بنشوفها في المسلسلات؟

رد عليا جابر وقال...

- هنا الثراء للشيطان.. أما نحن فلا نفرَغ من العمل والعبادة.

- يعني إيه؟.. وبعدين انتوا بتشتغلوا إيه؟

- نحن نعمل على حماية بنو آدم من أعدائهم اللذين هم من بنو جِنسِنا.. ونتعبد إلى الله.

قالي الشيخ عرفان وقتها...

- استنى يامحمد دلوقتي.. مش وقت الأسئلة دي.. قولي يا جابر.. هنعمل إيه مع زركش؟

- هنقدمه للمحاكمة.

- بس ورقة العهد معاه.. هنقدمه إزاي بقى؟

- ماتقلقش يا شيخ عرفان.. كل حاجة هتبقى تمام.

******

في زنزانة واسعة كان شديد قاعد على كرسيه وهو ماسك في ايده ورقة العهد ومبتسم...

- اااه ورقة العهد.. حريتي اللي بدور عليها بقالي سنين.. اخيرًا هخرج من الزنزانة دي واشوف النور.. بس هو فين زركش؟!.

في اللحظة دي دخل عليه الزنزانة شخص منهم، بصله شديد وسأله...

- فين زركش؟.. ورقة العهد بقت في ايدي خلاص.. عرفان مش هيقدر يعمل أي حاجة.. وجِه الوقت عشان نخلص منه.

بصله الشخص ده وابتسم بسخرية...

- عرفان وصل.

برق شديد وسأل الشخص ده بقلق...

- وصل فين؟.

- عرفان في أرضنا دلوقتي.. وقاعد مع جابر.

- انت بتقول إيه؟.. إزاي؟

- هو ده اللي حصل من شوية.. والملك زركش طالبك عنده.

قام شديد بضعف وسند على عصايته وبعدها مشي مع الشخص ده، كان ماسك ورقة العهد في ايده ومتبت عليها، طلعوا على السلم وبعدها مشيوا في ممر طويل قبل ما يدخلوا قاعة من القاعات وهنا كان زركش قاعد على كرسي فخم وأول ما شاف شديد قاله بغضب...

- عرفان وصل أرضنا إزاي؟

رد شديد في ارتباك...

- مـ..مـ..ماعرفش!.. بس أكيد.. أكيد جابر هو اللي سهله الوصول لحد هنا.

- وانت كنت بتعمل إيه؟

- كـ.. كـ.. نت بجيب دي.

مد شديد ايده بورقة العهد، وخدها الشخص اللي واقف جنبه واداها لزركش اللي فتحها وبدأ يقرأها وكانت ابتسامته بتوسع مع كل سطر بيقراه ولما خلص لف الورقة مرة تانية وقال لشديد...

- عظيم.. قدرت توصل لورقة العهد.

- تلميذك النجيب.

- بس وجود عرفان هنا مايطمنش.. الورقة دي كان ممكن تنفع لو خلصنا منه هناك.. لكن بوصوله لحد هنا الورقة مابقاش لها لازمة.. لإننا مش هنقدر نخلص منه.

- انا شايف إن دي أحسن فرصة.

- غبي وهتفضل طول عمرك غبي.. عرفان دلوقتي في قبيلة الهدرا وتحت حمايتهم.. وإحنا بينا وبينهم عهد.. لا نتعدى عليهم ولا يتعدوا علينا.

- اااااه يبقى لازم عرفان يرجع ارضه من تاني.

- وهنعملها إزاي دي بقى يا أذكى أهل الأرض؟

- ماتقلقش سيب الموضوع ده عليا.

- لما نشوف.

******

- انا مش عارف إحنا مستنين إيه يا جابر؟

سألت جابر السؤال ده بعد وقت طويل قاعدين في الخيمة مابنعملش أي حاجة.. فبص لي وقال...

- الصبر يامحمد.. الصبر يوصلك للي انت عايزه.

- ايوة بس ملك في المستشفى بين الحياة والموت.. هنصبر لحد ما تموت؟

- إن شاء الله مش هتموت.. انا هقولك عشان تهدا.. انا بعت واحد من القبيلة عشان يراقب زركش وشديد ويحاول يوصل للعهد.. ولو ماعرفناش هيبقى في طريقة تانية.. ودلوقتي إحنا مستنين الشخص ده عشان نشوفه عمل إيه.

- تمام يا جابر ربنا يستر.

******

رجع شديد زنزانته وبدأ يتحرك في الزنزانة رايح جاي وهو ساند على عصايته وبيكلم نفسه بصوت مسموع...

- عرفان.. انت مش عايز تنتهي وتريحنا منك ليه؟.. بس انا هخلص منك مهما كان التمن.

راح شديد للمكتب اللي في زنزانته واللي كان عليه كتب وأوراق، فتح كتاب منهم وبدأ يقرأ شوية طلاسم وبعدها عينيه برقت في الفراغ قدامه، مد ايديه الاتنين في الهوا وكإنه بيخنق حد، عينيه كانت مليانة شر، شكل ايده كإنه بيضغط بكل قوته عشان يخنق الشخص ده بس فجأة، فجأة بعد ايده وهو بيرتعش وبيصرخ...

- لا..لا.. لا.

مسك ايديه وفضل يبص فيهم وبعدين قال وهو ماسك كف ايده اليمين وبيفرك فيه...

- ياسمين.. لازم ياسمين تبعد عن ملك.

بعد الجملة دي صرخ بصوت عالي...

- بيچان .. بيچان .

ظهر من العدم بيچان ده ووقف قدامه وقال...

- في خدمتك سيدي شديد.

- ياسمين بنت فاطمة.. تبعدها عن بنتها، بس إياك تأذيها قبل ما اقولك.

- أمرك سيدي.

اختفى بيچان من قدام شديد اللي قال بصوته التخين...

- لما نشوف اخرة العيلة دي إيه؟!.

******

ياسمين: كنت قاعدة على الكرسي جنب السرير، مايلة بجسمي على السرير وراسي عند ايد ملك.

فتحت عيني مع الصوت، ورفعت راسي وبصت ناحية الباب، بس ماكنش في حد، والباب مفتوح، انا متأكدة إنه كان مقفول، قومت ومشيت بهدوء ناحية الباب وخرجت بره بصيت في الطُرقة بس كانت فاضية، الساعة وقتها كانت 2 بالليل، لفيت وشي ورجعت الأوضة، لكن في اللحظة دي شوفت خيال أسود واقف عند راس ملك، جريت عليها بسرعة وقعدت جنبها، كانت زي ما هي مابتتحركش بس لاحظت ان الخيال بقى فوق راسها، وقتها مسكت ايدها وبدأت اقرأ قرآن"اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ"

بدأت اسمع صوت الهمس في ودني، كان صوته قوي بس ماوقفتش قراية، ملك بدأت ترتعش وجسمها يتشنج، والجهاز بدأ يعمل صوت.

الدموع بدأت تنزل على خدي، عَليت صوتي أكتر "وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ، فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ، فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ۖ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ" ساعتها سمعت صرخة عالية في ودني.. وفجأة كل حاجة انتهت.. صوت الهمس وقف والمكان هِدي.. بصيت حواليا وبعدين بصيت على ملك جسمها مابقاش بيرتعش.

*******

- شديد بيحاول يوصل لياسمين يا عرفان.

- إزاي ده يا جابر؟

- الكلب بعت واحد من خدامه عشان يبعدها عن ملك.

- انا لازم ارجع دلوقتي.

- لا.. ده اللي هو عايزه.. خليك انت وماتقلقش انا هتصرف.

- مايقلقش إزاي يا جابر؟.. وانت بتقول انها في خطر.

- انا هحميها يا محمد.. شديد بيعمل كل ده عشان ترجعوا تاني وهناك يقدر يأذيكوا.. لإن طول ما انتوا هنا مش هيقدر يجي جنبكوا.. فهمت؟

هزيت دماغي وانا بقوله...

- فهمت.

*******

كان زركش قاعد في كرسيه وبيفكر في طريقة للخلاص من عرفان، بعدها رفع وشه ناحية الباب وقال...

- إباق.

دخل إباق وهو خادم من خدام زركش ووقف قدامه، وساعتها اتكلم زركش وقاله...

- هتروح لقبيلة الهدرا وتبلغ رابان إني بطلب مقابلته على وجه السرعة.

- أمرك سيدي زركش.

اختفى إباق من القاعة وسرح زركش قبل ما يبتسم إبتسامة خبيثة ويقول...

- دلوقتي بقى هنشوف رابان هيختارك ولا هيخار حياته يا عرفان.

*******

كنا قاعدين في الخمية انا وعمي وجابر لما لقينا واحد داخل وبيبلغ جابر بإن في مرسول من قبيلة زركش.. طلب جابر منه يدخل المرسول.. وأول ما دخل بصلنا بغضب وقال...

- سيدي زركش بيطلب مقابلتك في أسرع وقت.

بص جابر للشيخ عرفان اللي هزله راسه بالموافقة.. بعدها قال جابر للمرسول...

- بلغه إن المقابلة هتكون في الأرض الحمراء.

خرج المرسول من الخيمة وهنا لف جابر وشه للشيخ عرفان وقاله...

- زركش هيخيرني بينك وبين الحرب.

- وانت هتختار إيه يا جابر؟

- تفتكر بعد العمر ده كله هختار مين يا شيخ عرفان؟!

- بس الحرب فيها خطر عليك وعلى قبيلتك.

- اللي ربنا كاتبه هيكون.. أقدرانا مكتوبة وهنشوفها مهما كان.

- انا لازم اجي معاك.

- خليك انت يا شيخ عرفان.

- لا انا هاجي معاك وهقابل زركش.. محمد ممكن يستنى هنا.

ردت عليه بسرعة...

- لا ياشيخ عرفان انا هاجي معاكوا.

- خلاص يبقى نروح كلنا.. وعلى بركة الله.

*******

( أحد الجان يتكلم)

كنا مع ياسمين وملك زي ما الملك جابر قلنا، فضِلنا جنبهم عشان نحميهم من بيچان اللي بعته شديد عشان يبعد ياسمين عن ملك، ماكنتش حاسة بوجودنا معاها، كانت قاعدة وماسكة ايد ملك وبتبصلها والدموع في عينيها وبتقول...

- يا ترى انت فين يا بابا انت ومحمد؟

ووإحنا واقفين جنبهم حسيت بحركة غريبة بره الأوضة، وإتاكدت بنفسي إن بيچان واعوانه وصلوا المستشفى، بس فجأة اختفى، وده معناه إنه عرف بوجودنا، لكن ماكنتش مطمن لإن بيچان من الخدم اللي يقدروا يتخفوا حتى عن أنظارنا إحنا من بنو جِنسه، وعشان كده طلبت من اللي معايا جزء منهم يوقف قدام الباب والجزء التاني يفضل موجود في الأوضة، استنيته كتير بس ماظهرش ودي كانت حاجة تقلق، ركزت وقتها على ياسمين، لإني عارف إنه هيهاجمها قبل ملك، دي أوامر شديد لي، ياسمين كانت لسه في مكانها ومابانش عليها أي حاجة مريبة، لكن فجأة صرخت صرخة عالية...

******

وصلنا الأرض الحمراء انا والشيخ عرفان وجابر ومعانا مجموعة كبيرة من قبيلة الهدرا.. ومن بعيد كنت شايف سواد، ماكنتش قادر أميز إيه السواد ده، لحد ما قربنا واكتشفت إنهم مجموعة من الجن واقفين وقدامهم كبيرهم أو زعيمهم زركش.

اتقدم جابر ومعاه الشيخ عرفان وانا كنت واقف وراه، وقدامنا كان واقف زركش ووراه خدامه كلهم تقريبًا.. وبدأ الكلام زركش وقال...

- طول عمرك شجاع يا عرفان.

بصله الشيخ عرفان وسكت، فاتكلم جابر وقاله...

- طلبت تقابلني ليه؟

- أكيد انت عارف انا طلبت اقابلك ليه.

- عرفان ضيف عندي وفي حمايتي.. ولو فكرت تقرب منه يبقى نقضت العهد بيني وبينك وساعتها هتجني على روحك.

- ومن إمتى بنسمح لإنسي يدخل أرضنا أو يزور الأرض الحمراء؟

- لما يكون الإنسي وراه حد زيك ويلجألي، واجبي احميه منك ومن غيرك.

- بس انت كده خلفت قوانين أرضنا.. ومن واجبي اشتكيك لمحكمة الجان.. بس انا مش هعمل كده، هتطلع أحسن منك واقف مع اللي من جنسي، لكن في المقابل تسلمني عرفان واللي معاه.

ضحك جابر بسخرية قبل ما يقوله...

- لو في حد المفروض يتقدم للمحكمة فهو انت يا زركش.. وإياك تكون فاكر عشان سرقة ورقة العهد يبقى مش هقدر اقدمك للمحكمة.

- اسمع الكلام يا رابان وقدملي عرفان واللي معاه يفضل مابينا العهد والسلام.

- لو انا وقبيلتي هيكون اخر يوم لنا في الحياة مش هسلمك عرفان.

- انت بتحكم بالموت على قبيلة كاملة عشان الإنسي ده؟

- انا لو مٌت هموت عشان الحق سواء الحق ده كان حق إنسي أو جان.

في اللحظة دي سمعت صوت جاي من بعيد، كان أشبه بصوت فحيح الأفاعي، انا عارفة كويس الصوت ده، المجموعة اللي ورا زركش كانت بتتفرق لاتجاهين ومن بينهم ظهر صاحب الصوت.. كان شديد ماشي ساند على عكازه وقرب وهو بيقول...

- رابان ملك ملوك الجان، اللي بكلمه منه يأذي ألف إنسان، أصبح يتكلم عن الحق والموت في سبيله.

بصله جابر بغضب وقاله...

- كويس انك عارف إني ملك ملوك الجان، وإني أقدر أذي أي إنسان، واللي انت منهم لتكون حبستك عند زركش نستك إنك إنسي.

وقف شديد جنب زركش وحاول يفرد ضهره وقال...

- انا في حماية ملكك زركش.

ضحك جابر بسخرية...

- ملكك محتاج اللي يحميه.

اتكلم زركش بعصبية وقال..

- الزم حدك يا رابان وإلا هيكون ليا تصرف تاني معاك.

بص وقتها شديد للشيخ عرفان وقاله...

- شكلك نسيت إنك سايب في أرضكوا كنز ثمين.

طبعًا شديد كان يقصد يهدد الشيخ عرفان بياسمين وملك.. فـ رد جابر عليه بسرعة وقاله...

- تقصد بيچان وخدامه.. دول ماتوا خالص.

اتفزع شديد ولف زركش وبصله بغضب، وبعدها قال...

- انا شايف إننا نحل الموضوع بيني وبينك، مش محتاجين نروح للمحكمة.

رد عليه جابر بتحدي...

- وانا كمان شايف كده.

وبعدها بدأت الحرب.

*******

(أحد الجان يتكلم).

اتفاجئت من صرخة ياسمين لإنه ماكنش باين عليها حاجة، بس بصيت على ملك لقيت جسمها كله بيتهز جامد، وبتتنفض في السرير، ماكنتش شايف أي حد قريب منها، جريت ياسمين وخرجت بره الأوضة وبعد ثواني رجعت ووراها الدكتور والممرضة بيجروا، قربوا من ملك وبدأوا يحاولوا ينقذوها، وانا واللي معايا بنحاول نوصل لبيچان اللي أكيد موجود معاها دلوقتي.. بس في اللحظة دي بدأت ياسمين تقرأ قرآن، كانت بتقرأ وهي بتعيط، ومع قرايتها، بيچان واللي معاه بدأوا يصرخوا ويظهروا، وقدرت اعرف هم موجودين فين، مسكناهم كلهم وقتلناهم.. ملك جسمها هِدي، وبعد دقايق فتحت عينيها، جريت ياسمين وحضنتها، ابتسمت ملك في وشها، أما الدكتور فكان واقف هو والممرضة مش فاهمين أي حاجة.

******

كان قلبي بيدق بسرعة رهيبة وحاسس بالخوف، جابر وزركش اعلنوا الحرب على بعض، وانا والشيخ عرفان واقفين في وسط الأرض الحمراء، مش عارف هنعمل إيه لو حاربوا بعض، وفجأة بدأ ت الحرب، بس ساعتها لقيت جابر بيدي أوامر لمجموعة من قبيلته إنهم يحاوطونا ويمنعوا أي حد إنه يوصلنا.. وفعلًا المجموعة دي لفيت حواليا انا والشيخ عرفان وكانوا مستعدين يقتلوا أي حد يقرب من الدايرة.

اللي كنت شايفه شئ عمري ما شوفته في حياتي، كانوا بيواجه بعض بسرعة رهيبة وقوة عجيبة، في منهم اللي بيحارب على الأرض وفي منهم اللي بيحاربوا وهم طايرين، مش هقدر أوصفلكوا المشهد بالظبط، لكن في الوقت اللي كانوا بيتحاربوا فيه، كان الشيخ عرفان بيقرأ قرآن بصوت عالي جدًا "إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ (6) وَحِفۡظٗا مِّن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ مَّارِدٖ (7) لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ (8) دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ" فضِل يقرأ آيات كتير بصوت عالي.. ولاحظت إن قوة زركش واللي معاه بتضعف، وفي منهم اللي بدأ يصرخ ويوقع على الأرض.. الغريبة إن جابر وزركش كانوا بيتواجهوا بالسيوف، والمواجهة بينهم كانت شرسة جدًا.. الاتنين أقويا والاتنين ملوك، بس القرآن كان سلاح قوي بيساعد جابر لإنه أضعف زركش وخلاه يفقد جزء كبير من قوته ومن تركيزه، وفجأة شوفت شديد بيحاول يهرب.. كان بيتسحب من وسط ارض الحرب في هدوء.. قولت للشيخ عرفان...

- شديد بيحاول يهرب.

بص للشيخ عرفان لواحد من اللي واقفين حوالينا وقاله...

- هات شديد وماتخلهوش يهرب منك.

اتحرك بسرعة الجن عشان ينفذ كلام الشيخ عرفان، وقدر إنه يمسك شديد ويرجع به، جابر وزركش كانوا لسه بيبارزوا بعض بالسيوف لحد ما في النهاية سيف زركش وقع منه، وهنا استسلم لجابر.. اللي طلب من مجموعة إنها تقيد زركش لتقديمه للمحكمة.

بعدها قرب جابر مننا وسألنا إذا كان حد فينا حصله حاجة لكن طمناه إننا بخير، رجعنا بعد كده للقبيلة مرة تانية، ومعانا زركش وشديد وكام واحد من خدام زركش اللي اتأسروا في الحرب، وسابنا جابر في الخيمة وراح عشان يجهز المحكمة لمحاكمة زركش وشديد.. ساعتها بصيت للشيخ عرفان وقولتله...

- انا قلقان جدًا على ياسمين وملك.

- ماتقلقش، طالما جابر اتصرف التصرف ده يبقى هو عرف إنهم في أمان.

- وهو عرف منين؟.. ما هو كان معانا طول الوقت.. لا انا مش مطمن.

دخل واحد من القبيلة فجأة الخيمة وقال...

- السلام عليكم.

ردينا عليه في نفس واحد...

- وعليكم السلام.

قرب مننا وبعدها قال...

- انا حابب اطمنكوا على ياسمين وملك.

قولتله بلهفة...

- هم بخير؟

- اه الحمدلله بقوا في أمان.

- طـط ب وانت عرفت منين؟

- انا اللي كنت موكل بحراستهم.

- طب احكيلي اللي حصل؟

بدأ يحكيلي اللي حصل معاهم في المستشفى.. وبعد ما خلص اتنهدت وقولتله...

- انا مش عارف اشكرك إزاي؟

- ده واجبنا.. ولا شكر على واجب.. ويكفي إننا بنساعد الشيخ عرفان.

ابتسم الشيخ عرفان في وشه، بعدها استأذن الجن ده ومشي، وهنا قالي الشيخ عرفان...

- اطمنت وبالك ارتاح.

- اه الحمدلله.. يعني انت ماكنتش قلقان يا عمي؟

- لا طبعًا كنت قلقان، بس لما جابر قال لزركش وشديد إن بيچان اتقتل كنت مصدقه، لإني عارف إن عمره ما كان هيتحرك إلا لما يتأكد إنهم بخير.

- طب الحمدلله إننا اطمنا عليهم هناك، إحنا هنعمل إيه هنا؟

- هنستنى محاكمة زركش.. وبعدها هنرجع تاني.

- والمحاكمة دي هتكون إمتى؟

- النهاردة مش هتاخد وقت.

- ربنا يستر.. بس هو إيه اللي المفروض هيتعمل في المحاكمة دي؟

- ماتستعجلش يا محمد.. كلها شوية وهتشوف بنفسك.

سكت مع إني كان جوايا فضول رهيب اعرف إيه اللي هيحصل، بس انا عارف لو قعدت اسأله مش هيقولي.. فخدتها من قاصرها وسكت وانا مستني المحاكمة.

بعد شوية دخل جابر الخيمة، وقالنا إن زركش هيتقدم للمحاكمة دلوقتي و وشديد.. قومنا انا وعمي الشيخ عرفان وخرجنا مع جابر عشان نحضر المحاكمة.

المنظر بره كان مختلف تمامًا عن المنظر قبل ما ندخل الخيمة.. القبيلة كلها كانت واقفة بتتفرج وعاملين دايرة حوالين ساحة كبيرة، وفي وسط الساحة كان في مسرح صغير قدامه سلمتين وبعده بمسافة كان في منصة كبيرة شكلها غريب المنصة كانت لخمس أفراد، لكها كانت مدرجة، في مكان عالي لشخص واحد وتحته اتنين واحد على اليمين والتاني على الشمال وكل واحد من دول تحته واحد تاني.. اما على شمال المنصة فكان في مكان يقعد عليه 3 أفراد، وفجأة شوفت زركش وشديد جايين من وسط الناس.. كانوا متقيدين بالسلاسل والحراس بيجروهم، للمحاكمة.. مشيوا بهم لحد ما وقفوا في نص الساحة وكان وشهم للمنصة.. في اللحظة دي طلب جابر من الشيخ عرفان إن يقعد على المكان الموجود شمال المنصة.. وبعدها سابني ومشي.. وروحت انا وعمي قعدنا زي ما قال جابر، أما جابر فاتحرك ناحية المنصة ولقيته قعد على الكرسي الأول على اليمين يعني كان قاعد تحت رئيس المحكمة أو مش عارف بيسموه إيه.. وبعد دقايق شوفت واحد ضخم جدًا، وشكله مهيب، أول ما دخل وسط الساحة كل اللي واقفين سكتوا، اتقدم ناحية المنصة، وبعدها طلع قعد على أعلى كرسي وشاور للأربعة اللي تحته واللي كان جابر واحد منهم، شاورلهم يقعدوا، بص لزركش وشديد بغضب وبعدين قال...

- المرة اللي فاتت قدرت تهرب ولما رجعت حكمتلك إنك تفضل وسطنا في سلام.. لكن استمريت في طغيانك وأذية البشر.. المرة دي لو ثبتت أذيتك لحد فيهم مش هتقدر تهرب.

اتكلم زركش وقال...

- سيدي چهانكير .. هم اللي أذوني وهم اللي نقضوا العهد.

- أي عهد؟

- العهد اللي بيني وبينهم.

- وأذوك إزاي؟

- العهد اللي بيني وبين عرفان إنه ما يأذيش أي خادم من خٌدامي.. لكنه استمر في قتلهم وتعذيبهم.. وكل ده كان بمساعدة جابر.

بص چهانكير لجابر وسأله...

- الكلام اللي بيقوله زركش صحيح؟

وقف جابر قبل ما يرد ويقول...

- غير صحيح.. زركش هو اللي كان بيسلط أتباعه لأذية البشر، وعرفان كان دوره إنه يحاول يعالج الناس من الأذى اللي طالهم على إيد زركش وخُدامه.. وكان بيدعوهم إنهم يخرجوا في سلام بس ماكنوش بيوافقوا وبيصمموا على السر والأذية.. وزركش كمان استعان بساحر اسمه قيسوم عشان يساعده في أذية البشر ولما قيسوم اتقبض عليه استعان بشديد عشان يكمل مهمته.

بص چهانكير لشديد وقاله...

- مش انت الفتى اللي هربك زركش زمان من القبيلة؟

رد شديد بإرتباك...

- ايوة انا.

كمل چهانكير كلامه وهو بيبص لزركش وقال...

- يعني انت هربت الفتى زمان عشان تستخدمه في أذية البشر.

- سيدي انا ماستخدمتش شديد، هو اللي كان بيحاول يساعدني في مواجهة عرفان بعد اللي عمله معايا.. انا طلبت من عرفان كتير يسيبني في حالي ويبعد عن طريقي لكنه رفض وهددني إنه هيقتلني.

قاطعه جابر وقال...

- ماحصلش.. انت اللي رفضت تبعد عن طريق عرفان.. وكمان كنت بتلعب بمحمد وفهمته إنك قتلت فاطمة مرات عرفان.

اتكلم چهانكير وسأل زركش...

- انت اللي قتلت مراته؟

سكت زركش لثواني وبعدين قال...

- لا مش انا.

- اومال مين؟

- ماعرفش.

اتكلمت انا ساعتها وقولت...

- هو قالي إنها ماتت على ايده.

بص لي چهانكير وبعدين بص لزركش وسأله...

- انت قولت كده؟

- ايوة قولت.. كنت بضحك عليه عشان..

سكت زركش فسأله چهانكير بحدة...

- عشان إيه؟

ماردش عليه، بس انا اللي رديت...

- كان عايزني اسرق ورقة العهد اللي الشيخ عرفان كان مخبيها.. وبالمناسبة هو سرقها.

قام جابر وسلم چهانكير ورقة العهد وهو بيقوله...

- هو ده العهد اللي كان بين الشيخ عرفان وزركش.

قرأ چهانكير العهد وبعدين حط الورقة قدامه وقال لزركش...

- انت اللي أمرت شديد بحرق بيت محمد نسيب عرفان؟

سكت زركش وماردش.. زعق فيه چهانكير ...

- انت اللي أمرته؟

- لا مش انا.

وجه چهانكير كلامه لشديد...

- مين اللي طلب منك تحرق بيت محمد؟

- زركش طلب مني أخلص من عرفان بأي طريقة.. وكان لازم اجيب ورقة العهد عشان ما يتقدمش للمحاكمة.. وحرقت البيت عشان اقدر ادخل بيت عرفان واجيب ورقة العهد.

- انت اللي بعت بيچان عشان يأذي ياسمين وتستفرد بملك؟

- ده كان مجرد حركة مني عشان أجبر عرفان يرجع الأرض بتاعتهم.

- وطبعًا كنت ناوي تقتله هناك بما إن ورقة العهد بقت معاك؟

سكت شديد وماتكلمش.. بص چهانكير للشيخ عرفان وقاله...

- عرفان.. انت حاولت تتعدى على زركش أو أي حد من خُدامه؟

رد عليه الشيخ عرفان...

- ماحصلش.. انا كنت بأدي دوري وبحمي الناس من شره وشر اتباعه.

- هل عندك دليل على أذية زركش للبشر؟

- عندي دليل.

- فين هو الدليل؟

- الأربع خواتم دول زركش كان مسخر عليهم خدمُه، ومرسوم جواهم الطلسم بتاعه.

قلع الشيخ عرفان الخواتم وساعتها قرب واحد من الحراس وخدهم منه ووداهم لچهانكير .. اللي مسك الخواتم وبعدين تمتم بكلام انا مش فاهمه بس فجأة خرج من الخواتم الأربع ملوك.. وكلهم وقفوا قدام چهانكير .. شكلهم كان بشع، كانوا بيبصوا حواليهم باستغراب، وبعدها بصوا على زركش اللي بص في الأرض بإنكسار، وهنا سألهم چهانكير ...

- مين اللي كان مسخركوا على الخاتم؟

- زركش.

- وإيه كان المطلوب منكوا؟

- مساعدة قيسوم في الأعمال والسحر.

- وساعدتوه فعلًا في أذية البشر.

- ساعدناه.

قال چهانكير بصوت عالي...

- يعدموا في الحال.

قربوا الحراس من الأربع ملوك وجروهم لحد وقفوا قدام المسرح، وفوق كان واقف السياف قدام المقصلة طلعوا اتنين حُراس ومعاهم أول ملك، وقعدوه على ركبه قدام السياف اللي رفع السيف ونزل به على رقبة الجن.

 بعد كده الحُراس طلعوا الباقيين واحد ورا التاني لحد ما الأربعة اتعدموا.. ماكنش بينزل منهم دم، اللي كان بينزل منهم حاجات سودة لزجة، والغريب إن المادة بمجرد ما لمست الطاولة أو المسرح أو أيًا كان اسمها، خرج دخان وبعدها اتبخرت، كنت مركز معاها لحد ما فوقت على صوت چهانكير بيقول...

- تم إثبات نقض زركش للعهد.. ومحاولته قتل عرفان.. أما الساحر المدعو شديد فكان صادر في حقه قرار بالإعدام، مع إثبات الأفعال اللي صدرت منه ومحاولته قتل عرفان وعيلته وحرق بيتهم.. رأي ملوك القبائل إيه؟

بصوا الأربعة اللي قاعدين تحت چهانكير لبعض بعدها رد كل واحد فيهم وقال إنه شايف زركش يستحق حكم الإعدام، بعد كده قال چهانكير ...

- حكمنا علي الساحر شديد بالإعدام لهروبه في المرة الأولى ولحرقه بيت محمد ومحاولته قتل عرفان، وحكمنا على زركش بالإعدام لإنه خرج عن قانون القبيلة وهرب الساحر وكمان نقض العهد وأذى البشر وحاول قتلهم.. فلازم يكون عبرة لكل جني في أرض الجان يفكر ينقض العهد أو يخرج عن قانون الأرض.

بعد ما خلص چهانكير كلامه ونطق الحكم، قرب الحُراس من زركش وشديد سحبوهم، لطاولة الإعدام، وتنفذ فيهم الحكم بنفس الطريقة اللي اتنفذ بها الحكم على ملوك الخواتم الأربعة، وبعد تنفيذ الحكم، خرج چهانكير من وسط الساحة ووراه ملوك القبائل التلاتة أما جابر ملك قبيلة الهدرا، فقرب مننا وقال للشيخ عرفان...

- أخيرًا خلصنا منه.

رد عليه الشيخ عرفان...

- الحمدلله.. كان أذى لناس كتير.

- دي النهاية اللي كان يستحقها.

- انا لازم أرجع دلوقتي.

رد عليه جابر وقاله...

- مش عايز تعرف مين اللي قتل مراتك؟

- مين يا جابر؟

- نيروز.

رد عليه الشيخ عرفان بتعجب...

- نيروز!

- ايوة نيروز هي اللي قتلتها.. خنقتها بالدخان لحد ما ماتت.

- وليه ما قولتليش من زمان؟

- كنت خايف عليك تفتح على نفسك حرب في أكتر من اتجاه.. بس بما إنك هنا وخلاص خلصنا من زركش فكان لازم اقولك.

سكت الشيخ عرفان شوية وبعدين قال لجابر...

- انا لازم ارجع انا ومحمد دلوقتي.

- تمام.. اشوف وشك بخير يا عرفان.

- اشوفك على خير يا جابر.

*******

ماعرفش إيه اللي حصل بعد كده لكني فتحت عيني لقتني نايم على المرتبة مكاني.. قومت واتعدلت في قعدتي لقيت الشيخ عرفان نايم على المرتبة جنبي، هزيته...

- عمي.. شيخ عرفان.. يا شيخ عرفان.

فتح عينيه أخيرًا وبعدها قام وبص لي، قولتله وانا بتنهد...

- حمدالله على السلامة.

- في إيه؟

- مافيش انا كنت بنده على حضرتك واتخضيت لما ماردتش.

ابتسم وقالي...

- ماتخافش العمر لسه في باقية.

قولتله وانا مبتسم...

- ربنا يطول في عمرك يارب.. بس إيه اللي إحنا كنا فيه ده؟

- مش قولتلك هتشوف حاجات عمرك ما شوفتها.

- الصراحة كان موضوع على قد ما هو مرعب على قد ماهو ممتع.. واهم حاجة إننا الحمدلله خلصنا من زركش واتأكدنا من موته.

- الحمدلله.

- بس صحيح ياعمي هي مين نيروز دي؟

ارتبك شوية قبل ما يقولي...

- إحنا لازم نقوم نطمن على ياسمين وملك.. بقالنا أكتر من اربع ساعات سايبنها.. زمانها قلقانة خصوًا بعد اللي حصل لملك.

- اه صح ياسمين وملك.. انا هقوم اروحلهم.

- استنى يابني رايح فين؟.. انا هاجي معاك.

- طب يلا ياعمي يلا.

غيرنا الهدوم اللي كنا لابسينها ولبسنا هدوم عادية وبعدها نزلنا روحنا المستشفى، الشيخ عرفان طول الطريق كان سرحان، مارضتش اقطع تفكيره وسكت لحد ما وصلنا المستشفى، وأول ما دخلنا الأوضة لقيت ياسمين قاعدة على السرير جنب ملك اليل ضحكت ضحكتها الجميلة أول ما شافتنا.. قربت منها وحضنتها وبعدين سلمت على ياسمين اللي كان باين عليها الزعل وسألتنا...

- انتوا كنتوا فين كل ده؟

رديت عليها بهدوء...

- كنا في مشوار كده بنخلص موضوع زركش.

- وخلص بقى؟.. ولا لسه في حاجات تانية؟

- لا الحمدلله خلص.

بصت للشيخ عرفان وسألته...

- خلص فعلًا يا بابا؟

- الحمدلله يابنتي.. خلاص زركش مش هيظهر في حياتنا تاني.. وانتِ وبنتك بقيتوا في أمان.

- الحمدلله.

دخل الدكتور الأوضة عشان يطمن على ملك، وبعدها قال إن حالتها كويسة وتقدر تخرج الصبح.. وفعلًا بعد كام ساعة خرجنا من المستشفى وروحنا البيت عند الشيخ عرفان.. لما وصلنا ملك حكتلنا إنها لما كانت في الغيبوبة شافت حماتي الحاجة فاطمة وهي بتدافع عنها وبتحميها من واحد ماتعرفوش.. بس طبعًا انا والشيخ عرفان كنا عارفين مين الشخص ده.. كان شديد.. بعد شوية استأذن الشيخ عرفان ودخل أوضته، بس كنت خايف عليه لإنه كان مهموم، أكيد عشان الكلام اللي جابر قاله قبل ما نرجع، دخلت وراه لقيته قاعد سرحان، قربت منه وقولتله...

- ربنا يرحمها يا عمي هي أكيد في مكان أحسن دلوقتي.

- أكيد.. انا بس اللي مش فاهمه ليه نيروز عملت كده!

- وهي مين نيروز دي؟

- دي قصة طويلة ابقى احكيهالك بعدين.. دلوقتي بقى سيبني واخرج عشان عايز ابقى لوحدي.

- انت كويس يا عمي؟

- اه الحمدلله.. ماتقلقش.

- طب عن إذنك.

سيبته وخرجت بس كنت قلقان عليه.. أكيد زمانه زعلان على حماتي الله يرحمه.. لكن في نفس الوقت كنت ستعجل جدًا عشان اعرف مين نيروز؟.. وياترى حكايتها إيه؟.. وإيه اللي وصلها تقتل الحاجة فاطمة؟.. أكيد لو عرفت هرجع واقولكوا سلاموا عليكم.

تمت بحمدالله.

 بقلم الكاتب: شادي إسماعيل.



التنقل السريع